الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3316 ). زمن البحث بالثانية ( 0.009 )

العام الهجري : 539 العام الميلادي : 1144
تفاصيل الحدث:

هو أبو سَعيدٍ جقر بنُ يعقوبَ الهَمَذانيُّ الملَقَّبُ نصير الدين، كان نائِبَ عمادِ الدين زنكي صاحِبِ الجزيرةِ الفُراتيَّة والمَوصِل والشَّام، استنابه عنه بالمَوصِل، وكان جَبَّارًا عَسُوفًا سَفَّاكًا للدَّماءِ مُستَحِلًّا للأموالِ، كان المَلِكُ فروخشاه بن السُّلطانِ مَحمود السلجوقي المعروف بالخفاجي يطمَعُ في السَّلطَنةِ بعد السُّلطانِ مَسعود, وكان فروخشاه بالموصِل هذه السَّنةَ ونَصيرُ الدين جقر يَنزِلُ إليه كُلَّ يَومٍ يَخدمُه ويَقِفُ عنده ساعةً ثمَّ يعودُ, وكان جقر يعارِضُه ويُعانِدُه في مقاصِدِه، فحَسَّنَ المُفسِدونَ للمَلِك فروخشاه قَتْلَه وقالوا له إنَّك إنْ قَتَلْتَه مَلَكْتَ المَوصِلَ وغَيرَها ويَعجِزُ أتابك أن يقيمَ بين يديك ولا يَجتَمِع معه فارسانِ عليك، فوقع هذا في نفسِه وظَنَّه صَحيحًا، فلمَّا دخل نصير الدين إليه على عادَتِه وثَبَ عليه جماعةٌ مِن غِلمانِه فقَتَلوه وألقَوا رأسَه إلى أصحابِه؛ ظَنًّا منهم أنَّ أصحابَه إذا رأَوْا رأسَه تفَرَّقوا ويَملِكُ الملك فروخشاه البلادَ, وكان الأمرُ بخِلافِ ما ظَنُّوا؛ فإنَّ أصحابَه وأصحابَ أتابك زنكي الذين معه لَمَّا رأوا رأسَه قاتَلُوا مَن بالدَّارِ مع المَلِك، واجتمَعَ معهم الخَلقُ الكثيرُ، وكانت دولةُ أتابك مملوءةً بالرِّجالِ الأجلادِ ذَوي الرَّأي والتَّجربةِ، فلم يتغيَّرْ عليه بهذا الفَتقِ شَيءٌ, وكان في جُملةِ مَن حضر القاضي تاج الدين يحيى بن عبد الله بن القاسم الشهرزوري أخو كمالِ الدِّين، فدخَلَ إلى المَلِك فروخشاه وخَدَعَه حتى أصعَدَه إلى القَلعةِ وهو يُحسِّنُ له الصُّعودَ إليها وحينئذٍ يستَقِرُّ له مِلكُ البَلدِ، فلمَّا صَعِدَ القلعةَ سَجَنوه بها وقُتِلَ الغِلمانُ الذين قَتَلوا النصير وأرسَلوا إلى أتابك يُعَرِّفونَه الحالَ، فسَكَنَ جأشُه واطمأنَّ قَلْبَه وأرسل زينُ الدين على بن بكتكين واليًا على قلعةِ المَوصِل، وكان كثيرَ الثقةِ به والاعتمادِ عليه، فسَلَكَ بالنَّاسِ غَيرَ الطَّريقِ التي سلَكَها النصير، وسَهَّلَ الأمرَ، فاطمأنَّ النَّاسَ وأَمِنوا وازدادت البلادُ معه عمارةً.

العام الهجري : 609 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1212
تفاصيل الحدث:

انهزم الموحِّدون في وقعةِ العقاب أمام جيوشِ الأسبان من قشتالة وليون ونافار المتحالفة بقيادة ألفونسو الثامن ملك قشتالة، وهذه المعركة وقَعَت قُربَ حِصنِ العقاب في الخامسَ عشَر مِن صفر. لَمَّا انتهت الهدنة مع الفرنج، عبَرَ السلطان الناصر بجيوشه إلى إشبيلية, ثم تحرَّك في سنة 608 لجهادهم، فنازل حصنًا لهم فأخذه، فسار ألفونسو في أقاصي الممالك يستنفر عبَّاد الصليب، فاجتمَعَت له جيوش ما سُمِعَ بمِثلِها، ونجدته فرنج الشام، وعساكر القسطنطينية، وملك أرغن البرشلوني، واستنفر السلطانُ الناصر الناس، والتقى الجمعانِ في وقعة تُعرَف بالعقاب، بالقربِ من حصنِ سالم، فتحَمَّل ألفونسو حملةً شديدة، فهزم المسلمين، واستشهد خلقٌ كثير. وكان أكبر أسباب الكسرة غضبَ الجند من تأخُّر عطائهم، وخصوصًا في هذه السفرة، فنَسَبوا ذلك إلى الوزراء، وخرجوا وهم كارهون، فلم يَسُلُّوا سيفًا ولا شرعوا رمحًا ولا أخذوا في شيءٍ مِن أهبة القتال؛ بل انهزموا لأوَّلِ حَملةِ الإفرنج عليهم قاصدين لذلك. وثبت السلطانُ ثباتًا عظيمًا، وكانت الملحمة في صفر سنة 609، ورجع العدوُّ بغنائم لا توصف، وأخذوا بياسة عنوةً، فلما وجدها شبه خالية، حرق دورها وخرَّب مسجدها الكبير؛ ثم نزل ألفونسو على أبذة وقد اجتمع فيها من المسلمين عدد كثير من المنهزمة وأهل بياسة وأهل البلد نفسه، فأقام عليها ثلاثة عشر يومًا، ثم دخلها عَنوةً فقتل وسبى وغنم، وأخذ هو وأصحابه من السبيِ مِن النساء والصبيان ما مَلَؤوا به بلاد الروم قاطبة، فكانت هذه أشدَّ على المسلمين من الهزيمة, وقد ترتَّبَ على هذه الهزيمة انحسارُ المسلمين في الأندلس بغرناطة وتفكُّك وحدة الشمال الإفريقي، وقيام ثلاث دول إسلامية مغربية، هي دولة بني حفص شرقًا، ودولة بني زيان من بني عبد الواد بالمغرب الأقصى، ودولة بني مرين غربًا، فاستقَلَّت هذه الدولُ عن دولة الموحِّدين.

العام الهجري : 740 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1340
تفاصيل الحدث:

اجتمَعَ جماعةٌ من رؤوس النصارى في كنيستِهم وجَمَعوا من بينهم مالًا جزيلًا فدَفَعوه إلى راهبينِ قَدِما عليهما من بلاد الروم، يُحسِنانِ صَنعةَ النِّفطِ، اسم أحدِهما ملاني، والآخر عازر، فعملا كحطًا من نفط، وتلطَّفا حتى عملاه لا يظهَرُ تأثيرُه إلا بعد أربع ساعات وأكثر من ذلك، فوُضِعا في شقوق دكاكين التجَّار بسوق الرجال في عدَّة دكاكين من آخِرِ النهار، بحيث لا يشعُرُ أحَدٌ بهما، وهما في زي المُسلِمينَ، فلما كان في أثناء الليل لم يشعُرِ النَّاسُ إلا والنَّارُ قد عَمِلَت في تلك الدكاكين حتى تعلَّقَت في درابزينات المأذنة الشرقيَّة المتَّجِهة للسوق المذكور، وأحرَقَت الدرابزينات، وجاء نائب السلطنة تنكز والأمراء أمراء الألوف، وصَعِدوا المنارة وهي تشتَعِلُ نارا، واحترسوا عن الجامِعِ فلم ينَلْه شيءٌ من الحريق ولله الحمد والمنة، وأمَّا المئذنة فإنها تفَجَّرت أحجارُها واحترقت السقَّالات التي تدُلُّ السلالم وأعيدَ بناؤها بحجارةٍ جُدُدٍ، وهي المنارة الشرقية التي جاء في الحديثِ أنَّه يَنزِلُ عليها عيسى بن مريم، والمقصودُ أنَّ النصارى بعد ليالٍ عَمَدوا إلى ناحية الجامع من المغرب إلى القيسارية بكمالِها، وبما فيها من الأقواس والعُدَد، وتطاير شَرَرُ النار إلى ما حول القيسارية- السوق الكبير- من الدُّورِ والمساكن والمدارِس، واحترق جانِبٌ من المدرسة الأمينية إلى جانب المدرسة المذكورة وما كان مقصودُهم إلَّا وصول النار إلى مَعبَد المسلمين، فحال اللهُ بينهم وبين ما يرومون، وجاء نائبُ السلطنة والأمراء وحالوا بين الحريقِ والمسجِدِ، جزاهم اللهُ خَيرًا، ولَمَّا تحقق نائِبُ السَّلطنةِ أنَّ هذا مِن فِعلِهم أمَرَ بمَسكِ رؤوس النصارى فأَمسَكَ منهم نحوًا من ستين رجلًا، فأُخِذوا بالمُصادَرات والضَّربِ والعقوبات وأنواع المَثُلاتِ، ثمَّ بعد ذلك صُلِبَ منهم أزيدُ مِن عَشرةٍ على الجمال، وطاف بهم في أرجاءِ البلاد وجَعلوا يتماوتون واحِدًا بعد واحد، ثمَّ أُحرِقوا بالنارِ حتى صاروا رمادًا لَعَنَهم اللهُ.

العام الهجري : 743 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1342
تفاصيل الحدث:

أهلَّت هذه السَّنةُ والنَّاسُ في أمرٍ مَريجٍ؛ لغيبة السلطانِ النَّاصِرِ أحمد بالكرك، وعند الأمراءِ تشوُّش كبير، ثمَّ قَدِمَ كِتابُ السلطان إلى الأمراءِ يُطَيِّبُ خواطِرَهم، ويُعَرِّفُهم أنَّ مِصرَ والشام والكرك له، وأنَّه حيث شاء أقام، ورسم أن تُجهَّزَ له الأغنامُ مِن بلاد الصعيد، وأكَّد في ذلك، وأوصى آقسنقر بأن يكون مُتَّفِقًا مع الأمراءِ على ما يكون من المصالحِ، فتنكَّرَت قلوبُ الأمراء ونفَرَت خواطرهم، واتَّفَقوا على خَلعِ السلطان وإقامة أخيه إسماعيل في يومِ الأربعاء حادي عشر المحرم، فكانت مدة ولايته ثلاثةَ أشهر وثلاثة عشر يومًا، منها مدَّةُ إقامته بالكرك ومراسيمُه نافذة بمصرَ أحد وخمسون، وإقامته بمصرَ مدة شهرين وأيام، وكانت سيرتُه سيئة، نَقَم الأمراءُ عليه فيها أمورًا، منها أنَّ رُسُلَه التي كانت تَرِدُ مِن قِبَلِه إلى الأمراء برسائِلِه وأسرارِه أوباشُ أهل الكرك، فلما قَدِموا معه إلى مصر أكثَروا من أخذِ ولاياتٍ ومِناصِبَ وهم غيرُ أهل لها، ومنها تحكُّمهم على الوزيرِ وغَيرِه، وحَجْبُهم السلطانَ حتى عن الأمراءِ والمماليك وأربابِ الدولة، فلا يمكِنُ أحدًا من رؤيتِه سوى يومي الخميس والاثنين نحو ساعة، ومع ذلك فإنَّه جمع أموالَ أبيه وغيرها من الأموال والحيواناتِ والمتاع ونَقَله كُلَّه إلى الكرك، ثم جلس السلطانُ الجديدُ الصالحُ إسماعيلُ على تخت الملك يوم الخميسِ ثاني عشر المحرم، بعد خَلْعِ أخيه باتِّفاقِ الأمراء على ذلك؛ لأنَّه بلَغَهم عنه أنَّه لَمَّا أخرجه الأميرُ قوصون فيمن أُخرِجَ إلى قوص أنَّه كان يصومُ يومي الاثنين والخميس، ويشغَلُ أوقاته بالصَّلاةِ وقراءة القرآن، مع العِفَّة والصيانة عمَّا يُرمَى به الشباب من اللهو واللعب، وحَلَف له الأمراءُ والعساكر، وحَلَف لهم السلطانُ ألَّا يؤذيَ أحدًا، ولا يقبِضَ عليه بغير ذنب يُجمَعُ على صِحَّتِه، ودُقَّت البشائِرُ، ولُقِّبَ بالملك الصالح عماد الدين، ونودي بالزِّينة.

العام الهجري : 74 العام الميلادي : 693
تفاصيل الحدث:

كان عبدُ الله بن الزُّبير أعاد بِناءَ الكَعبةِ بعدَ أن تَخَرَّبَت في الحِصارِ الأوَّل الذي قادهُ الحُصينُ بن نُميرٍ مِن قِبَلِ يَزيدَ بن مُعاوِيَة على قَواعِدها القديمة، وجعَل لها بَابَيْنِ كما وصَف النَّبِيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم، ثمَّ عادَت وتَضَرَّرت الكَعبةُ في الحِصارِ الثَّاني الذي قادهُ الحَجَّاجُ بن يوسُف الذي اسْتَعمل كذلك المَنْجنيقَ، ممَّا أَدَّى إلى هَدْمِ أَجزاءٍ مِن الكَعبةِ، وبعدَ أن قَتَلَ الحَجَّاجُ ابنَ الزُّبير وسَيْطَر على مكَّة كتَب إلى الخليفةِ عبدِ الملك بن مَرْوان: أنَّ ابنَ الزُّبير قد زاد في البيتِ ما ليس فيهِ، وقد أَحدَث فيه بابًا آخرَ، فأمَرَ عبدُ الملك بن مَرْوان الحَجَّاجَ بن يوسُف أن يُعيدَ بِناءَ الكَعبةِ إلى ما كانت عليه في عَهدِ قُريشٍ، وذلك لِعَدمِ عِلْمِ عبدِ الملك بحَديثِ عائشةَ رضي الله عنها في رَغْبَةِ النَّبِيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم في إعادةِ بِناءِ الكَعبةِ على قَواعِد إبراهيمَ, فهَدَم الحَجَّاجُ منها سِتَّةَ أَذْرُع وبَناها على أساسِ قُريشٍ، وسَدَّ البابَ الغَربيَّ وسَدَّ ما تحت عَتَبَةِ البابِ الشَّرقيِّ لارتفاعِ أربعةِ أَذْرُع، ووضَع مِصْراعانِ يُغْلِقان البابَ.

العام الهجري : 88 العام الميلادي : 706
تفاصيل الحدث:

كَتَبَ الوَليدُ إلى عُمَرَ بن عبدِ العزيز في رَبيعٍ الأوَّل يَأمُره بِإدْخال حُجَرِ أَزواجِ النَّبِيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم في مَسجِد رَسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وأن يَشتَرِي ما في نَواحِيه حتَّى يكون مِائَتَي ذِراع في مِائَتَي ذِراع، ويَقول له: قَدِّم القِبْلَةَ إن قَدَرْتَ، وأنت تَقْدِر لِمَكان أَخوالِك، وإنَّهم لا يُخالِفُونك، فمَن أَبَى منهم فقَوِّمُوا مُلْكَهُ قِيمَةَ عَدْلٍ واهْدِم عليهم وادْفَع الأثمانَ إليهم، فإنَّ لك في عُمَرَ وعُثمان أُسْوَةً. فأَحْضَرَهُم عُمَرُ وأَقْرَأَهم الكِتابَ، فأجابوه إلى الثَّمَنِ، فأَعطاهُم إِيَّاهُ، وأَخَذوا في هَدْمِ بُيوتِ أَزْواجِ رَسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وبَنَى المَسْجِدَ، وقَدِمَ عليهم الفَعَلَةُ مِن الشَّام، أَرْسَلَهم الوَليدُ، وبَعَثَ الوَليدُ إلى مَلِك الرُّوم يُعْلِمُه أنَّه قد هَدَمَ مَسجِدَ النَّبِيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم لِيُعَمِّرَهُ، فبَعَث إليه مَلِكُ الرُّومِ مِائَة ألف مِثْقال ذَهَب، ومِائَة عامِل، وبَعَثَ إليه مِن الفُسَيْفِسَاء بِأَربعين جَمَلًا، فبَعَثَ الوَليدُ بذلك إلى عُمَرَ بن عبدِ العزيز، وحَضَر عُمَرُ ومعه النَّاسُ فوَضَعوا أَساسَه وابْتَدَأوا بِعِمارَتِه.

العام الهجري : 123 العام الميلادي : 740
تفاصيل الحدث:

بعدَ أن تَفَشَّت الخَوارِج في المَغرِب وهُم الصُّفْرِيَّة وَلَّوْا عليهم مَيسرَة المدغري المعروف بِمَيسرَة الحَقير، فأَعلَن الثَّورَةَ على عُبيدِالله بن الحَبْحاب فاستولى على طَنجَة وقَتَل عامِلَها عُمَرَ بن عبدِ الله المُرادي ووَلَّى عبدَ الأعلى الرُّومي، فتَوَجَّه الأَخيرُ إلى السُّوس لِقِتال إسماعيل بن عُبيدِ الله بن الحَبْحاب، وكان أَبُوه وَلَّاه على السُّوس، وقُتِلَ في المعركة عبدُ الأعلى فسَيَّرَ مَيسرَة لِقِتالِ إسماعيل على رَأسِ جَيشٍ مِن البَرْبَر فقاتَلوا وقَتَلوا إسماعيل، فوَجَّه عُبيدُ الله بن الحَبْحاب جَيشًا بِقِيادَة خالد بن أبي عُبيدَة الفِهري لِقِتالِ مَيسرَة فتَحاجَز الفَريقان وعاد مَيسرَةُ إلى طَنجَة فنَقِمَ عليه البَرْبَرُ وقَتَلوه ووَلَّوْا عليهم خالدَ بن حُميد الزَّناتي فالْتَقى جَيشُ البَرْبَر مع جَيشِ خالد الفِهري بالقُربِ مِن طَنجَة فكانت مَعركةً ضارِيةً شَديدةً كانت نَتيجَتُها هَزيمةَ جَيشِ خالد الفِهري وقَتْلَ الكَثيرِ منهم، وسُمِّيَت وَقعةَ الأَشراف لِكَثَرةِ الأشراف في جَيشِ خالد الفِهري والذين قُتِلَ الكَثيرُ منهم.

العام الهجري : 260 العام الميلادي : 873
تفاصيل الحدث:

ظهر بمصر إنسانٌ يكنى أبا روحٍ، واسمه سكن، وكان من أصحاب ابن الصوفي، واجتمع له جماعةٌ، فقطع الطريق، وأخاف السبيلَ، فوَجَّه إليه ابن طولون جيشًا, فوقف أبو روحٍ في أرض كثيرةِ الشقوق، وقد كان بها قمحٌ فحُصِد، وبقي مِن تبنه على الأرضِ ما يستُرُ الشقوق، وقد ألِفُوا المشي على مثل هذه الأرضِ، فلما جاءهم الجيش لقوهم، ثم انهزم أصحابُ أبي روح، فتبعهم عسكرُ ابن طولون، فوقعت حوافِرُ خيولهم في تلك الشُّقوق، فسقط كثيرٌ مِن فرسانها عنها، وتراجع أصحابُ أبي روح عليهم، فقتلوهم شرَّ قِتلةٍ، وانهزم الباقون أسوأَ هزيمة، فسيَّرَ ابن طولون جيشًا إلى طريقِهم إلى الواحات، وجيشًا في طلبِ أبي روح، فلقيه الجيشُ الذي في طلبه وقد تحصَّنَ في مثل تلك الأرض، فحَذِرَها عسكرُ ابن طولون، فحين بطَلَت حِيَلُهم انهزموا وتَبِعَهم العسكر، فلما خرجوا إلى طريقِ الواحات رأى أبو روح الطريقَ قد مُلِكَت عليه، فراسل يطلُبُ الأمان، فبُذِلَ له، وبَطَلت الحربُ، وكُفِيَ المسلمونَ شَرَّه.

العام الهجري : 323 العام الميلادي : 934
تفاصيل الحدث:

وَلِيَ مِصرَ ثانيًا مِن قِبَل الخليفة الراضي بالله مُحمَّد بن طغج بن جف الفرغاني على الصَّلاةِ والخراج بعد عزلِ الأمير أحمد بن كيغلغ عنها، بعد أمور وقعت. دخل محمَّدُ بنُ طغج مصر أميرًا عليها بعد أن سلَّمَ الأميرُ أحمد بن كيغلغ في يوم الخميس لسِتٍّ بقِينَ مِن شهرِ رمضان وأقَرَّ على شرطته سعيدَ بنَ عثمانَ ثمَّ ورد عليه بالدِّيار المصرية أبو الفتح الفضلُ بنُ جعفر بن محمد بالخِلَع من الخليفةِ الراضي بالله بولايتِه على مصر فلَبِسَها وقَبَّلَ الأرض, ورسَمَ الخليفةُ الراضي بالله بأن يزادَ في ألقاب الأمير محمَّد هذا الإخشيدُ، في شهر رمضان سنة 327 فلُقِّبَ بالإخشيد، والإخشيد بلسانِ الفرغانة: مَلِك الملوك, كما أن أصبَهَبذ: لقبُ ملوك طبرستان, وصول: لقبُ ملوك جرجان, وخاقان: لقبُ ملوك التُّرك, والأفشين: لقبُ ملوك أشروسنة, وسامان: لقب ملوك سمرقند, وقيصر: لقب ملوك الروم, وكسرى: لقب ملوك العَجَم, والنجاشي والحطي: لقب ملوك الحبشة, وفرعون قديمًا: لقبُ ملوك مصر, وحديثًا السُّلطان.

العام الهجري : 375 العام الميلادي : 985
تفاصيل الحدث:

ورد إسحاقُ وجعفرٌ البحريان، وهما من الستَّة القرامطة الذين يلقَّبون بالسادة، فمَلَكا الكوفةَ، وخَطَبا لشَرَف الدولة، فانزعج النَّاسُ لذلك؛ لِمَا في النفوس من هيبتِهم وبأسِهم، وكان نائبُهم ببغداد يُعرَفُ بأبي بكر بن شاهويه، يتحَكَّمُ تحكُّمَ الوُزَراء، فقَبَضَ عليه صمصام الدولة، فلما ورد القرامطةُ الكوفة كتب إليهما صمصامُ الدولة يتلَطَّفُهما، ويسألهما عن سبَبِ حَرَكتهما، فذكرا أنَّ قَبضَ نائِبِهم هو السَّبَبُ في قصدهم بلادَه، وبثَّا أصحابَهما، وجَبَيا المالَ، ووصل أبو قيسٍ الحسَنُ بنُ المنذر إلى الجامعين، وهو من أكابِرِهم، فأرسل صمصامُ الدولة العساكِرَ، ومعهم العرب، فعَبَروا الفراتَ إليه وقاتلوه، فانهزم عنهم، وأُسِرَ أبو قيس وجماعةٌ مِن قُوَّادِهم، فقُتِلوا، فعاد القرامطةُ وسَيَّروا جيشًا آخر في عددٍ كثيرٍ وعُدَّة، فالتَقَوا هم وعساكِرُ صَمصامِ الدَّولة بالجامعَينِ أيضًا، فأجْلَت الوقعة عن هزيمةِ القرامطة، وقَتْلِ مُقَدَّمِهم وغيره، وأَسْر جماعة، ونَهْب سوادِهم، فلما بلغ المنهزمون إلى الكوفةِ، رحل القرامطة، وتبِعَهم العسكر إلى القادسيَّة، فلم يدركوهم، وزال مِن حينِئذٍ ناموسُهم.

العام الهجري : 396 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1005
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ الحافِظُ الجَوَّال، مُحَدِّثُ الإسلامِ، أبو عبد اللهِ مُحمَّد بنُ إسحاق بن محمَّد بن يحيى بن مَنْدَه الأصبهاني (الأصفهاني)، صاحِبُ التصانيف. وجَدُّه منده أسلَمَ حين افتتَحَ أصحابُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أصبهانَ، وولاؤه لعبدِ القَيسِ، وكان مجوسيًّا فأسلم، وناب عن بعضِ أعمال أصبهان (أصفهان), وُلِدَ ابنُ مَنْدَه سنة 310، وقيل إحدى عشرة. كان ثَبتَ الحَديثِ والحِفظِ، ورحَلَ إلى البلادِ الشَّاسعة، وسَمِعَ الكثيرَ، وصَنَّف التاريخَ، والنَّاسِخَ والمَنسوخَ. قال أبو العباس جعفرُ بنُ مُحمَّد المُستغفريُّ الحافظ: "ما رأيتُ أحفَظَ مِن ابنِ مَنْدَه". قال الذهبي: "ولم أعلَمْ أحدًا كان أوسَعَ رِحلةً منه، ولا أكثَرَ حَديثًا منه مع الحِفظِ والثِّقةِ، فبلَغَنا أنَّ عِدَّةَ شُيوخِه ألفٌ وسبعُمئة شَيخٍ" وقال الذهبيُّ أيضًا: "إنَّ أبا نُعَيمٍ الحافِظَ ذُكِرَ له ابنُ مَنْدَه، فقال: كان جبلًا مِن الجبال. فهذا يقولُه أبو نُعَيم مع الوَحشةِ الشَّديدةِ التي بينه وبين ابنِ مَندَه".وقد توفِّيَ في أصفهان.

العام الهجري : 428 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1037
تفاصيل الحدث:

هو العلَّامة أبو الحُسَين أحمدُ بنُ محمد بن أحمد بن جعفر بن حمدان الحنفيُّ الفقيهُ البغدادي المشهورُ بالقُدوري. ولِدَ ببغداد سنة 362. قال أبو بكر الخطيب: "لم يحدِّثْ إلَّا شيئًا يسيرًا، وكان صَدوقًا، انتهت إليه بالعراقِ رياسةُ أصحابِ أبي حنيفة، وعَظُم عندهم قَدرُه وارتفع جاهُه، وكان حسَنَ العبارةِ في النَّظَرِ، جريءَ اللسان، مُديمًا للتلاوة"، وهو مُصَنِّف مُختَصَر القُدوري في فقه الحنفيَّة، ويُعتَبَر من أشهَرِ المُختَصَرات في الفقهِ الحَنَفي، وشَرَح مُختَصَر الكَرخيِّ في عدَّة مجلدات، وأملى التجريدَ في الخلافيَّات سنة خمس وأربعمِئَة، وأبان فيه عن حِفظِه لِما عند الدارقطني من أحاديثِ الأحكام وعِلَلِها، وصَنَّف كتابَ التَّقريب الأوَّل في الفقهِ في خلافِ أبي حنيفة وأصحابِه في مجلد، والتَّقريب الثاني في عِدَّة مجلدات. قال ابنُ كثير عنه: "كان إمامًا بارعًا عالِمًا، وثَبتًا مناظِرًا، وهو الذي تولَّى مناظرةَ الشَّيخِ أبي حامدٍ الإسفرايينيِّ مِن الحنفيَّة" كانت وفاتُه ببغداد في الخامِسِ مِن رجب وله ستونَ سنة, ودُفِنَ إلى جانب الفقيه أبي بكرٍ الخوارزميِّ الحنَفيِّ.

العام الهجري : 450 العام الميلادي : 1058
تفاصيل الحدث:

فارَقَ إبراهيمُ ينال المَوصِل نحوَ بلادِ الجَبلِ، فنَسَبَ السُّلطانُ طُغرلبك رَحيلَه إلى العِصيانِ، فأَرسَل إليه رَسولًا يَستَدعِيه، وكَتبَ الخَليفةُ إليه أيضًا كِتابًا في المعنى، فرَجعَ إبراهيمُ إلى السُّلطانِ، وهو ببغداد، ولمَّا فارَق إبراهيمُ المَوصِل قَصدَها البساسيري، وقُريشُ بن بَدران، وحاصَراها، فمَلَكا البلدَ, وبَقِيَت القَلعةُ، وبها الخازِنُ، وأردمُ، وجماعةٌ مِن العَسكرِ، فحاصَراها أَربعةَ أَشهُر حتى أَكلَ مَن فيها دَوابَّهُم، فخاطَب ابنُ موسك صاحبُ إربل قُريشًا حتى أَمَّنَهم فخَرَجوا، فهَدَم البساسيري القَلعةَ، وعَفَى أَثرَها، وكان طُغرلبك قد فَرَّقَ عَسكرَه في النوروز، وبَقِيَ جَريدةً -الجريدة خَيْلٌ لا رَجَّالة فيها- في ألفي فارسٍ حين بَلغهُ الخَبرُ، فسار إلى المَوصِل فلم يجد بها أَحدًا، وكان قُريشٌ والبساسيري قد فارَقاها، فسار طُغرلبك إلى نُصَيبين لِيَتَتَبَّع آثارَهم ويُخرِجَهم من البلادِ، ففارَقه أَخوهُ إبراهيمُ ينال، وسار نحوَ همذان، فوَصَلها في السادسِ والعشرين من رمضان سنة 450هـ، وكان قد قِيلَ: إنَّ المِصريِّين كاتَبوهُ والبساسيري قد استَمالهُ وأَطمعَهُ في السَّلطَنةِ والبلادِ، فلمَّا عاد إلى همذان سار طُغرلبك في أَثَرِه.

العام الهجري : 469 العام الميلادي : 1076
تفاصيل الحدث:

سار أتسز –ويُقال: أقسيس- الخوارزميُّ التُّركيُّ من دِمشقَ إلى مصر وحَصرَها، وضَيَّقَ على أَهلِها، ولم يَبقَ غير أن يَملِكَها، فاجتَمعَ أَهلُها مع ابنِ الجوهريِّ الواعظِ في الجامعِ، وبَكَوا وتَضرَّعوا ودَعَوا، فانهَزمَ أتسز من غيرِ قِتالٍ، فوَصلَ إلى دِمشقَ وقد تَفرَّق أَصحابُه، فرَأَى أَهلَها قد صانوا مُخَلَّفِيهِ وأَموالَه، فشَكرَهُم، ورَفعَ عنهم الخَراجَ تلك السَّنَةَ، وأَتَى البَيتَ المُقدَّسَ، فرَأَى أَهلَه قد قَبَّحُوا على أَصحابِه ومُخَلَّفِيهِ، وحَصَروهُم في مِحرابِ داودَ، عليه السَّلامُ، فلمَّا قارَبَ البلدَ تَحصَّن أَهلُه منه وسَبُّوهُ، فقاتَلَهم، ففَتحَ البلدَ عُنوةً ونَهَبَهُ، وقَتلَ مِن أَهلِه فأَكثَرَ حتى قَتَلَ مَن التَجأَ إلى المَسجدِ الأقصى، وكَفَّ عمَّن كان عند الصَّخرةِ وَحدَها. وقِيلَ: إن أتسز لمَّا وَصلَ مصر, جَمعَ أَميرَ الجُيوشِ بَدرَ العَساكرِ، واستَمدَّ العَربَ وغيرَهم من أَهلِ البِلادِ، فاجتَمعَ معه خَلْقٌ كَثيرٌ، واقتَتَلوا، فانهَزمَ أتسز، وقُتِلَ أَكثرُ أَصحابِه، وقُتِلَ أَخٌ له، وقُطِعَت يَدُ أَخٍ آخرَ، وعادَ مُنهزِمًا إلى الشامِ في نَفَرٍ قَليلٍ من عَسكرِه، فوَصلَ إلى الرَّملةِ، ثم سار منها إلى دِمشقَ، وقِيلَ: إن أتسز انهَزمَ في مصر وعاد منها بدون قِتالٍ.

العام الهجري : 489 العام الميلادي : 1095
تفاصيل الحدث:

دَعا البابا أوربان الثاني إلى حَربٍ صَليبيَّةٍ ضِدَّ المسلمين واستَجابَ أُمراءُ أوربا لهذا النِّداءِ فأَوقَفوا الحُروبَ بينهم وأَعَدُّوا حَملَةً صَليبيَّةً مُنَظَّمَةً اشتَركَ فيها الدوق جودفري بويون أَميرُ مُقاطَعَةِ اللورين السُّفلَى، وأَخوهُ بودوان، وريمون أَميرُ تولوز، وبروفانس وبوهمند النورماندي أَميرُ تارانت، وابنُ أُختِه تانكرد، وروبير أَميرُ نورماندي وهو ابنُ وليم الفاتح، وصِهرُه اتيان أَميرُ مُقاطَعةِ بلوا وشارتر، وبَدَأوا بالمَسيرِ من مَدينةِ كولونيا إلى بِلادِ البَلقان. ونُفوسُهم تَسمُوا للوُصولِ للشامِ ثم بَيتِ المَقدِس مَسجِدِ أَنبِيائِهِم ومَطلَعِ دِينِهم، فتَتابَعوا إليه نِهايةَ القَرنِ الخامس الهِجريِّ، وتَواثَبوا على أَمصارِ الشامِ وحُصونِه وسَواحِلِه. ويُقال: "إنَّ المُستَنصِرَ العُبيديَّ هو الذي دَعاهُم لذلك وحَرَّضَهم عليه لِمَا رَجَى فيه مِن اشتِغالِ مُلوكِ السَّلجوقيَّةِ بأَمرِهِم، وإقامَتِهم سَدًّا بينه وبينهم عندما سَمَوا إلى مُلْكِ الشامِ ومصر" وقد ذَكَرَ السيوطيُّ في تاريخِ الخُلفاءِ: "أن صاحِبَ مصر لمَّا رأى قُوَّةَ السَّلجوقيَّةِ واستِيلائِهِم على الشامِ كاتَبَ الفِرنجَ يَدعوهُم إلى المَجيءِ إلى الشامِ لِيَملكُوها، وكَثُرَ النَّفيرُ على الفِرنجِ مِن كُلِّ جِهَةٍ"