الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2508 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 331 العام الميلادي : 942
تفاصيل الحدث:

هو السَّعيدُ نصرُ بنُ أحمد بن إسماعيل الساماني, صاحِبُ خراسان وما وراء النهر، مولِدُه ووفاته في بخارى. وليَ الإمارة بعد مقتَلِ أبيه سنة 301 واستصغره أهلُ ولايته، وكفَلَه أصحاب أبيه. وكاد ينفَرِطُ عِقدُ إمارته، إلَّا أنَّه ما لَبِثَ أنْ شَبَّ ذَكيًّا مِقدامًا، حليمًا وقورًا. جمع الجموعَ وقاتلَ الخُصومَ، فامتَدَّ سلطانُه واتَّسَعَت دائرةُ مُلكِه، فكانت له خراسانُ وجرجان والريُّ ونيسابور وتلك الأطراف، وقد مَرِضَ قبل موتِه بالسُّلِّ سنة وشهرًا، واتَّخَذ في داره بيتًا سَمَّاه بيت العبادة، فكان يلبسُ ثيابًا نِظافًا ويمشي إليه حافيًا ويصلي فيه، ويتضَرَّعُ ويكثر الصلاة، وكان يجتنِبُ المنكراتِ والآثامَ إلى أن مات وكانت ولايتُه ثلاثين سنة وثلاثين يومًا، فقام بالأمرِ مِن بعده ولدُه نوح بن نصر الساماني، ولُقِّبَ بالأمير الحميد.

العام الهجري : 366 العام الميلادي : 976
تفاصيل الحدث:

مَلَكَ سبكتكين مدينةَ غزنة وأعمالَها، وكان ابتداءُ أمرِه أنَّه كان مِن غِلمانِ أبي إسحاقَ بنِ البتكين، صاحِبِ جيش غزنة للسامانية، وكان مقَدَّمًا عنده، وعليه مدارُ أمرِه، وقدِمَ إلى بُخارى، أيَّامَ الأمير منصور بن نوح، مع أبي إسحاق، فعَرَفَه أربابُ تلك الدولة بالعقلِ والعفَّة، وجودةِ الرأي والصَّرامة، وعاد معه إلى غزنة، فلم يلبثْ أبو إسحاق أن توفِّيَ، ولم يخَلِّفْ من أهلِه وأقاربه من يصلُحُ للتقَدُّم، فاجتمع عسكَرُه ونظروا فيمن يلي أمْرَهم، ويجمَعُ كَلِمتَهم، فاختلفوا ثمَّ اتَّفَقوا على سبكتكين؛ لِما عَرَفوه من عقلِه ودينِه ومروءتِه، وكمالِ خِلالِ الخير فيه، فقَدَّموه عليهم، ووَلَّوه أمرَهم، وأطاعوه فوَلِيَهم، وأحسَنَ السِّيرةَ فيهم، وساس أمورَهم سياسةً حَسَنةً، وجعل نفسَه كأحدِهم في الحالِ والمال، وكان يدَّخِرُ من إقطاعِه ما يعمَلُ منه طعامًا لهم في كلِّ أُسبوعٍ مَرَّتين.

العام الهجري : 386 العام الميلادي : 996
تفاصيل الحدث:

مَلَكَ المقَلَّدُ بنُ المسيب مدينةَ الموصل، وكان سبَبُ ذلك أنَّ أخاه أبا الذواد توفِّيَ هذه السنة، فطَمِعَ المقلدُ في الإمارة، فلم تساعِدْه عقيل على ذلك، وقلَّدوا أخاه عليًّا؛ لأنه أكبَرُ منه، فأسرع المقلد واستمال الديلمَ الذين كانوا مع أبي جعفرٍ الحَجَّاج بالموصِل، فمال إليه بعضُهم، وكتب إلى بهاءِ الدَّولةِ أنْ قد ولَّاه المَوصِل، وسأله مساعدتَه على أبي جعفرٍ؛ لأنَّه قد منعه عنها، فساروا ونزلوا على الموصِلِ، فخرج إليهم كلُّ مَن استماله المقلد من الديلم، وضَعُف الحَجَّاج، وطلب منهم الأمانَ، فأمَّنوه، ودخل المقلدُ البلدَ، واستقَرَّ الأمرُ بينه وبين أخيه على أن يُخطَبَ لهما، ويُقَدَّم عليٌّ لكِبَرِه، ويكون له معه نائبٌ يَجبي المالَ، واشتركا في البلَدِ والولاية، وسار عليٌّ إلى البَرِّ، وأقام المقلد، وجرى الأمرُ على ذلك مُدَّةً، ثم تشاجرا واختَصَما.

العام الهجري : 468 العام الميلادي : 1075
تفاصيل الحدث:

قام أبو بكرٍ محمدُ بن عبدِالعزيزِ المَنصورُ نائبُ يحيى المَأمونِ بن ذي النُّونِ في بلنسية بإعلانِ استِقلالِه فيها بعدَ أن بَلَغَه وَفاةُ يحيى المَأمونِ، وقام بمُحالَفَةِ ألفونسو السادس مَلِكِ قشتالة وليون وجيليقية مُقابِلَ دَفْعِ جِزْيَةٍ له، كما قام المُعتَمِدُ بن عبَّادٍ بانتِهازِ وَفاةِ يحيى المَأمونِ لِيُغِيرَ على قُرطُبة ويَستَولِي عليها ويَقتُل حاكِمَها ابنَ عُكاشةَ، وكان المأمونُ قد وَلَّاهُ عليها حينما احتَلَّها السَّنَةَ الماضيةَ وقَتَلَ الفَتحَ بنَ المُعتَمِد، أمَّا أحمدُ بن سُليمانَ بن هود أَميرُ سرقسطة والثغر الأعلى فاستَولَى على دانية وقَضَى على الدولةِ المُجاهِديَّة التي أَسَّسَها عامرٌ المُجاهِديُّ، وحَمَلَ أَميرَها عليَّ بنَ مُجاهدٍ إلى سرقسطة، وأمَّا عليٌّ المُرتَضَى أَميرُ الجزائرِ الشرقيَّةِ البليار فقد أَعلَن استِقلالَهُ فيها بعدَ سُقوطِ دانية بِيَدِ المُقتَدِر أحمدَ بنِ سُليمانَ بن هود.

العام الهجري : 485 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1092
تفاصيل الحدث:

بعدَ وَفاةِ ملكشاه أَخذَت زَوجتُه تركان خاتون الجلالية البَيْعَةَ لِوَلَدِها محمود وله أربع سنوات وعِدَّةُ أَشهُر, ثم  أَرسلَت إلى أصبهان في القَبضِ على بركيارق ابنِ السُّلطانِ، وهو أَكبرُ أَولادِه، خافَتْهُ أن يُنازِعَ وَلدَها في السَّلطَنَةِ، فقُبِضَ عليه، فلمَّا ظَهرَ مَوتُ ملكشاه وَثَبَ المَماليكُ النِّظامِيَّةُ على سِلاحٍ كان لنِظامِ المُلْكِ بأصبهان، فأَخَذوهُ وثاروا في البلدِ، وأَخرَجوا بركيارق من الحَبسِ، وخَطَبوا له بأصبهان ومَلَّكوهُ، وسارت تركان خاتون من بغداد إلى أصبهان، فسَيَّرَت خاتون العِساكِرَ إلى قِتالِ بركيارق، فالتَقَى العَسكرانِ بالقُربِ من بروجرد، فانحازَ جَماعةٌ من الأُمراءِ الذين في عَسكرِ خاتون إلى بركيارق، فقَوِيَ بهم، وجَرَت الحَربُ بينهم أواخِرَ ذي الحجَّةِ، واشتَدَّ القِتالُ، فانهَزَم عَسكرُ خاتون وعادوا إلى أصبهان، وسار بركيارق في إثْرِهِم فحَصَرهُم بأصبهان. ثم استَقرَّ الأَمرُ له بعدَ أن فَشَلَ عَمُّهُ تتش في أَخْذِ بغداد وعاد إلى الشامِ.

العام الهجري : 504 العام الميلادي : 1110
تفاصيل الحدث:

جمع صاحِبُ أنطاكية عساكِرَه من الفرنج، وحشد الفارِسَ والراجِلَ، وسار نحو حصن الأثارب، وهو بالقرب من مدينة حلب بينهما ثلاثة فراسخ، وحصره ومنع عنه الميرة، فضاق الأمر على من به من المسلمين، فنقبوا من القلعة نقبًا قصدوا أن يخرجوا منه إلى خيمة صاحب أنطاكية فيقتُلوه، فلما فعلوا ذلك وقربوا من خيمتِه استأمن إليه صبيٌّ أرمنيٌّ، فعرَّفه الحال فاحتاط واحترز منهم، وجَدَّ في قتالهم حتى ملك الحصن قهرًا وعنوة، وقَتَل من أهله ألفي رجل، وسبى وأسر الباقين، ثم سار إلى حصن زردنا، فحصره ففتحه وفعل بأهله مثل الأثارب، فلما سمع أهل منبج بذلك فارقوها خوفًا من الفرنج، وكذلك أهل بالس، وقصد الفرنج البلدين فرأوهما وليس بهما أنيس، فعادوا عنهما، وسار عسكر من الفرنج إلى مدينة صيدا، فطلب أهلها منهم الأمان فأمَّنوهم وتسلَّموا البلد.

العام الهجري : 516 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1122
تفاصيل الحدث:

هو الملك إيلغازي نجم الدين بن الأمير أرتق بن أكسب التركماني، صاحب ماردين، وحلب، وميافارقين، كان هو وأخوه الأمير سقمان من أمراء تاج الدولة تتش صاحب الشام، فأقطعهما القدس، وجرت لهما سِيَر، ثم استولى إيلغازي على ماردين. وكان ذا شجاعة ورأي وهيبة وصيتٍ، وجوادًا محترِمًا للمسلمين. حارب الفرنج غير مرة، وأخذ حلب بعد أولاد رضوان بن تتش، واستولى على ميافارقين وغيرها قبل موته بسنة, وهو أول من تملك ماردين، واستمرت في يد ذريته. توفي إيلغازي بميافارقين، فانقسمت دولته إلى أقسام؛ فابنه حسام الدين تمرتاش استقل بماردين وديار بكر، وابنه شمس الدين سليمان استقل بميافارقين، وسليمان بن عبد الجبار بن أرتق بن أخي إيلغازي استقل بحلب، ونور الدين بلك بن بهرام بن أخي إيلغازي استقل بخرتبرت.

العام الهجري : 543 العام الميلادي : 1148
تفاصيل الحدث:

سار بَعضُ المُرابِطينَ مِن المُلَثَّمينَ إلى دكالة، فاجتمَعَ إليه قبائِلِها، وصاروا يُغيرُونَ على أعمالِ مَراكشَ، وعبدُ المؤمِنِ لا يلتَفِتُ إليهم، فلمَّا كَثُرَ ذلك منهم سار إليهم سنةَ أربعٍ وأربعين وخمسمئة، فلمَّا سَمِعَت دكالة بذلك انحشَروا كُلُّهم إلى ساحِلِ البَحرِ في مئتي ألف راجلٍ وعشرين ألفَ فارسٍ، وكانوا مَوصوفين بالشَّجاعةِ، وكان مع عبدِ المؤمِنِ من الجيوشِ ما يخرج عن الحَصرِ، وكان الموضِعُ الذي فيه دكالةُ كَثيرَ الحَجَرِ والحزونة، فكَمَنوا فيه كُمَناءَ ليَخرُجوا على عبدِ المؤمِنِ إذا سلكه، فمِن الاتِّفاقِ الحَسَنِ له أنَّه قَصَدَهم من غيرِ الجِهةِ التي فيها الكُمَناءُ، فانحَلَّ عليهم ما قَدَّروه، وفارقوا ذلك الموضِعَ، فأخذهم السَّيفُ، فدخلوا البَحرَ، فقُتِلَ أكثَرُهم، وغُنِمَت إبِلُهم وأغنامُهم وأموالُهم، وسُبِيَت نساؤُهم وذراريُّهم، فبِيعَت الجاريةُ الحَسناءُ بدراهِمَ يَسيرةٍ، وعاد عبدُ المؤمِنِ إلى مراكِشَ مُنتَصِرًا، وثبَت مُلكُه، وخافه الناسُ في جميعِ المَغرِبِ، وأذعَنوا له بالطَّاعةِ.

العام الهجري : 570 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1174
تفاصيل الحدث:

لَمَّا استقَرَّ مُلك صلاح الدين لدمشق، وقرَّر أمْرَها، استخلَفَ بها أخاه سيفَ الإسلام طغتكين بن أيوب، وسار إلى مدينة حمص مستهَلَّ جمادى الأولى، وكانت حمص وحماة وقلعة بعين وسلمية وتل خالد والرها من بلد الجزيرة في أقطاعِ الأمير فخر الدين مسعود الزعفراني، فلمَّا مات نور الدين لم يُمكِن فخر الدين المقامُ بها لسوء سيرتِه في أهلها، ولم يكُنْ له في قلاعِ هذه البلاد حُكمٌ، إنما فيها ولاة لنور الدين. وكان بقلعةِ حمص والٍ يحفَظُها، فلما نزل صلاح الدين على حمص، حاديَ عَشَرَ مِن هذا الشهر، راسل مَن فيها بالتسليم، فامتنعوا، فقاتلهم من الغَدِ، فملك البلدَ وأمَّنَ أهلَه، وامتنعت عليه القلعةُ، وبقيت ممتنعة إلى أن عاد من حلب، وترك بمدينة حمص من يحفَظُها، ويمنَعُ مَن بالقلعة من التصَرُّفِ وأن تصعَدَ إليهم ميرةٌ.

العام الهجري : 574 العام الميلادي : 1178
تفاصيل الحدث:

عصى شمسُ الدين محمد بن عبد الملك المقَدَّم على صلاح الدين ببعلبك، وكانت له قد سَلَّمَها إليه صلاحُ الدين لَمَّا فَتَحَها جزاءً له حيث سَلَّمَ إليه ابن المقدم دمشق، فلم تَزَلْ بيده إلى الآن، فطلب شمسُ الدولة بن أيوب أخو صلاح الدين منه بعلبك، وألحَّ عليه في طلبها، فلم يتمكَّنْ صلاح الدين من مخالفته، فأمر شمس الدين بتسليمِها إلى أخيه ليعَوِّضَه عنها، فلم يُجِبْ إلى ذلك، وذَكَّرَه العهود التي له، وما اعتمده معه من تسليمِ البلاد، فلم يُصْغِ إليه ولجَّ عليه في أخذها، وسار ابنُ المقدم إليها، واعتصم بها، فتوجَّه إليه صلاح الدين، وحَصَره بها مدة، ثم رحل عنها من غيرِ أن يأخذها، وتَرَك عليه عسكرًا يحصره، فلما طال عليه الحصارُ أرسل إلى صلاح الدين يطلبُ العِوَضَ عنها ليسَلِّمَها إليه، فعَوَّضَه عنها وسَلَّمَها، فأقطعها صلاح الدين أخاه شمسَ الدولة.

العام الهجري : 578 العام الميلادي : 1182
تفاصيل الحدث:

هو الملك المنصورُ عِزُّ الدين فروخ شاه بن شاهنشاه بن أيوب صاحِبُ بعلبك ونائِبُ دمشق لعَمِّه الناصر صلاح الدين الأيوبي، وهو والِدُ الأمجد بهرام شاه صاحِبِ بعلبك بعد أبيه، وإليه تُنسَبُ المدرسة الفروخ شاهية بالشرقِ الشمالي بدمشق، وإلى جانبِها التربة الأمجديَّة لولده، وهما وقفٌ على الحنفية والشافعية، وقد كان فروخ شاه شجاعًا شَهمًا عاقلًا، ذكيًّا كريًما مُمدَّحًا، امتدحه الشعراءُ لفضله وجُودِه، وكان من أكبر أصحاب الشيخ تاج الدين أبي اليمن الكندي، عَرَفه من مجلس القاضي الفاضل، فانتمى إليه، وكان يحسِنُ إليه، وللعماد الكاتب فيه مدائِحُ، وكان ابنه الأمجد شاعرًا جيدًا، ولَّاه عم أبيه صلاحُ الدين بعلبك بعد أبيه، واستمَرَّ فيها مدة طويلة، ومن محاسِنِ فروخ شاه صُحبَتُه لتاج الدين الكندي

العام الهجري : 583 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1187
تفاصيل الحدث:

لَمَّا فَرَغ صلاحُ الدين من هزيمة الفرنجِ في حطِّين أقام بموضِعِه باقيَ يَومِه، وأصبحَ يومُ الأحد، فعاد إلى طبرية ونازلها، فأرسلت صاحبتُها تطلُبُ الأمانَ لها ولأولادها وأصحابِها ومالها، فأجابها إلى ذلك، فخرجت بالجميعِ، فوَفى لها، فسارت آمنةً، ثم أمر بالمَلِك وجماعةٍ مِن أعيان الأسرى فأُرسلوا إلى دمشق، وأمَرَ بمن أُسِرَ مِن الداوية والإسبتارية أن يُجمَعوا ليقتُلَهم، ثمَّ عَلِمَ أن مَن عنده أسيرٌ لا يسمَحُ به؛ لِما يرجوا من فِدائِه، فبذل في كل أسيرٍ مِن هذين الصِّنفينِ خمسينَ دينارًا مصرية، فأُحضِرَ عنده في الحال مائتا أسيرٍ منهم، فأمَرَ بهم فضُرِبَت أعناقهم، وإنَّما خَصَّ هؤلاء بالقتل لأنَّهم أشَدُّ شَوكةً مِن جميع الفرنج، فأراح الناسَ مِن شَرِّهم؛ وكتب إلى نائبه بدمشق ليقتُلَ مَن دخل البلد منهم سواءٌ كان له أو لغيره، ففعل ذلك.

العام الهجري : 619 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1222
تفاصيل الحدث:

سار الكرج من بلادهم إلى بلاد أران وقصدوا مدينة بيلقان، وكان التتار قد خربوها، ونهبوها فلما سار التتر إلى بلاد قفجاق عاد من سلم من أهلها إليها، وعَمَروا ما أمكنهم عمارته من سورها، فبينما هم كذلك إذ أتاهم الكرج ودخلوا البلد وملكوه، وكان المسلمون في تلك البلاد ألِفُوا من الكرج أنهم إذا ظفروا ببلد صانعوه بشيء من المال فيعودون عنهم، فكانوا أحسن الأعداء مقدرةً، فلما كانت هذه الدفعة ظن المسلمون أنهم يفعلون مثل ما تقدم، فلم يبالغوا في الامتناعِ منهم، ولا هربوا من بين أيديهم، فلمَّا ملك الكرج المدينة وضعوا السيف في أهلِها، وفعلوا من القتل والنهب أكثَرَ مما فعل بهم التتر، هذا جميعُه يجري، وصاحب بلاد أذربيجان أوزبك بن البهلوان بمدينة تبريز، ولا يتحرك في صلاح، ولا يتجه لخير، بل قد قنع بالأكل وإدمان الشرب والفساد.

العام الهجري : 639 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1241
تفاصيل الحدث:

بلغ السُّلطانُ صاحِبُ مصر أنَّ الناصِرَ داود بن الملك المعظَّم صاحب الكرك قد وافق الصالحَ إسماعيل صاحب دمشق، والمنصور إبراهيم صاحب حمص، وأهل حلب، على محاربته، فسير السلطان كمال الدين بن شيخ الشيوخ على عسكر إلى الشام، فخرج إليه الناصرُ وقاتله ببلاد القدس، وأسَرَه في عدة من أصحابه، ثم أطلقهم وعادوا إلى القاهرة، وكان من خبر ذلك أنَّه في يوم الأربعاء ثاني عشر صفر، وقع عسكر الناصر داود على الأمير عز الدين أيبك صاحب صرخد، وقد نزل على الغوار، فكسره وأخذ الأثقالَ، وكان معه الأميرُ شمس الدين شرف- المعروف بالسبع مجانين- وشمس الدين أبو العلاء الكرديان، وشرف الدين بن الصارم صاحب بنين، وكان مقدَّم عسكر الناصر سيف الدين بن قلج، وجماعة من الأيوبية من عسكر مصر.

العام الهجري : 692 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1293
تفاصيل الحدث:

ركِبَ الملِكُ الأشرف خليلُ بن قلاوون على الهجنِ في أوَّلِ جمادى الأولى ومعه جماعةٌ مِن أمرائه وخواصِّه، وسار إلى الكرك من غيرِ الدَّربِ الذي يُسلَكُ منه إلى الشام، فرَتَّب أحوالَها، وتوجَّهَ إلى دمشقَ، فقَدِمَها في تاسِعِ جمادى الآخرةِ بعد وصولِ الأميرِ بيدرا والوزيرِ بثلاثة أيام، فأمَرَ بالتجهيزِ إلى بهسنا وأخَذَها من الأرمِن أهل سيس، فقَدِمَ رسل سيس يطلبونَ العفوَ، فاتفق الحالُ معهم على تسليم بهسنا ومرعش وتل حمدون، فسار الأميرُ طوغان والي البر بدمشقَ معهم ليتسلَّما، وقدم البريدُ إلى دمشق بتسليمِها في أول رجب، فدُقَّت البشائِرُ، واستَقَرَّ الأميرُ بدر الدين بكتاش في نيابةِ بهسنا، وعُيِّن لها قاضٍ وخطيب، واستُخدِمَ لها رجالٌ وحَفَظة، وقَدِمَ الأمير طوغان ومعه رسُلُ سيس بالحمل والتقادم إلى دمشق في الثاني عشر بعد توجُّه السلطان، فتَبِعوه.