اختَطَّ جوهرُ الصِّقليُّ القائِدُ الفاطميُّ القصرَ وحفَرَ أساسَه في أوَّلِ ليلةِ نُزولِه القاهرة، وأدخل فيه ديرَ العظام، وبنى مكانها مَسجِدًا من داخل السور، وأدخل أيضًا قصرَ الشَّوك في القصر المذكور، وجعل للقَصرِ أبوابًا، وقيل دخل جوهر مِصرَ بعَسكرٍ عظيمٍ ومعه ألفُ حمل مال، ومن السِّلاح والعُدَد والخيل ما لا يُوصَف. فلما انتظم حالُه ومَلَك مِصرَ ضاقت بالجُندِ والرعيَّة، واختَطَّ سورَ القاهرة وبنى بها القُصورَ، وسمَّاها المنصوريَّة، فلمَّا قَدِمَ المُعِزُّ العُبيدي من القيروان غيَّرَ اسمَها وسمَّاها القاهرة، وقيل سبَبُ تسميتِها بالقاهرةِ عائِدٌ لطالِعِ المنَجِّمينَ فيها وأنَّ الأتراك سيَملِكونَها، واتَّفَقَ ذلك في طلوعِ كوكَبِ المريخِ، وهو يُسمَّى عندهم القاهِرَ، فسُمِّيَت بذلك، وقيل: بل لأنَّ فيها قُبَّةً كانت تُعرَفُ بقُبَّة القاهر فسُمِّيَت بها.
كَثُرَ تسَلُّطُ الأتراك الجُندِ ببغداد، فأكثَروا مُصادراتِ النَّاسِ، وأخذوا الأموالَ، حتى إنَّهم فَرَضوا على الكَرخِ خاصَّةً مِئَة ألف دينار، وعَظُم الخَطبُ، وزاد الشَّرُّ، وأُحرِقَت المنازِلُ والدُّروبُ والأسواقُ، ودخل في الطَّمَعِ العامَّةُ والعيَّارون- والعَيَّارون: لصوصٌ يَمتَهِنونَ النَّهبَ والدعارةَ -، فكانوا يدخُلونَ على الرَّجُلِ فيُطالِبونَه بذخائِرِه، كما يفعَلُ السُّلطانُ بمن يُصادِرُه، فعَمِلَ النَّاسُ الأبوابَ على الدروب، فلم تغْنِ شيئًا، ووقَعَت الحربُ بين الجُندِ والعامَّةِ، فظَفِرَ الجُندُ التُّركُ، ونَهَبوا الكرخَ وغَيرَه، فأُخِذَ منه مالٌ جليلٌ، وهلك أهلُ السِّترِ والخَيرِ، فلمَّا رأى القُوَّادُ وعُقَلاءُ الجُندِ أنَّ المَلِكَ أبا كاليجار لا يَصِلُ إليهم، وأنَّ البلادَ قد خَرِبَت، وطَمِعَ فيهم المُجاوِرونَ مِن العَرَب والأكراد، راسَلوا جلالَ الدَّولة في الحضورِ إلى بغداد، فحَضَر في السَّنةِ التالية.
كان مَسعودُ الغزنوي قد أقرَّ دارا بن منوجهر بن قابوس على جرجانَ وطبرستان، وتزوَّج أيضًا بابنةِ أبي كاليجار القوهي، مقدَّم جيشِ دارا، فلمَّا سار إلى الهند منعوا ما كان استقَرَّ عليهم من المال، وراسلوا علاءَ الدَّولة بن كاكويه وفرهاذ بالاجتماعِ على العصيان والمخالفة، وقَوِيَ عزمُهم على ذلك ما بلَغَهم من خروج الغز بخراسان، فلما عاد مسعودٌ من الهند وأجلى الغزَّ وهَزَمهم سار إلى جرجان فاستولى عليها وملَكَها، وسار إلى آمل طبرستان، وقد فارقها أصحابُها، واجتمعوا بالغياضِ والأشجارِ الملتَفَّةِ، الضيَّقة المدخَل، الوَعرةِ المسلَكِ، فسار إليهم واقتحَمَها عليهم فهَزَمهم وأسَرَ منهم وقتل، ثم راسَلَه دارا وأبو كاليجار، وطلبوا منه العَفوَ وتقريرَ البلاد عليهم، فأجابَهم إلى ذلك، وحملوا من الأموالِ ما كان عليهم، وعاد إلى خراسان.
ملَكَ طغرلبك السلجوقي جرجان وطبرستان، وسبَبُ ذلك أنَّ أنوشروان ابنَ منوجهر بن قابوس بن وشمكير صاحبها، قبض على أبي كاليجار بن ويهان القوهي، صاحِبِ جيشِه، وزَوجِ أمِّه بمساعدةِ أمِّه عليه، فعَلِمَ حينئذ طغرلبك أنَّ البلادَ لا مانع له عنها، فسار إليها، وقصَدَ جرجان ومعه مرداويج بن بسو، فلمَّا نازلها فتح له المقيمُ بها، فدخلها وقرَّرَ على أهلِها مِئَة ألف دينار صُلحًا، وسَلَّمَها إلى مرداويج بن بسو، وقرَّرَ عليه خمسين ألف دينار كل سنةٍ عن جميعِ الأعمال، وعاد إلى نيسابور، وقصَدَ مرداويج أنوشروان بسارية، وكان بها، فاصطَلَحا على أنْ ضَمِنَ أنوشروان له ثلاثينَ ألف دينار، وأُقيمَت الخُطبةُ لطغرلبك في البلادِ كلِّها، وتزوَّج مرداويج بوالدة أنوشروان، وبقي أنوشروان يتصَرَّف بأمرِ مرداويج لا يخالِفُه في شيءٍ البتَّة.
وَرَدَ إلى بغداد الشَّريفُ أبو القاسمِ البكريُّ، المغربيُّ، الواعظُ، وكان أَشعريَّ المَذهبِ، وكان قد قَصَدَ نِظامَ المُلْكِ، فأَحَبَّهُ ومالَ إليه، وسَيَّرَهُ إلى بغداد، وأَجرَى عليه الجِرايةَ الوافِرةَ، فوَعظَ بالمدرسةِ النِّظاميَّةِ، وكان يَذكُر الحَنابِلَةِ ويَعِيبُهم، ويقول: "وما كَفَرَ سُليمانُ ولكنَّ الشياطين كَفَروا، والله ما كَفَرَ أَحمدُ ولكنَّ أَصحابَه كَفَروا، ثم إنَّه قَصَدَ يومًا دارَ قاضي القُضاةِ أبي عبدِ الله الدَّامغاني بنَهرِ القلائين، فجَرَى بين بَعضِ أَصحابِه وبين قَومٍ من الحَنابلةِ مُشاجرةٌ أَدَّت إلى الفِتنَةِ، وكَثُرَ جَمعُه، فكَبَسَ دُورَ بَنِي الفَرَّاءِ الحَنابلةِ، وأَخذَ كُتُبَهم، وأَخذَ منها كِتابَ ((الصِّفاتِ)) لأبي يَعلَى، فكان يَقرأُ بين يدي البَكريِّ وهو جالسٌ على الكُرسيِّ للوَعظِ، فيُشَنِّعُ به عليهم، وجَرَى له معهم خُصوماتٌ وفِتَنٌ. ولُقِّبَ البَكريُّ من الدِّيوانِ بِعَلَمِ السُّنَّةِ.
سار صلاحُ الدين إلى بيت المقدس فيمن بَقِيَ معه من العساكر، فنزلوا جميعًا داخِلَ البلد، فاستراحوا مما كانوا فيه، ونَزَل هو بدار الأقسا مجاوِر بيعة قمامة، وقَدِمَ إليه عسكر من مصر مُقَدَّمُهم الأمير أبو الهيجاء السمين، فقَوِيَت نفوس المسلمين بالقُدس، وسار الفرنجُ من الرملة إلى النطرون ثالث ذي الحجة، على عزمِ قَصدِ القدس، فكانت بينهم وبين يزك- مقدِّمة جيش- المسلمينَ وقَعات، أَسَرَ المسلمون في وقعةٍ منها نيفًا وخمسينَ فارسًا من مشهوري الفرنجِ وشُجعانِهم، وكان صلاحُ الدين لَمَّا دخل القُدسَ أمَرَ بعمارة سوره، وتجديدِ ما رث منه، فأحكم الموضِعَ الذي مَلَك البلد منه، وأتقَنَه، وأمر بحفر خندقٍ خارِجَ الفَصيلِ، وسلَّمَ كُلَّ برج إلى أمير يتولى عمَلَه.
لما استقَرَّت أمورُ خوارزم شاه في الريِّ اشتغَلَ بقتالِ الملاحدة، فافتتح قلعةً على باب قزوين تسمَّى أرسلان كشاه، وانتقل إلى حصارِ قلعة ألموت، فقُتِلَ عليها صدرُ الدين محمد بن الوزان رئيس الشافعية بالري، وكان قد تقَدَّم عنده تقدمًا عظيمًا، قَتَله الملاحدة، وعاد خوارزم شاه إلى خوارزم، فوثَب الملاحِدةُ على وزيره نظام الملك مسعود بن علي فقَتَلوه في جمادى الآخرة سنة ست وتسعين، فأمر تكش ولَدَه قطب الدين بقَصدِ الملاحدة، فقَصَد قلعة ترشيش وهي من قلاعِهم، فحصرها فأذعنوا له بالطاعة، وصالحوه على مائة ألف دينار، ففارَقَها، وإنما صالحهم لأنَّه بلَغَه خبَرُ مَرَضِ أبيه، وكانوا يراسِلونَه بالصلح فلا يفعَلُ، فلما سمع بمرض أبيه لم يرحَلْ حتى صالَحَهم على المال المذكور والطاعة ورحل.
هو نظام الملك مسعود بن علي، وزير خوارزم شاه تكش، وكان صالحًا كثيرَ الخير، حَسَن السِّيرة، شافعيَّ المذهب، بنى للشافعية بمرو جامعًا مُشرفًا على جامع الحنفيَّة، وبنى أيضًا مدرسة عظيمة بخوارزم وجامعًا، وجعل فيها خزانة كتب، وله آثارٌ حسنة بخراسان باقية، وثب الملاحدة الإسماعيليَّة عليه فقتلوه، ولَمَّا مات خلَّف ولدًا صغيرًا، فاستوزره خوارزم شاه رعايةً لحق أبيه، فأشيرَ على الصبيِّ أن يَستعفيَ، فأرسل يقول: إنني صبيٌّ لا أصلُحُ لهذا المنصب الجليل، فيولِّي السلطانُ فيه من يَصلُحُ له إلى أن أكبر، فإن كنتُ أصلُحُ فأنا المملوكُ، فقال خوارزم شاه: لستُ أُعفيك، وأنا وزيرُك، فكُن مراجعي في الأمورِ؛ فإنه لا يقِفُ منها شيءٌ، فاستحسن النَّاسُ هذا، ثمَّ إن الصبي لم تَطُل أيَّامُه، فتوفي قبل خوارزم شاه بيسيرٍ.
جمع عبد الله بن حمزة العلوي المتغَلِّب على جبال اليمن جموعًا كثيرةً فيها اثنا عشر ألف فارس، ومن الرجَّالة ما لا يحصى كثرةً، وكان قد انضاف إليه من جندِ المعز بن إسماعيل بن سيف الإسلام طغتكين بن أيوب، صاحِب اليمن، خوفًا منه، وأيقَنوا بمُلك البلاد، واقتَسَموها، وخافَهم ابنُ سيف الإسلام خوفًا عظيمًا، فاجتمع قوَّاد عسكر ابنِ حمزة ليلًا ليتَّفِقوا على رأيٍ يكون العمَلُ بمقتضاه، وكانوا اثني عشر قائدًا فنَزَلت عليهم صاعقةٌ أهلكَتْهم، فأتى الخبرُ ابنَ سيف الإسلام في باقي الليلةِ بذلك، فسار إليهم مجِدًّا فأوقع بالعسكَرِ المجتمع، فلم يَثبُتوا له، وانهزموا بين يديه، ووضع السيفَ فيهم، فقَتَل منهم ستةَ آلاف قتيل أو أكثر من ذلك، وثَبَت مُلكُه واستقَرَّ بتلك الأرض.
هو الشيخُ الإمامُ العلَّامة المحَدِّث، إمامُ اللغة رضي الدين أبو الفضائل الحسن بن محمد بن الحسن بن حيدر علي المعروف بالصاغاني، القرشي، العدوي، العمري، الصاغاني الأصل، الهندي اللهوري المولد، البغدادي الوفاة، المكي المدفن، الفقيه الحنفي، صاحب التصانيف. أحد أئمَّة اللغة في القرن السابع الهجري, وكان إليه المنتهى في معرفة اللِّسانِ العربي. وُلِدَ في لاهور بالهند في صفر سنة 577, ونشأ بغزنة من بلاد السند وقدم بغداد، ثم ذهب رسولًا من الخليفة إلى ملك الهند أكثر من مرة، ورحل إلى اليمن، وتوفي ودفن في بغداد بدارِه بالحريم الطاهري، وكان قد أوصى أن يُدفَنَ بمكة، فنُقِلَ إليها ودفن بها. له عدة مؤلَّفات لُغوية، من أشهرها: "العُباب الزاخر" وهو معجم كبير، و"التكملة والذيل والصلة" و"تاج اللغة" و"صحاح العربية".
جرت فتنةٌ مهولة ببغدادَ بين الناس وبين الرَّافضة، وقُتِلَ عدة من الفريقين، وعَظُم البلاء، ونهب الكرخ، فحنق ابن العلقمي الوزير الرافضي، وكاتَبَ هولاكو، وطَمَّعَه في العراق، فجاءت رسُلُ هولاكو إلى بغدادَ، وفي الباطِنِ معهم فرماناتٌ لغير واحد، وَصَلت جواسيس هولاكو إلى وزير الخليفة العباسي المستعصم بالله مؤيد الدين محمد بن العلقمي الرافضي ببغداد، وتحَدَّثوا معه ووعدوا جماعةً مِن أمراء بغداد مواعيدَ، والخليفةُ لا يدري ما يتمُّ، وأيَّامُه قد ولت ثم قَوِيَ قَصدُ هولاكو بن طولو بن جنكيزخان بغداد، وبعث يطلبُ الضيافةَ مِن الخليفة فكَثُرَ الإرجافُ ببغداد، وخرج الناسُ منها إلى الأقطار، ونزل هولاكو تجاهَ دار الخلافة وملك ظاهِرَ بغداد، وقتل من الناسِ عالَمًا كثيرًا.
هو أميرُ المؤمنينَ الخليفةُ الحاكِمُ بأمر الله أبو العباس أحمد بن المسترشد بالله الهاشمي العباسي البغدادي المصري، بويِعَ بالخلافة بالدَّولةِ الظاهرية في أول سنة 661، فاستكمل أربعينَ سنةً في الخلافة، وتوفِّيَ ليلة الجمعةِ ثامن عشر جمادى الأولى، وصُلِّيَ عليه بجامع ابن طولون، ودُفِنَ بجوار المشهد النفيسي وقتَ صلاةِ العَصرِ بسوق الخيل، وحَضَر جنازته الأعيانُ والدولةُ كُلُّهم مُشاةً، وكان قد عَهِدَ بالخلافة إلى وَلَدِه أبي الربيع سليمان، وتلقَّبَ بالمستكفي باللهِ، وقرئ كتاب تقليدِه بالخلافة بحَضرةِ السلطان المَلِك الناصر محمد بن قلاوون والدَّولة يوم الأحد عشرين من ذي الحجة مِن هذه السنة، وخُطِبَ له على المنابِرِ بالبلادِ المصريَّة والشاميَّة، وسارت بذلك البريديَّةُ إلى جميع البلاد الإسلاميَّة.
تزايد ظهورُ شأن إسماعيل شاه بن حيدر الصفوي، فاستولى على سائر ملوك العجم، وملك خراسان، وأذربيجان، وتبريز، وبغداد، وعراق العجم، وقهر ملوكَهم، وقتل عساكِرَهم، بحيث قتل مئاتِ الألوف، وأظهر مذهبَ الإلحاد والرَّفض، وغيَّر اعتقاد أهل العجم, وكان عسكرُه يسجدون له ويأتمرون بأمرِه، وكاد يدَّعي الرُّبوبية! وقتَل العلماء، وأحرق كتُبَهم ومصاحِفَهم، ونبش قبور المشايخ من أهل السُّنَّة وأخرج عظامَهم وأحرقَها، وكان إذا قتل أميرًا أباح زوجته وأمواله لشخصٍ آخر، فلما بلغ السلطان سليم الأول سلطان الدولة العثمانية ذلك تحَّركت همَّته لقتاله، وعدَّ ذلك من أفضل الجهادِ، فالتقى معه سنة 920 بقرب تبريز، فكانت وقعة عظيمة انهزم فيها إسماعيل شاه وجيشه هزيمةً نكراء.
كانت جزيرة رودس جزيرة مشاكِسة؛ إذ كانت حصنًا حصينًا لفرسان القديس يوحنا الذين كانوا يقطعون طريق الحجَّاج المسلمين الأتراك إلى الحجاز، فضلًا عن أعمالهم العدوانية الموجهة لخطوط المواصلات البحرية العثمانية، فاهتمَّ السلطان سليمان القانوني بفتحها، وأعدَّ حملة عظيمة ساعده على تحقيقِها عدةُ أمور: انشغال أوروبا بالحرب الكبرى بين شارل الخامس (كنت) إمبراطور الدولة الرومانية المقدسة وفرانسوا ملك فرنسا، وعقْد الصلح بين الدولة العثمانية والبندقية، وكذلك نموُّ البحرية العثمانية على عهد سليم الأول، فشَنَّ القانوني حربًا كبيرة ضِدَّ رودس ابتداءً من اليوم الثاني من شهر صفر من هذا العام وفتَحَها وأعطى للفرسان حقَّ الانتقال منها، فذهبوا إلى (مالطة) وهناك أعطاهم شارل كنت حَقَّ حكم هذه الجزيرة.
قام خير الدين بربروسا بالهجومِ على جزر البليار الإسبانية وعلى سواحلها الجنوبية، فاجتاز مَضِيقَ جبل طارق، وأطلق العِنانَ لنفسِه بالانقضاض على السفُن الإسبانية والبرتغالية العائدة من الأراضي الأمريكية، والمحمَّلة بالذهب والفضة، فاهتَزَّت لتلك الأحداث جميعُ الأوساط النصرانية، وأقلقت شارل الخامس ملك إسبانيا الذي اعتقد أنَّ خير الدين لن يقوى شأنُه بعد حادثة تونس السابقة، ويُعتبَر ذلك هو ردَّ الفعل على الهجوم المضادِّ الذي قام به الإسبان على تونس، وبدا وكأن الإمبراطوريةَ الرومانيةَ المقدَّسة قد طُوِّقت من قِبَل خصومها الفرنسيين والعثمانيين؛ مما أدى إلى استئناف الحروب بينهما من جديدٍ، كما صارت أهداف إسبانيا والبرتغال واحدةً، وذلك في احتلال مراكزَ في بلاد المغرب بالإضافة إلى خوفهم من تقدُّم العثمانيين داخلَ شِبه الجزيرة الأيبيرية.