الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3431 ). زمن البحث بالثانية ( 0.008 )

العام الهجري : 716 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1316
تفاصيل الحدث:

كان صاحِبُ مكَّة الأمير حميضة بن أبي نمي الحسني، قد قصد مَلِكَ التتر خربندا لينصُرَه على أهل مكة فساعده الروافِضُ هناك وجَهَّزوا معه جيشًا كثيفًا من خراسان، فلما مات خربندا بطل ذلك بالكلية، وعاد خميصة خائبًا خاسئًا. وفي صحبته أميرٌ من كبار الروافض من التتر يقال له الدلقندي، وقد جمع لخميصة أموالًا كثيرة ليقيم بها الرَّفضَ في بلاد الحجاز، فوقع بهما الأميرُ محمد بن عيسى أخو مهنا، وقد كان في بلاد التتر أيضًا ومعه جماعة من العرب، فقهرهما ومن كان معهما، ونهب ما كان معهما من الأموال وحضرت الرجالُ، وبلغت أخبارُ ذلك إلى الدولة الإسلامية فرَضِيَ عنه الملك الناصِرُ وأهل دولته، وغسل ذلك ذَنبَه عنده، فاستدعى به السلطانُ إلى حضرته فحضر سامعًا مطيعًا، فأكرمه نائِبُ الشام، فلما وصل إلى السلطانِ أكرمه أيضًا، ثم إنه استفتى الشيخَ تقي الدين بن تيميَّةَ، وكذلك أرسل إليه السلطانُ يسأله عن الأموالِ التي أخذت من الدلقندي، فأفتاهم أنها تُصرَفُ في المصالح التي تقَوِّي المسلمين؛ لأنها كانت مُعَدَّة لعنادِ الحَقِّ ونُصرةِ أهل البدعة على السُّنَّة.

العام الهجري : 559 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1164
تفاصيل الحدث:

فتح نور الدين محمود بن زنكي قلعة حارم من الفرنج؛ وسببُ ذلك أن نور الدين لَمَّا عاد منهزمًا من البقيعة، تحت حصن الأكراد، مِن قبلُ، واتَّفَق مسير بعض الفرنج مع مَلِكِهم في مصر، فأراد أن يقصِدَ بلادهم ليعودوا عن مصرَ، فأرسل إلى أخيه قطب الدين مودود، صاحِبِ الموصل وديار الجزيرة، وإلى فخر الدينِ قرا أرسلان، صاحبِ حصن كيفا، وإلى نجمِ الدين ألبي، صاحبِ ماردين، وغيرِهم من أصحاب الأطراف يستنجِدُهم؛ فأما قطب الدين فإنه جمعَ عسكَرَه وسار مجِدًّا، وفي مقدمته زين الدين علي أمير جيشه؛ وأما نجم الدين فإنه سيَّرَ عسكرًا، فلما اجتمعت العساكرُ سار نحو حارم فحصرها ونصبَ عليها المجانيق وتابَعَ الزحف إليها، فاجتمع من بقيَ بالساحل من الفرنج، فجاؤوا في حَدِّهم وحديدِهم، ومُلوكِهم وفُرسانِهم، وقِسِّيسِيهم ورهبانهم، وأقبلوا إليه مِن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلون، وكان المُقَدَّم عليهم البرنس بيمند: صاحب أنطاكية، وقمص: صاحب طرابلس وأعمالِها، وابن جوسلين، وهو من مشاهير الفرنج، والدوك، وهو مُقَدَّم كبيرٌ من الروم، وجمعوا الفارِسَ والراجِلَ، فلمَّا قاربوه رحلَ عن حارم إلى أرتاح؛ طمعًا أن يَتبَعوه فيتمَكَّنَ منهم؛ لبُعدِهم عن بلادِهم إذا لَقُوه، فساروا، فنزلوا على غمر ثم عَلِموا عجزَهم عن لقائه، فعادوا إلى حارم، فلما عادوا تَبِعَهم نورُ الدين في أبطال المسلمينَ على تعبئةِ الحرب، فلما تقاربوا اصطفُّوا للقتال، فبدأ الفرنج بالحملة على ميمنةِ المسلمين، وفيها عسكَرُ حلب وصاحِبُ الحصن، فانهزم المسلمون فيها، وتبِعَهم الفرنج، فقيل كانت تلك الهزيمةُ من الميمنة على اتِّفاق ورأيٍ دَبَّروه، فكان الأمرُ على ما دبَّروه؛ فإن الفرنج لَمَّا تبعوا المنهزمين عطف زينُ الدين علي في عسكر الموصل على راجل الفرنج فأفناهم قتلًا وأسرًا، وعاد خيَّالتهم، ولم يُمعِنوا في الطلَبِ خوفًا على راجِلِهم، فعاد المنهَزِمون في آثارهم، فلما وصل الفرنجُ رأوا رجالهم قتلى وأسرى، فسُقِطَ في أيديهم، ورأوا أنهم قد هلكوا وبَقُوا في الوسط قد أحدق بهم المسلمون من كل جانب، فاشتدَّت الحربُ، وقامت على ساق، وكثُرَ القتل في الفرنج، وتمَّت عليهم الهزيمة، فعدل حينئذ المسلمون من القتل إلى الأسر، فأسَروا ما لا يُحَدُّ، وفي جملة الأسرى صاحِبُ أنطاكية، والقمص، صاحب طرابلس، وكان شَيطانَ الفرنج، وأشَدَّهم شكيمةً على المسلمين، والدوك مقدم الروم، وابن جوسلين، وكانت عدة القتلى تزيد على عشرة آلاف قتيل. ثم سار إلى حارم فملكها في شهر رمضان من السنة، وبثَّ سراياه في أعمال أنطاكية، فنَهَبوها وأسروا أهلها، وباع البرنس بمال عظيم وأسرى من المسلمين.

العام الهجري : 448 العام الميلادي : 1056
تفاصيل الحدث:

كان ابتِداءُ أَمرِ المُلَثَّمِينَ، وهُم عِدَّةُ قَبائلَ يُنسَبون إلى حِمْيَر، أَشهرُها: لَمْتُونَة، ومنها أَميرُ المُسلمين يُوسف بن تاشفين، وجدالة ولمطة، وكان أوَّلُ مَسيرِهم مِن اليَمنِ، أيَّامَ أبي بكرٍ الصِّدِّيق رضي الله عنه، فسَيَّرَهُم إلى الشَّامِ وانتَقَلوا إلى مصر، ودَخَلوا المغربَ مع موسى بن نُصير، وتَوجَّهوا مع طارقِ إلى طَنجة، فأَحَبُّوا الانفِرادَ، فدَخلوا الصَّحراءَ واستَوطَنوها، فلمَّا كان هذه السَّنَة تَوجَّه رجلٌ منهم، اسمُه الجوهر -من قَبيلةِ جدالة- إلى إفريقية طالِبًا للحَجِّ، وكان مُحِبًّا للدِّينِ وأَهلِه، فلمَّا انصَرَف مِن الحَجِّ قال للفَقيهِ: ابعَثْ معي مَن يُعَلِّمُهم شَرائعَ الإسلام. يعني قَومَه في الصَّحراء، فأَرسَل معه رَجُلًا اسمُه: عبدُ الله بن ياسين الكزولي، وكان فَقِيهًا صالحًا، فلم يَقبَلوهُ فرَحَلَا عنهم، فانتهى الجوهرُ وابنُ ياسين إلى جدالة -قَبيلةِ الجوهر- فدَعاهُم عبدُ الله بن ياسين والقَبائلَ الذين يُجاوِرُونَهم إلى حُكمِ الشَّريعةِ، فمِنهم مَن أَطاعَ، ومِنهم مَن أَعرضَ وعَصى، ثم إنَّ المُخالِفين لهم تَحيَّزوا وتَجمَّعوا، فقال ابنُ ياسين للذين أطاعوا: قد وجَبَ عليكم أن تُقاتِلوا هؤلاء الذين خالَفوا الحَقَّ، وأَنكَروا شَرائعَ الإسلامِ، واسْتَعَدُّوا لِقِتالِكُم، فأَقِيموا لكم رايَةً، وقَدِّموا عليكم أَميرًا. فأَتَيَا أبا بكرِ بن عُمرَ، فعَقَدوا له البَيْعَةَ، وسَمَّاهُ ابنُ ياسين أَميرَ المُسلِمين، وعادوا إلى جدالة، وجَمَعوا إليهم مَن حَسُنَ إِسلامُه، وحَرَّضَهم عبدُ الله بن ياسين على الجِهادِ في سَبيلِ الله، وسَمَّاهُم مُرابِطين، وتَجَمَّع عليهم مَن خالَفَهُم، فلم يُقاتِلهُم المُرابِطون؛ بل استعان ابنُ ياسين وأبو بكرِ بن عُمرَ على أولئك الأَشرارِ بالمُصلِحينَ مِن قَبائلِهم، فاستَمالُوهم وقَرَّبوهُم حتى حَصَّلُوا منهم نحوَ ألفي رَجُلٍ مِن أَهلِ البَغْيِ والفَسادِ، فتَركُوهم في مَكانٍ، وخَنْدَقوا عليهم، وحَفَظوهُم، ثم أَخرجوهُم قَومًا بعدَ قَومٍ، فقَتَلوهُم، فحينئذٍ دانت لهم أَكثرُ قَبائلِ الصَّحراءِ، وهابوهُم، فقَوِيَت شَوكةُ المُرابِطين.

العام الهجري : 1255 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1839
تفاصيل الحدث:

لما تسلَّم السلطان عبد المجيد الأول بن محمود الثاني الحُكمَ، وهو ما يزال دون الثامنةَ عشرة من عمرِه، كان صِغَرُ سِنِّه هذا فرصةً لبعض الوزراء التغريبيين لإكمال ما بدأه والِدُه الراحل من إصلاحاتٍ على الطريقة الأوروبية، والتمادي في استحداثِ الوسائل الغربية، ومن هؤلاء الوزراءِ الذين ظهروا في ثيابِ المصلحين ومُسوحِ الصادقين (مصطفى رشيد باشا) الذي كان سفيرًا للدولة في (لندن) و (باريس)، ووصل إلى منصِبِ وزير الخارجية في أواخِرِ عَهدِ السلطان محمود الثاني، وكانت باكورةُ إصلاحاته استصدارَ مرسوم من السلطان عُرِفَ بـ (خط شريف جلخانة) أي: المرسوم المتوَّج بخط السلطان، الذي صدر عن سراي الزهر عام 1839م، وبدأ عهدٌ جديد يسمَّى عهد التنظيمات الخيرية العثمانية، التي كان من بينها احترامُ الحريات العامة والممتَلَكات والأشخاص، بصرف النظَرِ عن معتقَداتِهم الدينية، ونصَّ فيه على مساواة جميع الأديانِ أمام القانون، ولم يلقَ الخط الشريف أو الدستور الذي سانده مصطفى رشيد وقِلَّةٌ من المحيطين به ترحيبًا أو تأييدًا من الرأيِ العام العثماني المُسلِم؛ فأعلن العُلَماءُ استنكارَهم وتكفيرهم لمصطفى رشيد باشا، واعتبروا الخطَّ الشريف منافيًا للقرآنِ الكريم في مُجمَلِه، وبخاصة في مساواته للنصارى بالمسلمين، ورأوا أنَّ ذلك -وبغضِّ النظر عن النواحي الدينية- سيؤدِّي إلى إثارة القلاقل بين رعايا السلطان. وكان الهدفُ بالفعل هو ما خَطَّطَت له الحركةُ الماسونية، وهو إثارةُ الشعور القومي لدى الشعوبِ النصرانية ضِدَّ الدولة العثمانية، وبهذا المرسومِ طُعنت عقيدةُ الولاء والبراء في الصَّميمِ، ونُحِّيَت جملةٌ من أحكام الشريعة الإسلامية فيما يتعلَّقُ بأهلِ الذمَّةِ وعَلاقاتِ المسلمين مع غيرهم، وحينما رأى المسلمون أنَّ الدولة تساوي بهم النصارى واليهودَ، وتستبدل بالشريعةِ الحنيفةِ قوانينَ النصارى، وتخلَعُ الأزياء القديمة الشريفة لتتَّخِذَ زيَّ النصارى، وأحسُّوا كذلك أنَّ حكومة رشيد لا تكادُ تأتي أمرًا إلا راعت فيه خاطِرَ النصارى وحَرَصت أن لا تمسَّهم بأذًى أو تنالَهم بضَيمٍ- نفروا من ذلك نفورًا عظيمًا، ولم يجِدِ السلطان ورجالُ دولته من بدٍّ في إسقاطِه وعَزْلِه أمام مظاهِرِ السَّخَطِ الشعبي، وخَوْفهم من وثوبِ المسلمينَ وثَورتِهم.

العام الهجري : 419 العام الميلادي : 1028
تفاصيل الحدث:

ثار الجُندُ الأتراكُ ببغداد على جَلالِ الدَّولة البُويهيِّ الشِّيعيِّ، وشَغَّبوا، وطالبوا الوزيرَ أبا علي بنَ ماكولا بما لهم من العلوفةِ والأدرار، ونَهَبوا دارَه ودُورَ كُتَّاب المَلِك وحواشيه، حتى المُغَنِّينَ والمُخَنَّثين، ونَهَبوا صياغاتٍ أخرَجَها جلالُ الدَّولة لتُضرَبَ دنانيرَ ودراهِمَ، وتُفَرَّق فيهم، وحَصَروا جلالَ الدَّولة في داره، ومَنَعوه الطَّعامَ والماءَ، حتى شَرِبَ أهلُه ماءَ البئر، وأكَلوا ثمرةَ البُستانِ، فسألهم أن يُمَكِّنوه من الانحدارِ، فاستأجروا له ولأهلِه وأثقالِه سُفُنًا، فجَعَل بين الدارِ والسُّفُن سُرادقًا لتجتازَ حَرَمُه فيه، لئلَّا يراهم العامَّةُ والأجنادُ، فقصَدَ بعضُ الأتراكِ السُّرادِقَ، فظَنَّ جلالُ الدَّولة أنَّهم يريدونَ الحَرَم، فصاح بهم يقولُ لهم: بلَغَ أمرُكم إلى الحَرَمِ! وتقَدَّم إليهم فصاح صِغارُ الغِلمانِ والعامَّة: جلالُ الدَّولة يا منصورُ، ونزل أحدُهم عن فَرَسِه وأركَبَه إيَّاه، وقَبَّلوا الأرضَ بين يَدَيه، فلمَّا رأى قُوَّادُ الأتراك ذلك هربوا إلى خيامِهم بالرَّملة، وخافوا على نُفوسِهم، وكان في الخِزانةِ سِلاحٌ كثيرٌ، فأعطاه جلالُ الدَّولة أصاغِرَ الغِلمانِ وجعَلَهم عنده، ثمَّ أرسل إلى الخليفةِ ليُصلِحَ الأمرَ مع أولئك القُوَّاد، فأرسَلَ إليهم الخليفةُ القادِرُ بالله، فأصلح بينهم وبين جلالِ الدَّولة، وحَلَفوا، فقَبَّلوا الأرضَ بينَ يَدَيه، ورَجَعوا إلى منازِلِهم، فلم يمضِ غيرُ أيَّامٍ حتى عادوا إلى الشَّغبِ، فباع جلالُ الدَّولةِ فُرُشَه وثيابَه وخِيَمَه وفَرَّقَ ثَمَنَه فيهم حتى سَكَنوا.

العام الهجري : 521 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1127
تفاصيل الحدث:

كان السلطانُ محمود بن محمد بن ملكشاه قد أرسل إلى عماد الدين بواسط يأمره أن يَحضُر هو بنفسِه ومعه المقاتِلة في السفن، وعلى الدوابِّ في البر، فجمع كلَّ سفينة في البصرة إلى بغداد، وشحَنَها بالرجال المقاتِلة، وأكثَرَ من السلاح، وأصعد، فلما قارب بغداد أمرَ كُلَّ من معه في السفن وفي البر بلُبس السلاح، وإظهار ما عندهم من الجَلدِ والنهضة، فسارت السفنُ في الماء، والعسكرُ في البر على شاطئ دجلة قد انتشروا وملؤوا الأرض برًّا وبحرًا، فرأى الناس منظرًا عجيبًا، كَبُر في أعينهم، وملأ صدورَهم، وركب السلطانُ والعسكر إلى لقائِهم، فنظروا إلى ما لم يروا مثله، وعَظُم عماد الدين في أعينهم، وعزم السلطانُ على قتال بغداد حينئذ، والجِدُّ في ذلك في البر والماء. فلما رأى الخليفة المسترشد بالله الأمرَ على هذه الصورة، وخروج الأمير أبي الهيجاء من عنده، أجاب إلى الصلحِ، وترددت الرسل بينهما، فاصطلحا، واعتذر السلطانُ مما جرى، وكان حليمًا يسمَعُ سَبَّه بأذنه فلا يعاقِبُ عليه، وعفا عن أهل بغداد جميعِهم، وكان أعداءُ الخليفة يشيرون على السلطان بإحراق بغداد، فلم يفعل، وقال: لا تساوي الدنيا فِعْلَ مِثلِ هذا. وأقام ببغداد إلى رابع شهر ربيع الآخر سنة 521، وحمل الخليفةُ من المال إليه كما استقرت القاعدةُ عليه، وأهدى له سلاحًا وخيلًا وغير ذلك، فمرض السلطان ببغداد، فأشار عليه الأطباء بمفارقتها، فرحل إلى همذان، فلما وصلها عوفيَ.

العام الهجري : 60 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 680
تفاصيل الحدث:

بِمُجَرَّد وَفاةِ مُعاوِيَة بن أبي سُفيان سارَع زُعماءُ الكوفَة بالكِتابةِ إلى الحُسين بن عَلِيٍّ رضي الله عنه، وطلبوا منه المَسيرَ إليهم على وَجْهِ السُّرعةِ, فلمَّا تَواتَرت الكُتُبُ إليه مِن جِهَةِ أهل العِراق, وتَكرَّرت الرُّسُلُ بينهم وبينه, وجاءَهُ كِتابُ مُسلِم بن عَقِيلَ بالقُدومِ عليه بأَهْلِه, ثمَّ وقَع في غُبونِ ذلك ما وقَع مِن قَتْلِ مُسلمِ بن عَقِيلَ والحُسينُ لا يَعلَم بشيء مِن ذلك, فعزَم على المَسيرِ إليهم, والقُدومِ عليهم, فاتَّفَق خُروجُه مِن مكَّة أيَّام التَّرويَةِ قبلَ مَقتَلِ مُسلِم بيومٍ واحدٍ, فإنَّ مُسلِمًا قُتِلَ يومَ عَرفَة, ولمَّا اسْتَشعر النَّاسُ خُروجَه أشْفَقوا عليه مِن ذلك, وحَذَّروهُ منه, وأشار عليه ذوو الرَّأي منهم والمَحَبَّةِ له بعَدمِ الخُروجِ إلى العِراق, وأَمَروهُ بالمُقامِ بمكَّة, وذَكَّروهُ ما جَرى لأبيه وأخيه معهم, وكان ممَّن نَهاهُ عن الخُروجِ عبدُ الله بن عبَّاس، وعبدُ الله بن عُمَر، وعبدُ الله بن الزُّبيرِ، وأبو سعيدٍ الخُدريُّ, إلَّا أنَّه أَصَرَّ على الخُروجِ إلى الكوفَة.

العام الهجري : 629 العام الميلادي : 1231
تفاصيل الحدث:

تكامَلَ استيلاءُ التتر على إقليم أرمينية وخلاط وسائر ما كان بيد الخوارزمي، فوصلوا إلى شهزور فاهتَمَّ الخليفة المستنصر بالله غايةَ الاهتمام، وسيَّرَ عِدَّة رسل يستنجد الأشرفَ مِن مصر، ويستنجد العربان وغيرهم، وأخرج الخليفةُ الأموال، فوقع الاستخدام في جميع البلاد لحركة التتر، فندب الخليفةُ صاحب إربل مظفر الدين كوكبري بن زين الدين، وأضاف إليه عساكِرَ مِن عنده، فساروا نحوهم فهربت منهم التتار وأقاموا في مقابلتهم عدةَ شهور، ثم تمَرَّض مظفر الدين وعاد إلى بلده إربل، وتراجَعَت التتار إلى بلادِها.

العام الهجري : 574 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1179
تفاصيل الحدث:

اجتمع الفِرنجُ وساروا إلى بلدِ دِمشقَ مع ملكهم، فأغاروا على أعمالِها فنهبوها وأسَروا وقَتَلوا وسَبَوا، فأرسل صلاحُ الدين فرخشاه، ولد أخيه، في جمعٍ من العسكر إليهم، وأمره إذا قاربهم يرسِلُ إليه يخبره على جناحِ طائر ليسير إليه، وتقدَّمَ إليه أن يأمُرَ أهل البلاد بالانتزاحِ مِن بين يدي الفرنج، فسار فرخشاه في عسكره يطلُبُهم، فلم يشعُرْ إلا والفرنجُ قد خالطوه، فاضطرَّ إلى القتال، فاقتتلوا أشدَّ قتال رآه الناسُ، وألقى فرخشاه نفسَه عليهم، وغَشِيَ الحربَ ولم يكلها إلى سواه، فانهزم الفرنجُ ونُصر المسلمون عليهم، وقُتِلَ مِن مُقَدَّمي الفرنج جماعةٌ، منهم همفري، كان يُضرَبُ به المثل في الشجاعة والرأي في الحرب، وكان بلاءً صَبَّه الله على المسلمين، فأراح اللهُ المسلمين مِن شَرِّه، وقُتِلَ غيرُه من أضرابِه، ولم يبلُغْ عسكر فرخشاه ألف فارس، وكذلك أغار البرنسُ صاحب أنطاكية واللاذقية على جشير المسلمين- جشير أو دشير: هي الخيلُ والبقر التي تلازِمُ المرعى ولا ترجِعُ إلى الحظيرة بالليل- بشيزر وأخذه، وأغار صاحِبُ طرابلس على جمعٍ كثيرٍ مِن التركمان، فاحتجَفَ أموالهم- استخلصها وحازها- وكان صلاحُ الدين على بانياس، فسيَّرَ ولد أخيه تقي الدين عمر إلى حماة، وابن عمه ناصر الدين محمد بن شيركوه إلى مصر، وأمَرَهما بحفظ البلاد، وحياطة أطرافِها من العدُوِّ.

العام الهجري : 850 العام الميلادي : 1446
تفاصيل الحدث:

هو الأمير سيف الدين أزبك بن عبد الله السيفي قاني باي، أحد أمراء العشرات ورأس نوبة، المعروف بجُحا، أصله من مماليك نوروز الحافظي، وبقى عنده كتابيًّا، فأخذه بعد موته الأمير قاني باي المحمدي نائب دمشق وأعتقه، ثم اتصل بعد موت قاني باي بخدمة السلطان الملك المؤيد شيخ، وصار في دولته خاصكيًّا، ثم صار رأس نوبة الجمدارية- حَمَلة ملابس السلطان- في دولة السلطان الأشرف برسباي، ثم أمَّرَه الأشرفُ عشرةً وجعله من جملة رؤوس النوب، ودام على ذلك إلى أن توفِّيَ الملك الأشرف برسباي، فسافر أزبك إلى البلاد الشامية بسلطنة الملك العزيز يوسف، فلمَّا أن عاد أزبك إلى القاهرة كان كافأ الملك الظاهر جقمق على ما فعله معه من الخيرِ بأنَّه لما أن عصى الأتابك قرقماس الشعباني وافقه أزبك، وقاتل الملك الظاهِر جقمق وانهزم قرقماس واختفى، ثم ظفِرَ به، فعندما ظفر بقرقماس وقبَض على أزبك أيضًا، وحبسه بثغر الإسكندرية ثم نقله إلى حبس صفد، فاستمر محبوسًا إلى أن توفي في حدود الخمسين وثمانمائة تقريبًا بالقلعة بصفد، وهو في الكهولية, وكان عنده مروءة وكرم، مع خِفة روح ومُجون ودعابة، ولهذا سمِّيَ جحا، مع إسراف على نفسِه.

العام الهجري : 6 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 628
تفاصيل الحدث:

كان رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قبلَ عَقْدِ صُلحِ الحُديبيةِ بعَث خِراشَ بنَ أُميَّةَ الخُزاعيَّ إلى مكَّةَ، وحمَلهُ على جَملٍ له يُقالُ له: الثَّعلبُ. فلمَّا دخَل مكَّةَ عَقَرَتْ به قُريشٌ وأرادوا قَتْلَ خِراشٍ فمنَعهُم الأَحابيشُ (هم: بنو الحارث بن عبد مناة بن كنانة ، والهون بن خزيمة بن مدركة، وبنو المصطلق من خزاعة) حتَّى أتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فدَعا عُمَرَ لِيَبعثَهُ إلى مكَّةَ، فقال: يا رسولَ الله إنِّي أَخافُ قُريشًا على نَفْسي، وليس بها مِن بني عَدِيٍّ أحدٌ يَمنعُني، وقد عَرفتْ قُريشٌ عَداوتي إيَّاها وغِلْظَتي عليها؛ ولكنْ أَدلُّك على رجلٍ هو أَعزُّ مِنِّي عُثمانَ بنِ عفَّانَ. فدَعاهُ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم فبعَثهُ إلى قُريشٍ يُخبِرُهم أنَّه لم يأتِ لحربٍ، وأنَّه جاء زائرًا لهذا البيتِ مُعَظِّمًا لِحُرمَتِه، فخرج عُثمانُ حتَّى أتى مكَّةَ ولَقِيَهُ أَبانُ بنُ سَعيدِ بنِ العاصِ، فنزَل عن دَابَّتِه وحمَله بين يَديه ورَدِف خلفَه وأَجارهُ حتَّى بلَّغَ رِسالةَ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فانطلق عُثمانُ حتَّى أتى أبا سُفيانَ وعُظماءَ قُريشٍ فبَلَّغهُم عن رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم ما أَرسلهُ به، فقالوا لِعُثمانَ: إن شِئتَ أن تَطوفَ بالبيتِ فَطُفْ به. فقال: ما كنتُ لأفعلَ حتَّى يَطوفَ به رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم. فاحْتبسَتهُ قُريشٌ عندها، فبلَغ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم والمسلمين أنَّ عُثمانَ قد قُتِلَ).قال ابنُ عُمَرَ رضِي الله عنهما:كانت بَيعةُ الرِّضوانِ بعدَ ما ذهَب عُثمانُ إلى مكَّةَ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بيدِه اليُمنى: «هذه يدُ عُثمانَ». فضرَب بها على يدِه، فقال: «هذه لِعُثمانَ».
وقال جابرُ بنُ عبدِ الله: كُنَّا يومَ الحُديبيةِ ألفًا وأربعَ مائةٍ، فبايَعْنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وعُمَرُ آخِذٌ بيدِه تحت الشَّجرةِ، وهي سَمُرَةٌ. وقال لنا النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أنتم اليومَ خيرُ أهلِ الأرضِ». ثم قال جابرٌ: لو كنتُ أُبصِرُ لأَرَيْتُكُم مَوضِعَ الشَّجرةِ.
وعن مَعقِلِ بنِ يَسارٍ قال: لقد رَأيتُني يومَ الشَّجرةِ، والنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يُبايِعُ النَّاسَ، وأنا رافعٌ غُصنًا مِن أَغصانِها عن رَأسِه، ونحن أربعَ عشرةَ مائةً. وقدِ اخْتلفتِ الرِّواياتُ في عَددِهم، فقال ابنُ حَجَرٍ: (والجمعُ بين هذا الاختلافِ أنَّهم كانوا أكثرَ مِن ألفٍ وأربعمائةٍ، فمَن قال: ألفًا وخمسمائةٍ جبَر الكَسرَ، ومَن قال: ألفًا وأربعمائةٍ أَلغاهُ).

العام الهجري : 699 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1300
تفاصيل الحدث:

رحل المغولُ مِن دمشق على أنَّهم سيعودون زمن الخريف ليدخلوا مصر أيضًا، وعاد سيف الدين قبجق إلى دمشقَ يوم الخميس بعد الظهر خامس عشرين جمادى الأولى ومعه الألبكي وجماعة، وبين يديه السيوفُ مُسَلَّلة وعلى رأسه عصابةٌ، فنزل بالقصر ونودي بالبَلَدِ: نائبُكم قبجق قد جاء فافتَحوا دكاكينَكم واعملوا معاشَكم، ولا يغرر أحدٌ بنفسه هذا الزَّمان والأسعارُ في غاية الغلاءِ والقِلَّة، ولما كان في أواخر الشهر نادى قبجق بالبلد أن يخرُجَ الناس إلى قُراهم، وأمر جماعة وانضاف إليه خلقٌ من الأجناد، وكَثُرت الأراجيف على بابه، وعَظُم شأنه ودُقَّت البشائر بالقلعة، وركب قبجق بالعصائبِ في البلد والشاويشية بين يديه، وجهز نحوًا من ألف فارس نحو خربة اللصوصِ، ومشى مشيَ الملوك في الولاياتِ وتأمير الأمراءِ والمراسيم العالية النافذة، ثم إنَّه ضمن الخماراتِ ومواضِعَ الزنا من الحاناتِ وغيرها، وجُعِلَت دارُ ابن جرادة خارج من باب توما خمارةً وحانة أيضًا، وصار له على ذلك في كلِّ يومٍ ألفُ درهم، وهي التي دمَّرَتْه ومحقت آثارَه، وأخذ أموالًا أخرى من أوقاف المدارس وغيرها، ورجع بولاي من جهة الأغوار وقد عاث في الأرض فسادًا، ونهب البلادَ وخَرَّب ومعه طائفةٌ من التتر كثيرة، وقد خربوا قرًى كثيرة، وقتلوا من أهلها وسَبَوا خلقًا من أطفالها، وجبى لبولاي من دمشق أيضًا جباية أخرى، وخرج طائفةٌ من القلعة فقَتَلوا طائفة من التتر ونهبوهم، وقُتِلَ جماعة من المسلمين في غبون ذلك، وأخذوا طائفةً ممن كان يلوذ بالتتر، ورَسَمَ قبجق لخطيبِ البلَدِ وجماعة من الأعيان أن يدخُلوا القلعة فيتكَلَّموا مع نائِبِها في المصالحةِ، فدخلوا عليه يومَ الاثنين ثاني عشر جمادى الآخرة، فكلَّموه وبالغوا معه فلم يجِب إلى ذلك، وقد أجاد وأحسن وأرجل في ذلك بيَّضَ اللهُ وَجهَه، وفي ثامن رجب طلب قبجق القضاةَ والأعيان فحَلَّفَهم على المناصحة للدولة المحمودية- يعني قازان- فحلفوا له، وفي هذا اليوم خرج الشيخ تقيُّ الدين ابن تيمية إلى مخيَّم بولاي فاجتمع به في فكاكِ مَن كان معه من أسارى المُسلمين، فاستنقذ كثيرًا منهم من أيديهم، وأقام عنده ثلاثةَ أيامٍ ثم عاد، ثم راح إليه جماعةٌ من أعيان دمشق ثم عادوا من عنده فشُلحوا عند باب شرقي وأخَذَ ثيابَهم وعمائِمَهم ورجعوا في شرِّ حالة، ثم بعَثَ في طلبهم فاختفى أكثَرُهم وتغيَّبوا عنه.

العام الهجري : 4 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 625
تفاصيل الحدث:

كانت سَريَّةُ أبي سَلَمةَ عبدِ الله بنِ عبدِ الأسَدِ، وهو ابنُ عمَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بَرَّةَ بنتِ عبد المطلب، وأخوه من الرَّضاعةِ، أرضَعَتهما ثُوَيبةُ. وقَطَنٌ: هو جبلٌ، وقيل: ماءٌ مِن مياهِ بني أسَدٍ. وسَبَبُها: أن رجلًا مِن طيِّئٍ اسمُه الوليدُ بن زُهَيرِ بن طَريفٍ قَدِم المدينةَ زائرًا ابنةَ أخيه زَينَبَ، وكانت تَحتَ طُلَيبِ بنِ عُمَيرِ بن وَهبٍ، فأُخبِرَ أنَّ طُليحةَ وسَلَمةَ ابنَي خوَيلِدٍ تَرَكَهما قد سارا في قَومِهِما ومَن أطاعَهما لحَربِ رسولِ اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فنَهاهم قَيسُ بن الحارِثِ فعَصَوه؛ فلمَّا بَلَغ ذلك رسولَ اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دعا أبا سَلَمةَ رضي اللَّه تعالى عنه وقال: "اخرُج في هذه السَّريَّةِ فقدِ استَعمَلتُكَ عليها". وعَقَد له لِواءً وقال: "سِر حتَّى تَرِدَ أرضَ بَني أسَدِ بنِ خُزَيمةَ، فأغِرْ عليهم قبلَ أن يَتلاقَى عليك جُموعُهم". وأوصاه بتقوى اللَّه تعالى وبمَن معه من المسلمين خيرًا.
فخَرَج معه في تلك السَّريَّةِ خمسون ومئةُ رجلٍ، ومعه الرَّجلُ الطَّائيُّ دَليلًا، فأسرَعَ السَّيرَ وعَدَل بهم عن سَيفِ الطَّريقِ، وسار بهم ليلًا ونهارًا، فسَبَقوا الأخبارَ وانتَهَوا إلى ذي قَطَنٍ -ماءٍ من مياهِ بني أسَدٍ وهو الذي كان عليه جَمعُهم-، فأغاروا على سَرحٍ لهم، وأسَروا ثلاثةً من الرُّعاةِ وأفلَتَ سائِرُهم، فجاؤوا جَمْعَهم فأخبَروهم الخَبَرَ وحَذَّروهم جَمْعَ أبي سَلَمةَ، وكثَّروه عندهم، فتَفرَّق الجمعُ في كُلِّ وَجهٍ، ووَرَدَ أبو سَلَمةَ الماءَ، فوَجَد الجَمْعَ قد تَفرَّق. فعَسكَرَ وفرَّق أصحابَه في طَلَبِ النَّعَمِ والشَّاءِ؛ فجَعَلهم ثلاثَ فِرَقٍ: فِرقةٌ أقامت معه، وفِرقَتان أغارَتا في ناحيَتينِ شتَّى، وأوعَزَ إليهما ألا يُمعِنوا في الطلب، وألَّا يَبيتوا إلَّا عنده إن سَلِموا، وأمَرَهم ألَّا يَفتَرِقوا، واستَعمَل على كلِّ فِرقةٍ عامِلًا منهم فآبوا إليه جَميعًا سالِمين قد أصابوا إبِلًا وشاءً، ولم يَلْقَوا أحدًا، فانحَدَر أبو سَلَمةَ بذلك كُلِّه راجعًا إلى المدينةِ ورَجَع معه الطَّائيُّ.
فلمَّا ساروا ليلةً قسَّمَ أبو سَلَمةَ الغنائِمَ، وأخرَجَ صَفيَّ رسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عبدًا وأخرَجَ الخُمُسَ وأعطَى الطائيَّ الدليلَ رِضاهُ من المَغنَمِ، ثم قَسَّم ما بَقي بين أصحابِه فأصاب كلُّ إنسانٍ سبعةَ أبعِرةٍ، وقَدِم بذلك إلى المدينةِ ولم يَلْقَ كَيدًا.

العام الهجري : 1009 العام الميلادي : 1600
تفاصيل الحدث:

بعد أن فرَّ كثيرٌ من الجند من معركة كرزت، قام السلطان العثماني محمد الثالث بنفيهم إلى الأناضول، فقام أحدُهم واسمه قره يازجي وادَّعى أنَّه رأى الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام، وأنه وعده بالنصرِ على آل عثمان، فأعلن التمرُّد بعد أن تبِعَه كثيرٌ من المرتزقة من الجنود المنفيِّين، فدخل عينتاب فحاصرته الجيوشُ العثمانية، فأعلن الاستسلامَ على أن يُعطَى ولايةَ أماسيا، فوافق العثمانيون على ذلك، فلما ابتعدت عنه الجيوشُ أظهر العصيانَ ثانيةً وساعده أخوه دلي حسن والي بغداد يومَها، فعاد الجيشُ العثماني بقيادة صقلي حسن باشا فانتصر على قره يازجي الذي توفِّي متأثرًا بجراحه، وجاء أخوه فانتصر على صقلي حسن باشا وقتلَه عام 1010.

العام الهجري : 1389 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1969
تفاصيل الحدث:

هو المقرئُ الشيخ محمد صديق المنشاوي، أحدُ رُوَّادِ التلاوة بمصر، تميَّز بأسلوبٍ مُمَيَّز وحزين في تلاواتِه. وُلِدَ بقرية البوري بمحافظة سوهاج بمصر، وأتمَّ حِفظَ القرآن وهو في الثامنة؛ حيث نشأ في أسرةٍ تهتَمُّ بالقرآن حفظًا وتلاوةً؛ فأبوه الشيخ صديق هو الذي علَّمه فنَّ قراءة القرآن الكريم، ذاع صِيتُ محمد ولَقِيَ قَبولًا حسنًا لعُذوبةِ صَوتِه وجماله وانفرادِه بذلك، كان متقِنًا لمقاماتِ القراءة والانفعال العميقِ مع معاني وألفاظ القرآن, ويُعدُّ المنشاوي من أشهَرِ القرَّاء في العالم الإسلامي. أصيب الشَّيخُ في آخر أيامِه بمرض دوالي المريء، ورَغمَ مَرضِه ظلَّ يقرأ القرآن حتى وافته المنية -رحمه الله- يوم الجمعة 5 ربيع الثاني من هذا العام.