الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 707 ). زمن البحث بالثانية ( 0.006 )

العام الهجري : 745 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1345
تفاصيل الحدث:

كثُرَ سُقوطُ الثَّلجِ بدِمشقَ حتى خرج عن العادةِ، وأنفقوا على إزالته من الأسطحِ ما ينيفُ على ثمانين ألف درهم؛ فإنَّه أقام يسقط أسبوعين، وفي هذه السنة تواتَرَ سُقوطُ البرد بأرض مصرَ، مع ريحٍ سوداء، وشَعَث عظيمٍ، وبَرقٍ ورَعدٍ سهول، ثم أعقب ذلك عامٌ شديد الحر، بحيث تطاير منها شَرَرٌ أحرق رؤوسَ الأشجار، وزريعة الباذنجان وبعض الكتَّان، حتى اشتد خوف الناس، وضجُّوا إلى الله تعالى، وجاء مطرٌ غزير، ثم بَرْدٌ فيه يبس لم يُعهَدْ مِثلُه، فكانت أراضي النواحي تُصبِحُ بيضاءَ من كثرة الجليد، وهَلَك من شدَّة البرد جماعةٌ من بلاد الصعيد وغيرها، وأمطرت السماءُ خمسةَ أيام متواليةً حتى ارتفع الماءُ في مزارعِ القصب قَدْرَ ذراعٍ، وعَمَّ ذلك أرض مصر قَبليَّها وبحريَّها، ففسدت بالريحِ والمطر مواضِعُ كثيرة، وقلَّت أسماكُ بحيرة نستراوة وبحيرة دمياط، والخلجان وبركة الفيل وغيرها؛ لِمَوتها من البرد، فتَلِفَت في هذه السنة بعامَّةِ أرض مصر وجميع بلاد الشام- بالأمطار والثلوج والبرد، وهبوب السمائم وشدة البرد- من الزُّروعِ والأشجار، والبائهم والأنعام والدور؛ ما لا يدخُلُ تحتَ حَصرٍ، مع ما ابتليَ به أهل الشام من تجريد عساكِرِها وتسخيرِ أهلِ الضياع وتسَلُّط العربان والعشير، وقِلَّة حُرمة السلطنة مصرًا وشامًا، وقطع الأرزاق وظُلم الرعيَّة.

العام الهجري : 1069 العام الميلادي : 1658
تفاصيل الحدث:

بدأت الثورةُ في الخليج العربي عمومًا وفي هرمز خصوصًا ضد البرتغاليين من بداية القرن العاشر الهجري، واستمرت بين مد وجزر حتى كانت النهاية في طرد البرتغاليين من مسقط وعمان، وكان الأثر الأكبر في ذلك هو تنامي قوة العرب العمانيين من أسرة اليعاربة التي قُدِّر لها أن تحسم الصراع لصالح العرب وتقضي على الإمبراطورية البرتغالية، وبرزت وحدة الشعب العماني في عهد هذه الأسرة التي نمت وترعرعت بسبب وجود المستعمر البرتغالي على أرض عمان، والتخلص منه.

العام الهجري : 366 العام الميلادي : 976
تفاصيل الحدث:

مَلَكَ سبكتكين مدينةَ غزنة وأعمالَها، وكان ابتداءُ أمرِه أنَّه كان مِن غِلمانِ أبي إسحاقَ بنِ البتكين، صاحِبِ جيش غزنة للسامانية، وكان مقَدَّمًا عنده، وعليه مدارُ أمرِه، وقدِمَ إلى بُخارى، أيَّامَ الأمير منصور بن نوح، مع أبي إسحاق، فعَرَفَه أربابُ تلك الدولة بالعقلِ والعفَّة، وجودةِ الرأي والصَّرامة، وعاد معه إلى غزنة، فلم يلبثْ أبو إسحاق أن توفِّيَ، ولم يخَلِّفْ من أهلِه وأقاربه من يصلُحُ للتقَدُّم، فاجتمع عسكَرُه ونظروا فيمن يلي أمْرَهم، ويجمَعُ كَلِمتَهم، فاختلفوا ثمَّ اتَّفَقوا على سبكتكين؛ لِما عَرَفوه من عقلِه ودينِه ومروءتِه، وكمالِ خِلالِ الخير فيه، فقَدَّموه عليهم، ووَلَّوه أمرَهم، وأطاعوه فوَلِيَهم، وأحسَنَ السِّيرةَ فيهم، وساس أمورَهم سياسةً حَسَنةً، وجعل نفسَه كأحدِهم في الحالِ والمال، وكان يدَّخِرُ من إقطاعِه ما يعمَلُ منه طعامًا لهم في كلِّ أُسبوعٍ مَرَّتين.

العام الهجري : 492 العام الميلادي : 1098
تفاصيل الحدث:

هو السلطانُ إبراهيم بن مسعود بن محمود بن سبكتكين صاحب غزنة وغيرها من بلاد الهند. وكان ملِكًا عادلًا مُنصِفًا منقادًا إلى الخيرِ، كثير الصدقات، كريمًا مجاهدًا، عاقلًا شُجاعًا حازِمًا، حسنَ السيرة، ذا رأيٍ ودهاء متين. كان يقول: "لو كنتُ بعد وفاة جدي محمود لما ضعف مُلكُنا، ولكني الآن عاجِزٌ أن أستردَّ ما أُخِذَ منا من البلاد؛ لكثرة جيوشهم". كان لا يبني لنفسه مكانًا حتى يبنيَ لله مسجدًا أو مدرسة. قال الفقيه أبو الحسن الطبري: "أرسلني إليه بركيارق في رسالة، فرأيتُ في مملكته ما لا يتأتى وصفُه"، وقيل: كان يكتب بخطِّ يده كل سنة مصحفًا يرسِلُه مع الصدقات إلى مكة، ومات وقد جاوز السبعين. وأقام مَلِكًا ثنتين وأربعين سنة، ولما توفي خلفه ابنُه علاء الدولة أبو سعيد مسعود الثالث زوج بنت السلطان ملكشاه.

العام الهجري : 685 العام الميلادي : 1286
تفاصيل الحدث:

هو السلطان المنصور أبو يوسف يعقوب بن عبد الحق بن محبو بن حمامة المريني مؤسس دولة بني مرين ببلاد المغرب بين فكيك وملوية. ولد بالمغرب سنة 609 وقد تولى قيادة بني مرين سنة 653 بعد وفاة أخيه أبي بكر بن عبد الحق, وتلقب يعقوب بالمنصور. وكان شجاعًا صوامًا قوامًا مجاهدًا مقرِّبًا لأهل الصلاح والخير والعلم. خرج على أبي دبوس آخر حكام الموحدين وقتله، واستولى على مملكة المغرب، فقضى على دولة آل عبد المؤمن الموحدين, ومَلَك سبتة سنة 672 واستقرَّت قدمُه في الملك، وكانت له جهود كبيرة في نصرة المسلمين في الأندلس، فاستعاد إشبيلية، وملَكَ بعده ولده يوسف أبو يعقوب, والمنصور هذا يختلف عن المنصور أبي يوسف يعقوب بن عبد المؤمن الموحدي المتوفى سنة 595

العام الهجري : 1064 العام الميلادي : 1653
تفاصيل الحدث:

هو السلطان محمد الأصغر بن زيدان ابن المنصور أحمد الذهبي ملك السعديين في المغرب الأقصى, ويلقَّب بالشيخ. لما قتل السلطان الوليد سنة 1045 اختلف الناس فيمن يقدمونه للولاية عليهم، ثم أجمع رأيُهم على مبايعة أخيه محمد الشيخ وإلقاء القيادة إليه، فأخرجوه من السجن، وكان أخوه الوليد قد سجنه إذ كان يتخوَّف منه الخروج عليه، فبويع بمراكش يوم الجمعة الخامس عشر من رمضان سنة 1045 ولما بويع سار في الناس سيرةً حميدة وألان الجانب للكافة، وكان متواضعًا في نفسه صفوحًا عن الهفوات متوقفًا عن سفك الدماء مائلًا إلى الراحة والدَّعَة متظاهرًا بالخير ومحبة الصالحين، إلا أنه كان منكوس الراية مهزوم الجيش؛ وبسبب ذلك لم يصفُ له مما كان بيد أبيه وإخوته إلا مراكش وبعض أعمالها، وبعد وفاته تولى أحمد الثاني بن العباس أبي مروان خلفًا له.

العام الهجري : 1202 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1788
تفاصيل الحدث:

هو الشَّريفُ سرورُ بنُ مساعد بن سعيد بن سعد بن زيد بن محسن بن حسين بن حسن بن أبي نُمي، الذي طار صيتُه في الآفاقِ وبلغ من المجدِ والسعيِ في أعمال الخيرِ وتأمين السُّبُل ما لم يبلُغْ إليه أحدٌ من آبائه، ولقد كانت أحاديثُ الوافدين للحجِّ إلى بيت الله الحرام تخبِرُ عنه بأخبار تسُرُّ القلوبَ وتشَنِّف الأسماعَ وترَوِّح الطباعَ، وكان عظيمَ السَّطوة شديدَ الصَّولة قامعًا للفساد راعيًا لمصالح العباد، كثيرَ الغزو لمَرَدة الأعراب الذين يتخطَّفون الناس في الطرقات، وتوفي في يوم 18 ربيع الثاني، وعمره 35 سنة، ومدَّة ولايته 15 سنة وخمسة أشهر وثمانية أيَّام، وصُلِّي عليه عند الكعبة ودُفن بالمعلَّاة. وقام مقامَه بعد وفاته أخوه عبد المعين، ثمَّ رغِبَ عن الأمرِ لأخيه غالب بعد أيامٍ يسيرةٍ مِن ولايته.

العام الهجري : 387 العام الميلادي : 997
تفاصيل الحدث:

عندما تناهى المنصورُ بن أبي عامر في هذا الوقتِ على الاقتدار، والنَّصر على ملوك النصارى، سما إلى مدينة شنت ياقوب قاصية غلبسية، وأعظَمِ مَشاهِدِ النَّصارى الكائنةِ ببلاد الأندلُس وما يتَّصِلُ بها من الأرضِ الكبيرة. وكانت كَنيستُها عندهم بمنزلةِ الكَعبةِ عند المُسلِمينَ، فبِها يحلِفونَ وإليها يَحُجُّونَ مِن أقصى بلاد رومة وما وراءها، ويَزعُمونَ أنَّ القبر المزوَّرَ فيها قبر ياقوب أحد الحواريِّين الاثني عشر, ولم يطمَعْ أحدٌ من ملوك الإسلام في قَصْدِها قبل المنصور، ولا الوصول إليها؛ لصُعوبةِ مَدخَلِها وخشونةِ مكانِها، وبُعدِ شُقَّتِها, فخرج المنصورُ إليها من قرطبة غازيًا بالصائفة يومَ السبت لسِتٍّ بَقِينَ مِن جمادى الآخرة سنة 387، وهي غزوته الثامنة والأربعون- تجاوزت غزوات المنصورِ بنِ أبي عامر لنصارى الأندلُس أكثَرَ من خمسين غزوة مُدَّةَ حُكمِه نيِّفًا وعشرين سنة، انتصر فيها كلِّها- وكان المنصور قد أنشأ أُسطولًا كبيرًا في ساحل غرب الأندلس، وجهَّزه برِجالِه البَحريِّين وصنوف المترجِّلين، وحُمِلَت الأقواتُ والأطعِمةُ والعُدَد والأسلحة؛ استظهارًا على نفوذ العزيمة، إلى أن خرج بموضع برتقال على نهر دويره، فدخل في النهر إلى المكان الذي عَمِلَ المنصور على العبور منه، فعقد هناك من هذا الأسطول جسرًا بقرب الحصن الذي هناك، ووزع المنصور ما كان فيه من الميرة على الجُندِ، فتوسَّعوا في التزوُّدِ منه إلى أرض العدو, ثمَّ نهض يريد شنت ياقوب، فقطع أرضَينَ متباعدة الأقطار، وقطَعَ بالعبور عِدَّة أنهار كبار وخلجان يمدُّها البحر الأخضر, ثم أفضى إلى جبلٍ شامخ شديدِ الوعورة، لا مسلَكَ فيه ولا طريقَ، لم تهتَدِ الأدِلَّاء إلى سواه، فقَدَّمَ المنصورُ الفَعَلة بالحديد لِتَوسعةِ شِعابِه وتسهيلِ مَسالِكِه، فقطعه العسكَرُ وعبروا واديَ منية، وانبسط المسلمون بعد ذلك في بسائِطَ عريضة وأرضين أريضة، وانتهت مغيرتُهم إلى دير قسطان على البحر المحيط، وفتحوا حِصنَ شنت بلايه الذي استعصى على طارق بن زياد وموسى بن نُصير في حينِه؛ لحصانتِه، وغَنِموه، وعَبَروا سياخه إلى جزيرة من البحر المحيط لجأ إليها خلقٌ عظيم من أهل تلك النواحي، فسَبَوا مَن فيها ممَّن لجأ إليها، وانتهى العسكَرُ إلى جبل مراسية المتَّصِل من أكثَرِ جِهاتِه بالبحر المحيط، فتخَلَّلوا أقطارَه، واستخرجوا من كان فيه، وحازوا غنائِمَه, ثمَّ انتَهَوا إلى مدينة شنت ياقوب البائسة، وذلك يومَ الأربعاء للَيلتينِ خلتا من شعبان، فوجدها المسلمون خاليةً مِن أهلها، فحازوا غنائِمَها، وهَدَموا مصانِعَها وأسوارَها وكنيسَتَها، وعَفوا آثارَها, ووكل المنصورُ بقَبرِ ياقوب من يحفَظُه ويدفَعُ الأذى عنه، وكانت مصانِعُها بديعةً مُحكَمةً، فغودرت هشيمًا، كأنْ لم تغْنَ بالأمسِ، وانتشرت بعوثُه بعد ذلك سائر البسائط، وانتهت إلى جزيرةِ شنت مانكش مُنقطَعَ هذا الصِّقعِ على البحر المحيط، وهي غايةٌ لم يبلُغْها قبلهم مُسلِمٌ، ولا وَطِئَتها لغير أهلها قَدَمٌ، فلم يكُنْ بعدها للخَيلِ مجالٌ، ولا وراءها انتقال. وانكفأ المنصورُ عن باب شنت ياقوب، ولم يجِد المنصور بشنت ياقوب إلَّا شيخًا من الرَّهبان جالسًا على القبر، فسأله عن مقامِه، فقال: (أوانس يعقوب) فأمر المنصورُ بالكَفِّ عنه. قال الفتح من خاقان: "تمرس المنصور ببلاد الشِّركِ أعظَمَ تَمَرُّس، ومحا من طواغيتِها كُلَّ تَعَجرُف وتغَطرُس؛ وغادرهم صرعى البِقاع، وترَكَهم أذَلَّ مِن وَتدٍ بِقاع، ووالى على بلادهم الوقائع، وسَدَّد إلى أكبادهم سِهامَ الفجائع، وأغصَّ بالحِمام أرواحَهم، ونغَّصَ بتلك الآلامِ بُكورَهم ورَواحَهم ".

العام الهجري : 16 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 637
تفاصيل الحدث:

لمَّا دخَل المسلمون المدائنَ وفتحوها واتَّخذَ سعدُ بن أبي وَقَّاص قَصرَها مَسكنًا جعَل إيوانَها المشهورَ مَسجدًا ومُصَلَّى وتَلَا قولَه تعالى: {كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (27) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ (28) فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ} [الدخان: 25 - 29] ثمَّ صلَّى الجُمُعَةَ في الإيوانِ.

العام الهجري : 1248 العام الميلادي : 1832
تفاصيل الحدث:

وقَعَ بردٌ شديدٌ في نجدٍ أضَرَّ بالنخلِ وقطرت العسبان دبسًا مِن شدة البرد، فلما جاء الصيفُ بان الخَلَلُ في النخيل ويَبِس أكثر عسبانها، وأما الزرع والقتُّ والنبات فضرَرُه قليل، ثم حصل في السنة التالية بردٌ أعظم من الأول حتى تجمَّد الماء في السواقي والزروع وبين الميزاب والأرض، وأضَرَّ بالنخل، وفي هاتين السنتين ما اختَلَّ حمل النخل، بل كان على معتاده، فلما كانت سنة الخمسين لم يحمِل النخلُ إلا بنصفِ حملِه.

العام الهجري : 112 العام الميلادي : 730
تفاصيل الحدث:

خَرَج الجُنَيْدُ المُرِّيُّ غازِيًا يُريدُ طَخارِسْتان، فوَجَّه عُمارَةَ بن حُرَيْم إلى طَخارِسْتان في ثمانِيَة عَشر ألفًا، ووَجَّهَ إبراهيمَ بن بَسَّام اللَّيْثِيَّ في عَشرةِ آلافٍ إلى وَجْهٍ آخَر، وجاشَت التُّرْكُ فأتوا سَمَرْقَنْد وعليها سَوْرَةُ بن الحُرِّ، فكَتَب سورةُ إلى الجُنَيْدِ: إنَّ خاقان جاشَ التُّرْكَ فخَرَجتُ إليهم فلم أَطِقْ أن أَمنَع حائِطَ سَمَرْقَنْد، فالغَوْثَ الغَوْثَ. وعَبَرَ الجُنيدُ فنَزَل كِشَّ وتَأَهَّبَ للمَسيرِ، وبَلَغ التُّرْك فغَوَّرُوا الآبارَ التي في طَريقِ كِشٍّ فأَخَذ الجُنيدُ طَريقَ العَقَبَة فارْتَقى في الجَبَلِ ودَخَل الشِّعْبَ، فصَبَّحَهُ خاقان في جَمعٍ عَظيمٍ، وزَحَف إليه أَهْلُ الصُّغْدِ وفَرْغانَة والشَّاش وطائِفَة مِن التُّرْك، فحَمَل خاقان على المُقَدِّمَة وأَخَذ الرَّايَة ابنُ مَجاعَة فقُتِلَ، وتَداوَلَها ثمانية عشر رَجُلًا فقُتِلوا، وصَبَر النَّاسُ يُقاتِلون حتَّى أَعْيوا، فكانت السُّيوف لا تَقطَع شَيْئًا، فقَطَع عَبيدُهُم الخَشَب يُقاتِلون به حتَّى مَلَّ الفَريقان، فكانت المُعانَقَة ثمَّ تَحاجَزوا فبَيْنا النَّاسُ كذلك إذ أَقْبَل رَهَجٌ وطَلَعَت فُرْسانٌ، فنادَى الجُنيدُ: الأرضَ الأرضَ! فتَرَجَّلَ وتَرَجَّل النَّاسُ، ثمَّ نادَى: لِيُخَنْدِق كُلُّ قائِدٍ على حِيالِه. فخَنْدَقوا وتَحاجَزوا ثمَّ طَلَب الجُنيدُ النَّجْدَة فعَرَفت التُّرْك بذلك فكَمُنَت له وقَتَلَته، فخَرَج مِن الشِّعْب واشْتَدَّ الأَمْرُ حتَّى قال الجُنيدُ: كُلُّ عَبدٍ قاتَل فهو حُرٌّ. فقاتَلوا قِتالًا عَجِبَ منه النَّاسُ حتَّى انْكَشَف العَدُوُّ ورَجَع الجُنيدُ إلى سَمَرْقَنْد.

العام الهجري : 603 العام الميلادي : 1206
تفاصيل الحدث:

لَمَّا سَلَّم خوارزم شاه ترمذَ إلى الخطا سار عنها إلى ميهنة وأندخوي، وكتب إلى سونج أمير أشكار، نائب غياث الدين محمود بالطالقان يستميلُه، فعاد الرسول خائبًا لم يجِبْه سونج إلى ما أراد منه، وجمع عسكَرَه وخرج يحارِبُ خوارزم شاه، فالتَقَوا بالقرب من الطالقان، فلما تقابل العسكرانِ حمل سونج وحده مجِدًّا حتى قارب عسكرَ خوارزم شاه، فألقى سونج نفسَه إلى الأرض، ورمى سلاحه عنه، وقَبَّلَ الأرضَ، وسأل العَفْوَ، فظَنَّ خوارزم شاه أنَّه سَكرانُ، فلمَّا عَلِمَ أنه صاح ذَمَّه وسَبَّه، وقال: من يثِقُ بهذا وأشباهِه، ولم يلتفت إليه، وأخذ خوارزم شاه ما بالطالقانِ مِن مالٍ وسلاح ودوابَّ وأنفَذَه إلى غياث الدين مع رسولٍ، وحمَّله رسالةً تتضَمَّنُ التقَرُّبَ إليه والملاطفة له، واستناب بالطالقان بعضَ أصحابه، وسار إلى قلاع كالوين وبيوار، فخرجَ إليه حسام الدين عليُّ بن أبي علي، صاحب كالوين، وقاتله على رؤوس الجبال، فأرسل إليه خوارزمُ شاه يتهَدَّدُه إن لم يسَلِّمْ إليه، فقال: أمَّا أنا فمملوك، وأمَّا هذه الحصونُ فهي أمانةٌ بيدي، ولا أسَلِّمُها إلَّا إلى صاحبها، فاستحسن خوارزم شاه منه هذا، وأثنى عليه، وذمَّ سونج, ولَمَّا بلغ غياث الدين خَبَرُ سونج، وتسليمُه الطالقان إلى خوارزم شاه، عَظُمَ عِندَه وشَقَّ عليه، فسَلَّاه أصحابه، وهوَّنوا الأمر، ولَمَّا فرغ خوارزم شاه من الطالقان سار إلى هراة، فنزل بظاهِرِها.

العام الهجري : 188 العام الميلادي : 803
تفاصيل الحدث:

بعد أن غزا الرشيدُ نقفور وطلبَ الصُّلحَ وقَبِلَ منه، قام نقفور بنكثِ العَهدِ في نفسِ السَّنة، لكن الأمرَ لم يصِلْ إلى الرشيدِ إلَّا بعد سنةٍ؛ للبَردِ الشَّديد الذي منع وصولَ البريدِ، فغزا إبراهيمُ بن جبرئيل الصائفة، فدخل أرضَ الروم من درب الصفصاف، فخرج إليه نقفور ملكُ الروم، فأتاه مِن ورائه أمرٌ صَرَفه عنه، ولَقِيَ جمعًا من المسلمين، فجرح ثلاث جِراحات، وقُتِلَ مِن الروم- فيما قيل- أربعون ألفًا وسبعمائة.

العام الهجري : 543 العام الميلادي : 1148
تفاصيل الحدث:

هزَمَ نورُ الدِّينِ محمود بن زنكي الفرنجَ بمكانٍ اسمُه يغرى مِن أرضِ الشَّامِ، وكانوا قد تجَمَّعوا ليقصِدوا أعمالَ حَلَب ليُغيروا عليها، فعَلِمَ بهم، فسار إليهم في عَسكَرِه، فالتَقَوا بيغرى واقتتلوا قتالًا شديدًا وأجْلَت المعركةُ عن انهزام الفرنج، وقُتِلَ كَثيرٌ منهم، وأُسِرَ جَماعةٌ مِن مُقَدَّميهم، ولم ينجُ من ذلك الجمعِ إلَّا القَليلُ، وأرسل من الغنيمةِ والأسارى إلى أخيه سيفِ الدين وإلى الخليفةِ ببغداد وإلى السُّلطانِ مَسعود وغَيرِهم.

العام الهجري : 995 العام الميلادي : 1586
تفاصيل الحدث:

بعد أن تولى محمد خدابنده مُلكَ الصفويين وبقي إلى هذا العام؛ حيث خلعه عباسُ بن طهماسب المعروف بعباس الكبير، وعمره كان سبعة عشر عامًا، فسعى عباس إلى إقامة صلح مع العثمانيين، تنازل بمقتضاه عن تلك الأماكن التي أصبحت بيَدِ العثمانيين عام 993 كما تعهَّد بعدم سبِّ الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، في أرض مملكته، وبعث بابن عمٍّ له يدعى حيدر ميزرا رهينةً إلى إستانبول؛ لضمان تنفيذ ما اتفقا عليه.