الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2638 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 198 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 813
تفاصيل الحدث:


هو محمَّد الأمين بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن المنصور، أبو عبد الله، ويقال: أبو موسى الهاشمي العباسي، وأمه أمُّ جعفر زبيدة بنت جعفر بن أبي جعفر المنصور، كان مولده بالرصافة سنة سبعين ومائة, وأتته الخلافةُ بعد وفاة والده الرشيدِ بوصيةٍ منه له بولايةِ العهد، ثمَّ نازعه أخوه المأمونُ على الخلافة. كان طويلًا سمينًا أبيضَ أقنى الأنفِ صغيرَ العينين، عظيمَ الكراديس، بعيدًا ما بين المنكِبَين. وقد رماه بعضُهم بكثرة اللَّعِب والشُّرب وقِلَّة الصلاة، والإكثار من اقتناءِ السُّودان والخِصيان، وإعطائِهم الأموالَ والجواهر، وأمْرِه بإحضار الملاهي والمغنِّين من سائر البلاد، وذُكِرَ أنه كان كثيرَ الأدبِ فصيحًا يقولُ الشعرَ ويعطي عليه الجوائِزَ الكثيرةَ، وكان شاعرُه أبو نُواس، وقد امتدحه أبو نُواس في بعض أشعارِه بأقبَح في معناه من صنيع الأمين. قُتِلَ بعد حروب دامية بينه وبين أخيه المأمون، قتَلَه قُرَيش الدنداني، وحمَلَ رأسَه إلى طاهر بن الحسين، فنَصَبَه على رمحٍ, وكانت ولايتُه أربع سنين وسبعة أشهر وثمانية أيام.

العام الهجري : 223 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 838
تفاصيل الحدث:

بعد أن أنهى الله فتنةَ بابك الخرمي، وقضى عليه وعلى جيشِه الأفشينُ ومن معه، وقبض على بابك وحَبَسه وراسَلَ المعتَصِمَ فأمره بتسييرهم إليه, فدخل الأفشينُ وبِصُحبتِه بابك على المعتَصِم سامرَّا، ومعه أيضًا أخو بابك في تجمُّلٍ عظيم، وقد أمر المعتَصِمُ ابنَه هارونَ الواثِقَ أن يتلقَّى الأفشين، وأمَرَ بابك أن يركَبَ على فيلٍ ليُشهَرَ أمرُه ويعرفوه، وعليه قباءُ ديباج وقَلَنْسُوة سمور مدورة، وقد هيؤوا الفيل وخَضَبوا أطرافَه ولَبَّسوه من الحرير والأمتعة التي تليق به شيئًا كثيرا، ولَمَّا أُحضِرَ بين يدي المعتَصِم أمر بقطعِ يَدَيه ورجليه وجَزِّ رأسِه وشَقِّ بَطنِه، ثم أمرَ بحَملِ رأسِه إلى خراسانِ وصَلبِ جُثَّته على خشبةٍ بسامِرَّا، وكان بابك قد شَرِبَ الخمرَ ليلةَ قَتلِه. لَمَّا قتَلَ المعتَصِمُ بابك الخرميَّ توَّجَ الأفشينَ وقلَّدَه وِشاحَينِ مِن جوهرٍ، وأطلق له عشرينَ ألفَ ألف درهمٍ، وكتب له بولايةِ السِّندِ، وأمَرَ الشعراءَ أن يدخُلوا عليه فيمدحوه على ما فعلَ مِن الخيرِ إلى المسلمين، وعلى تخريبِه بلادَ بابك التي يقال لها البذُّ، وتَرْكِه إيَّاها قِيعانًا وخَرابًا.

العام الهجري : 237 العام الميلادي : 851
تفاصيل الحدث:

كان صالحُ بنُ النضر الكناني من أهلِ بُست، قد ظهر بتلك الناحية يقاتِلُ الخوارج، وسمَّى أصحابَه المتطوِّعةَ، حتى قيل له: صالح المطوِّعي وصَحِبَه جماعةٌ؛ منهم: درهم بن الحسن، ويعقوب بن الليث, وغَلَبوا على سجستان، ثم أخرَجَهم عنها طاهرُ بن عبد الله أميرُ خراسان. وهلك صالح إثر ذلك، وقام بأمر المتطوِّعةِ دِرهمُ بن الحسن، فكَثُرَ أتباعه. وكان يعقوبُ بن الليث شهمًا، وكان دِرهَم مُضعفًا، واحتال صاحِبُ خراسان حتى ظَفِرَ بدرهم وحَبَسه ببغداد، فاجتمعت المتطوِّعةُ على يعقوب بن الليث، وملَّكوه أمْرَهم؛ لِمَا رأَوا من تدبيرِه، وحُسنِ سياستِه، وقيامِه بأمورهم، وقام بقتال الخوارجِ الشراةِ، وأتيح له الظَّفَرُ عليهم، وأثخن فيهم وخرَّبَ قُراهم، وكانت له شريةٌ في أصحابه لم تكن لأحدٍ قَبله، فحَسُنَت طاعتُهم له وعَظُمَ أمرُه، ومَلَك سجستانَ مُظهِرًا طاعةَ الخليفةِ وكاتِبِه، وقلَّدَه حرب الشراة، فأحسن الغَناءَ فيه وتجاوَزَه إلى سائر أبوابِ الأمرِ بالمعروف والنهي عن المنكر, فاستبَدَّ يعقوبُ بالأمر، وضَبَط البلاد، وقَوِيَت شوكتُه وقصَدتْه العساكِرُ من كلِّ ناحية.

العام الهجري : 255 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 869
تفاصيل الحدث:

بعث المهتدي بكتابٍ إلى سليمان بن عبد الله بن طاهر نائبِ الخليفة في بغداد يأمُرُه بأخذ البيعة له، وكان أبو أحمد بن المتوكل ببغداد، وكان المعتزُّ قد سَيَّرَه إليها، فأرسل سليمانَ إليه، فأخذه إلى داره،  فاجتمع العامَّةُ إلى باب دار سليمان، فقاتَلَهم أصحابه، وقيل لهم: ما يَرِدُ علينا من سامرَّاء خبر، فانصَرَفوا ورَجَعوا الغدَ، وهو يوم الجمعة على ذلك، وخطب للمعتز ببغداد، فانصرفوا وبكَّروا يوم السبت، فهجموا على دار سليمان، ونادَوا باسم أبي أحمد، ودَعَوا إلى بيعته، وسألوا سليمانَ أن يُريَهم أبا أحمد، فأظهَرَه لهم، ووعَدَهم أن يصيرَ إلى محبَّتِهم إن تأخَّرَ عنهم ما يحبُّون، فانصرفوا بعد أن أكَّدوا عليه في حفظ أبي أحمد، وذلك قبل أن يعلم أهلُ بغداد بما وقع بسامرَّا من بيعة المهتدي، فقُتِلَ من أهل بغداد وغَرِق منهم خلق كثيرٌ، ثمَّ لَمَّا بلغهم بيعةُ المهتدي سكَنوا, ثم أُرسِل إليهم من سامراء مالٌ ففُرِّق فيهم، فَرَضُوا وبايعوا للمهتدي لسبعٍ خَلَونَ من شعبان، وسكنت الفتنة، فاستقرت الأمور واستقر المهتدي في الخلافةِ.

العام الهجري : 400 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1010
تفاصيل الحدث:

استمَرَّ محمَّدُ بنُ هشامِ بنِ عبدِ الجبَّار بن عبد الرحمن النَّاصر المهدي في خِلافةِ الأندلُسِ، إلى أن خرجَ عليه سُلَيمانُ بنُ الحَكَم بنِ سليمان بن عبد الرحمن النَّاصر، فهرب المهديُّ مُحمَّدُ بنُ هشام، واستولى سُلَيمانُ على الخلافة في أوائِلِ شوَّال سنة 400هـ، ثم جمع المهديُّ مُحمَّدُ بنُ هشامٍ جمعًا وقصَدَ سُلَيمانَ بقُرطُبةَ، فهَرَب سُلَيمانُ وعاد المهديُّ إلى الخلافةِ في منتصف شوال، ثم اجتمَعَ كِبارُ العَسكَرِ وقبضوا على المهديِّ، وأخرجوا المؤيَّدَ مِن الحَبسِ، وأعادوه إلى الخلافةِ في سابِعَ ذي الحِجَّة من هذه السَّنة، وأحضروا المهديَّ بين يَدَيه، فأمَرَ بقَتلِه، فقُتِلَ، واستمَرَّ المؤيَّدُ في الخلافة، وقام بتدبيرِ أمْرِه واضِحُ العامريُّ، ثمَّ قبض المؤيَّدُ على واضحٍ العامريِّ وقَتَله، فكَثُرَت الفِتَنُ على المؤَيَّد، واتَّفَقَت البربرُ مع سليمانَ بنِ الحَكَمِ بنِ سُلَيمان بن عبد الرحمن الناصر، وسار وحَصَر المؤيَّدَ بقُرطُبة، ومَلَكَها سليمانُ عَنوةً، وأخرَجَ المُؤَيَّدَ من القَصرِ، ولم يتحَقَّقْ للمُؤَيَّد خَبَرٌ بعد ذلك، وبُويع لسُلَيمانَ بالخلافةِ في منتصف شوال من سنة ثلاث وأربعمِئَة، وتلَقَّب بالمستعين باللهِ.

العام الهجري : 426 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1034
تفاصيل الحدث:

وَهَن أمرُ الخلافةِ والسَّلطَنةِ ببغداد، حتى إنَّ بَعضَ الجُندِ خَرَجوا إلى قريةِ يحيى، فلَقِيَهم أكراد، فأخَذوا دوابَّهم، فعادوا إلى حَقلِ الخليفةِ القائِمِ بأمر الله، فنَهَبوا شيئًا من ثَمَرتِه، وقالوا للعاملينَ فيه: أنتم عَرَفتم حالَ الأكرادِ ولم تُعلِمونا، فسَمِعَ الخليفةُ الحالَ، فعَظُمَ عليه، ولم يَقدِرْ جلال الدَّولة البويهيُّ على أخذِ أولئك الأكراد لعَجزِه ووَهَنِه، واجتهدَ في تسليمِ الجُندِ إلى نائبِ الخليفة، فلم يُمكِنْه ذلك، فتقَدَّم الخليفةُ إلى القُضاةِ بتَركِ القَضاءِ والامتناعِ عنه، وإلى الشُّهودِ بتَركِ الشهادةِ، وإلى الفُقَهاءِ بترك الفتوى، فلمَّا رأى جلالُ الدَّولة ذلك سأل أولئك الأجنادَ ليُجيبوه إلى أن يحمِلَهم إلى ديوانِ الخلافة، ففعلوا، فلمَّا وصلوا إلى دار الخلافةِ أُطلِقوا، وعَظُمَ أمرُ العيَّارين– العَيَّارون لصوصٌ يَمتَهِنونَ النَّهبَ والدعارةَ - وصاروا يأخُذونَ الأموالَ ليلًا ونهارًا، ولا مانِعَ لهم؛ لأنَّ الجُندَ يَحمونَهم على السُّلطانِ ونُوَّابه، والسلطان عاجِزٌ عن قَهرِهم، وانتشر العربُ في البلادِ فنهبوا النواحيَ، وقطعوا الطريقَ، وبلغوا إلى أطرافِ بغداد، حتى وصلوا إلى جامِعِ المنصور، وأخذوا ثيابَ النساءِ مِن المقابرِ.

العام الهجري : 516 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1122
تفاصيل الحدث:

هو الوزير الكبير، أبو طالب علي بن أحمد بن علي السميرمي، وزير السلطان محمود الغزنوي السلجوقي، صدرٌ معظَّم، كبير الشأن، شديد الوطأة، ذو عسف وظلم، وسوء سيرة، وقف مدرسة بأصبهان، وعمل بها خزانة كتب نفيسة، وكان مجاهرًا بالظلم والفسق، وأحدث على الناس مكوسًا وجدَّدها بعدما كانت قد أزيلت من مدة متطاولة. وكان يقول: "استحييتُ من كثرة ظلمِ من لا ناصِرَ له، وكثرةِ ما أحدثتُ من السُّنَن السيئة!". لما عزم على الخروج إلى همذان خرج وبين يديه السيوف المسلولة، والمماليك الكثيرة بالعدد الباهرة، فما أغنى عنه ذلك شيئًا، بل جاءه باطني فضربه فقتله، ثم مات الباطني بعده، ورجع نساؤه بعد أن ذهبن بين يديه على مراكب الذهب، حاسراتٍ عن وجوههن، قد أبدلهنَّ الله الذلَّ بعد العز، والخوفَ بعد الأمن، والحزنَ بعد السرور والفرح، جزاءً وفاقًا! وذلك يوم الثلاثاء آخر صفر، وقيل: إن الذي قتله عبدٌ كان للمؤيد الطغرائي وزير السلطان مسعود؛ فإن السميرمي قتل أستاذه ظلمًا، ونبزه بأنه فاسد الاعتقاد، فكلُّ قاتلٍ مقتولٌ.

العام الهجري : 549 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1154
تفاصيل الحدث:

اجتَمعَ جَمْعٌ كَثيرٌ من الإسماعيليةِ من قهستان، بلغت عُدَّتُهم سَبعةَ آلافِ رَجلٍ ما بين فارسٍ وراجلٍ، وساروا يُريدون خُراسانَ لاشتِغالِ عَساكرِها بالأَتراكِ الغُزِّ، وقَصَدوا أَعمالَ خواف وما يُجاوِرُها، فلَقِيَهم الأَميرُ فرخشاه بن محمود الكاسانيُّ في جَماعةٍ من حَشَمِه وأَصحابِه، فعَلِمَ أنه لا طاقةَ له بهم، فتَرَكهُم وسار عنهم، وأَرسلَ إلى الأَميرِ محمدِ بن أنر، وهو مِن أَكابرِ أُمراءِ خُراسان وأَشْجَعِهِم، يُعرِّفُه الحالَ، وطلب منه المَسيرَ إليهم بعَسكَرِه ومَن قَدَرَ عليه من الأُمراءِ ليَجتَمِعوا عليه ويُقاتِلوهُم، فسار محمدُ بن أنر في جَماعةٍ من الأُمراءِ وكَثيرٍ من العَسكرِ، واجتَمَعوا هم وفرخشاه، وواقَعُوا الإسماعليةَ وقاتَلوهُم، وطالَت الحَربُ بينهم، ثم نَصَرَ الله المسلمين وانهَزَم الإسماعيليةُ، وكَثُرَ القَتلُ فيهم، وأَخَذَهُم بالسَّيفِ مِن كلِّ مَكانٍ، وهَلَكَ أَعيانُهم وسادَتُهم. بَعضُهم قُتِلَ، وبَعضُهم أُسِرَ، ولم يَسلَم منهم إلا القَليلُ الشَّريدُ، وخَلَت قِلاعُهم وحُصونُهم مِن حَامٍ ومانِعٍ، فلَولا اشتِغالُ العَساكرِ بالغُزِّ الأَتراكِ (التُّركمان) لكانوا مَلَكوها بلا تَعَبٍ ولا مَشَقَّةٍ، وأَراحُوا المسلمين منهم، ولكن لله أَمْرٌ هو بالِغُه.

العام الهجري : 563 العام الميلادي : 1167
تفاصيل الحدث:

لحق الحسنُ بن يحيى آخِرُ ملوك بني زيري بعد استيلاءِ النصارى على المهدية، بالعَرَبِ مِن رياح، وكبيرُهم محرز بن زياد الفادعي صاحِبُ القلعة، فلم يجِدْ لديهم مصرخًا، وأراد الرحيل إلى مصر للحافظ عبد المجيد الفاطمي, لكنَّه ارتحل إلى المغرب، وأجاز إلى بونة وبها الحارث بن منصور وأخوه العزيز. ثم توجه إلى قسنطينة وبها سبع بن العزيز أخو يحيى صاحب بجاية، فبعث إليه من أجازه إلى الجزائر. ونزل على ابن العزيز فأحسن نُزُلَه وجاوره إلى أن فتح الموحدون الجزائر سنة 547 بعد تملكهم المغرب والأندلس، فخرج إلى عبد المؤمن فلقَّاه تكرمةً وقبولًا. ولحق به وصَحِبَه إلى إفريقية في غزاته الأولى، ثم الثانية سنة 557 فنازل المهدية وحاصرها عبد المؤمن أشهرًا، وأسكن بها الحسنَ وأقطعه فيها, فأقام هنالك ثمانيَ سنين. ثم استدعاه يوسف بن عبد المؤمن فارتحل بأهلِه يريد مراكش. وهلك بتامسنا في طريقه إلى بابارولو، واللهُ وارثُ الأرض ومَن عليها وهو خير الوارثين، ورب الخلائق أجمعين.

العام الهجري : 616 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1219
تفاصيل الحدث:

كان عسكر البدري يحاصر العماديَّة وبها عمادُ الدين زنكي بن مودود، فلمَّا عاد العسكرُ عنها قَوِيَت نفسُه وفارقها، وعاد إلى قلعة العقر التي له ليتسَلَّط على أعمال المَوصِل بالصحراء، فإنَّه كان قد فرغ من بلدِ الجبل، وأمدَّه مظفر الدين بطائفةٍ كثيرة من العسكَر. ولَمَّا اتَّصل الخبَرُ ببدر الدين لؤلؤ أتابك صاحِبِ الموصل سيَّرَ طائفةً من عسكره إلى أطراف الموصِل يحمونَها، فأقاموا على أربعة فراسخ من الموصل، ثمَّ إنهم اتَّفقوا بينهم على المسير إلى زنكي، وهو عند العقر في عسكره، ومحاربته، ففعلوا ذلك، ولم يأخذوا أمرَ بدر الدين بل أعلموه بمسيرِهم جريدة ليس معهم إلَّا سلاحهم، ودواب يقاتلون عليها، فساروا ليلتَهم، وصبَّحوا زنكي بكرة الأحد لأربع بقين من المحرم من سنة 616، فالتقوا واقتتلوا تحت العقر، وعظُم الخطب بينهم، فانتصر العسكرُ البدري، وانهزم عماد الدين وعسكرُه، وسار إلى إربل منهزمًا، وعاد العسكرُ البدري إلى منزلته التي كان بها، وحضرت الرسلُ من الخليفة الناصر لدين الله ومِن المَلِك الأشرف في تجديد الصلح، فاصطلحوا، وتحالفوا بحضور الرسُل.

العام الهجري : 647 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1249
تفاصيل الحدث:

هو الملِكُ صاحِبُ تونس أبو زكريا يحيى بن الأميرِ عبد الواحد بن الشيخ أبي حفص عمَرَ الهنتاني، الموحِّدي كان أبوه متوليًا لمدائن إفريقيَّة لآلِ عبد المؤمن، فمات ووَلِيَ بعده ابنُه الأمير أبو محمد عبد الله الحفصي، فوَلِيَ مُدَّة، ثم وثب عليه أخوه أبو زكريا يحيى بدعم من الموحِّدين، واستولى على إفريقيَّةَ، واستبد أبو زكريا بأمر إفريقية ودعا لنفسه، وامتدت دولته بضعًا وعشرين سنة، واشتغل عنه بنو عبد المؤمِنِ بأنفسهم، الذين ضَعُف أمرُ مَلِكِهم في الأندلس والمغرب، وامتَدَّت مملكةُ أبي زكريا الحفصي إلى تلمسان وسجلمامة وسبتة، وبايعه أهلُ إشبيلية وشاطبة والمرية ومالقة وغرناطة، وخلف مالًا جمًّا، فبويع بعده ابنُه محمد المستنصر، وأبو زكريا هذا هو أوَّلُ من ملك تونس من الملوك الحفصيِّينَ، وأما من كان قبله منهم فإنما كانوا عُمَّالًا لبني عبد المؤمن. مات أبو زكريا يحيى بمدينة بونة من إفريقية، في آخر جمادى الآخرة، عن تسعٍ وأربعين سنة.

العام الهجري : 716 العام الميلادي : 1316
تفاصيل الحدث:

رأى السلطانُ الناصر بن قلاوون أن يُقَدم برشنبو النوبي، وهو ابنُ أخت داود ملك النوبة، فجَهَّز صحبته الأميرَ عِزَّ الدين أيبك على عسكر، فلما بلغ ذلك كرنبس ملك النوبة بعَث ابن أختِه كنز الدولة بن شجاع الدين نصر بن فخر الدين مالك بن الكنز يسألُ السلطانَ في أمره، فاعتقل كنز الدولة، ووصل العسكَرُ إلى دنقلة، وقد فَرَّ كرنبس وأخوه أبرام، فقُبِضَ عليهما وحُملا إلى القاهرة، فاعتُقِلا، ومَلَك عبد الله برشنبو دنقلةَ، ورجع العسكَرُ في جمادى الأولى سنة سبع عشرة، وأفرج عن كنز الدولة، فسار إلى دنقلة وجمع النَّاسَ وحارب برشنبو، فخذله جماعتُه حتى قُتِلَ، وملك كنزُ الدولة، فلما بلغ السلطانَ ذلك أطلق أبرام وبعَثَه إلى النوبة، ووَعَدَه إنَّ بعث إليه بكنز الدولة مقيَّدًا أفرج عن أخيه كرنبس، فلما وصل أبرام خرج إليه كنز الدولة طائعًا، فقبض عليه ليرسِلَه، فمات أبرام بعد ثلاثة أيام من قَبضِه، فاجتمع أهلُ النوبة على كنزِ الدولة ومَلَّكوه البلادَ.

العام الهجري : 770 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1369
تفاصيل الحدث:

في هذه السَّنةِ قُتِلَ الأميرُ قشتمر المنصوري نائب حلب، وخبَرُه أنَّه لَمَّا وَلَيَ نيابة حلب في جمادى الآخرة من هذه السنة وتوجَّه إلى حلب، فلم يُقِمْ بها إلا يسيرًا، ثم إن بني كلاب كَثُر فسادُهم وقَطْعُهم الطريقَ فيما بين حماة وحلب، وأخذوا بعضَ الحُجَّاج، فخرج إليهم الأمير قشتمر نائِبُ حلب بالعسكر، حتى أتوا تلَّ السلطان بظاهر حلب، فإذا عدَّةٌ من مضارب عرب آل فضل، فاستاق العسكَرُ جمالَهم ومواشيَهم ومالوا على بيوت العَرَبِ فنهبوها، فثارت العَرَبُ بهم وقاتلوهم، واستنجدوا مَن قَرُب منهم من بنى مهنا، وأتاهم الأميرُ حيار وولده نعير بجمع كبيرٍ، فكانت معركة شنيعة، قُتِلَ فيها الأمير قشتمر النائب وولَدُه وعِدَّة من عسكره، وانهزم باقيهم، فركب العرَبُ أقفِيَتَهم، فلم ينجُ منهم عريانًا إلا من شاء الله، وكان ذلك يومَ الجمعة خامس عشر ذي الحجة، ولما بلغ الملك الأشرف ذلك عَظُمَ عليه، وأرسل تقليدًا للأمير اشقتمر المارديني بنيابة حلب على يد الأمير قطلوبغا الشعباني، وعزل حيارًا عن إمرة العَرَب وولاها لزامِل.

العام الهجري : 780 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1379
تفاصيل الحدث:

في يوم الأربعاء الثامِنَ مِن رمضان كانت واقعةُ كنيسة ناحية بو النمرس من الجيزة؛ وذلك أنَّ رجلًا من فُقَراء الزيلع بات بناحية بو النمرس، فسَمِعَ لنواقيس كنيسَتِها صوتًا عاليًا، وقيل له إنَّهم يضربون بنواقيسهم عند خُطبةِ الإمام للجمعة، بحيث لا تكادُ تُسمَعُ خُطبة الخطيب، فوقف للسُّلطان الملك الأشرف شعبان، فلم يَنَل غَرَضًا، فتوجه إلى الحجاز وعاد بعد مدة طويلة، وبيده أوراق تتضَمَّنُ أنه تشفع برسول الله وهو نائم عند قبره المقَدَّس في هدم كنيسة بو النمرس، ووقف بها إلى الأميرِ الكبير برقوق الأتابك، فرسم للمُحتَسِب جمال الدين محمود العجمي أن يتوجَّه إلى كنيسة بو النمرس، وينظُرَ في أمرها، فسار إليها وكشف عن أمرها، فبَلَغه من أهل الناحية ما اقتضى عنده غَلْقَها، فأغلقها وعاد إلى الأمير الكبير وعَرَّفه ما قيل عن نصارى الكنيسة، فطلب متَّى بِطريقَ النصارى اليعاقبة وأهانه، فسعى النصارى في فَتحِ الكنيسة، وبذلوا مالًا كبيرًا، فعَرَّف المحتَسِبُ الأميرَ الكبير بذلك، فرسَمَ بهَدمِها بتحسين المحتَسِب له ذلك، فسار إليها وهَدَمها، وعمِلَها مَسجدًا.

العام الهجري : 1189 العام الميلادي : 1775
تفاصيل الحدث:

أقبل أهلُ نجران وجميعُ قبائل يام ومعهم أهلُ الوادي وغيرُهم بقيادة رئيس نجران المكرمي, وكان حويل الودعاني مع زيد بن زامل قد بذلوا له الأموال سنة 1187 ليغزو نجدًا؛ وذلك لما عهدوا منه قُوَّته حين هزم جيش الدرعية في الحاير سنة 1178 فسار معه أهل الخرج ومن حولهم، واجتمع مع المكرمي جموعٌ تضيقُ بها القِفارُ ولا تسقيهم الآبارُ والأنهار, وأرسل إليه بطين بن عريعر من النقدِ ما يزيد على ستة آلاف مشخصٍ، وأحمالًا من الطعام، فأقبل بجنوده ونزل الحاير المعروفَ بحاير سبيع، وتلاحقت باقي جنوده عليه، وحصل قتالٌ مع أهل الحاير أيامًا، ثم هجم على ضرما، وكان الإمام عبد العزيز أرسل مددًا إلى الرياض لحمايتِه، وأرسل ابنُه سعود بمددٍ لدعم أهل ضرما، فلما قصد النجراني ضرما ودخل بعض نخيلها حاربه أهلُها حربًا شديدةً وقتلوا من رجاله عددًا كثيرًا حتى خذله الله وارتحل هو ومن معه من الحلفاءِ راجعين إلى أوطانهم، وتفَرَّقوا ولم تقم لهم قائمةٌ، وندموا على ما بذلوا من الأموالِ العظيمةِ!