الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3793 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 370 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 981
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ العلَّامةُ المُفتي المجتَهِد, عَلَمُ العراق أبو بكر أحمدُ بنُ عليٍّ الرازي الجَصَّاصُ، الفقيهُ الحنفي، إمامُ أصحاب الرأي في وقته، صاحب التصانيف، وتلميذُ أبي الحسن الكرخي. ولد سنة 305 في مدينة الريِّ التي يُنسَبُ لها بالرازي, وقد مكث بها حتى سِنِّ العشرينَ، حيث رحل إلى بغداد واستوطَنَها. وقد حاز الإمامُ مكانةً عِلميَّةً سامِقةً بين علماءِ الأمة عمومًا, وعُلَماءِ الحنفيَّة خُصوصًا. كان مع براعتِه في العِلمِ مَشهورًا بالزهد والورع، لَمَّا ورد بغداد في شبيبتِه درس الفقهَ على أبي الحسَنِ الكَرخيِّ ولم يزَلْ حتى انتهت إليه الرياسةُ الحنفية ببغداد، وعنه أخذ فقهاؤُها, ورحل إليه المتفَقِّهة، وخوطِبَ في أن يلي قضاءَ القُضاةِ فامتنع، وأعيد عليه الخطابُ فلم يفعل، وله تصانيفُ كثيرة مشهورة؛ منها "أحكام القرآن" و "شرح الجامع الصغير" لمحمد بن الحسن الشيباني، و "شرح المناسك" لمحمد بن الحسن الشيباني، و "شرح مختصر الفقه" للطحاوي، وغيرها، وتصانيفه تدُلُّ عل حفظه للحديثِ وبَصَرِه به. قال الذهبي: " وكان يميلُ إلى الاعتزالِ، وفي تصانيفِه ما يدُلُّ على ذلك في مسألةِ الرؤية وغيرِها ". توفِّيَ عن خمسٍ وستين سنة، وصلَّى عليه أبو بكر محمد بن موسى الخوارزمي.

العام الهجري : 540 العام الميلادي : 1145
تفاصيل الحدث:

لَمَّا أراد السُّلطانُ مسعود الرَّحيلَ مِن بغداد، أشار عليه الأميرُ المهلهل أن يَحبِسَ عليَّ بن دبيس بقلعةِ تكريت، فعَلِمَ ذلك، فهَرَب في جماعةٍ يَسيرةٍ نحو خمسة عشر، فمضى إلى الأزيز، وجمَعَ بني أسدٍ وغَيرَهم، وسار إلى الحلَّةِ وبها أخوه مُحمَّد بن دبيس، فقاتَلَه، فانهزَمَ مُحمَّد، ومَلَك عليٌّ الحلَّةَ، واستهان السُّلطانُ أمْرَه أوَّلًا، فاستفحل وضَمَّ إليه جَمعًا مِن غِلمانِه وغِلمانِ أبيه وأهلِ بيتِه وعساكِرِهم، وكَثُرَ جَمعُهم، فسار إليه مهلهل فيمن معه في بغداد من العسكَرِ، وضَرَبوا معه مصافًا، فكسَرَهم وعادوا مُنهَزِمينَ إلى بغداد وكان أهلُ الحلَّةِ يتعَصَّبونَ لعليِّ بنِ دبيس، وكانوا يَصيحون إذا رَكِبَ مُهلهَل وبعضُ أصحابه: يا عليُّ، كله. وكثر ذلك منهم بحيث امتنع مهلهل مِنَ الرُّكوبِ، ومَدَّ عليٌّ يَدَه في أقطاعِ الأُمَراءِ بالحلة، وتصَرَّف فيها، وصار شحنة بغداد ومَن فيها على وجَلٍ منه، وجمَعَ الخليفةُ جَماعةً وجَعَلَهم على السُّورِ لحِفظِه، وراسَل عليًّا، فأعاد الجوابَ بأنَّني العبدُ المطيعُ مهما رُسِمَ لي فعَلْتُ؛ فسكن النَّاسُ، ووصَلَت الأخبارُ بعد ذلك أنَّ السُّلطانَ مَسعودًا تفَرَّقَ خُصومُه عنه، فازداد سُكونُ النَّاسِ.

العام الهجري : 191 العام الميلادي : 806
تفاصيل الحدث:

أوقع الأميرُ الحكَمُ بنُ هشام- صاحب الأندلس- بأهل طليطِلة، فقتلَ منهم ما يزيدُ على خمسةِ آلاف رجلٍ مِن أعيان أهلِها، وسببُ ذلك أنَّ أهلَ طُليطِلة كانوا قد طَمِعوا في الأمراءِ، وخَلَعوهم مرَّةً بعد أخرى، وقَوِيَت نفوسُهم بحصانةِ بلَدِهم وكثرةِ أموالِهم، فلم يكونوا يطيعونَ أمراءَهم طاعةً مُرضيةً، فلما أعيا الحكَمَ شأنُهم أعمل الحيلةَ في الظفَرِ بهم، فاستعان في ذلك بعَمروس بن يوسف المعروف بالمولد، حيث دخل طليطِلة وأنِسُوا به واطمأنُّوا له، وأشاع عمروس أنَّ عبد الرحمن بن الحكَم يريدُ أن يتَّخِذَ لهم وليمةً عظيمةً، وشرَعَ في الاستعدادِ لذلك، وواعدهم يومًا ذكَرَه، وقَرَّر معهم أن يدخُلوا من بابٍ، ويخرُجوا من آخَرَ ليقِلَّ الزِّحامُ، ففعلوا ذلك، فلما كان اليومُ المذكورُ أتاه الناس أفواجًا، فكان كلمَّا دخلَ فوجٌ، أُخِذوا وحُمِلوا إلى جماعةٍ مِن الجندِ على حُفرةٍ كبيرةٍ في ذلك القَصرِ، فضُرِبَت رقابُهم عليها، فذَلَّت رقابُهم بعدها وحَسُنَت طاعتُهم بقيَّةَ أيامِ الحَكَم وأيَّام ولده عبد الرحمن، ثم انجبَرَت مصيبتُهم، وكَثُروا، فلما هلك عبدُ الرحمن ووَلِيَ ابنُه محمَّد عاجلوه بالخلعِ.

العام الهجري : 300 العام الميلادي : 912
تفاصيل الحدث:

كان والِدُ عبدِ الرحمنِ النَّاصر- محمَّدُ بنُ عبدِ الله- قد قتله أخوه المُطَرِّفُ فِي صدر دولةِ أبيهما. وخلَّفَ محمَّدٌ ابنَه عبدَ الرحمنِ، وهو ابنُ عشرين يومًا. ولَمَّا توفِّيَ الأميرُ عبدُ اللَّهِ جَدُّ عبدِ الرحمنِ سنة ثلاثمئة، وليَ عبدُ الرحمنِ الأمرَ بعده. وكان ذلك مِن غرائبِ الأمورِ؛ لأنَّه كَانَ شابًّا مع وجودِ أكابِرَ مِن أعمامِه وأعمامِ أبيه، وتقدَّم هُوَ- وهو ابن اثنتين وعشرين سنة- فوَلِيَ الإمارةَ، والبلادُ كُلُّها في حالةِ اضطراب؛ قد امتَنَعَت على الدولةِ حصونُ بكورة رَيَّة وحصن ببشتر، فحاربها الناصر، حتّى استَرَدَّها، وكان طُليطُلة قد خالف أهلَ الدولة، فقاتلهم حتَّى عادُوا إلى الطاعة، ولم يزَلْ يقاتل المخالفين حتَّى أذعنوا له، وأطاعوه نيِّفًا وعشرين سنة، فاستقامت البلادُ، وأَمِنَت دولته، واستقام لَهُ الأمرُ، وقد حكم خمسين سنة من 300عام إلى 350.

العام الهجري : 557 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1162
تفاصيل الحدث:

اجتمعت الكرج في خلقٍ كثير يبلغون ثلاثين ألف مقاتل، ودخلوا بلاد الإسلام، وقصدوا مدينةَ دوين من أذربيجان، فملكوها ونَهَبوها، وقتلوا من أهلِها وسوادها نحوَ عشرة آلاف قتيل، وأخذوا النساءَ سبايا، وأسَرُوا كثيرًا، وأعرَوُا النساءَ وقادوهم حُفاةً عُراةً، وأحرقوا الجوامِعَ والمساجِدَ، فلما وصلوا إلى بلادهم أنكر نساءُ الكرج ما فعلوا بنساءِ المسلمين، وقُلْنَ لهم قد أحوجتُم المسلمين أن يفعلوا بنا مثلَ ما فعلتُم بنسائهم؛ وكسونَهنَّ، ولَمَّا بلغ الخبر إلى شمس الدين إيلدكز، صاحب أذربيجان والجبل وأصفهان، جمع عساكِرَه وحشَدَها، وانضاف إليه شاه أرمن بن سكمان القطبي، صاحب خلاط، وابن آقسنقر، صاحب مراغة وغيرها، فاجتمعوا في عسكر كثير يزيدون على خمسين ألف مقاتل، وساروا إلى بلاد الكرج في صَفَر سنة ثمان وخمسين ونهبوها، وسَبَوا النساءَ والصبيان، وأسَروا الرِّجالَ، ولقيهم الكرج، واقتتلوا أشدَّ قتالٍ صبَرَ فيه الفريقان، ودامت الحربُ بينهم أكثر من شهر، وكان الظَّفَرُ للمسلمين، فانهزم الكرج وقُتِلَ منهم كثيرٌ وأُسِرَ كذلك، وكان سببُ الهزيمة أن بعض الكرج حضر عند إيلدكز، فأسلم على يديه، وقال له: تعطيني عسكَرًا حتى أسيرَ بهم في طريق أعرِفُها وأجيء إلى الكرجِ مِن ورائهم وهم لا يشعرون، فاستوثق منه، وسيَّرَ معه عسكرًا وواعده يومًا يصِلُ فيه إلى الكرج، فلما كان ذلك اليومُ، قاتل المسلمون الكرج، فبينما هم في القتال وصل ذلك الكرجي الذي أسلم ومعه العسكرُ، وكبَّروا وحملوا على الكرج من ورائهم، فانهزموا، وكثُرَ القتل فيهم والأسرُ، وغنم المسلمون من أموالِهم ما لا يدخُلُ تحت الإحصاءِ لِكَثرتِه؛ فإنهم كانوا متيقِّنين النَّصرَ لكثرتهم، فخَيَّبَ الله ظنَّهم، وتبعهم المسلمون يقتلون ويأسرون ثلاثةَ أيام بلياليها، وعاد المسلمون منصورين قاهرين.

العام الهجري : 467 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1075
تفاصيل الحدث:

أَرسلَ المُستَنصِرُ بالله الفاطِميُّ صاحبُ مصر، إلى صاحبِ مَكَّةَ ابنِ أبي هاشمٍ رِسالةً وهَدِيَّةً جَليلةً، وطَلبَ منه أن يُعيدَ له الخُطبةَ بمَكَّةَ، وقال: إن أَيْمانَك وعُهودَك كانت للقائمِ، وللسُّلطانِ ألب أرسلان، وقد ماتَا، فخَطَبَ به بمَكَّةَ وقَطعَ خُطبةَ المُقتَدِي، وكانت مُدَّةُ الخُطبَةِ العبَّاسيَّة بمَكَّةَ أربعَ سنين وخَمسةَ أَشهُر. 

العام الهجري : 1294 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1877
تفاصيل الحدث:

عزل السلطانُ عبد الحميد الثاني رئيسَ الوزراءِ مدحت باشا أبو المشروطيَّة من منصبِه، وذلك بعد خمسة أشهر من إعلان المشروطيةِ التي لم يتِمَّ تنفيذها. فقد أقاله السلطان عبد الحميد الثاني من منصِبِ الصدرِ الأعظم لتوجُّهاته الغربيَّةِ والماسونيَّةِ, ثمَّ حاكمه السلطان بتهمة ضلوعِه في اغتيالِ عَمِّه السلطانِ عبد العزيز.

العام الهجري : 515 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1121
تفاصيل الحدث:

هو أمير الجيوش أبو القاسم شاهنشاه الملك الأفضل بن أمير الجيوش بدر الجمالي. كان والده بدر أرمنيًّا، اشتراه جمال الدولة بن عمار، وتربى عنده وتقدم بسببه، كان بدر نائبًا بعكا، فسار في البحر في ترميم دولة المستنصر العبيدي، فاستولى على الإقليم، وأباد عدة أمراء، ودانت له الممالك إلى أن مات، فقام بعده ابنه الأفضل، وعَظُم شأنه، وأهلك نزارًا ولد المستنصر صاحب دعوة الباطنية الإسماعيلية أصحاب ابن الصباح وقلعة ألموت، وكذلك أتابكه أفتكين متولي الثغر، وكان الأفضل بطلًا شجاعًا، وافر الهيبة، عظيم الرتبة، فلما هلك المستعلي نَصَب في الإمامة ابنه الآمر، وحجر عليه وقمعه، وكان الآمر طياشًا فاسقًا، فعمل على قتل الأفضل، فرتب عدةً وثبوا عليه، فأثخنوه، ونزل إليه الآمر، وتوجَّع له، فلما قُضِي الأفضل استأصل الآمر أمواله، وبقي الآمر في داره أربعين صباحًا والكَتَبة تضبط تلك الأموال والذخائر، وحبس أولاد الأفضل، وكانت ولايته بعد أبيه ثماني وعشرين سنة، منها: آخر أيام المستنصر، وجميع أيام المستعلي، إلى هذه السنة من أيام الآمر، وكانت الأمراء تكرهه لكونه سنيًّا، فكان يؤذيهم، وكان فيه عدل، والإسماعيلية يكرهونه لأسباب؛ منها: تضييقه على إمامهم، وتركه ما يجب عندهم سلوكه معهم، ومنها ترك معارضة أهل السنة في اعتقادهم، والنهي عن معارضتهم، وإذنه للناس في إظهار معتقدات أهل السنة والمناظرة عليها، فكثر الغرباء ببلاد مصر، وكان حَسَن السيرة، عادلًا. قال أبو يعلى بن القلانسي: "كان الأفضل حسن الاعتقاد، سُنِّيًّا، حميد السيرة، كريم الأخلاق، لم يأت الزمان بمثله". قال ابن خلكان: "ترك الأفضل من الذهب العين ستمائة ألف ألف دينار مكررة، ومن الدراهم مائتين وخمسين أردبًا، وسبعين ثوب ديباج أطلس، وثلاثين راحلة أحقاق ذهب عراقي، ودواة ذهب فيها جوهرة باثني عشر ألف دينار، ومائة مسمار ذهب زنة كل مسمار مائة مثقال، في عشرة مجالس كان يجلِسُ فيها، على كل مسمار منديل مشدود بذهب، كل منديل على لون من الألوان من ملابسه، وخمسمائة صندوق كسوة للبس بدنه، قال: وخلف من الرقيق والخيل والبغال والمراكب والمسك والطيب والحلي ما لا يعلم قدره إلا الله عز وجل، وخلف من البقر والجواميس والغنم ما يستحيي الإنسانُ من ذكره، وبلغ ضمان ألبانها في سنة وفاته ثلاثين ألف دينار، وترك صندوقين كبيرين مملوءين إبر ذهب برسم النساء والجواري" قُتِل الأفضل في رمضان سنة 515، وله ثمان وخمسون سنة, ولما قتل ولي الوزارة بعد الأفضل أبو عبد الله بن البطائحي، ولقب المأمون، وتحكم في الدولة، وظهر الظلم والبدعة أيام البطائحي, وبقي كذلك حاكمًا في البلاد إلى سنة 519، فصُلِب.

العام الهجري : 1269 العام الميلادي : 1852
تفاصيل الحدث:

حاولت روسيا إعادةَ اتفاقية خونكار أسكله سي، ولكِنَّ الدولة العثمانية رفضت ذلك، كما رفضت حقَّ حماية روسيا للنصارى المقيمين في الدولةِ العثمانية، وأُعيدَ رشيد باشا للصدارة العظمى بعدما عُزِلَ سابقًا؛ إرضاءً لروسيا، فهددت روسيا باحتلالِ الأفلاق والبغدان، فأبلغ الخليفةُ ذلك التهديدَ لسفراء الدول، فأعطت إنكلترا الأوامِرَ لقطعاتِها البحرية المنتَظِرة في مالطة بالتحَرُّك إلى مياه اليونان، والاشتراك مع القوَّاتِ الفرنسية فيها، ثم التوجُّه لمضيق الدردنيل، وأما القواتُ الروسية فقد تقَدَّمت واحتلَّت إقليمَي الأفلاق والبغدان، فسَعَت النمسا للصلحِ، وعُقدَ مؤتمرٌ للصُّلحِ في نهاية العام 1269هـ، ولكن انتهى دون نتائِجَ، وأرسلت الدولةُ العثمانيةُ بضرورةِ إخلاء ولايتي الأفلاق والبغدان في مدة خمسة عشر يومًا، وأمرت القائدَ عمر باشا بالتحَرُّك لدخول الولايتين عند انتهاءِ المهلة، وقد دخل فعلًا وأجبر الروس على الانسحابِ، كما انتصر العثمانيون في الوقتِ نفسِه في جهة القفقاس، واحتلُّوا بعضَ القلاعِ، ثم توقَّف القِتالُ بسَبَبِ الشتاءِ، واستنجد قيصر روسيا بملك النمسا فيما إذا تدخَّلت الدول الغربية فاعتذر، أما في البحرِ فقد دمَّرَت الأساطيل الروسية في البحرِ الأسود القطعاتِ العثمانيةَ في ميناء سينوب، ثم وصلت القطعاتُ الفرنسية والإنكليزية ولم تُجْدِ محاولاتُ الصلح، وكان موقف فرنسا وإنكلترا ضِدَّ روسيا حفاظًا على مصالحهم. وقد جرى اتفاقٌ في استانبول في الثاني عشر من جمادى الآخرة عام 1270هـ بين العثمانيين وفرنسا وإنكلترا على محاربة روسيا، وأن ترسِلَ فرنسا خمسين ألف جندي وترسِلَ إنكلترا خمسة وعشرين ألفًا على أن يرحلوا بعد خمسةِ أسابيع من الصلحِ مع روسيا، وأعلنت فرنسا الحربَ على روسيا بالاتفاق مع إنكلترا، ثم اتفقت الدولتان في لندن في العام نفسِه في الثاني عشر من رجب ألا تنفَرِدَ إحداهما بالاتصال مع روسيا أو الاتفاقِ معها، وأن تمنع روسيا من ضَمِّ أي جزء من الدولة العثمانية إليها، وجمعت جيوشَها في غاليبولي واستانبول، ثم بدأت المعاركُ البحرية قبل أن تَصِلَ الجيوشُ البرية وهَدَمَت القِطَعُ البحرية الإنكليزية والفرنسية قلاعَ مدينة أوديسا، واجتازت الجيوشُ الروسية نهر الدانوب وحاصرت مدينةَ سلستريا مدة خمسين يومًا ولم تستطع اقتحامَها، وجاء المدَدُ للعثمانيين فترك الروس الحصارَ وانسحبوا، وأراد العثمانيون ملاحقَتَهم واحتلال الأفلاق والبغدان حيث أخلاهما الروس إلَّا أن النمساويين قد احتلُّوا هذين الإقليمين ووقفوا في وجهِ العثمانيين، ثم نقلت الدُّولُ المتحالفة المعركةَ إلى أرض روسيا وحاصرت ميناءَ سيباستبول وهَزَمت الجيوش الروسية، ثم اقتَنَعت النمسا بالانضمام إلى الدُّوَل المتحالفة، ثم انضمت أيضًا مملكة البيمونت الإيطالية إلى التحالُف، والتي احتلَّت ميناء كيرتش وبحر آزوف؛ لمنع وصول الإمدادات الروسية إلى ميناء سيباستبول التي استطاع الحلفاءُ دُخولَه في ذي الحجة من عام 1271هـ، وحاصرت مدخل البحر الأبيض الشمالي، واحتلت بعضَ الموانئ على المحيط الهادي، ثم توغلت في أوكرانيا، أما الروسُ فاستطاعوا أن يدخُلوا مدينة قارص، ثم حلَّ الشتاءُ فتوقفت الحروب، ثم انضمت السويدُ إلى التحالف إلى أن وافقت روسيا على طلباتِهم التي زادت عما طُلِبَ منها سابقًا، وعُقِدَت في باريس معاهدةٌ تنصُّ على: تُخلَى المناطِقُ التي احتُلَّت أثناء الحرب من كلا الطرفين، ويُطلَق سراح الأسرى، ويَصدُرُ عفوٌ عامٌّ عن جميع الذين تعاونوا مع خصومِ دُوَلهم، تُطلَق حرية الملاحة في البحر الأسود للدول جميعًا، ولا تُنشَأُ فيه قواعِدُ بحرية حربية، تطلَقُ حرية الملاحة في نهر الدانوب، تبقى الصِّربُ مرتبطة بالدولة العثمانية ولها استقلالٌ ذاتيٌّ يُضمَنُ مِن قِبَل الدول، ثم اتُّفِق على تكوين دولةٍ شبهِ مستقلة تضم الأفلاق والبغدان تسمَّى الإمارات المتحدة، وتكون تحت حماية جميع الدول، فتخرج بالتالي من التبعية العثمانية، وكانت هذه المعاهدةُ في عام 1275هـ.

العام الهجري : 731 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1331
تفاصيل الحدث:

بعد ما كان من الفِتنةِ بمكَّةَ العامَ السَّابِقَ وانزعاج السلطانِ الناصر محمد بن قلاوون كثيرًا لذلك، ففي المحَرَّم هذا العام قَدِمَ الحاجُّ، وأخبروا بكثرةِ الفِتَن بمكَّةَ بين الشريفين عُطيفة ورُميثة، وقُوَّة رُمَيثة على عُطَيفة ونهْبِه مكَّة وخروجه عن الطاعة، وأنه لم يلقَ رَكبَ الحُجَّاج، فكتب بحضورِه، فلما ورد المرسومُ بطلب الشريفينِ إلى مصر اتَّفَقا وخرجا عن الطاعة، فشقَّ ذلك على السلطان، وعَزَم على إخراج بني حسَن من مكة، وتقَدَّم السلطان إلى الأمير سيف الدين أيتمش أن يَخرُجَ بعسكرٍ إلى مكة، وقال له بحضرة القضاة: "لا تدع في مكَّةَ أحدًا من الأشرافِ ولا من القُوَّاد ولا مِن عَبيدِهم، ونادِ بها من أقام منهم حَلَّ دَمُه، ثم أحرِقْ جَميعَ وادي نخلةَ، وألقِ في نَخلِها النَّارَ حتى لا تدَعَ شَجرةً مُثمِرةً ولا دِمنةً- آثار الديار- عامرةً، وخَرِّبْ ما حول مكَّةَ من المساكن، وأخرِجْ حَرَم الأشرافِ منها، وأقِمْ بها بمن معك حتى يأتيك عسكَرٌ آخرُ"، فقام في ذلك قاضي القضاة جلال الدين محمد القزويني ووعَظَ السُّلطانَ وذَكَّره بوجوبِ تَعظيمِ الحَرَمِ، إلى أن استقَرَّ الأمر على أن كُتِبَ لرُمَيثة أمانٌ وتقليد بإمرة مكَّة، وسار العسكر من ظاهر القاهرة في نصف صفر، وعِدَّتُهم سبعمائة فارس، وفي سابع جمادى الآخرة قدم الأمير أيتمش بالعسكر المجرَّد إلى مكة، وكان الشريفُ رُمَيثة قد جمع عربًا كثيرةً يريدُ محاربتهم، فكتب إليه الأميرُ أيتمش يُعَرِّفُه بأمان السلطان له وتقليدِه إمرةَ مَكَّة، ويحثُّه على الحضور إليه ويرَغِّبُه في الطاعة، ويحَذِّرُه عاقبةَ الخلاف ويهدده على ذلك، ويُعَرِّفُه بما أمر به السلطانُ من إجلاء بني حسن وأتباعِهم عن مكة، فلما وقف رُمَيثةُ على ذلك اطمأَنَّ إلى الأمير أيتمش وأجابه بما كان قد عزم عليه من الحربِ لو أنَّ غَيرَه قام مقامَه، وطلب منه أن يحلِفَ هو ومن معه ألَّا يَغدِرَ، وأن يُقرِضَه مبلغ خمسين ألف درهم يتعَوَّضُها من إقطاعِه، فتقَرَّر الحال على أن يبعثَ إليه الأمير أيتمش عشرةَ أحمال من الدقيق والشعير والبقسماط وغيره، ومبلغ خمسة ألاف درهم، فقَدِمَ حينئذ، فلما قارب رُمَيثة مكة رَكِبَ الأمير أيتمش بمن معه إلى لقائِه، فإذا عِدَّةٌ من قواده مع وزيره قد تقَدَّموه ليحَلِّفوا له العسكر، فعادوا بهم إلى الحَرَمِ وحلفوا له أيمانًا مؤكَّدة، ثم ركبوا إلى لقائِه وقابَلوه بما يليقُ به من الإكرام، فلَبِسَ رميثة تشريفَ السلطان، وتقَلَّد إمارةَ مكَّة، وعَزَم على تقدمة شيءٍ للأمراء، فامتنعوا أن يقبلوا منه هَدِيَّةً، وكتبوا إلى السلطانِ بعَودِ الشريف إلى الطاعةِ.

العام الهجري : 533 العام الميلادي : 1138
تفاصيل الحدث:

توجَّه عبدُ المؤمن لِمُلاقاةِ المرابطين، إلى جَبَل كرناطة، فنَزَل في أرضٍ صُلبة، بين شَجَر، ونزل تاشفين بنُ علي قُبالتَه، في الوطأةِ في أرضٍ لا نباتَ فيها، وكان الفَصلُ شاتيًا، فتوالت الأمطارُ أيامًا كثيرةً لا تُقلِعُ، فصارت الأرضُ التي فيها تاشفين وأصحابُه كثيرةَ الوحل، تسوخُ فيها قوائمُ الخيلِ إلى صُدورِها، ويَعجِزُ الرَّجُلُ عن المشيِ فيها، وتقَطَّعَت الطرقُ عنهم، فأوقدوا رماحَهم، وقرابيسَ سُروجِهم، وهلكوا جوعًا وبردًا وسوءَ حالٍ, وكان عبدُ المؤمن وأصحابُه في أرضٍ خَشنةٍ صُلبةٍ في الجَبَل، لا يبالونَ بشَيءٍ، والميرةُ مُتَّصِلةٌ إليهم، وفي ذلك الوقتِ سَيَّرَ عبدُ المؤمن جيشًا إلى وجرةَ مِن أعمالِ تلمسان، ومُقَدَّمُهم أبو عبد الله محمد بن رقو، فبلغ خبَرُهم إلى محمد بن يحيى بن فانوا، متولِّي تلمسان، فخرج في جيشٍ مِن الملثمين، فالتَقَوا بموضعٍ يُعرَفُ بخندق الخمر، فهَزَمَهم جيشُ عبد المؤمن، وقُتِلَ مُحمَّدُ بنُ يحيى وكثيرٌ من أصحابه، وغَنِموا ما معهم ورَجَعوا، فتوجَّهَ عبدُ المؤمن بجَميعِ جَيشِه إلى غمارة، فأطاعوه قبيلةً بعد قبيلةٍ، وأقام عندهم مُدَّةً. وما بَرِحَ يمشي في الجِبالِ، وتاشفين يُحاذيه في الصَّحاري، فلم يَزَل عبدُ المؤمن كذلك إلى سنةِ خَمس وثلاثين، فتوفِّيَ أميرُ المُسلِمينَ عليُّ بنُ يوسُفَ بمراكش ومَلَك بعدَه ابنُه تاشفين، فقَوِيَ طَمَعُ عبد المؤمن في البلاد، إلَّا أنَّه لم يَنزِل الصَّحراءَ.

العام الهجري : 582 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1186
تفاصيل الحدث:

هو المَلِك شمس الدين البهلوان محمَّد بن الأتابك إيلدكز صاحِب أذربيجان وعراق العجم بلد الجبل والري وأصفهان وأذربيجان وأرانية وغيرها من البلاد،، وهو من كبارِ الملوك كوالِدِه. تمَلَّك البهلوان بعد موت أبيه سنة 570، وأقام في السلطنةِ معه طغريل بن رسلان شاه خاتمة بقايا السلجوقية، وكان السلطانُ طغريل بن أرسلان بن طغرل بن محمد بن ملكشاه مع البهلوان، والخطبةُ له في البلاد بالسلطنة، وليس له من الأمرِ شَيءٌ، وإنما البلادُ والأمراء والأموالُ بحُكم البهلوان يأكُلُ البلاد باسمه، وكان ظالِمًا فاتِكًا، ولما احتُضِرَ أوصى إلى أخيه لأمِّه قزل، ومات بهمذان, وكانت أيام البهلوان إحدى عشرة سنة، وخلف خمسة آلاف مملوك، ومن الدوابِّ ثلاثين ألف رأس، ومن الأموالِ ما لا يُعَبَّر عنه، فلما مات البهلوان جرى بأصفهان بين الشافعيَّة والحنفية من الحروب والقتل والإحراق والنَّهبِ ما يجِلُّ عن الوصف، وكان قاضي البلد رأسَ الحنفيَّة، وابن الخجندي رأسَ الشافعية، وكان بمدينةِ الري أيضًا فتنةٌ عظيمة بين السُّنة والشيعة، وتفَرَّق أهلها وقُتِلَ منهم، وخربت المدينة وغيرُها من البلاد، ثمَّ مَلَك أخوه قزل أرسلان واسمه عثمان،، فلما مات البهلوان خرج طغرل عن حُكمِ قزل، ولحِقَ به جماعة من الأمراء والجند، فاستولى على بعضِ البلاد، وجَرَت بينه وبين قزل حروبٌ.

العام الهجري : 1203 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1789
تفاصيل الحدث:

هو السلطانُ العثماني عبد الحميد الأول بن أحمد الثالث بن محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث، ولِدَ سنة 1137هـ تولى الحكمَ عام 1187هـ/1773م بعد وفاة أخيه مصطفى الثالث، وكان محجوزًا في قصرِه مدَّةَ حكم أخيه مصطفى الثالث، استطاعت روسيا في عهدِه أن تحقِّقَ نصرًا على العثمانيين في معاهدة كيتشوك كاينارجي، وطلب الصدرُ الأعظمُ الصلحَ والمفاوضة، وتمَّ ذلك في مدينة قاينارجة في بلغاريا على البحر الأسود عام 1187هـ. في هذه الظروفِ الحَرِجة توفِّي السلطان عبد الحميد الأول، ووهنت عزيمةُ الجند ودخل اليأسُ قلوبَهم، واستغَلَّ الأعداء ما حدث وتضافرت جهودُهم لإضعافِ العثمانيين، وتمكَّنوا من النصر؛ ففي 31 تموز و22 أيلول عام 1789م استولى الروس على مدينة بندر الحصينة واحتلُّوا معظم الفلاخ والبغدان وبسارابيا، ودخل النمساويون بلغراد وبلاد الصرب التي رُدَّت بعد ذلك للعثمانيين بمقتضى معاهدة زشتوي. توفِّيَ السلطان عبد الحميد الأول متأثرًا بنزيفٍ في المخِّ بعد سماعه خبرَ سقوطِ قلعة أوزي بيد الروسِ وذبح أهلها بطريقةٍ بشعة، دام في الحُكمِ خمسة عشر عامًا وعدة أشهر، وتولى بعده ابنُ أخيه سليم الثالث بن مصطفى الثالث، ويعتبرُ هذا السلطانُ هو أولَ سلاطين عصر الانحطاط، ثمَّ استمَرَّت السلطنةُ في سلالة السلطان عبد الحميد الأول إلى نهايةِ الدولة.

العام الهجري : 492 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1099
تفاصيل الحدث:

كان ابتداءُ أمر السلطان محمد بن ملكشاه، وهو أخو السلطان سنجر لأبيه وأمه، واستفحل إلى أن خُطِب له ببغداد في ذي الحجة من هذه السنة، ثمَّ في صفر من السنة التالية دخل السلطان بركيارق بن ملكشاه أخو السلطان محمد إلى بغداد، ونزل بدار الملك، وأعيدت له الخُطبة، وقُطِعت خُطبة أخيه محمد، ثم سار فالتقى هو وأخوه محمد بمكانٍ قريب من همدان، فهزمه أخوه محمد ونجا هو بنفسِه في خمسين فارسًا، ولَمَّا جرى ما جرى في هذه الوقعة ضَعُف أمر السلطان بركيارق، ثم تراجع إليه جيشُه وانضاف إليه الأميرُ داود في عشرين ألفًا، فالتقى هو وأخوه مع أخيه سنجر فهزمهم سنجر أيضًا، وهرب بركيارق في شرذمةٍ قليلة، وأُسِر الأمير داود فقتله الأميرُ برغش أحد أمراء سنجر، فضَعُف بركيارق وتفرَّقت عنه رجاله، وقُطِعَت خطبته من بغداد في رابع عشر رجب وأعيدت الخُطبة للسلطان محمد، ثم اصطلح الأخوان على أن يحتَفِظَ بركيارق بأصبهان وفارس وعراق العجم، ويكون لأخيه محمد أذربيجان وأرمينية وديار بكر.

العام الهجري : 1287 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1871
تفاصيل الحدث:

في الجزائر انطلق محمد المقراني مجاهدًا في سبيل الله ثائرًا على المغتصبين الفرنسيين الصليبيين، مدافعًا عن حقوق العباد، فزحف على بلدة البرج في تاريخ 28 ذي الحجة 1287هـ / 16 آذار 1871م وفي الوقت نفسِه أمر أخاه بو مرزاق بالتحرُّك في منطقة سور الغزلان، وابنَ عمِّه وصهرَه السعيد بن داود بالتحرُّك في منطقة الحضنة وبلاد أولاد نائل، وابنَ عمه الثاني بوزيد بن عبد الرحمن بالزحف إلى البرج مع خمسة عشر ألف مقاتل لدعم الثورة، غير أنه فَشِل في دخول بلدة البرج بعد حصار دام عدة أيام، ثم انتشرت ثورةُ المقراني عبر العديدِ مِن مناطق الشرق الجزائري. إلى أن اغتاله الفرنسيون سنة 1288ه ومع أنَّ ثورته لم تدُمْ كثيرًا لكنها تعتبَرُ من أكبر حركات المقاومة الجزائرية ضِدَّ الفرنسيين؛ إذ تولى قيادتَها بعد مقتل المقراني أخوه أبو مزراق، واشترك فيها أكثر من مائتي ألف مجاهد، وخاضوا أكثر من ثلاثمائة وأربعين معركة، وعمل ضدهم ما يزيد على ثمانمائة ألف مقاتلٍ فرنسي.