الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2508 ). زمن البحث بالثانية ( 0.008 )

العام الهجري : 1315 العام الميلادي : 1897
تفاصيل الحدث:

هو الأميرُ محمدُ بنُ عبد الله بن علي بن رشيد، من شمر، أكبَرُ أمراءِ آل رشيد أيامَ حُكمِهم في حائل وما حولها. كان أبوه عبدُ الله قد لجأ إلى آل سعودٍ وأقامه الأميرُ فيصل بن تركي بن عبد الله أميرًا على حائل، وتوفِّيَ بها سنة 1263هـ، وخلفه ابنُه طلال فتوفي سنة 1283 وخَلَفه أخوه متعب فقتله ولَدَا أخيه بندر وبدر ابنا طلال سنة 1285، وقام محمد سنة 1288 فقتل خمسةً من أبناء أخيه طلال بينهم بندر وبدر، وترك سادسًا لهم اسمه نايف لصغر سنه، وتوطَّدَت له الإمارة. وامتَدَّ حُكمُه إلى أطراف العراق ومشارف الشام، ونواحي المدينة واليمامة وما يلي اليمن. وغلب على نجدٍ، وانتهز فرصةَ الخلاف بين أمراء آلِ سعود، فأدخل نجدًا في طاعتِه بعد أن قضى على دولتِهم في مرحلتها الثانية سنة 1309ه. وأَمِنَت المسالك في أيامِه، وفكَّرَ في إنشاءِ ميناء بحريٍّ لنجد، فحالت منيَّتُه دون ذلك. توفِّيَ بحائلٍ ولم يُعقِب ولدًا، فلمَّا مات خلفه ابنُ أخيه عبد العزيز بن متعب الذي قُتِلَ في المواجهة مع الملك عبد العزيز في معركة روضة مهنا بالقصيم سنة 1324.

العام الهجري : 1338 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1920
تفاصيل الحدث:

نتيجةً لموقف إنجلترا وفرنسا من مقرَّرات المؤتمر السوري الذي انعقد في مارس تمَّ عقدُ مؤتمر سان ريمو الذي حُدِّدت فيه مناطق النفوذ البريطانية والفرنسية في المشرق العربي، فانعقد المجلس الأعلى للحلفاء، الذي يعتبَرُ امتدادًا لمؤتمر لندن المنعقد في (فبراير) 1920 في مدينة سان ريمو الإيطالية، في المدة ما بين التاسع عشر والخامس والعشرين من نيسان (أبريل) 1920؛ للبحث في شروط الحلفاء للصلحِ مع تركيا طبقًا لمعاهدة سيفر والمصادقة عليها، وذلك بعد إعلان المجتَمِعين في المؤتمر السوري -الذي عُقِدَ في مارس- استقلال سوريا ومناداتهم بفيصل ملكًا عليها. وقد قرر الحلفاء: استقلال سوريا تحت الانتدابِ الفرنسي. واستقلال العراق تحت الانتداب البريطاني. ووضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني، وكان ذلك سعيًا لتحقيق وعد بلفور لليهود فيها. ولم يكن قرارُ الانتداب في سان ريمو إلَّا تطبيقًا لاتفاقية سايكس بيكو المشهورة، وإصرارًا قويًّا من فرنسا على احتلال سوريا. وكان قرار المؤتمر ضربةً شديدة لآمال الشعب في استقلال سوريا ووحدتها، فقامت المظاهراتُ والاحتجاجات، واشتعلت النفوسُ بالثورة، وأجمع الناسُ على رفض ما جاء بالمؤتمر من قرارات، وكثرت الاجتماعاتُ بين زعماء الأمة والملك فيصل، وأبلغوه تصميمَ الشعب على مقاومةِ كُلِّ اعتداء على حدود البلاد واستقلالها.

العام الهجري : 1425 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 2004
تفاصيل الحدث:

الشيخُ زايدُ بنُ سلطانٍ آلَ نهيانَ، هو أولُ رئيسٍ لدولة الإمارات العربية المتحدة، وحاكمُ إمارة أبو ظبي، وُلد عامَ 1918م، في مدينة أبو ظبي بقصر الحصن، وتولَّى الشيخُ زايدٌ حُكم العين عام 1946م، وافتُتِحَت في عام 1959م أولُ مدرسةٍ بالعين حملَت اسمَ المدرسةِ النهيانية، كما تمَّ إنشاءُ أولِ سوق تجاريةٍ وشبكة طرق، ومَشفًى طبي، وقام بإعادة النظر في ملكية المياه، وجعَلَها على نُدرتها متوفرةً للجميع، بالإضافة إلى تسخيرها لزيادة المساحات الزراعية، تولَّى الشيخُ زايدٌ مقاليدَ الحكم في إمارة أبو ظبي في 6 أغسطس 1966م بإجماعٍ وموافَقةٍ من العائلة الحاكمة خلفًا لشقيقه الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان.
وصنع الشيخُ زايدٌ معَ الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم دولة الإمارات العربية المتحدة، فقد بدأت اتحادًا بين إماراتيهما أبو ظبي ودبي، على أنْ يدْعوَا باقيَ حكَّام الإمارات لهذه الوَحْدة، فلبَّوْهم في 2 ديسمبر من 1971م.
تُوفيَ الشيخ زايدٌ عن عمرٍ يُناهزُ 86 عامًا، وخلَفَه ابنُه الشيخُ خَليفةُ بنُ زايدٍ آلَ نهيانَ رئيسًا لدولة الإمارات وحاكمًا لإمارة أبو ظبي.

العام الهجري : 1435 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 2014
تفاصيل الحدث:

تُوفِّي الداعيةُ والمفكِّر الإسلاميُّ العراقيُّ الدكتور عبد الكريم زيدان عن عُمر يناهز (97) عامًا، بعدَ حياةٍ حافِلَةٍ بالعطاءِ الفِكريِّ والتَّربويِّ، والتأليفِ والتَّدريس. وزيدان عِراقيُّ الجنسيَّة مقيمٌ في اليَمَن منذُ سنواتٍ، يدرِّس في جامعةِ الإيمانِ التي يَرأَسُها الشَّيخُ عبد المجيد الزنداني. ويعدُّ زيدان أحدَ أبرزِ وُجوهِ الفِكرِ الإسلامي ومنظِّري الدَّعوةِ، تقلَّد العديدَ من المناصِبِ، وله عشراتُ المؤلَّفات في القانون والشَّريعة، والدِّراسات الإسلاميَّةِ. تَعلَّم رحمه الله القرآنَ الكريم في مكاتِبِ تعليمِ القرآن الأهليَّة، ثم تخرَّج في كلِّيَّة الحقوِق بالعاصمة بغداد، ثم الْتحَق بمعهدِ الشَّريعة الإسلاميَّة في جامعة القاهرة، كما حَصَل على شهادةِ الدكتوراه في الشَّريعة الإسلاميَّة من جامعة القاهرة أيضًا عامَ (1962م)، ثم زاوَلَ مِهنَةَ التَّدريس والإشرافِ على طُلَّاب الدِّراسات العليا سنواتٍ طويلةً في عدد من الجامعات، وتولَّى عِدَّةَ مناصِبَ عِلميَّةٍ فيها، كما كان عُضوًا في مجلِس المَجمَع الفقهيِّ الإسلامي التابِع لرابطةِ العالَم الإسلاميِّ في مكَّة المكرَّمة، ونال جائزةَ الملك فَيصل المعروفة عن كتابه (الموسوعة): ((المفصَّل في أحكام المرأة والبيت المسلِم))، وله مؤلَّفاتٌ علميَّة كثيرةٌ في مُختَلَف الاختِصاصاتِ الشرعيَّة والقانونيَّة والفِكرِيَّة والدَّعويَّة، التي تمَّ اعتِمادُها كمَوادَّ دِراسيَّةٍ في العديدِ من الجامِعات العربيَّة والإسلاميَّة.

العام الهجري : 87 العام الميلادي : 705
تفاصيل الحدث:

عَيَّنَ الوَليدُ بن عبدِ الملك عُمَرَ بنَ عبدِ العزيز على إِمارَةِ المَدينَة بعدَ أن عَزَلَ هِشامَ بن إسماعيلَ عن وِلَايَتِها، ثمَّ ضَمَّ إليه وِلايَةَ الطَّائِف سنة 91هـ، وبذلك صار وَالِيًا على الحِجازِ كُلِّها, وكانت إمارتُه عليها أربعَ سِنين غير شَهرٍ أو نَحوِه، فقَدِمَها وَالِيًا وثَقَلُه على ثلاثين بَعِيرًا، فنَزَل دارَ مَرْوان، وجَعَل يَدخُل عليه النَّاسُ فيُسَلِّمون، فلمَّا صلَّى الظُّهْرَ دَعَا عَشرةً مِن الفُقَهاء الذين في المدينة: عُرْوَةَ بن الزُّبير، وأبا بَكْر بن سُليمان بن أبي خَيْثَمَة، وعُبيدَ الله بن عبدِ الله بن عُتْبَة بن مَسْعود، وأبا بَكْر بن عبدِ الرَّحمن بن الحارِث، وسُليمان بن يَسار، والقاسِم بن محمَّد، وسالِم بن عبدِ الله بن عُمَرَ، وعبدَ الله بن عُبيدِ الله بن عُمَرَ، وعبدَ الله بن عامِر بن ربِيعَة، وخارِجَة بن زَيدٍ، فدَخَلُوا عليه، فقال لهم: إنَّما دَعَوْتُكم لِأَمْرٍ تُؤْجَرُون عليه, وتَكُونون فيه أَعوانًا على الحَقِّ، لا أُريدُ أن أَقْطَعَ أَمْرًا إلَّا بِرَأْيِكم، أو بِرَأْيِ مَن حَضَر منكم، فإن رَأيتُم أَحدًا يَتَعَدَّى, أو بَلَغَكُم عن عامِلٍ لي ظُلْمٌ، فأُحَرِّجُ اللهَ على مَن بَلغَهُ ذلك إلَّا بَلَّغَنِي. فخَرجُوا يَجْزُونَهُ خَيْرًا وافْتَرقوا.

العام الهجري : 259 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 873
تفاصيل الحدث:

دخل يعقوبُ بن الليث نيسابور، وكان سببَ مَسيرِه إليها أنَّ عبد الله السجزي كان ينازع يعقوب بسجستان، فلما قويَ عليه يعقوبُ هرب منه إلى محمد بن طاهر، فأرسل يعقوبُ يطلب من ابن طاهرٍ أن يسَلِّمَه إليه فلم يفعَلْ، وقيل: كان سببَ مِلك يعقوب نيسابورَ ما بلَغَه من ضَعفِ محمد بن طاهر أميرِ خراسان، فلما تحقَّقَ يعقوبُ ذلك، وأنَّه لا يقدِرُ على الدَّفعِ، وكان بعضُ خاصة محمد بن طاهر، وبعضُ أهلِه لَمَّا رأوا إدبارَ أمرِه، مالوا إلى يعقوبَ فكاتبوه، واستدعَوه وهَوَّنوا على محمد أمرَ يعقوب من نيسابور، فسار نحوَه إلى نيسابور، فلما قرُبَ منها وأراد دخولها، وجَّه محمد بن طاهر يستأذِنُه في تلقِّيه فلم يأذَنْ له، فبعث بعُمومتِه وأهلِ بيته فتلقَّوه, ثم دخل يعقوبُ نيسابور، فركب محمد بن طاهر فدخل إليه في مضربه، فسأله ثم وبَّخَه على تفريطِه في عمَلِه، وقبض على محمد بن طاهر، وأهلِ بيته، وكانوا نحوًا مِن مائة وستين رجلًا، وحملهم إلى سجستان واستولى على خراسان، ورتَّبَ فيها نُوَّابه, ثم أرسل إلى الخليفةِ يذكرُ تفريطَ محمد بن طاهر في عمَلِه، وأنَّ أهلَ خراسان سألوه المسيرَ إليهم، ويذكُر غلبة العَلويِّين على طبرستان، وبالغ في هذا المعنى، فأنكر عليه الخليفةُ ذلك، وأمَرَه بالاقتصارِ على ما أُسنِدَ إليه.

العام الهجري : 298 العام الميلادي : 910
تفاصيل الحدث:

هو الحُسينُ بنُ أحمد بن محمد بن زكريا أبو عبد الله الشيعي المعروف بالقائم؛ فهو الذي قام بالدعوة لعُبيد الله المهدي جَدِّ ملوك مصر, ويُعرَفُ كذلك بالمعلِّم؛ لأنه يعلِّمُ الناسَ عقائِدَ الباطنية, وأصلُه من اليمن من صنعاء، وقيل: كان من أهل الكوفة، سار من سلمية من عند عُبيد الله المهدي داعيًا له في البلاد، وتنقَّلت به الأحوال إلى أن دخل المغرِبَ, وكان من دُهاة العالم، وأفرادِ بني آدم دَهاءً ومَكرًا ورأيًا. دخل إفريقيةَ وحيدًا بلا مال ولا رجال، فلم يزَلْ يسعى ويتحَيَّل ويستحوذ على النُّفوسِ بإظهار الزهادة والقيامِ لله، حتى تَبِعَه خلقٌ وبايعوه، وحاربوا صاحِبَ إفريقية مرَّات. وآل أمرُه إلى أن تمَلَّك القيروان، وهرب صاحِبُها أبو مضر زيادة الله الأغلبي آخِرُ ملوك بني الأغلب منه إلى بلادِ الشرق. كما قضى على دولتَي بني مدرار والرستمية في أفريقيةَ، حتى مهَّد القواعِدَ للمهديِّ ووطَّدَ البلاد, فأقبل المهديُّ من الشرق وسَلَّمَه الأمر، ثمَّ كفَّ المهديُّ يَدَه ويدَ أخيه أبي العباس، فندم أبو عبد الله على ما صنع وأضمَرَ الغَدرَ هو وأخوه بعُبيد الله، فاستشعر منهما المهديُّ الغدرَ, فدَسَّ إليهما من قتَلَهما في ساعةٍ واحدةٍ، وذلك بمدينة رقادة, فتوطَّدَ المُلكُ لعُبيد الله.

العام الهجري : 298 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 911
تفاصيل الحدث:

استولى أبو نصر أحمدُ بن إسماعيل السامانيُّ على سِجِستان، وسببُ ذلك أنَّه لَمَّا استقرَّ أمرُه، وثبت ملكُه في بلادِ ما وراءَ النهر، خرج في سنة 297 إلى الرَّيِّ، وكان يسكُنُ بُخارى، ثمَّ سار إلى هراة، فسيَّرَ منها جيشًا في المحرَّم سنة ثمان وتسعين إلى سِجِستان، وسيَّرَ جماعةً من أعيان قوَّاده وأمرائه، منهم أحمد بن سهل، ومحمَّد بن المظفَّر، وسيمجور الدواتي، وهو والدُ آل سيمجور ولاة خُراسان للسامانيَّة، واستعمَلَ أحمدُ على هذا الجيشِ الحسينَ بن علي المَروَروذيَّ، فساروا حتى أتوا سجستان، وبها المعدَّلُ بن علي بن الليث الصَّفَّار، وهو صاحبها، فلمَّا بلغ المعدَّلَ خَبَرُهم سيَّرَ أخاه أبا عليٍّ محمَّد بن عليِّ بن الليث إلى بُست والرخج؛ ليحمي أموالها، ويرسِل منها الميرةَ إلى سجستان، فسار الأميرُ أحمد بن إسماعيل إلى أبي عليٍّ ببُست، وجاذبه وأخذه أسيرًا، وعاد به إلى هَراة، وأمَّا الجيشُ الذي بسجستان فإنَّهم حصروا المُعدَّلَ وضايقوه، فلمَّا بلغه أنَّ أخاه أبا عليٍّ محمَّدًا قد أُخذَ أسيرًا، صالَحَ الحسينَ بنَ عليٍّ، واستأمن إليه، فاستولى الحسينُ على سجستان، فاستعمل عليها الأميرُ أحمدُ أبا صالحٍ منصورَ بن إسحاق، وهو ابنُ عمِّه، وانصرف الحسينُ عنها ومعه المعدَّلُ إلى بُخارى.

العام الهجري : 422 العام الميلادي : 1030
تفاصيل الحدث:

كانت الرَّها بيدِ نَصرِ الدَّولة بن مروان، فلمَّا قُتِلَ عَطير الذي كان صاحِبَها، شَفَعَ صالحُ بنُ مرداس، صاحِبُ حَلَب، إلى نَصرِ الدَّولة ليُعيدَ الرَّها إلى ابنِ عطير، وإلى ابنِ شبلٍ، بينهما نِصفَينِ، فقَبِلَ شَفاعَتَه، وسَلَّمَها إليهما، وكان في الرَّها برجانِ حَصينانِ أحَدُهما أكبَرُ من الآخر، فتَسَلَّمَ ابنُ عطير الكبير، وابنُ شبل الصَّغيرَ، وبَقِيَت المدينةُ معهما إلى هذه السَّنة، فراسل ابنُ عطير أرمانوس مَلِكَ الروم، وباعَه حِصَّتَه من الرَّها بعشرينَ ألف دينار، وعِدَّة قُرًى من جملتِها قريةٌ تُعرَفُ إلى الآن بسن ابن عطير، وتسَلَّموا البرُجَ الذي له، ودخلوا البلَدَ فمَلَكوه، وهرب أصحابُ ابنِ شبل من البُرجِ الآخَر، وقَتَل الرُّومُ المُسلِمين، وخَرَّبوا المساجِدَ، وسَمِعَ نَصرُ الدَّولة الخبَرَ، فسَيَّرَ جيشًا إلى الرها، فحصَروها وفتَحوها عَنوةً، واعتصم مَن بها مِن الرُّومِ بالبُرجَينِ، واحتمى النَّصارى بالبيعةِ التي لهم، وهي من أكبَرِ البِيَعِ وأحسَنِها عِمارةً، فحَصَرهم المسلمونَ بها، وأخرَجوهم، وقَتَلوا أكثَرَهم، ونَهَبوا البلدَ، وبَقِيَ الرومُ في البرجين، وسَيَّرَ إليهم عسكرًا نحو عشرةِ آلاف مقاتل، فانهزم أصحابُ ابنِ مَروانَ مِن بينِ أيديهم، ودخَلوا البلدَ وما جاوَرَهم من بلادِ المُسلِمينَ، وصالحهم ابنُ وَثَّاب النميري على حَرَّان وسروج وحمَلَ إليهم خراجًا.

العام الهجري : 541 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1146
تفاصيل الحدث:

احتَلَّ الفِرنجُ طرابلسَ الغَربِ، وسَبَبُ ذلك أنَّ رجار مَلِك صقليَّةَ جَهَّزَ أسطولًا كبيرًا وسَيَّرَه إلى طرابلُس الغَربِ، فأحاطوا بها برًّا وبحرًا، ثالِثَ المُحَرَّم، فخرج إليهم أهلُها وأنشَبوا القِتالَ، فدامَت الحَربُ بينهم ثلاثةَ أيَّامٍ، فلمَّا كان اليومُ الثَّالثُ سَمِعَ الفِرنجُ بالمدينةِ ضَجَّةً عَظيمةً، وخَلَت الأسوارُ مِن المُقاتِلة، وسَبَبُ ذلك أنَّ أهلَ طرابلُس كانوا قبل وصولِ الفرنجِ بأيَّامٍ يَسيرةٍ قد اختلفوا، فأخرج طائفةٌ منهم بني مطروح، وقَدَّموا عليهم رجُلًا مُلَثَّمًا قَدِمَ يُريدُ الحَجَّ ومعه جماعةٌ، فوَلَّوه أمْرَهم، فلمَّا نازَلهم الفِرنجُ أعادت الطَّائفةُ الأخرى بني مطروح، فوقَعَت الحَربُ بين الطائِفَتينِ، وخَلَت الأسوارُ، فانتهَزَ الفِرنجُ الفُرصةَ ونَصَبوا السَّلالِمَ، وصَعِدوا على السُّورِ، واشتَدَّ القِتالُ فمَلَكَت الفِرنجُ المدينةَ عَنوةً بالسَّيفِ، فسَفَكوا دماءَ أهلِها وسَبَوا نساءَهم، وهرب مَن قَدَر على الهرَبِ، والتجأ إلى البربَرِ والعَرَب، فنودِيَ بالأمانِ في النَّاسِ كافَّةً، فرجع كلُّ من فَرَّ منها، وأقام الفرنجُ سِتَّةَ أشهُرٍ حتى حَصَّنوا أسوارَها وحَفَروا خَندَقَها، ولَمَّا عادوا أخَذوا رهائِنَ أهلِها، ومعهم بنو مطروح والمُلَثَّم، ثمَّ أعادوا رهائِنَهم، ووَلَّوا عليها رجلًا من بني مطروح، واستقامت أمورُ المدينةِ وأُلزِمَ أهلُ صقلية والرُّوم بالسَّفَرِ إليها فانعَمَرت سريعًا وحَسُنَ حالُها.

العام الهجري : 576 العام الميلادي : 1180
تفاصيل الحدث:

سار يوسُفُ بن عبد المؤمن إلى إفريقيَّةَ، وملك قفصة، وكان سبب ذلك أنَّ صاحِبَها علي بن عبد المعز بن المعتز لَمَّا رأى دخولَ الترك إلى إفريقيَّة واستيلاءهم على بعضها، وانقياد العرب إليهم؛ طَمِعَ أيضًا في الاستبدادِ والانفراد عن يوسف وكان في طاعته، فأظهر ما في نفسه وخالفه وأظهر العِصيان، ووافقه أهلُ قفصة، فقتلوا كلَّ من كان عندهم مِن الموحِّدين أصحابه، وكان ذلك في شوال سنة 572، فأرسل والي بجاية إلى يوسفَ بن عبد المؤمن يخبِرُه باضطراب أمور البلاد، واجتماعِ كثيرٍ من العرب إلى بهاء الدين قراقوش القائد الأيوبي الذي دخل إلى إفريقيَّة, فشرع يوسف بن عبد المؤمن في سدِّ الثغور التي يخافُها بعد مسيره، فلما فرغ من جميع ذلك جهَّز العسكر وسار نحو إفريقيَّة سنة خمس وسبعين، ونزل على مدينة قفصة وحَصَرها ثلاثة أشهر وهي بلدة حصينة، وأهلها أنجاد، وقطَعَ شَجَرَها، فلما اشتد الأمرُ على صاحبها وأهلها خرج منها مستخفيًا وطلب عفوَ أمير المؤمنين واعتذر، فَرَقَّ له يوسف فعفا عنه وعن أهل البلد، وتسلم المدينة أول سنة ست وسبعين وسيَّرَ علي بن المعز صاحِبَها إلى بلاد المغرب، فكان فيها مُكرمًا عزيزًا، وأقطعه ولايةً كبيرة؛ ورتَّب يوسف لقفصة طائفةً من أصحابه الموحِّدين.

العام الهجري : 584 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1188
تفاصيل الحدث:

لَمَّا فرغ صلاحُ الدينِ مِن أمْرِ قلعةِ دَربِ ساك سار إلى قلعة بغراس، فحصرها، وجعل أكثَرَ عَسكَرِه يزكًا- اليزك كلمة فارسية تعني مقدِّمة الجيش- مقابل أنطاكية، يُغيرونَ على أعمالها، وكانوا حَذِرينَ مِن الخوف من أهلِها إن غفلوا؛ لقربهم منها، وصلاحُ الدين في بعض أصحابِه على القلعة يقاتِلُها، ونصَبَ المجانيقَ، فلم يؤثِّرْ فيها شيئًا لعُلُوِّها وارتفاعها، فغلب على الظُّنونِ تعذُّرُ فَتحِها وتأخُّر مِلكِها، وشَقَّ على المسلمين قِلَّةُ الماء عندهم، إلَّا أنَّ صلاحَ الدين نَصَب الحِياضَ، وأمَرَ بحَملِ الماء إليها، فخَفَّف الأمرَ عليهم، فبينما هو على هذه الحال إذ قد فُتِحَ باب القلعة، وخرجَ منه إنسانٌ يطلُبُ الأمانَ ليحضُرَ، فأُجيبَ إلى ذلك، فأذِنَ له في الحضور، فحضر وطلب الأمان لِمَن في الحِصنِ حتى يسَلِّموه إليه بما فيه على قاعدة قلعةِ درب ساك، فأجابَهم إلى ما طلبوا، فعاد الرسول ومعه الأعلامُ الإسلاميَّة، فرُفِعَت على رأس القلعة، ونَزَل من فيها، وتسَلَّم المسلمون القلعةَ بما فيها من ذخائرَ وأموالٍ وسلاحٍ، وأمَرَ صلاح الدين بتخريبِه، فخُرِّبَ، وكانت مضَرَّتُه عظيمةً على المسلمين؛ فإنَّ ابن ليون صاحِبَ الأرمن خرج إليه من ولايتِه وهو مجاوِرُه، فجَدَّد عِمارَتَه وأتقَنَه، وجعل فيه جماعةً مِن عسكره يُغيرونَ منه على البلاد، فتأذَّى بهم السوادُ الذي بحلب.

العام الهجري : 610 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1214
تفاصيل الحدث:

هو السلطانُ أبو عبد الله الملك الناصر محمد بن يعقوب المنصور بالله يوسف بن عبد المؤمن بن علي القيسي, أميرُ الموحدين، وأمُّه رومية اسمها زهر. بويعَ له بعد أبيه سنة 595 بعهدٍ من أبيه، وكان أشقَرَ أشهَلَ أسيل الخَدِّ مليح الشكل، كثير الصمتِ والإطراق، شجاعًا مَهيبًا بعيدَ الغور، حليمًا عفيفًا عن الدماء، وفي لسانه لثغةٌ، وكان بخيلًا، وله عِدَّة أولاد. استوزر أبا زيد بن يوجان، ثم عزله، واستوزر الأمير إبراهيم أخاه، وكتب سرَّه ابن عياش، وابن يخلفتن الفازازي، وولي قضاءَه غير واحد. وكان قد استرد تونس والمهدية وما كان استولى عليه عليُّ بن غانية من إفريقيا، كما استولى على طرابلس الغرب وانتزعها من الأميرِ بهاء الدين قراقوش قائد الأيوبيين المصري، كما انتزع جزيرة ميورقة وما حولها من الجزر جزر الباليار من بني غانية، وكانوا نواب المرابطين فيها، وقاتل الأسبان فهزموه في وقعة العقاب عام 609, ولما عاد الناصرُ إلى مراكش أخذ البيعة لولده يوسف الملقب بالمستنصر بالله، ثمَّ احتجب في قصره إلى أن مات في هذا العامِ بعد أن أصيب بمرضٍ أيامًا، ومات في شعبانَ مِن هذه السنة، وكانت أيامُه خمسة عشر عامًا، وقام بعده ابنه المستنصرُ يوسف عشرة أعوام.

العام الهجري : 611 العام الميلادي : 1214
تفاصيل الحدث:

كان من جملة أمراء خوارزم شاه تكش والد خوارزم شاه محمد, أميرٌ اسمُه أبو بكر، ولقَبُه تاج الدين، وكان في ابتداءِ أمرِه جمَّالًا يكري الجمالَ في الأسفار، ثم جاءته السعادة، فاتصل بخوارزم شاه، وصار سيروانَ جمالِه، فرأى منه جلدًا وأمانةً، فقَدَّمَه إلى أن صار من أعيانِ أمراءِ عَسكَرِه، فولَّاه مدينة زوزن، وكان عاقلًا ذا رأي وحزمٍ وشجاعة، فتقَدَّم عند خوارزم شاه تقدمًا كثيرًا، فوَثِقَ به أكثَرَ مِن جميع أمراء دولتِه، فقال أبو بكر لخوارزم شاه: إنَّ بلاد كرمان مجاورةٌ لبلدي، فلو أضاف السلطانُ إليَّ عسكرًا لملكتُها في أسرع وقت، فسيَّرَ معه عسكرًا كثيرًا فمضى إلى كرمان، وصاحبها اسمه حرب بن محمد بن أبي الفضل الذي كان صاحِبَ سجستان أيَّامَ السلطان سنجر، فقاتَلَه، فلم يكُنْ له به قوة، وضَعُفَ، فملك أبو بكر بلادَه في أسرع وقت، وسار منها إلى نواحي مكرانَ فملكها كلها إلى السند، من حدودِ كابل، وسار إلى هرمز، مدينةٍ على ساحلِ بحر مكران، فأطاعه صاحبُها، واسمه ملنك، وخطَبَ بها لخوارزم شاه، وحملَ عنها مالًا، وخطبَ له بقلهات، وبعض عمان؛ لأن أصحابها كانوا يطيعون صاحِبَ هرمز. وقيل إنَّ ملك خوارزم شاه لكرمان ومكران والسند كان في السنةِ التي قبلها أو بعدها بقليلٍ.

العام الهجري : 626 العام الميلادي : 1228
تفاصيل الحدث:

انتهى حكم أيبك على هندستان في سنة 608 (1210م) وذلك على أثر سقوطه من على فرسه. أثناء لعبة الكرة أو البولو- جوكان- فتوفي على الأثر, وخلفه أحدُ مماليكه البارزين وزوج ابنته شمس الدين التتمش الذي سار سيرة حسنة في رعيته، واشتدَّ في رد المظالم وإنصاف المظلومين. فيؤثر عنه أنه أمر أن يلبس كلُّ مظلوم ثوبًا مصبوغًا. وأهل الهند جميعًا يلبسون البياض، فكان إذا قعد للنَّاسِ أو ركب، فرأى أحدًا عليه ثوب مصبوغ نظر في قضيته وأنصفه ممَّن ظلمه. وبلغ فوز السلطان التتمش أقصى مداه حينما اعترف به خليفة بغداد المستنصر بالله العباسي، سلطانًا على الهند، وبعث له بالتقليد والخِلَع والألوية في سنة 626 (1229 م)، فأصبح التتمش بذلك أول ملك في الهند تسلم مثل هذا التقليد. ومنذ ذلك التاريخ ضرب التتمش نقودًا فضية نقش عليها اسم الخليفة العباسي بجوار اسمه. ويعتبر هذا العمل شيئا جديدًا على نظام العملة الهندية؛ إذ كان الحكام المسلمون قبل ذلك يضربون نقودًا معدنية صغيرة على غرار النقود الوطنية، تنقش عليها أشكال مألوفة لدى الهنود، كثور سيفا مثلًا، كما كانت أسماء الفاتحين تكتب بحروف هندية في غالب الأحيان. فالتتمش يعتبر أول من ضرب نقودًا فضية خالصة في الهند.