الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3041 ). زمن البحث بالثانية ( 0.009 )

العام الهجري : 1391 العام الميلادي : 1971
تفاصيل الحدث:

بدَأ العملُ في بِناء السَّدِّ العالي في 10 / 7 / 1379هـ / 9 يناير1960م، وتَمَّ الانتهاءُ مِن تنفيذ المرحلةِ الأولى في 16 مايو 1964م، وانتهى تَنفيذ المرحلةِ الثانية في 15 يناير 1971م، والسَّدُّ العالي: هو سَدٌّ مائيٌّ على نَهر النِّيل في جَنوب مصرَ، أُنشِئَ في عهد جمالِ عبد الناصرِ، وشارك السُّوفيتُ في بِنائه. وقد ساعَد كثيرًا في التحكُّم في تدفُّقِ المياهِ، والتخفيفِ مِن آثار فَيضانِ النِّيل. ويُستخدَمُ لتوليدِ الكهرباء في مصرَ. ويَبلُغ طولُ السَّدِّ 3600 متر، وعرْضُ القاعدةِ 980 مترًا، وعرْضُ القمَّة 40 مترًا، والارتفاعُ 111 مترًا، وحجْمُ جِسم السَّدِّ 43 مليون متر مكعَّب مِن إسمنت وحديدٍ وموادَّ أُخرى، ويمكِن أن يَمُر خلالَ السدِّ تدفُّقٌ مائيٌّ يصِل إلى 11000 متر مكعَّب من الماء في الثانية الواحدةِ.

العام الهجري : 1391 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1972
تفاصيل الحدث:

ظهَرت شخصيةُ عيدي أمين كقائدٍ للجيش سنة 1384هـ، وهو ضابطٌ مسلِم تدرَّب في إسرائيلَ، وهو ذو طبيعةٍ استبدادية، تأثَّر بشَخصيَّة عبد الناصر، فقام بانقلابٍ ضدَّ ميلتون أوبوتي، وتسلَّم على إثْره الحكْمَ، وفَرَّ أبوتي إلى تَنزانيا التي رفضَت الاعترافَ بحُكْم عيدي أمين، قام عيدي أمين بعدَّةِ إجراءاتٍ، كان من شأْنِها إثارةُ القوى الصَّليبية والصُّهيونية ضِدَّه؛ فقد قام بطَرْد البَعثة الإسرائيلية مِن أوغندا وسجَن بعضَ أفرادها؛ إذ كانت تَتصرَّف بحُرِّية متناهيةٍ، وقامت إسرائيلُ بعمَلية نوعيةٍ أنقَذَت لها أفرادَ بَعثتها الموقوفينَ في مطار عنتيبي، وقام عيدي أمين بالحدِّ مِن نشاط الإرساليات النَّصرانية، وأعدَم أحد القساوسةِ، واتَّجه لنشْر الدعوة الإسلاميَّةِ، فزاد تَعدادُ المسلمين في أيامه، وأعلَن عيدي أمين انضمامَ أوغندا لمنظَّمة المؤتمر الإسلاميِّ.

العام الهجري : 1429 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 2008
تفاصيل الحدث:

تُوفِّي المفكِّرُ المصريُّ عبدُ الوهاب المسيري في القاهرة، عن عُمُر يناهِز (70) عامًا بعد مُعاناةٍ مع مرضِ السرطان، وُلد المسيري في دمنهور سنة (1938م) بمصرَ، والْتحق عامَ (1955م) بقسم اللُّغة الإنجليزية بكُلِّيَّة الآداب جامعة الإسكندريَّة، وعُيِّن معيدًا فيها عند تخرُّجِه وحصَل على درجة الدكتوراه عامَ (1969م)، وكان المسيري أستاذًا متخصِّصًا في الأدب الإنجليزي؛ قام بالتدريسِ في عدَّةِ جامعات مِصريَّة وعربية. وللمسيري مؤلَّفاتٌ كثيرةٌ في الصِّراع العربي الإسرائيليِّ، أبرزها: ((موسوعة اليهود واليهودِيَّة والصِّهيَونِيَّة)) التي صَدَرت في ثمانية مجلَّدات عامَ (1999م) و((الأيديولوجيَّة الصِّهيَونيَّة: دراسةُ حالةٍ في عِلم اجتماع المعرفة))، و((الفكر الصِّهيَوني من هرتزل حتى الوقت الحاضر))، و((مَن هم اليهود وما هي اليهودية؟ أسئلة الهُويَّة والأزمة الصِّهيَونيَّة)). وصَدَرت للمسيري كذلك دراساتٌ أدبيَّةٌ عدَّةٌ، من أبرزِها: ((مختارات من الشِّعر الرومانتيكي الإنجليزي: بعض الدِّراسات التاريخية والنَّقدية)). وتُرجِمَت بَعضُ أعمالِه.

العام الهجري : 432 العام الميلادي : 1040
تفاصيل الحدث:

سار مسعودٌ يريدُ بلادَ الهندِ لِيشْتُوا بها، فلمَّا سار أخَذَ معه أخاه محمَّدًا مسمولَ العينينِ، واستصحَبَ الخزائِنَ، وكان عازمًا على الاستنجادِ بالهندِ على قتال السلجوقيَّة ثِقةً بعهودهم. فلمَّا عَبَرَ سيحون- وهو نهرٌ كبيرٌ نحو دِجلة- وعبَرَ بعض الخزائِنِ، اجتمع أنوشتكين البلخي وجمعٌ من الغلمانِ الداريَّةِ ونهبوا ما تخلَّفَ من الخزانةِ، وأقاموا أخاه محمَّدًا 13 ربيع الآخر، وسَلَّموا عليه بالإمارةِ، فامتنع من قَبولِ ذلك، فتهَدَّدوه وأكرهوه، فأجاب وبَقِيَ مسعودٌ فيمن معه من العسكَرِ وحَفِظَ نَفسَه، فالتقى الجمعانِ مُنتصَفَ ربيعٍ الآخر، فاقتتلوا، وعَظُمَ الخطبُ على الطائفتينِ، ثم انهزمَ عسكَرُ مسعود، وتحصَّن هو في رباطِ ماريكلة، فحصره أخوه، فامتنع عليه، فقالت له أمُّه: إنَّ مكانَك لا يَعصِمُك، ولَأنْ تخرُجَ إليهم بعهدٍ خَيرٌ من أن يأخذوك قهرًا. فخرج إليهم، فقَبَضوا عليه، فقال له أخوه محمد: واللهِ لا قابلْتُك على فِعلِك بي-  كان مسعودٌ قد سمَلَ عينيه ونزع منه الحُكمَ-، ولا عامَلتُك إلَّا بالجميلِ، فانظُرْ أين تريدُ أن تقيمَ حتى أحمِلَك إليه ومعك أولادُك وحرَمُك. فاختار قلعة كيكي، فأنفذه إليها محفوظًا، وأمر بإكرامِه وصيانتِه، ثمَّ إن محمدًا فوَّضَ أمرَ دولتِه إلى ولَدِه أحمد، وكان فيه خبطٌ وهَوجٌ، فاتَّفق هو وابنُ عمه يوسف بن سبكتكين وابنُ علي خويشاوند على قَتلِ مسعود ليصفُوَ المُلكُ له ولوالِدِه، فقتلوه، فلمَّا عَلِمَ محمَّد بذلك ساءه، وشَقَّ عليه وأنكره، وقيل إنَّ محمَّدًا أغراه ولَدُه أحمد بقَتلِ عَمِّه مسعود، فأمر بذلك، وأرسل إليه مَن قتَلَه وألقاه في بئرٍ وسَدَّ رأسَها، وقيل: بل أُلقِيَ في بئرٍ حيًّا وسُدَّ رأسُها فمات، فلمَّا مات كتب محمَّدٌ إلى ابن أخيه مودود، وهو بخراسان، يقول: إنَّ والدك قُتِلَ قِصاصًا، قتله أولادُ أحمد ينالتكين بلا رضًا مني، وطَمِعَ جندُ محمد فيه، وزالت عنهم هيبتُه، فمَدُّوا أيديَهم إلى أموالِ الرَّعايا فنهبوها، فخَرِبَت البلاد، فلمَّا قُتِلَ الملكُ مسعود وصل الخبَرُ إلى ابنه مودود، وهو بخراسان، فعاد مجِدًّا في عساكِرِه إلى غزنةَ، فتصافَّ هو وعَمُّه محمد في ثالث شعبان، فانهزم محمَّدٌ وعسكَرِه وقُبِضَ عليه وعلى ولدِه أحمد، وأنوشتكين الخصِيِّ البلخي، وابنِ علي خويشاوند، فقَتَلَهم، وقتَلَ أولادَ عَمِّه جميعَهم إلَّا عبد الرحيم, وبنى موضِعَ الوقعةِ قريةً ورِباطًا، وسمَّاها فتح آباذ، وعاد إلى غُزنةَ فدخلها في ثالث وعشرين شعبان، وكان داودُ أخو طغرلبك قد ملك مدينةَ بلخ، واستباحها، فلمَّا تجدَّدَ هذا الظَّفَرُ لمودود ثار أهلُ هراة بمن عندهم من الغزِّ السلجوقيَّة، فأخرجوهم وحَفِظوها لمودود، واستقَرَّ الأمرُ لمودود بغزنةَ، ولم يبقَ له همٌّ إلا أمرُ أخيه مجدود؛ فإنَّ أباه قد سيَّرَه إلى الهند سنةَ ستٍّ وعشرين وأربعمِئَة، فخاف أن يخالِفَ عليه، فأتاه خبَرُه أنَّه قصَدَ لهاوور، وملتان، فملكهما، وأخذ الأموالَ، وجمع بها العساكِرَ، وأظهر الخلافَ على أخيه، فندب إليه مودودٌ جيشًا ليمنعوه ويقاتِلوه، وعَرَض مجدودٌ عَسكَرَه للمَسيرِ، وحضر عيدُ الأضحى، فبَقِيَ بعده ثلاثة أيام، وأصبح ميتًا بلهاوور لا يُدرى كيف كان مَوتُه، وأطاعت البلادُ بأسرِها مودودًا، ورَسَت قدمُه، وثَبَت مُلكُه، ولَمَّا سَمِعَت الغز السلجوقيَّةُ ذلك خافوه، واستشعروا منه، وراسله مَلِكُ التُّركِ بما وراء النَّهرِ بالانقيادِ والمتابعة.

العام الهجري : 832 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1429
تفاصيل الحدث:

سار عسكر المماليك من القاهرة لأخذ قلعة خرت برت، وقد مات متوليها، ونازلها عسكرُ قرا يلك صاحب آمد، فلما وصلوا إلى مدينة حلب ورد إليهم الخبر بأخذ قرا يلك قلعة خرت برت وتحصينها، وتسليمها لولده، فتوجه العسكر وقد انضم إليه الأمير سودن بن عبد الرحمن نائب الشام، وجميع نواب المماليك الشامية، ومضوا بأجمعهم إلى الرها، فأتاهم بالبيرة كتابُ أهل الرها بطلب الأمان، وقد رَغِبوا في الطاعة، فأمَّنوهم وكتبوا لهم به كتابًا، وساروا من البيرة، وبين أيديهم مائتا فارس من عرب الطاعة كشَّافة، فوصلت الكشافة إلى الرها في التاسع عشر من شوال، فإذا الأمير هابيل بن قرا يلك قد وصل إليها من قِبَل أبيه الأمير عثمان بن طور علي، المعروف بقرا يلك صاحب آمد، وحَصَّنها وجمع فيها عامة أهل الضِّياع بمواشيهم وعيالهم وأموالهم، فناولوها وهم يرمونهم بالنشاب من فوق الأسوار، ثم برز إليهم الأمير هابيل في عسكر نحو ثلاثمائة فارس، وقاتلهم، وقتل منهم جماعة، وعلق رؤوسهم على قلعة الرها، فأدركهم العسكر، ونزلوا على ظاهر الرها في يوم الجمعة العشرين من شوال، وقد ركب الرجال السور ورموا بالحجارة، فتراجع العسكر المصري والشامي عنهم، ثم ركبوا بأجمعهم بعد نصف النهار وأرسلوا إلى أهل قلعة الرها بتأمينهم، وإن لم تكفُّوا عن القتال وإلا أخربنا المدينة، فجعلوا الجوابَ رميهم بالنشاب، فزحف العسكر وأخذوا المدينة في لحظة، وامتنع الأكابر وأهل القوة بالقلعة، فانتشر العسكر وأتباعهم في المدينة ينهبون ما وجدوا، ويأسِرون من ظفروا به، فما تركوا قبيحًا حتى أتوه ولا أمرًا مستشنعًا إلا فعلوه! وكان فعلهم هذا كفعل أصحاب تيمورلنك لَمَّا أخذوا بلاد الشام! وأصبحوا يوم السبت محاصرين القلعة، وبعثوا إلى من فيها بالأمان فلم يقبلوا، ورموا بالنشاب والحجارة، حتى لم يقدر أحد على أن يدنوَ منها، وباتوا ليلة الأحد في أعمال النقوب على القلعة، وقاتلوا من الغد يوم الأحد حتى اشتد الضحى، فلم يثبت من بالقلعة، وصاحوا: الأمانَ، فكفوا عن قتالهم حتى أتت رسلهم الأمير نائب الشام، وقدم مُقَدَّم العساكر، فحلف لهم -هو والأمير قصروه نائب حلب- على أنهم لا يؤذونهم ولا يقتلون أحدًا منهم، فركنوا إلى أيمانهم، ونزل الأمير هابيل بن قرا يلك ومعه تسعة من أعيان دولته عند دخول وقت الظهر من يوم الأحد، فتسلمه الأمير أركماس الدوادار، وتقدَّم نواب المماليك إلى القلعة ليتسلموها، فوجدوا المماليك السلطانية قد وقفوا على باب القلعة ليدخلوا إليها، فمنعوهم فأفحشوا في الرد على النواب، وهمُّوا بمقاتلتهم، وهجموا على القلعة، فلم تُطِقِ النواب منعهم، ورجعوا إلى مخيماتهم، فمد المماليك أيديهم ومن تبعهم من التركمان والعربان والغلمان، ونهبوا جميع ما كان بها، وأسروا النساء والصبيان، وألقوا فيها النار، فأحرقوها بعد ما أخلَوها من كل صامت وناطق، وبعد ما أسرفوا في قتل من كان بها وبالمدينة حتى تجاوزوا الحد، وخربوا المدينة، وفَجَروا بالنساء علنًا من غير خوف لا من الله ولا من الناس!! وألقوا النار فيها فاحترقت، ثم رحلوا من الغد يوم الاثنين الثالث والعشرين، وأيديهم قد امتلأت بالنهوب والسبي، فتقطعت منهم عدة نساء من التعب، فمِتنَ عطشًا، وبِيعَت منهن بحلب وغيرها عدة، وكانت هذه الكائنة من مصائب الدهر!!

العام الهجري : 1396 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1976
تفاصيل الحدث:

هو خيرُ الدين بنُ محمود بنِ محمد بنِ علي فارس الزِّرِكلي وُلِد في بيروت في ليلة 9 من ذي الحجَّة 1310هـ، ونشَأَ في دِمَشقَ حيث موطنُ أبيه وأمِّه، وتعلَّم في إحدى مدارسها الأهليَّة، وأخذ عن عُلَمائها على الطريقة القديمة التي كانت سائدةً آنذاك في التعليم، وأقبَلَ على قراءة كُتُب الأدب، وجرى لسانُهُ بنَظْم الشِّعر، وصحب مخطوطات المكتبة الظاهريَّة، فكان لا يُفارقها إلا لساعاتٍ قليلة. أصدر مجلةً أُسبوعية بعنوان "الأصمعي"، والتحَقَ بمدرسة "اللاييك" أستاذًا للتاريخ والأدب العربي وهو دون الخامسةِ والعِشرينَ، وأصدر في دمشق جريدةً يوميةً باسم "المفيد"، وفي أثناء ذلك كان يَنظِمُ القصائدَ الحماسيَّة التي تتغنَّى بأمجاد الوطن، ويتعلَّق بآمال الحرية والاستقلال حتى دخل الفرنسيُّون دمشق، فغادر إلى عمان. وبعد مغادرته البلاد قرَّر المجلس العسكري التابع للفِرْقة الثانية في الجيش الفرنسي الحُكم غيابيًّا بقتل خير الدين ومُصادرة أملاكه، وفي عمان عُيِّن الزركليُّ مفتشًا عامًّا للمعارف سنة 1340هـ، ثم تولَّى رئاسة ديوان الحكومة. ثم عاد إلى دمشق بعد إيقاف تنفيذ حُكم القتل عليه، وأخذ عائلته واتَّجه إلى القاهرة سنة 1342هـ، وأنشأ بها المطبعة العربيَّة، وطبع بها كتبًا كثيرة. ثم ذهب إلى القُدس سنة 1349هـ وأصدر مع زميل له جريدةَ "الحياة اليومية"، لكنَّ الحكومة الإنجليزية عطَّلَتها، واتفق مع أصدقاء آخرين على إصدار جريدةٍ يوميَّةٍ في يافا، وأعدَّ لها مطبعة، لكن الجريدة لم يصدُرْ منها سوى عددٍ واحدٍ، وأُغلقت أبوابها بسبب التحاقه بالعمل الدُّبلوماسي في الحكومة السُّعودية سنة 1353 هـ؛ حيث عمل مُستشارًا بالوكالة في المفوضيَّة العربية للسعودية بمصر، وكان أحدَ المندوبين السُّعوديين في المُداولات التي سبقت إنشاء جامعة الدُّوَل العربية، وفي التوقيع على ميثاقِها، ومثَّل الحكومة السعودية في عدَّة مؤتمراتٍ دوليةٍ، وانتُدِب في سنة 1366هـ لإدارة وزارة الخارجية بجدة متناوبًا مع الشيخ يوسف ياسين وزير الخارجية بالنيابة، ثم عُين وزيرًا مُفوَّضًا ومندوبًا دائمًا لدى الجامعة العربية في سنة 1371هـ، ثم عمل سفيرًا للسعودية بالمغرب سنة 1377هـ. ومن مُؤلَّفاته: ((ما رأيتُ وما سمعتُ))، و ((عامانِ في عمان))، و ((الملك عبد العزيز في ذمَّة التاريخ))، و ((صفحة مجهولة من تاريخ سوريا في العهد الفيصلي))، و ((الأعلام)) وهو أشهر كُتُبه. انتُخب عضوًا بالمجمع العلمي العربي بدمشق سنة 1349هـ، واختُير عضوًا مراسلًا بمجمع اللغة العربية بالقاهرة سنة 1366هـ، وبالمجمع العلمي العراقي سنة1380هـ، وظلَّ بعد خروجه من العمل الدبلوماسي مقيمًا بالقاهرة التي عاش فيها أغلب حياته، وفي إحدى زياراته إلى دِمَشقَ أصابته وَعْكة صحيَّة ألزمته الفِراش بضعة أسابيع، فلمَّا قرُبَ على الشفاء رحل إلى القاهرة للاستِجْمام، لكن الحياة لم تطُلْ به فوافته المنيَّة على ضفاف النيل في الثالث من ذي الحجة. بدأ خيرُ الدين الزِّرِكْلي الكتابةَ في كتابِه المشهورِ ((الأعلام)) عام 1912م بعد الإعداد له قبل ذلك بسنواتٍ، ولم ينفُضْ يده منه طيلةَ ستِّين عامًا، باذلًا فيه ما قدَّره الله عليه من مساعٍ لتطويره، واستمرَّ في بذلها إلى العشية التي وافته فيه المنية، وقد ترجم فيه الزِّرِكْلي لـ 13.435 شخصية من القديم والحديث، ولكِنْ غلبت عليه نزعته القومية العربية، فلم يترجم لأعلام العثمانيين؛ لكراهيتِه للأتراك، في حين وضع تراجِمَ للعديد من المستشرقين!

العام الهجري : 265 العام الميلادي : 878
تفاصيل الحدث:

هو محمَّد المهدي بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ولد بسامرَّا، وهو المهديُّ المنتظَرُ عند الرافضة، يقولون إنَّه دخل في سردابٍ في بيت والده ولم يخرُج منه، وزعموا أنَّه سيخرج في آخر الزمان بنفس العمُرِ الذي دخل فيه السرداب، وهم ينتظرونَه إلى اليومِ عند السرداب المزعوم. قيل: إنه دخل وعمُره تسعُ سنين، وقيل: تسع عشر سنة. وقيل: إنَّ أباه الحسن مات عن غيرِ عَقِبٍ، وقيل: وُلِدَ له ولدٌ بعد موتِه مِن جارية اسمها "نرجس" أو "سوسن" وقيل: إن اسمَها  "صقيل" ادَّعَت الحملَ به بعد وفاةِ سَيِّدها, فزادت فتنةُ الرافضة بصقيل هذه، وبدَعواها، إلى أن حبسها المعتضِدُ بعد نيِّف وعشرين سنة من موت سَيِّدها، وبقيت في قصره إلى أن ماتت في زمن المقتَدِر؛ قال الذهبي: "نعوذ بالله من زوالِ العَقلِ، فلو فرَضْنا وقوعَ ذلك في سالفِ الدَّهرِ، فمن الذي رآه؟! ومن الذي نعتَمِدُ عليه في إخباره بحياته؟ ومن الذي نصَّ لنا على عصمتِه وأنَّه يعلمُ كلَّ شَيءٍ؟! هذا هَوَسٌ بيِّنٌ، إنْ سَلَّطْناه على العقولِ ضَلَّت وتحيَّرَت، بل جَوَّزَت كلَّ باطلٍ، أعاذنا اللهُ وإياكم من الاحتجاجِ بالمُحالِ والكَذِب، أو رَدِّ الحقِّ الصحيحِ، كما هو ديدَنُ الإماميَّةِ، وممن قال: إنَّ الحسن العسكري لم يُعقِب: محمد بن جرير الطبري، ويحيى بن صاعد، وناهيك بهما معرفةً وثِقةً"..

العام الهجري : 270 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 884
تفاصيل الحدث:

لَمَّا توفِّيَ أحمدُ بن طولون كان إسحاقُ بن كنداجيق على الموصل والجزيرة، فطَمِعَ هو وابن أبي الساج- وهما من كبار قادة الترك عند المعتَمِد- في الشام، واستصغرا أولادَ أحمد، وكاتَبا الموفَّقَ بالله في ذلك، واستمَدَّاه، فأمرهما بقصدِ البلاد، ووعدهما إنفاذَ الجيوش، فجمَعَا وقصدَا ما يجاوِرُهما من البلاد، فاستولَيَا عليه وأعانهما النائبُ بدمشق لأحمد بن طولون، ووعدَهما الانحيازَ إليهما فتراجع مَن بالشامِ مِن نواب أحمد بأنطاكية، وحلب وحمص، وعصى متولِّي دمشق، واستولى إسحاقُ عليها، وبلغ الخبَرُ إلى أبي الجيش خمارَوَيه بن أحمد بن طولون، فسيَّرَ الجيوش إلى الشام فمَلَكوا دمشق، وهرب النائبُ الذي كان بها من قِبَل إسحاق؛ وسار عسكرُ خمارويه من دِمشقَ إلى شيزر لقتال إسحاق بن كنداجيق وابن أبي الساج، فطاولهم إسحاقُ ينتظِرُ المدد من العراق، وهجم الشتاءُ على الطائفتَينِ، وأضرَّ بأصحاب ابن طولون، فتفَرَّقوا في المنازل بشيزر، ووصل العسكرُ العراقي إلى كنداجيق، وعليهم أبو العباس أحمد بن الموفَّق وهو المعتضِدُ بالله، فلما وصل سار مُجِدًّا إلى عسكر خمارويه بشيزر، فلم يَشعُروا حتى كبَسَهم في المساكن، ووضع السيفَ فيهم، فقتل منهم مقتلةً عظيمةً، وسار من سَلِمَ إلى دمشق على أقبَحِ صُورةٍ، فسار المعتَضِد إليهم، فجُلُوا عن دمشقَ إلى الرملة، ومَلَك هو دمشق، ودخلَها في شعبان سنة إحدى وسبعين ومائتين، وأقام عسكرُ ابن طولون بالرملة، فأرسلوا إلى خِمارَوَيه يُعَرِّفونه بالحال، فخرج من مصرَ في عساكره قاصدًا إلى الشَّامِ.

العام الهجري : 395 العام الميلادي : 1004
تفاصيل الحدث:

في السَّابِعِ من المحَرَّم قُرِئَ سجِلٌّ في جوامِعِ مِصرَ يأمُرُ الحاكِمُ العُبَيديُّ اليهودَ والنَّصارى بشَدِّ الزُّنَّار ولُبس الغيار، وشعارُهم السَّوادُ شِعارُ العباسيِّينَ، وقرئ سجِلٌّ في الأطعِمةِ بالمَنعِ مِن أكلِ المُلوخيَّةِ المُحبَّبة لِمُعاويةَ بنِ أبي سُفيان، والبَقلة المسمَّاة بالجرجيرِ المَنسوبة إلى عائشةَ رَضِيَ الله عنها، وفيه المنعُ مِن عَجنِ الخُبزِ بالرِّجلِ، والمنعُ مِن ذَبحِ البَقَرِ التي لا عاقبةَ لها إلَّا في أيَّامِ الأضاحي، وما سواها مِن الأيَّامِ لا يُذبَحُ منها إلَّا ما لا يصلُحُ للحَرثِ، وفيه التَّنكيرُ على النخَّاسينَ والتشديدُ عليهم في المَنعِ مِن بَيعِ العَبيدِ والإماءِ لأهلِ الذِّمَّة، وإصلاحُ المكاييلِ والموازينِ، والنَّهيُ عن البخس فيهما، والمنعُ مِن بَيعِ الفقاعِ وعَمَلِه البتَّةَ؛ لِما يُؤثَرُ عن عَليٍّ رَضِيَ الله عنه مِن كراهةِ شُربِ الفقاعِ، وضُرِبَ في الطُّرُقاتِ بالأجراس ونودِيَ أنْ لا يدخُل الحَمَّامَ أحَدٌ إلَّا بمِئزَرٍ؛ وأنْ لا تَكشِف امرأةٌ وَجهَها في طريقٍ ولا خَلْفَ جِنازةٍ، ولا تتبَرَّج. ولا يُباع شَيءٌ مِن السَّمَك بغيرِ قِشرٍ، ولا يَصطاده أحدٌ مِن الصَّيادينَ، فقد كان الحاكِمُ شابًّا متهَوِّرًا مُتقَلِّبَ المِزاجِ جِدًّا، يَمنَعُ اليومَ ما كان أباحَه بالأمسِ، ويُبيحُ اليومَ ما منَعَه بالأمسِ، فلم يكُنْ مِن الحُكَّامِ مَن هو أشَدُّ منه تذبذُبًا، وقد أمَرَ بقَتلِ الكِلابِ، فقُتِلَ منها ما لا يُحصى، حتى لم يبقَ منها بالأزِقَّةِ والشَّوارِعِ شَيءٌ، وطُرِحَت بالصَّحراءِ وبشاطئِ النيلِ، وأمَرَ بكَنسِ الأزِقَّةِ والشَّوارِعِ وأبوابِ الدُّورِ في كلِّ مكانٍ، ففُعِلَ ذلك, ونودِيَ في القاهرةِ لا يَخرُج أحَدٌ بعدَ المَغرِب إلى الطَّريقِ ولا يَظهَر بها لِبَيعٍ ولا شِراءٍ فامتثَلَ النَّاسُ لذلك.

العام الهجري : 1366 العام الميلادي : 1946
تفاصيل الحدث:

بدأ تجمُّع أصحاب الفكر الشيوعي والاشتراكي في أفغانستان منذ عام 1361هـ تحت اسم (ويش ذلميان) أي: حركة يقظة الشباب، وكان من أعضائها نور محمد تراقي، وبابرك كارمل، وكانت جريدة (أنجاد البرلمان) تنشر آراءهم، وتهاجم الإسلام، ثم أُلغيت هذه الجريدة عام 1393هـ، ثم نما هذا التجمُّع في عهد وزارة محمد داود، وأصدر محمد تراقي جريدةَ خلق، وفي 28 شعبان 1384هـ الأول من كانون الثاني عام 1965 نشرت جريدة خلق خبرَ ميلاد حزب (ديمقراتيك خلقي أفغانستان) أي: حزب الشعب الديمقراطي الأفغاني، وعُقد أول اجتماع له في بيت تراقي، حضره 27 عضوًا، يُمثِّلون 77 مؤيدًا، وانتُخِب في ذلك اللقاء نور محمد تراقي رئيسًا للجنة المركزية التي ضمَّت 9 أعضاء، واختير بابرك كارمل نائبًا له، وكان من أعضاء اللجنة حفيظ الله أمين، وشاه ولي كريم، وطاهر بدخشي، ومير أكبر خيبر. دخل الحزبُ الانتخاباتِ عام 1385هـ / 1965م، وفاز بثلاثة مقاعد، اثنان عن كابل، والمقعد الثالث عن قندهار، ثم أخذت صحيفةُ خلق الشيوعية تدعو صراحةً لمبادئه الإلحادية، فتعالت الصيحاتُ ضِدَّها، فأُغلقت بتهمة العمل ضِدَّ الإسلام والهجوم عليه. ثم في سنة 1387هـ حدث انشقاقٌ في الحزب بين تراقي من قبيلة البشتو وبابرك كارمل من قبيلة الطاجيك؛ فانشق بابرك مع جماعته، فأسس حزب برشام (الراية) وأصدر صحيفة برشام، وأنشأ تراقي حزب الشعب مع أعوانه، ومنهم حفيظ الله أمين، وشجَّعت روسيا هذا الانقسام.

العام الهجري : 436 العام الميلادي : 1044
تفاصيل الحدث:

قصَدَ نَفَرٌ مِن الإسماعيليَّةِ ما وراء النَّهرِ، ودعوا إلى طاعةِ المستنصِرِ بالله الفاطميِّ صاحبِ مِصرَ، فتَبِعَهم جمعٌ كثير وأظهروا مذاهِبَ أنكرها أهلُ تلك البلاد، وسَمِعَ ملكها بغراخان خبَرَهم، وأراد الإيقاعَ بهم، فخاف أن يسلَمَ منه بعضُ من أجابَهم من أهل تلك البلاد، فأظهر لبَعضِهم أنَّه يميلُ إليهم، ويريدُ الدخولَ في مذاهِبِهم، وأعلَمَهم ذلك، وأحضَرَهم مجالِسَه، ولم يزَلْ حتى عَلِمَ جميعَ مَن أجابهم إلى مَقالتِهم، فحينئذ قَتَل من بحضرتِه منهم، وكتَبَ إلى سائِرِ البلادِ بقَتلِ مَن فيها، ففُعِلَ بهم ما أمَرَ به، وسَلِمَت البلادُ منهم.

العام الهجري : 456 العام الميلادي : 1063
تفاصيل الحدث:

قام جيوم دي مونري النورماندي بقِيادَةِ حَملَةٍ بَحرِيَّةٍ نَزلَت بِساحلِ قطلونية ثم سارت إلى الشَّرْقِ حتى وَصلَت إلى مَدينةِ ببشتر جنوب إسبانيا وكانت من أَعمالِ يُوسفَ بن سُليمانَ بن هود فحاصَروها حتى استَسلَمت فدَخَلها وأَمْعَنَ جُنْدُهُ في أَهلِها قَتْلًا ونَهْبًا وسَبْيًا، ولم يُبادِر أَحدٌ من أُمراءِ الطَّوائفِ بِنَجْدَتِه، ثم غادَرَ النورمانديون المدينةَ بعدَ أن تَركوا فيها حامِيةً من خَمسةِ آلافِ رَجُلٍ، حتى قام في السَّنَةِ التاليةِ أحمدُ بن سُليمانَ بن هود باستِنهاضِ هِمَمِ المسلمين وخَلَّصَ المدينةَ من الحامِيَةِ وتَلَقَّبَ بعدَها بالمُقتَدِر بالله.

العام الهجري : 616 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1220
تفاصيل الحدث:

هو صاحب بلاد الروم السلطان الملك الغالب عز الدين كيكاوس بن السلطان كيخسرو بن قلج رسلان السلجوقي التركماني القتلمشي، صاحب قونية وأقصرا وملطية. وهو أخو السلطان كيقباذ. كان جبارًا، سفاكًا للدماء، كسره المَلِك الأشرف لَمَّا قدم ليأخذ حلب وقت الملك الظاهر غازي، فاتهم أمراءه أنهم ما نصحوا في القتال. وسلقَ جماعةً في القدورِ، وحرقَ آخرين، فأخذه الله فُجاءةً وهو مخمورٌ، وقيل: ابتلي وتقطَّعَ بَدَنُه. وكان أخوه علاء الدين كيقباذ في سجنه، فأخرجوه ومَلَّكوه.

العام الهجري : 624 العام الميلادي : 1226
تفاصيل الحدث:

قتل الإسماعيلية أميرًا كبيرًا من أمراء جلال الدين، وكان قد أقطعه جلالُ الدين مدينةَ كنجة وأعمالها، فلما قُتِلَ ذلك الأميرُ عَظُم قَتلُه على جلال الدين، واشتد عليه، فسار في عساكرِه إلى بلاد الإسماعيلية، مِن حدود ألموت إلى كردكوه بخراسان، فخرب الجميعَ، وقتل أهلَها، ونهب الأموالَ، وسبى الحريمَ، واسترقَّ الأولادَ، وقتل الرجالَ، وعَمِلَ بهم الأعمالَ العظيمةَ وانتقم منهم، وكانوا قد عَظُمَ شَرُّهم وازداد ضَرُّهم، وطمعوا منذ خرج التتر إلى بلاد الإسلامِ إلى الآن، فكَفَّ عاديتَهم وقمَعهم، ولقَّاهم اللهُ ما عملوا بالمسلمينَ.

العام الهجري : 722 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1322
تفاصيل الحدث:

في ربيع الأول تكامل فتح إياس (من بلاد الأرمن على ساحل البحرِ) ومعامَلتها وانتزاعُها من أيدي الأرمن، وأُخِذَ البرج الأطلس- وهو أحدُ ثلاثة أبراج وهي الأطلس والشمعة والإياس- بينه وبينها في البحر رميةٌ ونصف، فأخذه المسلمونَ بتوفيق الله وخَرَّبوه، وكانت أبوابُه مَطليَّةً بالحديد والرصاص، وعَرضُ سُورِه ثلاثة عشر ذراعًا، وغنم المسلمونَ غنائِمَ كثيرةً جدًّا، وحاصروا كوارَه فقوي عليهم الحَرُّ والذباب، فرسم السلطانُ بعَودِهم، فحرقوا ما كان معهم من المجانيقِ وأخذوا حديدَها وأقبلوا سالمين غانمينَ، وكان معهم خلقٌ كثيرٌ من المتطوعين.