بعدَ أن تَوَلَّى المُثَنَّى بن حارِثةَ قِيادةَ المسلمين وكان عُمَر رضِي الله عنه يُمِدُّهُ بالمُقاتلين، الْتَقَى المُثَنَّى مع الفُرْسِ في البُوَيْب قُرْب الكوفةِ، وطلَبَت الفُرْسُ أن يَعبُرَ المسلمون إليهم، أو أن يَعبُروا هُم إليهم، فاختار المُثَنَّى أن يَعبُر الفُرْسُ فعَبَروا, وجرَت مَعركةٌ عَنيفةٌ هُزِم فيها الفُرْسُ هزيمةً مُنكَرةً، وقُتِلَ منهم الكثيرُ قتلًا أو غَرَقًا في النَّهرِ، وقُتِلَ فيها قائدُ الفُرْسِ مِهرانُ.
طغى الماء ببغداد حتى أتلف شيئًا كثيرًا من المحالِّ والدُّور الشهيرة، وتعَذَّرت الجُمَعُ في أكثر الجوامع بسبب ذلك سوى ثلاثِة جوامِعَ، ونُقِلَت توابيت جماعة من الخلفاء إلى الترب من الرصافة خوفًا عليهم من أن تغرق محالُّهم، منهم المقتصد بن الأمير أبي أحمد المتوكل، وذلك بعد دفنه بأكثَرَ من 350 سنة، وكذا نُقِلَ ولَدُه المكتفي وكذا المقتفي بن المقتدر بالله.
قَدِمَ البريدُ بنُزولِ عِدَّةِ مراكب للإفرنج على طرابلس، فعندما أشرفوا على الميناءِ بَعَث الله عليهم ريحًا أغرَقَت مركبًا، وفَرَّقَت البقية، وكانت نحو السبعين، فرُدُّوا خائبين، قَدِم الخبَرُ من الإسكندرية بأنَّ الفرنج الذين مَزَّقَت الريحُ مراكِبَهم على طرابلس ساروا إلى إفريقيَّة وحاصروا المهدية، وبها وَلَدُ أبي العباس صاحِبُ تونس، فكانت حروبًا شديدةً، انتصر فيها المسلمونَ على الفرنج، وقَتَلوا كثيرًا منهم.
قام المستعين بالله سعد بن علي بن يوسف الثاني بخلع الأحنف محمد العاشر بن عثمان ملك بني نصر وتولي بدلًا عنه حُكمَ غرناطة، وقد تكرر الخلعُ بينهما أكثَرَ من مرة؛ فقد ثار الأمير سعد على الأحنف سنة 850 فخلعه، ثم لم يلبَث الأحنفُ أن عاد للحُكم وخلَعَ الأمير سعد بن علي بدعم من ملك قشتالة.
تولى كوبريلي محمد باشا رئاسة الوزراء في الدولة العثمانية، الذي حاول انتشال الدولة من حالة التدهور، فتسلم مقاليد أمور الدولة من نائبة السلطنة خديجة تارخان، واستمر دور عائلة "كوبريلي" في الدولة مدة 27 عامًا حتى عام 1683م. واستطاعت هذه الأسرة أن تُنقذ الدولة العثمانية بفضل الله تعالى من أزمات كبيرة كادت تعصف بها. واستمرت رئاسة "كوبريلي" للوزراء حتى أكتوبر 1661م.
اشتدَّ الوباءُ والمرض خصوصًا في الدرعية، فمكث ذلك إلى شهر جمادى ومات في الدرعية خلقٌ كثير من الغرباء والسكَّان حتى أتي عليهم أيامٌ يموت في اليوم الواحد ثلاثون وأربعون نفسًا، وكتب سعود نصيحةً بليغة لأهلِ الدرعية وأرسَلَها إلى جميع النواحي حَذَّرهم فيها من المحظورات وحثَّهم على التوبة، ودعا الله في آخِرِها دعاءً عظيمًا أن يرفَعَ الضرَّ والوباءَ عن الناسِ، وقرئ على الناسِ في مساجِدِ الدرعيةِ.
كان نجيبُ الله مُحمَّد رئيسُ المخابرات الأفغانية (خاد) في عهد الرئيس بابرك كارمل صاحبَ أطماعٍ، ويُجيد المناورة والظُّهور بمظهر المسالمة، ومحبَّة الوصول إلى نتيجةٍ مع المحاور كلها، وفي 25 شعبان نصَّب نفسه رئيسًا للدولة الأفغانية بمُساعدة سلطان علي كشتمند على حين فرَّ سَلَفُهُ بابرك كارمل إلى السفارة الصينية، ومنها إلى الروسية ثم خرج بتدبيرٍ منهم إلى طشقند، ثم إلى موسكو، حيث عاش هناك.
بدأ الاستعمارُ الروسيُّ في فيرغيزيا عام 1866م، وقد أدَّى الاحتلالُ الروسي لقيرغيزيا إلى تناقُصِ عَدَدِ القيرغيز؛ بسبب الثوراتِ، والهروب من البلاد، والموت جوعًا، وحرب الإبادة التي مارسها الروسُ ضِدَّ القيرغيز؛ ففي سنة 1916م قامت ثورة قُتِلَ فيها 150 ألف قيرغيزي، ومات جوعًا من القيرغيز أثناء هربهم إلى الصين -إبَّان طغيان الحكم الشيوعي والسيطرة الروسية من قَبلُ- عشرات الآلاف، وأثناء الحكم الشيوعي منذ عام 1936م حتى عام 1991م سيطر الشيوعيون على كلِّ نواحي الحياة في البلاد، وأطلقوا على عاصمة البلاد اسم فرونزى نسبةً إلى القائد الروسي ميخائيل فرونزي الذي قاد الجيشَ الروسي في قتال القيرغيز واستعمار بلادهم، وكان الروسُ يشَجِّعون العداء بين القيرغيز وسكان الصين، وبدؤوا يغَيِّرون التاريخ والآداب والثقافة القيرغيزية، واتهموا الشعراء والأدباء وكتَّاب القصة بأنهم يفضِّلون الثقافة القيرغيزية على الروسية. وقد قامت السياسة الروسية السوفيتية السابقة على مبدأ تحريم استخدام الحروف العربية في كتابة اللغة التركية، وأصدر الروسُ أمرًا مركزيًّا يفرِضُ على مسلمي تركستان -ومن بينهم القيرغيز- اتخاذ الحروف الروسية (الكيريلية) بديلًا، وكان هذا عام 1940م. ليس هذا فقط بل قام نظام التعليمِ السوفيتي باقتلاع مسلمي قيرغيزيا من الإسلام، وبالفعل مُنِعَ التعليمُ الديني بكافَّة صوره وأشكاله، بل حُرِّم الإسلامُ وجُرِّمَ من آمَن به، وقد نسِيَ مسلمو قيرغيزيا العبادةَ وجَهِلوا دينَهم الذي حرَّم السوفييت عليهم أن يتعلَّموه وأن يُعلِّموه، ومع أن الطفلَ القيرغيزي -منذ قيام الثورة الشيوعية- كان يتلقى في المدارس والجامعات والنوادي والاجتماعات الإيمانَ بالماركسية، وماركس، ولينين، وستالين وغيرهم من رموز الإلحاد، لكِنَّ نظام التعليم الروسي لم يستطِعْ أن يقلَعَ من النفوس ومن القلوب ومن المشاعر الإيمانَ بأنْ لا إلهَ إلَّا الله وأنَّ محمدًا رسولُ الله -صلى اللهُ عليه وسلم- فكانت الأمُّ والأب يلقِّنان الأولادَ أنَّ إسلامَهم أعظمُ وأكبَرُ من كل دعاوى الماركسية ونظام البلاد، وقام الروس أيضًا بتشجيع الهجرة للروس إلى قرغيستان، حتى أصبحوا يقاربون عدد السكان الأصليين إنْ لم يزيدوا. عندها أعلنت روسيا قيامَ جمهورية قرغيستان التابعة للاتحاد السوفيتي.
كانت للمُسلمين غزواتٌ على نصارى الأندلُس، نصَرَهم اللهُ فيها. منها فتحٌ على يدِ قائدِ بطليوس بجيليقة، هزَمَهم أقبحَ هزيمةٍ، قَتَل جملةً مِن حُماتهم ومقاتِلتِهم، وسبى من نسائِهم وذراريِّهم نيِّفًا وثلاثمائة رأس، ووصل ذلك السبيُ إلى قرطبة، وفتحٌ آخَرُ على يدي أحمدَ بنِ يعلى قائدِ الناصرِ، وفتحٌ آخَرُ على يدي رشيقٍ قائد الناصر على طلبيرة، وفتحٌ آخَرُ على يدي يحيى بن هاشم النجيبي.
أمر السُّلطانُ النَّاصِرُ محمَّد بن قلاوون في ثالث عشر ذي القعدة بنَقلِ الخليفة المستكفي بالله أبو الربيع سليمان مِن سَكَنِه بمناظر الكبش إلى قلعةِ الجبل، وأُنزِلَ حيث كان أبوه الحاكِمُ نازلًا، فسكن برج السباع دائمًا بعيالِه، ورُسِمَ على الباب جاندار بالنوبة، وسَكَن ابنُ عَمِّه إبراهيم في برج بجوارِه ومعه عياله، ورُسِمَ عليه جاندار الباب، ومُنِعا من الاجتماعِ بالنَّاسِ.
شنَّ الأميرُ سعود هجومًا على الدلم من منطقةِ الخرج، فحاصرها وقطع نخلَها حتى أخذَها عَنوةً وقَتَل أميرها تركي بن زيد بن زامل، واستعمل عليها سليمانَ بن عفيصان، ثم أذعن له جميعُ أهل بلدان الخرج وحوطة بني تميم والحريق واليمامة والسلمية وغيرها، وطلب سعود منهم نكالًا مِن النقد وغيرِه، فصَبَروا له بذلك وبايعوه كلُّهم على دينِ الله ورسولِه والسَّمعِ والطاعة.
جمع أبو يعقوب يوسف بن عبد المؤمن عساكِرَه، وسار من إشبيلية إلى الغزو، فقصد بلاد الفرنج، ونزل على مدينة رندة، وهي بالقرب من طليطلة شرقًا منها، وحصرها، واجتمعت الفرنجُ على بن الأذفونش ملك طليطلة في جمع كثير، فلم يَقدِروا على لقاء المسلمين، فاتَّفَق أن الغلاء اشتدَّ على المسلمين، وعَدِمت الأقوات عندهم، وهم في جمع كثير، فاضطُروا إلى مفارقة بلاد الفرنج، فعادوا إلى إشبيلية، وأقام أبو يعقوب بها سنة 571، وهو في ذلك يجهز العساكِرَ ويُسَيِّرُها إلى غزو بلاد الفرنج في كل وقت، فكان فيها عدة وقائع وغزوات ظهر فيها من العرب من الشجاعة ما لا يُوصَف، وصار الفارس من العرب يَبرُز بين الصفين ويطلُب مبارزة الفارس المشهور من الفرنج، فلا يبرُز إليه أحد، ثم عاد أبو يعقوب إلى مراكش.
هو سلطان بن أحمد بن سعيد البوسعيد إمامُ مسقط وهو مؤسِّسُ دولة البوسعيدية في عمان، ولد في عمان, وكان قد عَمِل على توحيد البلاد وتقويتها، ثم الاهتمام بالخارج لتوسيعِ نفوذ دولته، وقد اصطدم بقوات دولة الدرعية في البحرين عندما غزاها وانتزعها من آلِ خليفة. قتله رجلٌ من القواسم أهل رأس الخيمة أتباع دعوةِ الشيخ محمد بن عبد الوهاب. كان سلطان أحمد ركب البحرَ وصادفه القواسم في عُرض البحر وقد نزل من مركبه المنيع المشهور إلى سفينة صغيرة، فاعترضهم وهو فيها فحَصَلت مناوشةُ رميٍ، فرماه أحدُهم ببندقية فقتَلَه وهم لا يعلمون أنَّه إمام مسقط حتى سَمِعوا خادمه يدعوه باسمِه بعد قتله, وتولَّى حكم مسقط بعده أخوه بدر بن أحمد.
شَهِدت سواحِلُ الخليج العربي عملياتِ مسحٍ بريطانيةً لِموانئ اللؤلؤ في جزر البحرين والتعرف على المنطقة، وازداد في الوقت نفسِه نشاطُ القواسم البحري- أتباع دعوة الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب- في تتَبُّع السفن البريطانية في المحيط الهندي، حتى وصلوا لمسافة لا تبعُدُ عن بومباي نفسها سوى ستين ميلًا، وكان من جراء ذلك المخطط إرسالُ الحملة البريطانية التي أبحَرت من بومباي بقيادة الجنرال كير نحو رأس الخيمة، وهناك أبدى القواسم فرسانُ البحر الشجعانُ أروعَ صور البسالة والبطولة في الدفاع عن المنطقة، ولكِنَّ البريطانيين الذين استمَرُّوا في ضرب معاقل القواسم بالمدافع لمدى ستة أيام من سفنِهم، أدى إلى تدمير القواسم وحرق سفنِهم بالكامل، فكان هذا من تمام السيطرة البريطانية على الخليجِ العربي.
وُلِد أبو إبراهيمَ محمَّد سعيد عبد الرحمن المولى الصلبي عام 1396هـ،وهو الخليفةُ الثَّاني لتنظيمِ الدَّولةِ الإسلاميَّةِ (داعش)، بويعَ بَعدَ مَقتَلِ أبي بكرٍ البغداديِّ عام 1440هـ.
كان مَقتَلُه على يدِ جُنودٍ أمريكانَ قاموا بإنزالٍ جوِّيٍّ من مَروحيَّاتٍ أمريكيَّةٍ في إدلِب بسُوريا، حاصرت المنزِلَ الذي فيه أبو إبراهيمَ ومَن معه، واشتبكت معهم، ثم غادرت قواتُ الإنزالِ بعد إتمامِ المُهِمَّةِ، ثمَّ جاءت فِرَقٌ من الدِّفاعِ المَدَنيِّ السُّوريِّ وأخلت الجُثَثَ الموجودةَ فيه، والتي بلغ عددُها 13، وأكَّد التنظيمُ مَقتَلَ زَعيمِه أبي إبراهيمَ، والمتحدِّثِ الرَّسميِّ السَّابقِ له أبي حمزة، وأعلَنَ عن تعيينِ أبي الحسَنِ خلَفًا له، وأبي عُمَر المهاجر خلفًا لأبي حمزةَ.