الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2649 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 839 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1435
تفاصيل الحدث:

هو السلطانُ المنتصر أبو عبد الله محمد بن أبي عبد الله محمد بن أبي فارس ملك تونس وبلاد إفريقية من الغرب، تولى الملكَ بعد وفاة جَدِّه أبي فارس عبد العزيز بن أحمد سنة 837, وقام بمملكة تونس من بعده أخوه أبو عمرو عثمان، فقَتَل عدة من أقاربه وغيرهم، وكان من خبر المنتصر مع أخيه أبي عمر: أنه لما ثقل في مرضه حتى أقعد، وصار إذا سار يركب في عمَّاريَّة نوع من المحامل تُحمَل على بغل- وتردد كثيرًا إلى قصر بخارج تونس للتنزه به، إلى أن خرج يومًا ومعه أخوه أبو عمرو عثمان صاحب قسنطينة، وقد قدم عليه وولَّاه الحكم بين الناس، ومعه أيضًا القائد محمد الهلالي، وقد رفع منه حتى صار هو وأبو عمرو عثمان مرجِعَ أمور الدولة إليهما، وحَجَباه عن كل أحد، فلما صارا معه إلى القصر المذكور تركاه به، وقد أغلقا عليه، يوهمان أنه نائم، ودخلا المدينة، وعبرا إلى القصبة، واستولى أبو عمرو على تخت الملك، ودعا الناس إلى بيعته، والهلالي قائم بين يديه، فلما ثبتت دولته قبض على الهلالي وسجَنَه، وغيَّبَه عن كل أحد، ثم التفت إلى أقاربه، فقَتَل عمَّ أبيه الأمير الفقيه الحسين بن السلطان أبي العباس، وقتل معه ابنيه وقد فرَّ بهما إلى العرب، فنزل عندهم، فاشتراه منهم بمالٍ جَمٍّ، وقتل ابني عم أبيه الأمير زكريا بن العناب ابن أبي العباس، وقتل ابني الأمير أبي العباس أحمد صاحب بجاية، فنفرت عنه قلوب الناس، وخرج عليه الأمير أبو الحسن بن السلطان بن أبي فارس عبد العزيز، متولي بجاية، وحاربه، ووقع له معه أمور كثيرة، إلى أن مات أبو عمرو، وأما المنتصر فإنه قُتِلَ بعد خلعه بمدة، وقيل: مات من شدة القهر يوم الخميس الحادي والعشرين صفر بتونس، ولم يتهنَّ في ملكه؛ لطول مرضه وكثرة الفتن.

العام الهجري : 1191 العام الميلادي : 1777
تفاصيل الحدث:

أجمع أهلُ حرمة- وهي بلدة في المجمعة- الغدرَ بأميرهم عثمان بن عبد الله، وكان رئيسُهم في الغدر جويسرَ الحسيني الذي اتَّفَق مع سويد بن محمد صاحب جلاجل وأحمد بن عثمان أمير المجمعة على الغدر بأتباع الدعوة في بلدانِهم, فلمَّا أجمعوا على إنجازِ ما اتَّفَقوا عليه، أرسلوا إلى كبار أتباع الدعوةِ في المجمعة ليأتوا إلى حرمة؛ ليُعَلِّموا أهلَها، فلما جاء بعضُهم حرمة، كان أمير حرمة عثمان في نخلٍ له خارِجَ البلدةِ، فأرسل جويسر من يخبِرُه بقدوم ضيوفٍ مِن المجمعة، فلما رجع اجتمع عليه ستةُ رجال منهم أخوه خضير بن عبد الله، وابن عمه عثمان بن إبراهيم، فقَتَلوه، ثم بادروا لمن جاء من المجمعة فحَبَسوهم, ثم ساروا إلى المجمعة ليستولوا على قلعتِها وقَتل من فيها من أتباع الدعوة، لكِنَّ أهل المجمعة تنبَّهوا لهم فتحصَّنوا في القلعة، فلم يستطيعوا اقتحامَها، فرجعوا خائبين, ثم أرسلَ أهل المجمعة إلى عبد العزيز لإخبارِه بما وقع لهم على يدِ أهل حرمة, فأمرَ ابنَه سعودًا أن يسيرَ إلى حرمة، فسار معه جميعُ أهل البلدان من العارض، فنزل بالهضبة المحيطة بحرمة، وبقي يقاتل أهلَها ليلًا ونهارًا مدَّةَ أيام، وقُتِلَ من الفريقين رجالٌ, فلما أجهد الحصارُ أهل حرمة طلبوا الصلحَ مِن سعود فقَبِلَ بشرط أن يُطلِقوا الأسرى الذين عندهم من أهلِ المجمعة وأن يرحَلَ جويسر الحسيني عن البلدة, فأطلقوا سراح المحبوسين ورحل جويسر إلى بغداد، ثم انتقل إلى مكة بعد أن ظهر ابنُ سعود في نجدٍ وما حولها، وصار جويسر مدافعًا عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ودعوتِه عند شريفِ مكة. واستعمل عليهم الأميرَ ناصر بن إبراهيم.  ثم اتَّجه سعود إلى المجمعة واستلحق أحمدَ بن عثمان ورحل به وبعيالِه واستعمل على المجمعة أميرًا هو عثمان بن عثمان، ولما وصل جلاجل استلحقَ سويدًا بعياله، وأمر الجميع أن يقصدوا بلدَ القصب ثم نزلوا شقراء إلى أن أمَرَهم الإمام عبد العزيز أن ينزلوا جميعًا الدرعية بعيالهم.

العام الهجري : 1234 العام الميلادي : 1818
تفاصيل الحدث:

بعد سفر الإمام عبد الله بن سعود إلى مصر ارتحل إبراهيم باشا بنفسِه وحاشيتِه وقبوسه وقنبره ومدافِعِه من سمحان، ولم يلتزم الباشا بشروطِ الصُّلحِ التي نصَّت على عدمِ المساس بالبَلدةِ وأهلِها بسوءٍ, فنزل إبراهيم باشا في نخل تركي بن سعود المعروفِ بالعويسية أسفلَ الدرعية، وباقي عساكِرِه فَرَّقَها في نخيلِها وأطرافِها ودروبِها، وكان إبراهيم باشا بعث عساكِرَ مِن حاشيته وخَدَمِه وفَرَّقَهم في نواحي نجدٍ وأمَرَهم بهدمِ أسوار البلدان وحُصونِها، فنزلوا البلدانَ وهَدَموا الحُصونَ والأسوارَ، وصادروا أهلَها بخَراجِهم وعلَف الخيل وعليقها بالليل والنهار، وجمعوا ما فيها من الحِنطةِ والشَّعيرِ إلَّا ما قَلَّ، ثمَّ إن الباشا أخذ خَيلَ آل سعودٍ وشَوكةَ الحَربِ وما وجد عليه اسمَهم في بندُقٍ أو سَيفٍ، وأكثَرَت العساكِرُ مِن العَبَثِ في أسواقِ الدِّرعية بالضَّربِ والتسخيرِ لأهلِها، فكانوا يجمَعون الرِّجالَ من الأسواق، ويُخرِجونَهم من الدُّورِ ويَحمِلون على ظُهورِهم ما تَحمِلُه الحيوانات، فيُسَخِّرونهم لهَدمِ البيوت والدكاكين، ويحمِلون خشَبَها ويَكسِرونَه ويَرِدونَ لهم الماءَ ويَحمِلونَه ولا يَعرِفونَ لفاضلٍ فَضْلَه ولا لعالمٍ قَدْرَه، وصار السَّاقِطُ الخَسيسُ في تلك الأيام هو الرَّئيسَ. أقام الباشا في الدرعية نحو تسعة أشهر بعد المصالحةِ، وأمَرَ جميعَ آل سعود وأبناء الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأبنائهم أن يرحَلوا من الدرعية إلى مصرَ، فارتحلوا منها بنسائِهم وذراريِّهم، ولم يبقَ منهم إلا من اختفى أو هرب، مِثلُ تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود، والشيخ علي بن حسين ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب، هربا إلى قطر  وعمان. ثم جاء الأمرُ من محمد علي باشا لابنه إبراهيم بهَدمِ الدرعية وتدميرِها، فأمر أهلَها أن يرحَلوا عنها ثمَّ أمر العسكرَ أن يهدموا دُورَها وقُصورَها ويَقطَعوا نَخْلَها وشجَرَها ولا يرحَموا صَغيرَها ولا كبيرَها، فابتدر العسكَرُ إلى هدمِها مُسرِعين، وهدموها وبَعضُ أهلِها فيها مقيمون، وأشعلوا النار في بيوتِها، وأخرجوا جميعَ من كان فيها من السكان، فتركوها خاليةً مِن السكان، وتفَرَّق أهلُها في النواحي والبلدانِ، فحسبنا الله ونعم الوكيل.

العام الهجري : 1437 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 2016
تفاصيل الحدث:

وُلِدَ محمد زهران علوش في مدينةِ دوما التابعةِ للغُوطةِ الشَّرقية في ريفِ دِمَشقَ عامَ 1971. وسلَكَ دَرْبَ العلمِ منذ الصِّغرِ اقتداءً بوالِدِه، فقرَأَ القرآنَ الكريمَ على والِدِه وعلى بعضِ شُيوخ بلَدِه، وتلقَّى التعليمَ الشَّرعيَّ عليهم، ثم التحَقَ بكليَّة الشَّريعة في جامعة دمشق وتخرَّج فيها. ثمَّ سافَرَ إلى المملكةِ العربيَّةِ السعوديَّة، وأكمل الدِّراسةَ في الجامعةِ الإسلاميَّة بالمدينة المنوَّرة في كليَّةِ الحديثِ الشَّريفِ والدراساتِ الإسلاميَّةِ، ثمَّ بعد التخرُّجِ فيها عاد إلى بلَدِه، ودرَسَ الماجستير في كليَّةِ الشَّريعةِ بجامعةِ دِمَشقَ. وخلالَ فترةِ وُجودِه في السُّعودية درَس على عددٍ مِن عُلماءِ الشَّريعة فيها، وعاد إلى سوريَّة ليعملَ في مجالِ المُقاوَلاتِ، إلى جانبِ نشاطِه في الدَّعوةِ السَّلفيَّة، وسبَّبَتْ له النَّشاطاتُ الدَّعَويةُ التي كان يمارِسُها مُلاحَقاتٍ أمنيَّةً عديدةً، بدأَتْ عامَ 1987 وانتهَتْ بتوقيفِه بدايةَ سنةِ 2009 من قِبَل أحدِ أفرُعِ المخابراتِ السُّوريَّةِ، ثمَّ أُودِعَ في سِجنِ صيدنايا العسكريِّ الأوَّلِ، إلى أنْ أُطلقَ سَراحُه في يونيو عام 2011، وَفقَ مرسومِ عفوٍ رئاسيٍّ عامٍّ صدَرَ وقتَها مع بداياتِ الحربِ الأهليَّةِ السُّوريَّةِ عامَ 2011، وشارك بعدها في العمَلِ المسَلَّح، منذُ أوائِلِ انطلاقتِه في أواخرِ عامِ 2011، وأسَّس "سَرِيَّةَ الإسلامِ" التي تطوَّرَت إلى "لواءِ الإسلامِ" وأخيرًا إلى "جيشِ الإسلامِ". وكان على رأسِ قيادةِ جيشِ الإسلامِ الذي يمتدُّ في مناطِقَ مُعَيَّنةٍ مِن سوريَّةَ حتى مقَتَلِه، وكان (علوش) يركِّزُ على التَّربيةِ العَقَديَّةِ للمجاهدين في صُفوفِ جَيشِه، بالإضافةِ إلى تمارينِ اللَّياقةِ البَدَنيَّة والتدريباتِ العَسكريَّة. وقُتِلَ -رحِمَه الله- في غارةٍ جويَّةٍ عنيفةٍ استهدَفت اجتماعًا للتنظيمِ في الغُوطةِ الشرقيَّةِ شرقَ مدينةِ دِمَشقَ في اليومِ الرابعَ عشَرَ من هذا الشهرِ، وقُتِلَ معه خَمْسةٌ من قادةِ جيشِ الإسلام؛ أحدُهم قياديٌّ أمنيٌّ، وذلك أثناءَ التَّحضيرِ لتنفيذِ هجومٍ على مواقِعَ لحزبِ اللهِ اللُّبنانيِّ وقوَّاتِ النِّظامِ السُّوريِّ. ويُعَدُّ "جيش الإسلام" من التَّنظيماتِ المسَلَّحةِ المُهمَّةِ ضِدَّ النظامِ السوريِّ.

العام الهجري : 1437 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 2016
تفاصيل الحدث:

وُلِدَ الشيخ محمَّد أيوب بن محمد يوسف بن سليمانَ عمر في مَكَّةَ المكرمةِ عامَ 1372ه، وهو من أصلٍ بورميٍّ، حفِظَ القرآنَ عام 1386 هـ في جامعِ بن لادن في حيِّ الحفاير بمكةَ، والتحقَ بالجامعةِ الإسلاميَّة، وتخرَّج  في كليَّةِ الشريعةِ عامَ 1396هـ، ثمَّ تَخَصَّصَ في التفسيرِ وعلومِ القرآن، فحصَلَ على درجةِ الماجستير من كليَّةِ القرآنِ، وحصَلَ على درجةِ الدكتوراه من الكليَّةِ نَفسِها عامَ 1408هـ، وإضافةً إلى دِراستِه في المدارسِ الحُكوميَّةِ والجامعةِ؛ فقد تتلمذَ على العديدِ مِن المَشايخِ والعُلماء في المدينةِ المنورة، وحصَل على إجازةٍ بروايةِ حفصٍ عن طريق القراءةِ على المشايخِ، وهم شيخُ قُرَّاءِ المدينةِ: حسن بن إبراهيم الشاعر، والشيخُ أحمد عبد العزيز الزيَّات، والشيخُ خليل بن عبد الرحمن القارئ، ومن شيوخِه في القراءةِ: الشيخُ زكي داغستاني. ومن شُيوخِه الذين درَسَ عليهم ألوانًا من العلومِ الشرعيَّةِ: عبدُ العزيز محمد عثمان، ومحمد سيد طنطاوي، وأكرم ضياء العمري، ومحمد الأمين الشنقيطي، وعبدُ المحسن العبَّاد، وعبد الله محمد الغنيمان، وأبو بكرٍ الجزائريُّ، وعَمِل بعد تخرُّجِه في المرحلةِ الجامعيَّةِ الأولى مُعيدًا بكليةِ القرآنِ، وكُلِّفَ بأمانةِ امتحاناتِ الكليَّةِ لمدَّةِ عشْرِ سنَواتٍ، وأصبَحَ عُضوَ هيئةِ التَّدريسِ في قسمِ التَّفسير منذ حُصولِه على الدكتوراه. وكان أيضًا عُضوًا فى اللَّجْنةِ العِلميَّةِ بمَجمَعِ الملكِ فهدٍ لطباعةِ المُصحَفِ الشريفِ. وتولَّى الإمامةَ والخَطابةَ في عَددٍ مِن مساجدِ المدينةِ، وعُيِّنَ إمامًا مُتعاوِنًا في المَسجدِ النبويِّ عامَ 1410هـ واستمَرَّ فيه حتى عامِ 1417هـ، ثمَّ انقطعَ عن إمامةِ المسجدِ النبويِّ تِسعةَ عشَرَ عامًا ليعودَ ويُصلِّيَ في المَسجدِ النبويِّ مُجدَّدًا في رمضانَ 1436هـ، ويُعَدُّ الشيخُ من القُرَّاءِ المشهورين في المملكةِ العربيَّةِ السعوديَّةِ والعالَمِ الإسلاميِّ، وقد توفِّي -رحمه الله- عن عمرٍ ناهزَ 64 عامًا في اليومِ التاسعِ من هذا الشهرِ، وشُيِّعَتْ جَنازتُه والصلاةُ عليه بعد صلاةِ الظُّهرِ في المَسجدِ النبويِّ.

العام الهجري : 89 العام الميلادي : 707
تفاصيل الحدث:

غَزَا قُتيبَةُ بن مُسلِم بِلادَ الصُّغْد ونَسَف وكِشّ وقد لَقِيَه هنالك خَلْقٌ مِن الأَتراك فظَفَر بهم فقَتَلَهم، وسارَ إلى بُخارَى فلَقِيَه دونها خَلْقٌ كَثيرٌ مِن التُّرْك فقاتَلَهم يَوْمَين ولَيْلَتين عندَ مَكانٍ يُقالُ له خَرْقان وظَفَر بهم, ثمَّ قَصَد قُتيبةُ وَرْدانَ خُذاه مَلِك بُخارَى فقاتَلَه وَرْدان قِتالًا شَديدًا فلم يَظْفَر به قُتيبةُ، فرَجَع عنه إلى مَرْو فجاءَهُ البَريدُ بكِتابِ الحَجَّاج يُعَنِّفُه على الفِرار والنُّكول عن أَعداءِ الإسلام، وكَتَب إليه أن يَبْعَث بِصُورَة هذا البَلَد يعني بُخارَى، فبَعَث إليه بِصُورَتِها، فكَتَب إليه: أن ارْجِع إليها وتُبْ إلى الله مِن ذَنْبِك وائْتِها مِن مكان كذا وكذا، ورُدَّ وَرْدانَ خُذاه، وإيَّاكَ والتَّحْوِيط، ودَعْنِي وبُنَيَّات الطَّريق.

العام الهجري : 93 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 712
تفاصيل الحدث:

كان سَبَب ذلك أنَّ عُمَر بن عبدِ العزيز كَتَبَ إلى الوَليد يُخْبِرُه عن أَهلِ العِراق أنَّهم في ضَيْمِ وضِيقٍ مع الحَجَّاجِ مِن ظُلْمِه وغَشْمِه، فسَمِع بذلك الحَجَّاجُ فكَتَبَ إلى الوَليد: إنَّ عُمَر ضَعيف عن إِمْرَةِ المَدينَة، وإنَّ جماعَة مِن أَهلِ الشِّقاق مِن أهلِ العِراق قد لَجَأوا إلى المَدينَة ومَكَّة، وهذا وَهْنٌ وضَعْفٌ في الوِلايَة، فاجْعَل على الحَرَمَيْنِ مَن يَضْبُط أَمْرَهُما. فكَتَبَ الوَليدُ إلى الحَجَّاج: أن أَشِرْ عَلَيَّ بِرَجُلينِ. فكَتَب إليه يُشِيرُ عليه بعُثمان بن حَيَّان، وخالِد بن عبدِ الله، فوَلَّى خالِدًا مَكَّة، وعُثمانَ المَدينَة، وعَزَل عُمَر بن عبدِ العزيز، فخَرَج عُمَرُ بن عبدِ العزيز مِن المَدينَة في شَوَّال فنَزَلَ السُّويْداء، وقَدِمَ عُثمانُ بن حَيَّان المَدينَة لِلَيْلَتَيْنِ بَقِيَتا مِن شَوَّال مِن هذه السَّنَة.

العام الهجري : 130 العام الميلادي : 747
تفاصيل الحدث:

خَرَج بِحَضرمَوت طالبُ الحَقِّ عبدُ الله بن يحيى الكِندي إمامُ الإباضِيَّة؛ تَغلَّب عليها واجْتَمع عليه الإباضِيَّةُ. ثمَّ سار إلى صَنعاء وبها القاسِمُ بن عُمَر الثَّقفي فوقَع بينهم قِتالٌ كَثيرٌ، انْتَصر فيه طالبُ الحَقِّ وهَرَب القاسِمُ وقُتِلَ أخوه الصَّلْتُ، واسْتَولى طالبُ الحَقِّ على صَنعاء وأَعمالَها، ثمَّ جَهَّز إلى مَكَّة عشرةَ آلاف وبها عبدُ الواحد بن سُليمان بن عبدِ الملك بن مَرْوان فغَلَبوا على مَكَّة وخَرَج منها عبدُ الواحد، وكان على الجَيشِ أبو حَمزَة المُختار ثمَّ سارَ إلى المَدينَة وحَصَل قِتالٌ بينهم فاسْتَولى كذلك على المَدينَة، ثمَّ تَوجَّه إلى الشَّام فأَرسَل له مَرْوان جَيشًا بِقِيادة عبدِ الملك بن محمَّد بن عَطِيَّة الذي هَزَم جَيشَ أبي حَمزَة وأَكمَل سَيْرَهُ إلى المَدينَة ومَكَّة وصَنعاء.

العام الهجري : 145 العام الميلادي : 762
تفاصيل الحدث:

كان على المدينةِ عبد الله بن الربيع مِن قِبَل المنصور، وكان جندُه قد استفحل أمرُهم مع التجَّار بالظُّلم، فكانوا يأخذون ما شاءوا بدون ثمنٍ أحيانًا، وكل ذلك وابن الربيع لا يغيِّرُ شيئًا ولا يكلِّمُ جندَه، فاستفحل أمرُهم حتى كان يومُ جمعة قتَلَ أحدُ الجزَّارين جنديًّا، ثم تنادى الجندُ وتنادى السودان (العبيد) ونفخوا في بوقٍ لهم، فلم يبقَ في المدينة أسودُ إلَّا جاء، وتأمر عليهم وثيق الزنجي، فثاروا على الجند ونهبوا أموالَ الأميرِ وهرب ابنُ الربيع خارج المدينة، ثم إنَّ أبا بكر بن أبي سبرة خرج من السجنِ ونصح النَّاسَ أن يعودوا للطاعة، وإلا كانت مهلكتُهم وخاصةً بعد أن كانت حادثةُ النَّفس الزكية، فاستجابوا له ورَدُّوا ما كانوا نهبوه, ثم أمسك وثيق الزنجي وقيد, وعاد ابن الربيع للمدينة.

العام الهجري : 262 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 876
تفاصيل الحدث:

قدم يعقوبُ بن الليث في جحافِلَ فدخل واسط قهرًا، فخرج الخليفة المعتَمِدُ بنفسه من سامرَّا لقتاله، فتوسط بين بغداد وواسط، فانتدب له أبو أحمد الموفَّق بالله- أخو الخليفة- في جيشٍ عظيم على ميمنتِه موسى بن بغا، وعلى ميسرته مسرورٌ البلخي، فتقاتلوا قتالًا شديدًا، وقد ظهر من أصحابِ يعقوب كراهةٌ للقتال معه؛ إذ رأوا الخليفةَ يُقاتِلُه، فحملوا على يعقوبَ ومَن قد ثبت معه للقتالِ، فانهزم أصحابُ يعقوب، وثبت يعقوبُ في خاصَّةِ أصحابه، حتى مَضَوا وفارقوا موضِعَ الحرب، وتَبِعَهم أصحاب الموفَّق، فغَنِموا ما في عسكرهم، وكان فيه من الدوابِّ والبغال أكثَرُ من عشرة آلاف، ومن الأموالِ ما يُكَلُّ عن حَملِه، ومِن جُرُب المِسك أمرٌ عظيمٌ، وتخلَّصَ محمد بن طاهر من الأسر، وكان مُثقَلًا بالحديد، وخلع عليه الموفَّق، وولَّاه الشرطةَ ببغداد بعد ذلك.

العام الهجري : 414 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1023
تفاصيل الحدث:

سار السُّلطانُ مُشرفُ الدَّولة مُصعِدًا إلى بغداد من ناحيِة واسط، ورُوسِلَ القادِرُ باللهِ في البروزِ لتَلَقِّيه، فتلقَّاه من الزلاقة، ولم يكن تلقَّى أحدًا من الملوكِ قَبلَه. فرَكِبَ في الطيار، وعن جانبه الأيمَنِ الأميرُ أبو جعفر، وعن يسارِه الأميرُ أبو القاسمِ، وبين يديه أبو الحسَنِ عليُّ بنُ عبد العزيز، وحوالي القُبَّة الشريف أبو القاسم المرتضي، وأبو الحَسَن الزينبي، وقاضي القُضاة ابنُ أبي الشوارب، وفي الزبازب المسَوِّدة من العباسيِّين، والقضاة، والقُرَّاء، والعلماء، ونزل مُشرفُ الدَّولة في زبزبه بخواصِّه، وصعد إلى الطيار، فقَبَّلَ الأرض، وأُجلِسَ على كرسيٍّ، وسأله الخليفةُ عن خبره وكيف حالُه، والعسكَرُ واقِفٌ بأسره على شاطئِ دِجلةَ، والعامَّةُ في الجانبين. ثم قام مشرف الدَّولة فنزل إلى زبزبه، وأصعد الطيار.

العام الهجري : 482 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1089
تفاصيل الحدث:

كَبَسَ أَهلُ بابِ البَصرَةِ السُّنَّةُ الكَرخَ، فقَتَلوا رَجلًا وجَرَحوا آخرَ، فأَغلقَ الشِّيعةُ من أَهلِ الكَرخِ الأَسواقَ، ورَفَعوا المَصاحِفَ، وحَمَلوا ثِيابَ الرَّجُلينِ وهي بالدَّمِ، ومَضوا إلى دارِ العَميدِ كَمالِ المُلْكِ أبي الفَتحِ الدهستاني مُستَغيثينَ، فأَرسلَ إلى النَّقيبِ طِرادِ بن محمدٍ يَطلُب منه إِحضارَ القاتِلين، فقَصَدَ طِرادٌ دارَ الأميرِ بوزان بقَصرِ ابنِ المأمونِ، فطالَبَه بُوزان بهم، ووَكَّلَ به، فأَرسلَ الخَليفةُ إلى بُوزان يُعرِّفهُ حالَ النَّقيبِ طِرادٍ، ومَحِلَّه، ومَنزِلَتَه، فخَلَّى سَبيلَه واعتَذرَ إليه، فسَكَّنَ العَميدُ كَمالُ المُلْكِ الفِتنةَ، وكَفَّ الناسُ بَعضُهم عن بعضٍ، ثم سار إلى السُّلطانِ، فعادَ الناسُ إلى ما كانوا فيه من الفِتنَةِ، ولم يَنقَضِ يومٌ إلا عن قَتْلَى وجَرْحَى. وسَبَّ أَهلُ الكَرخِ الصَّحابةَ وأَزواجَ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم.

العام الهجري : 546 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1151
تفاصيل الحدث:

جهَّزَ أبو منصورٍ عليُّ بنُ إسحاق، المعروفُ بالعادِلِ ابن السلار، وهو وزيرُ الظَّافِرِ الفاطميِّ، المَراكِبَ الحَربيَّةَ بالرِّجالِ والعُدَد، وسَيَّرَها إلى يافا، فأسَرَت عِدَّةً مِن مراكِبِ الفِرنجِ، وأحرقوا ما عَجَزوا عن أخْذِه، وقَتَلوا خلقًا كثيرًا مِن الفِرنجِ بها، ثمَّ تَوجَّهوا إلى ثَغرِ عكَّا، فأنكَوا فيهم، وساروا منه إلى صيدا وبيروت وطرابلس، فأبلوا بلاءً حسنًا، وظَفِروا بجماعةٍ مِن حُجَّاج ِالفِرنجِ فقَتَلوهم عن آخِرِهم، وبلغ ذلك المَلِكَ العادِلَ نور الدين محمود بن زنكي، مَلِك الشام، فعَزَمَ على قَصدِ الفِرنجِ ومُحارَبتِهم في البَرِّ، ولو قُدِّرَ ذلك لقَطَعَ اللهُ دابِرَ الفِرنجِ، لكِنَّه اشتغل بإصلاحِ أمورِ دِمشقَ، وعاد الأسطول مُظفَرًا بعدَما أنفق عليه العادِلُ ثلثمئة ألف دينار، وسَبَبُ مَسيرِ الأسطول تخريبُ الفرنج للفَرما.

العام الهجري : 549 العام الميلادي : 1154
تفاصيل الحدث:

سَيَّرَ الخَليفةُ العبَّاسيُّ المُقتَفِي لأَمرِ الله عَسكرًا إلى تَكريتَ لِيَحصُروها، وأَرسلَ معهم مُقدَّمًا عليهم أبا البَدرِ بن الوَزيرِ عَوْنِ الدِّينِ بن هُبيرَة وتُرشُكَ، وهو مِن خَواصِّ الخَليفةِ، وغَيرَهما، فجَرَى بين أبي البَدرِ وتُرشُكَ مُنافرَةً فكَتَبَ ابنُ الوَزيرِ للخَليفةِ يشكو من تُرشكَ، فأَمرَ الخَليفةُ بالقَبضِ على تُرشكَ، فعَرَفَ ذلك، فأَرسلَ إلى مَسعودِ بِلال، صاحِبِ تَكريت، وصالَحَهُ وقَبَضَ على ابنِ الوَزيرِ ومَن معه مِن المُتَقدِّمينَ، وسَلَّمَهم إلى مَسعودِ بِلالٍ فانهَزمَ العَسكرُ وغَرَقَ منه كَثيرٌ، وسار مَسعودُ بِلالٍ وتُرشكُ من تَكريتَ إلى طَريقِ خراسان فنَهَبَا وأَفسَدا، فسار المُقتَفِي عن بغداد لدِفْعِهِما، فهَرَبا من بين يَديهِ، فقَصَدَ تَكريتَ، فحَصَرَها أَيامًا وجَرَى له مع أَهلِها حُروبٌ مِن وَراءِ السُّورِ، فقُتِلَ من العَسكرِ جَماعةٌ بالنُّشَّابِ، فعاد الخَليفةُ عنها، ولم يَملِكها.

العام الهجري : 597 العام الميلادي : 1200
تفاصيل الحدث:

جمع عبد الله بن حمزة العلوي المتغَلِّب على جبال اليمن جموعًا كثيرةً فيها اثنا عشر ألف فارس، ومن الرجَّالة ما لا يحصى كثرةً، وكان قد انضاف إليه من جندِ المعز بن إسماعيل بن سيف الإسلام طغتكين بن أيوب، صاحِب اليمن، خوفًا منه، وأيقَنوا بمُلك البلاد، واقتَسَموها، وخافَهم ابنُ سيف الإسلام خوفًا عظيمًا، فاجتمع قوَّاد عسكر ابنِ حمزة ليلًا ليتَّفِقوا على رأيٍ يكون العمَلُ بمقتضاه، وكانوا اثني عشر قائدًا فنَزَلت عليهم صاعقةٌ أهلكَتْهم، فأتى الخبرُ ابنَ سيف الإسلام في باقي الليلةِ بذلك، فسار إليهم مجِدًّا فأوقع بالعسكَرِ المجتمع، فلم يَثبُتوا له، وانهزموا بين يديه، ووضع السيفَ فيهم، فقَتَل منهم ستةَ آلاف قتيل أو أكثر من ذلك، وثَبَت مُلكُه واستقَرَّ بتلك الأرض.