الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2999 ). زمن البحث بالثانية ( 0.009 )

العام الهجري : 1360 العام الميلادي : 1941
تفاصيل الحدث:

ثورةُ رشيد عالي الكيلاني هي سلسلةُ الأحداث الدستورية التي تصاعدت بسببِ تضارُبِ مدارس الحُكم الملكي في العراق وتياراتِه ما بين التيارِ الوطني الثوري التحرري، والتيار الليبرالي الميَّال لممالأة الإنجليز، في وقت كان العراقُ يمثِّل زعامةً ومدرسةً سياسيةً يُعتَدُّ بها في المنطقة العربية، فلما تفاقمت الأمورُ في الحكومة العراقية وتأزَّمت بسبب موقِفِ العراق من الحرب العالمية الثانية وموقِفِها من الدول المتحارِبة، وكذلك بسبب رفض إنجلترا تسليحَ العراق، شعرت إنجلترا بما يُساوِرُ نفوس العراقيين وما يختَلِجُها من الاستياء من سياستها في العراق، وكرههم للحكومة العراقية الموالية للمحتَلِّ ودورانها في فلَكِها، فأرادت بريطانيا أن تُخفِّفَ من وطأة هذه الكراهية عليها وعلى أعوانها، ورأت أن تُسلِّمَ الحُكمَ للمعارضة، وقد برز بين رجال المعارَضة رشيد عالي الكيلاني -المعروف بوطنيته وعدم ارتياحه للإنجليز- وأن تعمَلَ ما في وُسعِها ليدورَ في فلَكِها، وربما يحدِثُ هذا فيما إذا قرَّبه أعوانُها، وأظهرت رضاها عن ذلك، ولَمَّا لم تستطع تنفيذَ خططها بجَلبِه إلى دائرة سياستها أبرزت كيفيةَ تسلُّم الكيلاني الحكم، وأنه قد تمَّ عن ترشيح أصدقائها. وتبعًا لهذا فقد رشَّحه نوري السعيد والوصي معًا لتسلُّم السلطة، غير أن رشيد الكيلاني لم يعتَمِدْ على هذا الترشيح، وإنما كان يرتكِزُ على قاعدة قوية؛ فالشعبُ يَدعَمُه، والجيش يُؤيِّدُه، وإضافةً إلى هذا فقد أخذ تعهدًا من رجال السياسة سواء الذين يناوِئونه؛ أمثال نوري السعيد، وتوفيق السويدي، وعلي جودت الأيوبي، وجميل المدفعي، أم الذين يؤيدونَه؛ أمثال ناجي شوكت، وناجي السويدي. ورُفِعَ هذا التعهُّد إلى الوصي فأيَّده، وبذا كانت الأرضُ التي يقف عليها رشيد عالي الكيلاني صلبةً، وخاب فألُ إنجلترا من كل النواحي؛ فمن ناحية ابتهج الشعب به، وضَمِنَ سلامة الخط، فأبدى الكيلاني مُعارضتَه للسياسة البريطانية، وأخذ يُصرِّح بذلك، ومن ناحية ثانية لم تستطع إنجلترا جرَّ رشيد عالي الكيلاني إلى سياستها، بل أبدى قوَّةً في الشخصية، وأظهر استقلاليَّتَه؛ حيث رفض قطْعَ العلاقة مع إيطاليا التي أعلنت الحربَ ضِدَّ إنجلترا وفرنسا، وهذا ما أغضب إنجلترا أشَدَّ الغضب؛ إذ أحسَّت أن العراقَ ليست تحت نفوذها، ولا تسيرُ برأيها، غيرَ أنَّه من الجانب الآخر قد ألهب هذا التصرُّفُ الشعبَ في العراق حماسةً لموقِفِ حكومته، وهذا ما زاده مُعارضةً للسياسة الإنجليزية. وانهارت فرنسا أمام الألمان، فطار الشعبُ فرحًا ليس حبًّا بالألمان، ولكن كرهًا لفرنسا ولسياستها الاستعمارية، وفي الواقع فقد زادت الدعايةُ لدول المحور في العراق رغبةً في هزيمة الحلفاء، ولم تُقصِّر المفوضية الإيطالية بذلك، وحتى توقعت إنجلترا أن تستأنِفَ العراق عَلاقتها مع ألمانيا، وهذا ما خَشِيَته أشدَّ الخشية، واستشاطت إنجلترا غضبًا وأخذت تعمل للتخلُّص من حكومة رشيد عالي الكيلاني، وكان لها ما أرادت؛ إذ أوعزت إنجلترا لأعوانها بالانسحاب من الوزارة، فكان عليها أن تستقيلَ وتُفسِحَ المجالَ لحكومة جديدة وأرادت إنجلترا أن تخرُجَ من المأزق الذي وقَعَت فيه بتسليم رشيد الكيلاني الحكم، وأرادت أن تخرجَ من المأزق بهدوءٍ ولا تعطي السلطةَ لأحدِ أعوانها؛ فقد يؤدى إلى مظاهرات وربما تندلع ثورة، وبمجرد أن طلب الوصيُّ من الكيلاني أن يقَدِّمَ استقالة حكومته حتى اهتَزَّ الوضع وتحرَّك الجيشُ وقامت مظاهراتٌ تطالب بتحقيق رأي الكيلاني بحَلِّ المجلس النيابي، وإجراء انتخابات جديدة، وتشَكَّلت وزارة طه الهاشمي، وهو قريب من المعارضة، وفي الخامس من ربيع الأول 1360هـ اجتمع في معسكر الرشيد رشيد علي الكيلاني: رئيس الحكومة، واللواء أمين زكي: رئيس الأركان، وبعض الضباط، وأعلنوا الاستنفارَ بالمعسكر وقرَّروا القيام بانقلابٍ إذا رفضت حكومةُ طه الهاشمي الاستقالةَ، وهي الحكومة التي ترضى عنها بريطانيا ويؤيِّدُها الوصيُّ على الملك عبد الإله بن علي، ثمَّ طلبوا منه التفاهُمَ مع الكيلاني لتشكيل وزارة جديدة، فأبى ثم أُجبِرَ على الاستقالة، ولما أُعلِمَ الوصي بذلك هرب متسللًا ودعا طه أعضاء وزارته للاجتماع به، وكان الجيش قد دخل المدينةَ وسيطر على المداخل الرئيسة وحاصر قصر الوصي الذي هرب منه، ثم في صباح 6 من ربيع الأول ذهب رشيد الكيلاني إلى دار طه لإقناعه بالانضمام لحركتِهم فوجدوا الوزارةَ ما زالت مجتَمِعةً، فجرى نقاشٌ حادٌّ ثم اجتمع الرأي على إبقاء الوزارة في الحكمِ، وألا يتدخَّل الجيش في السياسة، ويتعهد المدنيون والعسكريون على السواء بأن يقبَلوا بما يتم الاتفاق عليه، ويُطلَب من الوصي العودة للعاصمة، الذي كان قد انتقل إلى البصرة، ثم عاد رشيد الكيلاني والضباط فسَحَبوا الثقة من حكومة طه، وقرَّر الجيش تحمُّل المسؤولية في هذه المرحلة الحَرِجة, وقام رشيد باستدعاء المستشار الإنجليزي بوزارة الداخلية، وأعلمه أن حكومة طه الهاشمي استقالت والوصي غائب، وبذلك فالجيش هو مصدرُ السلطة، وقد أوكل الجيشُ لرشيد الأمرَ وهرب الوصي ومن معه إلى فلسطين، وتمَّ عَزلُ الوصي عبد الإله، وتعيين وصي جديد هو الشريف شرف الذي قَبِلَ استقالة حكومة طه الهاشمي، وسُرَّ الشعب بحركة رشيد عالي الكيلاني، وأما إنجلترا فقد عَدَّت هذا عملًا غير مشروع فقررت التخلُّصَ من حركته بالقوة، فطلبت من الهند إرسالَ قوات فنزلت رغم أنف الحكومة الجديدة، وحاصر الجيشُ العراقي قاعدةَ الحبانية الجوية، وفي 5 ربيع ثاني وزَّعت السفارة البريطانية منشورًا تتهم فيه الكيلاني وقادةَ الجيش أنهم باعوا أنفسهم للألمان والطليان، وأنها خوَّلت سفيرها اتخاذ ما يراه مناسِبًا، وفي الغد صباح 6 ربيع الثاني بدأ الهجومُ الجوي الإنجليزي وضَرْب المواقع العراقية وقصَفَت معسكر الرشيد، وأعلن المفتي الفلسطيني الجهادَ، وجاءت قواتٌ ألمانية تُعِين العراقيين بحكم عدائها لبريطانيا ضِمنَ الحرب العالمية الثانية إلَّا أنَّ قَصْفَها ليس جادًّا بالنسبة لَمَّا عُرٍف عن السلاح الجوي الألماني، ثم تدخَّلت قوات برية إنجليزية من الأردن، فقام رشيد الكيلاني بتشكيلِ لجنة الأمن الداخلي واتصل بالسياسيين لوقف القتال، وفي 6 جمادى الأولى رحل رشيد الكيلاني ومفتي فلسطين وغيرهم إلى طهران، وفي 7 جمادى الأولى وافق أمينُ العاصمة أرشد العمري على شروطِ هدنة قاسية على العراقيين؛ لأنَّهم لم يعودوا قادرين على مقاومة الإنجليز، فلم يكن لهم خيارٌ غير القبول بالهدنة، وعاد الوصي عبد الإله ونوري السعيد ومن معهما من أعوان الإنجليز إلى بغداد على متن طائرة بريطانية، وبهذا انتهت حركةُ رشيد عالي الكيلاني التي تعلَّقَت بها آمال العراقيين في التخَلُّص من الاستعمار البريطاني بمساعدة أعداء بريطانيا المتمَثِّل في الألمان والطليان.

العام الهجري : 418 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1027
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ الحافِظُ المُجَوِّد، المُفتي: أبو القاسِمِ هِبةُ اللهِ بنُ الحَسَنِ بنِ مَنصورٍ، الطَّبريُّ الرازيُّ، الشَّافعيُّ اللَّالَكائي، مفيدُ بغدادَ في وقته. وهو طبَريُّ الأصل، أحدُ تلامذةِ الشيخِ أبي حامدٍ الإسْفِرايينيِّ، كان يَفهَمُ ويَحفَظُ، وعُنِيَ بالحديثِ فصَنَّفَ فيه أشياءَ كثيرةً، ولكِنْ عاجَلَتْه المنيَّةُ قبل أن تشتَهِرَ كُتُبُه، وله كتابٌ في العقيدةِ على مَنهَجِ السَّلَفِ، وهو كتابُ: شَرح أصولِ اعتقادِ أهلِ السُّنَّة والجماعة، توفِّي بالدِّينَوَر.

العام الهجري : 742 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1341
تفاصيل الحدث:

كان السُّلطانُ مُحمَّدُ بن قلاوون قَبلَ وَفاتِه أوصى بأن يُعادَ أحمدُ بنُ سُليمان للخلافةِ على ما كان أبوه عَهِدَ إليه، وأشهد على ذلك أربعين عَدلًا وقاضيَ قوصٍ وغيرَه من الفقهاء والقُضاة، ففي أوَّلِ هذه السنة أحضر السلطانُ المنصورُ بن محمد بن قلاوون الخليفةَ الواثِقَ إبراهيمَ وخَلَعَه بناءً على وصيَّةِ المستكفي لابنِه أحمد، وبايع القُضاةُ والسلطانُ أحمدَ بنَ سليمان المستكفي ولقَبَّه الحاكِمَ بأمر الله.

العام الهجري : 830 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1427
تفاصيل الحدث:

هو الملك المنصور عبد الله بن الناصر أحمد بن الأشرف إسماعيل بن الأفضل عباس بن المجاهد علي بن المؤيد داود بن المظفر يحيى بن المنصور عمر بن علي بن رسول متملك اليمن, وهو تاسع حكَّام دولة بني رسول باليمن، وحكم سنة واحدة فقط من 829 إلى 830. توفِّي في جمادى الأولى، وأُقيم مِن بَعدِه أخوه الأشرف إسماعيل.

العام الهجري : 1165 العام الميلادي : 1751
تفاصيل الحدث:

اجتمع أهلُ سدير والوشم ومعهم آل ظفير، واتجهوا إلى رغبة، وكان أهلها قد اهتَدَوا إلى التوحيد, فحصرتهم تلك الجموعُ في البلد أيامًا، فجنح بعض أهلها إلى الضَّلالِ فأدخلوا تلك الأجناد فنَهَبوا  جميع الأموال، ولكِنَّ الله حقن دماء المسلمين, ثم اتجهت تلك الجموع ومعهم جلوية ضرمى إلى ضرمى- الذين دخل أهلها في طاعة الدرعية- فحصَروا أهلها أيامًا ونصبوا السلالم على أسوارها، وصعد منهم السور نحو ثلاثين رجلًا قُتلوا جميعًا, ثم رجعوا بعد ذلك خائبين.

العام الهجري : 1373 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1954
تفاصيل الحدث:

بعد وفاة الملك عبد العزيز رحمه الله عام 1373هـ/ 1953م بويع الأميرُ سعود بن عبد العزيز مَلِكًا على البلادِ خَلَفًا لوالده، كما بويع الأمير فيصل بولاية العهد، وتبعًا لذلك ولتمرُّسه على شؤون الحكم والإدارة وأمور السياسة عُيِّن نائبًا لرئيس مجلس الوزراء، كما احتفظ بمركزِه السابق كوزير للخارجية، ثم عَهِدَ إليه الملك سعود في 16 ذي الحجة من هذا العام برئاسةِ مجلس الوزراء.

العام الهجري : 1391 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1971
تفاصيل الحدث:

عادَت العَلاقات الدُّبلوماسيةُ بين السُّعودية والجُمهورية اليمنيةِ، وقام رَئيس وُزراء الجُمهورية العربيَّة اليَمَنيةِ عبد الله الحجريُّ بزِيارة الرياضِ. ونصَّ بلاغٌ سُعودي يَمَنيٌّ مشترَك على أنَّ الحُدودَ بين البلدينِ ثابتةٌ ونهائيةٌ، كما نصَّت عليها معاهدةُ الطائفِ عام 1353هـ / 1934م. وأدَّى تقارُب صَنعاءَ مع الرِّياضِ إلى تَحسين عَلاقات اليمنِ الشماليِّ بالولايات المتحِدةِ وبريطانيا وألمانيا الغربيةِ، وإلى إضْعاف روابطِ التعاوُنِ مع البُلدانِ الاشتراكيةِ.

العام الهجري : 1419 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1999
تفاصيل الحدث:

قامت مجموعةٌ من قواتِ الكوماندوس التركيةِ بخطفِ القائد الكردي "عبد الله أوجلان"، وهو في دولة كينيا، وذلك في 15 فبراير 1999م، وأعادته إلى تركيا، في عملية مشتركة بين قوات وَكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، ووَكالة الاستخبارات الوطنية التركية (MIT)، وتمَّ نقلُه بعدَها جوًّا إلى تركيا.
وُلد "أوجلان" عام 1949م، وأسَّس حزب العمَّال الكردستاني ذا الميول الشيوعية، ونفَّذ عددًا من العمليات الإرهابية في تركيا.

العام الهجري : 1429 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 2008
تفاصيل الحدث:

عُقِد في مقرِّ الأممِ المتحدةِ في نيويورك مؤتمرُ الحوارِ بين الأديانِ والتعاوُنِ من أجلِ السلامِ؛ وذلك استجابةً لدعوةِ خادِمِ الحرمَين الشريفَين الملك عبد الله بن عبد العزيز الجمعيةَ العامَّةَ للأُممِ المتَّحدة إلى عقدِ اجتماعٍ عالي المستوى للحِوارِ بين أتباعِ الأديانِ والثَّقافاتِ والحضاراتِ. ويأتي هذا المؤتمرُ وَفقًا لإعلانِ مدريدَ الذي صَدَر في ختامِ المؤتَمرِ العالميِّ للحوارِ الذي نظَّمَتْه رابطةُ العالَمِ الإسلاميِّ في العاصمةِ الإسبانيَّةِ مدريد.

العام الهجري : 1433 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 2012
تفاصيل الحدث:

قُتِل وزيرُ الدِّفاع السوري داود عبد الله راجحة، ونائِبُه آصف شوكت، صِهرُ بشار الأسد، ورئيسُ خليَّة الأزمة حسن تركماني، كما أُصيب وزيرُ الداخلِيَّة محمد الشعار، وذلك في التَّفجيرِ الذي استَهدَفَ مبنَى الأمنِ القوميِّ بالعاصمة دِمَشق. وتمَّ تعيِينُ العِماد فهد جاسم الفريج نائبًا للقائِدِ العامِّ للجيش والقُوَّات المُسلَّحة ووزيرًا للدفاع. وقد أعلَن الجيشُ السُّوريُّ الحرُّ مسؤولِيَّتَه عن الانفجار.

العام الهجري : 1435 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 2014
تفاصيل الحدث:

اغتِيلَ عبدُ الرؤوف ريغي زعيمُ حركةِ "جيش النصر" البلوشيَّة السُّنيَّة في مدينة كويتا غربَ باكستان. وكان عبدُ الرؤوف ريغي رحمه الله قد تعلَّم العُلومَ الشَّرعيَّة والدِّينيَّةَ في مدارِسِ زاهدان، ثم انتقَل إلى كراتشي في باكستان، وتخرَّج من جامعةِ دار العُلوم بكراتشي في الدِّراساتِ الإسلاميَّة. وبعدَما أنهى ريغي الدراساتِ الإسلاميَّةَ عاد إلى بلوشستان إيران، وبدأ من هناك بتشكيلِ الفَصائلِ المسلَّحة البلوشيَّة إلى جانبِ شقيقِه عبدِ المالك.

العام الهجري : 1444 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 2023
تفاصيل الحدث:

اتَّفَقت السُّعوديَّةُ وإيرانُ على استئنافِ العَلاقاتِ الدُّبلوماسيَّةِ بينهما، وإعادةِ فتحِ سِفارَتَيهما وممثِّلياتِهما. وجاء هذا الاتِّفاقُ بعدَ مُباحثاتٍ جرت في بكِّين مع الرَّئيسِ الصِّينيِّ (شي جين بينغ)، والتي تضمَّنت تفعيلَ اتِّفاقيةِ التَّعاوُنِ الأمنيِّ، والالتزامَ بعَدَمِ التَّدخُّلِ في الشُّؤونِ الدَّاخليَّةِ. ويُؤملُ أن يفتحَ هذا الاتِّفاقُ البابَ لحَلِّ الملفَّاتِ العالقةِ في المِنطَقةِ، مِثلُ الأمنِ البَحريِّ، وأمنِ الطَّاقةِ، والمليشيَّاتِ، وحزبِ اللهِ في لبنانَ، والحوثيِّ في اليَمَنِ.

العام الهجري : 513 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1119
تفاصيل الحدث:

الإمام العلامة البحر شيخ الحنابلة: أبو الوفاء علي بن عقيل بن محمد بن عقيل بن عبد الله البغدادي، الظفري، الحنبلي، المتكلم، صاحب التصانيف، شيخ الحنابلة في زمانه. ولد سنة 431 هـ, وكان يسكن الظفرية -محلة كبيرة بشرقي بغداد- ومسجده بها مشهور. كان إمامًا مُبرزًا في كثير من العلوم، خارق الذكاء قوي الحجة واللسان، اشتغل أول أمره بمذهب المعتزلة واتُّهِم بالانحراف عن مذهب السنة حتى أراد الحنابلة قَتْلَه، ثم أظهر توبته وأعلنها وأشهد عليها وكُتب في ذلك مجلسٌ شهده كبار الفقهاء. قال الذهبي: "أخذ ابن عقيل علم العقليات عن شيخَي الاعتزال أبي علي بن الوليد، وأبي القاسم بن التبان؛ صاحبي أبي الحسين البصري، فانحرف عن السنة، وكان يتوقد ذكاءً، وكان بحر معارف، وكنز فضائل، لم يكن له في زمانه نظير على بدعته". قال أبو طاهر السِّلَفي: "ما رأت عيني مثل أبي الوفاء ابن عقيل الفقيه؛ ما كان أحدٌ يقدر أن يتكلم معه؛ لغزارة علمه، وحسن إيراده، وبلاغة كلامه، وقوة حجته، تكلم يومًا مع شيخنا الكيا أبي الحسن، فقال له الكيا: هذا ليس مذهبك. فقال: أكون مثل أبي علي الجبَّائي، وفلان وفلان لا أعلم شيئًا؟! أنا لي اجتهاد متى ما طالبني خصم بالحجة، كان عندي ما أدفع به عن نفسي وأقوم له بحجتي. فقال الكيا: كذاك الظنُّ بك". قال ابن الجوزي: "جرت فتنة لأجل أبي الوفاء ابن عقيل، وكان أصحابنا قد نقموا عليه تردُّدَه إلى أبي علي بن الوليد؛ لأجل أشياء كان يقولها، وكان في ابن عقيل فطنة وذكاء، فأحب الاطلاع على كل مذهب يقصد ابن الوليد، وقرأ عليه شيئًا من الكلام في السر، وكان ربما تأوَّل بعض أخبار الصفات، فإذا أُنكِر عليه ذلك حاول عنه، واتَّفق أنه مَرِض فأعطى رجلًا ممن كان يلوذ به -يقال له: معالي الحائك- بعض كتبه، وقال له: إن متُّ فأحرِقْها بعدي، فاطلع عليها ذلك الرجل، فرأى فيها ما يدل على تعظيم المعتزلة والترحُّم على الحلاج، وكان قد صنَّف في مدح الحلاج جزءًا في زمان شبابه، وذلك الجزء عندي بخطه، تأوَّل فيه أقواله وأفعاله وفسَّر أسراره، واعتذر له، فمضى ذلك الحائك فأطلع على ذلك الشريف أبا جعفر وغيره، فاشتد ذلك على أصحابنا، وراموا الإيقاعَ به، فاختفى ثم التجأ إلى باب المراتب، ولم يزل في الأمر يختبط إلى أن آل إلى الصلاح في سنة خمس وستين وأربعمائة". وفي يوم الحادي عشر من محرم حضر أبو الوفاء ابن عقيل الديوان ومعه جماعة من الحنابلة واصطلحوا، وكانت نسخة ما كتبه ابن عقيل بخطه ونسب إلى توبته: "بسم الله الرحمن الرحيم، يقول علي بن عقيل بن محمد: إني أبرأ إلى الله تعالى من مذاهب المبتدعة والاعتزال وغيره، ومن صُحبة أربابه، وتعظيم أصحابه، والترحم على أسلافهم، والتكثر بأخلافهم، وما كنت علَّقتُه ووُجد خطي به من مذاهبهم وضلالاتهم فأنا تائب إلى الله تعالى من كتابته، وأنه لا تحل كتابته ولا قراءته ولا اعتقاده". قال ابن عقيل: "عصمني الله في شبابي بأنواع من العصمة، وقصَرَ محبتي على العلم، وما خالطت لعَّابًا قط، ولا عاشرتُ إلا أمثالي من طلبة العلم، وأنا في عشر الثمانين أجِدُ من الحرص على العلم أشدَّ مما كنت أجده وأنا ابن عشرين، وبلغت لاثنتي عشرة سنة، وأنا اليوم لا أرى نقصًا في الخاطر والفكر والحفظ، وحِدَّة النظر بالعين لرؤية الأهِلَّة الخفية إلا أن القوة ضعيفة". برع في الفقه والأصول، وله مصنفات أشهرها: كتاب الفنون، ولكن قيل: إنه لم يتمَّه. ولو تمَّ لأغنى عن كل المؤلفات! وله الرد على الأشاعرة في مسألة الحرف والصوت، وله الواضح في أصول الفقه، والفصول في الفقه الحنبلي، وغيرها. توفي بُكرةَ الجمعة ثاني عشر جمادى الأولى في بغداد عن 82 عامًا. وكان الجمع في الصلاة عليه يفوت الإحصاء؛ "قال ابن ناصر شيخنا: حزرتهم بثلاثمائة ألف. قال المبارك بن كامل: صُلِّي على شيخنا بجامع القصر، فأمَّهم ابن شافع، وكان الجمع ما لا يحصى، وحُمل إلى جامع المنصور، فصُلِّي عليه، وجرت فتنة وتجارحوا، ونال الشيخ تقطيعُ كفنه، ودُفن قريبًا من الإمام أحمد, وقال ابن الجوزي أيضًا فيه: هو فريد فنه، وإمام عصره، كان حسَنَ الصورة، ظاهِرَ المحاسن".

العام الهجري : 564 العام الميلادي : 1168
تفاصيل الحدث:

هو مَلِك الديار المصرية ووزيرُها أبو شجاع شاور بن مجير بن نزار بن عشائر السعدي، الهوازني. يرجع نسبه إلى أبي ذؤيب عبد الله والد حليمة السعدية مرضعة رسول الله صلى الله عليه وسلم. كان الملك الصالحُ طلائع بن رزيك الرافضي وزيرُ العاضد قد ولَّاه إمرة الصعيد، ثم نَدِمَ على توليته حيث لا ينفع الندم. ثم إن شاوِر تمكن في الصعيد، وكان شجاعًا فارسًا شهمًا، وكان الصالح لما احتُضِرَ قد وصى ولده رزيك ألَّا يتعرض لشاور ولا يهيجه بمساءةٍ ولا يُغَيِّر عليه حاله، فإنه لا يأمَنُ عصيانه والخروج عليه، وكان كما أشار، ثم إن شاور بعد وفاة الملك الصالح حشَدَ وجمع، وأقبل من الصعيد على واحات، واخترق البرِّية إلى أن خرج من عند تروجة بقرب الإسكندرية، وتوجه إلى القاهرة ودخلها، فقتل العادِلَ رزيك بن الملك الصالح، ووزر للعاضِدِ. لما تملك شاور البلاد لمَّ شَعثَ القصر، وأدرَّ الأرزاق الكثيرة على أهل القصر، وكان قد نقصهم المَلِكُ الصالح أشياءَ كثيرة، ثمَّ تجبَّرَ شاور وظلم فخرج عليه الأميرُ ضرغام وأمراء، وتهيؤوا لحربه، ففَرَّ إلى دمشق مستنجدًا بالسلطان نور الدين محمود، فاجتمع به، وأكرمَه، ووعده بالنصرة. وقال شاوِر له: أنا أمَلِّكُك مصر، فجهَّزَ معه شيركوه بعد عهودٍ وأيمان، فالتقى شيركوه وعسكر ضرغام، فانكسرَ المصريون، وحُوصِرَ ضرغام بالقاهرة، وتفلَّلَ جمعُه، فهرب، فأُدرِك وقُتِلَ عند جامع ابن طولون، وطِيفَ برأسه، ودخل شاوِر، فعاتبه العاضِدُ على ما فعل من جَلبِ أصحاب نور الدين محمود إلى مصر، فضَمِنَ له أن يصرِفَهم، فخلع عليه، فكتب إلى الروم يستنفِرُهم ويُمَنِّيهم، فأُسقِطَ في يد شيركوه، وحاصر القاهرةَ، فدهمته الرومُ، فسبق إلى بلبيس، فنزلها، فحاصره العدوُّ بها شهرين، وجرت له معهم وقعات، ثم فَتَروا، وترحلوا، وبقي خلقٌ من الروم يتقوَّى بهم شاور، وقرر لهم مالًا، ثم فارقوه. وبالغ شاوِر في العسف والمصادرة، وتمنى المصريون أن يليَ أمرهم شيركوه، فسار إليهم ثانيًا من الشام، فاستصرخ شاوِر بملك الفرنج عموري، للعودِ إلى مصر، ولكنهم تأخروا فخاف شاور فعَمِلَ حيلةً يغدر فيها بأسد الدين وأمرائه ويقبض عليهم، فنهاه ابنه الكامل، وقال له: والله لئن لم تنتهِ عن هذا الأمرِ لأُعَرِّفنَ أسد الدين. فقال له أبوه شاور: واللهِ لئن لم نفعَلْ هذا لنُقتَلَنَّ كلنا. فقال له ابنه الكامل: لَأنْ نقتل والبلادُ بيدِ المُسلِمينَ خَيرٌ من أن نقتل والبلاد بيد الفرنج. وكان شاور قد شرط لأسدِ الدين شيركوه ثلثَ أموال البلاد، فأرسل أسد الدين يطلب منه المال، فجعل شاوِر يتعلل ويماطل وينتظر وصول الفرنج، فابتدره أسدُ الدين وقتَلَه، واختلفوا في قتلِه على أقوال؛ أحدُها: أن الأمراء اتفقوا على قتله لَمَّا عَلِموا مكاتبتَه للفرنج، وأنَّ أسد الدين تمارض، وكان شاور يخرجُ إليه في كل يوم والطبل والبوق يضربان بين يديه على عادةِ وُزَراء مصر، فجاء شاوِر ليعود أسد الدين فقَبَض عليه وقتله، والثاني: أن صلاح الدين وجرديك اتَّفقا على قتله وأخبرا أسدَ الدين فنهاهما، وقال: لا تفعلا، فنحن في بلاده ومعه عسكر عظيم، فأمسكا عن ذلك إلى أن اتفق أنَّ أسد الدين ركب إلى زيارة الإمام الشافعي وأقام عنده، فجاء شاوِر على عادته إلى أسد الدين فالتقاه صلاح الدين وجرديك وقالا: هو في الزيارة انزل، فامتنع؛ فجذباه فوقع إلى الأرض فقتَلاه، والثالث: أنهما لما جذباه لم يمكِنْهما قتله بغير أمر أسد الدين فسَحَبَه الغلمان إلى الخيمة وانهزم أصحابه عنه إلى القاهرة ليُجَيِّشوا عليهم، علم أسد الدين فعاد مسرعًا، وجاء رسول من العاضد برقعةٍ يطلب من أسد الدين رأسَ شاور، وتتابعت الرسل. وكان أسد الدين قد بعث إلى شاوِر مع الفقيه عيسى يقول: لك في رقبتي أيمانٌ، وأنا خائِفٌ عليك من الذي عندي فلا تجيء. فلم يلتفت وجاء على العادة فقُتِل. ولما تكاثرت الرسل من العاضد دخل جرديك إلى الخيمة وجَزَّ رأسه، وبعث أسد الدين برأسِه إلى العاضد فسُرَّ به. ثم طلب العاضد ولدَ شاوِر الملك الكامل وقتَلَه في الدهليز وقتَلَ أخاه، واستوزر أسدَ الدين شيركوه، وذلك في شهر ربيع الأول.

العام الهجري : 976 العام الميلادي : 1568
تفاصيل الحدث:

ثار المسلمون في ليلة عيد ميلاد النصارى على الإسبان، واعتصموا في جبال البشرات لصدور أوامر ملكية تحرم عليهم التحدث بالعربية، وتمنعهم من ممارسة عبادتهم وتقاليدهم، وكانت هذه الثورة بقيادة محمد بن أمية، يُذكَر أن السلطان السعدي الغالب بالله بذل الوعود المعسولة لرسل الثوَّار البورشارات، ووعدهم بالنصر وتقديم كل ما يحتاجونه من عتاد وسلاح ورجال، لكن استمرَّ الغالب بالله محافظًا على روابطه الوديَّة مع فيليب الثاني، وعمل على خِذلان أهل الأندلس! تسارعت الأحداث في إسبانيا، وبلغ عدد المجاهدين في أوائل سنة 976 أكثر من مائة وخمسين ألفًا، وصادف تلك الثورة صعوباتٌ كبيرة بالنسبة للحكومة الإسبانية؛ إذ كانت غالبية الجيش متقدِّمة مع دوق البابا في الأراضي المنخفضة وأثبتت الدوريات البحرية أنها غير قادرة على حرمان الثوار المسلمين من الاتصال بالعثمانيين في الجزائر، فاستنجد المسلمون بالعثمانيين، فجمع قلج علي جيشًا عظيمًا قِوامُه أربعة عشر ألف رجل من رماة البنادق، وستين ألفًا من المجاهدين العثمانيين من مختلف أرجاء البلاد، وأرسلهم إلى مدينتي مستغانم ومازغران؛ استعدادًا للهجوم على وهران، ثم النزول في بلاد الأندلس، وكان يرافق ذلك الجيشَ عددٌ كبيرٌ من المدافع، وألف وأربعمائة بعير محمَّلة بالبارود الخاص بالمدافع والبنادق، ولكن وبسبب سوء تصرف أحد رجال الثورة الأندلسيين إذ انكشف أمره فداهمه الإسبان، وضبطوا ما كان يخفيه من سلاح بعد أن نجح قلج علي في إنزال الأسلحة والعتاد والمتطوعين على الساحل الإسباني، لم تقع الثورة في الموعد المحدَّد لها، لقد قام قلج علي في شعبان سنة 976 ببعث أسطول الجزائر لتأييد الثائرين في محاولتهم الأولى، وحاول إنزال الجند العثماني في الأماكن المتفق عليها، لكن الإسبان كانوا قد عرفوا ذلك بعد اكتشاف المخطَّط، فصدوا قلج علي عن النزول، وكانت الثورة في عنفوانها، وزوابع الشتاء قوية في البحر؛ فالأسطول الجزائري صار يقاوم الأعاصير من أجل الوصول إلى أماكن أخرى من الساحل يُنزل بها المدد المطلوب، إلا أن قوة الزوابع أغرقت 32 سفينة جزائرية تحمل الرجال والسلاح، وتمكَّنت ست سفن من إنزال شحنتِها فوق سواحل الأندلس، وكان فيها المدافع والبارود والمجاهدين، وكان القائد المجاهد قلج علي قد عزم على الذهاب بنفسه ليتولى قيادة الجهاد هناك، لكن ما شاع عن تجمع الأسطول الصليبي للقيام بمعركة حاسمة مع المسلمين وأمْر السلطان العثماني له بالاستعداد للمشاركة في هذه المعركة- جعله مضطرًّا للبقاء في الجزائر منتظرًا لأوامر إستانبول، وفي غمرة الثورة الأندلسية اتُّهم قائد الثورة ابن أمية بالتقاعس عن الجهاد، فهاجمه المتآمرون فقتلوه في منزله واختير مولاي عبد الله بن محمد بن عبو بدلًا منه، وبعث قلج علي تعزيزات له ونجح القائد الجديد في حملاته الأولى ضد النصارى الإسبان، وطوَّق جيشُه مدينة أرجيه، انزعجت الحكومة الإسبانية لهذا التطورات، وعينت دون جوان النمساوي على قيادة الأسطول الإسباني (وهو ابن غير شرعي للإمبراطور شارل) فباشر قمع الثورة في سنواتها 977-987 وأتى من الفظائع ما بخلت بأمثاله كتُبُ الوقائع، فذبح النساء والأطفال أمام عينيه، وأحرق المساكنَ ودمَّر البلاد، وكان شعاره لا هوادة، وانتهى الأمر بإذعان مسلمي الأندلس، لكنه إذعان مؤقت؛ إذ لم يلبث مولاي عبد الله أن عاد الكَرَّة، فاحتال الإسبان عليه حتى قتلوه غيلةً ونصبوا رأسه فوق أحد أبواب غرناطة زمنًا طويلًا.