الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2458 ). زمن البحث بالثانية ( 0.008 )

العام الهجري : 841 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1437
تفاصيل الحدث:

قدم الخبرُ بأن ملك البرتغال صاحب مدينة شلب من الأندلس سار يريد مدينة طنجة، فنزل على سبتة في المحرم، ومضى منها وهى بيده في البر والبحر، ومعه فيما يقال ثمانية عشر ألف رامٍ، وستة آلاف فارس، حتى نزل على طنجة فحصرها مدة شهر إلى أن أتته جموع المسلمين من فاس ومكناسة وأصيلا في شهر ربيع الآخر، فكانت بينهم وبين البرتغال من النصارى حروب عظيمة، نصر الله فيها المسلمين، وقُتِل نحو الثلثين من النصارى، والتجأ باقيهم إلى محلتهم، فضايقهم المسلمون حتى طلبوا الأمان على أن يسلِّموا للمسلمين مدينة سبتة، ويُفرجوا عن سبعمائة أسير من المسلمين، ويدفعوا ما بأيديهم من آلات الحرب للمسلمين، فأمَّنوهم، وبعثوا برهائنهم على ذلك، فصار المسلمون يأخذون النصارى ويوصلونهم إلى أسطولهم بالبحر، فحسد أحمد اللحيانى القائم بتدبير مكناسة الأزرق، وهو أبو زكريا حي بن زيان بن عمر الوطاسي القائم بتدبير مدينة فاس، وقَتَل عدة من النصارى، ورحل، فحنق النصارى من ذلك، وحطموا على المسلمين حطمةً قُتِلَ فيها جماعة، وخلصوا إلى أسطولهم، وبقي ابن ملكهم في يد المسلمين، فلما وصلوا إلى بلادهم، لم يرضَ أكابرهم بتسليم سبتة للمسلمين، وبعثوا في فداء ابن الملك بمال، فلم يقع بينهم وبين الرسول اتفاق، وسجنوه مع ابن الملك المرتهن عند صالح بن صالح بن حمو، بطنجة، فيقول المكثر: إن الذى قُتِلَ من النصارى في هذه الواقعة خمسة وعشرون ألفًا، وغَنِمَ المسلمون منهم أموالًا كثيرة.

العام الهجري : 863 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1459
تفاصيل الحدث:

تعرَّض جماعة من المماليك الأجلاب للأمير زين الدين الأستادار، فهرب منهم فضربوه، ولا يختلف اثنان في قوة شوكة الأجلاب في هذه الأيام، حتى تجاوزت الحدَّ، وبطل أمر حكام الديار المصرية قاطبةً، وصار من كان له حقٌّ أو شِبهُ حق لا يشتكي غريمَه إلا عند الأجلاب، ففي الحال يخلص حقه من غريمه، إما على وجه الحقِّ أو غيره، فخافهم كل أحد، لا سيما التجَّار والبَيَعة من كل صنف، وترك غالب الناس معايشَهم؛ خوفًا على رأس مالهم، فعزَّ بسبب ذلك وجود أشياء كثيرة، ووقع الغلاء في جميع الأشياء، ثم في يوم الأحد السابع عشر رجب تعرَّض بعض المماليك الأجلاب للقاضي محب الدين ابن الشحنة كاتب السر، وهو طالِعٌ إلى الخدمة السلطانية، وضربه من غير أمرٍ يوجِبُ ضربه أو الكلام معه، وفي يوم الأحد تاسع شعبان ضرب السلطان مملوكينِ من مماليكه الأجلاب وحبَسَهما؛ لأجل قتلهما نانق الظاهري، ولم يقتُلْهما به كما أمر الله تعالى, ثم في يوم الجمعة الثاني عشر رمضان نهبت العبيد والمماليك الأجلاب النسوةَ اللاتي حضرن صلاة الجمعة بجامع عمرو بن العاص بمصر القديمة، وأفحشوا في ذلك إلى الغاية، وفي يوم الأحد الحادي والعشرين منه أغلقت المماليك الأجلاب باب القلعةِ، ومنعوا الأمراء والمباشرين من النزول إلى دورِهم؛ بسبب تعويق عليقِ خيولهم، وفعلوا ذلك أيضًا من الغدِ إلى أن رُسِمَ لهم عوضًا عن كل عليقة مائتا درهم!

العام الهجري : 963 العام الميلادي : 1555
تفاصيل الحدث:

أُطلِعَ صالح رايس- والي الجزائر من قِبَل العثمانيين- على تلك المؤامرةِ التي كانت تُحاك ضِدَّ الدولة العثمانية بين ملكِ المغرب السلطانِ الشيخ المهدي أبي عبد الله محمد السعدي والإسبان، والتي كان هدفُها طردَ العثمانيين من الجزائر؛ لأنَّه طالما أن الدولة في الجزائر معناه خطرٌ على إسبانيا، فبعث صالح رايس للباب العالي يخبرُه بشأن تلك المحادثات، فكان جوابُ السلطان سليمان سريعًا وحاسمًا بوجوبِ مهاجمة وهران قبل أن تسفِرَ المحادثات بين الجانبين السعدي والإسباني عن نتيجةٍ عملية، فأرسل السلطانُ سليمان أربعين سفينة لمساعدة رايس في الاستيلاءِ على وهران والمرسى الكبير، ومنذ ذلك الوقت كانت الهجرةُ والتجنيدُ الطوعي من مختلِفِ أنحاء الدولة العثمانية، فاستعَدَّ صالح رايس لفتح وهران، وضَمَّ أسطوله الى جانب أسطول السلطان، وصار لديه نحو سبعين سفينة، واجتمع لديه من الجند ما يقارب من أربعين ألف جندي، وكان ينوي من إتمام زحفه هذا بالمسير الى مراكش للقضاء على الفِتَن والاضطرابات وإخضاعها لسلطانه، ولكن القَدَر لم يمهِلْه، فتوفِّي صالح رايس بالطاعون في شهر رجب 963هـ وقام القائد يحيى بإكمال خطة صالح رايس، فأبحر نحو وهران، وفي الطريق وصلت الأوامر السلطانية بتعيين حسن قورصو لمنصب بيلرباي، ووصلت الجيوش البرية والبحرية إلى وهران، وحوصرت حصارًا شديدًا، إلَّا أنها لم تُفتحْ رغم استعدادات العثمانيين الكبيرة؛ وذلك بسبب النجدات المتواصلة التي كانت تبعثُها إسبانيا إلى المدينة المحاصَرة.

العام الهجري : 1181 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1767
تفاصيل الحدث:

هو الشيخُ محمد بن سالم الحفناوي الشافعي الخلوتي الصوفي, شيخُ الأزهر, وهو شَريفٌ حُسيني من جهة أم أبيه، وهي السيدة ترك ابنة السيد سالم بن محمد بن علي بن عبد الكريم بن السيد برطع, وينتهي نسَبُه إلى الإمام الحسين رضي الله عنه، وكان والده مستوفيًا عند بعض الأمراء بمصر، وكان غايةً من العفاف، ولِدَ على رأس المائة بعد الألف ببلده حفنا بالقصر, وهي قريةٌ من أعمال بلبيس، وبها نشأ، والنسبةُ إليها حفناوي، وغلبت عليه النسبة حتى صار لا يُذكَرُ إلا بها، وقرأ بها القرآن إلى سورة الشعراء، ثم حجزه أبوه بإشارة الشيخ عبد الرؤوف البشبيشي وعمره أربع عشرة سنة بالقاهرة، فأكمل حفظ القرآن، ثم اشتغل بحفظ المتون، فحفظ ألفية ابن مالك، والسلم، والجوهرة، والرَّحَبية، وغير ذلك. وأخذ العلم عن علماء عصره، واجتهد ولازم دروسهم حتى تمهَّر، وأقرأ ودرَّس وأفاد في حياة أشياخه وأجازوه بالإفتاء والتدريس، فأقرأ الكتب الدقيقة كالأُشموني، وجمْع الجوامع، والمنهج، ومختصر السعد، وغير ذلك من كتب الفقه والمنطق والأصول والحديث, وأصبح شيخًا للطريقة الخلوتية يقصده المريدين, كما تولى مشيخةَ الأزهر عشر سنوات. توفي يوم السبت الموافق 27 من ربيع الأول عام 1181هـ، عن عمر يناهز الثمانين عامًا، ودُفن في اليوم التالي بعد الصلاةِ عليه في الجامع الأزهر في مشهد حافل.

العام الهجري : 1224 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1809
تفاصيل الحدث:

هو الأمير عبد الوهاب بن عامر المتحمي المشهور بـ (أبو نقطة) من بلدة طبب بعسير السراة، وعبد الوهاب من قبيلة ربيعة رفيدة، قَدِم عبد الوهاب مع أخيه محمد بن عامر على إمام الدرعية عبد العزيز بن محمد بن سعود في سنة 1215هـ فعاهداه على دينِ الله ومناصرة الدعوة السلفيَّة والجهاد في سبيل نشرِها، فقبل منهما وأرسل معهما سرية لإخضاع القبائل بقيادة ربيع بن زيد المخارم أمير ناحية الدواسر، فسارا من الدرعية برفقة هذه السرية فلمَّا وصلا قرى عسير الشرقية المجاورة لبلاد شهران، جاء إليهم جميعُ وفود قبائل عسير تعلن ولاءَها وانقيادها للإمام عبد العزيز بن محمد والدخول تحت إمارة محمد بن عامر المتحمي وحكم دولة الدرعية، فصار محمدُ بن عامر أميرًا لجميع قبائل عسير السراة وعسير تهامة المعروفين برجال ألمع، فأخذ محمد ينشرُ دعوة التوحيد ويغزو أعداءها إلى أن وافاه الأجل المحتوم بعملة الجدري سنة 1217 هـ فخلَفَه على إمارة عسير وقبائلها أخوه عبد الوهاب (أبو نقطة) فأخذ عبد الوهاب يغزو ويقود الجيوش لنشر دعوة التوحيد السَّلفية ومحاربة أعدائها من أنصار البِدَع، حتى قُتِل في وادي بيش, وخلفه في الإمارة ابن عمه طامي بن شعيب.

العام الهجري : 1230 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1815
تفاصيل الحدث:

جرت معركةٌ حاميةُ الوطيس في بلدةِ بسل الواقعة بين الطائفِ وتربة بين قواتِ محمد علي باشا والقوات السعودية بقيادة فيصل بن سعود, وذلك أنَّ فيصلَ بن سعود لَمَّا قدم إلى الحجاز ليتولى قيادةَ جموع المسلمين نزل تربة واستنفر رعايا دولتِهم في الحجازِ، فقَدِمَ طامي بن شعيب في أهل عسير وألمع وزهران وغامد في عشرين ألفًا، فلما أقبلوا على تربة وأرسلوا إلى فيصل يخبرونه بقدومِهم خرج فيصل من تربة ومعه عشرةُ آلاف مقاتل فاجتمعوا بالقربِ مِن بئر غزال قريب من تربة، ثم رحلوا منه إلى بسل حيث الرومُ (قوات محمد علي) قد اجتمعوا بعددِهم وعُدَّتهم، فنازلهم فيصل بجموعِه، ووقع بينهم قتالٌ وطِراد، وقُتلَ من الرومِ عددٌ كثير, ثمَّ في اليوم التالي قَدِم محمد علي بعساكِرَ كثيرة، ووقع قتال بين الفئتين، فثبت فيصل ومن معه ووقع كسرٌ في ناحية غامد وزهران، ثم في قوم طامي وغيرهم، واتصلت الكسرة على جموع المسلمين لا يلوي أحدٌ على أحد، ووقى الله شَرَّ القتل وكفَّ أيدي الروم عنهم وعن ساقتِهم, ولم يُقتَل إلا أقل القليل، وبعدها زحَفَت هذه القواتُ واحتلت تربة ورنية التي أصبحت فيما بعد معسكرًا عامًّا لقوات الروم, ثم رحل محمد علي إلى بيشة ونازل أكلب، وأطاعوا له، ثم سار إلى تبالة فضربها بالمدافِعِ والقنابر وقتلَ أمير الفزع و100 رجلٍ ممن معه.

العام الهجري : 1280 العام الميلادي : 1863
تفاصيل الحدث:

هي لالا فاطمة نسومر، وتسمى أيضًا لالة فاطمة، واسمُها الحقيقي هو (فاطمة سيد أحمد محمد بن عيسى)، و"لالة أو لالا" هي لفظةُ توقير أمازيغية تعني "السيدة" وهي من أبرز وجوه المقاومة الشعبية الجزائرية في بدايات الغزو الفرنسي للجزائر. وُلِدَت لالا فاطمة نسومر بقريةِ ورجة قرب عين الحمام سنة 1246هـ /1830م في أسرةٍ تنتمي إلى الطريقة الرحمانية، وأبوها محمد بن عيسى مقدَّم زاوية الشيخ سيدي أحمد أومزيان شيخ الطريقة الرحمانية. وأمُّها لالا خديجة. نشأت لالا فاطمة نشأةً دينية وبعد وفاةِ أبيها وجدت نفسَها وحيدةً منعزلة عن الناس فتركت مسقَطَ رأسها وتوجَّهت إلى قرية سومر؛ حيث يقطنُ أخوها الأكبر سي الطاهر، وإلى هذه القريةِ نُسِبَت. قاومت الاستعمارَ الفرنسي مقاومةً عنيفة أبدت خلالَها شجاعةً وبطولة متفردتين، حتى تمكَّن الفرنسيونَ مِن إلقاء القبض عليها في وادي يسر، فحُكِمَ عليها بالإقامة الجبرية بـ(تورثاثين) بمنطقة العيساوية التي تبعد15 كم عن مدينة تابلاط التي تحتَضِنُ الزاوية العيساوية التي كان يديرها "الباي محي الدين" كسجن، فاختارت لالا فاطمة لنفسِها هذه الزاوية للتعبُّدِ والدراسة، حتى مرضت وانتقلت إلى جوار ربِّها دون أن يتجاوزَ عُمرُها 33 سنة, ويقال إنها ماتت مسمومة في فرنسا، ثم دُفِنَت في مقبرة سيدي عبد الله قبل أن يتمَّ نَقلُ رُفاتها إلى مربع الشهداء بمقبرة العالية سنة 1995م.

العام الهجري : 1344 العام الميلادي : 1925
تفاصيل الحدث:

في بدايةِ عَهدِ الملك عبد العزيز كان التعليمُ في معظم أنحاء الجزيرة العربية -عدا منطقتي الحجاز والأحساء اللَّتينِ كانتا تخضعان للحكم العثماني- يعتَمِدُ على النظام التقليدي (الكتاتيب)، ولم يكن في نجدٍ وما حولها أيُّ مدرسة نظامية، وإنما حلقات لدراسة العلوم الشرعية، والتاريخ واللغة في المساجد والجوامع والكتاتيب التي يُعلَّم فيها الأطفال في المنازل القراءة والكتابة وحفظ القرآن، وتمَّ فتحُ أول مدرسة في الرياض على يدِ الشيخ عبد الله آل الشيخ بعد أن عاد إلى نجدٍ من الحجاز، ثم ظهرت مدارسُ العلماء في منازلهم يهتمُّون فيها بحفظ القرآن الكريم، وتعلُّم أصول الفقه، والحديث، والعقيدة، والتاريخ، والسيرة، ويتخرج الطلبةُ من هذه المدارس على أساسِ العمَلِ في القضاء، وبعد ضَمِّ الحجاز أُعجِبَ الملك عبد العزيز بنظام التعليم الحجازي، فأسَّس في هذا العام إدارةَ المعارف العامة التي جَلَبت المعلمين من الدول العربية، وتأسَّس في نفس العام 12 مدرسة حكومية وأهلية في الرياض وما حولها، ثم انتشرت في المدنِ الكبيرة، وما إن حَلَّ عقدُ السبعينيات الهجري حتى أصبح عددُ المدارس الابتدائية 90 مدرسة، و10 مدارس ثانوية، و50 مدرسة في القرى يَدرُسُ فيها 16 ألف طالب، ثم توسَّع التعليمُ في المملكة بتوسُّع مناهجه وأساليبه، وفتح مدارس لتعليم البنات، وإرسال البعثات الطلابية للخارج، واستقدام الكفاءات العربية والأجنبية، وأُنشِئَت كلية الشريعة في مكة عام 1365هـ.

العام الهجري : 1353 العام الميلادي : 1934
تفاصيل الحدث:

هو ليج أياسو بن محمد علي إمبراطور الحبشة المسلم. في أواخِرِ القرن التاسع عشر الميلادي قام إمبراطورُ الحبشة منليك الثاني النصراني بدعمٍ وتحريضٍ من أوروبا الاستعمارية بشَنِّ حملة كبيرة على الإمارات الإسلامية التي كانت تقوم على معظم أراضي الحبشة، فنجح في احتلالِ مدينة هرر عاصمة إمارة هرر المسلمة، وتساقطت بعدها بقيةُ الإمارات المسلمة التي كانت متفرقةً وضعيفة، ثم زوَّج إمبراطور الحبشة منليك ابنته إلى محمد علي أمير إمارة ويلو المسلِمة في مسعًى منه لاجتذاب المسلمين، ومن هذا الزواج وُلِدَ ليج أياسو. وبعد أن هلك منليك الثاني عام 1913 تسلَّم العرشَ حفيدُه ليج أياسو الذي كان في الثامنة عشرة من عمره، فأظهر الإمبراطور ليج الإسلامَ ولَبِسَ العمامة واستبدل بعلم الدولة علمًا في قلبه الهلال بدل الصليب، وأرسله إلى القنصل العثماني في أديس أبابا، ثمَّ نقل عاصمةَ حكمه إلى مدينة هرر الإسلامية، وبنى المساجِدَ في هرر، وديرداوا، وجكجكا، بل واتصل بالقائدِ المسلم محمد عبد الله حسن مهدي الصومال، والذي كان يحارب الإنجليزَ هناك، فثارت ثائرةُ الكنيسة الحبشية، ورفضت تتويج ليج أياسو، بل أصدرت قرارًا بحِرْمانه من التاج؛ ممَّا اضطره إلى الهرب إلى بلاد الدناقل (أريتيريا) بعد أقل من 3 سنوات من تولِّيه الحكم؛ حيث بقي هناك إلى أن قُبِضَ عليه عام 1921، ثمّ قَتَله الهالكُ هيلا سيلاسي.

العام الهجري : 1366 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1947
تفاصيل الحدث:

أعلن الشيخ محمد إبراهيم في 19 ذي القعدة تشكيلَ حُكومةِ كشمير الحرَّة (آزاد كشمير)، وتأليف الجيش الكشميري الذي استطاع أن يسيطرَ على كثير من المناطق ويقيمَ حكومة، وذلك بعد انعقادِ مؤتمر الفلَّاحين الكشميريين، والمطالبة بانضمام الولاية إلى باكستان، لكِنَّ المهراجا الهندوسي "هري سنغ" حاكِمَ كشمير المسلِمةِ رفض هذا الطلب، وقام بتوزيعِ الأسلحة على الهنادكة؛ فسارع رجالُ القبائل من باكستان لنجدة إخوانهم الكشميريين، ولَمَّا رأى محمد عبد الله -الذي أفرج عنه المهراجا، وهو زعيم حزب "المؤتمر الوطني الإسلامي" الذي أُسِّس في كشمير نتيجة اشتداد اضطهاد الهنادكة للمسلمين- تأزُّمَ الأوضاع خَشِيَ من انفلات الأمور، فأعلن وقوفه بجانب المهراجا، وتسلَّم رئاسة الحكومة، وقُتِلَ يومها من المسلمين حوالي (62) ألفًا على يدِ الهنادكة، وفي هذه الأثناء فرَّ المهراجا سنغ إلى الهند، واستقر في دلهي العاصمة تاركًا كشمير تغرق في بحار الدماء. وعندما وجد المهراجا أنَّ الأمور خرجت عن سيطرته وقدرته أراد أن يضربَ ضربته الأخيرة ضِدَّ المسلمين الكشميريين، فعقد مع الهند أثناء وجودِه في دلهي اتفاقية في (12 من ذي الحجة/ 27 من أكتوبر) تتضمَّنُ انضمام الولاية إلى الهندِ، ورغم أنَّ هذه الاتفاقية المجحِفة لا يوافقُ عليها أغلبية الشعب، وتتناقَضُ مع اتفاقيته السابقة مع باكستان، بالإضافةِ إلى عدم تمتُّعِه بالشرعية لانتهاء المائة عام من الحماية التي نَصَّت عليها اتفاقية أمريتسار لأسرته؛ فإنه أعلن انضمامَه للهند لتبدأ فصولُ مأساة جديدة!!

العام الهجري : 1368 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1949
تفاصيل الحدث:

هو حسن بن أحمد بن عبد الرحمن البنا، ولِدَ سنة 1324هـ / 1906م في المحمودية بالقُربِ من الإسكندرية، ووالده هو الشيخ المعروف بالساعاتي، صاحب كتاب الفتح الرباني. نشأ حسن البنا في ظِلِّ عائلة متدينة، تخرَّج من مدرسة المعلِّمين الأولية في (دمنهور)، والتحق بدار العلوم وأنهى دراسته فيها عام 1927. عُيِّنَ بعد ذلك معلِّمًا للغة العربية في المدرسة الابتدائية الأميرية في الإسماعيلية، وبَقِيَ في هذه الوظيفة إلى أن استقال منها عام 1946م؛ وفي الإسماعيلية أخذ في الدعوة إلى الله عزَّ وجَلَّ، وكان البنَّا قد شارك في إنشاءِ عدَدٍ مِن الجمعيات الدينية، إلى أن أسَّس جمعية الشبان المسلمين عام 1927، وخلص منها إلى تأسيس جماعة الإخوان المسلمين في مدينة الإسماعيلية في مارس 1928، وقرَّرت "جمعية الحضارة الإسلامية" أن تنضَمَّ بمركزها وجميعِ فروعِها إلى "جماعة الإخوان المسلمين"، وبذا نشأت أول شُعبة للإخوان في القاهرة، والتي ما لبث أن ازداد نشاطُها وأصبحت فيما بعد المركزَ العامَّ للإخوان المسلمين، وكان ذلك في عام 1932م. ثم طلب البنَّا الانتقال إلى القاهرة، فنقل إليها في أكتوبر عام 1932م، وأنشأ مجلة (الإخوان المسلمون) اليومية، وكان يقوم بإعداد معظَمِها، ثم أسَّس مجلةَ (النذير) وعَهِدَ بتحريرها لصالح عشماوي. وفي مساء الأربعاء 8 ديسمبر 1948 أعلن رئيسُ الوزراء المصري محمود فهمي النقراشي حَلَّ جماعة الإخوان المسلمين ومصادرة أموالها، واعتقال معظم أعضائِها. وفي 12 فبراير 1949 أُطلِقَ النار على حسن البنَّا أمام جمعية الشبَّان المسلمين.

العام الهجري : 1380 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1961
تفاصيل الحدث:

هو محمَّدُ الخامس بن يوسف بن الحسن بن محمد بن عبد الرحمن الحسني العلويّ، أبو الحسن المنصور باللَّه: ملك المغرب، ورمزُ نهضته الحديثة. وُلِدَ بفاس سنة 1329هـ وتعَلَّم بها وبالرباط، وكان بفاس يوم بُويِعَ له بعد وفاة والده سنة 1346ه 1927م، فانتقل إلى الرباط عاصمة المغرب في عهد أبيه. وكان الاحتلالُ الفرنسي المعبَّرُ عنه بالحماية هو المرجِعَ الأعلى في سياسة البلاد وإدارتها، وليس للملك الذي كان يُدعى بالسلطان ولا للقصر الملكي الذي يُسمَّى المخزَن إلَّا المظهرُ الديني في مواسِمِ الأعياد الإسلامية، ووَضْع الطابع الشريف -أي: الخاتم- على الأحكام الشرعية، وشؤون الأوقاف، أُعلِنَ استقلال المغرب يوم 3 مارس 1956 وزار أسبانيا فاتَّفَق مع حكومتِها على أن تعترف باستقلال المغرب ووَحدةِ ترابه، وأدخل المغربَ في الأُمَم المتحدة. وربَطَ بلادَه بعلاقات سياسية واقتصادية مع أكثر دول العالم. وكان يدورُ في سياسته حول دول الغرب (أمريكا ومن معها) فمَدَّت إليه الدول الاشتراكية يَدَها، فتعاون معها متحفِّظًا بحُسنِ صِلاتِه بالأولى. وكان لمدينة طنجة نظامٌ دولي يَفصِلُها عن المغرب، فألغى ذلك النِّظامَ وأدخل بلادَه في جامعة الدول العربية، ولَمَّا مَرِضَ الملك محمد الخامس سافر إلى سويسرا للعلاج، وعَيَّن ابنَه الحسن وليًّا للعهد، ثم توفي في 11 رمضان 1380هـ، فتسَلَّم المُلْكَ بعده ابنُه الحسن الثاني بعد خمسة أيام من وفاته.

العام الهجري : 1391 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1972
تفاصيل الحدث:

وُلِد محمَّدُ بنُ سُرورٍ الصَّبَّانُ عامَ 1316هـ الموافِق 1898م في مدينةِ القُنْفُذةِ بالمَمْلَكةِ العَرَبيَّةِ السُّعوديَّةِ أيَّامَ حُكمِ الأشرافِ، ثمَّ انتَقَل والِدُه بأُسْرَتِه إلى جُدَّةَ عامَ 1320هـ، ثمَّ اتَّجَهوا إلى مَكَّةَ المُكَرَّمةِ واستقَرُّوا بها. وكان زَعيمَ الحرَكةِ الأدَبيَّةِ في الجَزيرةِ العَرَبيَّةِ، ورائِدَ الأُدَباءِ والمثَقَّفينَ في مكَّةَ المُكَرَّمةِ، أَسَّس أوَّلَ مَكتبةٍ لبَيعِ الكُتُبِ في مكَّةَ المُكَرَّمةِ وسَمَّاها (المَكْتَبة الحِجازيَّة)
عيَّنه المَلِكُ عَبدُ العزيزِ آلُ سُعودٍ رئيسًا لكُتَّابِ بَلَديَّةِ مَكَّةَ المكَرَّمةِ عامَ 1343هـ، ثمَّ سِكِرْتِيرًا للمَجلِسِ الأهليِّ، وترَقَّى في الوَظائِفِ الحُكوميَّةِ حتَّى عُيِّنَ وَزيرًا للماليَّةِ في عَهدِ المَلِكِ سُعودٍ، وفي عامِ 1382هـ عيَّنه المَلِكُ فَيصَلٌ أمينًا عامًّا لرابِطةِ العالَمِ الإسلاميِّ بمكَّةَ المُكَرَّمةِ.
أنشَأَ عَددًا مِنَ الشَّرَكاتِ؛ منها: الشَّرِكةُ العَرَبيَّةُ للطَّبعِ والنَّشْرِ، وشَرِكةُ الفَلاحِ للسَّيَّاراتِ، والشَّرِكةُ العَرَبيَّةُ للصَّادِراتِ، والشَّرِكةُ العَرَبيَّةُ للتَّوفيرِ والاقتِصادِ، وشَرِكةُ مُصحَفِ مَكَّةَ.
قام بطباعةِ عَدَدٍ مِنَ الكُتُبِ على نَفَقتِه الخاصَّةِ؛ منها: (الطُّرُقُ الحُكميَّةُ) و (مدارِجُ السَّالِكينَ) كلاهما لابنِ قَيِّمِ الجَوزيَّةِ، (العِقدُ الثَّمين في تاريخِ البَلَدِ الأَمين) و (شِفاءُ الغَرام بأخبارِ البَلَدِ الحرام) كِلاهما للفاسيِّ، (مُختارُ الصِّحاحِ لأبي بكرٍ الرَّازي)، (تفسيرُ معاني كَلِماتِ القُرآنِ لمحمَّد حَسَنين مخلوف)، وغَيرُها مِنَ الكُتُبِ.

تُوُفِّيَ رَحِمه اللهُ في القاهِرةِ، ونُقِل جُثمانُه إلى مكَّةَ المُكَرَّمةِ، وصُلِّيَ عليه بالمَسجِدِ الحرامِ، ودُفِنَ في مَقبَرةِ المُعَلَّاةِ.

العام الهجري : 1398 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1978
تفاصيل الحدث:

ترأَّس محمد داود أفغانستان بانقلابٍ في 1393 هـ/ 1973م ضدَّ الشاه محمد ظاهر (وهو ابنُ عمِّ الشاه) وكانت ميولُ محمد داود للروس الذين أرادوا منه أن يخنقَ الدعوات الإسلامية في البلاد، ومن ثَم تستطيع الشيوعيةُ أن تنتشرَ فيها، وهذا ما حصل فعلًا في البدايةِ، ولكن لما رأى أن كفَّةَ الشيوعيِّين بدأت ترجحُ وأحسَّ من نفسه بالتبعية لها أرادَ أن يرجعَ عمَّا هو عليه، فبدأ بالتودُّد للدول الإسلامية، كالسعوديةِ وباكستانَ وليبيا، وألقى أيضًا القبضَ على كثير من الزعماءِ الشيوعيين، ومنهم محمد تراقي، وحفيظ الله أمين، وبابرك كارمل، ولكن هذا لم يُعجبِ الشيوعيِّين، وقبل أن يتابع ضرباتِه حدثَ الانقلابُ في 22 جمادى الأولى 1398هـ / 29 نيسان بقيادة "محمد غلاب زي" أحد قادةِ جناح خلق (حزب شيوعي) والعميدِ الشيوعيِّ عبد القادر، ضد الرئيس محمد داود وأُلقيَ القبض عليه وسلَّموا السلطة إلى زعيم حزب خلق: نور محمد تراقي، واحتفظ لنفسه برئاسة الحكومة، وجعل بابرك كارمل نائبه، وفي اليوم الأول من الانقلاب قُتِل أكثر من 15 ألفَ نفس، وقُتِل الرئيس محمد داود وأبناؤه وباقي أفراد أسرته، هذا بالإضافة لقتلِه المئات من القادة الإسلاميِّين وعشرات الألوف من العامة غير الذين أودعهم غياهبَ السجون مع التفنُّن بألون العذابِ المرير، وعُرِفت هذه الحركة بثورة ساور، أي: ثَوْرة نيسان.

العام الهجري : 1425 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 2004
تفاصيل الحدث:

وُلِد عبد العزيز علي عبد الحفيظ الرنتيسي عام 1947م في قرية يبنا (بين عسقلان ويافا)، لجأت أسرتُه بعد حرب 1948م إلى قطاع غزَّةَ، واستقرَّت في مخيم خان يونس للاجئين، وكان عمرُه وقتَها ستةَ شهورٍ، التحَقَ وهو في السادسة من عُمره بمدرسةٍ تابعةٍ لوَكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفِلَسْطينيين، واضطر للعمل أيضًا، وهو في هذا العمر ليُسهِم في إعالة أسرته الكبيرة التي كانت تمرُّ بظروف صعبةٍ، أنهى دراسته الثانوية عام 1965م، وتخرَّج من كلية الطب بجامعة الإسكندرية عام 1972م، ونال منها لاحقًا درجة الماجستير في طب الأطفال، ثم عمِلَ طبيبًا مُقيمًا في مستشفى ناصر (المركز الطبي الرئيسي في خان يونس) عام 1976م، شغَل الدكتور الرنتيسي عدةَ مواقعَ في العمل العام منها: عضوية هيئة إدارية في المجمَّع الإسلامي، والجمعية الطبية العربية بقطاع غزَّةَ، والهلال الأحمر الفِلَسْطيني، وعمِلَ في الجامعة الإسلامية في غزَّةَ منذ افتتاحها عام 1978م، محاضِرًا يدرِّسُ علمَ الوراثة وعلمَ الطفيليات.
أسَّس مع مجموعة من نشطاء الحركة الإسلامية في قطاع غزَّةَ تنظيمَ حركةِ المقاومة الإسلامية "حماس" عام 1987م، واعتُقِل عدَّةَ مرَّاتٍ، وتعرَّضَ لمحاولة اغتيالٍ نفَّذتها قوات الاحتلال الصِّهْيَوْني، ونجا منها، وبعد يومَيْنِ من اغتيال الشيخ ياسين، اختير الدكتور الرنتيسي زعيمًا لحركة "حماس" في قطاع غزَّةَ، واغتيل هو مع اثنين من مُرافقيه في 17 نيسان (أبريل) 2004م، بعد أن قَصفَت سيارتَهم طائراتُ الأباتشي الصِّهْيَوْنية في مدينة غزَّةَ، رحمه اللهُ.