دخلت سنة سبع وثمانين والسلطان بالخروبة على حصارِ الفرنج، وقَدِمَت عساكر المسلمين من الشرق ومِن بقية البلاد، فرَحَل من الخروبة لاثنتي عشرة بقيت من ربيع الأول إلى تل كيسان وتتابع مجيءُ العساكر. وكملت أبراجُ الفرنج الثلاثة، التي بَنَوها تجاه عكا في مدة سبعة أشهر، وكانت غايةً في القوة والمتانة والارتفاع حتى علت على أسوار البلد، وامتلأت بالعَدَد والعُدَّة، وطَمُّوا كثيرا من الخندق، وضايقوا البلد. واشتَدَّ خَوفُ المسلمين، واشتدت الحربُ بين الفريقين، حتى تمكَّن المسلمون مِن حَرقِ الأبراج الثلاثة بمن فيها من الفرسان، ثم خرج أهل عكا منها، فنَظَّفوا الخندق، وسَدُّوا الثغر، وغَنِموا ما كان في الأبراجِ مِن الحديد، فتَقَوَّوا به، والفرنجُ في غاية الذهول مِمَّا حدث لأبراجهم الثلاثة. وكان بين أسطولِ المصريين وبين مراكب الفرنج عِدَّة معارك، قُتِلَ فيها كثير من الفرنج. ودخل مَلِك الألمان بجيوشه إلى حدود بلاد الإسلام، وقد فَنِيَ منهم كثير، فواقَعَهم عز الدين قلج بن أرسلان السلجوقي، فانكسر منهم، فلَحِقَ به الفرنج إلى قونية وهاجَموها، وأحرقوا أسواقَها، وساروا إلى طرسوس يريدون بيت المقدس، واسترجاع ما أخَذَه منهم السلطان صلاح الدين الأيوبي من البلاد والحصون، فمات بها ملك الألمان, وقام مِن بَعدِه ابنه، فسار إلى أنطاكية. وندب السلطانُ كثيرًا مِمَّن كان معه على حربِ عكا إلى جهة أنطاكية، ووقع فيمن بَقِيَ معه مرض كثير، وأمَرَ بتخريب أسوار طبرية ويافا وأرسوف وقيسارية وصيدا وجبيل، فخرب ذلك كله، ونَقَل من كان فيها إلى بيروت وطمع الفرنجُ في السلطان لقِلَّةِ من بقي معه، فركبوا لحَربِه, فكانت للمسلمين معهم حربٌ، انكسر فيها الفرنجُ إلى خيامهم، وقُتِلَ منهم آلاف، فوَهَنَت قواهم. غيرَ أن المدد أتاهم، ونَصَبوا المجانيقَ على عكا، فتحول السلطانُ إلى الخروبة، وسار ابنُ ملك الألمان عن أنطاكية إلى طرابلس في جيوشِه، وركب منها البحرَ إلى عكا، فوصَلَ إليها سادس رمضان، فأقام عليها إلى أن هَلَك ثاني عشر ذي الحجة، بعدما حارب المسلمينَ، فلم ينَلْ منهم كبيرَ غَرَض. ودخل الشتاءُ وقد طالت مدة- البيكار- الحرب، وضجِرَت العساكر من كثرة القتال، فرحل صاحِبُ سنجار وصاحِبُ الجزيرة وصاحِبُ الموصل.
كانت قلعة بندر قلعةً عثمانية مهمةً على الساحل الجنوبي من تورلا قربَ مدينة كيشنيف، انهزم الصدر الأعظم والسردار الأكرم عوض خليل باشا أمام رومانزوف في موقع كارتال قرب أيساكجي. فتمكَّن الجيش الروسي من الاستيلاء على القلعة، وقد ذبح الروس ُكافة المسلمين الموجودين في القلعة بالسيف، بلغ عددهم 50 ألف جندي عثماني، تمت مطاردتُهم بعد تركهم القتالَ والهروب من القلعة، فذبحهم الروس- الذين تكبدوا خسائر كبيرة على يد هؤلاء الجنود الأتراك- يقول يلماز: "كانت روسيا هي المنتصرةَ في الحرب في بداية خريف هذا العام، وهذه نقطة تحول في التاريخ؛ فلأولِ مرة في التاريخ تغلبُ دولة أوربية لوحدها في حربٍ شاملة مع الدولة العثمانية. إنَّ تركيا كانت حتى هذا التاريخ الدولةَ الأولى في العالَم، سقطت من حيث القدرةُ إلى الدرجة الرابعة بعد إنكلترا وفرنسا وروسيا بالتسلسل".
بعد أن وضعت الحربُ العالميةُ الثانية أوزارَها، وظهَرَ في العالَمِ قُطبَان ثنائيَّان يتمثَّلُ في الولايات المتحدة التي تمثِّلُ المعسكر الرأسمالي والاتحاد السوفيتي الذي يقود المعسكر الشيوعي، وبدأ العالم يدخل فيما يُعرَفُ بالحرب الباردة بين القطبين، كما بدأت تتشَكَّلُ تكتُّلات أو أحلاف عسكرية تدورُ في فَلَك أحد القطبين، وفي ظِلِّ هذا الاستقطاب انبعثت حركةُ عدم الانحياز من قِبَلِ عددٍ مِن الدول التي تمكَّنَت من الاستقلال والتحرُّر من هيمنة الدول الاستعمارية في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، وأخذت تبحَثُ لها عن مكانة في الساحة الدولية، وقد كان يجمَعُ هذه الدول قاسمٌ مشترك هو معارضتُها لسياسة الارتباط بأحد المعسكرين، والسعي لتحقيق التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لدولها بعيدًا عن الهيمنة الأجنبية، وفي 18 / 4 / 1955 عُقِدَ أوَّلُ مؤتمر لدول عدم الانحياز بمدينة باندونغ في أندونيسيا حضرته وفود 29 دولة.
كانت غزاة الحاجِبِ بدرِ بنِ أحمد إلى دار الحرب، وهي غزاة مطونية -مدينة بالأندلس-. وكان أميرُ المؤمنين الناصر لَمَّا اتَّصل به تطاوُلُ المشركينَ على من كان بإزائِهم من أهل الثغور بامتناعِ الصَّوائِفِ عن غزوهم، والإيغالِ في بلادهم بالحرب؛ أحفَظَه ذلك، وأذكى عَزْمَه، وأكَّدَ بصيرته في مجاهدةِ أعداء الله وأعداءِ دينه في هذا العام، فأمر بالاحتفال في الحَشدِ وجَمعِ الرجالِ والتكثيرِ مِن الأجناد والفرسان الأبطال. وعَهِدَ إلى حاجبه بالغزو بنفسِه في الصائفة. ونَفَذت كتبُه إلى أهل الأطراف والثغور بالخروجِ إلى أعداء الله، والدُّخول في معسكره، والجِدِّ في نكاية أهل الكفر، والإيقاعِ بهم في أواسط بلادِهم، ومُجتَمَع نصرانيَّتِهم. ففصل الحاجِبُ بالجيوشِ يوم الثلاثاء لخمس بقين من المحرَّم، وانثالت إليه العساكِرُ مِن كلِّ جهة في ثغور المسلمين، ودخل بهم دارَ الحرب، وقد احتشد المشركونَ، وتجمَّعوا من أقاصي بلادهم، واعتَصَموا بأمنَعِ جبالهم، فنازلهم الحاجبُ بدر بن أحمد بأولياءِ الله وأنصارِ دينِه، فكانت له على أعداءِ الله وقائِعُ اشتَفَت فيها صدورُ المسلمين، وانتَصَروا على أعداءِ الله المشركين. وقُتل في هذه الغزاةِ مِن حُماتهم وأبطالِهم، وصُلاةِ الحُروبِ منهم، جملةٌ عظيمةٌ لا يأخذها عدٌّ، ولا يحيطُ بها وصفٌ. وكان الفتحُ يوم الخميس لثلاثٍ خلون من ربيع الأول ويوم السبت لخمس خلون من ربيع الأول، في معاركَ جليلة، لم يكن أعظَمُ منها صنعًا، ولا أكثَرُ من أعداء الله قتيلًا وأسيرًا. وورد الكتاب بذلك على أمير المؤمنين النَّاصرِ يومَ الجمعة لإحدى عشرة ليلة خلت من ربيع الأول؛ فأكثَرَ مِن شُكرِ الله عز وجل على ما منَّ به، وفتحَ فيه.
غَزا المَلِكُ إبراهيمُ بن مَسعودِ بن محمودِ بن سبكتكين بِلادَ الهندِ، فحَصرَ قَلعةَ أجود، وهي قَلعةٌ حَصينةٌ، في غايَةِ الحَصانَةِ، كَبيرةٌ، تَحوِي عشرةَ آلافِ رجلٍ من المُقاتِلَةِ، فقاتَلوهُ، وصَبَروا تحت الحِصارِ، وزَحفَ إليهم غيرَ مَرَّةٍ، فرأوا من شِدَّةِ حَربِه ما مَلأَ قُلوبَهم خَوفًا ورُعبًا، فسَلَّموا القَلعةَ إليه في الحادي والعشرين من صَفَر هذه السَّنَةِ. وكان في نَواحي الهندِ قَلعةٌ يُقالُ لها: قَلعةُ روبال، على رَأسِ جَبلٍ شاهقٍ، وتحتها غِياضٌ أَشِبَةٌ، وخَلفَها البحرُ، وليس عليها قِتالٌ إلَّا من مكانٍ ضَيِّقٍ، وهو مَملوءٌ بالفِيَلَةِ المُقاتِلَةِ، وبها من رِجالِ الحَربِ ألوفٌ كَثيرةٌ، فتابَع المَلِكُ إبراهيمُ عليهم الوَقائعَ، وأَلَحَّ عليهم بالقِتالِ بجَميعِ أَنواعِ الحَربِ، ومَلَكَ القَلعةَ، واستَنزَلَهم منها وفي مَوضِعٍ يُقالُ له: دره نوره أَقوامٌ من أَولادِ الخُراسانيِّين الذين جَعَلَ أَجدادَهم فيها أفراسيابُ التُّركيُّ من قَديمِ الزَّمانِ، ولم يَتعَرَّض إليهم أَحَدٌ من المُلوكِ، فسار إليهم إبراهيمُ، ودَعاهُم إلى الإسلامِ أوَّلًا، فامتَنَعوا من إجابَتِه، وقاتَلوهُ، فظَفَرَ بهم، وأَكثرَ القَتْلَ فيهم، وتَفرَّق مَن سَلِمَ في البلادِ، وسَبَى واستَرَقَّ من النِّسوانِ والصِّبيانِ مائةَ ألفٍ. وفي هذه القَلعةِ حوضٌ للماءِ قُطْرُهُ نحو نِصفِ فَرسخٍ لا يُدرَك قَعْرُهُ، يَشربُ منه أَهلُ القَلعةِ وما عندهم من دابَّةٍ، ولا يَظهرُ فيه نَقصٌ. وفي بلادِ الهندِ مَوضِعٌ يُقالُ له: وره، وهو بَرٌّ بين خَليجَيْنِ، فقَصدَهُ المَلِكُ إبراهيمُ، فوَصلَ إليه في جُمادى الأُولى، وفي طَريقِه عَقَباتٌ كَثيرةٌ، وفيها أَشجارٌ مُلْتَفَّةٌ، فأَقامَ هناك ثلاثةَ أَشهُر ولَقِيَ الناسَ من الشِّتاءِ شِدَّةٌ، ولم يُفارِق الغَزوَةَ حتى أَنزلَ الله نَصرَهُ على أَوليائِه، وذُلَّهُ على أَعدائِه، وعاد إلى غَزْنَة سالِمًا مُظَفَّرًا.
كان السلطانُ سليم الثالث منذ أن تولَّى السلطنةَ سنة 1203هـ يدرِكُ أنَّ البلادَ بحاجة إلى إصلاحاتٍ داخليةٍ في كافةِ المجالات لا سيَّما الحربية؛ حيث إنَّ ضَعفَ سلطات استانبول سبَّب استئثار بعض الولاة بولاياتِهم وامتناعِهم عن دفعِ الأموال المتَّفَق عليها للخزينةِ السلطانية، وبعد هدوء القتالِ على الجبهات الخارجية انصرف السلطانُ سليم للإصلاحات الداخلية، فبدأ بتعيين أحدِ الشبَّان، وهو كوشك حسين باشا قبودانا عاما، وقد كان ملمًّا ودارسًا لأحوال أوروبا، فبذل جهدَه بإخلاص لتنقية الطرقِ التجارية البحرية من القراصنة، وأصلح الثغورَ وأنشأ القلاعَ عليها، وبنى عدَّةَ مراكِبَ حربية على أحدثِ الأنماط الفرنسية والإنجليزية، وجلب العديدَ من المهندسين الأوروبيين المهَرة لِصَبِّ معظم قوالب المدفعية في طوبخانات الدولة، كما قام السلطانُ بإنشاء سفارات دائمة لدى دول أوروبا الكبرى، واستغلَّ انشغال الأوروبيين بمحاربة حكومةِ الثورة الفرنسية لتحديثِ الدولة العثمانية وجيشِه، فاستقدمَ العديدَ مِن الخبراء والضباط الفرنسيين لتدريبِ وتحسين العساكر العثمانيَّة، وعَمِل كوشك على إصلاحِ مدارس البحرية والمدفعية (الطوبجية)، وجهَّز مكتبة لمدرسة المدفعية وضع فيها أحدث ما سُطرَ عن فنِّ الحرب والرياضيات، وترجم كتُبَ المهندس الفرنسي فوبان عن فنون الاستحكامات, كما عَمِل سليم الثالثِ على وَضعِ خطةٍ جادَّةٍ لتوسيع رقعةِ التعليم في الدولة، فافتتح العديدَ مِن المدارس والمعاهد، وكان لهذه التحديثات ردود فعل سلبية جدًّا من الانكشارية؛ ممَّا دفعهم للثورة على السلطان سليم وعزله سنة 1222هـ.
بعد الحرب مع روسيا التقى مندوبو الدولةِ العُثمانيَّة ومندوبو روسيا في بلدة قرب استانبول على بحر مرمرة تُسمَّى سان ستفانو، وذلك بعد محادثات تقَدَّمَ فيها الروس قليلًا عن خطِّ وقف إطلاق النار الذي اتُّفِق عليه، ونُقِلَ أيضًا مركزُ المحادثات من أدرنة إلى هذه القريةِ، وقدَّمَ المندوبُ الروسي شروطًا مسبقةً وطلب التوقيعَ عليها مباشرةً، وإلا تتقَدَّم الجيوش الروسية وتحتل استانبول، ولم يكن للعثمانيين من خيارٍ سوى التوقيع، وتنص المعاهدةِ على: تعيينِ حُدودٍ جديدة للجبل الأسودِ لإنهاء النزاع، وتحصُلُ هذه على الاستقلالِ، وإذا حَدَثت خلافاتٌ جديدةٌ تحلُّها روسيا والنمسا، تستقِلُّ إمارة الصرب وتُضافُ لها أراضٍ جديدةٌ، وتحدَّدُ الحدود حسبَ الخريطةِ المرفقة، وبمساعدة الروس تأخذ بلغاريا استقلالًا إداريًّا وتدفع مبلغًا محدَّدًا إلى الدولة العثمانية، ويكون موظفو الدولة والجندُ من النصارى فقط، وتُعَيَّن الحدود بمعرفة العثمانيين والروس، ويُنتَخَب الأمير من قِبَل السكان، ويُخلِّي العثمانيون جنودَهم نهائيًّا من بلغاريا، ويحِقُّ للعثمانيِّين نقلُ جنودهم إلى ولايات أخرى ضِمنَ الأراضي البلغارية، تحصل دولةُ رومانيا على استقلالها التام، يتعهَّدُ الباب العالي بحماية الأرمن النصارى من الأكرادِ والشركس، يقومُ الباب العالي بإصلاح أوضاع النصارى في جزيرة كريت، تدفعُ الدولة العثمانية غرامةً مالية حربية قدرها 245.217.391 ليرة ذهبية، ويمكِنُ لروسيا أن تتسلم أراضيَ مقابل المبلغ، تبقى المضائِقُ البوسفور والدردنيل مفتوحةً للسفن الروسية في زمن السِّلمِ وزَمَن الحرب، يمكِنُ للمسلمين الذين يعيشون في الأراضي التي اقتُطِعَت من الدولة العثمانية أن يبيعوا أملاكَهم ويهاجروا إلى حيث يريدون من أجزاءِ الدولةِ العُثمانية.
أعلنت بريطانيا عام 1318هـ / 1900م قيام محمية نيجيريا الشمالية، وعَيَّنت مندوبًا ساميًّا مِن قِبَلها، وفي عام 1333هـ / 1914م جاء الحاكم الإنجليزي لوغارد، فحكم البلاد حكمًا ثنائيًّا بين نيجيريا الشمالية ونيجيريا الجنوبية، وجعل من الجنوبيةِ مُستعمَرةً، ومن الشمالية محميَّةً، وكانت تحاوِلُ أن تنصِّرَ عددًا من الناس يتسَلَّمون الحكم من بعدها، وقد برز قُبَيل الحرب العالمية الثانية ناندي أزيكوي الذي قدَّم أثناء الحرب العالمية الثانية مذكِّرةً للحكومة البريطانية يطالب فيها بتوحيد أجزاء نيجيريا كلِّها، وإنهاء الاستعمار، وتأسيس إدارة وطنية للحصول على الاستقلال، وبعد الحرب العالمية الثانية جرى تطور سريع في الحياة الدستورية؛ ففي عام 1365هـ / 1946م صدر دستور وحَّد القسمين، وأقام مجالسَ نيابية، وفي شوال 1376هـ / أيار 1957م قرَّر المجلس النيابي الاتحادي بالإجماع المطالبةَ باستقلال نيجيريا بعد عامين، واستقلَّ الإقليمُ الشمالي في رمضان 1378هـ / آذار 1959م. وفي رجب 1379هـ / كانون الثاني 1960م أثار رئيسُ الوزراء قضيةَ قرار الاستقلال مُطالبًا منحَ الاستقلال لنيجيريا في ربيع الثاني 1380هـ / تشرين الأول 1960م، واتُّخذ القرارُ بالإجماع، وهكذا أصبح اتحاد نيجيريا دولةً مستقلة ضمن رابطة الشعوب البريطانية، وبقيت الدولةُ تحت رئاسة بريطانيا، وعُيِّن ناندي حاكِمًا للبلاد، وفي ربيع الثاني 1383هـ / أيلول 1963م وافق المجلسُ النيابي النيجيري على دستور جمهوريٍ يُعلِن عن قيام جمهورية اتحادية ضمن رابطة الشُّعوب البريطانية.