الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3066 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 145 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 763
تفاصيل الحدث:

لَمَّا قام محمد بالمدينة ودعا لنفسه خرج أخوه إبراهيم في البصرة ودعا للبيعة، وقوِيَ أمره ثم غلبَ عليها وبايعه أهلُ الأهواز كذلك واستحوذَ على البلاد، وبعث إبراهيم إلى بلاد فارس فأخَذَها، وكذلك واسِط والمدائن والسَّواد، واستفحل أمرُه جدًّا، ولكنْ لَمَّا جاءه نعيُ أخيه محمد انكسر جدًّا، ثم إنَّ المنصورَ استدعى عيسى بن موسى وجيشَه وسيَّرَه لقتال إبراهيم حتى هزمه في موقعة باخمرا، وقُتِلَ إبراهيمُ كذلك وأُخِذَ رأسُه إلى المنصور، وكان ذلك في ذي الحجَّةِ من هذا العام،

العام الهجري : 267 العام الميلادي : 880
تفاصيل الحدث:

عندما وصل العباسُ بن أحمد بن طولون الغربَ هربًا من والده، راسل إبراهيمَ الثاني الأغلبي، وادَّعى أنَّ الخليفةَ قد قلَّده أمر المغرب، فسار العباسُ حتى وصل إلى مدينةِ لبدة فاستقبله أهلُها فاستباحها، وغَرَّته نفسُه فتابع السيرَ نحو الغَربِ، فقاتله إبراهيمُ الثاني وهزمه واضطَرَّه إلى العودة إلى برقة، ثمَّ إن ابن طولون أرسل جيشًا خلف ابنه ليُعيدَه فأخذوه ومَن معه وأعادوهم إلى مصرَ، فسُجِنَ العبَّاسُ حتى مات، وقُتِلَ كثيرٌ من أعوانه بسبب هذا الفعلِ.

العام الهجري : 331 العام الميلادي : 942
تفاصيل الحدث:

وصلت الرومُ أرزن وميافارقين ونصيبين، ثم طلبوا منديلًا مِن كنيسة الرها يزعمونَ أنَّ المسيحَ مسَحَ به وجهَه، فارتسمت صورتُه فيه، على أنهم يُطلِقونَ جميع من سَبَوا من المسلمين، فاستفتى الخليفةُ الفقهاءَ، فمِن قائلٍ: نحن أحقُّ بعيسى منهم، وفي بَعثِه إليهم غضاضةٌ على المسلمين ووهنٌ في الدينِ، فقال علي بن عيسى الوزير: يا أميرَ المؤمنينَ، إنقاذ أسارى المسلمين من أيدي الكُفَّارِ خَيرٌ وأنفَعُ للناس من بقاءِ ذلك المنديلِ بتلك الكنيسة، فأرسل لهم المنديلَ وفُكَّ الأسارى.

العام الهجري : 424 العام الميلادي : 1032
تفاصيل الحدث:

ثار العَيَّارون ببغداد -والعَيَّارون لصوصٌ يَمتَهِنونَ النَّهبَ والدعارةَ - وأخذوا أموالَ النَّاسِ ظاهرًا، وعَظُم الأمرُ على أهلِ البَلَدِ، وطَمِعَ المُفسِدونَ إلى حَدِّ أنَّ بعضَ القُوَّادِ الكِبارِ أخَذَ أربعةً مِن العيَّارينَ، فجاء عقيدُهم وأخذَ مِن أصحابِ القائِدِ أربعةً، وحضر بابَ دارِه ودقَّ عليه الباب، فكَلَّمَه من داخل، فقال العقيدُ: قد أخذتُ مِن أصحابِك أربعةً، فإنْ أطلقْتَ مَن عندَك أطلقتُ مَن عندي، وإلَّا قَتلْتُهم، وأحرَقْتُ دارَك! فأطلَقَهم القائد.

العام الهجري : 439 العام الميلادي : 1047
تفاصيل الحدث:

مع وفاةِ عبدِ اللهِ بنِ قَحطانَ آخِرِ حُكَّامِ بَني يَعفُرَ، انتَهى حُكمُهم، وظلَّت البِلادُ في حالةِ فَوضى سياسيةٍ، إلى أنْ جاء إلى الحُكمِ بنو الصُّلَيحيِّ عامَ 1047م/439هـ. ومِن أبرَزِ حُكَّامِ هذه الأُسرةِ الملكةُ الحُرَّةُ أرْوى بِنتُ الصُّلَيحِ. وظلت البِلادُ مُنقَسمةً على بَعضِها، وفي هذا العَصرِ جاءَ سَلاطِنةُ هَمَدانَ لتوَلِّي السُّلطةِ في صَنعاءَ عامَ 1088م/481هـ، واستَمرَّت السُّلطةُ تنتقلُ بينَ أفرادِ الأُسرةِ الصُّلَيحيَّةِ حتى بدأ العصرُ الأيُّوبيُّ عامَ 1173م/569هـ.

العام الهجري : 537 العام الميلادي : 1142
تفاصيل الحدث:

هو السُّلطانُ داودُ بنُ محمود بن محمَّدِ بنِ ملكشاه بن ألب أرسلان بن داود بن ميكائيل بن سلجوق بن دقماق السلجوقي، صاحِبُ أذربيجان وغيرِها، وهو الذي اختَلَفَ مع السُّلطان مسعود وجَرَت بينهما وقائِعُ وحُروبٌ حتى استولى داودُ على أذربيجان وما حولَها، وكان سبَبُ مَوتِه أنَّه رَكِبَ يومًا في سوقِ تبريز، فوَثَبَ عليه قومٌ مِن الباطنيَّةِ فقَتَلوه غِيلةً، وقتلوا معه جماعةً مِن خواصِّه، ودُفِنَ بتبريز، وكان مَلِكًا شُجاعًا جَوادًا عادِلًا في الرعيَّةِ يُباشِرُ الحروبَ بنَفسِه.

العام الهجري : 609 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1212
تفاصيل الحدث:

قدم محمد بن منكلي المستولي على بلاد الجبل إلى بغداد، وسببُ ذلك أنَّ أباه منكلي لَمَّا استولى على بلاد الجبل وهرب إيدغمش صاحبها منها إلى بغداد خاف أن يساعِدَه الخليفة، ويرسِل معه العساكر، فيَعظُم الأمر عليه؛ لأنَّه لم يكن قد تمكَّن في البلاد، فأرسل ولده محمدًا ومعه جماعةٌ من العسكر، فخرج النَّاسُ ببغداد على طبقاتِهم يلتقونَه، وأُنزِلَ وأُكرِمَ، وبَقِيَ ببغداد إلى أن قُتِلَ منكلي إيدغمش بهمذان سنة عشر، فخلع الخليفةُ على ابن منكلي وعلى من معه، وأُكرِموا، وسيَّرَهم إلى بلاد الجبل.

العام الهجري : 717 العام الميلادي : 1317
تفاصيل الحدث:

رجع الشَّريفُ حميضة بن أبي نمي من العراق إلى مكة، ومعه نحو الخمسين من المغول، فمنعه أخوه رميثة من الدخولِ إلَّا بإذن السلطان الناصِرِ ابن قلاوون، فكتب بمَنْعِه من ذلك ما لم يَقدَم إلى مِصرَ، ثم قدم الشريفُ رميثة أمير مكة فارًّا من أخيه حميضة، وأنه ملك مكَّةَ وخطَبَ لأبي سعيد بن خربندا وأخذ أموالَ التجَّار، فرسم بتجريدِ الأمير صارم الدين أزبك الجرمكي، والأمير سيف الدين بهادر الإبراهيمي في ثلاثمائة فارس من أجنادِ الأمراء، مع الرَّكبِ إلى مكَّة.

العام الهجري : 751 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1350
تفاصيل الحدث:

قال ابنُ كثير: من العجائب والغرائب التي لم يتَّفِقْ مِثلُها ولم يقَعْ مِن نحو مائتي سنة وأكثر، أنَّه بطل الوقيدُ بجامع دمشق في ليلة النصف من شعبان، فلم يَزِدْ في وقيده قنديلٌ واحد على عادة لياليه في سائر السنة، ولله الحمد والمنة. وفرح أهلُ العلم بذلك، وأهلُ الديانة، وشكَرَ الله تعالى على تبطيل هذه البدعة الشنعاء، التي كان يتولَّدُ بسببها شرور كثيرة بالبلد، والاستئجار بالجامع الأموي، وكان ذلك بمرسومِ السلطان الملك الناصر حسن بن الملك الناصر محمد بن قلاوون

العام الهجري : 1099 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1688
تفاصيل الحدث:

سقطت قلعة بلغراد في أيدي الألمان، بعد تسع وعشرين يومًا من حصار الجيش العثماني بداخلها، وتم تحويل مائة مسجد في المدينة إلى كنائس، بعد ذبح المسلمين الموجودين فيها. وكانت بلجراد مدينة إسلاميَّة لعدة قرون من حيث العمران وحركة العلم ورفع راية الجهاد, ثم تحوَّلت بعد سقوطها بسنوات إلى محاربة المسلمين، الذين حوَّلوها إلى إحدى أعظم مدن أوربا حضارة. وقت أنْ كانت أوربا تعيش في ظلمات الجهل والتخلُّف، وقد صارت اليوم مدينة نصرانية في ظل الحرب الشَّرسة التي تعرَّض لها الإسلام والمسلمون في هذه الأرض!

العام الهجري : 1232 العام الميلادي : 1816
تفاصيل الحدث:

تولَّى داود باشا العثماني الولايةَ على بغداد، وكان معروفًا بقوته، فرفض ما وصل إليه المقيمُ البريطاني جيمس من المكانة؛ حيث كان الرجُلَ الثاني في صلاحياتِه بعد الوالي فأعلن: "أنَّ حكومة بغداد لا تعترف بأيةِ حقوق أوربية"، ومِمَّا قام به بناءُ جامع الحيدر خانة، وجامِعِ الأزبك، والمدرسة الداودية, فلم يَرُق للبريطانيين ولا للصفويين هذه القوَّة التي يتمتَّع بها داود باشا، فبدؤوا بالضغط على السلطةِ المركزية في استانبول؛ مِمَّا أضعف داود باشا ليعودَ النفوذُ البريطاني كما كان، بل تمكَّنوا من إسقاطه ليزدادَ بذلك نفوذُهم.

العام الهجري : 1345 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1926
تفاصيل الحدث:

أقام المَلِكُ عبد العزيز نظامًا للسُّلطةِ الإدارية، وأصدر وثيقةً باسم التعليمات الأساسية للمملكة الحجازية، وتُسَمَّى الدستور، ونصَّت على الارتباط الوثيق بين أجزاء المملكة الحجازية ومناطِقِها، وأنَّها دولةٌ مَلَكيةٌ شُوريةٌ إسلاميَّةٌ مُستَقِلةٌ، عاصِمتُها مكَّةُ، وإدارتها بيَدِ الملِكِ، وهو مقَيَّدٌ بأحكام الشَّرعِ، ونَصَّت الوثيقةُ على تعيين نائبٍ للملك في الحجاز، ورؤساء الشُّعَب التابعين له، وسِت شُعَب، هي: الشرعية، والداخلية، والخارجية، والمالية، والمعارف، والجيش؛ وتأسيس مجلس شورى، ومجالس إدارية في المدن.

العام الهجري : 1425 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 2004
تفاصيل الحدث:

قُتل الرئيس الشيشاني الموالي لروسيا أحمد قديروف في انفجارٍ وقَعَ بأحد الملاعب الكُبرى بالعاصمة الشيشانية جروزني، وكان الملعب الرياضي دينامو أحدَ أكبرِ الاستادات بالعاصمة الشيشانية قد شهِد احتفالاتِ روسيا بذِكْرى الانتصارِ على القوات النازية في الحرب العالمية الثانية، غيرَ أنَّ الانفجارَ الناجمَ عن لَغَمٍ أرضيٍّ، تمَّ زَرْعُه في وقت سابق أسفرَ عن سقوط 32 قتيلًا، منهم الرئيس، بالإضافة إلى ما يزيدُ عن 100 جريحٍ من بينهم رئيسُ القوات الروسية في الشيشان الجنرال فاليري بارانوف.

العام الهجري : 1434 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 2013
تفاصيل الحدث:

صَدَر العددُ الأولُ من جريدة "الصحوة التونسية" وهي أوَّلُ جريدةٍ يُصدِرُها الشيعةُ في تونس، وتُعرِّف الجريدة نفسَها بأنَّها صحيفةٌ أُسبوعية عربية مستقِلَّة جامعةٌ تقوم على شعار: «الحقُّ أحقُّ أن يُتَّبَعَ!» وتسعى إلى تحريرِ العُقولِ وإيقاظ الهِمَم من أجلِ نهضةٍ عربية إسلاميَّةٍ إنسانية شاملة! -كما يزعُم القائمون عليها-، وتدَّعي الصحيفةُ أنَّ مشروعَها مَعنِيٌّ مباشرةً بتعزيزِ قِيَم الحرِّية والعدل والتوحيد! وتأصيلِ قِيَم الثورةِ التُّونُسيَّة واستكمالِها والمُحافظةِ على مُكتسباتِها ضِمنَ مِحوَرِ الوَحدةِ والتَّوحيدِ والمُقاوَمة.

العام الهجري : 456 العام الميلادي : 1063
تفاصيل الحدث:

سار السُّلطانُ ألب أرسلان من الرَّيِّ إلى أذربيجان، فوَصلَ إلى مرند عازِمًا على قِتالِ الرُّومِ وغَزْوِهِم، فلمَّا فَرَغَ مِن جَمعِ العساكرِ والسُّفُنِ سار إلى بلادِ الكرج، وجَعلَ مَكانَه في عَسكرِه وَلَدَهُ ملكشاه، ونِظامَ المُلْكِ وَزيرَه، فسار ملكشاه ونِظامُ المُلْكِ إلى قَلعةٍ فيها جَمعٌ كَثيرٌ مِن الرُّومِ، فنَزلَ أَهلُها منها، وتَخَطَّفُوا من العَسكرِ، وقَتَلوا منهم فِئَةً كَثيرةً، فنَزلَ نِظامُ المُلْكِ وملكشاه، وقاتَلوا مَن بالقَلعةِ، وزَحَفوا إليهم، فقُتِلَ أَميرُ القَلعةِ ومَلَكَها المُسلِمون، وساروا منها إلى قَلعةِ سرماري، وهي قَلعةٌ فيها من المِياهِ الجاريةِ والبَساتين، فَقاتَلوها ومَلَكوها، وأَنزَلوا منها أَهلَها، وكان بالقُربِ منها قَلعةٌ أُخرى، ففَتَحَها ملكشاه، وأَرادَ تَخريبَها، فنَهاهُ نِظامُ المُلْكِ عن ذلك، وقال: هي ثَغْرٌ للمُسلِمين، وشَحَنَها بالرِّجالِ والذَّخائِر والأَموالِ والسِّلاحِ، وسَلَّمَ هذه القِلاعَ إلى أَميرِ نقجوان، وسار ملكشاه ونِظامُ المُلْكِ إلى مَدينةِ مريم نشين، وهي مَدينةٌ حَصينَةٌ، سُورُها مِن الأَحجارِ الكِبارِ الصَّلْبَةِ، المَشدُودةِ بالرَّصاصِ والحَديدِ، وعندَها نَهْرٌ كَبيرٌ، فأَعَدَّ نِظامُ المُلْكِ لِقِتالِها ما يَحتاجُ إليه من السُّفُنِ وغَيرِها، وقاتَلَها، فضَجِرَ الكُفَّارُ، وأَخذَهم الإعياءُ والكَلالُ، فوَصلَ المسلمون إلى سُورِها، ونَصَبوا عليه السَّلاليمَ، وصَعَدوا إلى أَعلاهُ، فلمَّا رأى أَهلُها المسلمين على السُّورِ فَتَّ ذلك في أَعضادِهِم، وسُقِطَ في أيديهِم، ودَخلَ ملكشاه البلدَ، ونِظامُ المُلْكِ، وأَحرَقوا البِيَعَ، وخَرَّبوها، وقَتَلوا كَثيرًا من أَهلِها، وأَسلمَ كَثيرٌ فنَجَوْا من القَتلِ، واستَدعَى ألب أرسلان إليه ابنَه، ونِظامَ المُلْكِ، وفَرِحَ بما يَسَّرَهُ الله من الفَتحِ على يَدِ وَلَدِه. وفَتَحَ ملكشاه في طَريقِه عِدَّةً من القِلاعِ والحُصونِ، وأَسَرَ من النَّصارَى ما لا يُحصَونَ كَثْرَةً. وساروا إلى سبيذ شهر، فجَرَى بين أَهلِها وبين المسلمين حُروبٌ شَديدةٌ استُشهِدَ فيها كَثيرٌ من المسلمين، ثم إنَّ الله تعالى يَسَّرَ فَتْحَها فمَلَكَها ألب أرسلان، وسار منها إلى مَدينةِ أعآل لآل، وهي حَصينةٌ، عاليةُ الأَسوارِ، شاهِقةُ البُنيانِ، وهي من جِهَةِ الشَّرقِ والغَربِ على جَبلٍ عالٍ، وعلى الجَبلِ عِدَّةٌ من الحُصونِ، ومن الجانِبينِ الآخرينِ نَهْرٌ كَبيرٌ لا يُخاض، فلمَّا رآها المسلمون عَلِموا عَجزَهم عن فَتْحِها والاستيلاءِ عليها، وكان مَلِكُها من الكرج، وعَقَدَ السُّلطانُ جِسْرًا على النَّهْرِ عَريضًا، واشتَدَّ القِتالُ، وعَظُمَ الخَطْبُ، فخَرَجَ من المدينةِ رَجُلانِ يَستَغيثانِ، ويَطلُبانِ الأَمانَ، والتَمَسا من السُّلطانِ أن يُرسِلَ معهما طائفةٌ من العَسكرِ، فسَيَّرَ جَمْعًا صالحًا، فلمَّا جاوَزُوا الفَصِيلَ أَحاطَ بهم الكرجُ من أَهلِ المدينةِ وقاتَلوهُم فأَكثَروا القَتْلَ فيهم، ولم يَتمَكَّن المسلمون من الهَزيمَةِ لِضِيقِ المَسْلَكِ، وخَرجَ الكَرجُ من البَلدِ وقَصَدوا العَسكرَ، واشتَدَّ القِتالُ، وكَبَّرَ المسلمون عليهم، فوَلَّوْا مُنهَزِمينَ، فدخلوا البلدَ والمسلمون معهم، ودَخلَها السُّلطانُ ومَلَكَها، واعتَصمَ جَماعةٌ من أَهلِها في بُرْجٍ من أَبراجِ المدينةِ، فقاتَلهُم المسلمون، فأَمَرَ السُّلطانُ بإلقاءِ الحَطَبِ حَولَ البُرجِ وإحراقِه، ففعل ذلك، وأَحرَق البُرجَ ومَن فيه، وعاد السُّلطانُ إلى خِيامِه، وغَنِمَ المسلمون من المدينةِ ما لا يُحَدُّ ولا يُحصَى، ولمَّا جَنَّ اللَّيلُ عَصَفَت رِيحٌ شَديدةٌ، وكان قد بَقِيَ من تلك النَّارِ التي أَحرَق بها البُرجَ بَقِيَّةٌ كَثيرةٌ، فأَطارَتها الرِّيحُ، فاحتَرقَت المَدينةُ بأَسْرِها، وذلك في رجب، ومَلَكَ السُّلطانُ قَلعةً حَصينةً كانت إلى جانبِ تلك المدينةِ، وأَخذَها، وسار منها إلى ناحيةِ قرس، ومدينة آني وبالقُربِ منها ناحيتان يُقال لهما: سيل ورده، ونورة، فخَرجَ أَهلُهما مُذعِنينَ بالإسلامِ، وخَرَّبوا البِيَعَ، وبَنوا المساجِدَ، وسار منها إلى مَدينةِ آني فوَصلَ إليها فرآها مَدينةً حَصينةً، شَديدةَ الامتِناعِ، لا تُرام، ثلاثةُ أَرباعِها على نَهرِ أرس، والرُّبعُ الآخرُ نَهْرٌ عَميقٌ شَديدُ الجَرْيَةِ، لو طُرِحَت فيه الحِجارةُ الكِبارُ لدَحاها وحَملَها، والطَّريقُ إليها على خَندقٍ عليه سُورٌ من الحِجارةِ الصُّمِّ، فحَصَرَها وضَيَّقَ عليها، إلا أنَّ المسلمين قد أَيِسُوا من فَتْحِها لِمَا رَأَوا من حَصانَتِها، فعَمِلَ السُّلطانُ بُرْجًا من خَشَبٍ، وشَحَنَهُ بالمُقاتِلَةِ، ورَماهُ بالنُّشَّابِ، ونَصَبَ عليه المِنْجَنيقَ، فكَشَفوا الرُّومَ عن السُّورِ، وتَقدَّم المسلمون إليه لِيَنقُبوهُ، فأَتاهُم مِن لُطْفِ الله ما لم يكُن في حِسابِهم، فانهَدَمت قِطعةٌ كَبيرةٌ من السُّورِ بغيرِ سَبَبٍ، فدَخَلوا المدينةَ وقَتَلوا من أَهلِها ما لا يُحصَى بحيث إنَّ كَثيرًا من المسلمين عَجَزوا عن دُخولِ البلدِ من كَثرةِ القَتلى، وأَسَروا نَحوًا مما قَتَلوا، وسارت البُشرَى بهذه الفُتوحِ في البلادِ، فسُرَّ المسلمون، وقُرِئ كِتابُ الفَتْحِ ببغداد في دارِ الخِلافةِ، ورَتَّبَ فيها السُّلطانُ أَميرًا في عَسكرٍ جَرَّارٍ، وعاد عنها، وقد راسَلهُ مَلِكُ الكرجِ في الهُدْنَةِ، فصالَحَهُ على أَداءِ الجِزْيَةِ كلَّ سَنَةٍ، فقَبِلَ ذلك.