الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2649 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 434 العام الميلادي : 1042
تفاصيل الحدث:

افتُتِحَت الجوالي –أموال الجزية- في المحَرَّم ببغداد، فأنفذ الملِكُ جلال الدَّولة البويهي فأخذ ما تحصَّلَ منها، وكانت العادةُ أن يُحمَلَ منها إلى الخُلفاءِ لا تُعارِضُهم فيها الملوك، فلمَّا فَعَل جلالُ الدَّولة ذلك، عَظُمَ الأمرُ فيه على القائِمِ بأمرِ الله واشتَدَّ عليه، وأرسَلَ مع أقضى القُضاة أبي الحسن الماوَردي في ذلك، وتكَرَّرت الرَّسائلُ، فلم يُصْغِ جلالُ الدَّولة لذلك، وأخذ الجواليَ، فجمع الخليفةُ الهاشميِّينَ بالدارِ والرجَّالة، وأرسل إلى أصحابِ الأطرافِ والقُضاة بما عزَمَ عليه، وأظهر العَزمَ على مفارقةِ بغداد، فلم يتِمَّ ذلك، وحدث وحشةٌ مِن الجِهَتينِ، فاقتَضَت الحالُ أنَّ المَلِك يتركُ معارضةَ النوَّاب الإماميَّة فيها في السنةِ الآتيةِ.

العام الهجري : 474 العام الميلادي : 1081
تفاصيل الحدث:

بعدَ أن أَصبحَ أحمدُ بن سُليمانَ بن هود أَميرًا لسرقسطة بعَهدِ أَبيهِ تُوفِّي في هذا العامِ وكان يُلقَّب بالمُقتَدِر باللهِ، وكان قبلَ وَفاتِه قد قَسَّمَ مَملكَتَه بين وَلدَيهِ فأَعطَى المُؤتَمن سرقسطة وأَعمالَها، وأَعطَى المُنذِرَ بلادَ الثَّغرِ الأعلى دانية ولاردة، ولكنَّ المُؤتَمن أَعلَن الحَربَ على أَخيهِ للاستِيلاءِ على حِصَّتِه مُستعينًا بكمبيادرو النَّصرانيِّ حَليفَ أَبيهِ فقامَ المُنذِرُ بالاستِنصارِ بسانشو مَلِكِ أراجون لكنَّه انهَزمَ أَمامَ أَخيهِ، أما طليطلة فإنَّ أَهلَها ثاروا على أَميرِها القادرِ ذي النونِ فهَربَ من المدينةِ ولَجأَ إلى قونكة، وكَتبَ إلى ألفونسو مَلِكِ قشتالة وطَلبَ المَعونةَ منه فاستَجابَ له وأَعادَهُ إلى طليطلة.

العام الهجري : 521 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1127
تفاصيل الحدث:

هو أبو محمد عبد الله بن محمد بن السيد البطليوسي البلنسي النحوي، أحد أئمة اللغة والأدب في القرنين الخامس والسادس الهجريين. ولد ببطليوس سنة 444, ونشأ بها، ثم سكن مدينة بلنسية، وكان الناس يجتمعون إليه ويقرؤون عليه ويقتبسون منه، واشتهر بالتبحر في الأدب واللغة، وكان مقدَّمًا في معرفتهما وإتقانهما، وانتصب لإقراء علوم النحو، واجتمع إليه الناس، وله يدٌ في العلوم القديمة، وكان حسَنَ التعليم، جيِّدَ التفهيم، ثقة ضابطًا. ألَّف كتبًا نافعة ممتعة, ومن أشهر كتبه: المثلث في اللغة، والاقتضاب في شرح أدب الكتاب. وكانت وفاته في 15 رجب من هذه السنة.

العام الهجري : 561 العام الميلادي : 1165
تفاصيل الحدث:

فتَحَ نورُ الدين محمود بن زنكي حِصنَ المنيطرة من الشام، وكان بيد الفرنج، ولم يحشِدْ له، ولا جمَعَ عساكِرَه، وإنما سار إليه جريدة- الجريدة خَيْلٌ لا رَجَّالة فيها- على غِرَّة منهم، وعَلِمَ أنه إن جمع العساكِرَ حَذِروا وجمعوا، وانتهز الفرصةَ وسار إلى المنيطرة وحصره، وجَدَّ في قتاله، فأخذه عَنوةً وقهرًا، وقتل من بها وسبى، وغَنِمَ غنيمة كثيرة، فإنَّ الذين به كانوا آمنين، فأخذتهم خيل الله بغتةً وهم لا يشعرون، ولم يجتمع الفرنج لدفعِه إلَّا وقد ملكه، ولو علموا أنه جريدة في قِلَّةٍ مِن العساكر لأسرعوا إليه، وإنما ظنُّوه أنه في جمع كثير، فلما ملكه تفَرَّقوا وأيِسُوا من رَدِّه.

العام الهجري : 569 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1174
تفاصيل الحدث:

كانت الفتنةُ ببغدادَ بين أمير العسكَرِ قطب الدين قايماز المظفري والخليفةِ المستضيء بأمرِ الله، وسَبَبُها أنَّ الخليفة أمرَ بإعادة عَضدِ الدين ابن رئيس الرؤساءِ إلى الوزارة، فمنع منه قُطب الدين، وأغلق بابَ النوبي وباب العامة، وبقيت دار الخليفة كالمحاصَرة، فأجاب الخليفةُ إلى تَركِ وَزارته، فقال قطب الدين: "لا أقنَعُ إلا بإخراج عضد الدينِ مِن بغداد؛ فأمر بالخروجِ منها" فالتجأ عضدُ الدين إلى صدر الدين شيخِ الشيوخ عبد الرحيم بن إسماعيل، فأخذه إلى رباطِه وأجاره، ونقله إلى دارِ الوزير بقطفتا، فأقام بها، ثمَّ عاد إلى بيته في جُمادى الآخرة.

العام الهجري : 591 العام الميلادي : 1194
تفاصيل الحدث:

جهَّز الخليفةُ النَّاصِرُ لدين الله جيشًا وسَيَّرَه إلى أصفهان، ومُقَدَّمُهم سيف الدين طغرل، مُقطع بلد اللحف من العراق، وكان بأصفهان عسكَرٌ لخوارزم شاه مع ولده، وكان أهلُ أصفهان يكرهونَهم، فكاتب صَدرُ الدين الخجندي رئيسُ الشافعية بأصفهان الديوانَ ببغداد يبذُلُ من نفسِه تسليمَ البلد إلى من يَصِلُ الديوان من العساكر، وكان هو الحاكِمَ بأصفهان على جميعِ أهلها، فسُيِّرَت العساكر، فوصلوا إلى أصفهان، ونزلوا بظاهِرِ البلد، وفارقه عسكَرُ خوارزم شاه، وعادوا إلى خراسان، وتَبِعَهم بعض عسكر الخليفة، فتخَطَّفوا منهم، وأخذوا مِن ساقةِ العَسكَرِ مَن قَدَروا عليه، ودخل عسكَرُ الخليفة إلى أصفهان ومَلَكوها.

العام الهجري : 602 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1206
تفاصيل الحدث:

هو الأميرُ مجيرُ الدين طاشتكين بن عبد الله المقتفوي المستنجدي, أميرُ الحاج وزعيم بلاد خوزستان، كان شيخًا غاليًا في التشَيُّع، وكانت الحلة الشيعيَّة إقطاعَه، وكان شجاعًا قليلَ الكلام، يمضي عليه الأسبوعُ لا يتكلم فيه بكلمةٍ، وذُكِرَ أنَّه حج بالناس ستًّا وعشرين سنة، كان يكونُ في الحجاز كأنَّه مَلِكٌ، وقد رماه الوزيرُ ابن يونس بأنه يكاتب صلاحَ الدين فحبَسَه الخليفة، ثم تبيَّنَ له بطلان ما ذكر عنه فأطلقه وأعطاه خوزستان، ثم أعاده إلى إمرة الحَجِّ،‏ توفي بتستر ثاني جمادى الآخرة وحُملَ تابوتُه إلى الكوفة فدُفِنَ بمشهد عليٍّ لوصيَّتِه بذلك.

العام الهجري : 642 العام الميلادي : 1244
تفاصيل الحدث:

قام ألفونسو بن فريناند ملك قشتالة بالاستيلاء على حصن أراغونة وعدة حصون أخرى وحاصر غرناطة، فقام ابن الأحمر أبو عبد الله محمد بن نصر بمهادنته بعد أن أيقَنَ أنَّه لا قِبَلَ له به وبمنازلتِه، ففَكَّ الحصار عن غرناطة بصلحٍ بينهما يقضي فيه أن يبقى ابن الأحمر حاكمًا على غرناطة، لكن باسم ملك قشتالة وتحت ظله، ويؤدي جزيةً سنوية ويُعينه على أعدائه وقت يريدُ، وأن يشهَدَ معه اجتماعَ مجلس قشتالة الكورتيس باعتباره بهذا العقد أميرًا من أمراء الملك التابعين له، ثمَّ سَلَّمه جيان وأراغونة وقلعة جابر وأبرم الصلح لمدة عشرين سنةً.

العام الهجري : 690 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1291
تفاصيل الحدث:

بعد أن منَّ الله على المسلمينَ بفتح عكا، فُتِحَت صور وحيفا وعثليث وبعض صيدا بغيرِ قِتالٍ، وفَرَّ أهلُها خوفًا على أنفُسِهم، فتسَلَّمَها الأميرُ علم الدين سنجر الشجاعي، فقَدِمَت البشائرُ بتسليم مدينة صور في التاسع عشر، وبتسليم صيدا في العشرينَ منه، وأنَّ طائفةً مِن الفرنج عصَوا في برجٍ منها، فأمر السلطانُ بهدم صور وصيدا وعثليث وحيفا، فتوجَّه الأمير شمس الدين نبا الجمقدار بن الجمقدار لهدم صور، واتفق أمرٌ عجيب، وهو أن الفرنج لَمَّا قدموا إلى صور كان بها عزُّ الدين نبا واليًا عليها من قِبَل المصريين، فباع صور للفرنجِ بمالٍ، وصار إلى دمشقَ!

العام الهجري : 705 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1305
تفاصيل الحدث:

خرج نائِبُ السلطنة بمن بقي من الجيوشِ الشاميَّة، وقد كان تقَدَّمَ بين يديه طائفةٌ من الجيش مع ابن تيميَّة في ثاني المحرم، فساروا إلى بلاد الجرد والرَّفضِ والتيامنة والدروز فخرج نائبُ السلطنة الأفرم بنفسه بعد خروجِ الشيخ لغزوهم، فنصَرَهم الله عليهم وأبادوا خلقًا كثيرًا منهم ومِن فِرقَتِهم الضالَّة، ووَطِئوا أراضيَ كثيرةً مِن صُنعِ بلادهم، وعاد نائِبُ السلطنة إلى دمشقَ في صحبته الشَّيخُ ابن تيمية والجيش، وقد حصل بسبَبِ شهود الشيخ هذه الغزوةَ خَيرٌ كثيرٌ، وأبان الشيخ علمًا وشجاعةً في هذه الغزوة، وقد امتلأت قلوبُ أعدائه حسدًا له وغَمًّا.

العام الهجري : 761 العام الميلادي : 1359
تفاصيل الحدث:

وقعَ مَطَرٌ عظيمٌ في أوَّلِ هذا الشَّهرِ بمصر، وهو شهرُ فبراير، وثلجٌ عظيمٌ، فرَوِيَت البساتينُ التي كانت لها عن الماءِ عِدَّةُ شهور، ولا يحصلُ لأحدٍ مِن الناس سَقيٌ إلا بكلفة عظيمة ومشقَّة، ومبلغ كثير، حتى كاد الناسُ يقتتلون عليه بالأيدي والدبابيس وغير ذلك من البَذلِ الكثير، وذلك في شهورِ ديسمبر والثاني، وأول فبراير؛ وذلك لقِلَّةِ مياه الأنهار وضَعفِها، وكذلك بلادُ حوران أكثَرُهم يروون من أماكنَ بعيدة في هذه الشهور، ثمَّ مَنَّ الله تعالى فجَرَت الأوديةُ وكَثُرت الأمطارُ والثلوج، وغَزُرت الأنهار, وتوالت الأمطارُ، فكأنه حصل السيلُ في هذه السَّنةِ مِن كانون إلى فبراير.

العام الهجري : 1212 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1797
تفاصيل الحدث:

هو الأميرُ ثويني بن عبد الله بن محمد بن مانع آل شبيب، من فرع آل شبيب رئيس المنتفق، خَلَف والدَه في رئاسة المنتفق في العراق سنة 1175هـ وهو صغير السن، واستفرد بزعامة المنتفق بعد مقتلِ ابنِ عمِّه ثامر بن سعدون بن محمد بن مانع سنة 1193هـ / 1779م. احتلَّ البصرة سنة 1202ه فحكمها مستقلًّا ثلاث سنوات، التجأ ثويني إلى الدرعية مستنصرًا بحاكِمِها الإمامِ عبد العزيز ليستعيدَ رئاسته للمنتفق، فقدَّم له الإمام العونَ والمدد، ثم حاول غزوَ الدرعيةِ مرَّتين، وقُتِل اثناء الحملة الثانية.

العام الهجري : 1409 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1988
تفاصيل الحدث:

أمَرَ المَلِكُ فَهدُ بنُ عبدِ العَزيز -رَحِمَه اللهُ- بوَضعِ حَجَرِ الأساسِ لأكبَرِ تَوسِعةٍ للمَسجِدِ الحرامِ في هذا العامِ، وتَقَعُ في الجانِبِ الغَربيِّ مِن المسجِد الحرامِ بين بابَيِ العُمرةِ والمَلِكِ عبدِ العزيزِ.
يتكَوَّنُ مبنى التَّوسِعةِ مِن ثلاثةِ أدوارٍ بمساحةِ 76 ألف مترٍ مُرَبَّعٍ، إضافةً إلى السَّاحاتِ الخارجيَّةِ بمساحةِ 85,800 مترٍ مُرَبَّعٍ.
وصَلَ إجماليُّ القُدرةِ الاستيعابيَّةِ للحَرَمِ بعد إنجازِ هذه التَّوسِعةِ إلى 1.5 مليون مُصَلٍّ، وأُضيفَت مِئذَنَتانِ بارتفاعِ (96م)؛ ليَصِلَ عَدَدُ المآذِنِ إلى تِسعٍ، وللتَّوسِعةِ بابٌ رئيسٌ سُمِّيَ ببابِ الملكِ فَهدٍ، و18 بابًا فرعيًّا.

العام الهجري : 1385 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1965
تفاصيل الحدث:

هو الشيخُ الفقيه محمد بن عبد العزيز بن محمد بن مانع الوهيبي التميمي النجدي. ولِدَ في مدينة عنيزة إحدى مدن القصيم سنة 1300 هـ، ولما بلغ السابعةَ أدخله والده الكتاتيبَ؛ ليتعلم بها القرآنَ، ولم يلبث والدُه أن توفِّي، فشرع في القراءةِ على عُلماء بلده، فقرأ على عمِّه الشيخ عبد الله، وعلى الشيخ صالح العثمان القاضي، ولما بلغ الثامنةَ عَشْرة من عمره سافر إلى بغداد، واتصل بالعلامة السيد محمود شكري الألوسي، فقرأ عليه وعلى ابن عمه السيد علي الألوسي، وقرأ على غيرِهما من مشاهير العلماء ببغداد، فقرأ في النحو والصرف والفقه، والفرائض والحساب، ثم توجَّه إلى مصر فأقام في الأزهر مدةً قرأ فيها على الشيخ محمد الذهبي، ثم سافر إلى دمشق الشام ولازم الشيخ جمال الدين القاسمي، وحضر دروسَ الشيخ بدر الدين محدِّث الشام، وحضر دروس العلامة الشيخ عبد الرزاق البيطار، ثم رجع إلى بغدادَ ولازم القراءةَ على العلامة محمود شكري الألوسي، فقرأ عليه كثيرًا من مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيميَّة، وكثيرًا من الكتب والشروح والرسائل المختصرة، وفي هذه المدة دعاه بعضُ الأكابر من أهل بغداد؛ ليكونَ إمامًا له ويقرأ عليه كتبَ الحديث، فقرأ عليه بعضًا من صحيح البخاري، وجميعَ صحيح مسلم، والجزءَ الأوَّلَ مِن زاد المعاد لابن القيم، والجزءَ الأوَّلَ من مسند الإمام أحمد بن حنبل، والموطَّأ للإمام مالك، وكثيرًا من كتب التاريخ، وقرأ نزهةَ النظر للحافظ ابن حجر، ثم رجع إلى بلده مدينة عنيزة سنة 1329هـ وقرأ على قاضيها الرَّوض المُرْبِع، ثمَّ توجه إلى بلد الزبير سنة 1330هـ وقرأ على الفقيه الحنبلي المشهور في بلدة الزبير محمد العوجان في الفقه الحنبلي والفرائض والحساب، ثم دعاه مُقبل الذكير أحد تجار نجد وأعيانها -المقيمين في البحرين للتجارة- دعاه لمكافحة التنصير، وفتح له لهذا الغرض مدرسة لتعليم علوم الشريعة واللغة سنة 1330هـ، فأقام في البحرين أربعَ سنين شرح في أثنائها العقيدةَ السفارينية، ثم دعاه حاكم قطر عبد الله بن قاسم بن محمد بن ثاني، فتوجَّه إليها في شوال سنة 1334هـ فتولَّى القضاءَ والخطابة والتدريس، ورحل إليه كثيرٌ من الطلاب أخذوا عنه العلمَ في قَطَر، وأقام في قطر أربعًا وعشرين سنة تولى خلالها القضاءَ والفتيا، وتزوَّج في قطر وأنجب أبناءه الثلاثة: الشيخ عبد العزيز، وأحمد، وعبد الرحمن، وأنشأ في قَطَر أوَّلَ مدرسةٍ علمية سنة 1336هـ، واستمرَّت نحو سبعة عشر عامًا. وبَقِيَ في قَطَر إلى صَفَر سنة 1358هـ، فقَدِمَ الأحساءَ ومكث بها إلى شهر جمادى الآخرة، وفي هذه الأثناء قَدِمَ الأحساءَ معالي الوزير ابن سليمان وزير الملك عبد العزيز، فاتصل به وقابله وأشار عليه ابن سليمان أن يقابِلَ الملك عبد العزيز، فقَدِمَ عليه في مدينة الرياض فأكرمه وعيَّنه مدرسًا في الحرم المكي الشريف، فأقام في مكَّةَ واجتمع عليه كثيرٌ من طلاب العلم يقرؤون عليه في الفقه والحديث، والنحو والفرائض، منهم الشيخ عبد العزيز بن رشيد رئيس هيئة التمييز بنجد، والشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم بن عبد اللطيف الباهلي، والشيخ البصيلي، والشيخ ناصر بن حمد الراشد الرئيس العام لتعليم البنات، والشيخ عبد الله بن زيد بن محمود، ومن أبرز تلامذته: الشيخ عبد الرحمن السعدي؛ علَّامة القصيم، وبعد قيامه بواجب التدريس بالمسجد الحرام عيَّنه الملك عبد العزيز زيادةً على ذلك رئيسًا لثلاث هيئات: هيئة تمييز القضايا، وهيئة الأمر بالمعروف، وهيئة الوعظ والإرشاد. وقام بهذه الأعمال إلى جانب قيامِه بالتدريس في المسجد الحرام بعد صلاتَي الفجر والمغرب، وفي عام 1364هـ عيَّنه الملكُ مديرًا للمعارف، وفي سنة 1366هـ أسند إليه رئاسةَ دار التوحيد، ولما شُكِّلت وزارةُ المعارف سنة 1373هـ وعُيِّن الأمير فهد بن عبد العزيز وزيرًا لها نُقِلَ الشيخ ابن مانع مستشارًا برتبة وكيل وزارة إلى عام 1377ه،ـ حيث طلبه حاكِمُ قطر، ولازم الشيخ علي بن الشيخ عبد الله بن قاسم بن ثاني إلى أن توفي رحمه الله ببيروت على إثر عملية جراحية أُجريت له، ونُقِل جثمانه إلى قَطَر ودُفِن بها، وخَلَّف ثلاثة أبناء: عبد العزيز، وأحمد، وعبد الرحمن, ومكتبةً كبيرة حافلة بنوادر الكتب، ومؤلفات كثيرة، منها: ((إقامة الدليل والبرهان بتحريم الإجارة على قراءة القرآن))، و ((تحديث النظر في أخبار الإمام المهدي المنتظر))، و ((إرشاد الطلاب إلى فضيلة العلم والعمل والآداب))، و ((الأجوبة الحميدة: رسالة تتعلق بالتوحيد))، و ((حاشية على دليل الطالب))، و ((سبل الهدى شرح قطر الندى))، وله ((الكواكب الدرية شرح الدرة المضيئة))، و ((القول السديد فيما يجب لله على العبيد)).

العام الهجري : 407 العام الميلادي : 1016
تفاصيل الحدث:

اقتَسَم أصحابُ الأطرافِ والرُّؤَساءُ حُكمَ بلادِ الأندلُسِ، وصاروا طوائِفَ مُتناحِرةً، فقُرطبةُ استولى عليها أبو الحَسَنِ بنُ جهور، وكان مِن وزراء الدَّولة العامريَّة، وبقِيَ كذلك إلى أن مات سنةَ خمسٍ وثلاثين وأربعِمِئَة، وقام بأمِرِ قُرطبةَ بَعدَه ابنُه أبو الوليد مُحمَّدُ بنُ جهور، وأمَّا إشبيليَّةُ فاستولى عليها قاضيها أبو القاسمِ مُحمَّدُ بنُ إسماعيلَ بنِ عَبَّاد اللخمي. لَمَّا انقَسَمَت مملكةُ الأندلُسِ، شاع أنَّ المؤيَّدَ هشامَ بنَ الحَكَمِ الذي اختفى خبَرُه قد ظهر وسار إلى قلعةِ رباح، وأطاعه أهلُها، فاستدعاه ابنُ عَبَّاد إلى إشبيليَّة، فسار إليه وقام بنَصرِه، وأمَّا بطليوس فقام بها سابورُ الفتى العامريُّ، وتلقَّبَ سابور بالمنصورِ، ثم انتَقَلت من بعدِه إلى أبي بكر مُحمَّدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ مَسلَمةَ، المعروفِ بابنِ الأفطس، وتلَقَّبَ بالمظَفَّر، وأصلُ ابنِ الأفطَسِ مِن بربر مِكناسة، وأمَّا طُلَيطِلةُ فقام بأمْرِها ابنُ يعيشَ، ثمَّ صارت إلى إسماعيلَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عامر بنِ ذي النون، وتلَقَّب بالظَّافِرِ بحَولِ الله، وأصلُه من البربَرِ، ثمَّ ملَكَ بعدَه ولَدُه يحيى بنُ إسماعيلَ، ثُمَّ أخَذَت الفِرنجُ منه طُلَيطِلةَ في سنة 477، وصار هو ببلنسيَّة، وأقام هو بها إلى أن قتَلَه القاضي ابنُ جحاف الأحنف. وأمَّا سَرقَسطة والثَّغرُ الأعلى، فصارت في يدِ مُنذِرِ بنِ يحيى، ثمَّ صارت سَرقَسطة وما معها بعدَه لوَلَدِه يحيى بنِ مُنذِر بن يحيى، ثم صارت لسُليمانَ بنِ أحمَدَ بنِ مُحمَّد بن هود الجذاميِّ، وتلقَّبَ بالمُستعين بالله، وأمَّا طرطوشة فوَلِيَها لَبيبُ بنُ الفتى العامريِّ. وأمَّا بلنسيَّة فكان بها المنصورُ أبو الحَسَنِ عبدُ العزيز المغافري، ثم انضاف إليه المريةُ، ثمَّ مَلكَ بعدَه ابنُه مُحمَّدُ بنُ عبدِ العزيز، ثم غَدَرَ به صِهرُه المأمونُ بنُ ذي النُّون، وأخَذَ المُلكَ مِن محمَّدِ بنِ عبدِ العزيز في سنة 457. وأمَّا السَّهلةُ فمَلَكَها عَبُّود بنُ رزين، وأصلُه بربري. وأمَّا دانية والجزائرُ فكانت بيَدِ المُوفَّقِ بنِ أبي الحُسَينِ مُجاهِد العامريِّ. وأمَّا مرسيَّةُ فوَلِيَها بنو طاهرٍ، واستقامت لأبي عبدِ الرَّحمنِ منهم، إلى أن أخَذَها منه المُعتَمِدُ بنُ عباد. ثمَّ عصى بها نائبُها عليه، ثمَّ صارت للمُلَثَّمين. وأمَّا المرية فمَلَكَها خيران العامريُّ، ثم ملك المريةَ بعدَه زُهَيرٌ العامريُّ، واتسَعَ مُلكُه إلى شاطبة، ثمَّ قُتِلَ وصارت مملكَتُه إلى المنصورِ عبدِ العزيز بن عبد الرَّحمنِ المنصورِ بنِ أبي عامر، ثمَّ انتقَلَت حتى صارت للمُلَثَّمينَ, وأمَّا غِرناطةُ فمَلَكَها حبوسُ بنُ ماكس الصِّنهاجيُّ, وأمَّا مالقة فمَلَكَها بنو عليِّ بنِ حَمُّود العَلَويُّ، فلم تَزَلْ في مَملكةِ العَلَويِّينَ يُخطَبُ لهم فيها بالخِلافةِ، إلى أن أخَذَها منهم باديسُ بنُ حبوس صاحِبُ غرناطة. فهذه صورةُ تَفَرُّقِ ممالكِ الأندلُسِ، بعد ما كانت مُجتَمِعةً لخُلَفاءِ بني أمَيَّةَ.