الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 6153 ). زمن البحث بالثانية ( 0.001 )

العام الهجري : 607 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1211
تفاصيل الحدث:

هو السلطانُ الملك العادل نور الدين أبو الحارث، أرسلان شاه بن مسعود بن مودود بن أتابك عماد الدين زنكي بن آقسنقر، صاحب الموصل, وابنُ صاحبها، كان ملكًا شَهمًا، عارفًا بالأمور، جبارًا سافكًا للدماء بخيلًا. انتقل إلى مذهب الشافعي، ولم يكن في بيته شافعيٌّ سواه. وبنى المدرسة المعروفة به بالموصل للشافعية، قل أن توجد مدرسة في حسنها. كان سريع الحركة في طَلَبِ الملك، إلَّا أنه لم يكن له صبرٌ؛ فلهذا لم يتَّسِع ملكه، ولما احتُضِرَ أمر أن يرتب في الملك ولده الملك القاهر مسعود، وأعطى ولده عماد الدين زنكي قلعتين، وجعل تدبيرَ مملكتهما إلى فتاه بدر الدين لؤلؤ. وكان مرضه قد طال، ومزاجه قد فسد، وكانت مُدَّة ملكه سبع عشرة سنة وأحد عشر شهرًا، وكان شهمًا شجاعًا، ذا سياسة للرعايا، شديدًا على أصحابه، فكانوا يخافونه خوفًا شديدًا، وكان ذلك مانعًا من تعدي بعضِهم على بعض، وكان له همة عالية، أعاد ناموس البيت الأتابكي وجاهَه وحُرمَتَه، بعد أن كانت قد ذهبَت، وخافه الملوك؛ ولما اشتد مرضه وأيس من نفسه أمره الأطباء بالانحدار إلى الحامة المعروفة بعين القيارة، وهي بالقرب من الموصل، فانحدر إليها، فلم يجِدْ بها راحة، وازداد ضعفًا، فأخذه بدر الدين وأصعده في الشبارة إلى الموصل، فتوفي في التاسع والعشرين من رجب. في الطريق ليلًا ومعه الملاحون والأطباء بينه وبينهم ستر، وكان مع بدر الدين عند نور الدين مملوكان، فلما توفي نور الدين قال لهما: لا يسمع أحدٌ بموته، وقال للأطباء والملاحين: لا يتكلم أحد، فقد نام السلطانُ، فسكتوا، ووصلوا إلى الموصل في الليل، فأمر الأطباءَ والملاحين بمفارقة الشبارة؛ لئلَّا يَرَوه ميتًا، وأبعدوا، فحمله هو والمملوكان، وأدخله الدار، وتركه في الموضع الذي كان فيه ومعه المملوكان، ونزل على بابه من يثقُ به لا يمكِّن أحدًا من الدخول والخروج، وقعد مع الناس يمضي أمورًا كان يحتاجُ إلى إتمامها، فلما فرغَ مِن جميع ما يريدُه أظهَرَ موتَه وقت العصر، ودُفِنَ ليلًا بالمدرسة التي أنشأها مقابلَ داره، وضبط البلدَ تلك الليلة ضبطًا جيدًا واستقَرَّ الملك لولده، وقام بدر الدين بتدبير الدولة والنظر في مصالحِها.

العام الهجري : 607 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1211
تفاصيل الحدث:

توجَّهت مراكب من عكا فيها ملك قبرص المسمَّى إليان إلى ثغر دمياط، فدخله ليلًا وأغار على بعض البلاد، فقتل وسبى وكر راجعًا، فركب مراكبه ولم يدركه الطلبُ، وقد تقدمت له غارة مثلُها قبل هذه، وهذا شيءٌ لم يتَّفِق لغيره، وفيها عاثت الفرنجُ بنواحي القدس، فبرز إليهم الملك المعظم شرف الدين بن الملك العادل، وعمل أبو المظفر سبط ابن الجوزي ميعادًا بنابلس وحثَّ على الجهاد، وكان يومًا مشهودًا، ثم سار هو ومن معه وبصحبته المعظَّم نحو الفرنج، فقتلوا خلقًا وخربوا أماكن كثيرة، وغَنِموا وعادوا سالمين، وشرع المعظَّم في تحصين جبل الطور وبنى قلعة فيه ليكونَ إلبًا على الفرنج، فغرم أموالًا كثيرة في ذلك، فبعث الفرنجُ إلى العادل يطلُبونَ منه الأمان والمصالحة، فهادنهم وبطلت تلك العمارةُ وضاع ما كان المعظَّمُ غرم عليها.

العام الهجري : 608 العام الميلادي : 1211
تفاصيل الحدث:

جاءت الأخبار من بلاد الأندلس بأنَّ الموحِّدينَ قد كسروا الفرنجَ بطُليطِلة كسرةً عظيمة، وربما فتحوا طليطلةَ عَنوةً وقَتل منهم خلقًا كثيرًا.

العام الهجري : 608 العام الميلادي : 1211
تفاصيل الحدث:

أظهر الإسماعيليَّةُ- ومقَدَّمُهم جلالُ الدين الإسماعيليُّ، تولى بعد أبيه, وقيل: إنه كان غير راضٍ عن ممارساتِ أبيه أعلى محمد وسياستِه العدوانيَّة- الانتِقالَ عن فعل المحرَّمات واستحلالِها، وأمَرَ بإقامة الصلواتِ وشرائِعِ الإسلامِ ببلادهم من خراسان والشام، وأرسل مقدُّمُهم رسلًا إلى الخليفة، وغيره من ملوك الإسلام، يخبِرُهم بذلك، وأرسل والدتَه إلى الحجِّ، فأُكرِمَت ببغدادَ إكرامًا عظيمًا، وكذلك بطريقِ مكَّةَ.

العام الهجري : 608 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1211
تفاصيل الحدث:

هو العلَّامةُ عماد الدين أبو حامد محمد بن يونس بن محمد بن منعة بن مالك الإربلي الأصل الموصلي، الفقيه الشافعي، وُلِدَ سنة 535 بمدينة الموصل وتفَقَّه بها على والده، ثم سار إلى بغداد، وتفقَّه بها بالنظامية على السديد محمَّد السلماسي، وأبي المحاسن يوسف بن بندار الدمشقي، وسمِعَ الحديثَ من أبي حامد محمد بن أبي الربيع الغرناطي، وعبد الرحمن بن محمد الكشميهني. وعاد إلى الموصل، ودرَّس بها في عدة مدارس، وعلا صيتُه، وشاع ذكرُه، وقصَدَه الفقهاء من البلاد، وتخرَّجَ به خلقٌ، انتهت إليه رياسةُ الشافعية، وكان حسَنَ الأخلاق، كثيرَ التجاوز عن الفقهاء، كثيرَ الإحسان إليهم. كان إمامًا فاضلًا، وإمامَ وَقتِه في المذهب والأصول والخِلاف، وكان له صيتٌ عظيم في زمانه، صنف " المحيط " وجمع فيه بين "المهذب" و"الوسيط"، وشرح "الوجيز"، وصنف جدلًا، وعقيدة، وغير ذلك وتوجَّه رسولًا إلى الخليفة غير مرة، ووليَ قضاءَ الموصل خمسة أشهر ثم عُزِل، وذلك في صفر سنة ثلاث وتسعين، قال ابن خلكان: "كان شديدَ الورع والتقشُّف، لا يلبس الثوب الجديد حتى يغسِلَه، ولا يمسُّ القلَمَ للكتابة إلا ويغسِلُ يده، وكان دمثَ الأخلاق لطيف الخلوة ملاطفًا بحكايات وأشعار، وكان كثيرَ المباطنة لنور الدين أرسلان صاحب الموصل يُرجَع إليه في الفتاوى ويُشاوَر في الأمور, ولم يزل معه حتى انتقل أرسلان عن مذهب أبي حنيفة إلى مذهب الشافعي" فلما توفي نور الدين توجَّه الشيخ عماد الدين إلى بغداد، وأخذ السلطنة للملك القاهر مسعود بن نور الدين، وأتى بالتقليدِ والخِلعة.

العام الهجري : 608 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1212
تفاصيل الحدث:

قدم إيدغمش، صاحب همذان وأصفهان والري وما بينهما من البلاد إلى بغداد، هاربًا من منكلي، وسببُ ذلك أن إيدغمش كان قد تمكَّنَ في البلاد، وعظم شأنُه، وانتشر صيتُه، وكثُرَ عَسكَرُه، حتى إنَّه حصر صاحبه أبا بكر البهلوان، صاحب هذه البلاد: أذربيجان وأران، فلما كان هذا العام خرج عليه مملوكٌ اسمه منكلي، ونازعه في البلادِ، وكثر أتباعه، وأطاعه المماليكُ البهلوانية، فاستولى عليها، وهرب منه شمس الدين إيدغمش إلى بغداد، فلما وصل إليها أمر الخليفة بالاحتفالِ له في اللقاء، فخرج الناسُ كافة، وكان يومُ وصوله مشهودًا، ثمَّ قَدِمَت زوجتُه في رمضان في محمل، فأُكرِمَت وأُنزِلَت عند زوجها، وأقام ببغدادَ إلى سنة عشر وستمائة، فسار عنها.

العام الهجري : 608 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1212
تفاصيل الحدث:

وثب أحدُ الباطنية على بعض أهلِ الأمير قتادة، صاحِبِ مكة، فقتله بمنًى ظنًّا منه أنه قتادة، فلما سمع قتادةُ ذلك جمع الأشراف والعربَ والعبيد وأهلَ مكَّة، وقصدوا الحاجَّ، ونزلوا عليهم من الجبَلِ، ورموهم بالحجارة والنبل وغير ذلك، وكان أميرُ حجاَّج العراق ولد الأمير ياقوت وهو صبي لا يَعرِفُ كيف يفعَلُ، فخاف وتحيَّرَ، وتمكن أمير مكة من نهب الحاجِّ، فنَهَبوا منهم من كان في الأطراف، وأقاموا على حالهم إلى الليلِ، فاضطرب الحاجُّ، وباتوا بأسوأ حال من شدة الخوفِ مِن القتل والنهب، فقال بعضُ الناس لأمير الحاج لينتقل بالحجَّاج إلى منزلة حجَّاج الشام، فأمر بالرحيل، فرفعوا أثقالَهم على الجمال تؤخَذُ بأحمالها، والتحَقَ مَن سَلِمَ بحجاج الشام، فاجتمعوا بهم، ثم رحلوا إلى الزاهر، ومُنعوا من دخولِ مكة، ثم أذِنَ لهم في ذلك، فدخلوها وتمَّموا حجَّهم وعادوا، ثم أرسل قتادةُ ولده وجماعة من أصحابه إلى بغداد، فدخلوها ومعهم السيوفُ مسلولةً والأكفان، فقَبَّلوا العتبةَ، واعتذروا ممَّا جرى على الحُجَّاج.

العام الهجري : 609 العام الميلادي : 1212
تفاصيل الحدث:

توفي الملك الأوحد نجم الدين والدنيا أيوب بن السلطان الملك العادل أبي بكر، صاحب خلاط بتركيا في أيام أبيه الملك العادل، مَلَكَ خلاط ونواحيها، فظلم وعسَف وسفك الدماء بها, وقيل إنه قتل ثمانية عشر ألف نَسَمة بخلاط عندما أخذها، فابتُلي بأمراضٍ مزمنة، فتمنى الموتَ، فمات قبل الكهولة, وكان قد استزار أخاه الملك الأشرف موسى من حران، فأقام عنده أيامًا، واشتد مرضُه فطلب الأشرف الرجوع إلى حران، فقال له الأوحدُ: يا أخي لم تلِحُّ في الرواح، والله إني ميت وأنت تأخذ البلادَ مِن بعدي، فكان كذلك! وملك الأشرف بعد موته خلاط وأحبَّه أهلُها، كلُّ ذلك في حياة أبيهما الملك العادل، فكانت مدَّة تملك الأوحد خلاط أقلَّ من خمس سنين.

العام الهجري : 609 العام الميلادي : 1212
تفاصيل الحدث:

اجتمع العادل وأولاده الكامل والمعظم والفائز بدمياط من بلاد مصر في مقاتلة الفرنج، فاغتنم غيبتَهم أسامة الجبلي أحدُ أكابر الأمراء، وكانت بيدِه قلعة عجلون وكوكب فسار مسرعًا إلى دمشق ليتسلم البلدين، فأرسل العادلُ في إثره ولَدَه المعَظَّم فسبقه إلى القدسِ وحملَ عليه في كنيسة صهيون، وكان الجبلي شيخًا كبيرًا قد أصابه النقرس، فشرع المعظَّمُ يرده إلى الطاعة بالملاطفةِ فلم ينفَعْ فيه، فاستولى على حواصله وأملاكِه وأموالِه، وأرسله إلى قلعة الكرك فاعتُقِلَ فيها، ثم أمر العادل بقتله فقُتِلَ بها، وكان قيمة ما أخذ من الجبلي قريبًا من ألف ألف دينار، من ذلك داره وحمَّامه داخل باب السلامة، ودارُه هي التي جعلها البادرائي مدرسة للشافعية، وخُرِّب حِصنُ كوكب ونُقِلَت حواصله إلى حصن الطور الذي استجده العادِلُ وولده المعظم.

العام الهجري : 609 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1212
تفاصيل الحدث:

قدم محمد بن منكلي المستولي على بلاد الجبل إلى بغداد، وسببُ ذلك أنَّ أباه منكلي لَمَّا استولى على بلاد الجبل وهرب إيدغمش صاحبها منها إلى بغداد خاف أن يساعِدَه الخليفة، ويرسِل معه العساكر، فيَعظُم الأمر عليه؛ لأنَّه لم يكن قد تمكَّن في البلاد، فأرسل ولده محمدًا ومعه جماعةٌ من العسكر، فخرج النَّاسُ ببغداد على طبقاتِهم يلتقونَه، وأُنزِلَ وأُكرِمَ، وبَقِيَ ببغداد إلى أن قُتِلَ منكلي إيدغمش بهمذان سنة عشر، فخلع الخليفةُ على ابن منكلي وعلى من معه، وأُكرِموا، وسيَّرَهم إلى بلاد الجبل.

العام الهجري : 609 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1212
تفاصيل الحدث:

انهزم الموحِّدون في وقعةِ العقاب أمام جيوشِ الأسبان من قشتالة وليون ونافار المتحالفة بقيادة ألفونسو الثامن ملك قشتالة، وهذه المعركة وقَعَت قُربَ حِصنِ العقاب في الخامسَ عشَر مِن صفر. لَمَّا انتهت الهدنة مع الفرنج، عبَرَ السلطان الناصر بجيوشه إلى إشبيلية, ثم تحرَّك في سنة 608 لجهادهم، فنازل حصنًا لهم فأخذه، فسار ألفونسو في أقاصي الممالك يستنفر عبَّاد الصليب، فاجتمَعَت له جيوش ما سُمِعَ بمِثلِها، ونجدته فرنج الشام، وعساكر القسطنطينية، وملك أرغن البرشلوني، واستنفر السلطانُ الناصر الناس، والتقى الجمعانِ في وقعة تُعرَف بالعقاب، بالقربِ من حصنِ سالم، فتحَمَّل ألفونسو حملةً شديدة، فهزم المسلمين، واستشهد خلقٌ كثير. وكان أكبر أسباب الكسرة غضبَ الجند من تأخُّر عطائهم، وخصوصًا في هذه السفرة، فنَسَبوا ذلك إلى الوزراء، وخرجوا وهم كارهون، فلم يَسُلُّوا سيفًا ولا شرعوا رمحًا ولا أخذوا في شيءٍ مِن أهبة القتال؛ بل انهزموا لأوَّلِ حَملةِ الإفرنج عليهم قاصدين لذلك. وثبت السلطانُ ثباتًا عظيمًا، وكانت الملحمة في صفر سنة 609، ورجع العدوُّ بغنائم لا توصف، وأخذوا بياسة عنوةً، فلما وجدها شبه خالية، حرق دورها وخرَّب مسجدها الكبير؛ ثم نزل ألفونسو على أبذة وقد اجتمع فيها من المسلمين عدد كثير من المنهزمة وأهل بياسة وأهل البلد نفسه، فأقام عليها ثلاثة عشر يومًا، ثم دخلها عَنوةً فقتل وسبى وغنم، وأخذ هو وأصحابه من السبيِ مِن النساء والصبيان ما مَلَؤوا به بلاد الروم قاطبة، فكانت هذه أشدَّ على المسلمين من الهزيمة, وقد ترتَّبَ على هذه الهزيمة انحسارُ المسلمين في الأندلس بغرناطة وتفكُّك وحدة الشمال الإفريقي، وقيام ثلاث دول إسلامية مغربية، هي دولة بني حفص شرقًا، ودولة بني زيان من بني عبد الواد بالمغرب الأقصى، ودولة بني مرين غربًا، فاستقَلَّت هذه الدولُ عن دولة الموحِّدين.

العام الهجري : 610 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1213
تفاصيل الحدث:

هو شمسُ الدين إيدغمش صاحب همذان وأصبهان والري. كان قد تمكن وعَظُم أمرُه، وبَعُد صيتُه، وكثُرَ جَيشُه إلى أن حصر ابن أستاذه أبا بكر بن البهلوان صاحب أذربيجان، فلما كان في سنة ثمان وستمائة خرج عليه أحدُ مماليكه اسمه منكلي ونازعه في البلاد، وأطاعته المماليكُ البهلوانية. فهرب أيدغمش سنة ثمانٍ إلى بغداد وأقام بها، فأنعم عليه الخليفةُ، وشَرَّفه بالخِلَع، ثمَّ سَيَّرَه إلى همذان، فسار إيدغمش في جمادى الآخرة عن بغداد قاصدًا همذان، فوصل إلى بلاد سليمان بن ترجم واجتمعا، وأقام ينتظر وصولَ عساكر بغداد إليه ليسيرَ معه على قاعدة استقَرَّت بينهم، وكان الخليفة قد عزل ابن ترجم عن الإمارة على عشيرته من التركمان الإيوانية، وولى أخاه الأصغر، فأرسل ابن ترجم إلى منكلي يعَرِّفُه بحال إيدغمش، ومضى هو على وجهِه، فأرسل منكلي من أخَذَه وقَتَلَه، وحمل رأسَه إليه، وتفَرَّق أصحاب إيدغمش في البلاد، ووصل الخبَرُ بقتله إلى بغداد، فعظُم ذلك على الخليفة، وأرسلَ إلى منكلي ينكِرُ عليه ما فعل، فأجاب جوابًا شديدًا، وتمكَّن من البلاد، وقَوَيَ أمرُه، وكثرت جموعُ عساكِرِه.

العام الهجري : 610 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1214
تفاصيل الحدث:

هو السلطانُ أبو عبد الله الملك الناصر محمد بن يعقوب المنصور بالله يوسف بن عبد المؤمن بن علي القيسي, أميرُ الموحدين، وأمُّه رومية اسمها زهر. بويعَ له بعد أبيه سنة 595 بعهدٍ من أبيه، وكان أشقَرَ أشهَلَ أسيل الخَدِّ مليح الشكل، كثير الصمتِ والإطراق، شجاعًا مَهيبًا بعيدَ الغور، حليمًا عفيفًا عن الدماء، وفي لسانه لثغةٌ، وكان بخيلًا، وله عِدَّة أولاد. استوزر أبا زيد بن يوجان، ثم عزله، واستوزر الأمير إبراهيم أخاه، وكتب سرَّه ابن عياش، وابن يخلفتن الفازازي، وولي قضاءَه غير واحد. وكان قد استرد تونس والمهدية وما كان استولى عليه عليُّ بن غانية من إفريقيا، كما استولى على طرابلس الغرب وانتزعها من الأميرِ بهاء الدين قراقوش قائد الأيوبيين المصري، كما انتزع جزيرة ميورقة وما حولها من الجزر جزر الباليار من بني غانية، وكانوا نواب المرابطين فيها، وقاتل الأسبان فهزموه في وقعة العقاب عام 609, ولما عاد الناصرُ إلى مراكش أخذ البيعة لولده يوسف الملقب بالمستنصر بالله، ثمَّ احتجب في قصره إلى أن مات في هذا العامِ بعد أن أصيب بمرضٍ أيامًا، ومات في شعبانَ مِن هذه السنة، وكانت أيامُه خمسة عشر عامًا، وقام بعده ابنه المستنصرُ يوسف عشرة أعوام.

العام الهجري : 611 العام الميلادي : 1214
تفاصيل الحدث:

كان من جملة أمراء خوارزم شاه تكش والد خوارزم شاه محمد, أميرٌ اسمُه أبو بكر، ولقَبُه تاج الدين، وكان في ابتداءِ أمرِه جمَّالًا يكري الجمالَ في الأسفار، ثم جاءته السعادة، فاتصل بخوارزم شاه، وصار سيروانَ جمالِه، فرأى منه جلدًا وأمانةً، فقَدَّمَه إلى أن صار من أعيانِ أمراءِ عَسكَرِه، فولَّاه مدينة زوزن، وكان عاقلًا ذا رأي وحزمٍ وشجاعة، فتقَدَّم عند خوارزم شاه تقدمًا كثيرًا، فوَثِقَ به أكثَرَ مِن جميع أمراء دولتِه، فقال أبو بكر لخوارزم شاه: إنَّ بلاد كرمان مجاورةٌ لبلدي، فلو أضاف السلطانُ إليَّ عسكرًا لملكتُها في أسرع وقت، فسيَّرَ معه عسكرًا كثيرًا فمضى إلى كرمان، وصاحبها اسمه حرب بن محمد بن أبي الفضل الذي كان صاحِبَ سجستان أيَّامَ السلطان سنجر، فقاتَلَه، فلم يكُنْ له به قوة، وضَعُفَ، فملك أبو بكر بلادَه في أسرع وقت، وسار منها إلى نواحي مكرانَ فملكها كلها إلى السند، من حدودِ كابل، وسار إلى هرمز، مدينةٍ على ساحلِ بحر مكران، فأطاعه صاحبُها، واسمه ملنك، وخطَبَ بها لخوارزم شاه، وحملَ عنها مالًا، وخطبَ له بقلهات، وبعض عمان؛ لأن أصحابها كانوا يطيعون صاحِبَ هرمز. وقيل إنَّ ملك خوارزم شاه لكرمان ومكران والسند كان في السنةِ التي قبلها أو بعدها بقليلٍ.

العام الهجري : 611 العام الميلادي : 1214
تفاصيل الحدث:

شُرِعَ في تبليطٍ داخل الجامع الأموي وبدؤوا من ناحيةِ السبع الكبير، وكانت أرضُ الجامع قبل ذلك حُفرًا وجورًا، فاستراح النَّاسُ بتبليطِه.