الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2872 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 321 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 933
تفاصيل الحدث:

هو أحمدُ بنُ محمَّدِ بنِ سلامة بن سلمة بن عبد الملك أبو جعفرٍ الأزدِيُّ الحجري المصريُّ الطحاوي، الفقيهُ الحنفيُّ، المحَدِّثُ الحافِظُ، أحدُ الأعلام، ولد سنة 239 بِطَحَا: قريةٍ مِن قُرى مِصرَ مِن ضواحي القاهرةِ بالوجه البحري، رحل إلى البلادِ، قال أبو إسحاق الشيرازي: انتهت إلى أبي جعفر رياسةُ أصحابِ أبي حنيفة بمصرَ، أخذ العلمَ عن أبي جعفرٍ أحمَدَ بن أبي عمران، وأبي حازم، وغيرهما، وكان إمامَ عَصرِه بلا مُدافعةٍ في الفِقهِ والحديثِ، واختلافِ العُلَماءِ، والأحكامِ، واللغة والنحو، وصَنَّف المصَنَّفاتِ الحسانَ، وصَنَّف اختلافَ العُلَماء، وأحكام القرآن، ومعاني الآثار، والشروط. وكان من كبارِ فُقَهاء الحنفيَّة، والمُزَنيُّ الشافعيُّ هو خالُ الطَّحاويِّ، وقِصَّتُه معه مشهورة في ابتداءِ أمره. قال الذهبي: " من نظَرَ في تصانيف أبي جعفرٍ رَحِمَه الله، علم محَلَّه من العلمِ وسَعةِ مَعرفتِه" كانت وفاته في مستهَلِّ ذي القَعدة، ودُفِنَ في القَرافة.

العام الهجري : 461 العام الميلادي : 1068
تفاصيل الحدث:

بَدأَت الدَّولةُ الفاطِمِيَّةُ بمصر يُصيبُها الضَّعفُ بسَببِ عِدَّةِ أُمورٍ كان مِن أَهمِّها حُصولُ الشِّقاقِ بين التُّركِ والعَبيدِ، وحُصولُ الاقتِتالِ بينهم، وفي هذه السَّنَةِ خَرجَ ناصرُ الدولةِ بن حمدان من عند الوزيرِ أبي عبدِ الله الماشلي وَزيرِ المُستَنصِر بمصر فوَثبَ عليه رَجلٌ صَيْرَفِيٌّ وضَربَه بسِكِّينٍ؛ فأُمسِكَ الصَّيرفيُّ وشُنِقَ في الحالِ، وحُمِلَ ناصرُ الدولةِ بن حمدان إلى دارِه جَريحًا، فعُولِجَ فبَرِئَ بعدَ مُدَّةٍ. فقِيلَ: إن المُستَنصِر ووالدَتَهُ كانا دَسَّا الصَّيرفِيَّ عليه، وفي هذه الأيامِ اضمَحلَّ أَمرُ المُستَنصِر بالدِّيارِ المِصريَّة لِتَشاغُلِه باللَّهوِ والشُّربِ والطَّرَبِ. فلمَّا عُوفِيَ ابنُ حمدان اتَّفقَ مع مُقدَّمِي المَشارِقَة، مثل سنان الدولةِ وسُلطانِ الجُيوشِ وغَيرِهما، فرَكِبوا وحَصَروا القاهرةَ، فاستَنجدَ المُستَنصِر وأُمُّهُ بأَهلِ مصر، وذَكَّرَهم بحُقوقِه عليهم، ووَعدَهم بالإحسانِ؛ فقاموا معه ونَهَبوا دُورَ أَصحابِ ابن حمدان وقاتَلوهُم. فخاف ابنُ حمدان وأَصحابُه، ودَخَلوا تحتَ طاعةِ المُستَنصِر، بعدَ أُمورٍ كَثيرةٍ صَدرَت بين الفَريقَينِ.

العام الهجري : 515 العام الميلادي : 1121
تفاصيل الحدث:

سار بلك بن بهرام، ولد أخي إيلغازي، إلى مدينة الرها، فحصرها وبها الفرنج، وبقي على حصرها مدة، فلم يظفر بها، فرحل عنها، فجاءه إنسان تركماني وأعلمه أن جوسلين، صاحب الرها وسروج، قد جمع مَن عنده من الفرنج، وهو عازم على كبسه، وكان قد تفرَّق عن بلك أصحابه، وبقي في أربعمائة فارس، فوقف مستعدًّا لقتالهم، وأقبل الفرنج، فمِن لطف الله تعالى بالمسلمين أن الفرنج وصلوا إلى أرض قد نضب عنها الماء، فصارت وحلًا غاصت خيولُهم فيه فلم تتمكَّن مع ثقل السلاح والفرسان من الإسراع والجري، فرماهم أصحاب بلك بالنشاب، فلم يُفلِت منهم أحد، وأُسِرَ جوسلين وجُعِل في جلد جمل، وخيط عليه، وطلب منه أن يسلِّمَ الرها، فلم يفعَلْ، وبذل في فداء نفسِه أموالًا جزيلة، وأسرى كثيرة، فلم يُجِبْه إلى ذلك، وحمله إلى قلعة خرتبرت فسجنه بها، وأسر معه ابن خالته، واسمه كليام، وكان من شياطين الكفَّار، وأسر أيضًا جماعة من فرسانه المشهورين، فسجنهم معه.

العام الهجري : 526 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1132
تفاصيل الحدث:

كان المسترشد بالله خرج من بغداد لنصرة السلطان مسعود في قتاله مع عمه سنجر, فلما بلغه أن عماد الدين ودبيس بن صدقة يسيران إلى بغداد، وبلغه انهزام السلطان مسعود، عزم على العود إلى بغداد، فأتاه الخبر بوصول عماد الدين زنكي إلى بغداد، ومعه دبيس بن صدقة، وكان السلطان سنجر قد كاتبهما وأمرهما بقصد العراق، والاستيلاء عليه، فلما علم الخليفة بذلك أسرع العود إليها، وعبر إلى الجانب الغربي، وسار فنزل بالعباسية، ونزل عماد الدين بالمنارية من دجيل، والتقيا بحصن البرامكة في السابع والعشرين من رجب، فابتدأ زنكي فحمل على ميمنة الخليفة، وبها جمال الدولة إقبال، فانهزموا منه، وحمل نصر الخادم من ميسرة الخليفة على ميمنة عماد الدين ودبيس، وحمل الخليفة بنفسه واشتد القتال، فانهزم دبيس، وأراد عماد الدين الصبر، فرأى الناس قد تفرقوا عنه، فانهزم أيضًا، وقُتِل من العسكر جماعة، وأسر جماعة، وبات الخليفة هناك ليلته، وعاد من الغد إلى بغداد.

العام الهجري : 557 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1162
تفاصيل الحدث:

قَصَد السلطانُ محمود بن محمد الخان، وهو ابن أخت السلطان سنجر، مَلِك خراسان بعده. سار محمود لحصار المؤيَّد أي أبه صاحب نيسابور بشاذياخ، وكان الغز الأتراك (التركمان) مع السلطان محمود، فدامت الحربُ إلى سنة 556, ثم إن محمودًا أظهر أنَّه يريدُ دُخولَ الحمَّام، فدخل إلى شهرستان، آخر شعبان، كالهارب من الغز، وأقاموا على نيسابورَ إلى آخرِ شوال، ثم عادوا راجعين، فعاثُوا في القرى ونَهَبوها، ونهبوا طوس نهبًا فاحشًا، فلما دخل السلطانُ محمود إلى نيسابور أمهلَه المؤيدُ إلى أن دخل رمضانُ من سنة 557 فأخذه وكحَّله وأعماه، وأخذ ما كان معه من الأموالِ والجواهرِ والأعلاقِ النفيسة، وكان يُخفيها خوفًا عليها من الغز لَمَّا كان معهم، وقطَعَ المؤيدُ خطبته من نيسابور وغيرِها ممَّا هو في تصَرُّفِه، وخطَب لنفسِه بعد الخليفة المستنجد بالله، وأخذ ابنَه جلالَ الدين محمدًا الذي كان قد ملَّكه الغز أمْرَهم قبل أبيه، وسجنهما، ومعهما جواريهما وحشمهما، وبقيا فيها فلم تطُل أيامهما، ومات السلطان محمود، ثم مات ابنُه بعده من شدة وجْدِه لموت أبيه.

العام الهجري : 571 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1176
تفاصيل الحدث:

ولَمَّا فَرَغ صلاح الدين من منبج سار إلى قلعة إعزاز، فنازلها ثالثَ ذي القعدة، وهي من أحصَنِ القلاع وأمنَعِها، فنازلها وحَصَرها، وأحاط بها وضَيَّقَ على من فيها ونَصَب عليها المجانيقَ، حتى فتحها وقُتِل عليها كثيرٌ من العسكر. فبينما صلاح الدين يومًا في خيمةٍ لأحد أمرائه يقال له جاولي، وهو مُقَدَّم الطائفة الأسدية، إذ وثب عليه باطنيٌّ إسماعيليٌّ فضَرَبه بسكينٍ في رأسِه فجَرَحه، فلولا فضلُ الله ثمَّ إنَّ المِغفَر الزند كانت تحت القلنسوةِ لقَتَله، فبقي الباطنيُّ يَضرِبُه في رقبته بالسكين، وكان عليه كزاغند فكانت الضَّرَباتُ تقع في زيق الكزاغند فتُقَطِّعُه، والزرد يمنَعُها من الوصول إلى رقبته، فجاء أمير من أمرائه اسمه يازكش، فأمسك السكينَ بكَفِّه فجرحه الباطنيُّ، ولم يُطلِقْها من يده إلى أن قُتِلَ الباطني، وجاء آخَرُ من الإسماعيليَّة فقُتِلَ أيضًا، وثالِثٌ فقُتِلَ، ثم لازم حصار إعزاز ثمانيةً وثلاثين يومًا، كل يوم أشد قتالًا مما قبله، وكَثُرَت النقوب فيها فأذعَنَ مَن بها، وسَلَّموا القلعة عليه، فتسَلَّمَها حاديَ عشر ذي الحجة.

العام الهجري : 613 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1216
تفاصيل الحدث:

هو المَلِكُ الظاهر غازي بن صلاح الدين يوسف بن أيوب، وهو صاحِبُ مدينة حلب ومنبج وغيرهما من بلاد الشام، وكان مرضُه إسهالًا، وكان شديد السيرة، ضابطًا لأموره كلِّها، ولَمَّا اشتدت علتُه عهد بالملك بعده لولد له صغيرٍ اسمه محمد، ولقَّبَه الملك العزيز غياث الدين، عُمُره ثلاثُ سنين، وعدَلَ عن ولد كبير لأنَّ الصغيرَ كانت أمه ابنة عمه الملك العادل أبي بكر بن أيوب، صاحب مصر ودمشق وغيرهما من البلاد، فعَهِدَ بالملك له ليبقى عمُّه البلاد عليه، ولا ينازعه فيها، ولَمَّا عهد الظاهر إلى ولده بذلك جعل أتابكه ومربِّيَه خادمًا روميًّا، اسمه طغرل، ولقَّبَه شهاب الدين، وهو من خيارِ عبادِ الله، كثيرُ الصدقة والمعروف، ولما توفي الظاهر أحسن الأتابك شهاب الدين السيرةَ في الناس، وعدل فيهم، وأزال كثيرًا من السُّنَن الجارية، وأعاد أملاكًا كانت قد أُخذَت من أربابهِا، وقام بتربية الطفلِ أحسَنَ قيامٍ، وحَفِظَ بلاده، واستقامت الأمورُ بحُسنِ سيرته وعَدلِه.

العام الهجري : 630 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1233
تفاصيل الحدث:

جهَّز الملكُ الكامِلُ عسكرًا من الغزِّ والعربان إلى ينبع، من أرضِ الحجاز عليهم علاء الدين آق سنقر الزاهدي في شوَّال وعِدَّتُهم سبعمائة، وسبَبُ ذلك ورودُ الخبر بمسير الشريف راجح من اليمن بعسكر إلى مكةَ، وأنَّه قَدِمَها في صفر، وأخرج من بها من المصريين بغيرِ قتال، ثم إنَّ ابن رسول بعث إلى الشريف راجح بن قتادة بخزانة مالٍ، ليستخدم عسكرًا، فلم يتمكَّنْ من ذلك؛ لأنَّه بلغه أنَّ السلطان الملك الكامل بعث الأميرَ أسد الدين جغريل، أحدَ المماليك الكاملية، إلى مكة بسبعمائة فارس، وحضر جغريل إلى مكة، ففَرَّ منه الشريف راجح بن قتادة إلى اليمن، وملك جغريل مكَّةَ في شهر رمضان، وأقام العسكَرَ بها، وحجَّ بالنَّاسِ، وترك بمكةَ ابن محلي، ومعه خمسون فارسًا، ورجع إلى مصر، ثم بعثَ الملك المنصور عمرُ بن علي بن رسول ملك اليمن عسكرًا إلى مكة، مع الشهاب بن عبد الله، ومعه خزانةُ مال، فقاتله المصريون وأسَروه، وحملوه إلى القاهرة مُقَيَّدًا.

العام الهجري : 660 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1262
تفاصيل الحدث:

كان الصالحُ إسماعيل بن لؤلؤ صاحبُ الموصل من الذين ساروا مع المستنصِر الخليفة الجديد إلى بغداد، فلما حصلَ من الحرب ما حصَلَ هَرَب ورجع إلى بلادِه، فأرسل هولاكو طائفةً مِن جنده نحو عشرة آلاف وقائدهم صندغون وراءه فحاصروا الموصِلَ ونَصَبوا عليها خمسةً وعشرين منجنيقًا، وضاقت بها الأقواتُ، فأرسل الملك الصالحُ إسماعيل بن لؤلؤ إلى التركي يستنجِدُه فقَدِمَ عليه فهُزِمَت التتار ثم ثَبَتوا والتَقَوا معه، وإنما كان معه سبعُمائة مقاتل فهزموه وجرحوه وعاد إلى البيرةِ وفارقه أكثَرُ أصحابه فدخلوا الديارَ المصريَّة، وأما التتارُ فإنهم عادوا إلى الموصِل ولم يزالوا حتى استنزلوا صاحِبَها الملك الصالح إليهم ونادَوا في البلد بالأمان حتى اطمأن النَّاسُ ثم مالوا عليهم فقتلوهم تسعةَ أيام وقادوا الملِكَ الصالح إسماعيل وولده علاء الدين معهم إلى هولاكو ولكنَّهم قتلوه في الطريق، وخَرَّبوا أسوار البلد وتركوها بلاقِعَ، ثم كروا راجعين قبَّحهم الله، فكانت هذه نهايةَ دولة الأتابكة، وكان هذا الملك الصالح إسماعيل آخرَ ملوك الأتابكة.

العام الهجري : 690 العام الميلادي : 1291
تفاصيل الحدث:

هو المَلِكُ العادِلُ بدرُ الدين سلامش بن الظاهرِ بيبرس بن عبد الله، كان قد بويع بالمُلك بعد أخيه الملِك السَّعيد، وجَعَلَ الملكُ المنصورُ قلاوونَ أتابِكَه وخطَبَ له، وضربَ السكةَ باسمه ثلاثة أشهر، ثم استقَلَّ قلاوون بالمُلكِ لصِغَرِ سِنِّ سلامش وقتَها، فلما عُزِلَ من الحكم بقي خاملًا. كان سلامش من أحسن الناسِ شَكلًا وأبهاهم منظرًا، فقد كان شابًّا مليحًا، تام الشكل، رشيق القدِّ، طويلَ الشعر، ذا حياءٍ وعقل، وقد افتتن به خلقٌ كثير، وكان رئيسًا مهيبًا وقورًا، أرسله السلطانُ قلاوون إلى أخيه الملك السعيد في الكركِ ثم أعادهم إلى القاهرةِ، ولما تملك الملكُ الأشرفُ جَهَّزه وأخاه الملك خضر وأهله إلى مدينة إسطنبول بلاد الأشكري، فمات هناك وهو قريب من عشرين سنة، وبقي أخوه نجم الدين خضر وأهلوهم بتلك الناحية، ويُذكَرُ أن الظاهر بيبرس كان قد اعتقل قلاوون لَمَّا استلم السلطنةَ وأرسله مع أمِّه إلى بلاد الأشكري، فجرى لولده سلامش وأمِّه ما فعَلَه هو بغيره!

العام الهجري : 749 العام الميلادي : 1348
تفاصيل الحدث:

استهل هذا العامُ وسُلطان البلاد المصرية والشاميَّة الملك الناصر ناصر الدين حسن بن الملك الناصر محمد بن قلاوون، ونائِبُه بالديار المصريَّة الأميرُ سَيفُ الدين يلبغا، ووزيرُه منجك، وقضاتُه عز الدين بن جماعة الشافعي، وتقي الدين الأخنائي المالكي، وعلاء الدين بن التركماني الحنفي، وموفَّق الدين المقدسي الحنبلي، وكاتِبُ سِرِّه القاضي علاء الدين بن محيي الدين بن فضل الله العمري، ونائب الشام المحروس بدمشق الأمير سيف الدين أرغون شاه الناصري، وحاجب الحجَّاب الأمير طيردمر الإسماعيلي، والقضاة بدمشق قاضي القضاة تقي الدين السبكي الشافعي، وقاضي القضاة نجم الدين الحنفي، وقاضي القضاة جلال الدين المسلاتي المالكي، وقاضي القضاة علاء الدين بن منجا الحنبلي، وكاتب سِرِّه القاضي ناصر الدين الحلبي الشافعي، وهو قاضي العساكر بحلب، ومدرس الأسديَّة بها أيضًا، مع إقامته بدمشق المحروسة.

العام الهجري : 957 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1550
تفاصيل الحدث:

لما فتح أبو عبد الله محمد الشيخ السعدي حضرة فاس، تاقت نفسُه إلى الاستيلاء على المغرب الأوسط، وكان يعزُّ عليه استيلاء الترك العثمانيين عليه، مع أنهم أجانبُ عن هذا الإقليم ودُخَلاء فيه، فيَقبُحُ بأهلِه وملوكه أن يتركوهم يغلبون على بلادِهم، لا سيما وقد فرَّ إليهم عدوٌّ من أعدائه، وهو أبو حسون الوطاسي، فرأى محمد الشيخ من الرأي وإظهار القوة في الحربِ أن يبدأَهم قبل أن يبدؤوه، فنهض من فاس قاصدًا تلمسان في جموعِه إلى أن نزل عليها وحاصرها تسعة أشهر وقُتِلَ في محاصرتها ولدُه الحران وكان نائبًا من أنيابه وسيفًا من سيوفه، ثم استولى محمد الشيخ على تلمسان ودخلها يوم الاثنين الثالث والعشرين من جمادى الأولى من هذه السنة، ونفى الترك عنها وانتشر حكمُه في أعمالها إلى وادي شلف، واتسعت خطةُ مملكته بالمغرب ودانت له البلاد، ثم كرَّت عليه الأتراك وأخرجوه من تلمسان، فعاد إلى مقرِّه فاس، ثم عاود غزو تلمسان حين بلغه قيامُ رعاياها على الترك وانحصار الترك بقصبتها، فأقام مرابطًا عليها أيامًا، فامتنعت عليه وأقلع عنها ولم يعاودْ غزوها بعد ذلك وخَلُص أمرُها إلى العثمانيين.

العام الهجري : 982 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1574
تفاصيل الحدث:

هو السلطان سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح. ولِدَ سليم الثاني في 6 رجب سنة 930 وهو ابن روكسلان الروسية. تولَّى المُلك بعد موت أبيه سليمان القانوني, ولم يكن السلطان سليم متصفًا بما يؤهِّله للقيام بحفظ فتوحات أبيه، فضلًا عن إضافة شيء إليها! وكان لوجود الوزير الطويل محمد باشا صقللي المدرَّب على الأعمال الحربية والسياسية دور كبير في حفظ الدولة، فحُسنُ سياسته وعِظَم اسم الدولة ومهابتها في قلوب أعدائها حَفِظَتْها -بعد فضل الله- من السقوط مرةً واحدة. وفي عهد سليم تكبَّدت الدولة هزيمةً ساحقة أمام التحالف الأوربي الصليبي في معركة ليبانتو سنة 979 فقدت بعدها الدولةُ هيبتها العسكرية في البحر المتوسط. توفِّيَ في السابع والعشرين من شهر شعبان، بعد أن دام في الحكم ثمانية أعوام، ثمَّ تولى ابنه مراد الثالث الخلافة، ثم أمر بقتل إخوته الخمسةِ؛ خوفًا من نزاعِه على الملك.

العام الهجري : 1102 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1691
تفاصيل الحدث:

هو السلطان سليمان الثاني بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني, السلطان الثاني والعشرون من سلاطين بني عثمان، ولد عام 1052هـ وتولى الحكم بعد أخيه محمد الرابع عام 1099هـ واستمر التدهور في الدولة العثمانية في عهده، وازدادت شراسة الأعداء على عهده، فاغتصبت النمسا كثيرًا من المواقع والمدن، ومنها بلجراد عام 1099هـ، كما احتلت البندقية سواحل دالماسيا والسواحل الشرقية لبحر الأدرياتيك وبعض الأماكن في اليونان، وتوالت الهزائم على الدولة، وتمرد الجند فقتلوا الصدر الأعظم سياوس باشا, فقيَّض الله للدولة رجلًا لهذا الفترة هو الصدر الأعظم مصطفى بن محمد كوبريلي الذي أعاد قوة الدولة وهيبتها. توفي سليمان الثاني في 26 رمضان عن غير عقب وعمره 50 سنة، بعد أن حكم ثلاث سنوات وثمانية أشهر، ودُفن في تربة جده السلطان سليمان الأول وتولى بعده أخوه أحمد الثاني.

العام الهجري : 1201 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1786
تفاصيل الحدث:

بعد قَبولِ الإمام عبد العزيز سعدونَ بنَ عريعر في الدرعية، سار ثويني بن عبد الله شيخ المنتفق ومعه العساكرُ العظيمة من المنتفق وأهل الهجر وجميع أهل الزبير وعربان شمر وطي ومعه من العَدَد والعُدَّة ما يفوق الحصرَ، يريد غزوَ القصيم، فوصل التنومة وهي من قرى القصيم ونازلها بجموعِه وحاصَرَها وضربها بالمدافِعِ، لكِنَّه لم يتمكن من دخولهِا إلا بمكيدةٍ عن طريق عثمان آل حمد من أهل الزلفي، فدخلها عليهم خديعةً، ثم أخذ التنومة عنوةً واستأصل أهلَها قتلًا ونهبًا, ثم ارتحل منها وقصد بُريدة ونزل بها وحصل بينه وبين أهلِها شيءٌ من القتال وأثناء الحصارِ بلغه أنَّه وقع في أوطانه اختلافٌ وخلل، فاضطر أن يرجِعَ إلى بلده, وكان عبد المحسن بن سرداح رئيسُ بني خالد قد خرج بعربانِه من بني خالد يريدُ القصيم نصرةً لثويني، فلما بلغ الدهناءَ بلَغَه رجوعُ ثويني فرجع من حيث جاء وتفَرَّقت كَلِمتُهم ولم يتمَّ لهم ما أرادوا.