الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3066 ). زمن البحث بالثانية ( 0.01 )

العام الهجري : 1313 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1896
تفاصيل الحدث:

هو مَلِكُ فارس ناصر الدين شاه بن محمد ميرزا القاجار، الحاكِمُ الرابع في أسرة القاجار الشيعية في فارس. وُلِدَ في 6 صفر 1247 هـ/ 17 يوليو 1831 في قرية كُهنَمار بالقرب من تبريز، وكان أبوه محمد ميرزا وأمُّه ملك جهان خانم المعروفة بمهد العليا. حكَمَ فارس من 1848م، ولم يكُنْ وصولُ ناصر الدين للعرش إلَّا بمساعدة القنصل البريطاني في تبريز، وفي عهدِه تمَّ قَمعُ الحركة البابية وقتل الباب. بحَثَ ناصر الدين عن المجدِ العسكري فاستولى على هيرات، ولكِنَّ القواتِ الهنديةَ البريطانيةَ أجبَرَته على الانسحابِ، وفى الشطرِ الثاني من حُكمِه ألغى الصدارةَ العظمى (رياسة الوزراء) وتولَّاها هو بنفسِه، وبدأ حركةَ إصلاحٍ وتحديثٍ، كما قام برحلاتٍ إلى أوربا سجَّلها في يوميات تبَيِّن مدى إعجابه بالحضارة الأوربية، وأدَّى ازدياد النفوذ الأجنبي -خاصة البريطاني- في فارس إلى اضطراباتٍ شعبيَّةٍ أدَّت إلى اغتيالِه في 18 ذو القعدة 1313 هـ الموافق أول مايو 1896 داخِلَ مزار الشاه عبد العظيم. قُتِلَ ناصر الدين شاه بعد أن حكَمَ نصف قرن تقريبًا، وتولى بعده مظفر الدين شاه الذي تولى الأمورَ في الثامِنِ من حزيران سنة 1896م يعني بعد شهرٍ وعدة أيام من موتِ ناصر شاه.

العام الهجري : 1313 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1896
تفاصيل الحدث:

قامت الحركةُ المهديَّةُ بالسودان وسيطَرَت على جميع أجزائِها ما عدا دارفور، واضطرَّ الإنجليز للانسحابِ من البلاد ومعهم انسحب الجيشُ المصري تحت ضغطٍ شديدٍ من إنجلترا، وذلك سنة 1302هـ، وبعد ذلك بعامٍ واحد توفِّيَ زعيم الحركة « محمد المهدي» وجاءت على البلادِ سنواتٌ عجافٌ، وأخذت إنجلترا تخطِّطُ للعودة إلى السودان، وأخذت في تشكيل جيشٍ مصري تحت قياداتٍ إنجليزيةٍ؛ من أجل تنفيذِ هذا الغرض، وتقدم هذا الجيشُ بأمرٍ مباشرٍ مِن المندوب السامي الإنجليزي دون علمِ الحكومة المصرية، فلما عَلِمَ الخديوي «عباس حلمي» بالخبر غَضِبَ بشدةٍ، ولكنه استسلم للأمرِ الواقع في النهاية. قاد الجنرال «كتشنر» وهو ضابط إنجليزي من سلاحِ المهندسين جيشًا قوامُه عشرة آلاف مقاتل في أكمَلِ سلاح وأتمِّ استعداد، وتجمَّع الجيش في وادي حلفا وتحرَّك في اتجاه أرض السودان، وذلك في ذي القعدة سنة 1313هـ. وفي يوم 26 من ذي الحجة 1313هـ وقعت معركةُ «فركة» بين الجيش المصري الكبير وجيش الحركة المهدية الملقَّب بالأنصار، فقُتِلَ ثمانمائة مقاتل من بينهم قائدُ الجيش «حمودة» وجُرِحَ خمسمائة، وأُسِرَ ستمائة، وانسحب بقيةُ الجيشِ نحو «دنقلة»، وكانت هذه المعركة فاتحةَ انهيار الحركة المهدية وبدايةَ النهايةِ لحُكمِهم السودانَ.

العام الهجري : 1315 العام الميلادي : 1897
تفاصيل الحدث:

في هذا العام زار الإمبراطورُ الألمانيُّ ويلهلم استانبولَ فلَحِقَه هرتزل وتمكَّن من مقابلتِه في القدس وطلَبَ مساعدتَه بشأن الهجرة إلى فلسطين، وبعد توسُّط السفارة الألمانية في استانبول تقَدَّم هرتزل وبصُحبتِه الحاخام اليهوديُّ موشيه ليفي مِن السلطان عبد الحميد الثاني قائلًا: مولانا صاحِبَ الشوكة جلالةَ السلطانِ، لقد وكَّلَنا عبيدُكم اليهودُ بتقديم أسمى آيات التبجيل والرجاءِ، عبيدُكم المخلِصون اليهودُ يقَبِّلون الترابَ الذي تدوسونه ويَستعطِفونكم للهجرةِ إلى فلسطين المقدَّسة، ولقاء أوامِرِكم العالية الجليلة نرجو التفضُّلَ بقَبولِ هديَّتِكم خمس ملايين ليرة ذهبية، فما كان من الخليفةِ إلَّا أن أمر بطردِهم، كما جاء في مذكرات هرتزل، بلِّغوا هرتزل ألا يبذُلَ بعد اليوم شيئًا من المحاولة في هذا الأمرِ؛ أمرِ دُخولِ فلسطين، والتوطُّن فيها؛ فإنِّي لست مستعدًّا لأن أتخلى عن شبرٍ واحدٍ من هذه البلاد لتذهَبَ إلى الغيرِ، فالبلاد ليست ملكي بل هي مِلكٌ لشعبي، روى ترابها بدمائِه، فلْتحتفِظ اليهودُ بملايينهم من الذهَبِ. وأصدر أمرًا بمنع هجرة اليهود إلى فلسطين، فاتخذوا قرارًا بخَلعِه وحاولوا استخدامَ المنظَّمات السرية الأرمنية، وفوَّضوا عمانوئيل قره صو الذي يتمتَّع بجنسية عثمانية وإيطالية، والذي أصبح نائبًا عن ولاية سلانيك بتلك المهمَّة، فكان هذا اليهودي ممن اشترك مع الوافدِ الذي دخل على الخليفة ليبلِّغَه قرارَ عَزلِه.

العام الهجري : 1330 العام الميلادي : 1911
تفاصيل الحدث:

عندما ساعد الملِكُ عبد الرحمن بن هشام العلوي الأميرَ عبد القادر الجزائريَّ في مقاومته الاحتلالَ الفرنسي للجزائر، احتجَّت فرنسا على هذه المساعدة، واحتَلَّت مدينة وجدة مقابل ذلك، ثم احتلَّ الإسبان مدينة تطوان لكنَّهم خرجوا منها بعد دفع أموال باهظة لهم، وفي أيام الحسن الأول عُقِدَت معاهدةُ مدريد عام 1298هـ وأصبح لمدينة طنجة مجلس صحي يتناوب رئاستَه قنصلا فرنسا وإسبانيا وأعلنت فرنسا عام 1300هـ الحمايةَ على المغرب، وكانت المعاهدة التي وقَّعها عبد العزيز الملك المخلوع مع الفرنسيين عام 1330هـ الذين أعادوه لمكانه، ولما تولى عبد العزيز بن الحسن الأول أخذ في تبذير الأموال ممَّا ألزمه الاقتراضَ من البنوك الأوربية وخاصة بنك فرنسا فأخذت فرنسا تتحيَّن الفرصة ومقابلها إسبانيا التي تملك أجزاءً ومدنًا على السواحل المغربية، مثل سبتة ومليلة، وهي لا تزال تحت الحكم الإسباني، واتفقت فرنسا وإسبانيا على اقتسام الصحراء المغربية، وتفاهمت فرنسا مع إيطاليا عام 1339هـ على أن تترك لفرنسا حرية العمل بالمغرب مقابل ترك الحرية لإيطاليا حرية العمل بطرابلس، وهكذا مع إنجلترا في مصر، ودخلت القوات الفرنسية لنجدة السلطان عبد الحفيظ، فاحتلت فاس في 1339هـ ثم احتلت مكناس والرباط ومراكش، وبعدها أعلنت الحماية على المغرب!

العام الهجري : 1418 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1997
تفاصيل الحدث:

قام التحالفُ الشماليُّ المعارضُ لحركة طالبان بتعيينِ بُرهان الدين ربَّاني رئيسًا لأفغانستانَ، وهو ثاني رئيس في كابولَ بعد سقوطِ الحكم الشيوعي فيها في إبريل 1992م، وكان قد خرج من كابول في 26 سبتمبر 1996م، على يد حركة طالبان، وظلَّ ينتقلُ في ولايات الشمال التابعةِ له. ويُعَدُّ ربَّاني أحدَ أبرز زعماء تحالُف المعارَضة الشمالي السياسيِّين، والمعارِض لطالبان.
ربَّاني من مواليد 1940م في مدينة فيض آباد مركز ولاية بدخشان، يَنتمي إلى قبيلةِ اليفتليين ذاتِ العِرقية الطاجيكية السُّنية، التحقَ بـمدرسة أبي حنيفة بكابول، وبعد تخرُّجه من المدرسة انضمَّ إلى جامعة "كابول" في كلية الشريعة عام 1960م، وتخرَّج فيها عامَ 1963م، وعُيِّن مدرسًا بها في عام 1966م، والتحق بجامعة الأزهر، وحصل منها على درجة الماجستير في الفلسفة الإسلامية، وعاد بها إلى جامعة كابول ليدرسَ الشريعة الإسلامية، واختارته الجمعية الإسلامية ليكونَ رئيسًا لها عام 1972م، وفي عام 1974م، حاوَلَت الشرطة الأفغانية اعتقالَه من داخل الحرم الجامعي، ولكنْ نجح في الهروب إلى الريف بمساعدة الطلبة.
لم يحظَ ربَّاني بآراء الناخِبينَ لقيادة الحركة الإسلامية في الانتخابات التي أُجْريت خارجَ أفغانستانَ عامَ 1977م، وهو ما أدَّى إلى انشقاق في الحركة الإسلامية التي انقسَمَت إلى حِزْبينِ: "الحزب الإسلامي" الذي كان يقودُه حكمتيار، و"الجمعية الإسلامية" التي كان يقودُها ربَّاني.

العام الهجري : 1432 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 2011
تفاصيل الحدث:

انطَلَقت الثورةُ اللِّيبيةُ بعد اعتقالِ محامي ضحايا سجن بوسليم "فتحي تربل" في مدينة بنغازي؛ فخَرَج أهالي الضَّحايا ومُناصِروهم لتَخليصِه؛ وتَلَتْها مُظاهَراتٌ للمُطالبةِ بإسقاطِ النِّظام بمدينةِ البيضاء، فأطلَق رجالُ الأمنِ الرَّصاصَ، وقَتَلوا بعضَ المتظاهِرين، كما خرَجَت مدينةُ الزنتان والرجبان في اليوم نفسِه، وقام المُتظاهِرون في الزنتان بحرقِ مقرِّ اللِّجان الثَّورِيَّة، ومركز الشُّرطة المحليِّ، ومبنَى المَصرِف العقاريِّ بالمدينة، وجاء يومُ الخميسِ (17 فبراير) من هذا العامِ على شكلِ انتفاضةٍ شَعبيَّةٍ شَمِلت بعضَ المدن الليبيَّةِ في المِنطَقة الشرقيةِ، فكَبُرت الاحتجاجاتُ بعد سُقوطِ أكثر من (400) ما بين قتيلٍ وجريحٍ برَصاصِ قوَّات الأمن. كانت الثورةُ في البِدايةِ عبارةً عن مُظاهَراتٍ واحتِجاجاتٍ سلميةٍ، لكن مع تطوُّر الأحداثِ وقيام الكتائِبِ التابِعة لمُعَمَّر القذافي باستخدامِ الأسلحةِ النارية الثقيلةِ والقصفِ الجويِّ لقَمعِ المُتظاهِرين العُزَّل، تحوَّلَت إلى ثورةٍ مُسلَّحةٍ تسعى للإطاحةِ بمُعَمَّرٍ القذافي الذي قرَّر القتالَ حتى اللحظةِ الأخيرةِ. وبعد أن أتمَّ المُعارِضون سيطرَتَهم على الشرقِ الليبيِّ أعلنوا فيه قيامَ الجمهوريةِ اللِّيبية بقيادةِ المجلسِ الوطنيِّ الانتقاليِّ، وفي يومَي (21 و22 أغسطس) دَخَل الثُّوار إلى العاصِمَةَ طرابُلْس وسيطروا عليها، كما تمَكَّنوا من السَّيطرةِ على آخِرِ معاقِلِ القذافيِّ؛ حيث قُتل أخيرًا في مدينة سرت في يوم (20) أكتوبر، بعد حُكمٍ دام أكثرَ من أربعين عامًا.

العام الهجري : 1436 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 2014
تفاصيل الحدث:

تُوفِّي صباح الأحد المؤرِّخُ السُّوريُّ محمود شاكر في منزلِه بالعاصِمَة السُّعودية الرِّياض، وقد أَثرى رحمه الله المكتبةَ الإسلاميَّةَ بعشراتِ الكتبِ، كان أَبرزُها موسوعةَ "التَّاريخ الإسلامي"، كما عُرِف باهتِمامه البالِغِ بأحوالِ الأقلِّيَّات المسلِمةِ حولَ العالَمِ. وُلِد أبو أسامةَ محمودُ بنُ شاكرٍ في حَرَسْتا شمالَ شرقيِّ دِمَشق في شهر رمضان عامَ (1351هـ-1932م)، دَرَس الابتدائيةَ والإعداديةَ والثانويَّةَ وتخرَّج فيها عامَ (1371هـ-1952م)، وتلقَّى العلومَ الشرعيَّةَ على أيدي بعضِ أهلِ العِلْم في مساجدِ بلدتِه، ثم التَحَق بجامعةِ دِمَشق ليَدرُس عِلْمَ الجغرافيا، ثم تخرَّج فيها عامَ (1956-1957م). الْتَحَق بعد ذلك بالخِدْمةِ العسكريَّة الإلزاميَّة، وتخرَّج ضابطًا برُتْبة مُلازِم، ثم أُرسِلَ إلى الجَبهة كضابِطِ مَدفعيَّةٍ على الحدودِ مع فِلَسطين في القِطاعِ الشماليِّ وذلك عامَ (1960م)، عاد بعدها إلى التَّدريسِ؛ حيث درَّس في مناطِقَ عديدةٍ في سوريَة. عمِل مُدرِّسًا في مدارسِ وِزارة التَّربية السورية حتى عام (1977م). وانْتَقل رحِمه الله إلى المملكة العربية السُّعودية عامَ (1392هـ)، وتَعاقَد مع إدارةِ الكُلِّيات والمعاهِدِ العلميَّة، التي غَدَتْ بعد ذلك جامعةَ الإمامِ محمدِ بنِ سعودٍ الإسلاميَّة، وعَمِل أستاذًا للجُغرافيا والتاريخِ الإسلاميِّ في كُلِّيَّة العلومِ الاجتماعِيَّة بالرياض والقصيم. له أكثرُ من مائتَي مُصنَّفٍ في التاريخِ والفِكْر الإسلاميِّ والجغرافيا.

العام الهجري : 1182 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1769
تفاصيل الحدث:





هو العلامةُ المجتهد السيد الحسني صاحب التصانيف: الأمير محمد بن إسماعيل الكحلاني، ثم الصنعاني. ولِدَ ليلة الجمعة نصف جمادى الآخرة سنة 1099هـ بكحلان ثم انتقل مع أسرته إلى صنعاء سنة 1107هـ وأخذ عن علمائها، ووالده كان من الفضلاء الزاهدين في الدنيا الراغبين في العمل، وله شعر جيد، مات في ثالث شهر ذي الحجة سنة 1142هـ. رحل الصنعاني إلى مكة وقرأ الحديث على أكابر علمائها وعلماء المدينة، وبرع في جميع العلوم، وفاق الأقران، وتفرد برئاسة العلم في صنعاء، وأظهر الاجتهاد وعَمِل بالأدلة، ونفر عن التقليد وزيَّف ما لا دليلَ عليه من الآراء الفقهية، وجرت له مع أهل عصره خطوبٌ ومِحَنٌ، منها في أيام المتوكل على الله القاسم بن الحسين، ثم في أيام ولده الإمام المنصور بالله الحسين بن القاسم، ثم في أيام ولده الإمام المهدى العباس بن الحسين، وتجمع العوامُّ لقتلِه مرة بعد أخرى، وحفظه الله من كيدهم ومكرهم، وكفاه شرهَّم، وولاه الإمامُ المنصور بالله الخطابةَ بجامع صنعاء، فاستمر كذلك إلى أيام ولده الإمام المهدي، واتفق في بعض الجمع أنَّه لم يذكر الأئمة الذين جرت العادة بذكرِهم في الخطبة الأخرى، فثار عليه جماعةٌ من آل الإمام الذين لا أنسةَ لهم بالعلم، وعضَّدهم جماعة من العوام وتواعدوا فيما بينهم على قتلِه في المنبر يوم الجمعة المقبلة، ولم يفلحوا، واستمر ناشرًا للعلم تدريسًا وإفتاءً وتصنيفًا، وما زال في محَنٍ من أهل عصره، ووقعت له فِتَن كبار وقاه الله شَرَّها, وكان الصنعاني قد بدأ بعقد حلقات العلم ولَمَّا يُتِمَّ الرابعة والعشرين من عمره, فقد كان بارعًا في الفقه والأصول، ومؤلفاته تنمُّ عن سعة علمه وجودة ذهنه، واستحضاره للأدلة ومناقشتها، واستخراج الأحكام الفقهية، وكان يدعو إلى تجديد الدين والعودة إلى أصوله وحقيقته كدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب؛ ولذلك لَمَّا بلغته دعوةُ الشيخ المجدد أيَّدَها وأرسل للشيخ قصيدةً يثني فيها عليه وعلى دعوته، ومما قاله فيها: سلامي على نجدٍ ومن حلَّ في نجـدِ وإن كان تسليمي على البعدِ لا يُجدي وقد صدرت من سفحِ صنعا سقى الحيا رباهـا وحـياهـا بقهقهة الرعـدِ سرت من أسير ينشد الريح أن سرت ألا يا صبا نجـدٍ متى هِجتَ من نجـدِ قفي واسألي عن عالمٍ حَـَّل سوحها به يهتدي من ضَلَّ عن منهج الرشدِ محمَّـد  الهـادي  لسنة أحمـد فيا حبذا الهادي ويا حبذا المهدي لقد أنكرَت كلُّ  الطوائف  قولَهبلا صدَرٍ في الحقِّ منهم ولا وردِ وللإمام الصنعاني مؤلفات كثيرة، منها: التحبير لإيضاح معاني التيسير، وهو شرح كتاب تيسير الوصول لابن الديبع, والتنوير شرح الجامع الصغير، وتوضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار, وثمرات النظر في علم الأثر, والعدة على شرح العمدة، وهو مليء بالفوائد الفقهية والأصولية، وتطهير الاعتقاد من أدران الإلحاد, وحاشية على البحر الزخار في الفقه الزيدي, وسبل السلام اختصره من البدر التمام للمغربي, ومنحة الغفار جعلها حاشية على ضوء النهار للجلال, وشرح التنقيح في علوم الحديث للسيد الإمام محمد بن إبراهيم الوزير، وسماه التوضيح, ومنظومة الكافل لابن مهران في الأصول وشرحها شرحًا مفيدًا, وله مصنفات غير هذه، وقد أفرد كثيرًا من المسائل بالتصنيف بما يكون جميعه في مجلدات، وله شعر فصيح منسجم، جمعه ولده العلامة عبد الله بن محمد في مجلد، وغالبه في المباحث العلمية والتوجع من أبناء عصره والردود عليهم، وبالجملة فهو من الأئمة المجدِّدين لمعالم الدين. أما وفاته فقد أصيب بالحمى والإسهال الشديد حتى توفي في الثالث من شعبان من هذا العام, وقد بلغ من العمر ثمانين سنة. ونظم بعضُهم تاريخه، ورثاه شعراءُ العصر وتأسَّفوا عليه.





 

العام الهجري : 1343 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1925
تفاصيل الحدث:

في عام 1924 ألَّف الدكتور عبد الرحمن الشهبندر بدمشق حزبًا سياسيًّا سمَّاه حزب الشعب، وتولى رئاسته، وأطلق على نفسِه لقب الزعيم، وأخذ يعمَلُ في تنظيم العمل السياسي ويدعو إلى الوَحدة العربية، ويطالِبُ بإلغاء الانتداب، وإقامة جمهورية سورية في نطاق الاتحاد مع جميع البلدان العربية المستقِلَّة؛ ولتحقيق ذلك بدأ الدكتور عبد الرحمن الشهبندر الاتصالَ بزعماء ووجهاء المدن السورية يحثُّهم على الثورة ضِدَّ الاستعمار الفرنسي ويشحَذُ هِمَمهم ويعزِّز شعورهم الوطني، ويطلب منهم بدء الكفاح المسلَّح لنيل الاستقلال، وتحقيق الحلم الوطني العربي بإقامة الجمهورية السورية العربية، وقد جاءت الثورةُ السورية الكبرى كرَدِّ فعلٍ على السياسات الدكتاتورية العسكرية التي اتبعَتْها السلطات الفرنسية الاستعمارية، والمتمثِّلة في تمزيق سوريا إلى عدَّة دويلات، وإلغاء الحريات، وملاحقة الوطنيين، وإثارة النزعات الطائفية، ومحاربة الثقافة والطابع العربي للبلاد، ومحاولة إحلال الثقافة الفرنسية، بالإضافة إلى رفضِ سُلُطات الانتداب عَقْدَ اتفاق مع القوى الوطنية السورية لوضع برنامج زمني لاستقلال سوريا، انطلقت ثورة سوريا الكبرى في 29 ذي الحجة الموافق 21 تموز / يوليو، وانضَمَّ تحت لوائها عددٌ من المجاهدين من مختَلِف مناطق سوريا ولبنان والأردن، ومنهم دروز الجبل، وقد شَهِدت سوريا خمسًا وثلاثين ثورة قبل الثورة الكبرى، وقُتِلَ في تلك الثورات ما يقرُبُ من خمسة آلاف جندي فرنسي، وكان الدروز غائبين تمامًا عن كل تلك الثورات 35 ثورة، وبعد وفاة سليم الأطرش حاكِمِ جبل الدروز وتعيين حاكم فرنسي بدلًا عنه ناقضين اتفاقَهم مع زعماء الجبل الذين نفاهم الجنرال سراي بعد ذلك، فتمرد الدروز ووقعت معركةُ المزرعة؛ مما اضطر سراي أن يدخُلَ في مفاوضات مع الدروز لوقف القتال وإطلاق سراح الزعماء، ثم اتصل أعضاءُ حزب الشعب بزعماء الدروز في الجبل وقرَّروا التعاونَ للدفاع عن استقلال البلاد، وحثَّ الدكتور عبد الرحمن الشهبندر زعيمَ الدروز الجديدَ سلطانَ الأطرش على التقدُّم نحو دمشق ضِدَّ السلطات الفرنسية، فاشتعلت المعارِكُ حول دمشق وغوطتها والجبل وقراه، فأرسلت فرنسا الجنرالَ جاملان وعيَّنوه قائدًا عامًّا لجيش الشرق، فزحف نحو الجبل ولم يستطِع احتلال عاصمة الجبل السوداء، ثم نشبت ثورة حماة في تشرين الأول 1925م وانتشرت إلى دمشق وعمَّت أنحاء سوريا، وقُصفت قوات فرنسا في دمشق بعد أن اتَّسع نطاق حرب العصابات، فأطلق الفرنسيون نيرانَ مدافِعِهم وقنابل طائراتِهم على دمشق وأسواقها وأحيائها أيامًا وشهورًا خلال الثورة، واشتركت في هذه الثورة جميعُ الطوائف بما فيهم البدوُ، إلَّا أنَّ بعضَ الطوائف لم تشترك بالثورة، مثل النصيريين وسكان سنجق إسكندرون، وأغلبهم نصيرية، وكانت القواتُ الفرنسية تستعين في إخماد الثورات على الأقليات الذين جنَّدَتْهم للثورة، كالأرمن وبعض الشراكسة وبعض البدو الذين كان لهم ثأرٌ مع الدروز، ولكِنْ في أواخر أيام الثورة انضمَّ الدروز إلى السلطات الفرنسية تحت لواء قيادتهم عبد الغفار الأطرش ومتعب الأطرش، وتطوعوا في الجيش الفرنسي وأجهزة الأمن الفرنسية، وقد كانوا قبل ذلك في اللجنة العليا للثورة السورية التي أعلن المجاهِدونَ حَلَّها بعد هذه الخيانة، وأمَّا عموم النصارى فكان غالِبُهم وقف موقف المتفَرِّج، غير الذين كانوا يعملون في أجهزة الأمنِ الفرنسي، وكان النصارى في دمشق يضعون على منازلهم أقمشةً بيضاء عليها صليبٌ أحمر لِيَعرِفَ الطيارون أنها بيوت للنصارى فلا يقصِفونها، وأما الغوطة فقد كانت ملجأً للمجاهدين، فقام الفرنسيون بإحراق معظَمِ بساتينها، وفرضت السلطاتُ الفرنسية غراماتٍ مالية على الأهالي فوق القَصفِ العشوائي الذي استنكرته القناصِلُ، وهاجر كثيرٌ من أهل دمشق إلى بيروت ومصر وغيرها، واستمر مسلسل العنف والدمار إلى أيار 1926م، ثم حدثت مفاوضاتٌ مع بعض المسؤولين السوريين بَقِيَت قرابة التسعة أشهر، لكِنْ دون نتيجة، فعادت سياسةُ العنف والقصف والنهب للأحياء كما كانت.

العام الهجري : 3 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 624
تفاصيل الحدث:

وهي غزوةُ ذي أمَرَّ بناحيةِ نَجدٍ. وسَبَبُها: أنَّ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بَلَغه أنَّ جَمعًا من بني ثَعلَبَة بنِ سَعيدِ بن ذُبْيانَ بن بَغيضٍ بنِ رَيثِ بن غَطَفانَ، وبني مُحارِبِ بن خَصَفةَ بن قَيسٍ بذي أمَرَّ قد تَجَمَّعوا يُريدون أن يُصيبوا مِن أطرافِ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وجَمَعهم رجلٌ منهم يُقال له: دُعْثورُ بن الحارِثِ بن مُحارِبٍ، فنَدَب رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المسلمين، وخرج في أربعِمِئةٍ وخَمسين، معهم عِدَّةُ أفراسٍ، واستَخلَف على المدينةِ عُثمانَ بنَ عفانَ، فأصابوا بالمدينةِ رجلًا منهم بذي القَصَّةِ يُقال له: جَبَّارٌ من بني ثَعلَبةَ، فقال له المسلمون: أين تُريد؟ فقال: أُريدُ يَثرِبَ لأرتاَد لنَفسي وأنظُرَ، فأُدخِلَ على رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأخبَرَه مِن خَبَرِهم، قال: لن يُلاقوك ولو سَمِعوا بسَيرِك هَرَبوا في رؤوسِ الجبالِ وأنا سائِرٌ معك، فدعاه رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى الإسلامِ وأسلم، وضمَّه رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى بلالٍ، فأخَذَ به جبَّارٌ طَريقًا، وهَبَط به عليهم، وسَمِع القومُ بمَسيرِ رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فهَرَبوا في رؤوسِ الجِبالِ، فبَلَغ ماءً يقال له: ذو أمَرَّ، فعَسكرَ به، وأصاب رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأصحابَه مطرٌ كثيرٌ، فابتَلَّت ثيابُ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وثيابُ أصحابِهِ؛ فنزل رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تحتَ شجرةٍ ونَشَر ثيابَهُ لتَجِفَّ، واضطَجَع، وذلك بمَرأًى من المُشرِكين، واشتَغَل المسلمون في شؤونِهم. فبَعَث المشركون رَجلًا شُجاعًا منهم يقال له: دُعْثورُ بنُ الحارث، وكان سيِّدَها وأشجَعَها، ومعه سيفٌ متقلِّدٌ به، فبادَرَ دُعْثورٌ وأقبَلَ مُشتَمِلًا على السَّيفِ، حتى قام على رأسِ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالسَّيفِ مشهورًا، فقال: يا مُحمَّدُ، مَن يَمنَعُك مِنِّي اليَومَ؟ فقال رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "اللهُ". ودَفَع جِبريلُ في صدرِه، فوقَع السَّيفُ من يدِه؛ فأخَذه رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وقال له: "مَن يَمنَعُك مِنِّي؟!" فقال: لا أحَدَ، وأنا أشهَدُ أن لا إله إلا اللهُ وأنَّ محمدًا رسولُ الله، والله لا أُكثِّرُ عليك جَمعًا أبدًا، فأعطاهُ رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سيفَه.ثم أتى قَومَه فقالوا: ما لك؟ وَيلَكَ! فقال: نَظرتُ إلى رجلٍ طَويلٍ، فدَفَع في صَدري، فوَقَعتُ لظَهري، فعَرَفتُ أنَّه مَلَك، وشَهِدتُ بأنَّ مُحَمَّدًا رسول الله، واللهِ لا أُكثِّرُ عليه جَمعًا. وجَعَل يَدعو قومَه إلى الإسلامِ. وأنزل الله تعالى: {يَا أيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أن يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ} [المائدة 11]. وعاد رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى المدينةِ، ولم يَلْقَ كَيدًا، وكانت غَيبَتُه خمسَ عشرةَ ليلةً، وقيل: قام رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بنَجدٍ صَفَرَ كُلَّه.

العام الهجري : 584 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1188
تفاصيل الحدث:

في المحَرَّم حاصَرَ صلاح الدين الحِصنَ، لكنه رآه منيعًا فكان رحيلُه عنها في ربيع الأول إلى دمشق، فأقام بدمشق إلى منتصف رمضان، وسار عن دمشقَ إلى قلعة صفد فحصَرَها وقاتلها، ونصب عليها المجانيقَ، وأدام الرميَ إليها ليلًا ونهارًا بالحِجارةِ والسهام، وكان أهلُها قد قاربت ذخائرُهم وأزوادُهم أن تفنى في المدَّةِ التي كانوا فيها محاصَرينَ، فإنَّ عَسكَرَ صلاح الدين كان يحاصِرُهم مِن أول السنة، فلما رأى أهلُه جِدَّ صلاح الدين في قتالهم، أرسلوا يطلُبونَ الأمان، فأمَّنَهم وتسَلَّمَها منهم، فخرجوا عنها وساروا إلى مدينة صور، وكفى الله المؤمنينَ شَرَّهم، ثمَّ لما كان صلاح الدين يحاصِرُ صفد، اجتمع مَن بصور من الفرنج، وقالوا: إنْ فَتحَ المسلمون قلعةَ صفد لم تبقَ كوكب، ولو أنَّها مُعلَّقة بالكوكب، وحينئذ ينقَطِعُ طَمَعُنا من هذا الطرف من البلاد، فاتفق رأيُهم على إنفاذِ نجدة لها سرًّا من رجال وسلاحٍ وغير ذلك، فأخرجوا مائتي رجلٍ مِن شجعان الفرنج وأجلادِهم، فساروا الليلَ مُستَخفين، وأقاموا النَّهارَ مُكمِنين، فاتَّفق مِن قَدَرِ الله تعالى أنَّ رجلًا من المسلمين الذين يحاصِرونَ كوكب خرج متصَيِّدًا، فلَقِيَ رجلًا من تلك النجدة، فاستغربه بتلك الأرضِ، فضَرَبه ليُعلِمَه بحاله، وما الذي أقدَمَه إلى هناك، فأقَرَّ بالحال، ودلَّه على أصحابِه، فعاد الجنديُّ المسلم إلى قايماز النجمي، وهو مُقَدَّم ذلك العسكر، فأعلمه الخبَرَ، والفرنجيُّ معه، فركب في طائفةٍ مِن العسكر إلى الموضعِ الذي قد اختفى فيه الفرنجُ، فكَبَسَهم فأخَذَهم وتتبعهم في الشِّعابِ والكهوف، فلم يُفلِتْ منهم أحدٌ، ولما فتح صفد سار عنها إلى كوكب ونازلها وحصرها، وأرسل إلى مَن بها من الفرنج يبذُلُ لهم الأمانَ إن سَلَّموا، ويتهَدَّدُهم بالقتل والسبي والنهب إن امتَنَعوا، فلم يسمعوا قولَه، وأصروا على الامتناع، فجَدَّ في قتالهم، ونَصَب عليهم المجانيقَ، وتابَعَ رميَ الأحجارِ إليهم، وزحف مرَّةً بعد مرة، وكانت الأمطارُ كثيرة لا تنقطع ليلًا ولا نهارًا، فلم يتمكَّن المسلمونَ مِن القتال على الوجهِ الذي يريدوه، وطال مقامُهم عليها، وفي آخر الأمر زحفوا إليها دفعاتٍ مُتناوبةً في يوم واحد، ووصلوا إلى باشورة القلعة- الباشورة حائِطٌ ظاهر الحصن يختفي وراءه الجند عند القتال- ومعهم النقَّابون والرُّماة يحمونَهم بالنشاب، فلم يقدِرْ أحد منهم أن يُخرِجَ رأسَه من أعلى السور، فنقَّبوا الباشورة فسقطت، وتقَدَّموا إلى السور الأعلى، فلما رأى الفرنجُ ذلك أذعنوا بالتسليم، وطلبوا الأمانَ فأمَّنَهم، وتسلم الحِصنَ منهم منتصَفَ ذي القعدة، وسَيَّرَهم إلى صور, واجتمع للمُسلمين بفَتحِ كوكب وصفد من حدِّ أيلة إلى أقصى أعمال بيروت، لا يفصِلُ بينه غيرُ مدينة صور، وجميعُ أعمال أنطاكية سوى القصير. قال ابن الأثير: " واجتمع بصور من شياطين الفرنج وشجعانهم كلُّ صنديد، فاشتَدَّت شوكتُهم، وحَمِيَت جمرتهم، وتابعوا الرسُلَ إلى مَن بالأندلس وصقلية وغيرهما من جزائر البحر يستَغيثونَ ويَستَنجِدونَ، والأمدادُ كُلَّ قليل تأتيهم، وكان ذلك كُلُّه بتفريطِ صلاحِ الدين في إطلاقِ كُلِّ مَن حصره، حتى عَضَّ بَنانَه نَدَمًا وأسفًا حيث لم ينفَعْه ذلك". 

العام الهجري : 107 العام الميلادي : 725
تفاصيل الحدث:

هو القاسِمُ بن محمَّد بن أبي بَكْرٍ الصِّدِّيق، أَحَدُ الفُقَهاء السَّبعَة بالمَدينَة، مِن سادات التَّابِعين, كان ثِقَةً عالِمًا، مات أَبوهُ وعُمُرُه سَبعُ سَنوات, تَرَبَّى في حِجْرِ عَمَّتِه عائِشَة رَضِيَ الله عنها فتَفَقَّهَ عليها، فكان فَقيهًا إمامًا وَرِعًا كَثيرَ الحَديثِ، قال أبو الزِّناد: ما رَأيتُ أَحَدًا أَعلمَ بالسُّنَّةِ مِن القاسِم بن محمَّد، وما كان الرَّجُل يُعَدُّ رَجُلًا حتَّى يَعرِفَ السُّنَّة، وما رَأيتُ أَحَدًا أَحَدَّ ذِهْنًا مِن القاسِم. قِيلَ: إنَّه مات بقُدَيْد، فقال: كَفِّنُونِي في ثِيابِي التي كُنتُ أُصَلِّي فيها، قَميصي ورِدائي، هكذا كُفِّنَ أبو بَكرٍ. وأَوْصَى أن لا يُبْنَى على قَبرِه.

العام الهجري : 161 العام الميلادي : 777
تفاصيل الحدث:

قام شارلِمان ملكُ الفرنجة بالإغارةِ على الأندلس شمالًا، وذلك بالاتِّفاق مع حليفِه سليمان بن يقظان ابن الأعرابي أمير سرقسطة، واستولى على بنبلونه، ثمَّ اتَّجه نحو سرقسطة، فخرج سليمان لاستقبالِه وتسليمه المدينةَ، لكنَّ المدينة أُغلِقَت بوجهِ الجيوشِ، وتسلَّمَ السلطة الحسين بن يحيى الأنصاري، وهو الذي أعان سليمان في الخروجِ على عبد الرحمنِ الداخِلِ، لكنه أحَبَّ الانفرادَ بإمارة سرقسطة، فاضطرَّ شارلمان بالانسحاب، وأخذ معه سليمانَ كرهينةٍ؛ لأنَّه ظَنَّ أنَّ هذه خُدعةٌ منه في إفشال حملتِه على الأندلس، فتَبِعَ ولداه الجيشَ واستنقذا والدَهما، وعادا ولكنْ بعد فترة قتله يحيى الأنصاري، وأصبح هو أميرَ سرقسطة.

العام الهجري : 270 العام الميلادي : 883
تفاصيل الحدث:

خرجت الرومُ في مائة ألف، فنزلوا على قلمية، وهي على ستَّة أميال من طرسوس، فخرج إليهم الخادمُ نائب طرسوس بازمان ليلًا فبَيَّتَهم في ربيع الأول، فقتَلَ منهم- فيما يقال- سبعين ألفًا، وقتل مُقَدَّمَهم، وهو بطريق البطارقة، وقتل أيضًا بِطريقَ الفنَّادين، وبِطريقَ الباطليق، وأفلت بطريقِ قرة وبه عدَّة جراحات، وأخذ لهم سبعةَ صُلبان من ذهب وفضة؛ وصَليبُهم الأعظمُ من ذهب مكَلَّل بالجوهر، وأخذ خمسة عشر ألف دابَّة، ومن السُّروجِ وغير ذلك، وسُيوفًا محلاة، وأربعَ كراسيَّ من ذهب، ومائتي كرسيٍّ من فضة، وآنيةً كثيرة، ونحوًا من عشرة آلاف علَم ديباج، وديباجًا كثيرًا وبزيون وغير ذلك.

العام الهجري : 369 العام الميلادي : 979
تفاصيل الحدث:

ركِبَ عَضُدُ الدولةِ في جنودٍ كثيفة إلى بلادِ أخيه فخرِ الدَّولة، وذلك لَمَّا بلَغَه من ممالأتِه لعِزِّ الدولة واتفاقِهما عليه، فتسَلَّمَ بلاد أخيه فخرِ الدولة وهمدان والري وما بينهما من البلاد، وسلَّمَ ذلك إلى مؤيِّدِ الدَّولة- وهو أخوه الآخر- ليكون نائبه عليها، ثم سار إلى بلادِ حسنويه الكردي فتسَلَّمَها وأخذ حواصِلَه وذخائِرَه، وكانت كثيرةً جِدًّا، وحبس بعضَ أولادِه وأسَرَ بَعضَهم، وأرسلَ إلى الأكراد الهكارية فأخذ منهم بعضَ بلادهم، وعَظُم شَأنُه وارتفع صِيتُه إلَّا أنَّه أصابه في هذا السَّفَرِ داءُ الصُّداعِ، وكان قد تقَدَّمَ له بالموصِلِ مِثلُه، وكان يكتُمُه إلى أن غلب عليه كثرةُ النِّسيانِ، فلا يذكُرُ الشَّيءَ إلَّا بعد جَهدٍ جَهيدٍ.