الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2649 ). زمن البحث بالثانية ( 0.008 )

العام الهجري : 616 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1219
تفاصيل الحدث:

كان عسكر البدري يحاصر العماديَّة وبها عمادُ الدين زنكي بن مودود، فلمَّا عاد العسكرُ عنها قَوِيَت نفسُه وفارقها، وعاد إلى قلعة العقر التي له ليتسَلَّط على أعمال المَوصِل بالصحراء، فإنَّه كان قد فرغ من بلدِ الجبل، وأمدَّه مظفر الدين بطائفةٍ كثيرة من العسكَر. ولَمَّا اتَّصل الخبَرُ ببدر الدين لؤلؤ أتابك صاحِبِ الموصل سيَّرَ طائفةً من عسكره إلى أطراف الموصِل يحمونَها، فأقاموا على أربعة فراسخ من الموصل، ثمَّ إنهم اتَّفقوا بينهم على المسير إلى زنكي، وهو عند العقر في عسكره، ومحاربته، ففعلوا ذلك، ولم يأخذوا أمرَ بدر الدين بل أعلموه بمسيرِهم جريدة ليس معهم إلَّا سلاحهم، ودواب يقاتلون عليها، فساروا ليلتَهم، وصبَّحوا زنكي بكرة الأحد لأربع بقين من المحرم من سنة 616، فالتقوا واقتتلوا تحت العقر، وعظُم الخطب بينهم، فانتصر العسكرُ البدري، وانهزم عماد الدين وعسكرُه، وسار إلى إربل منهزمًا، وعاد العسكرُ البدري إلى منزلته التي كان بها، وحضرت الرسلُ من الخليفة الناصر لدين الله ومِن المَلِك الأشرف في تجديد الصلح، فاصطلحوا، وتحالفوا بحضور الرسُل.

العام الهجري : 647 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1249
تفاصيل الحدث:

هو الملِكُ صاحِبُ تونس أبو زكريا يحيى بن الأميرِ عبد الواحد بن الشيخ أبي حفص عمَرَ الهنتاني، الموحِّدي كان أبوه متوليًا لمدائن إفريقيَّة لآلِ عبد المؤمن، فمات ووَلِيَ بعده ابنُه الأمير أبو محمد عبد الله الحفصي، فوَلِيَ مُدَّة، ثم وثب عليه أخوه أبو زكريا يحيى بدعم من الموحِّدين، واستولى على إفريقيَّةَ، واستبد أبو زكريا بأمر إفريقية ودعا لنفسه، وامتدت دولته بضعًا وعشرين سنة، واشتغل عنه بنو عبد المؤمِنِ بأنفسهم، الذين ضَعُف أمرُ مَلِكِهم في الأندلس والمغرب، وامتَدَّت مملكةُ أبي زكريا الحفصي إلى تلمسان وسجلمامة وسبتة، وبايعه أهلُ إشبيلية وشاطبة والمرية ومالقة وغرناطة، وخلف مالًا جمًّا، فبويع بعده ابنُه محمد المستنصر، وأبو زكريا هذا هو أوَّلُ من ملك تونس من الملوك الحفصيِّينَ، وأما من كان قبله منهم فإنما كانوا عُمَّالًا لبني عبد المؤمن. مات أبو زكريا يحيى بمدينة بونة من إفريقية، في آخر جمادى الآخرة، عن تسعٍ وأربعين سنة.

العام الهجري : 716 العام الميلادي : 1316
تفاصيل الحدث:

رأى السلطانُ الناصر بن قلاوون أن يُقَدم برشنبو النوبي، وهو ابنُ أخت داود ملك النوبة، فجَهَّز صحبته الأميرَ عِزَّ الدين أيبك على عسكر، فلما بلغ ذلك كرنبس ملك النوبة بعَث ابن أختِه كنز الدولة بن شجاع الدين نصر بن فخر الدين مالك بن الكنز يسألُ السلطانَ في أمره، فاعتقل كنز الدولة، ووصل العسكَرُ إلى دنقلة، وقد فَرَّ كرنبس وأخوه أبرام، فقُبِضَ عليهما وحُملا إلى القاهرة، فاعتُقِلا، ومَلَك عبد الله برشنبو دنقلةَ، ورجع العسكَرُ في جمادى الأولى سنة سبع عشرة، وأفرج عن كنز الدولة، فسار إلى دنقلة وجمع النَّاسَ وحارب برشنبو، فخذله جماعتُه حتى قُتِلَ، وملك كنزُ الدولة، فلما بلغ السلطانَ ذلك أطلق أبرام وبعَثَه إلى النوبة، ووَعَدَه إنَّ بعث إليه بكنز الدولة مقيَّدًا أفرج عن أخيه كرنبس، فلما وصل أبرام خرج إليه كنز الدولة طائعًا، فقبض عليه ليرسِلَه، فمات أبرام بعد ثلاثة أيام من قَبضِه، فاجتمع أهلُ النوبة على كنزِ الدولة ومَلَّكوه البلادَ.

العام الهجري : 770 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1369
تفاصيل الحدث:

في هذه السَّنةِ قُتِلَ الأميرُ قشتمر المنصوري نائب حلب، وخبَرُه أنَّه لَمَّا وَلَيَ نيابة حلب في جمادى الآخرة من هذه السنة وتوجَّه إلى حلب، فلم يُقِمْ بها إلا يسيرًا، ثم إن بني كلاب كَثُر فسادُهم وقَطْعُهم الطريقَ فيما بين حماة وحلب، وأخذوا بعضَ الحُجَّاج، فخرج إليهم الأمير قشتمر نائِبُ حلب بالعسكر، حتى أتوا تلَّ السلطان بظاهر حلب، فإذا عدَّةٌ من مضارب عرب آل فضل، فاستاق العسكَرُ جمالَهم ومواشيَهم ومالوا على بيوت العَرَبِ فنهبوها، فثارت العَرَبُ بهم وقاتلوهم، واستنجدوا مَن قَرُب منهم من بنى مهنا، وأتاهم الأميرُ حيار وولده نعير بجمع كبيرٍ، فكانت معركة شنيعة، قُتِلَ فيها الأمير قشتمر النائب وولَدُه وعِدَّة من عسكره، وانهزم باقيهم، فركب العرَبُ أقفِيَتَهم، فلم ينجُ منهم عريانًا إلا من شاء الله، وكان ذلك يومَ الجمعة خامس عشر ذي الحجة، ولما بلغ الملك الأشرف ذلك عَظُمَ عليه، وأرسل تقليدًا للأمير اشقتمر المارديني بنيابة حلب على يد الأمير قطلوبغا الشعباني، وعزل حيارًا عن إمرة العَرَب وولاها لزامِل.

العام الهجري : 780 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1379
تفاصيل الحدث:

في يوم الأربعاء الثامِنَ مِن رمضان كانت واقعةُ كنيسة ناحية بو النمرس من الجيزة؛ وذلك أنَّ رجلًا من فُقَراء الزيلع بات بناحية بو النمرس، فسَمِعَ لنواقيس كنيسَتِها صوتًا عاليًا، وقيل له إنَّهم يضربون بنواقيسهم عند خُطبةِ الإمام للجمعة، بحيث لا تكادُ تُسمَعُ خُطبة الخطيب، فوقف للسُّلطان الملك الأشرف شعبان، فلم يَنَل غَرَضًا، فتوجه إلى الحجاز وعاد بعد مدة طويلة، وبيده أوراق تتضَمَّنُ أنه تشفع برسول الله وهو نائم عند قبره المقَدَّس في هدم كنيسة بو النمرس، ووقف بها إلى الأميرِ الكبير برقوق الأتابك، فرسم للمُحتَسِب جمال الدين محمود العجمي أن يتوجَّه إلى كنيسة بو النمرس، وينظُرَ في أمرها، فسار إليها وكشف عن أمرها، فبَلَغه من أهل الناحية ما اقتضى عنده غَلْقَها، فأغلقها وعاد إلى الأمير الكبير وعَرَّفه ما قيل عن نصارى الكنيسة، فطلب متَّى بِطريقَ النصارى اليعاقبة وأهانه، فسعى النصارى في فَتحِ الكنيسة، وبذلوا مالًا كبيرًا، فعَرَّف المحتَسِبُ الأميرَ الكبير بذلك، فرسَمَ بهَدمِها بتحسين المحتَسِب له ذلك، فسار إليها وهَدَمها، وعمِلَها مَسجدًا.

العام الهجري : 1189 العام الميلادي : 1775
تفاصيل الحدث:

أقبل أهلُ نجران وجميعُ قبائل يام ومعهم أهلُ الوادي وغيرُهم بقيادة رئيس نجران المكرمي, وكان حويل الودعاني مع زيد بن زامل قد بذلوا له الأموال سنة 1187 ليغزو نجدًا؛ وذلك لما عهدوا منه قُوَّته حين هزم جيش الدرعية في الحاير سنة 1178 فسار معه أهل الخرج ومن حولهم، واجتمع مع المكرمي جموعٌ تضيقُ بها القِفارُ ولا تسقيهم الآبارُ والأنهار, وأرسل إليه بطين بن عريعر من النقدِ ما يزيد على ستة آلاف مشخصٍ، وأحمالًا من الطعام، فأقبل بجنوده ونزل الحاير المعروفَ بحاير سبيع، وتلاحقت باقي جنوده عليه، وحصل قتالٌ مع أهل الحاير أيامًا، ثم هجم على ضرما، وكان الإمام عبد العزيز أرسل مددًا إلى الرياض لحمايتِه، وأرسل ابنُه سعود بمددٍ لدعم أهل ضرما، فلما قصد النجراني ضرما ودخل بعض نخيلها حاربه أهلُها حربًا شديدةً وقتلوا من رجاله عددًا كثيرًا حتى خذله الله وارتحل هو ومن معه من الحلفاءِ راجعين إلى أوطانهم، وتفَرَّقوا ولم تقم لهم قائمةٌ، وندموا على ما بذلوا من الأموالِ العظيمةِ!

العام الهجري : 1202 العام الميلادي : 1787
تفاصيل الحدث:

بعد أن بايع ربيع بن زيد وأخوه بدن الشيخَ محمدًا والإمام عبد العزيز عام 1199, وعادا إلى الوادي بدأا بالدعوة للتوحيد ونبْذِ مظاهر الشرك والبدع، فنفر منهما أهلُ الوادي ودخلا معهم في حربٍ طويلة استعان فيها أهل الوادي بصاحبِ نجران المكرمي ليقضوا على ربيع بن زيد وأتباعه ودعوته، لكِنْ دون جدوى, وقد حصل ربيعٌ على مالٍ وسلاح من الإمام عبد العزيز في حربِه لِقَومِه حتى تمكَّن من أهل الوادي، فأرسلوا إلى ربيع يطلبونَ منه أن يبايعوه على الدِّينِ والسَّمع والطاعة، ثم وفد بهم إلى الشيخِ  محمد والإمام عبد العزيز ليبايعوهما على السمع والطاعة والالتزام بشرائع الدين, فأكرمهم الأميرُ غايةَ الإكرام وطلبوا معلِّمًا لهم يعلِّمُهم التوحيدَ، فأرسل معهم الشيخُ عبدَ الله بن فاضل, بعد ستة أشهُرٍ نقض الرجبان والوداعون العهد فأرسل عبد العزيز لهم سليمان بن عفيصان فدهمهم في بلادِهم، فطلبوا الأمانَ والقدوم على عبد العزيز، فقَدِموا عليه في الدرعية، فبايعوه وشرط عليهم ألفي ريال نكالًا وألفَ بندقٍ فسلَّموها له.

العام الهجري : 1287 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1871
تفاصيل الحدث:

في الجزائر انطلق محمد المقراني مجاهدًا في سبيل الله ثائرًا على المغتصبين الفرنسيين الصليبيين، مدافعًا عن حقوق العباد، فزحف على بلدة البرج في تاريخ 28 ذي الحجة 1287هـ / 16 آذار 1871م وفي الوقت نفسِه أمر أخاه بو مرزاق بالتحرُّك في منطقة سور الغزلان، وابنَ عمِّه وصهرَه السعيد بن داود بالتحرُّك في منطقة الحضنة وبلاد أولاد نائل، وابنَ عمه الثاني بوزيد بن عبد الرحمن بالزحف إلى البرج مع خمسة عشر ألف مقاتل لدعم الثورة، غير أنه فَشِل في دخول بلدة البرج بعد حصار دام عدة أيام، ثم انتشرت ثورةُ المقراني عبر العديدِ مِن مناطق الشرق الجزائري. إلى أن اغتاله الفرنسيون سنة 1288ه ومع أنَّ ثورته لم تدُمْ كثيرًا لكنها تعتبَرُ من أكبر حركات المقاومة الجزائرية ضِدَّ الفرنسيين؛ إذ تولى قيادتَها بعد مقتل المقراني أخوه أبو مزراق، واشترك فيها أكثر من مائتي ألف مجاهد، وخاضوا أكثر من ثلاثمائة وأربعين معركة، وعمل ضدهم ما يزيد على ثمانمائة ألف مقاتلٍ فرنسي.

العام الهجري : 1345 العام الميلادي : 1926
تفاصيل الحدث:

كان السيد محمد بن علي بن أحمد الإدريسي قد أوصى المَلِكَ عبد العزيز بأولاده من بعده، فلما دَبَّ الخلاف بينهم بعد وفاته أرسل الملك عبد العزيز الأميرَ عبد العزيز بن مساعد بن جلوي فأنهى الصراع الذي نشب بينهم، وعَيَّن حسن الإدريسي بدلًا من أخيه علي، وعندما غزت قواتُ إمام اليمن يحيى حميد الدين تهامةَ عسير بقيادة عبد الله الوزير واحتَلَّ موانئ تهامة ومدنها، عين الإمامُ ولاتَه عليها، ثم واصل جيشُ الإمام يحيى تقدُّمَه صَوبَ عسير، وحاصر مدينتي صبيا وجازان، فعرض عليه حسن الإدريسي صُلحًا يقضي بكفِّ قواته عن محاولة الاستيلاء على مدينتي صبيا وجازان، مقابِلَ اعتراف الأدارسة بولائهم للإمام، على أن يمنح الإمامُ الأدارسة نفوذًا محليًّا على تهامة، ولكِنَّ الإمام يحيى رفض العرض، وأصر على مواصلة محاولة الاستيلاء على منطقة عسير؛ مما حمل حسن الإدريسي على توقيع معاهدة حماية مع الملك عبد العزيز، عُرِفَت بمعاهدة مكة التي أصبحت بموجِبِها تهامة عسير تحت الإشراف السعودي أو الحماية السعودية.

العام الهجري : 1380 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1960
تفاصيل الحدث:

تنازلت بريطانيا إثرَ إلغاء الخلافة سنة 1342هـ عن منطقة جوبا السفلي أقصى جنوبي الصومال، لإيطاليا، وكانت مِن قَبلُ تتبع كينيا، وأعطت كينيا مقابِلَ ذلك الأراضي الصومالية الواقعة شرق بحيرة رودولف، ثم بعد الحرب العالمية الثانية كَثُرَ الجدل في الأمم المتحدة حولَ الوصاية على الصومال، ثم فازت إيطاليا بالوصاية على القسم الجنوبي من الصومال، وحُدِّدت بعشر سنوات تنتهي في جمادى الآخرة 1379هـ / ديسمبر 1959م، وأما القسم الشمالي فللإنجليز الذين رغبوا بضَمِّ الصومال الإيطالي لتتِمَّ السيطرة على القرن الإفريقي كاملًا، ولما انتهت مدة الوصاية طالب الشعبُ الصومالي بالاستقلالِ، وجرت الانتخاباتُ، وشاركت الأحزابُ الداعية إلى وحدة الصومال واستقلاله، واجتمع ممثِّلون عن المنطقتين في شوال 1379هـ / نيسان 1960م، واتفقوا على دَمْج جزأي الصومال في جمهورية مستقلة، ومَنْح الصومالِ الإنجليزي الاستقلالَ في مطلع عام 1380هـ / 26 حزيران، وأعلن عن قيام جمهورية الصومال المستقلة، وانتُخِب آدم عبد الله عثمان أوَّلَ رئيس للجمهورية الجديدة، وأصبح اسم الدولة جمهورية صوماليا.

العام الهجري : 1381 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1961
تفاصيل الحدث:

لما توفي الإمام أحمد خلفه في الإمامة ابنه البدر، ولم تلبث أن قامت الثورة عليه بإمرة العقيد الناصري عبد الله السلال، وذلك في 27 ربيع الثاني / 26 سبتمبر، وهرب البدر من البلاد، وأخذ يستعد للعودة. أيدت السعودية الملكية اليمنية وأيَّدت مصر الثورة ووصلت طلائع القوات المصرية إلى اليمن في 7 جمادى الأولى 1383هـ، وفي اليوم التالي من وصولها قطعت مصر علاقتَها بالسعودية، ثم وصل أنور السادات حيث عَقَد مع اليمن معاهدةَ الدفاع المشترك. كانت الحربُ غير متكافئة بين الثوار مدعومين بالجيش المصري، واليمنيين المدعومين من الحكومة السعودية، والذين كانوا يخوضون حرب عصابات ضِدَّ الجيش المصري، فكبَّدوهم خسائر فادحة في الأموال والأرواح، وأوقعوا المصريين في ورطة لم يستطيعوا التخلُّص منها، ولم يخرج الجنود المصريون من اليمن إلا بعد 4 سنوات بعد عام 1387هـ، وبعد نكسة حزيران 1967م، واستمرَّت الحرب بعد خروج المصريين من اليمن إلى 1389هـ، وكان الخروجُ نتيجة الاتفاق الذي تم بين الملك فيصل بن عبدالعزيز والرئيس جمال عبد الناصر، وذلك في مؤتمر الخرطوم بالسودان.

العام الهجري : 112 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 730
تفاصيل الحدث:

غَزَا الجَرَّاح بن عبدِ الله الحَكَمي بِلادَ الخَزَر شمال القوقاز، وهم إيرانيون، فاجْتَمَع الخَزَرُ والتُّرْك مِن ناحِيَة اللَّان، فلَقِيَهم الجَرَّاح فيمَن معه مِن أَهلِ الشَّام وأذربيجان، فاقْتَتَلوا أَشَدَّ قِتالٍ رَآهُ النَّاسُ، فصَبَر الفَريقان، وتَكاثَرَت الخَزَرُ والتُّرْكُ على المسلمين فاسْتُشْهِد هو ومَن معه مِن الجُنْدِ بأردبيل، ولمَّا قُتِلَ الجَرَّاح طَمِعَ الخَزَرُ وأَوْغَلوا في البِلادِ حتَّى قاربوا المَوْصِل، وعَظُمَ الخَطْبُ على المسلمين. فلمَّا بَلَغ ذلك هِشامَ بن عبدِ الملك بَعَث سَعيدَ بن عَمرٍو الحَرَشِي بجَيْشٍ وأَمَرَهُ بالإسراعِ إليهم، فلَحِقَ التُّرْكَ وَهُم يَسيرون بأَسارَى المسلمين نحو مَلِكِهم خاقان، فاسْتَنْقَذ منهم الأَسارَى ومَن كان معهم مِن نِساء المسلمين، ومِن أَهلِ الذِّمَّةِ أيضًا، وقَتَل مِن التُّرْك مَقْتَلَةً عَظيمَةً جِدًّا، وأَسَر منهم خَلْقًا كثيرًا فقَتَلهم صَبْرًا، ولم يَكْتَفِ الخَليفَة بذلك حتَّى أَرسَل أخاه مَسلمَةَ بن عبدِ الملك في أَثَر التُّرْك، فسار إليهم في بَرْدٍ شَديدٍ وشِتاءٍ عَظيمٍ، فوَصَل إلى بابِ الأَبوابِ،وسار بمن معه في طَلَبِ الأَتراك ومَلِكِهم خاقان.

العام الهجري : 195 العام الميلادي : 810
تفاصيل الحدث:

عقَد الأمينُ لعليِّ بنِ عيسى بن ماهان بالإمرةِ على الجبل وهمذان وأصبهان وقُم، وأمره بحربِ المأمونِ، وجَهَّزَه بجيشٍ كبير، فلمَّا وصل الجيشُ إلى الريِّ تلقَّاه طاهِرُ بن الحسين قائِدُ المأمون، فاقتتَلَ الطرفانِ، فقُتِلَ عليُّ بنُ عيسى بن ماهان، وانهزم جيشُه، ولَمَّا وصل الخبرُ إلى الأمين جهَّز جيشًا آخر بإمرةِ عبدالرحمن بن جَبَلة الأنباريِّ، ولكنَّه هُزِمَ هو أيضًا، فهرب بجيشِه إلى همذان، وطلب الأمانَ من طاهرِ بنِ الحُسين، فأمَّنَهم ولكنَّهم غدروا به وبجيشِه، وقتلوا منهم الكثيرَ، فنهض إليهم طاهِرٌ وقاتَلَهم، فقُتِلَ عبدالرحمن بن جَبَلة، وفَرَّ من نجا من القتلِ، ثم عاد الأمينُ فوَجَّه أحمد بن يزيد وعبدَ اللهِ بن حُميد بن قحطبة في أربعين ألفًا إلى حلوان لقِتالِ طاهِرِ بن الحُسين، وكان هذا في العامِ التَّالي، فلما وصَلوا إلى قريبٍ مِن حلوان خندق طاهِرٌ على جيشِه خندقًا، وجعل يعمَلُ الحيلةَ في إيقاعِ الفِتنةِ بين الأميرينِ، فاختلفا فرجعا ولم يُقاتِلاه، ودخل طاهِرٌ إلى حلوان، وجاءه كتابُ المأمون بتسليمِ ما تحت يدِه إلى هرثمة بن أعْيَن، وأن يتوجَّه هو إلى الأهواز، ففعل ذلك.

العام الهجري : 275 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 888
تفاصيل الحدث:

كان بين ابن أبي الساج- أحد كبارِ قادةِ الأتراك في عهد المعتَمِد- وخِمارَوَيه بن طولون اتِّفاقٌ، وكان ابنُ أبي الساج يطيع خِمارَوَيه ويسمَعُ له، إلَّا أنَّ ابنَ أبي الساج خالف على خمارَوَيه، فلما سمع خمارويه الخبَرَ، سار عن مصر في عساكِرِه نحو الشام، فقَدِمَ إليه آخِرَ سنة أربع وسبعين، فسار ابنُ أبي الساج إليه، فالتَقَوا عند ثنية العقاب بقُرب دمشق، وكان القتالُ بينهما فانهزمت ميمنةُ خمارَوَيه وأحاط باقي عسكرِه بابن أبي الساج ِومن معه، فمضى منهزمًا واستبيح مُعسكَرُه، وأُخِذَت الأثقال والدوابُّ وجميعُ ما فيه، وكان قد خلَّفَ بحمص شيئًا كثيرًا فسَيَّرَ إليه خمارويه قائدًا في طائفةٍ من العسكرِ جريدة، فسبقوا ابنَ أبي الساج إليها ومنعوه من دخولِها والاعتصام بها، واستولوا على ما لَه فيها، فمضى ابن أبي الساج منهزمًا إلى حلَب، ثم منها إلى الرقَّة، فتبعه خمارَوَيه، ففارق الرقَّة، فعبر خمارويه الفراتَ، وسار في أثرِ ابنِ أبي الساج، فوصل خمارويه إلى مدينةِ بلد، وكان قد سبقه ابنُ أبي الساج إلى الموصل. فلما سمع ابنُ أبي الساج بوصولِه إلى بلد سارَ عن الموصِلِ إلى الحديثة، وأقام خمارَوَيه ببلد.

العام الهجري : 524 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1130
تفاصيل الحدث:

هو حاكم مصر الفاطمي: أبو علي منصور بن المستعلي أحمد بن المستنصر معد بن الظاهر بن الحاكم، العُبيدي المصري الرافضي الظلوم. كان متظاهرًا بالمكر واللهو والجبروت. وَلِيَ وهو صغير له خمسة أعوام, فلما كبر قتَلَ الأفضل أمير الجيوش، واصطفى أموالَه وكانت تفوت الإحصاءَ، ويُضرَب بها المثل، فاستوزر بعده المأمون محمد بن مختار البطائحي، فعسف الرعية وتمرد، فاستأصله الآمر بعد أربع سنين، ثم صلبه، وقتل معه خمسة من إخوته. وفي دولة الآمر أخذت الفرنج طرابلس الشام، وصيدا، والقدس، وعكا، والحصون. ثم قصد الملك بردويل الفرنجي ديار مصر، وأخذ الفرما وهي قريبة من العريش، فأحرق جامِعَها ومساجِدَها. وفي أيامه ظهر ابن تومرت بالمغرب، خرج الآمر إلى متنزَّه له، فلما عاد وثب عليه الباطنية -النزارية وهم من الإسماعيلية الذين يعتقدون أن الإمامة كانت يجب أن تكون لنزار بن الحاكم الفاطمي- فقتلوه؛ لأنه كان سيئ السيرة في رعيته، وكانت ولايته تسعًا وعشرين سنة وخمسة أشهر. عاش خمسًا وثلاثين سنة, وكان العاشر من الحكام الفاطميين العبيديين الباطنية، هلك من غير عقب، فبايعوا ابن عم له، وهو الحافظ لدين الله.