الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3066 ). زمن البحث بالثانية ( 0.008 )

العام الهجري : 610 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1213
تفاصيل الحدث:

هو شمسُ الدين إيدغمش صاحب همذان وأصبهان والري. كان قد تمكن وعَظُم أمرُه، وبَعُد صيتُه، وكثُرَ جَيشُه إلى أن حصر ابن أستاذه أبا بكر بن البهلوان صاحب أذربيجان، فلما كان في سنة ثمان وستمائة خرج عليه أحدُ مماليكه اسمه منكلي ونازعه في البلاد، وأطاعته المماليكُ البهلوانية. فهرب أيدغمش سنة ثمانٍ إلى بغداد وأقام بها، فأنعم عليه الخليفةُ، وشَرَّفه بالخِلَع، ثمَّ سَيَّرَه إلى همذان، فسار إيدغمش في جمادى الآخرة عن بغداد قاصدًا همذان، فوصل إلى بلاد سليمان بن ترجم واجتمعا، وأقام ينتظر وصولَ عساكر بغداد إليه ليسيرَ معه على قاعدة استقَرَّت بينهم، وكان الخليفة قد عزل ابن ترجم عن الإمارة على عشيرته من التركمان الإيوانية، وولى أخاه الأصغر، فأرسل ابن ترجم إلى منكلي يعَرِّفُه بحال إيدغمش، ومضى هو على وجهِه، فأرسل منكلي من أخَذَه وقَتَلَه، وحمل رأسَه إليه، وتفَرَّق أصحاب إيدغمش في البلاد، ووصل الخبَرُ بقتله إلى بغداد، فعظُم ذلك على الخليفة، وأرسلَ إلى منكلي ينكِرُ عليه ما فعل، فأجاب جوابًا شديدًا، وتمكَّن من البلاد، وقَوَيَ أمرُه، وكثرت جموعُ عساكِرِه.

العام الهجري : 767 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1366
تفاصيل الحدث:

هو السُّلطانُ المَلِكُ المجاهد سيف الدين أبو يحيى علي ابن السلطان الملك المؤيد هزبر الدين داود ابن السلطان الملك المظفر يوسف ابن السلطان الملك المنصور عمر بن نور الدين علي بن رسول، التركماني الأصل، اليمني المولد والمنشأ والوفاة، صاحب اليمن. كان مولِدُ المجاهد سنة 701 بتعز، ونشأ بها وحَفِظَ التنبيه في الفقه وبحَثَه وتخَرَّج على المشايخ، منهم: الشيخ الإمام العلامة الصاغاني، وتأدب على الشيخ تاج الدين عبد الباقي، وغيرهما، وشارك في علوم، وكان جيِّدَ الفهم وله فَوقٌ في الأدب، وله نظْمٌ ونثر، وطالت مدَّةُ المجاهد في مملكة اليمن، وفعل الخيراتِ وله مآثِرُ: عَمَّر مدرسة عظيمة بتعز وزيادة أخرى وغير ذلك، وعمر مدرسة بمكة المشرفة بالمسجد الحرام بالجانب اليماني مُشرِفَة على الحرم الشريف، توفي بعدن في يوم السبت الخامس والعشرين من شهر جمادى الأولى من هذه السنة، وقيل سنة أربع وستين، وولِيَ بَعدَه ابنُه الملك الأفضل عباس.

العام الهجري : 1212 العام الميلادي : 1797
تفاصيل الحدث:

لمَّا بلغ الإمامَ عبد العزيز غزوُ الشريف غالب رنية وبيشة، وعدوانُه على قحطان ونزولُه بلد الخرمة (من محافظات منطقة مكة المكرمة) القريبة من تربة. أرسل إلى هادي بن قرملة ومَن لديه من قبائل قحطان، وربيع بن زيد أميرِ الوادي ومن معه من الدواسرِ، وإلى قبائل من أخلاطِ القبائل البوادي، وجيشٍ مِن الحضَرِ، وأمرهم أن يجتمعوا ويكونوا في وجهِ الشريف غالب، فدهموه في منزلِه على الخرمة فانهزم عسكرُه لا يلوي أحدٌ على أحدٍ، وتركوا خيامَهم ومحَلَّهم وجميع أموالهم، وتَبِعَهم العربان في ساقتِهم يقتلون ويغنمون، ومن نجا من القتل هلك ظمأً وضياعًا، فكانت وقعةً عظيمة ومقتلةً كبيرة في عسكر الشريف من العُربان والقبائل والمصريين والمغاربة, وقيل بلغ عددُ القتلى منهم 2400 قتيل, وأُخذ جميعُ ما معهم من الخيام والذخائر والمتاع, والأثاث والأمتعة التي أخذوها من قحطان قبل هذه الوقعةِ, وغَنِموا من خزائن الشريف غالب 18 ألف مشخصٍ (عملة ذهبية تُستخدم في حينها) وانصرف الشريفُ غالب وشريدُ قَومِه مكسورين، ولم تقُمْ له بعدَ هذه الوقعة العظيمةِ قائمةٌ.

العام الهجري : 1213 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1798
تفاصيل الحدث:

فتح الجنودُ الفرنسيون في مصرَ بعضَ البيوت المغلَقة لأمراء المماليك واستولوا على ما فيها، ثم تركوها لطائفةِ الجعيدية يستأصلونَ ما فيها، وقد توافد الفرنسيون بعدها على القاهرةِ وسَكَنوا بيوتها. فتجمَّع أهل مصر (القاهرة) وجمعوا السلاحَ والفرسان وتجمَّعوا في الأزهر وعملوا المتاريسَ ثم وصلت طائفةٌ من الفرنسيين من ناحية المناخلية، فاستطاعوا إجلاءَها من المقاتلين المصريين، فخاف الناس وأرجفوا حتى بلغ إلى نهبِ بيوت النصارى من الشاميين والروم، وأمَّا الفرنسيون فأحضروا آلاتِ الحرب على تلالِ الرقية والقلعة، وبقي الرميُ متتابعًا بين الجهتين، ثم ضرب الفرنسيون بالمدافع وتقَصَّدوا الجامع الأزهر بالضرب، وتهدَّمت كثيرٌ من البيوت، ولَمَّا تفاقم الأمر ذهب بعض المشايخ إلى كبير الفرنسيين، فعاتبهم على التأخير ولكنه رفع الرميَ عنهم، ثم دخل الفرنسيون المدينةَ كالسيل المنهَمِر ولا ممانِعَ لهم، ودخلوا الجامع الأزهر وهم راكبون على الخيولِ وبينهم المشاة، وربطوا خيولهم بقبلتِه وكسروا القناديل والخزَّانات وداسوا المصاحِفَ بأقدامِهم، ورموا بالكتب على الأرض وداسوها كذلك، وزادوا الأمرَ بأن تغوَّطوا وبالوا وشَرِبوا الخمر فيه، ونهبوا الديارَ بحجَّة التفتيش!!

العام الهجري : 1240 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1824
تفاصيل الحدث:

في رمضان عام 1238هـ بدأ تركي بن عبد الله تحَرُّكَه من مخبَئِه في بلدة الحلوة جنوبي نجد؛ لإخراجِ بقية القوَّات الغازية وحامياتها الموجودة بالرياض ومنفوحة، فانطلق منها وجمَعَ أتباعه عند بلدة عرقة قُربَ الرياض، وتوافَدَت إليه جموعُ المؤيِّدين من سدير والوشم، وبعد قتالٍ استمَرَّ لمدة عام ضد الحاميتين أجبر من كان فيهما من الجنودِ على المغادرة إلى الحجاز في أواخر عام 1239هـ وأمر مشاري بن ناصر آل سعود بدخولِ الرياضِ، وتوجَّه هو إلى الوشم؛ حيث أقام في شقراء مدة شهرٍ، وفيها قَدِمَ عليه أمير عنيزة يحيى بن سليم مبايعًا إياه على السمع والطاعة. وذلك في مستهَلِّ عام 1240هـ، ويُعَدُّ هذا التاريخ الذي رحلت فيه القواتُ المصرية عن نجد بدايةً لقيام الدولة السعودية الثانية، وعاصمتُها الرياض، وانتقل الحكمُ في أسرة آل سعود من أبناءِ عبد العزيز بن محمد بن سعود إلى أبناء عبد الله بن محمد بن سعود، وفي خلالِ عامين شَمِلَت هذه الدولة معظَمَ بلاد نجد، ودان أهلُها بالولاء لتركي بن عبد الله.

العام الهجري : 1255 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1839
تفاصيل الحدث:

حدَثَت ثوراتٌ في بلاد الشام ضِدَّ حُكمِ إبراهيم باشا فأخضَعَها بكُلِّ شِدَّةٍ، فهدأت، وفاتَحَ محمد علي وكلاءَ الدول الأوربية في مصرَ بأنه يريد ولايةَ مصر والشام وجزيرة العرب له ولأولاده من بعدِه، ونُقِلَت هذه الرغبات إلى الدولة العثمانية التي أرسلت له مندوبًا اتَّفَق معه على أن تكون مصرُ وجزيرة العرب مِلكًا متوارثًا لأسرة محمد علي باشا وبلاد الشام لمحمد علي مدَّةَ حياتِه، وأما جبال طوروس فتكون كُلُّها للعثمانيين، وتكون هي الحدَّ الفاصل بين الدولتين، ولكِنَّ محمد علي أصرَّ على أن تكون الجبالُ له، وسار حافظ باشا على رأس جيشٍ مِن أرمينيا وسيواس وتقَدَّم إلى بلاد الشام، وفي الحادي عشر من ربيع الثاني من هذا العام التقى مع إبراهيم باشا في بلدة نزيب (نصيبين) الواقعة اليوم في تركيا إلى الغربِ مِن نهر الفرات قريبًا من الحدود السورية، فانهزم الجيشُ العثماني تاركًا عَتادَه في ساحةِ القتال، فأخذ المصريون مائة وستة وستين مدفعًا وعشرين ألف بندقية! ويذكر أنه كان في الجيشِ العثماني القائِدُ الألماني المشهور فون مولتكه، وتوفِّيَ الخليفةُ قبل أن تَصِلَه أنباءُ المعركةِ.

العام الهجري : 1276 العام الميلادي : 1859
تفاصيل الحدث:

هو محمد بن علي السنوسي الكبير صاحِبُ الدعوة السنوسية، وواحِدٌ من كبار المُصلِحين في العالم الإسلامي في العصر الحديث. ولِدَ بمقاطعة وهران بالجزائر سنة 1202 هـ / 1798م، ورحل إلى فاس سنة 1812م، والتحق بجامِعِ القرويين وبعد تخرُّجِه فيها عُيِّن مدرسًا بالجامعِ الكبير بفاس. عاصرَ دخولَ الدولةِ السعودية الأولى للحجازِ واختلط بعُلَمائِها وأخذ عنهم، ثم عاد إلى ليبيا وقام بدعوته الإصلاحية التي اتخذت الإسلامَ طريقًا لها في العمَلِ، فدعا المجتمَعَ الليبي إلى العودةِ إلى الإسلام والاعتماد على الكتابِ والسنَّةِ ومحاربة الاختلافِ والتفَرُّق في الدينِ، ومواجهة المبشِّرين بالنصرانية، ومحاربة الاستعمار الإيطالي المتسَلِّط. لَقِيَت الدعوة التي أسَّسها السنوسي صدًى في نفوس سكان الصحراء في الشمال الإفريقي كله والسودان، وكسب صاحبُها من النفوذ والسُّمعة, وقد حقَّقت قدرًا كبيرًا من النجاح، فكَوَّن دولة إسلامية امتدَّت آثارها إلى أفريقيا الغربية. وأقام مدرسةً عِلميةً إسلاميةً خرَّجت العلماءَ والقضاة والدعاة، وله عددٌ من المؤلَّفات بلغت نحو 40 كتابًا. توفي السنوسي في الجغبوب، وخلفه ابنه أحمد المهدي في قيادة الحركة السنوسية.

العام الهجري : 1345 العام الميلادي : 1926
تفاصيل الحدث:

كان السيد محمد بن علي بن أحمد الإدريسي قد أوصى المَلِكَ عبد العزيز بأولاده من بعده، فلما دَبَّ الخلاف بينهم بعد وفاته أرسل الملك عبد العزيز الأميرَ عبد العزيز بن مساعد بن جلوي فأنهى الصراع الذي نشب بينهم، وعَيَّن حسن الإدريسي بدلًا من أخيه علي، وعندما غزت قواتُ إمام اليمن يحيى حميد الدين تهامةَ عسير بقيادة عبد الله الوزير واحتَلَّ موانئ تهامة ومدنها، عين الإمامُ ولاتَه عليها، ثم واصل جيشُ الإمام يحيى تقدُّمَه صَوبَ عسير، وحاصر مدينتي صبيا وجازان، فعرض عليه حسن الإدريسي صُلحًا يقضي بكفِّ قواته عن محاولة الاستيلاء على مدينتي صبيا وجازان، مقابِلَ اعتراف الأدارسة بولائهم للإمام، على أن يمنح الإمامُ الأدارسة نفوذًا محليًّا على تهامة، ولكِنَّ الإمام يحيى رفض العرض، وأصر على مواصلة محاولة الاستيلاء على منطقة عسير؛ مما حمل حسن الإدريسي على توقيع معاهدة حماية مع الملك عبد العزيز، عُرِفَت بمعاهدة مكة التي أصبحت بموجِبِها تهامة عسير تحت الإشراف السعودي أو الحماية السعودية.

العام الهجري : 1360 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1941
تفاصيل الحدث:

كانت إيران قد وقفت في الحرب العالمية الثانية مع ألمانيا ضِدَّ الحلفاء الذين طالبوا إيران بتسليمِ الألمان الموجودين في إيران، وفي 15 شعبان 1360هـ / 6 أيلول 1941م عاد الحلفاءُ فطلبوا من إيران طرْدَ البَعثات السياسية لدول المحور، وفي 23 شعبان / 14 أيلول طلبت بريطانيا وروسيا من الشاه رضا بهلوي التنازُلَ عن العرش لولي عهده محمد رضا، وإعلان الحرب على ألمانيا وبقية دول المحور، فرفض فأجبره الحلفاءُ على التنازل؛ ففي 25 شعبان / 16 أيلول تنازل الشاه لابنه عن الحكم، وقرأ محمد علي فروغي رئيس الوزراء وثيقةَ التنازل للمجلس، وترك رضا شاه طهران إلى أصفهان، ثم انتقل إلى جزيرة موريشيوس وفُرِضَت عليه الإقامة الجبرية هناك، ثم نقل إلى جوهانسبرغ جنوبي إفريقيا حتى توفِّيَ فيها، وبعد عدة سنوات نُقِل رفاته إلى طهران، أما ابنه فتُوِّجَ في نفس اليوم الذي تنازل له فيه والده عن الحكم، وتوِّجَ شاهًا على إيران وأدى اليمين الدستورية، وتعهد أمام المجلس بحِفظِ سيادة إيران، وصيانة حقوق الشعب، واحترام الدين الإسلامي، ورعاية الدستور والقوانين.

العام الهجري : 1381 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1961
تفاصيل الحدث:

لما توفي الإمام أحمد خلفه في الإمامة ابنه البدر، ولم تلبث أن قامت الثورة عليه بإمرة العقيد الناصري عبد الله السلال، وذلك في 27 ربيع الثاني / 26 سبتمبر، وهرب البدر من البلاد، وأخذ يستعد للعودة. أيدت السعودية الملكية اليمنية وأيَّدت مصر الثورة ووصلت طلائع القوات المصرية إلى اليمن في 7 جمادى الأولى 1383هـ، وفي اليوم التالي من وصولها قطعت مصر علاقتَها بالسعودية، ثم وصل أنور السادات حيث عَقَد مع اليمن معاهدةَ الدفاع المشترك. كانت الحربُ غير متكافئة بين الثوار مدعومين بالجيش المصري، واليمنيين المدعومين من الحكومة السعودية، والذين كانوا يخوضون حرب عصابات ضِدَّ الجيش المصري، فكبَّدوهم خسائر فادحة في الأموال والأرواح، وأوقعوا المصريين في ورطة لم يستطيعوا التخلُّص منها، ولم يخرج الجنود المصريون من اليمن إلا بعد 4 سنوات بعد عام 1387هـ، وبعد نكسة حزيران 1967م، واستمرَّت الحرب بعد خروج المصريين من اليمن إلى 1389هـ، وكان الخروجُ نتيجة الاتفاق الذي تم بين الملك فيصل بن عبدالعزيز والرئيس جمال عبد الناصر، وذلك في مؤتمر الخرطوم بالسودان.

العام الهجري : 1397 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1977
تفاصيل الحدث:

كانت جيبوتي (الصُّومال الفرنسي) تحت الاحتلال الفَرَنْسي الذي سامها سوءَ العذاب، ثم بعد الحرب العالمية الثانية جرى التَّصويت على دستور ديغول الخاصِّ بالمستعمرات الفرنسية، وتدخلت فرنسا بالاستفتاء لصالح قَبول الدُّستور، فأصبحت جيبوتي ضمن المجموعة الفرنسيَّة، وفي منتصف عام 1378هـ قامت مظاهراتٌ تطالب بالاستقلال الكُلِّي وتندِّد بالاستفتاء الذي لم يكن حرًّا، وجرى إضراب عامٌّ للعمال، ولكنْ قُمِع بالبطش وبقي أمرُ البلاد تحت النفوذ الفرنسي، وأُعيد تسمية المنطقة من الصومال الفرنسي إلى المنطقة الفرنسية عفر وعيسى (وهما اسما قبيلتينِ فيها)، ثم تمَّ الاتفاق أخيرًا على إجراء استفتاء شَعْبي على الاستقلال، وفي الوقت نفسه تجري انتخاباتٌ لمجموعة من النُّوَّاب في جمادى الأولى 1379هـ / أيار 1977م، وأن الاستقلال يجب أن يتبع ذلك، وبعد شهر اتَّفقت الأحزاب جميعُها على أن يضمَّها حزب واحد يحمل اسمَ التجمُّع الشَّعبي من أجل الاستقلال، وجرى الاستفتاءُ الذي أظهر التأييد التامَّ للاستقلال، وانتُخِب حسن جوليد أبتدون رئيسًا للجمهورية، وأصبحت جيبوتي مستقلة بدءًا من 11 رجب / 27 حزيران.

العام الهجري : 1405 العام الميلادي : 1984
تفاصيل الحدث:

في السَّادِس من حُزَيران سنة 1982م اجتاحت إسرائيلُ صَيْدا بقُوَّاتها البَريَّةِ والجَويَّةِ والبَحْريَّةِ بوحشيَّةٍ وحِقدٍ، فدمَّرت بُيوتًا، وقتلت الأبرياءَ، وروَّعت السُّكَّان، وعطَّلتِ الكثيرَ من مَرافِق الحياةِ. وبعد أن سيطرت على أحياءِ صَيْدا والمِنطَقةِ الشرقيَّةِ أخذت تُمارِس الإرهابَ بقَصدِ إذْلالِ الشَّعبِ وتَطبيعِهِ. وكانت تدعو السُّكَّان بواسطة مُكبِّرات الصَّوتِ إلى التجمُّع في الساحاتِ العامَّةِ، وساحِلِ البَحْر، وتفرضُ عليهم الوُقوفَ السَّاعاتِ الطويلةَ في الشَّمس، لا فرقَ عندَهم بين صغيرٍ، أو رجُلٍ، أو مُسِنٍّ، ولا بين طفلٍ، أو وَلَدٍ، أو امرأةٍ، ثم تأمُرُهم بالمرور أمام رجالٍ مُقنَّعينَ، وعندما تصدُرُ إشارةٌ من أحدهم أثناء المرورِ، يُحتجَزُ الشابُّ، ويُساقُ إلى مُعتقَلٍ مُؤقَّت استُحدث في برَّاد الحِمضيات التابع لشَرِكة توضيبِ الحِمْضيَّاتِ، وفي السَّادِسَ عشَرَ من شُباط سنة 1985م انسحبتِ القُوَّات الإسرائيليَّةُ من صَيْدا وجِوارها، فشكَّلَ هذا الانسحابُ خُطوةً مُباركة في مسيرةِ التحريرِ والإنقاذِ، وبراءةٍ جِهاديَّةٍ استحقَّتْها المقاومةُ الإسلاميةُ والوطنيةُ لقاءَ كِفاحها وتضحيَّاتِها. وفي ذلك اليوم الفريدِ تجمَّعَ أهْلُ صَيْدا في الشَّوارِعِ والسَّاحاتِ ليَشهَدَ انسحابَ المُحتلِّ من مدينتِهِ باعتِزازٍ.

العام الهجري : 1423 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 2002
تفاصيل الحدث:

محمد صفوت نور الدين أحمد مرسي وُلد في عام 1363هـ، بقرية "الملايقة" إحدى قرى مركز "بلبيس"، محافظة الشرقية في مصر، عمِلَ بالتربية والتعليم حتى صار مديرًا عامًّا، وشغَلَ منذ الثمانينيَّات وظيفةَ "أمين عام الدعوة"، زمنَ رئاسة الشيخ "محمد علي عبد الرحيم"، وتولَّى رئاسةَ جماعة أنصار السُّنة المحمدية بعدَ وفاة الشيخ محمد علي عبد الرحيم في 22 شعبان 1412هـ؛ ليكونَ سادسَ رؤساء الجماعة، كانت له مساهماتٌ كبيرةٌ في الكتابة في مجلة التوحيدِ، وأسهم في تطويرها، والكتابة فيها، والفُتْيا على صفحاتها، وكان آخر مؤتمرٍ برئاستِه هو المؤتمرُ الذي عُقد بالمركز الدولي لدعاة التوحيد والسُّنة بمسجد "العزيز بالله"، وللشيخ عدة أبحاثٍ، كرسالة "موقف أهل الإيمان من صفات عباد الرحمن" وأُخرى بعنوان "التربية بين الأصالة والتجديد"، وكتاب "المسجد الأقصى ودعوة الرسل"، وغير ذلك، تُوفيَ في يوم الجمُعة 13 رجب 1423هـ بعد صلاة الجمُعة في المسجد الحرام بمكَّة، وصُلِّيَ عليه في المسجد الحرام بعد صلاة المغرب، ودُفنَ في مقابر مكَّة، رحمه اللهُ.

العام الهجري : 1438 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 2016
تفاصيل الحدث:

هو الشيخُ حمزةُ القادِريُّ بنُ العبَّاسِ البُودْشِيشيِّ، شيخُ الطريقةِ القادِريَّةِ البُودْشِيشيَّةِ: أَكبَرِ جماعةٍ صوفيَّةٍ بالمَغرِبِ. ولِدَ حمزةُ القادِريُّ عامَ 1922 بقريةِ مَداغَ بإقليمِ بَرْكانَ على الحدودِ المَغربيَّةِ الجزائريَّةِ. حفِظ القرآنَ الكريمَ، وأنهى دِراستَه في السَّلكِ الأوَّلِ من التكوينِ العِلميِّ، ثم تلقَّى علومَ الشريعةِ في مَقَرِّ الزاويةِ بمَدَاغَ، ودرَسَ عُلومَ الفِقهِ واللُّغةِ والنحوِ على يدِ أبي الشّتاءِ الجامِعيِّ، وعبدِ الصمَدِ التُّجْكانيِّ، والشيخِ اليزناسنيِّ، وحَميدٍ الدَّرْعيِّ. ثم انتقَل إلى مدينةِ وَجْدةَ شَرقِ المَغرِبِ، إذْ درَسَ في المعهَدِ الإسلاميِّ الذي كان وقتَها تابعًا لجامعةِ القَرَويِّينَ الموجودةِ بمدينةِ فاسَ. وبعدها عادَ إلى مَقَرِّ الزاويةِ بمدينةِ مَداغَ؛ حيثُ بدأَ مسارَه في مَشيخةِ الزاويةِ مع والدِه العبَّاسِ، وشيخِ الزاويةِ وقتَها أبي مَدْيَنَ القادِريِّ البُودْشيشيِّ. بدَأَ الشيخُ حَمزةَ مَسارَه داخلَ الزاويةِ البُودْشِيشيَّةِ مع والدِه عامَ 1939م، أخذَ "العهدَ" عن الشيخِ أبي مَدْينَ البُودْشيشيِّ، وحصَل على ما يُعرَفُ في الأدبيَّاتِ الصوفيَّةِ بـ"الإذنِ بالذِّكْرِ"، وكانت وفاةُ الشيخِ حَمزةَ القادِريِّ البُودْشيشيِّ عن عُمُرٍ يُناهِزُ 95 عامًا.

العام الهجري : 256 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 870
تفاصيل الحدث:

كان صالح بن وصيف قائدًا من الأتراك صاحِبَ تسلُّطٍ شديد, وهو أحدُ المتآمرين على قتل المتوكِّل، ثم اختفى فطلَبه الأتراك بسببِ أموالٍ بينهم فأتوا المهتدي ليكشِفَ لهم أمرَ صالح. فقدم موسى بن بغا الكبير إلى سامرَّا بطلبٍ من الخليفة, فدخلها في جيشٍ هائل، فأتوا دار الخلافةِ التي فيها المهتدي جالسًا لكشف المظالم فاستأذنوا عليه فأبطأ الإذنَ ساعةً، وتأخَّرَ عنهم فظنُّوا في أنفسهم أنَّ الخليفةَ إنما طلبهم خديعةً منه ليسَلِّطَ عليهم صالحَ بن وصيف، فدخلوا عليه بالقوَّةِ, فأقاموه من مجلسِه وانتهبوا ما كان فيه، ثم أخذوه مهانًا إلى دار أخرى، فجعل يقول لموسى بن بغا: ما لك ويحَك؟ إنِّي إنما أرسلتُ إليك لأتقوَّى بك علي صالح بن وصيف. فقال له موسى: لا بأسَ عليك، احلِفْ لي أنَّك لا تريدُ بي خلاف ما أظهرتَ. فحلف له المهتدي، فطابت الأنفُسُ وبايعوه بيعةً ثانيةً مُشافَهةً، وأخذوا عليه العهود والمواثيق ألَّا يمالئ صالحًا عليهم، واصطلحوا على ذلك. ثم بعثوا إلى صالحِ بن وصيف ليحضُرَ لهم للمناظرة في أمر المعتزِّ، فوعدهم أن يأتيَهم، ثم اجتمع بجماعةٍ من الأمراء من أصحابِه وأخذ يتأهَّبُ لجمعِ الجيوش عليهم، ثم اختفى من ليلتِه لا يَدري أحدٌ أين ذهب في تلك الساعة، فبعثوا المناديةَ تنادي عليه في أرجاء البلد وتهدَّدوا من أخفاه، فلم يزل مختفيًا إلى آخر صفر, ولَمَّا أبطأ خبرُ صالح بن وصيف على موسى بن بغا وأصحابِه، قال بعضهم لبعض: اخلعوا هذا الرجُلَ- يعني الخليفة- فقال بعضهم: أتقتلون رجلًا صوَّامًا قوَّامًا لا يشربُ الخمر ولا يأتي الفواحش؟ واللهِ، إن هذا ليس كغيرِه من الخلفاء، ولا تُطاوِعُكم الناس عليه، وبلغ ذلك الخليفة فخرج إلى الناس وهو متقلِّدٌ سَيفًا، فجلس على السرير واستدعى بموسى بن بغا وأصحابِه، فقال: قد بلغني ما تمالأتُم عليه من أمري، وإني- والله- ما خرجتُ إليكم إلا وأنا متحنِّطٌ وقد أوصيت أخي بولدي، وهذا سيفي، والله لأضربَنَّ به ما استمسكَ قائِمُه بيدي، أمَا تستحيون؟ كم يكون هذا الإقدامُ على الخلفاءِ والجرأةُ على الله عزَّ وجلَّ، وأنتم لا تبصرون؟ سواءٌ عليكم من قصد الإبقاءَ عليكم والسيرةَ الصالحةَ فيكم، ومن كان يدعو بأرطالِ الشَّرابِ المُسكِر فيَشربُها بين أظهُرِكم وأنتم لا تُنكِرونَ ذلك، ثم يستأثِرُ بالأموال عنكم وعن الضُّعفاء! هذا منزلي فاذهبوا فانظروا فيه وفي منازلِ إخوتي ومن يتَّصِلُ بي، هل ترون فيها من آلاتِ الخلافة شيئًا، أو من فُرُشِها أو غير ذلك؟ وإنما في بيوتِنا ما في بيوت آحادِ النَّاسِ، وتقولون إني أعلمُ خبَرَ صالح بن وصيف، وهل هو إلَّا واحد منكم؟ فاذهبوا فاعلموا عِلمَه وأمَّا أنا فلستُ أعلمُ عِلمَه. قالوا: فاحلفْ لنا على ذلك، قال أمَّا اليمين فإنِّي أبذلها لكم، قال: فكأنَّهم لانوا لذلك قليلًا. ثم ظفروا بصالح بن وصيف فقُتِلَ وجيء برأسه إلى المهتدي باللهِ، وقد انفتل من صلاة المغربِ، فلم يزد على أن قال: وارُوه. ثم أخذَ في تسبيحه وذِكرِه. ولَمَّا أصبح الصباح رُفِعَ رأس صالح بن وصيف على رُمحٍ ونودي عليه في أرجاء البلد. هذا جزاء من قتل مولاه. وما زال الأمرُ مضطربًا متفاقمًا، وعظم الخطب حتى أفضى إلى خلعِ الخليفة المهتدي وقتلِه رحمه الله.