أرسل الإمامُ سعود بن عبد العزيز إلى عمان عبدَ الله بن مزروع صاحِبَ
منفوحة وعِدَّةَ رجال من أهل نجد، وأمرهم بنزولِ قصر البريمي المعروف في عمان وإحصانه، ثمَّ إن سعودًا بعث بعده إلى عُمان مطلق المطيري بجيش من أهل نجد، وأمرَ أهل عمان بالاجتماع عليه والقتال معه، فاجتمع عليه مقاتِلةُ أهل عمان مع ما معه من أهل نجد، فقاتل أهل الباطنة سحار ونواحيها ومن تبعهم، ورئيسُهم يومئذ عزان بن قيس، وقاتلوا سعيدَ بن سلطان صاحِبَ مسقط، ودام القتالُ بينهم، وقُتِل من عسكر عزان مقتلة عظيمة، قيل بلغ عدد القتلى خمسمائة رجل، ثم اجتمع مع مطلق المطيري جميعُ من هو في رعية الإمام سعود من أهل عُمان، فنازل أهل سحار بألوف من المقاتِلة، ودخلت سنة 1225 هـ وهم على ذلك يقاتلون ويغنمون، وأخذ مطلق ومن معه قرًى كثيرة من نواحي سحار من أهل الباطنة، وبايع غالبُهم على دين الله ورسوله والسمع والطاعة، ولم يبقَ محارب إلا مسقط ونواحيها، مملكة سعيد بن سلطان وما تحت ولاية عزان من سحار، وغنموا منها غنائم كثيرة وبعثوا بالأخماس إلى سعود في الدرعية.
كانت معاهدة بلطة ليمان معاهدةً تجارية وُقِّعَت بين الدولة العثمانية والمملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا؛ لتنظيم التجارة الدولية. وتمَّ تحديد الرسوم لتكون 5 % على الواردات، و12 % على الصادرات، و3 % على البضائع المارة (ترانزيت). كما وافق العثمانيون على إلغاء جميع الاحتكارات. ففي عام 1831 قاد إبراهيم باشا بن محمد علي باشا حملةً عسكريةً ناجحةً في بلاد الشام، منَصِّبًا نفسَه حاكمًا، وبدأ في عَصْرَنة دولته. وقد كان هناك قَلَقٌ في المملكة المتحدة من احتمال تأسيس دولة مستقلة متحالِفة مع الإمبراطورية الروسية ضِدَّ العثمانيين وبلاد فارس القاجارية (فاستقلال ووحدة أراضي كل من الدولة العثمانية وبلاد فارس كانت من الأمور البالغة الأهمية للمصالح البريطانية في المنطقة). كما كان هناك العديدُ مِن الشكاوى من رجال الأعمال البريطانيين من تعَرُّضِهم لرسوم تُفرَضُ على بضائعِهم المارَّة عبرَ أراضي الدولة العثمانية، وكذلك تعَرُّضهم لرسوم عشوائية من الباشوات المحليين. وعندما رفض محمد علي تنفيذَ الاتفاقية بسبب ما تشَكِّلُه من تهديد لمشروعِه التصنيعي الناشئ، أمهله السلطانُ محمود الثاني فترةَ سماح لمدة سنة، ولكنَّ محمد علي رفض بعدها الالتزامَ بالمعاهدة.
كان الفرنسيون أصحابَ الحَقِّ في حماية النصارى في بيتِ المقدِسِ، ثمَّ استطاع الروسُ الحصولَ على هذا الحَقِّ أيام نابليون بونابرت، فلمَّا رجعت الدولةُ الفرنسية وأرادت إعادةَ حَقِّها اصطدمت مع روسيا، فكانت الدَّولة العثمانية قد ألَّفت لجنةً مِن رجال الكنائِسِ على اختلافِ مذاهِبِهم فأيَّدوا فرنسا فهدَّد الروسُ بالحربِ وأرادوا إعادةَ معاهدة خونكار أسكله سي، وحاولت الاستعانةَ بإنكلترا وفرنسا اللتين رفضتا ذلك، وألغى السلطانُ عبد المجيد الأول امتيازَ الروس بحماية النصارى في الدولة العثمانية، وأعاد إلى الصدارةِ العظمى مصطفى رشيد باشا المعروف بعدائِه للروس، فقامت روسيا باحتلالِ الأفلاق والبغدان، وقامت الحرب بين الروس والعثمانيين ولكِنَّ إنكلترا وفرنسا حاولتا التوسُّطَ، ولكن لم تنفَعْ كلُّ محاولات الصلح فوقفَتَا بجانب الدولة العثمانية خوفًا على مصالحهما فعقدتا اتفاقًا لمساعدة العثمانيين ومَنْع الروس من احتلال أيِّ جزء من الأراضي العثمانية، فأوقَفوا الهجومَ الروسي في بلاد القرم عند نهر ألما، فاضطرت روسيا إلى الرجوعِ عن بعض المناطق التي احتلَّتْها لَمَّا رأت الإمداداتِ تتوالى على الدولةِ العثمانية، وعُقِدت بعدها معاهدةُ باريس.
في عام 1821م أُلقِيَ القبض على فلاديميرسكو زعيمِ مولدافيا ونُفِّذَ به حكم القتل بتهمةِ الخيانة؛ لأنه كانت له محاولات للخروجِ عن السلطنة العثمانية. ومع ذلك استمرت الثورات في رومانيا، التي أدَّت إلى معاهدة 1829م التي سُمِح لروسيا بموجِبِها باحتلالِ الإمارات الرومانية. وأصبح أميرُها يُعيَّنُ لمدى الحياة بالتوافُقِ ما بين القيصر الروسي والسلطان العثماني. وبعد عِدَّةِ ثورات قامت في تلك الإمارات قرَّر المؤتمَرُ الدولي في سنة 1858م منْحَ الإمارات نظامَ حُكمٍ ذاتي تستَمِرُّ بموجِبِه بدَفعِ الضريبة للسُّلطان العثماني, وفي عام 1881م أُعلِنَ استقلال رومانيا، وأصبح الأمير كارول المَلِكَ الأول، واستمَرَّت الحياة السياسية في العهد الملكي كما كانت عليه في السابقِ من تناوب الحُكمِ بين المحافِظين (البويار) من جهةٍ، والبورجوازيين والمثقفين والليبراليين من جهة ثانية. ووقع الاختيارُ على الأمير شارل دو هوهنزولرن سيغمارتغن الذي اتخَذَ اسم كارول دو رومانيا وأصدَرَ دستورًا جديدًا (1866م). في عام 1876م قرَّر الأمير كارول الاشتراكَ بالحرب الروسية التركية التي اندلعت في عام 1876م. لكنْ جاءت النتائج مخيِّبةً للآمال؛ إذ استُبعِدَت رومانيا عن المفاوضاتِ, وجاءت معاهدةُ السلام بعد عِدَّةِ حروب وقَعَت في المنطقة؛ لتثبت حدود «رومانيا الكبرى».
يرجِعُ تأسيسُ إمارة آل رشيد في جبل شمر إلى عبد الله بن علي بن رشيد، الذي كان صديقًا حميمًا لفيصل بن تركي؛ حيث قام بدورٍ كبير في استعادة فيصل للحُكمِ بعد مقتَلِ والده تركي، فكافأه بأن عيَّنَه عام 1251 ه أميرًا على حائل وجبل شمر، على أن يكون الحُكمُ فيها وراثيًّا في أسرته من بَعدِه، مستقلًّا إداريًّا تحت حكم آل سعود. حكم عبد الله بن رشيد 12 سنة، واستمر حكمُ أسرته لجبل شمر 90 سنة، وقد قام آل رشيد بدورٍ خطير في أحداث نجد خلالَ فترة الحرب بين أبناء فيصل بن تركي، خاصة أثناء حكم محمد بن عبد الله بن رشيد، الذي حكم 25 سنة، وهو من أشهَرِ أمراءِ حائل من آل رشيد، وتوسعت إمارةُ ابن رشيد في عهده فشَمِلَت الجوفَ، وتدخَّلَ في شؤون القصيم مستغلًّا الخلاف بين أمرائها من جهةٍ، وتدخُّل عبد الله بن فيصل من جهةٍ أخرى، لصالحه، حتى تمكن من السيطرة على القصيمِ والمجمعة وسدير، وأخيرًا دخل الرياض واحتلَّها بحجة مساعدة الإمام الشرعي عبد الله بن فيصل زوجِ أختِه.
في أعقاب الوحدة الألمانية عام 1286هـ/ 1870م. وذلك عندما بدأت ألمانيا تعاني من مشكلة عدم تملُّكها للمستعمرات أسوةً ببريطانيا وفرنسا حتى تستطيع تصريفَ منتجاتها، والحصول على المواد الخام اللازمة لصناعتها وإنشاء أسواق لها فيها، ومن هنا بدأت ألمانيا تتطلَّعُ للبحث عن مستعمرات لها في خارج أوروبا؛ ونتيجة لذلك بدأ التنافس بينها وبين فرنسا من أجل مراكش فتصَدَّت فرنسا لهذه المحاولة، وذلك بربط نفسها بعدة اتفاقات مع بعض دول أوروبا، فعقدت اتفاقًا مع إيطاليا على أن تطلق إيطاليا يد فرنسا في مراكش مقابل أن تطلق فرنسا يد إيطاليا في طرابلس وبرقة. كما عقدت فرنسا اتفاقًا مع إسبانيا عام 1317هـ/ 1900م اتفقتا فيه على اقتسام الأجزاء الجنوبية من مراكش فتحصل إسبانيا على منطقة الريف التي تشمل الشريط الساحلي من مراكش المقابِل للساحل الإسباني عند جبل طارق، بينما تحصل فرنسا على ما تبقَّى من مراكش. وفي أوائل عام 1324هـ/ 1906م تم الاتفاق على عقدِ مؤتمر دولي في بلدة الجزيرة الخضراء لدراسة الأوضاع في مراكش. وفيه تم الاعتراف بسيادة مراكش، وتقرَّر إنشاء قوة بوليسية من فرنسا وإسبانيا للمحافظة على الأمن في مراكش.
كانت أسرة سولونغ تحكم منطقة دارفور غرب السودان حتى عام 1293هـ، ثمَّ بعد أن أعيد الحُكمُ الإنجليزي على السودان وبعد معركةِ كرري 1316هـ غادر أم درمان علي دينار بن زكريا السولونغي ومعه عشرة أفراد، وانضم لهم في طريقِهم قرابةُ الألفي رجلٍ، واتجه نحو دارفور، ولما وصل الفاشر سلمت له وبدأت المنافسة بينه وبين إبراهيم علي الذي وضعته القواتُ الإنجليزية في دارفور، فتنازل إبراهيم لعلي دينار الذي استطاع أن يضبِطَ أمور دارفور وينشر الأمنَ، ثم بدأت شهرتُه تزداد حتى أصبحت الحكومةُ السودانيةُ الخاضعةُ للإنجليز تخافه؛ فقد وصل أمرُه إلى أن أصبح يرسِلُ محملًا للحجاز كأيِّ حاكمٍ مُسلمٍ، وبالمقابل رأى هو أنه لا يحصُلُ على حقِّه من الحكومة، بل إن كلَّ تعدٍّ عليه تسكت عنه الحكومة، وكلَّ متمرد عليه تؤويه الحكومة، وكان علي دينار قد أيَّد العثمانيين في الحرب العالمية الأولى، فسيَّرت الحكومة جيشًا من ثلاثة آلاف مقاتل أغلبُهم مصريون إلى دارفور، وجرت موقعةُ برنجية بين الطرفين، فهُزم علي دينار أمام هذا الجيش المجهَّز، وهرب إلى جبل مرة، ثم تبعوه وقُتِلَ في محرم 1335هـ / 6 تشرين الثاني 1916م وضُمَّت دارفور إلى السودان.
في عام 1919م اتَّفق عددٌ من الوطنيين السوريين على اختيار إبراهيم هنانو لتأليف قواتٍ من المجاهدين، تمكَّنَت من احتلال مدينة أنطاكية، وكان أولُ صدام مسلح بين قوات هنانو والفرنسيين في أكتوبر، ثم قامت بعضُ القوات التابعة لهنانو بالهجومِ على الفرنسين والانتصار عليه، فذاع صيتُه وكثُر مؤيدوه، وبعد توقيع الأمير فيصل بن الحسين على معاهدة الانتداب عام 1920م أصبح وضعُ هنانو صعبًا؛ لحاجته للسلاح، فحصل عليه من تركيا، فواصل في هجومه على الفرنسيين حتى كبَّدهم خسائِرَ فادحةً، واستطاع أسْرَ جنود فرنسيين, واستردادَ مناطِقَ واسعة من الفرنسيين. ولَمَّا دخل الفرنسيون دمشقَ ثمَّ حلب؛ لقَمعِ ثورته، أعلن هنانو دولةَ حلب بإدارته، فبدأت مفاوضاتٌ بينه وبين الفرنسيين. تعرَّض هنانو لكمين قُربَ جبل الشعر بالقرب من حماة يوليو 1921م حيث فقَدَ مُعظَمَ قوَّاته. ونجا هو بنفسه، ثم تمكَّن الفرنسيون من القبضِ عليه وتقديمه إلى محكمةٍ عسكريةٍ فرنسيةٍ بتهمةِ الإخلالِ بالأمنِ والقيام بأعمالٍ إجرامية، فحُكِمَ عليه بالقتل، لكِنَّ القاضيَ الفرنسيَّ أطلق سراحَ هنانو مُعتبرًا ثورتَه ثورةً سياسيةً مشروعة، معلنًا استقلاليَّةَ السلطة القضائية الفرنسية عن السُّلطةِ العسكرية!!
استمرَّت حركة المقاومة في ليبيا حتى نشوب الحرب العالمية الأولى سنة (1332هـ / 1914م)، ودخلت إيطاليا الحربَ إلى جانب الحلفاء، بينما كانت تركيا حليفًا لألمانيا، ومن ثمَّ فقد جاهرت تركيا بمساندتها وتأييدها للِّيبيين بقيادة أحمد السنوسي، ومناصرتهم في حربهم ضِدَّ عدوهم المشترك. ولكنْ ما لبثت العلاقاتُ أن تعقَّدت بين السنوسي والأتراك الذين نجحوا في الوقيعة بينه وبين الإنجليز فأغلقوا بدورهم طريق مصر في وجهه، وازداد الأمر حرجًا مع سوء الأحوال الاقتصادية وحدوث المجاعة التي أودت بحياة مئات الليبيين نتيجة انتشار الأمراض، وتفشِّي وباء الطاعون، الأمرُ الذي اضطر السنوسي إلى التفاوض مع القوتين المتحالفتين: إنجلترا وإيطاليا في (24 من جمادى الآخرة 1335هـ / 16 من إبريل 1917م). وقد أسفرت تلك المفاوضات عن اتفاق "عكرمة" الذي حدد مناطِقَ نفوذٍ لكلٍّ من السنوسيين والإيطاليين، كما نصَّ على إيقاف الحرب، وأتاح حريةَ التنقل بين كلتا المنطقتين. وتمَّ عقدُ اتفاق آخر بعد ذلك، عُرِفَ باتفاق "الرجمة"، تم بموجِبِه الاعتراف بالسنوسي حاكمًا مدنيًّا وزعيمًا للقسم الداخلي من برقة، ومُنِحَ لقب أمير، وأصبحت تلك المنطقة تخضع لنظامِ حُكمٍ وراثي ينحصر في السنوسي وأولاده من بعدِه.
في الساعة العاشرة صباحًا في 27 ذي الحجة / 31 أكتوبر دخلت وَحدةٌ من جيش العدو الإسرائيلي إلى قريتي (الدير والبعنة) وقامت بتجميعِ السكان في حقل بين القريتين، وبحلولِ وقت العصر أصيب الأطفالُ والشيوخ بالإنهاك الشديد، وكانوا في أشد الحاجة إلى الماء، وطلب بعض الشباب الإذن من جنود الوحدة المعادية لإحضار بعض الماء من بئر قريبة، ليسدُّوا رمق الشيوخ والأطفال والنساء، واستعد لهذه المهمة شابان من قرية (دير الأسد ) وشابان من قرية (البعنة) وذهب هؤلاء الشباب الأربعة لإحضار الماءِ، لكنهم لم يعودوا؛ لأنَّهم عندما وصولوا البئر أعدمتهم عصاباتُ الاحتلال رميًا بالرَّصاصِ بينما كانوا يهمُّون بإخراج الماء منه، بعدها اقتادوا مجموعةً من الشباب مشيًا على الأقدام إلى قرية الرامة، ومن هناك نقلوهم بالحافلات حتى معتَقَل صرفند، ويُذكَر أنه عند اقتيادهم للشبان أمروا السكان بمغادرة القريتين، فمنهم من نزح إلى لبنان، ومنهم من نزح إلى القرى المجاورة، ثم عادوا لاحقًا إلى قريتِهم، بينما أولئك الذين نزحوا إلى لبنان فقد أُقفِلَت الحدود وتعذَّر عليهم العودة ثانية، والدير والبعنة قريتان عربيتان فلسطينيتان تقعان إلى الشمال من الطريق الرئيسي الذي يربط عكَّا بصفد.
كانت تنزانيا الحالية تتكون من منطقتين؛ المنطقة الأولى هي تانجانيقا، والأخرى زنجبار، فأما تانجانيقا وهو الساحل الجنوبي الشرقي فقد كان تحت الاحتلال الألماني، وعرفت باسم أفريقيا الشرقية الألمانية، وقد تمكنت إنجلترا بعد الحرب العالمية الأولى من انتزاع تانجانيقا من ألمانيا، ووُضعت تحت وصاية عصبة الأمم، ثم أصبحت بريطانيا هي الوصية عليها بتصديق من عصبة الأمم عام 1341هـ / 1922م، فاتبع فيها نظام الانتداب، ثم أعلنت إنجلترا في عام 1376هـ / 1956م أنها ستمنح تانجانيقا حكومة ذات استقلال داخلي، وجرت أول انتخابات عامة في ربيع الأول 1378هـ / أيلول 1958م وجرت الانتخابات وفاز حزب الاتحاد الوطني الإفريقي، واتخذت الأمم المتحدة قرارًا بإنهاء الوصاية وبعدها أصبحت تانجانيقا مستقلة ضمن رابطة الشعوب البريطانية في 2 رجب 1381هـ / 9 ديسمبر, وانتُخِب يوليوس نيريري رئيسًا للجمهورية، ثم بعد أن انضمَّت زنجبار إلى تانجانيقا في عام 1383هـ / 1964م أصبحتا دولة واحدة والرئيس هو نفسه يوليوس، وسمِّيَ الاتحاد الجديد تانزانيا، وذلك في 1384هـ / 1964م، وتنزانيا من دول شرق أفريقيا وفيها نسبة عالية من المسلمين خاصة زنجبار فأهلها كلهم مسلمون.
عمِلَت الثورة اللِّيبيةُ على إقامة اتِّحاد الجُمهوريات العربيَّة المتحِدة الذي تألَّف مِن مصرَ وسُوريا ولِيبيا، وكانت طرابلسُ مَقرَّ المباحثاتِ التي دارت لإقامةِ هذا الاتِّحاد، ووُقِّع الميثاقُ في بَنغازي ووُقِّع بعدها الاتِّفاقُ على الوَحدةِ الاندماجيةِ مع مصرَ، وتمَّ حلُّ هذا الاتِّحادِ في آذار 1977 مع بِداية المفاوَضات بين الساداتِ وإسرائيلَ، وقد عانى الاتِّحاد مُنذ خُطواته الأولى من الكثيرِ من المشاكلِ الناشئة عن تَوالي الأحداثِ في المنطقةِ العربيَّة، وفي دُوَل الاتِّحاد ذاتِها، وكان أبرَزَها الخلافاتُ الدَّائمة بين دُولِ الاتِّحاد، ثم الحربُ العربيَّة الإسرائيليَّة في تِشرين الأوَّل عام 1973، كما جاءت رُدود فِعلِ الحكومة العراقيةِ بسَبب الإعلانِ عن الاتِّحاد دونَ تَوجيهِ الدعوةِ لها بالانضمامِ إليه؛ كونَها أحدَ الأطرافِ الرئيسة التي لها دَورٌ أساسيٌّ في العملِ العربي المشترَكِ، ولأنَّ العراقَ قد طرَح مشروعًا بديلًا لذلك الاتِّحاد، هو مَشروعُ الوَحدةِ المقاتِلة عام 1972، موجِّهًا الدعوةَ لكلٍّ مِن سورية ومصرَ بالانسحابِ من اتِّحاد الجُمهوريات العربيَّة المتحِدةِ، والانضمامِ إلى مَشروعه الجديدِ؛ لكونِه يلبِّي طُموحات المرحلة، والقَبولِ بمَشروعه كبديلٍ إستراتيجيٍّ لمواجهة الأخطارِ التي كانت تُواجِه الأمة العربيَّةَ، ولكن مَشروع العراقِ لم يَلْقَ الاستجابةَ من مِصرَ وسُورية.
تسلَّم حِزبُ البَعْث السلطةَ في العراق منذ عام 1388هـ / 1968م، وكان صدَّام حسين التكريتيُّ من المُقرَّبين لأمين الحِزْب أحمد حسن البكر حتى وصَلَ صدَّام إلى مَنصِب الأمين القُطْري لحِزْب البَعْث العربي الاشتراكي، واستطاع أن يُزيحَ من أمامه كلَّ مَن يرى أنهم سيعيقون طُموحَه فأزاح حردان عبد الغفار التكريتيَّ، ثم صالح مهدي، ثم عدنان الحَمْداني، وغيرَهم من القيادة القُطْرية، ومن مَجلِس قيادة الثَّوْرة، ومن الوِزارة، ولم يَبْقَ أمامه سوى الرئيس أحمد البكر الذي بقي صُورةً، وكان صدام حسين هو المُتصَرِّف، وقرَّبَ إليه أيضًا مَن يراهم عونًا له مثل عزت الدوري الذي عُرِف بعزت إبراهيم، وطه ياسين رَمَضان الجزراوي، وطارق حنَّا، ونعيم حداد، وسَعْدون حمادي, وسَعْدون شاكر، وآخرين. ثم في 21 شعبان من عام 1399هـ / 16 تموز 1979م ضرب آخِرَ عَقَبةٍ أمامه، وهو الرئيسُ أحمد حسن البكر بالتَّنحية والإحالة على التقاعُدِ، وشَكَّل مَجلِسَ قيادةِ الثَّوْرة من جديدٍ، فتسلَّمَ رئاستَهُ، وأزاح منه خمسةَ أعضاءٍ، ونصَّبَ نفسَه رئيسًا للجُمهورية، وتسلَّمَ رئاسةَ الحُكومةِ، ورئاسةَ مجلس الثَّوْرة، وبعد تولِّي صدَّام حسين الرئاسةَ حذف من اسمه التكريتيُّ.
هو محمَّد بن عَلِيٍّ بن أبي طالِب، أُمُّهُ خَوْلَةُ بِنتُ جَعفَر مِن بني حَنِيفَة مِن سَبْيِ اليَمامَة، نُسِبَ إليها تَمييزًا له عن أَخَوَيْهِ الحسن والحُسين وَلَدَي فاطِمَة رضي الله عنهم أجمعين، كانت الشِّيعَة في زَمانِه تَتَغالى فيه، وتَدَّعِي إمامَتَه، وأوَّل مَن دَعا إلى ذلك المُخْتار الثَّقَفِيُّ، ولَقَّبُوه بالمَهْدِيِّ، ويَزعُمون أنَّه لم يَمُت، كان أحدَ الأبطال الشُّجْعان، وكان كثيرَ العِلْم والوَرَع، تُوفِّي في المدينة ودُفِنَ في البَقيع كما قال وَلدُه عبدُ الله، وله خَمْسٌ وسُتُّون سَنَة.
لَمَّا قَدِمَ المنصورُ لموسم الحجِّ واجتمع بعبدِ الله بن حسن، ولم يكن ولداه قد قَدِما معه إليه، فغَضِبَ المنصور من عبد الله لَمَّا لم يُعلِمْه بمكانِ ولديه فأخذه معه إلى الكوفة هو وبعض أقاربه مُقَيَّدينَ، وحبَسَهم هناك في حبسٍ سيئ، هلك فيه بعضُهم، وقُتِل البعضُ. وأمَّا عبد الله بن حسن فإنه توفِّي في السجن بعد مقتل ولده محمد بالمدينة, وقيل إنَّه قُتِلَ في السجنِ عمدًا؛ حيث كان محبوسًا في سرداب، فقيل إن المنصورَ أمرَ برَدمِه عليهم.