الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3316 ). زمن البحث بالثانية ( 0.006 )

العام الهجري : 1393 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1973
تفاصيل الحدث:

قام السُّلطان قابوس في شَهر أكتوبر عامَ 1971م بزيارةٍ رسميةٍ إلى إيرانَ؛ للمُشارَكة في الاحتفالات التي أقامها الشاهُ محمَّد رضا بَهلوي بمُناسبة عرْشِ الطاوسِ في بلادِ فارسَ، فطلَب السُّلطان قابوس مِن شاه إيرانَ مُساعدتَه في مُواجهة ثوارِ ظَفار، فأبدى الشاهُ استِعدادَه والوقوفِ إلى جانبِ قوَّات السُّلطان في حَرْبها ضِدَّ الثُّوار، وكان مِن أهمِّ الدوافعِ التي دفَعَت الشاهَ الإيرانيَّ للدعْمِ هو طُموحُه في أنْ يَحلَّ محلَّ بِريطانيا كحامٍ للمنطقةِ بعْدَ انسحابِها منها عام 1971م، وخشْيتُه مِن تعرُّضِ مَضيقِ هُرْمزَ للخطَر في حالة نَجاحِ الثَّورة في إقامة نِظامٍ مُعادٍ للأنظمة الملَكَيةِ في عُمانَ، وما قد يؤدِّي إليه ذلك من تَهديدٍ لأمْن الخليجِ وتِجارة النِّفط، وفي يوليو 1972م أرسَل السُّلطان قابوس وفْدًا رسميًّا إلى إيرانَ برِئاسة ثويني بنِ شهاب، وتمَّ التوصُّلُ إلى وضْع اتِّفاقية التدخُّل العَسْكري الإيراني في السَّلْطنةِ مُستقبَلًا عند الطَّلَب لِلقضاء على الثَّورة المسلَّحةِ. وفي 30 نوفمبر 1973م وصَلَت إلى السَّلْطَنة أُولى طلائعِ القوَّاتِ الإيرانيةِ التي بلَغَت ما يُقدَّرُ بثلاثةِ آلافٍ عَسكريٍّ إيرانيٍّ، و كان للمساعدةُ الإيرانيةُ أثر كبير في قمْعِ ثَورة ظَفار.

العام الهجري : 462 العام الميلادي : 1069
تفاصيل الحدث:

أبو بكرِ بن عُمرَ بن تكلاكين اللَّمتوني، أَميرُ المُلَثَّمِين، وهو ابنُ عَمِّ يُوسفَ بنِ تاشفين أَميرِ المُرابطين، كان في أَرضِ فرغانة، خَلَفَ أَخاهُ يحيى بن عُمرَ في زَعامةِ صنهاجة وتَقَلَّدَ أُمورَ الحَربِ، اتَّفقَ له مِن النَّاموسِ ما لم يَتَّفِق لِغيرهِ مِن المُلوكِ، كان يَركَبُ معه إذا سار لِقِتالِ عَدُوٍّ خمسُمائةِ ألفِ مُقاتلٍ، كان يعتقد طاعته، لمَّا قَدِمَ عبدُالله بن ياسين للصحراء لصحراء أفريقية لِدَعوةِ قَبائلِها وتَعليمِهم أُمورَ دِينِهم وإقامةِ شَرعِ الله فيهم؛ فلمَّا قَدِمَ على لتمونة لمتونة قَبيلةِ يُوسفَ بنِ تاشفين, فأَكرَموه، وفيهم أبو بكرِ بن عُمرَ، فذَكَر لهم قواعدَ الإسلامِ، وفَهَّمَهُم، فقالوا: أمَّا الصلاةُ والزَّكاةُ فقَريبٌ، وأمَّا مَن قَتَلَ يُقتَل، ومَن سَرقَ يُقطَع، ومَن زَنَى يُجلَد، فلا نَلتَزِمُه، فذَهَبَا في تلك الصحارى المُتَّصِلَةِ بإقليمِ السُّودانِ حتى انتَهَيَا إلى جدالة، قَبيلةِ جوهر، فاستجابَ بَعضُهم، فقال ابنُ ياسين للذين أَطاعُوه: قد وَجَبَ عليكم أن تُقاتِلوا هؤلاء الجاحِدين، وقد تَحَزَّبُوا لكم، فانْصُبوا رايةً وأَميرًا. قال جوهر: فأنت أَميرُنا. قال: لا، أنا حامِلُ أَمانةِ الشَّرعِ؛ بل أنت الأميرُ. قال: لو فعلتُ لَتَسَلَّطَت قَبيلَتِي، وعاثُوا. قال: فهذا أبو بكر بن عُمرَ رَأسُ لَمتونَة، فسِرْ إليهِ وعرض واعرض عليه الأَمرَ، فبايَعُوا أبا بكرٍ، ولَقَّبُوه أَميرَ المُسلمين، وقام معه طائفةٌ مِن قَومهِ وطائفةٌ مِن جدالة، وحَرَّضَهم ابنُ ياسين على الجِهادِ، وسَمَّاهُم المُرابِطين، فثارت عليهم القَبائلُ، فاستَمالَهم أبو بكرٍ، وكَثُرَ جَمعُه، وبَقِيَ أَشرارٌ، فتَحَيَّلُوا عليهم حتى زَرَبوهُم في مكانٍ، وحَصَرُوهُم، فهَلَكوا جُوعًا، وضَعُفُوا، فقَتَلوهُم، وقَوِيَ أَمرُ أبي بكر بن عُمرَ وظَهرَ، ودانت له الصحراءُ، ونَشأَ حول ابنِ ياسين جَماعةٌ فُقهاءُ وصُلَحاءُ، وظَهرَ الإسلامُ هناك، وكان مع هذا يُقيمُ الحُدودَ ويَحفظُ مَحارِمَ الإسلامِ، ويَحوطُ الدِّينَ ويَسيرُ في الناسِ سِيرَةً شَرعِيَّةً، مع صِحَّةِ اعتِقادِه ودِينِه، ومُوالاةِ الدولةِ العبَّاسِيَّةِ، في سَنةِ 453هـ قام أبو بكر بن عُمرَ بِتَوْلِيَةِ ابنِ عَمِّهِ يُوسف بن تاشفين شُؤونَ المُرابِطين، وتَوَجَّهَ هو إلى الجنوبِ على رَأسِ جَيشٍ مُختَرِقًا بِلادَ سجلماسة ثم قَصدَ بِلادَ السُّودانِ السِّنغالَ مُتَوَغِّلًا فيها ناشِرًا للإسلامِ إلى أن أَصابَتهُ نُشَّابَةٌ في بَعضِ غَزَواتِه في حَلْقِه فقَتَلَتْهُ وهُم في قِتالٍ مع السُّودانِ السِّنغالِ.

العام الهجري : 580 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1184
تفاصيل الحدث:

خرج عليُّ بنُ إسحاق المعروفُ بابن غانية، وهو من أعيان الملثَّمين- المرابطين- الذين كانوا ملوك المغرب، وهو حينئذٍ صاحبُ جزيرة ميورقة، إلى بجاية فمَلَكَها، وسبب ذلك أنه لَمَّا سمع بوفاة يوسف بن عبد المؤمن عَمرَ أسطولَه، فكان عشرين قطعةً وسار في جموعه فأرسى في ساحل بجاية، وخرجت خيلُه ورجالُه من الشواني فكانوا نحو مائتي فارس من الملثَّمين وأربعة آلاف راجل، فدخل مدينةَ بجاية بغير قتالٍ؛ لأنه اتفق أنَّ واليَها سار عنها قبل ذلك بأيامٍ إلى مراكش ولم يترُكْ فيها جيشًا ولا ممانِعًا؛ لعدم عدو يحفَظُها منه، فجاء الملثَّم ولم يكن في حسابِهم أنه يُحَدِّثُ نفسَه بذلك، فأرسى بها ووافقه جماعةٌ من بقايا الدولة بني حماد وصاروا معه فكَثُرَ جَمعُه بهم وقَوِيَت نفسه، فسَمِعَ خبره والي بجاية فعاد من طريقِه ومعه من الموحِّدين ثلاثمائة فارس، فجمع من العربِ والقبائل الذين في تلك الجهاتِ نحو ألف فارس، فسَمِعَ بهم الملثم وبقربهم منه، فخرج إليهم وقد صار معه قَدرُ ألف فارس، وتواقفوا ساعة فانضاف جميعُ الجموع التي كانت مع والي بجايةَ إلى الملثم، فانهزم حينئذٍ والي بجاية ومَن معه من الموحِّدين وساروا إلى مراكش، وعاد الملثَّم إلى بجاية فجمع جيشَه وخرج إلى أعمالِ بجايةَ فأطاعه جميعُهم إلا قسنطينة الهوى فحصرها إلى أن جاء جيشٌ من الموحدين من مراكِشَ في صفر سنة إحدى وثمانين وخمسمائة في البر والبحر، وكان بها يحيى وعبد الله أخو علي بن إسحاق الملثم، فخرجا منها هاربَينِ ولحقا بأخيهما فرحل عن قسنطينة وسار إلى إفريقيَّةَ.

العام الهجري : 1229 العام الميلادي : 1813
تفاصيل الحدث:

هو الأميرُ إبراهيم بن سليمان بن عفيصان أميرُ الأحساء، ومِن أبرزِ قادةِ وأمراء الدولة السعودية الأولى حقَّق عددًا من الانتصاراتِ في معاركَ مع خصومِ الدَّولةِ خاصَّةً في مناطِقِ شرقيَّ الجزيرة العربية, وقد تولَّى ابن عفيصان إمرةَ عددٍ مِن البلدان التي خضعت لحُكمِ الدولة السعودية؛ فقد تولى إمارةَ الأحساء في عهد الإمامِ عبد العزيز بن محمد بعد أن تمكَّن من فتحِها سنة  1210هـ/ 1795م، ثم أصبح إبراهيم أميرَ البحرين بعد أن أرسلَه الإمامُ عبد العزيز لمساعدة آلِ خليفة في التخلُّصِ من حُكمِ سلطان بن سعيد حاكمِ عمان، ثمَّ أميرَ قطر، ثم أمير عمان، ثمَّ أمير المدينة المنورة، ثم أخيرًا أميرًا لعنيزة إلى أن توفِّي فيها هذا العامَ

العام الهجري : 1340 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1922
تفاصيل الحدث:

صدر قانون الظهير البربري -والظهيرُ يعني المرسوم- أصدره المستعمِرُ الفرنسي، ونصَّ هذا الظهيرُ على جعْلِ إدارة المنطقة البربرية تحت سلطةِ الإدارة الاستعمارية، فيما تبقى المناطِقُ العربية تحت سلطة "حكومة المخزن" والسلطان المغربي، وتمَّ إنشاءُ محاكم على أساسِ العُرفِ والعادة المحلية للبربر، وإحلالُ قانون العقوبات الفرنسي محلَّ قانون العقوبات "الشريفي" المستَنِد إلى الشريعة الإسلامية؛ ومِن ثمَّ قام هذا القانونُ بنوعينِ مِن العزل تجاهَ المناطِقِ البربرية؛ أولهما: عزلُ الإدارة السلطانية عنهم، وعزلُ الشريعة الإسلامية عن التقاضي بينهم، على اعتبار أن العاداتِ والأعراف البربرية كانت سابقةً على الإسلام!! وكان البربر يشكِّلون حوالي 45% من سكان المغرب في تلك الفترة، وينتشرون في بلاد الريف وجبال أطلس.

العام الهجري : 1372 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1953
تفاصيل الحدث:

وقَّعت الحكومتان المصرية والبريطانية اتفاقيةً يتِمُّ بمقتضاها منح السودان حقَّ تقرير المصير في خلال ثلاث سنوات كفترةٍ انتقالية تطبيقًا لبنود الاتفاق. وقد تمَّت أول انتخابات نيابية في السودان في أواخر عام 1953م، وتم تعيين أول حكومة سودانية وذلك في 9 يناير 1954م. بالإضافة إلى تركِ المناطق التي استحوذ عليها البارونات في أيديهم؛ وفي 19 أغسطس قامت وحدات من الجيش السوداني الجنوبي بالتمَرُّد، وتم القضاء على حركة التمرد عن طريق الجيش. وفي 30 أغسطس وافق البرلمانُ على إجراء استفتاء عام لتحديد مستقبل البلاد السياسي، وفي نفس الوقت وافقت مصرُ وبريطانيا على الانسحابِ مِن السودان في 12 نوفمبر 1955، وفي 19 ديسمبر أعلن البرلمان السودانَ كدولةٍ مستقلةٍ بعد إجراء الاستفتاء العام. وقد تم إعلانُ جمهورية السودان رسميًّا في 1 يناير 1956م.

العام الهجري : 869 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1465
تفاصيل الحدث:

اضطربت أحوال الدولة المرينية بفاس وتسلَّط بها اليهود, بعد تعيين السلطان عبد الحق هارون اليهودي رئيسًا لدولته كما عين عددًا منهم في حكومته، وكانوا قد أظهروا الإسلام, فاجتمع رؤساءُ فاس عند خطيب القرويين الفقيه أبي فارس عبد العزيز بن موسى الورياكلي وكانت له صلابة في الحقِّ وجَلادة عليه بحيث يلقي نفسَه في العظائم ولا يبالي، وقالوا له: ألا ترى إلى ما نحن فيه من الذلَّة والصغار وتحكُّم اليهود في المسلمين والعبث بهم حتى بلغ حالهم إلى ما سمعت، فأثر كلامهم فيه, وللحينِ أغراهم بالفتك باليهودِ وخلع طاعة السلطانِ عبد الحق وبيعة الشريفِ أبي عبد الله الحفيد، فأجابوه إلى ذلك واستدعوا الشريف الحفيد فبايعوه والتفَّت عليه خاصَّتُهم وعامَّتهم وتولى كِبْرَ ذلك أهل حومة القلقليين منهم ثم تقدم الورياكلي بهم إلى فاس الجديد فصمدوا إلى حارة اليهود فقتلوهم واستلبوهم واصطلموا نعمَتَهم واقتسموا أموالهم، وكان السلطان عبد الحق يومئذ غائبًا في حركة له ببعض النواحي, وقيل إن السلطان عبد الحق خرج بجيشه إلى جهة القبائل الهبطية وترك اليهودي يقبض من أهل فاس المغارم فشَدَّ عليهم حتى قبض على امرأةٍ شريفة وأوجعها ضربًا وحكى ما تقدَّمَ فاتصل بعبد الحق خبَرُ خلعه فانفضَّ مُسرعًا إلى فاس واضطرب عليه أمر الجند ففسدت نيَّاتُهم وتنكَّرت وجوهُهم، وصار في كل منزلة تنفض عنه طائفة منهم فأيقن بالنكبةِ وعاين أسبابَ المنية، ولما قَرُب من فاس استشار هارون اليهوديَّ فيما نزل به فقال اليهودي له: لا تَقدَم على فاس لغَلَيان قِدرِ الفتنة بها، وإنما يكون قدومنا على مكناسة الزيتون؛ لأنها بلدنا وبها قوَّادنا وشيعتنا، وحينئذ يظهر لنا ما يكون، فما استتمَّ اليهودي كلامه حتى انتظمه بالرمحِ رجلٌ من بني مرين يقال له تيان، وعبد الحق ينظر، وقال: وما زلنا في تحكم اليهود واتِّباعِ رأيهم والعمل بإشارتِهم، ثم تعاورت اليهوديَّ الرماحُ من كل جانب وخرَّ صريعًا، ثم قالوا للسلطان عبد الحق: تقدم أمامَنا إلى فاس؛ فليس لك اليوم اختيار في نفسِك، فأسلم نفسه وانتُهِبت محلَّتَه وفيئَت أموالُه وحلَّت به الإهانة وجاؤوا به إلى أن بلغوا عين القوادس خارج فاس الجديد، فاتصل الخبر بأهل فاس وسلطانهم الحفيد، فخرج إلى عبد الحق وأركبه على بغل بالبردعة، وانتزع منه خاتم المُلك وأدخله البلد في يومٍ مشهود حضره جمعٌ كبير من أهل المغرب، وأجمعوا على ذمه، وشكروا الله على أخذِه، ثم جُنِّب إلى مصرعه، فضُربت عنقه صبيحة يوم الجمعة السابع والعشرين رمضان من هذه السنة, ودفن ببعض مساجد البلد الجديد ثم أُخرج بعد سنة ونُقِل إلى القلعة، فدفن بها وانقرضت بمَهلِكِه دولةُ بني عبد الحق من المغرب.

العام الهجري : 1443 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 2022
تفاصيل الحدث:

قام مجموعةٌ من العَسكريِّينَ في الجيشِ بمحاولةِ انقلابٍ من خلالِ محاصرةِ مَقَرِّ الحكومةِ في العاصمةِ بيساو لاعتقالِ الرَّئيسِ عُمَر سيسوكو إمبالو، ولكن فَشِلَت المحاولةُ، ونجا الرَّئيسُ ومَن معه

العام الهجري : 1234 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1818
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ عبد الله بن سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود، آخِرُ أئمَّةِ الدولة السعودية الأولى، وآخِرُ حاكمٍ اتَّخَذ من الدرعية عاصمةً للدولة السعودية، وكان عبدُ الله بن سعود ذا سيرةٍ حسنةٍ مقيمًا للشرائع آمرًا بالمعروف ناهيًا عن المنكرِ كثيرَ الصَّمتِ حَسَن السَّمتِ، باذِلَ العطاء موقِّرًا للعلماء، وكان صالحَ التدبير في مغازيه، ثبت في مواطِنِ اللقاء وهو أثبَتُ مِن أبيه في مصابرةِ الأعداء، وكانت سيرتُه في مغازيه وفي الدرعية في مجالس الدروس، وفي قضاء حوائجِ الناس وغير ذلك على سيرةِ أبيه سعود. بعد أن تمَّت المصالحةُ بينه وبين إبراهيم باشا بيومين على أن يسَلِّمَ نفسَه مقابِلَ حَقنِ دماءِ أهل الدرعية أمر الباشا إبراهيمُ الإمامَ عبدَ الله بن سعود أن يتجهَّز للمسير إلى السلطانِ، ثم أمر رشوان أغا ومن معه من العساكِرِ والدويدار ومن معه من العسكر أن يتجهَّزوا للمسير معه، ورحل عبدُ الله من الدرعية وليس معه من قومِه إلَّا ثلاثة رجال أو أربعة، وقابل في مِصرَ محمد علي باشا، ثم بعد يومين سافر إلى استانبول، حيث قُتِل هناك في آيا صوفيا بعد وصولِه بقليلٍ، ولم يفِ السُّلطانُ بوعودِه، ورجع إبراهيمُ من الجزيرة في الحادي والعشرين من صفر من عام 1235هـ بعد أن استمَرَّ حُكمُه أربعَ سنوات, ثم إنَّ إبراهيم باشا لم يفِ بشروط الصُّلحِ التي أعطاها لعبد الله مقابِلَ استسلامِه، وسَفَّره للسلطان، فبعد سفر الإمام إلى مصر استمرَّ الباشا وجنودُه في الدرعية لتخريبِها، ففَرَّق قواتِه في نواحي الدرعية لهَدمِ الأسوارِ والحُصونِ ومصادرة الأرزاق، ثم إحراقها وتدميرِها وقطْع نخيلها قبل المغادرة، وبعد مغادرة الباشا الدرعية خلى الجو لمحمد بن مشاري بن معمر، وكان من أغنياء الدرعية، فاستولى على أكثر مناطِقِها، فقدم مشاري بن سعود فتولَّى الحكمَ في سنة 1235هـ ثمَّ بعد عدةِ أشهرٍ قَبَض عليه ابنُ معمر وسَلَّمه للعثمانيين فقَتَلوه، وعاد هو لحكم الدرعيةِ.

العام الهجري : 533 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1138
تفاصيل الحدث:

سار السُّلطانُ سنجرُ بنُ ملكشاه إلى خوارِزمَ مُحاربًا لخوارزم شاه أتسز بن محمد. وسبَبُ ذلك أنَّ سنجر بلَغَه أنَّ أتسز يحَدِّثُ نَفسَه بالامتِناعِ عليه وتَرْكِ الخِدمةِ له، وأنَّ هذا الأمر قد ظهرَ على كثيرٍ مِن أصحابِه وأُمَرائِه، فأوجَبَ ذلك قَصْدَه وأخْذَ خوارزمَ منه، فجمَعَ سنجر عساكرَه وتوجَّه نَحوَه، فلمَّا قَرُبَ مِن خوارزم خرج خوارِزم شاه إليه في عساكِرِه، فلقيه مُقابِلًا وعَبَّأَ كلُّ واحدٍ منهما عساكِرَه وأصحابَه، فاقتَتَلوا، فلم يكُنْ للخوارزميَّةِ قُوَّةٌ بالسُّلطانِ، فلم يَثبُتوا، ووَلَّوا مُنهزمينَ، وقُتِلَ منهم خلقٌ كثيرٌ، ومَلَكَ سنجرُ خوارزمَ وأقطَعَها غياثَ الدين سليمان شاه ولدَ أخيه محمَّد، ورتَّبَ له وزيرًا وأتابكًا وحاجِبًا، وقرَّرَ قواعِدَه، وعادَ إلى مَرْوٍ في جمادى الآخرة مِن هذه السنة، فلمَّا فارق سنجر خوارزمَ عائدًا انتهَزَ خوارزم شاه الفُرصةَ فرجَعَ إليها، وكان أهلُها يَكرَهونَ العَسكَرَ السنجريَّ ويُؤثِرونَ عودةَ خوارزم شاه، فلمَّا عاد أعانوه على مِلْكِ البلدِ، ففارقهم سليمان شاه ومَن معه ورجَعَ إلى عَمِّه السُّلطانِ سنجر.

العام الهجري : 549 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1154
تفاصيل الحدث:

اجتَمعَ جَمْعٌ كَثيرٌ من الإسماعيليةِ من قهستان، بلغت عُدَّتُهم سَبعةَ آلافِ رَجلٍ ما بين فارسٍ وراجلٍ، وساروا يُريدون خُراسانَ لاشتِغالِ عَساكرِها بالأَتراكِ الغُزِّ، وقَصَدوا أَعمالَ خواف وما يُجاوِرُها، فلَقِيَهم الأَميرُ فرخشاه بن محمود الكاسانيُّ في جَماعةٍ من حَشَمِه وأَصحابِه، فعَلِمَ أنه لا طاقةَ له بهم، فتَرَكهُم وسار عنهم، وأَرسلَ إلى الأَميرِ محمدِ بن أنر، وهو مِن أَكابرِ أُمراءِ خُراسان وأَشْجَعِهِم، يُعرِّفُه الحالَ، وطلب منه المَسيرَ إليهم بعَسكَرِه ومَن قَدَرَ عليه من الأُمراءِ ليَجتَمِعوا عليه ويُقاتِلوهُم، فسار محمدُ بن أنر في جَماعةٍ من الأُمراءِ وكَثيرٍ من العَسكرِ، واجتَمَعوا هم وفرخشاه، وواقَعُوا الإسماعليةَ وقاتَلوهُم، وطالَت الحَربُ بينهم، ثم نَصَرَ الله المسلمين وانهَزَم الإسماعيليةُ، وكَثُرَ القَتلُ فيهم، وأَخَذَهُم بالسَّيفِ مِن كلِّ مَكانٍ، وهَلَكَ أَعيانُهم وسادَتُهم. بَعضُهم قُتِلَ، وبَعضُهم أُسِرَ، ولم يَسلَم منهم إلا القَليلُ الشَّريدُ، وخَلَت قِلاعُهم وحُصونُهم مِن حَامٍ ومانِعٍ، فلَولا اشتِغالُ العَساكرِ بالغُزِّ الأَتراكِ (التُّركمان) لكانوا مَلَكوها بلا تَعَبٍ ولا مَشَقَّةٍ، وأَراحُوا المسلمين منهم، ولكن لله أَمْرٌ هو بالِغُه.

العام الهجري : 400 العام الميلادي : 1009
تفاصيل الحدث:

لَمَّا شاع صنيعُ الحاكِمِ في الأمورِ التي خرَقَ العاداتِ فيها، ودُعِيَ عليه في أعقابِ الصَّلواتِ وظُوهِرَ بذلك، أشفَقَ وخاف، وأمَرَ بعمارةِ دارِ العِلمِ وفَرَشَها، ونقل إليها الكُتُبَ العظيمةَ، وأسكَنَها مِن شُيوخِ السُّنَّة شَيخينِ، يُعرَفُ أحدُهما بأبي بكرٍ الأنطاكيِّ، وخلَعَ عليهما وقَرَّبَهما ورَسَم لهما بحضورِ مَجلِسِه ومُلازمتِه، وجمع الفُقَهاءَ والمُحَدِّثينَ إليها، وأمَرَ أن يُقرأَ بها فضائلُ الصَّحابة، ورَفَع عنهم الاعتراضَ في ذلك، وأظهَرَ المَيلَ إلى مذهَبِ الإمامِ مالكٍ والقَولَ به، ولَبِسَ الصُّوفَ في هذه السَّنةِ يومَ الجُمُعةِ عاشِرَ شَهرِ رَمَضان، ورَكِبَ الحِمارَ، وأظهَرَ النُّسُك وملأ كَفَّه دفاتِرَ، وخطَبَ بالنَّاسِ يومَ الجُمُعةِ وصلى بهم، ومنَعَ مِن أن يُخاطَبَ يا مولانا، ومِن تقبيلِ الأرضِ بينَ يديه، وأقام الرَّواتِبَ لِمَن يأوي المساجدَ مِن الفُقراءِ والقُرَّاء والغُرَباء وأبناءِ السَّبيل، وأجرى لهم الأرزاقَ، وأقام على ذلك ثلاثَ سنينَ، ثم بدا له بعد ذلك، فقَتَل الفقيهَ أبا بكرٍ الأنطاكيَّ والشيخَ الآخَرَ، وخَلْقًا كثيرًا آخَرَ مِن أهلِ السُّنَّةِ، لا لأمرٍ يقتضي ذلك، وفعَلَ ذلك كُلَّه في يومٍ واحد. وأغلق دارَ العِلمِ، ومنَعَ مِن جميعِ ما كان فعَلَه، وعاد إلى ما كان عليه أوَّلًا من قَتلِ العُلَماءِ والفُقَهاء، وأزيدَ.

العام الهجري : 1325 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1907
تفاصيل الحدث:

كان الناسُ في مِصرَ على تيارات ثلاثة، تيار "الحركة الوطنية"، وكانت ضِدَّ الاحتلالِ الإنجليزيِّ وتيار "جماعةِ الاحتلال" التي تتلقَّى الدعم الإنجليزيَّ وتعيش عليه، وتيار "جماعة قصر عابدين" التي تؤيِّد الخديوي الذي يكرَهُ الاحتلالَ لكِنَّه راضِخٌ له، وبدأت وسائِلُ إعلام كلُّ تيارٍ بالصِّراعِ، وبناءً على هذه التيارات نشأت الأحزابُ السياسية، فأُعلِنَ في 16 رمضان عن تأسيس "الحزب الوطني"، رغم قيامِه فعليًّا قبل هذا التاريخِ، ويتزعَّمُه مصطفى كامل، ويرى العمَلَ على الاستقلالِ ضِمنَ دولةِ الخلافةِ العثمانية، ومن الضروريِّ وجودُ حِزبٍ واحدٍ تنضوي تحت لوائِه كلُّ العناصر الوطنية لمقاومةِ المحتَلِّين، وظهر "حزب الأمة" في 11 شعبان بعد أن تحوَّلت شركةُ الجريدة إلى حزبٍ، و "حزبُ الملاكِ" ورئيسُه محمود سليمان ويرى الاستقلالَ الكامِلَ وضرورة الاشتراك في الحُكمِ، وكان تأثيرُ محمد عبده واضحًا على هذا الحزبِ، الذي كان ليِّنًا معتدلًا مع الاحتلال ومعاديًا للخديوي، وبرز "حزبُ الإصلاح على المبادئ الدستورية" ورئيسُه علي يوسف، ويعدُّ هذا الحزبُ حِزبَ الخديوي عباس حلمي، أو حزب القصر، ومِن مُهمَّتِه السرية تفتيتُ حزبِ الأمة، وهذه الأحزابُ الثلاثةُ في مصرَ قُبَيل الحرب العالمية الأولى، وربما كان أكبَرُها وأهمها هو الحزب الوطني.

العام الهجري : 406 العام الميلادي : 1015
تفاصيل الحدث:

وقَعَت فتنةٌ ببغدادَ بينَ أهل الكَرخِ وبين أهلِ بابِ الشَّعير، فأنكَرَ فَخرُ الملك على أهلِ الكرخ، ومنَعَهم من النَّوحِ يوم عاشوراء، ومِن تعليقِ المُسوحِ؛ مخافةَ زيادةِ الِفتنةِ.

العام الهجري : 582 العام الميلادي : 1186
تفاصيل الحدث:

كان البرنس أرناط، صاحب الكرك، من أعظَمِ الفِرنجِ وأخبَثِهم، وأشدِّهم عداوةً للمُسلِمينَ، وأعظَمِهم ضررًا عليهم، فلمَّا رأى صلاح الدين ذلك منه قَصَدَه بالحَصرِ مَرَّةً بعد مرة، وبالغارة على بلاده كَرَّةً بعد أخرى، فذَلَّ وخضع، وطلب الصُّلحَ من صلاحِ الدين، فأجابه إلى ذلك، وهادنه وتحالفا، وترددت القوافل من الشامِ إلى مصر، ومِن مِصرَ إلى الشام، فلما كان هذه السَّنة اجتاز به قافلةٌ عظيمة غزيرة الأموال، كثيرةُ الرِّجالِ، ومعها جماعةٌ صالحةٌ من الأجناد، فغَدَر اللعينُ بهم، وأخَذَهم عن آخِرِهم، وغَنِمَ أموالَهم ودوابَّهم وسلاحَهم، وأودع السُّجونَ مَن أسَرَه منهم، فأرسل إليه صلاحُ الدين يلومُه، ويُقَبِّحُ فِعْلَه وغَدْرَه، ويتهَدَّدُه إن لم يُطلِقِ الأسرى والأموال، فلم يجِبْ إلى ذلك، وأصرَّ على الامتناع، فنذر صلاح الدين نذرًا أن يقتُلَه إن ظَفِرَ به.