الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 867 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 197 العام الميلادي : 812
تفاصيل الحدث:

ثار أبو عصامٍ ومَن وافقه على إبراهيمَ بن الأغلب، أميرِ إفريقيَّة، فحاربهم إبراهيمُ، فظَفِرَ بهم. واستعمل ابنُ الأغلب ابنَه عبدالله على طرابلس الغرب، فلما قدِمَ إليها ثار عليه الجُندُ، فحصروه في داره، ثم اصطَلَحوا على أن يخرُجَ عنهم، فخرج عنهم، فلم يُبعِد عن البلد حتى اجتمع إليه كثيرٌ من الناس، ووضَعَ العطاء، فأتاه البربرُ من كل ناحية، فاجتمع له عددٌ كثير، فزحف بهم إلى طرابلس، فخرج إليه الجُند، فاقتتلوا فانهزمَ جُند طرابلس، ودخل عبد الله المدينةَ، وأمَّنَ الناسَ وأقام بها؛ ثمَّ عزله أبوه، واستعمل بعده سُفيانَ بن المضاء، فثارت هوارة بطرابلُس، فخرج الجندُ إليهم، والتَقَوا واقتتلوا، فهُزِمَ الجند إلى المدينة، فتَبِعَهم هوارة، فخرج الجندُ هاربين إلى الأميرِ إبراهيم ابن الأغلب، ودخلوا المدينةَ فهَدَموا أسوارها. وبلغ ذلك إبراهيمَ ابن الأغلب، فسيَّرَ إليها ابنَه أبا العباس عبد الله في ثلاثة عشر ألف فارس، فاقتتل هو والبربر، فانهزم البربرُ، وقُتِل كثيرٌ منهم، ودخل طرابلس وبنى سورها. وبلغ خبَرُ هزيمة البربر إلى عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم، وجمع البربرَ وحَرَّضَهم، وأقبل بهم إلى طرابلس، وهم جمعٌ عظيم، غضبًا للبربر ونصرةً لهم، فنزلوا على طرابلس، وحصروها. فسدَّ أبو العباس عبد الله بن إبراهيم بابَ زناتة، ولم يزل كذلك إلى أن توفِّي أبوه إبراهيم بن الأغلب، وعَهِدَ بالإمارة لولده عبد الله، فأخذ أخوه زيادةُ الله بن إبراهيم له العهودَ على الجند، وسيَّرَ الكتاب إلى أخيه عبد الله، يخبِرُه بموت أبيه، وبالإمارة له، فأخذ البربرُ الرسولَ والكتابَ، ودفعوه إلى عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم، فأمر بأن يناديَ عبد الله بن إبراهيم بموت أبيه، فصالَحَهم على أن يكونَ البلدُ والبحر لعبد الله، وما كان خارجًا عن ذلك يكونُ لعبد الوهاب، وسار عبدُ الله إلى القيروان، فلقيه الناس، وتسلَّمَ الأمرَ، وكانت أيَّامُه أيامَ سُكونٍ ودَعةٍ.

العام الهجري : 532 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1137
تفاصيل الحدث:

فارق الرَّاشِدُ باللهِ الخليفةَ المخلوعَ أتابك زنكي من الموصِل وسارَ نحو أذربيجان، فوصَلَ مراغةَ، وكان الأميرُ منكبرس صاحِبُ فارس، ونائبُه بخوزستان الأميرُ بوزابة، والأميرُ عبدُ الرَّحمنِ طغايرك صاحِبُ خلخال، والمَلِكُ داود بن السُّلطان محمود؛ مُستشعرينَ مِن السُّلطانِ مَسعود، خائفينَ منه، فتجَمَّعوا ووافَقوا الرَّاشِدَ على الاجتِماعِ معهم؛ لتَكونَ أيديهم واحدةً، ويَرُدُّوه إلى الخِلافةِ، فأجابهم إلى ذلك إلَّا أنَّه لم يجتَمِعْ معهم، ووصل الخبَرُ إلى السُّلطانِ مَسعود وهو ببغدادَ باجتماعِهم، فسار عنها في شعبانَ نَحوَهم، فالتَقَوا ببنجن كشت، فاقتتلوا، فهزمهم السُّلطانُ مسعود، وأخذ الأميرَ منكبرس أسيرًا فقُتِلَ بين يديه صَبرًا، وتفَرَّقَ عَسكَرُ مسعود في النَّهبِ واتِّباع المنهزمين، وكان بوزابة وعبدُ الرحمن طغايرك على أرضٍ مُرتفعةٍ فرأيا السُّلطانَ مسعودًا وقد تفَرَّقَ عَسكَرُه عنه، فحَمَلا عليه وهو في قِلَّةٍ فلم يَثبُت لهما وانهزَم، وقَبَض بوزابة على جماعةٍ مِن الأمراء: منهم صَدَقةُ بنُ دبيس صاحِبُ الحلة، ومنهم ولد أتابك قراسنقر صاحِبُ أذربيجان، وعنتر بن أبي العَسكَر وغيرُهم، وتَرَكَهم عنده. فلما بلغه قتلُ صاحبه منكبرس قتلهم جميعًا وصار العَسكران مهزومَينِ، وقصد السُّلطانُ مسعود أذربيجان، وقصد المَلِكُ داود همذان، ووصل إليها الرَّاشِدُ بعد الوقعةِ، فاختَلَفت آراءُ الجماعة، فبَعضُهم أشار بقَصدِ العِراقِ والتغَلُّب عليه، وبعضُهم أشار باتِّباعِ السُّلطانِ مَسعود للفراغِ منه؛ فإنَّ ما بعده يَهونُ عليهم. وكان بوزابة أكبَرَ الجماعةِ فلم يَرَ ذلك، وكان غرَضُه المسيرَ إلى بلادِ فارِسَ وأخْذِها بعد قَتلِ صاحِبِها منكبرس قبل أن يمَتِنَع مَن بها عليه، وسار بوزابة إليها فمَلَكها، وصارت له مع خوزستان، وسار سلجوق شاه بن السُّلطانِ محمَّد إلى بغداد ليملِكَها، فخرج إليه البقش الشحنة بها: ونظر الخادم أمير الحاجِّ وقاتلوه ومَنَعوه، وكان عاجزًا مُستضعَفًا، ولَمَّا قُتِلَ صَدَقة بن دبيس أقَرَّ السُّلطان مسعود الحلةَ على أخيه محمَّد بن دبيس وجعَلَ معه مهلهل بن أبي العسكر أخا عنتر المقتول يدَبِّرُ أمرَه.

العام الهجري : 1425 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 2004
تفاصيل الحدث:

اسمُه الحقيقيُّ عبدُ الرؤوف عرفات عبد الرحمن القدوة، واسمُه الحركيُّ: ياسر عرفات أبو عمَّار، وُلد في القاهرة بحي السكاكين في حارة اليهود، بتاريخ 24/08/1929م. جَدُّه عبد الرحمن القدوة قدِمَ من المغرب إلى القُدسِ في أواخر القرن التاسعَ عَشَرَ، لازم الشيخَ عصام السعيد في المسجد الأقْصى يُعينه في كلِّ ما يطلب منه، ثم تزوَّج ابنتَه -وكانت عانسًا ومُقْعَدةً- فأنجبا ولدًا واحدا سمَّياه عرفات، تزوَّج ياسر عرفات من سُها الطويل التي تَنْتَمي لعائلة نصرانيَّة من القُدس، والدها صاحب ومؤسِّس المَصرِف العثماني، وجَدُّها كان أحدَ كبار الإقطاعيين في فِلَسْطينَ، عُيِّن رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفِلَسْطينية 06/09/1969م، ورئيسًا لسُلْطة الحكم الذاتي الفِلَسْطيني منذُ اتفاق أوسلو 13/09/1993م، وفي يوم الثلاثاء 12 أكتوبر 2004م ظهرت أُولى علامات التدهور الشديد لصحة ياسر عرفات، فقد أُصيب عرفات كما قرَّر أطباؤه بمرض في الجهاز الهضمي، وقبلَ ذلك بكثير عانى عرفات من أمراض مختلِفة، منها نزيفٌ في الجمجة ناجمٌ عن حادث طائرة، وفي السنة الأخيرة من حياتِه تمَّ تشخيصُ جُرحٍ في المعدة، وحَصًى في كيس المرارة، وعانى ضَعفًا عامًّا وتَقلُّبًا في المِزاجِ، فعانى من تدهورٍ نفسيٍّ، وضعفٍ جُسمانيٍّ، وتدهورت حالتُه الصحية تدهورًا سريعًا في نهاية أكتوبر 2004م، فنُقل إلى الأُردُنِّ، ثم إلى مستشفى بيرسي في فرنسا في 29 أكتوبر 2004م، ثم تمَّ الإعلان الرسمي عن وفاتِه من قِبَل السُّلْطة الفِلَسْطينية في 11 نوفمبر 2004م، ودُفن في مبنى المقاطعة في مدينة رام الله، بعد أن تمَّ تَشييع جُثمانه في مدينة القاهرة، وذلك بعد الرفض الشديد من قِبَل الحكومة الإسرائيلية لدفن عرفات في مدينة القُدسِ كما كانت رغبة عرفات قبلَ وَفاته، وأفاد التقرير أن الوفاة نتجَت عن نزيف دموي شديد في الدماغ، وتضارَبت الأقوال كثيرًا في وفاة ياسر عرفات، ويعتقد الكثيرون بأن وفاتَه كانت نتيجة لعملية اغتيال بالتسميم، أو بإدخال مادةٍ مجهولةٍ إلى جسمه.

العام الهجري : 95 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 714
تفاصيل الحدث:


هو أبو محمَّد الحَجَّاجُ بن يُوسُف الثَّقَفي، قائِدٌ أُمَوِيٌّ، داهِيَة، سَفَّاك، خَطِيب، وُلِدَ وَنَشأَ في الطَّائِف، وانْتَقَل إلى الشَّام فلَحِقَ بِرَوْحِ بن زِنْباع نائِب عبدِ الملك بن مَرْوان فكان في عِدادِ شُرْطَتِه، ثمَّ ما زال يَظهَر حتَّى قَلَّدَهُ عبدُ الملك أَمْرَ عَسْكَرِهِ, ثمَّ أَصبَح والِيًا على العِراق مِن قِبَل عبدِ الملك بن مَرْوان، أَصلَح البِلادَ في العِراق واعْتَنَى بها، وازْدَهَرَت في عَصرِه التِّجارَة والصِّناعَة، وكان مَعروفًا بالظُّلْمِ، وسَفْكِ الدِّماء، وانْتِقاص السَّلَف، وتَعَدِّي حُرُماتِ الله بأَدْنَى شُبْهَة، وقد أَطْبَقَ أَهلُ العِلْم بالتَّارِيخ والسِّيَر على أَنَّه كان مِن أَشَدِّ النَّاس ظُلْمًا، وأَسْرَعِهم للدَّمِ الحَرامِ سَفْكًا، ولم يَحفَظ حُرْمَةَ رَسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم في أَصحابِه، ولا وَصِيَّتَه في أَهلِ العِلْم والفَضْل والصَّلاح مِن أَتْباعِ أَصحابِه. وكان جَبَّارًا عَنيدًا. قالت أَسماءُ بِنتُ أبي بَكْرٍ رضي الله عنها للحَجَّاجِ: إنَّ رَسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم حَدَّثَنا «أنَّ في ثَقِيفٍ كَذَّابًا ومُبِيرًا». فأمَّا الكَذَّابُ فقد رَأَيْناهُ -تَعْنِي المُخْتار- وأمَّا المُبِيرُ فأَنت هو. والمُبِيرُ: المُهْلِك، الذي يُسْرِف في إِهْلاكِ النَّاس. نَشأَ الحَجَّاجُ شابًّا لَبِيبًا فَصيحًا بَليغًا حافِظًا للقُرآن، وكان يُكْثِر تِلاوَةَ القُرآن، ويَتَجَنَّب المَحارِم، ولم يَشْتَهِر عنه شَيءٌ مِن التَّلَطُّخ بالفُروج، وإن كان مُتَسَرِّعًا في سَفْكِ الدِّماءِ، كان فيه سَماحَةً بإعطاءِ المالِ لِأَهلِ القُرآن، فكان يُعطي على القُرآن كَثيرًا، ولمَّا مات لم يَتْرُك فيما قِيلَ إلَّا ثلاثمائة دِرْهَم. بَلَغَ ما قَتَل الحَجَّاجُ صَبْرًا مائة ألف وعشرين ألف، قال عنه الذهبي: "نَسُبُّهُ ولا نُحِبُّه؛ بل نُبْغِضُه في الله؛ فإنَّ ذلك مِن أَوْثَقِ عُرَى الإيمان, وله حَسَنات مَغْمورة في بَحْرِ ذُنوبِه، وأَمْرُهُ إلى الله. وله تَوْحِيد في الجُمْلَة، ونُظَراء مِن ظَلَمَةِ الجَبابِرَة والأُمَراء" لمَّا حَضَرتُه الوَفاةُ اسْتَخْلَف على الصَّلاةِ ابنَه عبدَ الله، واسْتَخْلَف على حَربِ الكوفَة والبَصْرَة يَزيدَ بن أبي كَبْشَة، وعلى خَراجِهِما يَزيدَ بن أبي مُسلِم، فأَقَرَّهُما الوَليدُ بعدَ مَوتِه، ولم يُغَيِّر أَحَدًا مِن عُمَّالِ الحَجَّاج.

العام الهجري : 897 العام الميلادي : 1491
تفاصيل الحدث:

كان الملك فرديناند قد أظهر للمسلمين في الأيام الأولى من تسليم غرناطة العناية والاحترام حتى كان النصارى يَغيرون منهم ويحسدونهم ويقولون لهم أنتم الآن عند ملكنا أعز وأكرم منا، ووضع عنهم المغارم وأظهر لهم العدل حيلة منه وكيدًا؛ ليغرَّهم بذلك وليثبطهم عن الجواز، فوقع الطمع لكثير من الناس، وظنوا أن ذلك يدوم لهم فاشتروا أموالًا رخيصة وأمتعة أنيقة وعزموا على الجلوس مع النصارى، ثم إن فرديناند أمر الأمير محمد بن علي أبا عبد الله الصغير بالانصراف من غرناطة إلى قرية أندرش من قرى البشرة، فارتحل الأمير محمد بعياله وحشمه وأمواله وأتباعه، فنزل قرية أندرش وأقام بها ينتظر ما يؤمر به، ثم إن الملك فرديناند ظهر له أن يصرف الأمير أبا عبد الله الصغير إلى العدوة فأمره بالجواز وبعث للمراكب أن تأتي إلى مرسى عذرة، واجتمع معه خلق كثير ممن أراد الجواز فركب الأمير محمد ومن معه في تلك المراكب في عزة واحترام وكرامة مع النصارى، وساروا في البحر حتى نزلوا مدينة مليلة من عدوة المغرب، ثم ارتحل إلى مدينة فاس, وكان من قضاء الله وقدره أنه لما جاز أبو عبد الله الصغير وسار إلى مدينة فاس أصاب الناس شدة عظيمة وغلاء مفرِط وجوع وطاعون، واشتد الأمر بفاس حتى فر كثير من الناس من شدة الأمر، ورجع بعض الناس من الذين جازوا إلى الأندلس فأُخبروا بتلك الشدة فقصر الناس عن الجواز, فعزموا على الإقامة والدجن-المداهنة- ولم يجوز النصارى أحدًا بعد ذلك إلا بالكراء والمغرم الثقيل وعُشر المال، فلما رأى فرديناند أن الناس قد تركوا الجواز وعزموا على الدجن والاستيطان والمقام في الأوطان أخذ في نقض الشروط التي شرطوا عليه، ولم يزل ينقضها شرطًا شرطًا ويحلها فصلًا فصلًا إلى أن نقض جميعها وزالت حرمة الإسلام عن المسلمين وأدركهم الهوان والذلة، واستطال النصارى عليهم، وفُرِضت عليهم الفروضات وثَقُلت عليهم المغارم، وأمرهم بالخروج من مدينة غرناطة إلى الأرباض والقرى، فخرجوا أذلة صاغرين!
 أما الأمير أبو عبد الله الصغير فبعد أن لجأ إلى مدينة فاس بالمغرب وسلطانها يومئذ محمد الشيخ الوطاسي المعروف بالبرتغالي، بقي فيها ذليلًا حقيرًا يستعطف الناس إلى أن توفي سنة 940 عن عمر 73سنة.

العام الهجري : 32 العام الميلادي : 652
تفاصيل الحدث:

هو عبدُ الرَّحمنِ بنُ عَوفِ بن عبدِ عَوفِ بن عبدِ بن الحارِثِ بن زُهْرةَ بن كِلابِ بن مُرَّةَ بن كعبِ بن لُؤَيٍّ، أبو محمَّدٍ. القُرشيُّ الزُهريُّ، أحدُ العشرةِ المُبَشَّرين بالجنَّةِ، أَسلَم قبلَ أن يَدخُلَ الرَّسولُ صلَّى الله عليه وسلَّم دارَ الأرقمِ، وكان أحدَ الثَّمانيةِ الذين سَبَقوا إلى الإسلامِ، وأحدَ الخَمسةِ الذين أسلموا على يَدِ أبي بكرٍ، وأحدَ السَّابقين البَدْرِيِّين، وأحدَ السِّتَّةِ أهلِ الشُّورى، هاجَر إلى الحَبشةِ وإلى المدينةِ، وآخَى رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم بينه وبين سعدِ بن الرَّبيعِ، شَهِد المَشاهِدَ كلَّها مع النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، كان كثيرَ الإنفاقِ في سَبيلِ الله عزَّ وجلَّ في عهدِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وبعدَهُ، تُوفِّيَ في المدينةِ وخَلَّفَ مالًا كثيرًا.

العام الهجري : 96 العام الميلادي : 714
تفاصيل الحدث:

هو إِبراهيمُ بن يَزيدَ بن قَيسٍ النَّخَعِيُّ، فَقِيهُ العِراق وأَحَدُ الأئِمَّة المَشهورين، تابِعِيٌّ أَدرَك عَددًا مِن الصَّحابَة لكن لا يُعرَف له سَماعٌ عنهم، وأَخَذ عن كِبارِ التَّابِعين، تَزَعَّمَ مَدرَسةَ ابنِ مَسعودٍ في الكوفَة، حيث أَخَذ عن خالِه الأَسوَدِ بن يَزيدَ تِلميذ ابنِ مَسعود، وعن عَلْقَمَة، ومَسروق، وعبدِ الرَّحمن بن عبدِ الله بن مَسعود، وعليه تَتَلْمَذ حَمَّادُ بن سُليمان شَيخُ أبي حَنيفَة، وتَأَثَّر به وبِفِقْهِهِ أبو حَنيفَة، كان مُفْتِي أَهلِ الكوفَة هو والشَّعْبِيّ في زَمانِهِما، وكان رَجُلًا صالِحًا، فَقِيهًا، مُتَوَقِّيًا، قَليلَ التَّكَلُّف، كان سعيدُ بن جُبَير يقول: أَتَسْتَفْتُوني وفِيكُم إِبراهيمُ. وكان الشَّعْبِيُّ يقول: والله ما تَرَكَ بَعدَه مِثلَه، تُوفِّي وهو ابنُ تِسْعٍ وأَربعين سَنَة. وقِيلَ: ابنُ نَيْفٍ وخَمسين سَنَة.

العام الهجري : 129 العام الميلادي : 746
تفاصيل الحدث:

في هذه السَّنَة وَجَّه إِبراهيمُ بن محمَّدِ بن عَلِيِّ بن عبدِ الله بن عَبَّاس الإمامُ أبا مُسلِم الخُراساني، واسمُه عبدُ الرَّحمن بن مُسلِم، إلى خُراسان، وعُمُره تِسع عَشرة سَنَة، وكتَبَ إلى أَصحابِه: إنِّي قد أَمَّرتُه بأَمري فاسمعوا له وأَطيعوا، فإنِّي قد أَمَّرتُه على خُراسان وما غَلَب عليه بعدَ ذلك. فأتاهم، فلم يَقبَلوا قوله وخَرَجوا مِن قابِل فالْتَقوا بمكَّة عند إبراهيم، فأَعلَمَه أبو مُسلِم أنَّهم لم يُنَفِّذوا كِتابَه وأَمْرَه. فقال إبراهيمُ قد عَرَضتُ هذا الأمرَ على غيرِ واحدٍ وأَبَوْهُ عليَّ. فأَعلَمَهم أنَّه قد أَجمَع رَأيَه على أبي مُسلِم، وأَمرَهم بالسَّمعِ والطَّاعة له، ثمَّ قال له: إنَّك رَجلٌ مِنَّا أهل البيتِ، احْفَظ وَصِيَّتي، انظُر هذا الحيَّ مِن اليَمَن فالْزَمهُم واسْكُن بين أَظهُرِهم، فإنَّ الله لا يُتِمُّ هذا الأمرَ إلَّا بهم.

العام الهجري : 180 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 796
تفاصيل الحدث:

هو هِشامُ بنُ عبد الرحمن بن معاوية بن هشامِ بن عبد الملك بن مروان، صاحِبُ الأندلس، توفي في صفر، وكانت إمارتُه سبع سنين وسبعة أشهر وثمانية أيام، وقيل: تسعة أشهر، وقيل: سبعة أشهر، وكان عمرُه تسعًا وثلاثين سنة وأربعة أشهر، كان ذا رأيٍ وشجاعةٍ وعدلٍ، محبًّا لأهل الخير والصَّلاح، شديدًا على الأعداءِ، راغبًا في الجهادِ، وهو الذي تمَّمَ بناء جامِعِ قرطبة، وكان أبوه قد مات قبل فراغِه منه، وبنى عدَّة مساجد معه، وبلغ مِن عِزِّ الإسلامِ في أيَّامِه وذُلِّ الكُفرِ أنَّ رجلًا مات في أيَّامِه، فأوصى أن يُفَكَّ أسيرٌ مِن المسلمينَ مِن تَرِكتِه، فطُلِب ذلك، فلم يُوجَدْ في دار الكُفَّارِ أسيرٌ يُشترى ويُفَكُّ؛ لضَعفِ العَدُوِّ وقُوَّةِ المُسلِمينَ!

العام الهجري : 181 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 797
تفاصيل الحدث:

هو عبدالله بن المبارك بن واضح، أبو عبد الرحمن الحنظليُّ، مولاهم التركيُّ، ثمَّ المروزي، الحافِظُ الغازي، أحدُ الأعلامِ، كان أبوه تركيًّا وأمُّه تركيَّةً، مِن خوارزمَ، وُلِدَ سنة ثماني عشرة ومائة. وطلبَ العِلمَ وهو ابنُ عشرين سنة، أفنى عمُرَه بالأسفارِ، صَنَّفَ الكتُبَ، وجاهَدَ في سبيلِ اللهِ، وجمَعَ الحديثَ والفقهَ والعربيَّةَ وأيَّامَ النَّاسِ، أوَّلُ مَن صنَّفَ في الجهادِ، اشتهَرَ بالزُّهدِ والورعِ، مع تجارتِه، وكان يُنفِقُ على أهلِ العبادةِ والزُّهدِ مِن مالِه، توفِّيَ في مدينة هيت- بين الرحبة وبغداد- مُنصَرِفًا من غزو الرومِ، وعمره 63 سنة، قال أبو عمر بن عبد البَرِّ: "أجمع العُلَماءُ على قَبولِه وجَلالتِه، وإمامتِه وعَدْلِه"، فرَحِمه الله تعالى، وجزاه عن الإسلامِ والمسلمينَ خَيرًا.

العام الهجري : 254 العام الميلادي : 867
تفاصيل الحدث:

خرج الأميرُ محمد بن عبدالرحمن بن الحكم إلى ماردة بعد أن أظهَروا التمرُّد, وكانوا قد اجتمع أمرُهم في الخروج على أبيه من قبلُ، فأظهرَ أنَّ استعدادَه لطُلَيطِلة، فلما فصَلَ من قرطبةَ، وتقدَّمَ بالمحلاتِ إلى طريق طُليطِلة، نكبَ إلى ماردة، وهم في أمنٍ وغفلة، فتحَصَّنوا في المدينة أيامًا. ثم ناهض القنطرةَ، فوقع القتال، واشتدَّت الحرب حتى غُلِبوا عليها، فأمر الأميرُ بتخريب رِجلٍ من القنطرة، فكان ذلك سببًا في إذعان أهل ماردة، فطاعوا على أن يخرجَ فُرسانُهم، وهم يومئذ عبد الرحمن بن مروان، وابن شاكر، ومكحول، وغير هؤلاء، وكانوا أهلَ بأس ونجدة وبسالةٍ مشهورة. فخرج المذكورونَ ومن هو مثلهم إلى قرطبةَ بعيالهم وذراريِّهم. وولَّى عليها سعيدَ بن عباس القُرَشي، وأمرَ بهدم سورها؛ ولم تبقَ إلَّا قَصَبتُها لِمَن يَرِدُ من العُمَّال.

العام الهجري : 275 العام الميلادي : 888
تفاصيل الحدث:

بعد وفاة الأمير المنذر بويعَ بالإمارة بعده لأخيه عبد الله بن محمَّد بن عبد الرحمن بن الحكم، وأفضَتِ الإمارةُ إليه، وقد مَزَّقَها الشِّقاقُ، ونَقْض العهود, وحلَّ عُراها النِّفاق؛ والفِتنةُ مُستولِية، والقلوبُ مُختَلِفة، والباطِلُ قد أُعلِن، والشَّرُّ قد اشتَهَر؛ وقد تمالأ على أهلِ الإيمان حِزبُ الشيطان؛ وتألَّبَ على أهلِ الإسلامِ أهلُ الشِّركِ ومن ضاهاهم من أهلِ الفتنةِ، الذين جرَّدوا سيوفَهم على أهل الإسلام، فصار أهلُ الإسلامِ بين قتيلٍ ومَحروب ومحصورٍ، انقطَعَ الحرث، وكاد أن ينقَطِعَ النَّسلُ. فناضل الأميرُ بجُهده، وحمى بجِدِّه، وجاهد عدُوَّ اللهِ وعَدُوَّه. وانقطع الجهادُ إلى دار الحرب، وصارت بلادُ الإسلام بالأندلس هي الثَّغرَ المَخُوف؛ فكان قتالُ المنافقين وأشباهِهم أوكَدَ بالسُّنَّة، وألزمَ بالضَّرورة.

العام الهجري : 1234 العام الميلادي : 1818
تفاصيل الحدث:

بعث الباشا إبراهيمُ عَسكرًا إلى الأحساءِ نحو مائتين وأربعين، مقَدَّمُهم محمد كاشف، فساروا إليه مع عبد الله بن عيسى بن مطلق صاحب الأحساء، وأمرهم الباشا بجَمعِ بيت المال وجميعِ ما كان لآل سعود في الأحساءِ، فقَدِموا وأخذوا أموالًا، وقتلوا رجالًا، وصادروا ما كان لآل سعود فيه وطوارفهم، وقُتِلَ رجالٌ مِن أئمة مساجد الأحساء مِن أهل نجد، وأمسكوا عبد الرحمن بن نامي وحبسوه وأخذوا أمواله وقتلوه، وهرب سيفُ بن سعدون رئيس السياسب من الأحساء، وهرب معه رجالٌ من أتباعه ومن الأعيان، ركبوا البحر، وخرج آلُ عريعر منه، ولم يبقَ لهم فيه أمرٌ ولا نهيٌ، وقصدوا الشمال بعرَباتِهم وبَقِيَت العساكِرُ في الأحساء وعاثوا فيه إلى قريبِ ارتحال الباشا من نجد.

العام الهجري : 1246 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1831
تفاصيل الحدث:

سار الإمامُ تركي بن عبد الله بجميعِ رعاياه من أهلِ وادي الدواسر والأحساء والوشم وسدير والقصيم وجبل شمر وعربانهم، فقصد الشمالَ، ووافق فهيدًا الصييفيَّ رئيسَ سبيع -الذي كان يُعلِنُ عداوته للسعوديين منذ أيام سعود بن عبد العزيز- وأتباعَه، فصبَّحَهم وأخذهم، فلما حاز أموالهم ذكروا أنَّ لهم عنده ذمَّةً وعهدًا، فردَّ عليهم جميع ما أُخِذَ منهم، ثم سار ونزل على ماء الصبيحة قربَ الكويت، فأرسل إليهم رئيس الكويت جابر بن عبد الله الصباح بهدايا، ومكث الإمام تركي على ماءِ الصبيحة أكثر من 40 يومًا، وفد عليه كثيرٌ مِن رؤساء العربان، ثم بلغه هروب مشاري بن عبد الرحمن خارجًا عليه من الرياضِ مُغاضِبًا له، فعاد الإمام إلى الرياض.

العام الهجري : 1308 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1891
تفاصيل الحدث:

قرَّر محمَّدُ ابن رشيد أن يصفِّيَ حساباتِه مع أهل بُرَيدة بعد فَشَل فتح الرياض، فأعَدَّ حملةً مِن عُربان شمر وحرب، والتقى بقواتِ القصيم في مكانٍ يدعى القرعا، وانتصر عليه أهلُ القصيم فاحتال عليهم وانسحب إلى سهلية، فلما لحق به أهلُ القصيمِ انقَضَّ عليهم وهزمهم وقَتَل منهم 1000 رجلٍ، وكان عبد الرحمن بن فيصل قد جهَّز جيشًا لمساعدة مؤيِّديه من أهل القصيم إلَّا أنه وصله خبَرُ هزيمتهم قبل أن يصِلَ إليهم، فرجع إلى الرياض وقرَّر الخروج منها لمعرفته بالنتيجةِ الحتميَّةِ أنَّ ابنَ رشيد لن يتأخَّرَ عن دخولِ الرياضِ والسيطرة عليها، فخرج بعائلته إلى الصحراء الشرقية قُربَ الأحساء, وعُرِفَت هذه المعركة بمعركة المليداء، وهي من أكبر المعارك التي مكَّنَت لابن رشيد من بَسطِ سيطرتِه على نجدٍ، ومهَّدَت لانهيارِ الدولة السعودية الثانية تمامًا.