الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2497 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 225 العام الميلادي : 839
تفاصيل الحدث:

هي ثاني دولة مستقِلَّة تقوم في اليمَنِ ويُنسَبُ اليعفريون إلى الملوك الحِمْيَريين، ويعتبر يعفرُ بن عبد الرحيم المؤسِّسَ الفعليَّ لهذه الدولة، وكان الخليفةُ المعتَمِد قد عيَّنه عاملًا على صنعاءَ قبل أن يستقِلَّ بالسلطة ويؤسِّسَ الدولة، ولكِنَّ الخلافاتِ نَشَبت بين أفراد الأسرة اليعفريَّة، فضَعُف مركزُها لتنتهي لاحقًا وتدخُلَ في طاعة دولة الأئمَّة. في آخِرِ عهدِ المتوكِّلِ ابتدأت الدولةُ اليعفرية بصنعاء، وكان جَدُّهم عبدُ الرحيم بن إبراهيم الحوالي نائبًا عن جعفرِ بنِ سليمان بن علي الهاشميِّ، الذي كان واليًا للمعتَصِم على نجدٍ واليمَنِ وصَنعاءَ وما إليها، ولَمَّا توفي عبد الرحيم قام في الولايةِ مقامَه ابنُه يعفر بن عبد الرحيم، وهو رأس الدولة ومبدأُ استقلالِها إلَّا أنَّه كان يهابُ آلَ زياد ويدفَعُ لهم خَراجًا يُحمَلُ إلى زَبيدٍ، كأنَّه عامِلٌ لهم ونائبٌ عنهم، وكان ابتداءُ استقلالِ يعفر بن عبد الرحيم سنة 247هـ، واستمَرَّ مُلْكُ صنعاءَ في أعقابِه إلى سنة 387هـ

العام الهجري : 321 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 933
تفاصيل الحدث:

هو أحمدُ بنُ محمَّدِ بنِ سلامة بن سلمة بن عبد الملك أبو جعفرٍ الأزدِيُّ الحجري المصريُّ الطحاوي، الفقيهُ الحنفيُّ، المحَدِّثُ الحافِظُ، أحدُ الأعلام، ولد سنة 239 بِطَحَا: قريةٍ مِن قُرى مِصرَ مِن ضواحي القاهرةِ بالوجه البحري، رحل إلى البلادِ، قال أبو إسحاق الشيرازي: انتهت إلى أبي جعفر رياسةُ أصحابِ أبي حنيفة بمصرَ، أخذ العلمَ عن أبي جعفرٍ أحمَدَ بن أبي عمران، وأبي حازم، وغيرهما، وكان إمامَ عَصرِه بلا مُدافعةٍ في الفِقهِ والحديثِ، واختلافِ العُلَماءِ، والأحكامِ، واللغة والنحو، وصَنَّف المصَنَّفاتِ الحسانَ، وصَنَّف اختلافَ العُلَماء، وأحكام القرآن، ومعاني الآثار، والشروط. وكان من كبارِ فُقَهاء الحنفيَّة، والمُزَنيُّ الشافعيُّ هو خالُ الطَّحاويِّ، وقِصَّتُه معه مشهورة في ابتداءِ أمره. قال الذهبي: " من نظَرَ في تصانيف أبي جعفرٍ رَحِمَه الله، علم محَلَّه من العلمِ وسَعةِ مَعرفتِه" كانت وفاته في مستهَلِّ ذي القَعدة، ودُفِنَ في القَرافة.

العام الهجري : 323 العام الميلادي : 934
تفاصيل الحدث:

كان- قَبَّحَه الله- سيئَ السِّيرةِ والسَّريرة، يزعُمُ أنَّ روحَ سُلَيمانَ بنِ داود حلَّت فيه، وله سريرٌ من ذهب يجلِسُ عليه والأتراكُ بين يديه، ويزعُمُ أنَّهم الجِنُّ الذين سُخِّروا لسليمان بن داود، وكان يسيئ المعاملةَ لجُندِه ويحتَقِرُهم غايةَ الاحتقار، فما زال ذلك دأبَه حتى أمكنهم اللهُ منه فقتلوه شَرَّ قِتلةٍ في حمَّام، وكان الذي مالأَ على قتله غلامَه بجكم التركي، وكان رُكنُ الدَّولةِ بنُ بُوَيه رهينةً عنده فأُطلِقَ لَمَّا قُتِل، فذهب إلى أخيه عمادِ الدَّولة، وذهبت طائفةٌ من الأتراك معه إلى أخيه، والتَفَّتْ طائفةٌ منهم على بجكم فسار بهم إلى بغدادَ بإذن الخليفةِ له في ذلك، ثم صُرِفوا إلى البصرة فكانوا بها، وأمَّا الديلم فإنَّهم بعثوا إلى أخي مرداويج وهو وشمكير، فلمَّا قَدِمَ عليهم تلقَّوه إلى أثناء الطريق حُفاةً مُشاةً، فمَلَّكوه عليهم لئلَّا يذهَبَ مُلكُهم، فانتدب إلى محاربتِه المَلِك السعيد نصر بن أحمد الساماني نائب خراسان وما وراء النَّهر، وما والاها من تلك البلاد والأقاليم، فانتزع منه بلدانًا هائلةً.

العام الهجري : 325 العام الميلادي : 936
تفاصيل الحدث:

أمر الناصِرُ ببناء مدينة الزَّهراء في قرطبة، وكان يصرف فيها من الصَّخرِ المنجور ستةَ آلاف صخرة في اليوم، سوى التَّبليطِ في الأساس وجَلَب إليها الرُّخام من قرطاجَنَّة إفريقية ومن تونس، وكان الأمناء الذين جلبوه عبد الله بن يونس، وحسن القرطبي، وعليُّ بنُ جعفر الإسكندراني، وكان الناصر يَصِلُهم على كلِّ رخامة بثلاثة دنانير، وعلى كلِّ سارية بثمانية دنانير. وكان فيها من السَّواري 4313 سارية، المجلوبة منها من إفريقية 1013 سارية. وأهدى إليه ملِكُ الروم 140سارية، وسائر ذلك من رخام الأندلس. وأما الحوضُ الغريب المنقوش المُذهَّب بالتماثيل، فلا قيمةَ تُقَدَّرُ له، جلَبَه ربيع الأسقف من القسطنطينية مِن مكانٍ إلى مكانٍ حتى وصل في البَحرِ، ووضعه الناصرُ في بيت المنام في المجلِس الشرقي المعروف بالمؤنس، وكان عليه اثنا عشر تمثالًا من الذهب الأحمر مرصَّع بالدرِّ النفيس العالي ممَّا صنعه بدار الصَّنعةِ بقَصرِ قُرطبة. وكان المتولِّي لهذا البنيان المذكور ابنُه الحكم، لم يتَّكِل الناصر فيه على أمينٍ غَيرِه، وكان يُخبَزُ في أيَّامِه كلَّ يومٍ ثمانمائة خبزة.

العام الهجري : 360 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 971
تفاصيل الحدث:

أخَذَت القرامطةُ دِمشقَ وقَتَلوا نائِبَها جعفرَ بنَ فلاح الفاطميَّ، وكان رئيسُ القرامطة وأميرُهم الحُسَين بن أحمد بن بهرام وقد أمَدَّه عِزُّ الدولة البُويهي من بغداد بسِلاحٍ وعُدَدٍ كثيرةٍ، ثمَّ ساروا إلى الرَّملةِ فأخذوها وتحصَّنَ بها مَن كان بها من المغاربةِ نوابا، ثمَّ إن القرامطةَ تركوا عليهم من يحاصِرُها ثم ساروا نحو القاهرةِ في جمعٍ كثيرٍ مِن الأعراب والإخشيديَّة والكافوريَّة، فوصلوا عينَ شمس فاقتتلوا هم وجنودُ القائدِ جوهرٍ الصِّقليِّ قِتالًا شديدًا، وكان الظَّفَرُ للقرامطةِ وحَصَروا المغاربةَ حَصرًا عظيمًا، ثمَّ حَمَلَت المغاربةُ في بعض الأيَّامِ على ميمنةِ القرامطةِ فهَزَمتْها ورجعت القرامطةُ إلى الشام فجَدُّوا في حصارِ باقي المغاربة، فأرسلَ جوهر إلى أصحابِه خمسة عشر مركبًا ميرة، فأخَذَتها القرامطةُ سِوى مركبينِ أخذتهما الإفرنجُ، وجَرَت بينهم خطوبٌ كثيرة، قُتِلَ فيها جعفرٌ الفاطميُّ، ومَلَك القرامِطةُ دمشقَ، ووَلَّوا عليها ظالمَ بنَ موهوب العقيلي، لكنَّه لم يلبَثْ مُدَّةً يسيرةً حتى تركها ولم يلبَثْ فيها.

العام الهجري : 373 العام الميلادي : 983
تفاصيل الحدث:

لَمَّا رأى أهلُ الأندلس فِعْلَ صِنهاجةَ غَبَطوهم، ورَغِبوا في الجهاد، وقالوا للمنصورِ بنِ أبي عامر: لقد نَشَّطَنا هؤلاء للغزو، فجمع الجيوش الكثيرةَ مِن سائر الأقطار، وخرج إلى الجهاد، إلى إليون ونازلها، واستمَدَّ أهلُها الفِرنجَ، فأمدُّوهم بجيوش كثيرة، واقتتلوا ليلًا ونهارًا، فكَثُر القتل فيهم، وصبَرَت صنهاجة صبرًا عظيمًا، ثم خرج قومص كبيرٌ مِن الفرنج لم يكُنْ لهم مثله، فجال بين الصفوفِ وطلب البرازَ، فبرز إليه جلالةُ بن زيري الصنهاجي فحمل كلُّ واحد منهما على صاحِبِه، فطعنه الفرنجيُّ فمال عن الطعنةِ وضَرَبه بالسيف على عاتِقِه فأبان عاتِقَه، فسقط الفرنجيُّ إلى الأرض، وحمل المسلمونَ على النصارى، فانهزموا إلى بلادِهم، وقُتِلَ منهم ما لا يحصى ومَلَك المدينةَ، وغَنِمَ ابن أبي عامر غنيمةً عظيمةً لم يُرَ مِثلُها، واجتمع من السبيِ ثلاثون ألفًا، وأمَرَ بالقتلى فنُضِدَت بعضها على بعض، وأمر مؤذِّنًا أذَّنَ فوق القتلى المَغرِبَ، وخرَّب مدينةَ قامونة، ورجع سالِمًا هو وعساكِرُه.

العام الهجري : 451 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1059
تفاصيل الحدث:

كان السُّلطانُ طُغرلبك في قِلَّةٍ مِن العَسكرِ، بينما إبراهيمُ ينال كان قد اجتَمعَ معه كَثيرٌ من الأَتراكِ، وحَلفَ لهم أنَّه لا يُصالِح أَخاهُ طُغرلبك، ولا يُكَلِّفُهم المَسيرَ إلى العراقِ، وكانوا يَكرهونَه لِطُولِ مَقامِهم وكَثرةِ إخراجاتِهم، فلم يَقوَ به طُغرلبك، وأتى إلى إبراهيمَ محمدٌ وأَحمدُ ابنا أَخيهِ أرتاش في خَلْقٍ كَثيرٍ، فازداد بهم قُوَّةً، وازداد طُغرلبك ضَعْفًا، فانزاحَ من بين يَديهِ إلى الرَّيِّ، وكاتَبَ ألبَ أرسلان وإخوتَه وهُم أولادُ أَخيهِ داودَ، يَستَدعِيهم إليه، فجاؤوا بالعَساكِر الكَثيرةِ، فلَقِيَ إبراهيمَ بالقُربِ مِن الرَّيِّ، فانهزَمَ إبراهيمُ ومن معه وأُخِذَ أَسيرًا هو ومحمدٌ وأَحمدُ وَلَدا أَخيهِ، فأَمَرَ به فخُنِقَ بِوَتَرِ قَوسِه تاسعَ جُمادى الآخِرة، وقَتَلَ وَلَدا أَخيهِ معه، وكان إبراهيمُ قد خَرجَ على طُغرلبك مِرارًا، فعَفَا عنه، وإنَّما قَتلهُ في هذه الدَّفعةِ لأنَّه عَلِمَ أنَّ جميعَ ما جَرى على الخَليفةِ كان بِسَببهِ، فلهذا لم يَعْفُ عنه، ولمَّا قَتَلَ إبراهيمَ أَرسلَ طُغرلبك إلى هزارسب بالأهوازِ يُعرِّفهُ ذلك، وعنده عَميدُ المُلْكِ الكندرِيُّ، فسار إلى السُّلطانِ.

العام الهجري : 465 العام الميلادي : 1072
تفاصيل الحدث:

لمَّا بَلغَ قاورت بك، وهو بكرمان، وَفاةُ أَخيهِ ألب أرسلان سارَ طالِبًا للرَّيِّ يُريدُ الاستِيلاءَ على المَمالِكِ، فسَبَقَهُ إليها السُّلطانُ ملكشاه ونِظامُ المُلْكِ، وسارا منها إليه، فالتَقوا بالقُربِ من همذان في شَعبانَ، وكان العَسكرُ يَمِيلون إلى قاورت بك، فحَمَلَت مَيسرةُ قاورت بك على مَيمَنَةِ ملكشاه، فهَزَموها، وحَمَلَ شَرفُ الدَّولةِ مُسلمُ بن قُريشٍ، وبَهاءُ الدَّولةِ مَنصورُ بن دبيس بن مزيد، وهُما مع ملكشاه، ومَن معهما من العَربِ والأَكرادِ، على مَيمَنَةِ قاورت بك فهَزَموها، ومَضَى المُنهَزِمون من أَصحابِ السُّلطانِ ملكشاه إلى حُلَلِ شَرفِ الدَّولةِ، وبَهاءِ الدَّولةِ، فنَهَبوها غَيْظًا منهم، حيث هَزَموا عَسكرَ قاورت بك، وجاءَ رَجلٌ سواديٌّ إلى السُّلطانِ ملكشاه، فأَخبرَهُ أنَّ عَمَّهُ قاورت بك في بَعضِ القُرَى، فأَرسلَ مَن أَخذَهُ وأَحضَرَهُ، فأَمَرَ سَعدَ الدَّولةِ كوهرائين فخَنَقَهُ، وأَقَرَّ كرمان بِيَدِ أَولادِه، وسَيَّرَ إليهم الخِلَعَ، وأَقطَعَ العَربَ والأَكرادَ إقطاعاتٍ كَثيرةً لِمَا فَعَلوهُ في الوَقعَةِ.

العام الهجري : 504 العام الميلادي : 1110
تفاصيل الحدث:

أقلعت مراكِبُ من ديار مصر فيها التجار ومعهم الأمتعة الكثيرة؛ لنصرة إخوانهم في الشام، فوقع عليها مراكب الفرنج، فأخذوها وغنموا ما مع التجار وأسروهم، فسار جماعة من أهل حلب إلى بغداد مُستنفِرين على الفرنج. فلما وردوا بغداد اجتمع معهم خلق كثير من الفقهاء وغيرهم فقصدوا جامع السلطان واستغاثوا، ومنعوا من الصلاة وكسروا المنبر، فوعدهم السلطان بإنفاذ العساكر للجهاد، وسيَّر من دار الخلافة منبرًا إلى جامع السلطان. فلما كان الجمعة الثانية قصدوا جامع القصر بدار الخلافة ومعهم أهل بغداد، فمنعهم حاجب الباب من الدخول، فغلبوه على ذلك، ودخلوا الجامع وكسروا شباك المقصورة، وهجموا إلى المنبر فكسروه، وبطلت الجمعة أيضًا، فأرسل الخليفة إلى السلطان في المعنى يأمره بالاهتمام بهذا الفتق ورَتْقِه، فتقدَّم حينئذ إلى من معه من الأمراء بالمسير إلى بلادهم، والتجهُّز للجهاد، وسيَّرَ ولده الملك مسعودًا مع الأمير مودود، صاحب الموصل، وتقدموا إلى الموصل ليلحق بهم الأمراء ويسيروا إلى قتال الفرنج، وانقضت السنة وساروا في سنة خمس وخمسمائة.

العام الهجري : 526 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1132
تفاصيل الحدث:

هو صاحب دمشق، تاج الملوك، بوري بن صاحب دمشق الأتابك طغتكين، مولى السلطان تتش السلجوقي. وُلِد سنة 478, ثم تملَّك بعد أبيه في صفر سنة 522. كان ذا حلم وكرم، وكثير الجهاد، شجاعًا، مِقدامًا، سدَّ مسد أبيه، وفاق عليه، وكان ممدَّحًا، أكثر الشعراء من مدحه، لا سيما ابن الخياط. قال الذهبي: "قيل: كان عجبًا في الجهاد، لا يفتُرُ من غزو الفرنج، ولو كان له عسكر كثير لاستأصل الفرنج" له أثر كبير في قتل وزيره المزدقاني والإسماعيلية. سبب موته أنه كان قد أصيب بجرح في محاولة اغتيال الباطنية له السنة الماضية، فاشتد عليه، وأضعفه، وأسقَطَ قوته، فتوفِّيَ في الحادي والعشرين من رجب، ووصى بالملك بعده لولده شمس الملوك إسماعيل، ووصى بمدينة بعلبك وأعمالها لولده شمس الدولة محمد, فملك بعده شمس الملوك, وقام بتدبير الأمر بين يديه الحاجب يوسف بن فيروز، شحنة دمشق، وهو حاجب أبيه، واعتمد عليه، وابتدأ أمره بالرفق بالرعية، والإحسان إليهم، فكثر الدعاء له.

العام الهجري : 544 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1149
تفاصيل الحدث:

هو المَلِكُ سَيفُ الدين غازي بن أتابك زنكي صاحِبُ المَوصِل تَمَلَّكَ المَوصِلَ بعدَ أبيه، واعتَقَلَ ألب أرسلان السلجوقي, وكان عاقِلًا حازِمًا شُجاعًا جَوادًا، محبًّا أهلَ الخَيرِ، لم تَطُلْ مُدَّتُه، وعاش أربعين سنة. وكان أحسَنَ الملوك شكلًا، وله مَدرسةٌ كبيرة بالمَوصِل، وهي من أحسَنِ المدارس، وقَفَها على الفُقَهاءِ الحَنَفيَّة والشَّافعيَّة، توفِّيَ في المَوصِل بمَرَضٍ حادٍّ، ولَمَّا اشتَدَّ مَرَضُه أرسل إلى بغدادَ واستدعى أوحَدَ الزَّمان، فحضَرَ عنده، فرأى شِدَّةَ مَرَضِه، فعالجَه فلم يَنجَعْ فيه الدَّواءُ، وتوفِّيَ أواخِرَ جمادى الآخرة، وكانت ولايتُه ثلاث سنين وشهرًا وعشرين يومًا، توفِّيَ ولم يترك سوى ولدٍ مات شابًّا، ولم يُعقبْ. ولَمَّا تُوفِّيَ سَيفُ الدين غازي كان أخوه قُطب الدين مودود مُقيمًا بالمَوصِل، فاتَّفَق جمال الدين الوزير وزَينُ الدين عليٌّ أميرُ الجَيشِ على تمليكِه، فأحضروه، واستحلفوه وحَلَفوا له، وأركَبوه إلى دارِ السَّلطَنةِ، وزينُ الدين في ركابِه، وأطاعه جميعُ بلاد أخيه سيفِ الدين كالمَوصِل والجزيرةِ والشَّامِ.

العام الهجري : 620 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1223
تفاصيل الحدث:

هو المنتصر بالله- وقيل المستنصر بالله أبو يعقوب يوسف بن محمد الناصر بن يعقوب المنصور بن يوسف بن عبد المؤمن بن علي. ولد سنة 594، وأمه أم ولد، اسمها قمر الرومية، وكان يشبه بجَدِّه. تولى الملك بعد وفاة أبيه يقول الذهبي: "فملكوه وله ست عشرة سنة، فضيعوا أمرَ الأمة، وكان بديع الحسن، بليغ المنطق، غارقًا في وادي اللهو والبطالة" فغلب عليه وزراؤه واشتغل المنتصرُ بما يستهويه, وفي عهده استولى الأسبان في الأندلس على المعاقل التي كانت للموحِّدين، وكانت في عهده هزائم أخرى أشهرها العقاب في الأندلس، وبدأت دولته في عصره بالهرم، ثم إن المنتصر ظل مقيمًا في مراكش إلى أن توفي ولم يخلف ولدًا، فبويع بعده عم أبيه عبد الواحد بن يوسف الملقب بالمخلوع، لكِبَرِ سنه ووفور عقلِه، فلم يُحسِن التدبير، ولا دارى أهل دولته فخلعوه وخنَقوه بعد تسعة أشهر من ولايته. وبويع ابن أخيه عبد الله العادل بن يعقوب المنصور.

العام الهجري : 640 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1242
تفاصيل الحدث:

تولى الخلافةَ المستعصمُ بالله وهو آخر خلفاء بني العباس ببغداد، وهو الخليفة الذي قتله التتار بأمر هلاكو بن تولي ملك التتار بن جنكيزخان، سنة 656، وآباؤه ثمانية نسقًا وَلُوا الخلافة لم يتخلَّلهم أحد، وهو التاسِعُ، ولما توفي أبوه بكرةَ الجمعة عاشر جمادى الآخرة استدعي هو من التاج يومئذ بعد الصلاة، فبويع بالخلافة، ولقب بالمستعصم بالله، وله من العمر يومئذ ثلاثون سنة وشهور، وقد أتقن في شبيبته تلاوة القرآن حفظًا وتجويدًا، وأتقن العربية والخطَّ الحسن وغير ذلك من الفضائل، وكان مشهورًا بالخير مشكورًا مقتديًا بأبيه المستنصر بالله جهده وطاقتَه، وكان القائمُ بهذه البيعة المستعصمية شرف الدين أبو الفضائل إقبال المستنصري، فبايعه أولًا بنو عمه وأهله من بني العباس، ثم أعيان الدولة من الأمراء والوزراء والقضاة والعلماء والفقهاء ومَن بعدهم من أولي الحَلِّ والعقد والعامة وغيرهم، وجاءت البيعةُ من سائر الجهات والأقطار والبلدان والأمصار، وخُطِب له في سائر البلدان.

العام الهجري : 646 العام الميلادي : 1248
تفاصيل الحدث:

عزل الملكُ المنصورُ نورُ الدين عمر بن علي بن رسول صاحِبُ اليمن الأميرَ فخرَ الدين بن الشلاحِ عن مكَّةَ وأعمالِها، وولَّى محمد بن أحمد بن المسيب على مالٍ يقومُ به وقود عدده مائة فرسٍ كلَّ سنة، فقَدِمَ ابنُ المسيب مكة، وخرج الأميرُ فخر الدين، فسار بنفسِه إلى ابن المسيب وأعاد الجباياتِ والمكوس بمكَّة، وأخذ الصَّدَقةَ الواردة من اليمن، عن مالِ السلطان وبنى حصنًا بنخلةَ يسمى العطشان وحَلَّف هُذيلًا لنَفسِه، ومنع الجندَ النفقةَ فوثب الشريفُ أبو سعد بن علي بن قتادة على ابن المسيب، وقَيَّده وأخذ مالَه، وقال لأهلِ الحرم: إنما فعلتُ به هذا لأني تحقَّقتُ أنه يريد الفرارَ بالمال إلى العراق، وأنا غلامُ مولانا السلطان نور الدين عمر بن رسول والمالُ عندي محفوظٌ والخيلُ والعدد، إلى أن يَصِلَ مرسومه، فلم يكنْ غير أيام، وورد الخبَرُ بموت السلطان نور الدين.

العام الهجري : 707 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1307
تفاصيل الحدث:

وقعت حربٌ بين التتار وبين أهلِ كيلان غربي طبرستان؛ وذلك أنَّ مَلِكَ التتار خربندا طلب منهم أن يجعلوا في بلادهم طريقًا إلى عسكره فامتنعوا من ذلك، فأرسل خربندا جيشًا كثيفًا ستين ألفًا من المقاتِلة؛ أربعين ألفًا مع قطلوشاه وعشرين ألفًا مع جوبان، فأمهلهم أهلُ كيلان حتى توسَّطوا بلادهم، ثم أرسلوا عليهم خليجًا من البحرِ ورَموهم بالنِّفطِ فغَرِقَ كثيرٌ منهم واحترق آخرونَ، وقَتَلوا بأيديهم طائفةً كثيرة، فلم يُفلِتْ منهم إلَّا القليل، وكان فيمن قُتِلَ أميرُ التتار الكبيرُ قطلوشاه، فاشتد غضَبُ خربندا على أهل كيلان، ولكنه فَرِحَ بقتل قطلوشاه فإنَّه كان يريدُ قَتلَ خربندا، فكفى أمره عنهم، ثمَّ قُتِلَ بعده بولاي، ثمَّ إن خربندا أرسل الشيخَ براق الرومي الصوفي الخرافي إلى أهلِ كيلان يبلِغُهم عنه رسالةً فقَتَله أهلُ كيلان وأراحوا الناسَ منه ومن ضلالاتِه، وبلادُهم من أحصَنِ البِلادِ وأطيبِها لا تُستطاعُ، وهم أهلُ سُنَّة وأكثَرُهم حنابلةٌ لا يستطيعُ مُبتَدِعٌ أن يسكُنَ بين أظهُرِهم.