الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3041 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 323 العام الميلادي : 934
تفاصيل الحدث:

وَلِيَ مِصرَ ثانيًا مِن قِبَل الخليفة الراضي بالله مُحمَّد بن طغج بن جف الفرغاني على الصَّلاةِ والخراج بعد عزلِ الأمير أحمد بن كيغلغ عنها، بعد أمور وقعت. دخل محمَّدُ بنُ طغج مصر أميرًا عليها بعد أن سلَّمَ الأميرُ أحمد بن كيغلغ في يوم الخميس لسِتٍّ بقِينَ مِن شهرِ رمضان وأقَرَّ على شرطته سعيدَ بنَ عثمانَ ثمَّ ورد عليه بالدِّيار المصرية أبو الفتح الفضلُ بنُ جعفر بن محمد بالخِلَع من الخليفةِ الراضي بالله بولايتِه على مصر فلَبِسَها وقَبَّلَ الأرض, ورسَمَ الخليفةُ الراضي بالله بأن يزادَ في ألقاب الأمير محمَّد هذا الإخشيدُ، في شهر رمضان سنة 327 فلُقِّبَ بالإخشيد، والإخشيد بلسانِ الفرغانة: مَلِك الملوك, كما أن أصبَهَبذ: لقبُ ملوك طبرستان, وصول: لقبُ ملوك جرجان, وخاقان: لقبُ ملوك التُّرك, والأفشين: لقبُ ملوك أشروسنة, وسامان: لقب ملوك سمرقند, وقيصر: لقب ملوك الروم, وكسرى: لقب ملوك العَجَم, والنجاشي والحطي: لقب ملوك الحبشة, وفرعون قديمًا: لقبُ ملوك مصر, وحديثًا السُّلطان.

العام الهجري : 404 العام الميلادي : 1013
تفاصيل الحدث:

سار يَمينُ الدَّولةِ الغزنوي عندما خرج الشِّتاءُ غازيًا إلى الهندِ في جمعٍ عَظيمٍ وحَشدٍ كثيرٍ، وقصَدَ واسِطةَ البلادِ مِن الهند، فسار شَهرينِ، حتى قارَبَ مَقصِدَه، ورتَّب أصحابَه وعساكِرَه، فسَمِعَ عَظيمُ الهند به، فجَمَع مَن عِندَه مِن قُوَّادِه وأصحابِه، وبرز إلى جَبَلٍ هناك، صَعبِ المرتقى، ضَيِّقِ المسلَكِ، فاحتمى به، وكتَبَ إلى الهنودِ يستدعيهم مِن كُلِّ ناحية، فاجتمع عليه منهم كلُّ مَن يحمِلُ سلاحًا، فلمَّا تكامَلَت عِدَّتُه نزل مِن الجَبَل، وتصافَّ هو والمُسلِمونَ، واشتَدَّ القِتالُ وعَظُم الأمرُ، ثمَّ إنَّ الله تعالى منح المسلمينَ أكتافَهم فهَزَموهم، وأكثَروا القَتَل فيهم، وغَنِموا ما معهم من مالٍ وفيلٍ وسلاحٍ، وغير ذلك، وفتَحَ اللهُ نادرين, ووجد المسلمونَ في بَيتِ الصَّنَمِ حَجَرًا عظيمًا منقوشًا عليه، دلَّت كتابتُه على أنَّه مبنيٌّ منذ قرونٍ طويلة، فعَجِبَ المسلمونَ لقِلَّةِ عُقولِهم, فلمَّا فرغ الغزنويُّ مِن غَزوتِه عاد إلى غزنة، وأرسل إلى القادِرِ بالله يطلُبُ منه مَنشورًا، وعهدًا بخراسانَ وما بيده من المَمالِك، فكتب له بذلك، ولُقِّبَ نظامَ الدين.

العام الهجري : 794 العام الميلادي : 1391
تفاصيل الحدث:

خرج جَماعةٌ مِن بلاد المغرب يريدون أرضَ مِصرَ لأداء فريضة الحجِّ، وساروا في بحر الملح، فألقَتْهم الريحُ إلى جزيرة صقلية، فأخذهم النصارى وما معهم، وأتَوا بهم إلى مَلِك صقلية، فأوقَفَهم بين يديه وسألهم عن حالِهم، فأخبروه أنَّهم خرجوا يريدون الحَجَّ، فألقَتْهم الريحُ إلى هنا، فقال: أنتم غنيمةٌ قد ساقكم الله إليَّ، وأمَرَ بهم أن يُقَيَّدوا حتى يُباعُوا ويُستَخدَموا في مِهَنِهم! وكان من جُملَتِهم رجلٌ شَريفٌ، فقال له على لسانِ تَرجُمانه: أيُّها المَلِكُ، إذا قَدِمَ عليك ابنُ ملك ماذا تَصنَعُ به؟ قال: أُكرِمُه, قال: وإن كان على غيرِ دينِك؟ قال: وما كرامتُه إلَّا إذا كان على غيرِ ديني! وإلَّا فأهلُ ديني واجِبٌ كرامَتُهم، قال: فإني ابنُ أكبَرِ ملوك الأرضِ، قال: ومَن أبوك؟ قال: عليُّ بنُ أبى طالب رَضِىَ الله عنه، قال: ولم لا قُلتَ: أبي محمَّدٌ صلَّى الله عليه وسلم، قال: خشيتُ أن تَشتُموه، قال: لا نَشتُمُه أبدًا. قال: بيِّنْ لي صِدْقَ ما ادَّعَيْتَ به، فأخرَجَ له نِسْبَتَه وكانت معه في رَقٍّ، فأمر بتخليتِه وتخليةِ مَن معه لسَبيلِهم، وجَهَّزَهم!!

العام الهجري : 64 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 684
تفاصيل الحدث:

لمَّا اسْتَقَرَّ الشَّامُ لمَرْوان بن الحكمِ سار إلى مِصْرَ, فقَدِمَها وعليها عبدُ الرَّحمن بن جَحْدَم القُرشيُّ يَدعو إلى ابنِ الزُّبير، فخرَج إلى مَرْوان فيمَن معه، وبعَث مَرْوانُ عَمرَو بن سعيدٍ مِن وَرائِه حتَّى دخَل مِصْرَ، فقِيلَ لابنِ جَحْدَم ذلك، فرجَع وبايَع النَّاسُ مَرْوانَ ورجَع إلى دِمشقَ.

العام الهجري : 102 العام الميلادي : 720
تفاصيل الحدث:

غَزا السَّمْحُ بن مالِك الخَوْلاني فَرنسا فاخْتَرق جِبالَ البرانس وزَحَف على مُقاطَعَتي سبتمانيا وبروفانس، ثمَّ أَغارَ على اكيتانيا، وحاصَر طلوشة (طولوز) فخَرَج له دُوق اكيتانيا بجَيشٍ كَبيرٍ ونَشبَت مَعركَة عَظيمَة بين الطَّرَفين، اسْتُشْهِدَ فيها السَّمْح، وتَوَلَّى إمْرَةَ الجُنْدِ عبدُ الرَّحمن الغافِقي فانْسَحَب بِفُلول الجَيْشِ إلى أربونه.

العام الهجري : 231 العام الميلادي : 845
تفاصيل الحدث:

غزا بالصائفة جليقية محمَّد بن الأمير عبد الرحمن بن الحَكَم، فحَصَرها، وحصَرَ مدينة ليون، ورماها بالمجانيقِ. فلمَّا أيقنَ أهلُها بالهلاك خرجوا ليلًا، ولجؤوا إلى الجبالِ والغِياض، فأحرقَ محمَّدٌ ما فيها، وأراد هدمَ سُورِها، فوجد سعتَه ثمانيَ عشرة ذراعًا فتركه، وأمعن في بلادِ الشِّركِ قتلًا وسبيًا.

العام الهجري : 270 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 884
تفاصيل الحدث:

هو الربيعُ بن سليمان بن عبد الجبار بن كامل أبو محمد المراثي الفقيهُ، صاحِبُ الشافعيِّ، نقل عنه مُعظَمَ أقاويلِه، وكان فقيهًا فاضلًا ثقةً دَيِّنًا، وهو أوَّلُ من أملى الحديثَ بجامع ابن طولون، مات بمصر عن عمر 96 عامًا، وصلى عليه صاحِبُ مصر خِمارَوَيه بن أحمد بن طولون.

العام الهجري : 917 العام الميلادي : 1511
تفاصيل الحدث:

هو الأمير أبو الحسن علي بن موسى بن راشد بن علي بن سعيد بن عبد الوهاب مختطُّ مدينة شفشاون في العدوة الأخرى؛ حيث بنى قصبتها وشيَّدها وأوطنها بأهله وعشيرته، ونزل الناس بها فبَنَوا وصارت في عداد المدن، وكان من أهل الجهاد والمرابَطة خاصة على العدو ببلاد غمارة والهبط.

العام الهجري : 1397 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1977
تفاصيل الحدث:

في بنغلادش أخذ الفريق أول ضياء الرحمن يستولي على سُلُطات الرئيس الإدارية من الرئيس عبد الستار محمد صايم تبعًا للأحكام العسكرية، حتى تسلَّم أخيرًا كامل السُّلطة، وأعلن نفسه رئيسًا للبلاد وقام بجعل الإسلام نظامَ الدَّولة الأساسي بدلًا من العلمانية؛ إرضاءً للشعب؛ حيث كانوا يعرفون ماضيَه السيِّئ.

العام الهجري : 1412 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1992
تفاصيل الحدث:

تولَّى الشيخ محمد صفوت نور الدِّين رئاسةَ جماعة أنصار السُّنة المحمديَّة بعد وفاة الشيخ محمد علي عبد الرحيم -خامس رؤساء الجماعة- عام 1412هـ - 1991م؛ فصار بذلك أوَّلَ رئيسٍ من الجيل الثاني، وسادس رؤساء الجماعة، وقد تمَّ انتخابُه بالإجماع في يوم الخميس 22 شعبان 1412هـ.

العام الهجري : 1428 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 2007
تفاصيل الحدث:

بدأت المرحلةُ الرابعة للصراعِ اليَمَني الحوثي بقيادة "عبد الملك"، أحد أبناء "الحوثي"، والذي كان يتمركَزُ معَ أنصارِه في محافظة صعدة ذات الأغلبية الشيعية، وهي منطقةٌ جبليةٌ مناسبةٌ للاحتماء بها، وتعوقُ القواتِ الحكوميةَ من استهدافِهم، كما أنَّهم يحمِلونَ السلاحَ بشكلٍ كبيرٍ جدًّا من خلال انتشاره في القبائل اليَمَنية، وما تمُدُّهم به إيرانُ الموالونَ لها.

العام الهجري : 1441 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 2019
تفاصيل الحدث:

عُقِد اتفاقٌ بيْن الحكومةِ اليَمنية -ويَرأَسُها الرَّئيسُ عبْدُ ربِّه مَنصور هادي- والمجلسِ الانتقاليِّ الجنوبيِّ -ويَرأسُه عَيْدروس الزَّبيدي-، وذلك في العاصمةِ السُّعودية الرِّياضِ، برِعاية الممْلَكة العربيةِ السُّعوديةِ والإماراتِ العربية المتَّحِدة.
مثَّل الحكومةَ اليمنية في تَوقيع الاتفاقِ سالمٌ الخَنْبَشيُّ، ومثَّل المجلسَ الانتقاليَّ ناصرٌ الخُبَّجيُّ.

العام الهجري : 222 العام الميلادي : 836
تفاصيل الحدث:

تقدَّمَ الأفشين حتى شارف الموضِعَ الذي كانت به الوقعةُ في العام الماضي، فاختار ثلاثةَ جبالٍ كان عليها حصونٌ فخُرِّبَت، فسَدَّ الطريقَ إلى تلك الجبال، حتى صارت كالحُصون، وأمر بحفرِ خَندقٍ على كلِّ طريقٍ وراء تلك الحجارةِ، وكان جماعةٌ مِن الخرمية يأتونَ إلى قرب خندق الأفشين فيَصيحون، فلم يترُك الأفشين أحدًا يخرجُ إليهم، فَعَلوا ذلك ثلاثةَ أيام، ثمَّ إنَّ الأفشين كَمَن لهم كمينًا، فإذا جاؤوا ثاروا عليهم، فهَرَبوا ولم يعودوا. وعبَّأ الأفشين أصحابَه، وأمر كلًّا منهم بلزومِ مَوضِعِه، وكان إذا أراد أن يتقدَّمَ إلى المكان الذي كانت به الوقعةُ عام أول، خلَّف بُخاراخذاه على رأسِ العقبة في ألف فارس، وستمائة راجل، يحفظونَ الطريقَ لئلا يأخُذَه الخرمية عليهم. وكان بابك إذا أحس بمجيئِهم وجَّه جمعًا من أصحابه، فيكمُنون في وادٍ تحت تلك العقبة، تحت بخاراخذاه، واجتهد الأفشين أن يعرفَ مكانَ كَمينِ بابك، فلم يعلَمْ بهم، وكان بابك يُخرِجُ عسكره فيقِفُ بإزاء هذه الكراديس، لئلَّا يتقَدَّمَ منهم أحدٌ إلى باب البذ. وكان يفَرِّقُ عساكِرَه كمينًا ولم يبقَ إلَّا في نفر يسير. فصارت مناوشةٌ بين بعض الخرمية وبعض جيش الأفشين كان من سبَبِها تحرُّك الكُمَناء من الخرمية، فقال الأفشين: الحمدُ لله الذي بيَّن مواضِعَ هؤلاء، فأقام الأفشين بخَندَقِه أيامًا فشكا المتطوِّعةُ إليه ضيقَ العلوفة، فوعد الأفشين الناسَ ليوم ذكره لهم، وأمر الناس بالتجهزِ وحَملِ المالِ والزادِ والماء، فاشتبَكَت الحربُ مع بابك طويلًا، فلما دخلت أعلامُ الفراغنة البذ، وصَعِدوا بها القصورَ، رَكِبَ الأفشين وصاح بالنَّاسِ، فدخل، ودخلوا، وصَعِدَ النَّاسُ بالأعلام فوق قصورِ بابك، وكان قد كَمَن في قصوره- وهي أربعةٌ- ستُّمائة رجل، فخرجوا على الناس، فقاتلوهم، ومَرَّ بابك، حتى دخل الواديَ الذي يلي هشتادسر، واشتغل الأفشين ومن معه بالحربِ على أبوابِ القصور، فأحضر النَّفاطين فأحرقوها وهدَمَ النَّاسُ القصور، فقتلوا الخرميَّة عن آخرهم، وأخذ الأفشين أولادَ بابك، وأمَّا بابك فإنه سار فيمن معه، وكانوا قد عادوا إلى البذ، بعد رجوعِ الأفشين، فأخذوا ما أمكَنَهم من الطعام والأموال، ولَمَّا كان الغدُ رجع الأفشين إلى البذ، وأمر بهدم القُصور وإحراقِها، فلم يدع منها بيتًا، وجاءت جواسيسُ الأفشين إليه فأعلموه بموضعِ بابك، فوجَّه الأفشينُ إلى كل موضع فيه طريقٌ إلى الوادي جماعةً من أصحابِه يحفظونَه، وقعد بابك في موضِعِه، فلم يزل في تلك الغيضةِ حتى فَنِيَ زاده، وخرج من بعض تلك الطرق، وسار بمن معه يريدونَ أرمينيةَ، فرآهم حرَّاسُ الأفشين، فلما رأى بابك العساكر ركب هو ومن معه، فنجا هو، وأخذ أبو السَّاجِ مُعاويةً، وأمَّ بابك، فأرسلهم إلى الأفشين. وسار بابك في جبال أرمينيةَ مُستخفيًا، فلقي ابنَ سنباط فأمَّنَه واحتفى به, ثم كتب ابنُ أسباط للأفشين بخبَرٍ بأمر بابك، واتَّفقَ معه على خطَّةٍ لمُداهمة بابك والقبضِ عليه, فبينما بابك وابنُ سنباط يتصيَّدان إذ خرج عليهما أبو سعيدٍ وبورماره في أصحابِهما فأخذوه وساروا به إلى الأفشين، فأدخله الأفشينُ بيتًا ووكَلَ به من يحفَظُه، فحبسه مع أخيه، وكتب إلى المعتَصِم بذلك، فأمره بالقدومِ بهما عليه. وكان وصولُ بابك إلى الأفشين ببرزند لعشرٍ خلون من شوال، وكان الأفشينُ قد أخذ نساءً كثيرةً وصبيانًا كثيرًا ذكروا أنَّ بابك أسَرَهم، وأنهم أحرارٌ من العرب والدَّهاقين، فأمر بهم فجُعلوا في حظيرةٍ كبيرة، وأمرهم أن يكتُبوا إلى أوليائهم، فكلُّ من جاء يعرِفُ امرأةً، أو صبيًّا أو جاريةً، وأقام شاهِدَينِ أخذه، فأخذ الناسُ منهم خلقًا كثيرًا وبقي كثيرٌ منهم.

العام الهجري : 640 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1242
تفاصيل الحدث:

هو أميرُ المؤمنين الخليفة العباسي المستنصر بالله أبو جعفر منصور بن الخليفة الظاهر بأمر الله محمد بن الخليفة الناصر لدين الله أبي العباس أحمد. واقف المستنصريَّة التي لا نظيرَ لها. ولد سنة 588, وأمه تركية، وكان جده الناصر يحبُّه ويسميه القاضي؛ لحبه للحقِّ، وعقلِه, وبويعَ عند موت والده يوم الجمعة، ثالث عشر رجب، سنة 623 البيعة الخاصة من إخوته وبني عمه وأسرته، وبايعه من الغد الكبراء والعلماء والأمراء. وكان أبيضَ أشقرَ، سمينًا ربعةً مليح الصورة، عاقلًا حازمًا سائسًا ذا رأي ودهاء ونهوض بأعباء الملك، كان جدُّه الناصر قد جمع ما يتحصل من الذهب في بركة في دار الخلافة، فكان يقفُ على حافتِها ويقول: أتُرى أعيش حتى أملأَها، وكان المستنصر يقِفُ على حافتها ويقول أترى أعيش حتى أنفِقَها كُلَّها, فكان يبني الربُطَ والخانات والقناطر في الطرقات من سائر الجهات، وقد عَمِلَ بكل محلَّة من محال بغداد دارَ ضيافة للفقراء، لا سيَّما في شهر رمضان، وكان يتقصد الجواري اللائي قد بلغن الأربعين فيُشترين له فيُعتقُهنَّ ويُجهزهنَّ ويُزوجُهنَّ، وفي كل وقت يُبرِزُ صِلاتِه ألوفًا متعددة من الذهب، تُفَرَّق في المحال ببغداد على ذوي الحاجات والأرامل والأيتام وغيرهم، تقبَّلَ الله تعالى منه وجزاه خيرًا، وقد وضع ببغداد المدرسة المستنصرية للمذاهب الأربعة، وجعل فيها دار حديث وحمامًا ودار طب، وجعل لمستحقيها من الجوامك- رواتب الموظفين- والأطعمة والحلاوات والفاكهة ما يحتاجون إليه في أوقاته، ووقف عليها أوقافًا عظيمة حتى قيل إن ثمن التبن من غلات ريعها يكفي المدرسة وأهلَها, ووقف فيها كتبًا نفيسة ليس في الدنيا لها نظير، فكانت هذه المدرسة جمالًا لبغداد وسائر البلاد, فكان المستنصرُ رحمه الله كريمًا حليمًا رئيسًا متودِّدًا إلى الناس، حازمًا عادلًا، وفي أيامه عَمَرت بغداد عمارة عظيمة. قال ابن النجار: "نشر المستنصر بالله العدلَ، وبثَّ المعروف، وقَرَّب العلماء والصلحاء، وبنى المساجد والمدارس والربط، ودور الضيافة والمارستانات، وأجرى العطيَّات، وقمع المتمَرِّدة، وحمل الناسَ على أقوَمِ سَنَن، وعمر طرق الحاجِّ، وعمر بالحرمين دورًا للمرضى، وبعث إليها الأدوية, ثم قام بأمر الجهاد أحسن قيام، وجمع العساكر، وقمع الطغام، وبذل الأموال، وحَفِظَ الثغور، وافتتح الحصون، وأطاعه الملوك, وبيعت كتبُ العلم في أيامه بأغلى الأثمان لرغبته فيها، ولوقفها, وَخَطَه الشيب، فخضب بالحناء، ثم تركه, قلت (الذهبي): (كانت دولته جيدة التمكن، وفيه عدلٌ في الجملة، ووقع في النفوس) استجد عسكرًا كثيرًا لَمَّا علم بظهور التتار، بحيث إنه يقال: بلغ عدَّةُ عَسكَرِه مائة ألف، وكان يُخطَبُ له بالأندلس والبلاد البعيدة, وبلغ غلَّة وقف المستنصرية مرة نيفًا وسبعين ألف دينار في العام، واتفق له أنه لم يكن في أيامه معه سلطان يحكُم عليه، بل ملوك الأطراف خاضعون له، وفكرهم منشغلٌ بأمر التتار". توفي يوم الجمعة عاشر جمادى الآخرة، وكُتِم موتُه حتى كان الدعاء له على المنابر ذلك اليوم، وكانت مدة ولايته ست عشرة سنة وعشرة أشهر وسبعة وعشرين يوما، ودُفِنَ بدار الخلافة، ثم نُقِلَ إلى الترب من الرصافة، بويع لابنه المستعصم بالله بعد صلاة الجمعة.

العام الهجري : 1 العام الميلادي : 622
تفاصيل الحدث:

قال ابن إسحاق: «كتب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كتابًا بين المهاجرين والأنصار وادع فيه يهود وعاهدهم وأقرّهم على دينهم وأموالهم واشترط عليهم وشرط لهم» . أي لمّا امتنعوا من إتباعه، وذلك قبل الإذن بالقتال وأخذ الجزية ممن أبى الإسلام، وقد أبى عامَّتُهم إلا الكفر. وكانوا ثلاث قبائل: بنو قينقاع، وبنو النضير، وبنو قريظة، وحاربه الثلاثة، فمنَّ على بني قينقاع، وأجلى بني النضير، وقتل بني قريظة، وسبى ذريتهم، ونزلت (سورة الحشر) في بني النضير، و (سورة الأحزاب) في بني قريظة.