الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3515 ). زمن البحث بالثانية ( 0.013 )

العام الهجري : 1182 العام الميلادي : 1768
تفاصيل الحدث:

كان الخليفةُ العثماني مصطفى الثالث قد طلب من والي مصر حمزة باشا اثني عشر ألف مقاتل لمحاربة الروس، فأوقعت المماليكُ والباشا الفِتَنَ بحَقِّ علي بك متولي المشيخة، وقد ورد فرمانٌ في قتله وإرسال رأسِه إلى السلطان غيرَ أنَّ علي بك عَلِمَ بذلك وتربَّص بالرسل وقتلهم، وأعلن استقلاله بمصر بدَعمٍ مِن الروس؛ من أجل إضعاف الدولة العثمانية. كتب علي بك إلى الشيخ (ظاهر) ظاهر العمر أمير عكا يُعلِمُه بذلك، فعلم الخليفةُ بذلك فأرسل إلى والي دمشق للسيرِ بخمسة وعشرين ألف جنديٍّ لمنع جنود عكا من مساعدة علي بك، فسار والي دمشق، غير أن الظاهر لاقاه في ستة آلاف في موقع ما بين جبل النيران وبحيرة طبرية، وردَّه على أعقابه، ثم أرسل علي بك محمد بك أبا الذهب لمحاربة الشيخ هامان وقبيلته بالحجاز، وتغلَّب عليهم، وقد كَلَّفت هذه التجريدة قرابة 26 مليون فرنك.

العام الهجري : 1186 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1772
تفاصيل الحدث:

بعد أن تمكَّن محمد بك أبو الذهب من مصرَ على إثرِ هزيمة قوات أستاذه علي بك، اشتدَّ الأمر بعلي بك ولاحت على دولتِه لوائح الزوالِ، وكاد يموتُ من الغيظ والقهر, ثم شرع في تجهيزِ تجريدةٍ أخرى وأميرُها علي بك الطنطاوي, ووقعت بينهم معركةٌ قوية هُزِمَت فيها عسكر علي بك, فرَكِبَ إلى داره وحمل حمولَه وأمواله وخرج من مصر وذهب إلى جهة الشامِ، وذلك ليلة الخامس والعشرين من شهر المحرم، وبصحبته علي بك الطنطاوي وباقي صناجقه ومماليكِه وأتباعه وطوائفه. فلما أصبح يوم الخميس سادس عشريه عدَّى محمد بك إلى برِّ مصر، وأوقدوا النارَ في ذلك اليوم في الدير بعد ما نهبوه، ودخل محمد بك إلى مصرَ وصار أميرها.

العام الهجري : 1382 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1962
تفاصيل الحدث:

صدر مرسومٌ بإلغاء الرِّقِّ، والتزمت حكومةُ المملكة العربية السعودية بموجِبه دفع 700 دولار عن كل عبدٍ لسيِّدِه، و1000 دولار عن الأَمَةِ، وحُدِّد آخِرُ موعد لتقديم طلبات التعويض في 14 صفر 1383هـ / 7 يوليو 1963م، وبلغ العدد الإجمالي للرقيق الذين طالب أسيادُهم بدفع تعويضٍ عنهم 1682 شخصًا، ودفعت الحكومةُ التعويضات وأعتقَتْهم، واعتُبر سائرُ الرقيق معتوقين بعد التاريخ المذكور الذي حُدِّد كأجَلٍ نهائي لدَفعِ التعويضاتِ.

العام الهجري : 1429 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 2008
تفاصيل الحدث:

قرَّرَ المحتلُّ الصِّهْيَوْنيُّ هدمَ المسجدِ العُمَريَّ الواقعَ في قرية أم طوبا جنوبَ مدينة القُدسِ، وذلك بدعوى البناء غير المرخَّص دونَ سابقِ إنذارٍ، والمسجد قديمٌ جدًّا وتاريخيٌّ، فقد تمَّ تَشييدُه قبلَ نحو 700 عامٍ، وتمَّ ترميمُه عامَ 1963م، ولكنَّه بَقيَ ضيقًا لا يتسعُ لأعداد المصلِّينَ المتزايدةِ، فتمَّت توسعتُه لاستيعاب هذه الأعداد، وأثار الأمرُ حفيظةَ أبناء القرية، وقرَّروا المرابطةَ في المسجد صغارًا وكبارًا لمنع تنفيذ هذا القرارِ.

العام الهجري : 17 العام الميلادي : 638
تفاصيل الحدث:

لمَّا نزَل المسلمون المدائنَ اجْتَوَوْها فشَكُوا ذلك, فكتَب حُذيفةُ إلى عُمَر: إنَّ العَربَ قد رَقَّتْ بُطونُها، وجَفَّتْ أَعضادُها، وتَغَيَّرَتْ أَلوانُها. وكان مع سعدٍ, فكتَب عُمَرُ إلى سعدٍ: أَخبِرني ما الذي غَيَّرَ أَلوانَ العَربِ ولُحومَهُم؟ فكتَب إليه سعدٌ: إنَّ الذي غَيَّرَهُم وُخومَةُ البِلادِ، وإنَّ العَربَ لا يُوافِقُها إلَّا ما وافَق إِبِلَها مِن البُلدانِ. فكتَب إليه عُمَر: أن ابْعَثْ سَلمانَ وحُذيفةَ رائِدَيْنِ فَلْيَرتادا مَنزِلًا بَرِّيًّا بَحْرِيًّا ليس بيني وبينكم فيه بَحرٌ ولا جِسْرٌ. فأَرسلَهُما سعدٌ، فخرَج سَلمانُ حتَّى أتى الكوفَةَ، وسار حُذيفةُ في شَرقِيِّ الفُراتِ لا يَرضى شيئًا حتَّى أتى الكوفَةَ، وكلُّ رَمْلٍ وحَصْباء مُخْتَلِطَيْنِ فهو كوفةُ، فأَتَيا عليها وفيها ثلاثةُ أَدْيِرَةٍ للنَّصارى، فأَعجبَتْهُما البُقعَةُ، فنَزَلا فَصَلَّيا، ودَعَوا الله تعالى أن يَجعلَها مَنزِلَ الثَّباتِ. فلمَّا رجَعا إلى سعدٍ بالخَبَرِ وقَدِمَ كِتابُ عُمَر إليه أيضًا كتَب سعدٌ إلى القَعقاعِ بن عَمرٍو وعبدِ الله بن المُعْتَمِّ أن يَسْتَخْلِفا على جُنْدِهما ويَحضَرا عنده، ففَعَلا، فارْتَحَل سعدٌ مِن المدائنِ حتَّى نزَل الكوفةَ في المُحَرَّمِ سَنَةَ سبعَ عشرةَ، وكان بين نُزولِ الكوفةِ ووَقعةِ القادِسيَّة سَنَةٌ وشَهرانِ، وكان فيما بين قِيامِ عُمَر واخْتِطاط الكوفةِ ثلاثُ سِنين وثمانيةُ أَشْهُر. ولمَّا نزَلها سعدٌ وكتَب إلى عُمَر: إنِّي قد نزَلتُ بالكوفةِ مَنزِلًا فيما بين الحِيرَةِ والفُراتِ بَرِّيًّا وبَحْرِيًّا، وخَيَّرْتُ المسلمين بينها وبين المدائنِ، فمَن أَعجبَهُ المقامُ بالمدائنِ تَركتُه فيها كالمَسْلَحَةِ. ولمَّا اسْتَقَرُّوا بها عَرَفوا أَنفُسَهُم، ورجَع إليهم ما كانوا فَقَدوا مِن قُوَّتِهم، واسْتَأْذَنَ أهلُ الكوفةِ في بُنيانِ القَصَبِ.

العام الهجري : 270 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 884
تفاصيل الحدث:

لَمَّا توفِّيَ أحمدُ بن طولون كان إسحاقُ بن كنداجيق على الموصل والجزيرة، فطَمِعَ هو وابن أبي الساج- وهما من كبار قادة الترك عند المعتَمِد- في الشام، واستصغرا أولادَ أحمد، وكاتَبا الموفَّقَ بالله في ذلك، واستمَدَّاه، فأمرهما بقصدِ البلاد، ووعدهما إنفاذَ الجيوش، فجمَعَا وقصدَا ما يجاوِرُهما من البلاد، فاستولَيَا عليه وأعانهما النائبُ بدمشق لأحمد بن طولون، ووعدَهما الانحيازَ إليهما فتراجع مَن بالشامِ مِن نواب أحمد بأنطاكية، وحلب وحمص، وعصى متولِّي دمشق، واستولى إسحاقُ عليها، وبلغ الخبَرُ إلى أبي الجيش خمارَوَيه بن أحمد بن طولون، فسيَّرَ الجيوش إلى الشام فمَلَكوا دمشق، وهرب النائبُ الذي كان بها من قِبَل إسحاق؛ وسار عسكرُ خمارويه من دِمشقَ إلى شيزر لقتال إسحاق بن كنداجيق وابن أبي الساج، فطاولهم إسحاقُ ينتظِرُ المدد من العراق، وهجم الشتاءُ على الطائفتَينِ، وأضرَّ بأصحاب ابن طولون، فتفَرَّقوا في المنازل بشيزر، ووصل العسكرُ العراقي إلى كنداجيق، وعليهم أبو العباس أحمد بن الموفَّق وهو المعتضِدُ بالله، فلما وصل سار مُجِدًّا إلى عسكر خمارويه بشيزر، فلم يَشعُروا حتى كبَسَهم في المساكن، ووضع السيفَ فيهم، فقتل منهم مقتلةً عظيمةً، وسار من سَلِمَ إلى دمشق على أقبَحِ صُورةٍ، فسار المعتَضِد إليهم، فجُلُوا عن دمشقَ إلى الرملة، ومَلَك هو دمشق، ودخلَها في شعبان سنة إحدى وسبعين ومائتين، وأقام عسكرُ ابن طولون بالرملة، فأرسلوا إلى خِمارَوَيه يُعَرِّفونه بالحال، فخرج من مصرَ في عساكره قاصدًا إلى الشَّامِ.

العام الهجري : 675 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1277
تفاصيل الحدث:

هو الأميرُ أبو عبد الله محمد بن يحيى بن عبد الواحد بن عمر الأمير المستنصر بن الأمير أبي زكرياء الهنتاتي البربري، الموحدي، ولي أبوه يحيى مدة ومات سنة 647 وهما بربريان من أتباع دولة الموحدين صاحبا تونس وأجل ملوكِ الغرب في زمانهما، كان جدُّه الشيخ الهنتاتي من العشرة خواص ابن تومرت، وكان محمد ملكًا مدبِّرًا شجاعًا، عاليَ الهمة، سائسًا، متحيلًا على بلوغ مقاصده، مقتحمًا للأخطار، كريمًا جوادًا، ذا غرام بالعمارات واللذات، تُزَفُّ إليه كلَّ ليلة جارية، وكان وليَّ عهد أبيه واتفق موت أبيه وهو غائبٌ عن تونس، يعني أبا عبد الله، فساق إليها على بغل في خمسة أيام ومات البغلُ وأسرع خوفًا مِن عَمَّيه، ثم لما تمكَّن قَتَلَ عمَّيه وأنفق في العرب الأموالَ واستخدمهم. أباد جماعة من الخوارج ظفر بجماعةٍ مِن أعيانهم وسجَنَهم، ثم أهلكَهم ببناء قبة عمل أساسها من ملحٍ وحبسهم بها، ثم أرسل الماء على أساسِها، فانردمت عليهم, وكانت أسلحةُ الجيش كلُّها في خزائنه، فإذا وقع أمرٌ أخرَجَها وفَرَّقَها عليهم وإذا فرغ من الحَربِ أعادها إلى الخزائن. ولم يكن لجنده إقطاع، بل يجمَعُ ارتفاع البلاد، فيأخذ لنفسِه الربعَ والثمُنَ ويُنفِقُ ما بقي فيهم في كلِّ عام أربع نفقات، توفي في أواخر هذه السنة وسَبَبُ موته أنه خرج إلى الصيد وحصل له من كثرةِ الحركة انزعاج وتغير مزاج، وزاد به الألم، فعاد إلى المدينة وهو ضعيف، فبقي على ذلك مدة أيام إلى أن توفي، وله من العمر اثنان وخمسون سنة.

العام الهجري : 1185 العام الميلادي : 1771
تفاصيل الحدث:

أرسل الشيخُ محمد بن عبد الوهاب والإمام عبد العزيز إلى والي مكة الشريفِ أحمد بن سعيد رسولًا بهدايا, وكان الشريفُ قد كاتبهما وطلب منهما أن يرسِلَا إليه فقيهًا وعالِمًا من جماعتهما يُبَيِّن حقيقة ما يدعونَ إليه من الدِّينِ، ويناظر علماءَ مكةَ، فأرسلا إليه الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الحصين، ومعه رسالة منهما, يقول ابن غنام: "لما وصل الشيخُ عبد العزيز الحصين على الشريفِ الملقب بالفعر، واجتمع هو وبعض علماء مكة عنده، وهم يحيى بن صالح الحنفي، وعبد الوهاب بن حسن التركي- مفتي السلطان- وعبد الغني بن هلال، وتفاوضوا في ثلاث مسائل وقعت المناظرة فيها: الأولى: ما نُسِبَ إلينا من تكفير العموم، والثانية: هدمُ القبابِ التي على القبور، والثالثة: إنكار دعوة الصالحين للشَّفاعة. فذكر لهم الشيخ عبد العزيز أنَّ نسبة التكفير بالعموم إلينا زورٌ وبهتان علينا, وأمَّا هدم القباب التي على القبورِ فهو الحقُّ والصوابُ، كما هو وارد في كثيرٍ مِن الكتب، وليس لدى العلماء فيه شَكٌّ, وأما دعوة الصالحين وطلب الشفاعة منهم والاستغاثة بهم في النوازل، فقد نص عليه الأئمة والعلماء وقرَّروا أنَّه مِن الشرك الذي فعله القدماء، ولا يجادِلُ في جوازه إلا ملحِدٌ أو جاهِلٌ, فأحضروا كتب الحنابلة فوجدوا أنَّ الأمر على ما ذكر فاقتنعوا, واعترفوا بأنَّ هذا دينُ الله، وقالوا هذا مذهب الإمام المعظَّم، وانصرف الشيخ عنهم مبجَّلًا معزَّزًا"

العام الهجري : 1193 العام الميلادي : 1779
تفاصيل الحدث:

نقض أهلُ حرمة عهدَهم مع الأمير سعود بن عبد العزيز وتواعَدوا مع أهل الزلفي وأرسلوا إلى سعدون بن عريعر حاكِمِ الأحساء وأتباعِه مِن العربان أنَّهم يريدون أن يَسطُوا على بلدة المجمعة، وكان فيها مرابط وضباط من جهة الإمام عبد العزيز بن محمد، وقد تحقَّق عند أهل حرمة أنَّهم إن لم يأخُذوا المجمعة ويضبطوها لم يكن لهم في بلدهم قرار, فسار رجالٌ مِن أهل حرمة في زيِّ النساءِ وأمسكوا بروجَ النخيل، ثمَّ قَدِم عليهم أهلُ الزلفي بشوكتِهم، ثم قدم سعدون بالجموعِ العظيمة من بني خالد وغيرهم، فاجتمعت تلك الجموعُ ونزلوا وسطَ النخيل وحصروا أهل المجمعةِ في بلدتهم أيامًا حتى ضاق عليهم الأمرُ، فهمُّوا بالمصالحة وأرسلوا إلى سعدون يطلبون مهلةَ يومين يرجون وصولَ المدد لهم من جهة عبد العزيز, كان حسنُ بن مشاري بن سعود يدبِّرُ الأمر من جلاجل لدَعمِ أهل المجمعة، وتمكن مع بعض رجاله من أهل العارض وسدير من دخول المجمعة ليلًا على الرغم من شدة الحصار عليها. فلما عَلِمَ ابن عريعر وأتباعُه بذلك عرفوا أنهم ممتنعون، وقد كانت صدورُ البوادي ضاقت من طولِ الحصارِ، فرحلوا من المجمعة منصرفين، ورجع أهل الزلفي إلى بلَدِهم، واستقَرَّت الحرب بين أهلِ الجمعة وأهل حرمة، فجهز عبد العزيز أخاه عبد الله بالجنودِ، فنازل أهلَ حرمة ووقع بينهم قتالٌ شديدٌ قُتِل فيه عددٌ مِن رجال حرمة، ثم رحل عنهم عبد الله بعد أن ترك لأهل المجمعة خيلًا ورِجالًا، واستمَرَّت الحربُ بينهم أيامًا.

العام الهجري : 1290 العام الميلادي : 1873
تفاصيل الحدث:

كان سعود بن فيصل منذ اللحظة الأولى التي تسلَّم فيها حكم الرياض في المرة الأولى سنة 1288هـ قرَّر أن يعمل على استعادة إقليم الأحساء للدولة من العثمانيين، إما عن طريق القوة أو عن طريق السِّلم، فأرسل إلى بلي المقيم البريطاني في الخليج العربي رسالةً يذكُرُ فيها أنه الآن حاكم نجد ومسيطرٌ على الوضع تمامًا، وغرضه أن يحُلَّ السلام بين السكان بعد أن سيطر على ما بحوزة أخيه عبد الله الموالي للترك، وأنَّ علاقته بالحضر والبدو طيبة، وأنه يؤيد بريطانيا في كونها مسؤولةً وحاميةً لمنطقة الساحل، لكِنَّ الإنجليز رأوا ألَّا يتورطوا بين الأتراك والسعوديين؛ لذا بدأ سعود يتدخَّلُ بمفرده، فأرسل عدة إنذارات للترك يدعوهم فيها للانسحابِ مِن القطيف والمنطقة، ولم تلق إنذاراتُه أي تغيير في موقف مدحت باشا، بل على العكس أخذ يساعِدُ عبد الله بن فيصل نكايةً في سعود، ولَمَّا عُزِل مدحت باشا عن ولاية بغداد صادف اتفاقٌ جزئي بين الأخوين فعَمِلا معًا لاستعادة الأحساء، لكن محاولتهما باءت بالفشلِ؛ لعجزهم عن مواجهة القوات التركية لضعف قدراتِهم في تموين قواتِهم، كما أنَّ الخلافات القائمة لم تسمَحْ لهما بالاستمرار في محاربة الأتراك؛ لأنَّ كلًّا منهم يتربَّصُ بالآخر، على الرغم أنَّ القوات التركية لم تكن في وضعٍ حَسَن من حيث الإمكانات العسكرية, وقد تكبَّد الطرفان التركي والسعودي خسائِرَ، خاصَّةً الجيش التركي فتكَت به الأمراض المعدية؛ مِمَّا اضطره للرحيل إلى البصرة وبدأت مفاوضات بين الطرفين أرسل فيها سعود أخاه الصغير عبد الرحمن، لكن المحادثات لم تنجَح.

العام الهجري : 744 العام الميلادي : 1343
تفاصيل الحدث:

كان الأميرُ أقسنقر السلاري في نيابتِه لا يَرُدُّ قصَّةً تُرفَعُ إليه، فقصده الناسُ مِن الأقطار وسألوه الرِّزقَ والأراضيَ التي أنْهَوا أنها لم تكنْ بيَدِ أحَدٍ، وكذلك نيابات القلاع وولايات الأعمالِ والرواتب وإقطاعات الحلقة. فلم يرُدَّ أحدًا سأله شيئًا من ذلك سواءٌ كان ما أنهاه صحيحًا أم باطلًا. فإذا قيل له: هذا الذي أنهاه يحتاجُ إلى كَشفٍ، تغَيَّرَ وَجهُه وقال: ليش تقطع رزق الناسِ؟ فإذا كتَبَ بالإقطاعِ لأحدٍ وحضَرَ صاحِبُه مِن سَفَرِه أو تعافى مِن مَرَضِه وسألَه في إعادتِه، قال له: رحْ خذ إقطاعَك، أو يقول له: نحن نعَوِّضُك. ففسدت الأحوالُ ولا سيَّما بالمملكة الشاميَّة، فكتب النوابُ بذلك للسُّلطانِ، فكَلَّمه السلطانُ فلم يرجِعْ وقال: كلُّ من طلب مني شيئًا أعطيتُه وما أردُّ قَلمي عن أحدٍ، بحيث إنَّه كانت تُقَدَّمُ له القصَّةُ وهو يأكُلُ فيترُكُ أكلُه ويكتُبُ عليها من غيرِ أن يعرِفَ ما فيها، فأغلظَ له بسَبَبِ ذلك آقسنقر الناصري أمير أخور. واتَّفَق مع ذلك أنَّه وشى به أنه يباطنُ للنَّاصِرِ أحمد ويواصِلُ كُتُبَه إليه، فقرر أرغون العلائي مع السلطانِ مَسْكَه، فمُسِكَ هو وحاشيتُه، وفي يوم الجمعة ثاني عَشَرِه خَلَعَ السلطانُ آقسنقرَ السلاري. وكان العلائيُّ قد قرَّرَ مع السلطانِ أن يَعرِضَ على الأمراءِ نيابةَ السلطنة، فأوَّلُ مَن عُرِضَت عليه الأميرُ بدر الدين جنكلي بن البابا فامتنع، فقالوا بعده للأميرِ الحاج آل ملك الجوكندار، فأظهر البِشْرَ وأجاب لها إن قُبِلَت شُروطُه، فلما طلع الأميرُ الحاج آل ملك لصلاة الجمعةِ على العادة اشترط على السلطانِ ألَّا يفعَلَ شَيئًا في المملكة إلَّا برأيه وأنه يَمنَعُ الخمرَ مِن البيعِ ويُقيمُ مَنارَ الشَّرعِ، وأنَّه لا يُعارَضُ فيما يفعَلُه، فقَبِلَ السلطان شروطَه ولبس الأميرُ الحاج آل ملك تشريفَ النيابة بجامِعِ القلعة بعد صلاة الجمعة. وأنعم عليه السلطانُ زيادةً على إقطاعِ النيابة بناحيتي المطرية والخصوص ومتحَصَّلهما أربعمائة ألف وخمسين ألف درهم. وفي يوم السبت ثالث عَشَرِه: خلع السلطانُ علي منكلي بغا الفخري واستقَرَّ أمير جندار عوضًا عن بيغرا. وفيه فتح شباك النيابة وجَلَس فيه الأمير الحاج آل ملك للمُحاكَماتِ.

العام الهجري : 201 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 817
تفاصيل الحدث:

كان سبَبُ ذلك أن المأمونَ جعل عليَّ بنَ موسى الرضا بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وليَّ عهدِ المسلمين والخليفةَ من بعده، ولقَبَّه الرضا من آل محمد، وأمَرَ جُندَه بطرح السَّواد ولُبس الثياب الخُضر، وكتب بذلك إلى الآفاقِ، وكتب الحسَنُ بن سهل إلى عيسى بن محمد بن أبي خالد بعد عودِه إلى بغداد يُعلِمُه أنَّ المأمون قد جعل عليَّ بن موسى وليَّ عَهدِه من بعده. وذلك أنه نظرَ في بني العباس وبني علي، فلم يجِدْ أحدًا أفضَلَ ولا أورعَ ولا أعلَمَ منه، وأمر عيسى بنَ محمد أن يأمُرَ مَن عنده من أصحابه، والجندَ، والقُوَّادَ، وبني هاشم بالبيعة له، ولُبسِ الخُضرة، ويأخذ أهلَ بغداد جميعًا بذلك، فثار العباسيُّون وقالوا: إنما يريد أن يأخُذَ الخلافةَ مِن ولَدِ العبَّاس، وإنمَّا هذا من الفَضلِ بنِ سهلٍ، فمكثوا كذلك أيامًا وتكلَّم بعضُهم وقالوا: نولِّي بعضَنا ونخلع المأمونَ، فكان أشَدَّهم فيه منصورٌ وإبراهيمُ ابنا المهديِّ.

العام الهجري : 614 العام الميلادي : 1217
تفاصيل الحدث:

وصلت أمداد الفرنج في البحر من روميَّة الكبرى وغيرها من بلاد الفرنج في الغرب والشمال، إلَّا أن المتولي لها كان صاحب رومية؛ لأنَّه يتنزل عند الفرنج بمنزلة عظيمةٍ، لا يرون مخالفةَ أمره ولا العُدولَ عن حُكِمهِ فيما سَرَّهم وساءهم، فجهَّز العساكرَ مِن عنده مع جماعةٍ مِن مقَدَّمي الفرنج، وأمَرَ غيرَه من ملوكِ الفرنج إمَّا أن يسير بنفسِه، أو يرسِلَ جيشًا، ففعلوا ما أمَرَهم، فاجتمعوا بعكَّا من ساحل الشام، وكان الملك العادلُ أبو بكر بن أيوب بمصر، فسار منها إلى الشامِ، فوصل إلى الرملة، ومنها إلى لد، وبرز الفرنج من عكَّا ليقصدوه، فسار العادلُ نحوَهم، فوصل إلى نابلس عازمًا على أن يسبِقَهم إلى أطراف البلاد ممَّا يلي عكا ليحميَها منهم، فساروا هم فسَبَقوه، فنزل على بيسان من الأردن، فتقدَّم الفرنجُ إليه في شعبان عازمينَ على محاربته؛ لعلمهم أنَّه في قلة من العسكر، لأنَّ العساكِرَ كانت متفرقةً في البلاد، فلمَّا رأى العادلُ قُربَهم منه لم يرَ أن يلقاهم في الطائفةِ التي معه، خوفًا من هزيمة تكونُ عليه، وكان حازمًا كثير الحذر، ففارق بيسان نحو دمشق ليُقيمَ بالقرب منها، ويرسِلَ إلى البلاد ويجمعَ العساكر، فوصل إلى مرج الصفر فنزل فيه، فأخذ الفرنجُ كلَّ ما في بيسان من ذخائِرَ قد جُمِعَت، وكانت كثيرةً، وغنموا شيئًا كثيرًا، ونَهَبوا البلاد من بيسان إلى بانياس، وبثوا السرايا في القرى فوصلت إلى خسفين، ونوى وأطراف البلاد، ونازلوا بانياس، وأقاموا عليها ثلاثة أيام، ثم عادوا عنها إلى مرج عكا، ومعهم من الغنائم والسبي والأسرى ما لا يحصى كثرةً، سوى ما قتلوا وأحرقوا وأهلكوا، فأقاموا أيامًا استراحوا خلالها، ثم جاؤوا إلى صور، وقَصَدوا بلد الشقيف، ونزلوا بينهم وبين بانياس مقدار فرسخين، فنهبوا البلاد: صيدا والشقيف، وعادوا إلى عكا، وكان هذا من نصف رمضان إلى العيد، والذي سَلِمَ من تلك البلاد كان متخفيًا حتى قَدَر على النجاة، ولما نزل العادِلُ على مرج الصفر سيَّرَ ولده الملك المعظم عيسى، وهو صاحِبُ دمشق في قطعةٍ صالحة من الجيش إلى نابلس ليمنَعَ الفرنجَ عن بيت المقدس.

العام الهجري : 708 العام الميلادي : 1308
تفاصيل الحدث:

ورد الخبَرُ بأن متمَلِّكَ قُبرُص اتَّفق مع جماعة من ملوك الفرنج على عمارةِ ستين سفينة لغزو دمياط، فجمع السلطانُ الناصر بن قلاوون الأمراءَ وشاوَرَهم، فاتَّفَقوا على عمل جسرٍ مادٍّ مِن القاهرة إلى دمياط خوفًا من نزولِ الفرنج أيَّامَ النيل، وندب لذلك الأمير جمال الدين أقوش الرومي الحسامي، وأمر ألا يراعي أحدًا من الأمراءِ في تأخيرِ رجالِ بلاده، ورسَمَ للأمراء أن يُخرِجَ كُلٌّ منهم الرجالَ والأبقار، وكتب إلى الولاةِ بالمساعدة والعمل، وأن يخرُجَ كُلُّ والٍ برِجاله، وكان أقوش مَهيبًا عبوسًا قليلَ الكلام، له حُرمةٌ في قلوب الناس، فلم يصل إلى فارس كور حتى وجد ولاةَ العَمَل قد نصبوا الخِيَم وأحضروا الرجالَ، فاستدعى المهندسينَ ورَتَّب العمل، فاستقَرَّ الحال على ثلاثمائة جرَّافة بستمائة رأس بقر وثلاثين ألف رجل، وأحضر إليه نوَّابُ جميع الأمراء، فكان يركب دائمًا لتفقُّد العمل واستحثاث الرِّجال، بحيث إنَّه فقد بعضَ الأيام شادي الأمير بدر الدين الفتاح ورجالَه، فلما أتاه بعد طَلَبِه ضَرَبه نحو الخمسمائة عصاةً، فلم يغِبْ عنه بعد ذلك أحَدٌ، ونكَّلَ بكثيرٍ مِن مشايخ العربان، وضَرَبهم بالمقارعِ وخَزَم آنافَهم وقطَعَ آذانهم، ولم يكَدْ يسلَمُ منه أحد من أجناد الأمراءِ ومنشدي البلاد، وما زال يجتَهِدُ في العمل حتى أُنجِزَ الجسر في أقَلَّ مِن شهر، وكان ابتداؤُه من قليوب وآخره بدمياط، يسيرُ عليه الراكِبُ يومين، وعَرضُه من أعلاه أربعُ قَصَبات، ومن أسفَلِه ستُّ قصبات، يمشي ستة فرسان صَفًّا واحدًا، وعَمَّ النفع به، فإنَّ النيل كان في أيام الزيادة يعلو حتى تنقَطِعَ الطُّرُقاتُ ويمتَنِعَ الوصول إلى دمياط، وحضَرَ بعد فراغه الأميرُ أقوش إلى القاهرة، وخُلِعَ عليه وشُكِرَت هِمَّتُه، ووقع الاتفاقُ على عمل جسر آخَرَ بطريق الإسكندرية، ونُدِبَ لعمله الأمير سيف الدين الحرمكي، فعمر قناطِرَ الجيزة إلى آخر الرمل تحت الهَرَمين، وكانت تهَدَّمت، فعم النفعُ بعمارتِها.

العام الهجري : 886 العام الميلادي : 1481
تفاصيل الحدث:

بعد أن توفِّي السلطان العثماني محمد الفاتح كان كلٌّ من ولديه بعيدًا عنه، فالأوَّلُ بايزيد وهو الأكبر كان حاكمًا لمقاطعة أماسيا، وكان الآخر جم حاكمًا لقرمان، وكانت رغبة الصدر الأعظم قرماني محمد باشا في تولية الأمير جم؛ لذا أرسل إليه من يخبره بوفاة أبيه كي يأتي بأسرع وقت لتسلم الأمر، غيرَ أن حاكم الأناضول سنان باشا علم بالأمر فقتل رسول الصدر الأعظم حيث كانت رغبة الانكشاريين مع بايزيد؛ ولذلك لما علموا بما فعله الصدر الأعظم ثاروا عليه وقتلوه ونهبوا المدينةَ وأقاموا كركود نائبًا عن أبيه، وعندما وصل الأمير بايزيد استقبله الانكشاريون وبايعوه بالسلطنة وتسلَّم الأمر، أما جم فلما علم بالخبر سار إلى بورصة واحتلَّها عنوةً ودعا أخاه بايزيد لتقسيم البلاد فيستحوذ جم على القسم الآسيوي، ويستحوذ بايزيد على القسم الأوربي، الأمر الذي أثار بايزيد فسار إلى بورصة ففر منه جم ملتجئًا إلى المماليك عند السلطان قيتباي في القاهرة، وبقي عنده سنة ثم عاد إلى حلب وبدأ بمراسلة القاسم حفيد أمراء قرمان ووعده أن يعيد له إمارة قرمان إن تمكن من السلطة، فسارا معا للهجوم على قونية لكنهما فشلا فشلًا ذريعًا، ثم حاول جم الصلح مع أخيه على أن يعطيه مقاطعة فرفض بايزيد؛ لأن هذا سيكون بداية انقسام الدولة العثمانية، ثم التجأ جم إلى رودس حيث يوجد بها فرسان القديس يوحنا، وعقد مع رئيس الفرسان اتفاقًا إلا أنه نقضه تحت ضغط بايزيد وأصبح جم سجينًا في جزيرة رودس، وكسب فرسان القديس يوحنا بهذه الرهينة الخطيرة امتيازات طورًا من بايزيد الثاني، ومرة أخرى من أنصار جم بالقاهرة، فلما تحصَّل على أموال ضخمة باع رهينته للبابا أنوست الثامن، فلما مات هذا البابا ترك جم لخلفه إسكندر السادس، ولكن الأخير لم يبقِ على جم كثيرًا؛ حيث قُتِل واتُّهِم في ذلك بايزيد الثاني الذي تخلص من خطر أخيه.