الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3316 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 923 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1517
تفاصيل الحدث:

بعد أن استطاع العثمانيون القضاء على الدولة المملوكية بمصر وسقوطها، وكانوا قبل ذلك قد استطاعوا أن يسيطروا على الشامِ، ثم بعد مصر على الحجاز، فأضحت الإماراتُ التي كانت تابعةً للماليك تابعةً لهم هم، وكانوا قد توسَّعوا في أوروبا أيضًا، فكان هذا التوسعُ في الشرق والغرب والشمال والجنوب- نصرًا لهم، وانتقلت الخلافة إليهم بعد أن كانت في العباسيين، فكان هذا إعلانًا لقيام الخلافة الإسلاميَّة في الدولةِ العُثمانية.

العام الهجري : 1429 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 2008
تفاصيل الحدث:

شنَّت القواتُ الإسرائيلية المحتلَّةُ عمليةً حربيةً على قطاع غزَّةَ عُرفت بـ"الشتاء الساخن"، واشتهَرَت إعلاميًّا باسم "محرقة غزَّةَ"، وهي عمليةٌ إسرائيليةٌ موسَّعةٌ، جرَت في قطاع غزَّةَ على مدار خمسةِ أيامٍ بدعوى القضاء على عناصر حركة حماس المطلِقة للصواريخِ على الأراضي الإسرائيليةِ. وقد راح ضحيتها 116 شخصًا من بينهم 26 طفلًا.

العام الهجري : 97 العام الميلادي : 715
تفاصيل الحدث:

هو أبو عبدِ الرَّحمن موسى بن عبدِ الرَّحمن بن زَيْدٍ اللَّخْمِيُّ، صاحِبُ فُتوحات الغَربِ، يُقالُ: إنَّه كان أَعْرَجًا. قِيلَ: أَصلُه مِن عَيْنِ التَّمْرِ، وقِيلَ: هو مَوْلًى لِبَنِي أُمَيَّة، وقِيلَ: لامْرَأَةٍ مِن لَخْمٍ وُلِدَ بِقَريَةِ كفرتُوثا مِن قُرَى الجَزيرَة, كان شُجاعًا مِقْدامًا جَوادًا، أَحَد قادَة الدَّولَة الأُمَويَّة، وَلَّاهُ مُعاوِيَةُ بن أبي سُفيان غَزْوَ البَحرِ، فغَزَا قُبْرُص وبَنَى بها حُصونًا ثمَّ غَزَا غَيرَها؛ وطالَت أيَّامُه وفَتَح الفُتوحات العَظيمَة بِبِلادِ المَغرِب، وغَنِمَ منها أَموالًا لا تُعَدُّ ولا تُوصَف، وله بها مَقامات مَشهورَة هائِلَة، واسْتَطاع أن يُنْهِي نَزَعات البَرْبَر المُتَوالِيَة للخُروج على حُكْم الأُمَويِّين. أَرسَلَ مَوْلاهُ طارِقَ بن زِياد لِفَتْحِ الأندَلُس،ثمَّ شارَكَهُ في إتمام فَتحِها, وهي بِلاد ذات مُدُن وقُرَى ورِيف، فسَبَى منها ومِن غَيرِها خَلْقًا كَثيرًا، وغَنِمَ أَموالًا جَزيلةً، مِن الذَّهَب والجَواهِر النَّفِيسَة والدَّوابِّ والغِلْمان والنِّساء الحِسان شَيْئًا لا يُحْصَى ولا يُعَدُّ، حتَّى قِيلَ: إنَّه لم يُسْبِ أَحَدٌ مِثلَه مِن الأعداء، وأَسلَم أَهلُ المَغرِب على يَديهِ، وبَثَّ فيهم الدِّينَ والقُرآنَ، وكان إذا سار إلى مَكانٍ تُحْمَل الأَموالُ معه على العَجَلِ لِكَثْرَتِها وعَجْزِ الدَّوابِّ عنها. كان موسى بن نُصَير هذا يَفتَح في بِلادِ المَغرِب، وقُتيبَة يَفتَح في بِلادِ المَشرِق، فجَزاهُما الله خيرًا، فكِلاهُما فَتَح مِن الأقاليم والبُلْدان شَيْئًا كَثيرًا.

العام الهجري : 516 العام الميلادي : 1122
تفاصيل الحدث:

هو العلامة البارع ذو البلاغتين: أبو محمد القاسم بن علي بن محمد بن عثمان، الأديب اللغوي النحوي البصري الحريري، صاحب المقامات المشهورة، كان يسكن بني حرام أحد محال البصرة مما يلي الشط، مولِدُه ومَرْباه بقرية المشان، من أعمال البصرة، وكان أحد أئمة عصره في الأدب والبلاغة والفصاحة، وله مصنفات كثيرة، من أبرزها المقامات، التي لا نظير لها في معناها، وقد سلك فيها منوالَ بديع الزمان صاحب المقامات، وقد اشتملت مقامات الحريري على شيء كثير من كلام العرب: من لغاتها وأمثالها ورموز أسرار كلامها، ومَن عرَفَها حقَّ معرفتها استدلَّ بها على فضل هذا الرجل وكثرة اطلاعه وغزارة مادته، وكان سببُ وضعه لها ما حكاه ولده أبو القاسم عبد الله؛ قال: "كان أبي جالسًا في مسجده ببني حرام فدخل شيخ ذو طمرين عليه أُهبة السفر، رثُّ الحال، فصيح الكلام، حسنُ العبارة، فسألَتْه الجماعة: من أين الشيخُ، فقال: من سروج، فاستخبروه عن كنيته، فقال: أبو زيد، فعمل أبي المقامة المعروفة بالحرامية، وهي الثامنة والأربعون، وعزاها إلى أبي زيد، واشتهرت فبلغ خبرها الوزير شرف الدين أبا نصر أنوشروان بن خالد بن محمد القاشاني وزير الخليفة المسترشد بالله، فلما وقف عليها أعجبته، وأشار على والدي أن يضم إليها غيرها، فأتمها خمسين مقامة، وإلى الوزير المذكور أشار الحريري في خطبة المقامات بقوله: فأشار مَن إشارتُه حُكم، وطاعتُه غُنم، إلى أن أنشئَ مقاماتٍ أتلو فيها البديع، وإن لم يدرك الظالِعُ شأوَ الضليع" وله كتاب درة الغواص في أوهام الخواص، ومُلحة الإعراب، وغيرها. قال الذهبي: "أملى الحريري بالبصرة مجالس، وعمل (درة الغواص في وهم الخواص)، و(المُلحة) وشرحها، و(ديوانًا) في الترسُّل، وغير ذلك، وخضع لنثره ونظمه البلغاء. قدم بغداد سنة 500، وحدَّث بها بجزء من حديثه، وبمقاماته".

العام الهجري : 833 العام الميلادي : 1429
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ الحافظ شمس الدين محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف الشافعي شيخ القراء، ومُقرِئ الممالك الإسلامية، الشهير بابن الجزري نسبة إلى جزيرة عُمر. ولد بدمشق ليلة السبت الخامس والعشرين من شهر رمضان سنة 751، وتفقَّه بها، ولهج بطلب الحديث والقراءات، وبرَّز فيهما، وعَمر للقراءِ مدرسةً سمَّاها: دار القرآن، وأقرأ الناس، وقدم القاهرة مرارًا، وكان حسن الشَّكلِ، ثريًّا فصيحًا بليغًا، وكان باشر عند قطلبك استادار ايتمش، فاتفق أنه نقم عليه شيئًا فتهدده، ففرَّ منه، فنزل البحر إلى بلاد الرُّوم في سنة ثمان وتسعين، فاتصل ببايزيد بن مراد الأول العثماني فعظَّمه وأخذ أهل البلاد عنه عِلمَ القراءات، وأكثروا عنه، ثم كان فيمن حضر الوقعة مع بايزيد وتيمورلنك، فلما أُسِرَ بايزيد اتصل ابن الجزري بتيمورلنك، فعظَّمه وفوَّض له قضاء شيراز فباشره مدة طويلة، وكان كثير الإحسان لأهل الحجاز، وأخذ عنه أهل تلك البلاد القراءات والحديث، ثم اتفق أنه حجَّ سنة اثنتين وعشرين فنُهِب، ففاته الحجُّ، وأقام بينبع، ثم بالمدينة المنورة، ثم بمكَّة إلى أن حجَّ ورجع إلى العراق، ثم عاد سنة ست وعشرين وحجَّ، ودخل القاهرة سنة سبع، فعظَّمه الملك الأشرف برسباي وأكرمه، وأقام بها قليلًا، ثم دخل اليمن تاجرًا فأسمع الحديث عند صاحبها ووصله، ورجع ببضاعة كثيرة، فدخل القاهرة، وأقام بها مدة إلى أن سافر على طريق الشام، ثم على طريق البصرة، إلى أن رحل إلى شيراز وفيها توفي عن 82 عامًا. قال ابن حجر: "وقد انتهت إليه رئاسة علم القراءات في الممالك، وكان قديمًا صنَّف الحصن الحصين في الأدعية، ولهج به أهل اليمن، واستكثروا منه، وسمعوه عليَّ قبل أن يدخل هو إليهم، ثم دخل إليهم فأسمعهم، وحدَّث بالقاهرة بمُسنَد أحمد ومسند الشافعي وغير ذلك" له مصنفات، أشهرها: النشر في القراءات العشر، والتمهيد في علم التجويد، وله منجد المقرئين، وله ملخص تاريخ الإسلام، وله الدرة المضيئة في القراءات، وله أسنى المطالب في مناقب علي بن أبي طالب، وغيرها من المصنَّفات.

العام الهجري : 150 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 767
تفاصيل الحدث:

هو الإمام، فقيه الملة، أبو حنيفة النُّعمانُ بنُ ثابت بن زوطى التيميُّ ولاءً، فقيهُ العراقِ إمامُ الحنفيَّة، أحد الأئمة الأربعة المشهورين أصحاب المذاهب المعروفة، يقال: إنه من أبناء الفرس ولد سنة 80, وكان حسن الوجه حسن المجلس، شديد الكرم حسن المواساة لإخوانه، وكان ربعة من الرجال، وقيل كان طوالا تعلوه سمرة،. أدرك أبو حنيفة أربعة من الصحابة، رضوان الله عليهم وهم: أنس بن مالك وعبد الله بن أبي أوفى بالكوفة، وسهل بن سعد الساعدي بالمدينة، وأبو الطفيل عامر بن واثلة بمكة، ولم يلق أحداً منهم ولا أخذ عنه، وأصحابه يقولون: لقي جماعة من الصحابة وروى عنهم، ولم يثبت ذلك عند أهل النقل. أخذ الفقه عن حماد بن أبي سليمان وسمع عطاء بن أبي رباح وهو أكبر شيخ له, وأبا إسحاق السبيعي ومحارب بن دثار والهيثم بن حبيب الصواف ومحمد بن المنكدر ونافعاً مولى عبد الله بن عمر، وكان معروفًا بالزهد والورَع وكثرة العبادة، والوقار والإخلاص وقوة الشخصيَّة، كثير التعطر، لا يتكلم إلا جوابا، ولا يخوض فيما لا يعنيه. قال ابن المبارك: ما رأيت رجلا أوقر في مجلسه، ولا أحسن سمتا وحلما من أبي حنيفة. كان خزازا يبيع الخز. قيل لمالك: هل رأيت أبا حنيفة فقال: نعم، رأيت رجلاً لو كلمك في هذه السارية أن يجعلها ذهباً لقام بحجته. لم يرضَ أن يليَ القَضاءَ لأحدٍ، وطلبه المنصورُ للقضاء فأبى، وكان منها حبسُه، وقيل: مات في الحبسِ ببغداد، قال إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة: "مررت مع أبي بالكناسة – موضع بالكوفة- فبكى، فقلت له: يا أبت ما يبكيك فقال: يا بني، في هذا الموضع ضرب ابن هبيرة أبي عشرة أيام، في كل يوم عشرة أسواط، على أن يلي القضاء، فلم يفعل". وقيل: إنَّه توفِّيَ وهو يصلِّي.

العام الهجري : 723 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1323
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ العلَّامة الحافِظُ قاضي القضاة نجمُ الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن سالم بن أبي المواهب، الربعي الثعلبي الدمشقي الشافعي، الشهيرُ بابن صصرى قاضي القُضاة بالشام، وُلِدَ في ذي القعدة سنة 655، ووالدتُه هي شاه ست بنت أبي الغنائم المسلم بن محمد بن المسلم بن علان القيسية الدمشقية، ذكرها الذهبي في معجم الشيوخ الكبير. كان في ابتداء أمرِه كتب في الإنشاء، وكان له نظمٌ ونثرٌ ومُشاركة في فنونٍ كثيرة، فصيحَ العبارة، قادرًا على الحفظ، يحفظُ أربعة دروس في اليوم، سمِعَ ابن صصرى الحديثَ واشتغل وحَصَّل وكتَبَ عن القاضي شمس الدين بن خَلِّكان وفياتِ الأعيان، وسَمِعَها عليه، وتفقَّه بالشيخ تاج الدين الفزاري، وعلى أخيه شرف الدين في النَّحو، وكان له يدٌ في الإنشاء وحُسن العبارة. درَّس بالعادلية الصغيرة سنةَ ثنتين وثمانين، وبالأمينية سنة تسعين، وبالغزالية سنة أربع وتسعين، وتولى قضاء العساكر في دولة العادل كتبغا، ثم تولَّى قضاء الشام سنة ثنتين وسبعمائة، بعد ابنِ جماعة حين طُلِبَ لقضاء مصر بعد ابن دقيق العيد، ثم أضيف إليه مشيخةُ الشيوخ مع تدريس العادلية والغزالية والأتابكية، في يوم الثلاثاء سابِعَ شعبان عَزَل نجم الدين بن صصرى نفسه عن الحُكمِ بسبب كلامٍ سمعه من الشيخ كمال الدين بن الزملكاني. كان نجم الدين ابن صصرى من خصومِ شيخ الإسلام ابن تيمية, ففي الثاني عشر رجب سنة 698 قرأ المِزِّي فصلًا من كتاب أفعال العباد للبُخاري في الجامع، فسَمِعَه بعض الشافعية فغضِبَ، وقالوا: نحن المقصودون بهذا ورفعوه إلى القاضي الشافعي فأمر بحبسه، فبلغ ابن تيمية فتوجَّهَ إلى الحبس فأخرجه بيده، فبلغ القاضي ابن صصرى فطلع إلى القلعة فوافاه ابن تيميَّةَ فتشاجرا بحضرة النائِبِ، واشتطَّ ابن تيمية على القاضي لِكَونِ نائبه جلال الدين آذى أصحابَه في غَيبة النائب، فأمر النائب من ينادي أنَّ من تكلَّمَ في العقائد فُعِلَ كذا به، وقصد بذلك تسكينَ الفتنة. وفي خامس رمضان بطلب القاضي والشيخ وأن يرسلوا بصورةِ ما جرى للقاضي نجم الدين ابن صصرى، ثم وصل مملوك النائب وأخبر أن الجاشنكير والقاضي المالكي قد قاما في الإنكارِ على الشيخ ابن تيمية، وأنَّ الأمرَ اشتَدَّ بمصر على الحنابلة، حتى صفع بعضهم، ثم توجه القاضي ابن صصرى وشيخ الإسلام إلى القاهرة ومعهما جماعةٌ فوصلا في العشر الأخير من رمضان، وعُقِدَ مجلس في ثالث عشر منه بعد صلاة الجمعة، فادعى على ابن تيميَّةَ عند المالكي، فقال: هذا عدوِّي ولم يجِبْ عن الدعوى، فكرر عليه فأصَرَّ، فحكم المالكيُّ بحبسِه، فأقيم من المجلسِ وحُبِسَ في برجٍ، ثم بلغ المالكي أن الناس يترددون إليه، فقال: يجب التضييقُ عليه إنْ لم يُقتَل وإلَّا فقد ثبت كفرُه، فنقلوه ليلة عيد الفطر إلى الجبِّ، وعاد القاضي ابن صصرى الشافعي إلى ولايتِه، ونودي بدمشق من اعتقد عقيدةَ ابن تيمية حَلَّ دَمُه ومالُه خصوصًا الحنابلة، فنودي بذلك وقرئ المرسوم. توفي ابن صصرى فجأةً ببستانه بالسَّهمِ ليلة الخميس سادس عشر ربيع الأول عن ثمان وستين سنة وصُلِّيَ عليه بالجامع المظفري، وحضر جنازتَه نائب السلطنة والقضاة والأمراء والأعيان، وكانت جنازتُه حافلةً ودُفِنَ بتربتهم عند الركنية.

العام الهجري : 8 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 630
تفاصيل الحدث:

لمَّا نَقضَتْ قُريشٌ ومَن معها العهدَ الذين الذي بينهم وبين المسلمين في الحُديبيةِ عزَم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على المَسيرِ إليهم، أمَر النَّاسَ بالجِهازِ وأَعلمَهُم أنَّه سائِرٌ لمكَّةَ، وقال: (اللَّهمَّ خُذِ العُيونَ والأَخبارَ عن قُريشٍ حتَّى نَبْغَتَها في بِلادِها). وزِيادةٌ في الإخفاءِ والتَّعمِيَةِ بعَث رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً قَوامُها ثَمانيةُ رِجالٍ، تحت قِيادةِ أبي قَتادةَ بنِ رِبْعِيٍّ، إلى بَطْنِ إِضَمٍ، فيما بين ذي خَشَبٍ وذي المَروَةِ، على ثلاثةِ بُرُدٍ مِنَ المدينةِ، في أوَّلِ هذا الشَّهرِ الكريمِ؛ لِيَظُنَّ الظَّانُ أنَّه صلى الله عليه وسلم يتَوَجَّهُ إلى تلك النَّاحيةِ، ولِتذهَبَ بذلك الأَخبارُ، وواصلت هذه السَّرِيَّةُ سَيْرَها حتَّى إذا وصلت حيثما أُمِرَتْ بلَغها أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم خرَج إلى مكَّةَ، فسارت إليه حتَّى لَحِقْتُه.

العام الهجري : 190 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 806
تفاصيل الحدث:

فتح الرَّشيدُ هرقلةَ، وكان سببُ مَسيرِه إليها ما حصل سنةَ سبعٍ وثمانين ومائة، من غَدرِ نقفور، فحاصرَ الرَّشيدُ هرقلة ثلاثين يومًا وسَبى أهلَها، وكان قد دخل البلادَ في مائة ألف وخمسة وثلاثين ألفًا من المرتَزِقة، سوى الأتباعِ والمتطَوِّعة، ومَن لا ديوان له، وأناخ عبدُ الله بن مالك على ذي الكلاع، ووجَّه داود بن عيسى بن موسى سائرًا في أرضِ الرُّوم في سبعين ألفًا، ففتَحَ الله عليه، وفتح شراحيل بن معن بن زائدة حِصنَ الصقالبة ودلسة، وافتتح يزيدُ بن مخلد الصفصاف وملقونية، كما أجبَرَ نقفور على دفْعِ جزيةٍ كبيرةٍ للمسلمين وإلزامه بها، فبعث نقفور بالخَراجِ والجِزية عن رأسِه أربعةَ دنانير، وعن رأسِ ولده دينارين، وعن بطارقتِه كذلك، وكتب نقفور إلى الرشيدِ في جاريةٍ مِن سَبيِ هرقلة كان خطَبَها لولَدِه، فأرسلَها إليه.

العام الهجري : 87 العام الميلادي : 705
تفاصيل الحدث:

غَزَا قُتيبةُ بِيكَنْد وهي أَدْنَى مَدائِن بُخارَى إلى النَّهْر، فلمَّا نَزَل بهم اسْتَنْصَروا الصُّغْدَ واسْتَمَدُّوا مَن حَولهم، فأَتوهم في جَمْعٍ كَثيرٍ وأَخَذوا الطُّرُقَ على قُتيبَة، فلم يَنْفَذ لِقُتيبَة رَسولٌ ولم يَصِل إليه خَبَرٌ شَهْرَيْنِ، وأَبطأَ خَبرُه على الحَجَّاج فأَشفَق على الجُنْدِ فأَمَر النَّاس بالدُّعاء لهم في المَساجِد وهُم يَقْتَتِلُون كُلَّ يومٍ. وكان لِقُتيبةَ عَيْنٌ مِن العَجَمِ يُقالُ له: تَنْدُر، فأَعطاهُ أهلُ بُخارَى مَالًا لِيَرُدَّ عنهم قُتيبة، فأَتاه فقال له سِرًّا مِن النَّاس: إنَّ الحَجَّاج قد عُزِلَ وقد أَتَى عامِل إلى خُراسان فلو رَجَعْتَ بالنَّاس كان أَصْلَح. فأَمَر به فقُتِلَ خَوفًا مِن أن يَظهَر الخَبَرُ فيَهْلك النَّاس، ثمَّ أَمَرَ أَصحابَه بالجِدِّ في القِتال فقَاتَلهم قِتالًا شَديدًا، فانْهَزَم الكُفَّارُ يُريدون المدينةَ وتَبِعَهم المسلمون قَتْلًا وأَسْرًا كيف شَاؤُوا، وتَحَصَّنَ مَن دَخَل المدينةَ بها، فوَضَع قُتيبةُ الفَعَلَةَ لِيَهْدِمَ سُورَها، فَسَألُوه الصُّلْحَ فصَالَحَهم واسْتَعْمَل عليه عامِلًا وارْتَحَل عنهم يُريد الرُّجوعَ, فلمَّا سَارَ خَمسةَ فَراسِخ نَقَضُوا الصُّلْحَ, وقَتَلوا العامِلَ ومَن معه، فرَجَع قُتيبةُ فنَقَبَ سُورَهم فسَقَطَ فَسألوه الصُّلْحَ فلم يَقبَل، ودَخَلها عَنْوَةً وقَتَل مَن كان بها مِن المُقاتِلَة، وأصابوا فيها مِن الغَنائِم والسِّلاح وآنِيَة الذَّهَب والفِضَّة ما لا يُحْصَى، ولا أصابوا بخُراسان مِثلَه، فقَوِيَ المسلمون، ووَلِيَ قَسْمَ الغَنائِم عبدُ الله بن وَأْلَان العَدَوِيُّ أَحَدُ بَنِي نلكان، وكان قُتيبةُ يُسَمِّيه الأَمين ابن الأَمين، فإنَّه كان أَمِينًا. فلمَّا فَرَغ قُتيبةُ مِن فَتْح بِيكَنْد رَجَع إلى مَرْو.

العام الهجري : 459 العام الميلادي : 1066
تفاصيل الحدث:

عَصَى مَلِكُ كرمان، وهو "قرا أرسلان"، على السُّلطانِ ألب أرسلان، وسببُ ذلك أنَّه كان له وَزيرٌ جاهلٌ سَوَّلَت له نَفسُه الاستِبدادَ بالبِلادِ عن السُّلطانِ، وأن صاحِبَه إذا عَصَى احتاجَ إلى التَّمَسُّكِ به، فحَسُنَ لصاحِبِه الخِلافُ على السُّلطانِ، فأجابَ إلى ذلك، وخَلعَ الطَّاعةَ، وقَطعَ الخُطبةَ، فسَمِعَ ألبُ أرسلان، فسارَ إلى كرمان، فلمَّا قارَبَها وَقعَت طَليعَتُه على طَليعَةِ قرا أرسلان، فانهزمت طَليعَةُ قرا أرسلان بعدَ قِتالٍ، فلمَّا سَمِعَ قرا أرسلان وعَسكرُه بانهِزامِ طَليعَتِهم، خافوا وتَحَيَّرُوا، فانهَزَموا لا يَلوِي أَحدٌ على آخر، فدَخلَ قرا أرسلان إلى جيرفت وامتَنعَ بها، وأَرسلَ إلى السُّلطانِ ألب أرسلان يُظهِر الطَّاعةَ ويَسألُ العَفْوَ عن زَلَّتِه، فعَفَا عنه، وأَعادهُ إلى مَملَكتِه، ولم يُغَيِّر عليه شيئًا مِن حالِه، ثم سار منها إلى فارس فوَصلَ إلى إصطخر، وفَتحَ قَلعتَها، واستَنزلَ وَالِيَهَا، فحَملَ إليه الوالي هَدايا عَظيمةً جَليلةَ المِقدارِ، وأَطاعهُ جَميعُ حُصونِ فارس، وبَقِيَت قَلعةٌ يُقالُ لها: بهنزاد، فسار نِظامُ المُلْكِ إليها، وحَصرَها تحتَ جَبلِها، وأعطى كُلَّ مَن رَمَى بسَهمٍ وأصابَ قَبضةً مِن الدَّنانيرِ، ومَن رَمَى حَجرًا ثَوْبًا نَفيسًا، ففَتحَ القَلعةَ في اليومِ السادس عشر مِن نُزولِه، ووَصلَ السُّلطانُ إليه بعدَ الفَتحِ، فعَظُمَ مَحَلُّ نِظامِ المُلْكِ عِندَه، فأَعلَى مَنزِلَتَهُ، وزادَ في تَحكِيمِه.

العام الهجري : 406 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1015
تفاصيل الحدث:

هو نقيبُ العَلَويِّينَ، أبو الحسَنِ محمَّدُ بنُ الحُسَينِ بنِ موسى بنِ مُحمَّد بنِ إبراهيم بن موسى الكاظمِ الحُسيني المُوسَوي البغدادي الشِّيعي، الشاعِرُ المُفلِق، الذي يقالُ: إنَّه أشعَرُ قُرَيشٍ، قال ابنُ خَلِّكانَ: "هو أشعَرُ الطالبيِّينَ مَن مضى منهم ومَن غَبَر، على كثرةِ شُعَرائِهم المُفلِقينَ، ولو قُلتُ: إنَّه أشعَرُ قُرَيشٍ لم أُبعِدْ عن الصِّدقِ". وُلِدَ ببغداد سنة 359ه، وتعلَّمَ فيها وبرَعَ في اللُّغةِ والأدَبِ والفِقهِ، وابتدأ بنَظمِ الشِّعرِ وله عشرُ سنين، وكان مُفرِطَ الذَّكاءِ، ولَّاه بهاءُ الدَّولة البُويهيُّ نقابةَ الطَّالبيِّينَ وسَمَّاه الشَّريفَ الرَّضيَّ، كان أبوه يتولَّى نقابةَ نُقَباءِ الطَّالبيِّينَ، ويحكُمُ فيهم أجمعين، والنَّظَر في المظالم، ثمَّ رُدَّت هذه الأعمالُ كُلُّها إلى ولَدِه الرَّضِيِّ في سنة 388 وأبوه حيٌّ. له أشعارٌ وتصانيفُ، منها: معاني القرآن، ومجاز القرآن، وهو الذي وضَعَ كتابَ نَهجِ البَلاغةِ الذي فيه الخُطَبُ التي تُنسَبُ لعليِّ بن أبي طالبٍ رَضيَ الله عنه، له ديوانٌ في أربَعِ مُجَلَّدات, توفِّيَ ببغداد عن 47 عامًا في الخامِسِ مِن مُحَرَّم، وكانت جنازتُه مشهودةً، ودُفِنَ بداره بمسجِدِ الأنباريِّ.

العام الهجري : 411 العام الميلادي : 1020
تفاصيل الحدث:

زاد شَغبُ الأتراكِ بهَمذانَ على صاحِبِهم شَمسِ الدَّولةِ بنِ فَخرِ الدَّولة، وكان قد تقَدَّمَ ذلك منهم غيرَ مَرَّة، وهو يحلُمُ عنهم بل يَعجِزُ، فقَوِيَ طمَعُهم، فزادوا في التوثُّبِ والشغبِ، وأرادوا إخراجَ القُوَّادِ القوهيَّة الأكرادِ مِن عنده، فلم يُجِبْهم إلى ذلك، فعَزَموا على الإيقاعِ بهم بغيرِ أمْرِه، فاعتَزَل الأكرادُ مع وزيرِه تاجِ الملك أبي نصر بنِ بهرامَ إلى قلعةِ برجين، فسار الأتراكُ إليهم فحَصَروهم، ولم يلتَفِتوا إلى شمسِ الدَّولة، فكتب الوزيرُ إلى أبي جعفرِ بنِ كاكويه، صاحبِ أصبهان، يستنجِدُه، وعَيَّنَ له ليلةً يكونُ قُدومُ العساكِرِ إليه فيها بغتةً، ليخرُجَ هو أيضًا تلك الليلةَ لِيَكبِسوا الأتراك. فعل أبو جعفرٍ ذلك، وسيَّرَ ألفَي فارس، وضَبَطوا الطرقَ لِئَلَّا يسبِقَهم الخبَرُ، وكبسوا الأتراك سَحَرًا على غفلةٍ، ونزل الوزيرُ والقوهيَّةُ من القلعةِ، فوضعوا فيهم السَّيفَ، فأكثَروا القَتلَ، وأخَذوا المالَ، ومَن سلِمَ مِن الأتراكِ نجا فقيرًا، وفعَلَ شَمسُ الدَّولة بمَن عندَه في همذان كذلك، وأخرَجَهم، فمضى ثلاثُمِئَة منهم إلى كرمان، وخدموا أبا الفوارِسِ بنَ بهاء الدَّولة صاحِبَها.

العام الهجري : 482 العام الميلادي : 1089
تفاصيل الحدث:

كان قد مَلَكَ سمرقند أحمدُ خان بن خضر خان، وهو ابنُ أخي تركان خاتون، زَوجةِ السُّلطانِ ملكشاه، وكان صَبِيًّا ظالِمًا، قَبيحَ السِّيرَةِ، يُكثِر مُصادَرةَ الرَّعيَّةِ، فنَفَروا منه، وكَتَبوا إلى السُّلطانِ سِرًّا يَستَغيثون به، ويَسأَلونَه القُدومَ عليهم لِيَملِك بِلادَهم، فتَحرَّكَت دَواعي السُّلطانِ إلى مُلْكِها، فسار من أصبهان، وجَمعَ العَساكرَ من البلادِ جَميعِها، فعَبَرَ النهرَ فلمَّا قَطعَ النهرَ قَصَدَ بُخارى، وأَخذَ ما على طَريقِه، ثم سار إليها ومَلَكَها وما جاوَرَها من البلادِ، وقَصَدَ سمرقند ونازَلَها، وحَصرَ البلدَ، وضَيَّقَ عليه، وأَعانَه أَهلُ البلدِ بالإقاماتِ، وفَرَّقَ أحمد خان، صاحِبُ سمرقند، أَبراجَ السُّورِ على الأُمراءِ ومَن يَثِقُ بهِ مِن أَهلِ البَلدِ، فرَمَى السُّلطانُ ملكشاه السُّورَ بالمنجنيقات، فأَحدثَ فيه عِدَّةَ ثُلَمٍ، وأَخَذَ أَحدَ الأَبراجِ، فلمَّا صَعدَ عَسكرُ السُّلطانِ إلى السُّورِ هَربَ أحمدُ خان، واختَفَى في بُيوتِ بَعضِ العامَّةِ فدُلَّ عليه وأُخِذَ وحُمِلَ إلى السُّلطانِ وفي رَقَبَتِه حَبلٌ، فأَكرَمَه السُّلطانُ، وأَطلَقَه وأَرسلَه إلى أصبهان، ومعه مَن يَحفَظهُ، ورَتَّبَ بسمرقند الأَميرَ العَميدَ أبا طاهرٍ عَميدَ خوارزم.

العام الهجري : 1302 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1885
تفاصيل الحدث:

هو محمد أحمد بن عبد الله، المهدي السوداني الثَّائر، وقائدُ الحركة المهدية ومؤسِّسُها. كان لحركته أثرٌ كبير في حياة السودانِ السياسية. ولِدَ في جزيرةٍ تابعة لدنقلة سنة 1259هـ، من أسرةٍ اشتهر أنها حُسينية النَّسَبِ. وكان أبوه فقيهًا، فتعلَّم منه القراءةَ والكتابة، وحفِظَ القرآنَ وهو في الثانية عشرة من عمره. ومات أبوه وهو صغير، فعَمِلَ مع عمه في نجارةِ السُّفن مدةً قصيرةً، وذهب إلى الخرطوم، فقرأ الفِقهَ والتفسيرَ، وتصوَّفَ وانقطع في جزيرة أبا في النيل الأبيض مدة خمسة عشر عامًا للعبادة والدرسِ والتدريس. وكثُرَ مريدوه، واشتهر بالصلاحِ. وسافر إلى (كردفان) فنشر فيها (رسالة) من تأليفِه يدعو بها إلى تطهيرِ البلاد من مفاسِدِ الحكَّام, وجاءه عبد الله بن محمد التعايشي فبايعه على القيامِ بدعوتِه. وقَوِيَت عصبيَّةُ المهدي بقبيلة (البقَّارة) وقد تزوَّج منها, وتلقَّب سنة 1298هـ (1881 م) بالمهديِّ المنتظر، وكتب إلى فُقهاء السودان يدعوهم لنصرتِه. وانبَثَّ أتباعُه (ويُعرفون بالدراويش أو الأنصار) بين القبائِلِ يحضُّون على الجهادِ. حاولت الحكومةُ المصرية والإنجليزُ القضاءَ عليه وعلى حركتِه، لكِنَّ كثرةَ أتباعِه وحماسَهم لحركتِه التي تسعى لرفعِ الظلم الواقع على السودانيين كلَّف المصريين والإنجليز الكثيرَ من الدماء على رأسِها القائدُ الإنجليزي غوردون، عندما هاجم بعضُ أتباع المهدي (الخرطوم) وفيها غوردون باشا فقتلوه وحملوا رأسَه على حَربةٍ (سنة 1302هـ)، وانقاد السودان كلُّه للمهدي. أرسل إلى الخديوي والسلطان عبد الحميد ومَلِكة إنجلترا يشعِرُهم بدولته ومقر سلطنتِه، وضربَ النقودَ. ولكِنَّه لم يلبث أن مات بالجدري في (أم درمان) وقد أوصى بالخلافة من بعده لعبد الله التعايشي. كان المهدي طويلًا أسمرَ بخضرة، ضَخْمَ الجثة، عظيمَ الهامة، واسِعَ الجبهة، أقنى الأنف، واسعَ الفم والعينين، مستديرَ اللحية، خفيفَ العارِضَينِ، أسنانه كاللؤلؤ، يتعَمَّمُ على قلنسوة من نوعِ ما يتعمَّمُ عليه أهلُ مكة، وعمامتُه كبيرةٌ مُنفَرِجةٌ من الأمام، يُرسِلُ عذبةً منها على مَنكِبِه الأيسر.وكان فطِنًا فصيحًا قويَّ الحجة، إذا خطب خلبَ لُبَّ مَن يستمِعُ إليه.