الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 895 ). زمن البحث بالثانية ( 0.006 )

العام الهجري : 744 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1343
تفاصيل الحدث:

هو الشَّيخُ الإمامُ العلَّامة الناقِدُ في فنون العلوم: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن الشيخ عماد الدين أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة المقدسي الحنبلي، من تلاميذ شيخِ الإسلامِ ابنِ تيميَّةَ. كان مولِدُه في رجب سنة 705. توفي ولم يبلغِ الأربعين، وكان قد حَصَّل من العلومِ ما لا يَبلُغُه الشُّيوخُ الكبار، وتفَنَّنَ في الحديث والنحو والتصريف والفقه والتفسير والأصلين، والتاريخ والقراءات، وله مجاميعُ وتعاليقُ مُفيدة كثيرة, وكان حافِظًا جيِّدًا لأسماءِ الرجال وطُرُقِ الحديث، عارفًا بالجَرحِ والتعديل، بصيرًا بعِلَلِ الحديث، حَسَن الفَهمِ له، جَيِّد المذاكرة، صَحيحَ الذِّهنِ مُستقيمًا على طريقةِ السَّلَفِ، واتِّباع الكِتابِ والسنَّة، مثابرًا على فِعلِ الخيرات، ومن مصنَّفاته كتاب العلل، وهو مؤلِّفُ كِتاب العقود الدريَّة في مناقب شيخِ الإسلامِ ابنِ تيميَّة، وله كتاب قواعد أصول الفقه، وفضائل الشام، والأحكام في الفقه، وغيرها كثير, وكان قد مَرِضَ قريبًا من ثلاثة أشهر بقُرحة وحُمَّى سُل، ثم تفاقم أمرُه وأفرط به إسهالٌ، وتزايد ضَعفُه إلى أن توفِّيَ يوم الأربعاء عاشرَ جمادى الأولى قبل أذانِ العصر، وكان آخِرَ كلامِه أنْ قال: أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأشهَدُ أنَّ مُحمَّدًا رَسولُ الله، اللهُمَّ اجعَلْني من التوَّابينَ واجعَلْني من المتطَهِّرينَ، فصُلِّيَ عليه يومَ الخميس بالجامِعِ المظفري وحضر جنازتَه قُضاةُ البلد وأعيانُ الناس من العلماء والأمراء والتجَّار والعامة، وكانت جنازتُه حافلةً، ودُفِن بالروضة.

العام الهجري : 231 العام الميلادي : 845
تفاصيل الحدث:

لم تَزَل هذه الفتنةُ ساريةً مِن أيام المأمونِ إلى أيَّامِ المُعتَصِم ثمَّ إلى أيام الواثق، فبَقِيَ على نفسِ مِنوالِ صاحِبَيه السابقَينِ، يمتَحِنُ العلماء بمسألة خَلْقِ القرآنِ ومسألةِ رؤية الله تعالى يومَ القيامة، وسُجِنَ مَن سُجِن وقُتِل من قُتل بسبب هذا، حتى ورد كتابُ الخليفةِ هارون الواثقُ إلى الأعمالِ بامتحانِ العُلَماءِ بخلقِ القُرآنِ، وكان قد منع أبوه المعتَصِمُ ذلك، فامتحَنَ الناسَ ثانيًا بخَلْقِ القرآن. ودام هذا البلاءُ بالنَّاسِ إلى أن مات الواثِقُ وبُويع المتوكِّلُ جَعفرٌ بالخلافة، في سنة اثنتينِ وثلاثين ومائتين، فرفع المتوكِّلُ المِحنةَ ونشَرَ السُّنَّةَ، بل إنَّ الأمرَ استفحَلَ بالواثِقِ أكثَرَ مِن ذلك؛ فإنَّه أمَرَ أيضًا بامتحانِ الأُسارى الذين وَفِدوا من أَسْرِ الفِرنجِ بالقَولِ بخَلقِ القُرآنِ وأنَّ اللهَ لا يُرى في الآخرةِ، فمن أجاب إلى القَولِ بخَلقِ القُرآنِ وأنَّ الله لا يرى في الآخرةِ فُودِيَ، وإلَّا تُرِكَ في أيدي الكُفَّار، وهذه بدعةٌ صَلعاءُ شَنعاءُ، عَمْياءُ صَمَّاءُ، لا مُستنَدَ لها مِن كِتابٍ ولا سُنَّةٍ ولا عقلٍ صَحيحٍ، بل الكتابُ والسُّنَّة والعَقلُ الصَّحيحُ بخِلافِها.

العام الهجري : 409 العام الميلادي : 1018
تفاصيل الحدث:

أصدَرَ الخَليفةُ العباسيُّ القادِرُ باللهِ كِتابًا في مذهَبِ أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ في القُرآنِ الكريمِ، قُرِئَ بدارِ الخِلافةِ في الموكِبِ, وفيه: أنَّ مَن قال: القُرآنُ مَخلوقٌ، فهو كافِرٌ حلالُ الدَّمِ.

العام الهجري : 1367 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1948
تفاصيل الحدث:

قامت عصابات الهاجاناه الصهيونية بارتكاب مجزرةٍ جديدةٍ في حقِّ الشعب الفلسطيني، وذلك في قرية ناصر الدين قضاء طبريا بفلسطين؛ حيث قتلت 50 فلسطينيًّا من سكان القرية البالغ عددهم 90.

العام الهجري : 235 العام الميلادي : 849
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ العَلَمُ, سَيِّدُ الحفَّاظ, أبو بكر عبدُالله بن محمد بن القاضي أبي شيبة إبراهيم بن عثمان بن خُوَاستَى العبسي مولاهم, الكوفي. ولد بالكوفةِ عام 159هـ. أحدُ أعلام الحديثِ، صاحِبُ المصَنَّف المعروف. أخو الحافظ عثمانَ بنِ أبي شيبة، والقاسمِ بن أبي شيبة الضَّعيف. فالحافظ إبراهيمُ بن أبي بكر هو ولَدُه, والحافِظُ أبو جعفر محمد بن عثمان هو ابنُ أخيه, فهُم من بيتِ علم, وأبو بكر: أجَلُّهم. قال أبو عُبيدٍ: انتهى عِلمُ الحديثِ إلى أربعةٍ: أحمدَ بنِ حنبل، وأبي بكرِ بنِ أبي شيبة، ويحيى بنِ مَعين، وعليِّ بنِ المَديني؛ فأحمدُ أفقَهُهم فيه، وأبو بكرٍ أسرَدُهم، ويحيى أجمَعُ له، وابنُ المَديني أعلَمُهم به. قَدِمَ ابنُ أبي شيبة بغداد وحَدَّثَ بها، وله كتاب التفسيرِ، والأحكام، والمُسنَد المصَنَّف.

العام الهجري : 238 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 853
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ الكبيرُ، شَيخُ المَشرِق، سيِّدُ الحُفَّاظ، أبو يعقوب: إسحاق بن إبراهيم بن مَخلَد الحنظلي التيميُّ المروزي، المعروف بابنِ راهَوَيه، ولد بمرو عام 161هـ كان مِن أهل مرو، وسكن نيسابور، أحدُ الأئمَّة الحُفَّاظ، شيخ البخاريِّ وأحمد ومسلم وغيرهم، فكُلُّهم روى عنه، قال الحسن بن عبد الصمد: سمعتُ إسحاقَ بن إبراهيم يقول: أحفَظُ سبعينَ ألف حديثٍ كأنَّها نُصبَ عيني. اجتمع فيه الحديثُ والفِقهُ، والحِفظُ والدِّينُ والوَرَعُ، ولإسحاقَ تصانيفُ، وكان صاحِبَ فقهٍ كالإمام أحمد، وله مسائل مشهورة، قال إسحاقُ: قال لي عبدُ الله بن طاهر أميرُ خراسان: لمَ قيلَ لك: ابنُ راهَوَيه؟ وما معنى هذا، وهل تكرهُ أن يقال لك هذا؟ قلتُ: اعلَمْ- أيُّها الأميرُ- أنَّ أبي وُلِدَ في الطريقِ، فقالت المراوزة: راهَوَيه؛ لأنَّه وُلِدَ في الطريق، وكان أبي يكرهُ هذا، وأمَّا أنا فلستُ أكرهُ ذلك.

العام الهجري : 132 العام الميلادي : 749
تفاصيل الحدث:

تَراسَل أَهلُ قِنِّسرين مع أَهلِ حِمص وتَزمَّروا واجْتَمَعوا على أبي محمَّد السُّفياني، وهو أبو محمَّد زِيادُ بن عبدِ الله بن يَزيد بن مُعاوِيَة بن أبي سُفيان، فبايَعوه بالخِلافَة، وقام معه نحو مِن أربعين ألفًا فقَصَدهم عبدُ الله بن عَلِيٍّ فالْتقَوا بمَرْج الأخرم، فاقْتَتَلوا مع مُقدِّمَة السُّفياني وعليها أبو الوَرْدِ فاقْتَتَلوا قِتالًا شَديدًا وهَزَموا عبدَ الصَّمد وقُتِلَ مِن الفَريقين أُلوف، فتَقدَّم إليهم عبدُ الله بن عَلِيٍّ ومعه حُميدُ بن قَحْطَبَة فاقْتَتَلوا قِتالًا شديدًا جِدًّا، وجَعَل أصحابُ عبدِ الله يَفِرُّون وهو ثابتٌ هو وحُميد. وما زال حتَّى هُزِمَ أَصحابُ أبي الورد، وثَبت أبو الورد في خَمسمائة فارسٍ مِن أَهلِ بَيتِه وقَومِه، فقُتِلوا جميعًا وهَرَب أبو محمَّد السُّفياني ومَن معه حتَّى لَحِقوا بتَدمُر، وآمنَ عبدُ الله أَهلَ قِنِّسرين وسَوَّدوا وبايَعوه ورَجَعوا إلى الطَّاعة، ثمَّ كَرَّ عبدُ الله راجِعًا إلى دِمَشق وقد بَلغَه ما صَنَعوا، فلمَّا دَنا منها تَفرَّقوا عنها ولم يكُن منهم قِتالٌ فأَمَّنَهم ودَخَلوا في الطَّاعَة. وأمَّا أبو محمَّد السُّفياني فإنَّه ما زال مُضَيَّعًا ومُشَتَّتًا حتَّى لَحِقَ بأَرضِ الحِجاز فقاتَلَه نائِبُ أبي جَعفَر المَنصور في أيَّامِ المنصورِ فقَتلَه وبَعَث بِرَأسهِ وبِابْنَيْنِ له أَخذَهُما أَسِيرَيْنِ فأطْلَقَهُما المنصورُ في أيَّامِه.

العام الهجري : 207 العام الميلادي : 822
تفاصيل الحدث:

وقعَت بين زيادةِ الله وبين الجُند الحُروبُ وهاجت الفِتَن. واستولى كلُّ رئيس بناحية فملكوها عليه كُلَّها، وزحفوا إلى القيروان فحَصَروه، وكان فاتحةَ الخلافِ أنَّ زيادَ بنَ سَهلِ بن الصقليَّة حاصر مدينةَ باجة فسَرَّحَ إليه زيادةُ الله العساكِرَ فهزموه وقتلوا أصحابَه. ثمَّ انتقض منصورُ الترمذي بطبنة، وسار إلى تونُس فملَكَها, فسرَّحَ زيادةُ الله العساكِرَ من القيروان مع غلبون ابنِ عَمِّه، ووزيره اسمُه الأغلب بن عبد الله بن الأغلب، وتهددهم بالقتل إن انهَزَموا، فهزمهم منصور الترمذي، وخَشُوا على أنفسهم ففارقوا غلبون، وافترقوا على إفريقيَّة، واستولوا على باجة والجزيرة وصطفورة والأربس وغيرها. واضطربت إفريقيَّة، ثم اجتمعوا إلى منصورٍ الترمذي، وسار بهم إلى القيروان فملَكَها، ثم خرج إليه زيادةُ الله فقاتله فهزَمه، ولحِقَ قوَّاد الجند بالبلاد التي تغلَّبوا عليها، ولم يبقَ على طاعةِ زيادة الله من إفريقيَّة إلا تونس والساحل وطرابلس ونفزاوة. وبعث الجندُ إلى زيادة الله بالأمانِ وأن يرتحِلَ عن إفريقيَّة، وبلغه أنَّ عامِرَ بنَ نافع الأزرق يريدُ نفزاوة وأنَّ برابرتَها دعَوه، فسرَحَّ إليهم مائتي مقاتلٍ لِمَنع عامر بن نافع، فرجع عامرٌ عنها، وهزَمَه إلى قسطيلة ورجع. ثم هرب عنها واستولَّى سفيانُ على قسطيلة وضبَطَها. وذلك سنةَ تسعٍ ومائتين، واسترجع زيادةُ الله قسطيلةَ والزاب وطرابلس واستقام أمرُه.

العام الهجري : 1435 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 2014
تفاصيل الحدث:

اشتدَّ اعتِداءُ الحوثيِّين وحِصارُهم لمِنطَقَة دمَّاج؛ ممَّا أدَّى إلى خروجِ شيخِ دار الحديثِ بها، وكَثيرٍ من أهل السُّنَّة منها بعدَ مُفاوضاتٍ من قِبَلِ لجنةِ وَساطةٍ بينهم وبين جماعةِ الحُوثِيِّ، مقابلَ وَقفِ إطلاقِ النَّارِ، وفَكِّ الحِصارِ عن دمَّاجٍ.

العام الهجري : 1367 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1948
تفاصيل الحدث:

بعد أداء صلاة الجمعة والناس غافلون مُنهَمِكون في أسواقهم وأشغالهم وحقولهم، إذ بالجنودِ الصهاينة يقتَحِمون قريةَ الدوايمة التي تبعُدُ عن الخليل نحو 24 كيلو متر ويحاصِرونَها، فقتلوا المئات من الشيوخ والشباب، وحطَّموا رؤوس الأطفال بالهراوات أمام أمهاتهم، ثم قتلوا الأمهات. واعتدَوا على النساء أمام ذويهن دون أن يعبؤوا بصياحهنَّ واستنجادهن، يقول أحد قادة حزب المابام الصهيوني (إسرائيل جاليلي) إنه شاهَدَ مناظِرَ مُروِّعة من قَتلِ الأسرى، واغتصاب النساء، وغير ذلك من أفعال مَشينة. وبعد ذلك قيَّدوا الرجال الذين تم الإمساك بهم بالحبال والسلاسل، وقادوهم كما تقاد الأغنامُ ووضعوهم في أحد المنازل ومنَعوا عنهم الماء، وفجَّروا المنزل بالديناميت على رؤوسهم. وكان الملاذ الأخير لأهل القرية (الجامع) اعتقادًا منهم أن الجنودَ سيحترمون المسجد، فدخلوا المسجدَ وهم يكَبِّرون، ويقرؤون القرآن الكريم، وما هي إلا لحظات قليلة، وتمَّ قتلهم جميعًا، وكان عددهم (75) شخصًا معظَمُهم من كبار السن والعَجَزة، حيث أُحرِقَ المسجد بمن فيه بعد إغلاقِه بإحكام خوفًا من خروج الجرحى، إذا كان هناك جرحى!! يقول المؤرخ الصهيوني بني موريس: لقد تمت المجزرة بأوامِرَ من الحكومة (الإسرائيلية)، وإن فقرات كاملة حُذِفَت من محضر اجتماع لجنة (حزب المابام) عن فظائع ارتُكِبَت في قرية الدوايمة، وأن الجنود قاموا بذبح المئات من سكان القرية؛ لإجبار البقية على المغادرة. وبلغ عدد قتلى مذبحة الدوايمة ما بين 700 إلى 1000، عدا الذين كانوا يحاوِلون التسلُّل للقرية لأخذ أمتعتهم وطعامهم بعد أيامٍ مِن حصول المجزرة.

العام الهجري : 1243 العام الميلادي : 1827
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ العلَّامةُ الأوحد الشيخ عبد الله ابن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، الثِّقةُ الثَّبتُ, التقي الوَرِعُ المجاهد المحتَسِب, ذو الهمة العالية والشجاعة المتناهية, الذي خَلَف والِدَه شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في مؤازرة الإمامِ عبد العزيز بن محمد بن سعود، وخَلَفه في بثِّ العلم والقيام بدعوة التوحيد ونَشْرها، والدفاع عنها بالقلَمِ واللسان، والحُجَّة والبيان، وهو عالمُ نجد بعد أبيه ومُفتيها، ومَن له الفتاوى السديدة والأجوبة العديدة، والرُّدود العظيمة، ومن ضُرِبَت إليه أكبادُ الإبل مِن سائِرِ بلدان نجد، وتوالت عليه الأسئلةُ من جميع قرى نجد ومدُنِها. ولِدَ في الدرعية سنة 1165هـ ونشأ بها في كَنَف والده، وقرأ القرآنَ حتى حَفِظه ثم شرع في القراءةِ على والده، فتفَقَّه في المذاهب الإسلامية، ومهَرَ في علمي الفروع والأصول، وكان مع هذا عالِمًا بارزًا في علم التفسير والعقائد وأصول الدين، عارفًا بالحديث ومعانيه، وبالفِقهِ وأصوله، وعلم النحو واللغة، وله اليدُ الطولي في جميع العلوم والفنون، كرَّس جُهدَه وأوقف حياته على تحصيلِ العلم وتعليمه ونَشْره تدريسًا وتأليفًا، فأخذ عنه العِلمَ خلقٌ كثيرٌ من فطاحلة عُلماء نجد وجهابِذتِهم، وكان مَرجِعَ القضاة في عهد الإمامِ عبد العزيز بن محمد بن سعود، وابنِه الإمام سعود، وابنِه الإمام عبد الله، وقد ألَّف مؤلفات كثيرة، منها: جواب أهل السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والزيدية، ردَّ به على بعض عُلماء الزيدية الذين اعترضوا على دعوةِ التوحيد السَّلَفية، وألَّف مختَصَر السيرة النبوية في مجلَّدٍ ضخمٍ، والكلمات النافعة في المكفِّرات الواقعة، وألَّف منسكًا صغيرًا للحج، وكتب رسائِلَ وفتاوى كثيرة، وكان له دروسٌ خاصة يحضُرُها الإمام سعود عبد العزيز، وابنه الإمام عبد الله بن سعود، في الدرعية، وقد صَحِبَ الأمير سعودَ بن عبد العزيز في دخوله مكَّةَ سنة 1218، وكتب حالَ دخوله مكة المكرمة مع الأمير سعود رسالةً وإجابةً منه لِمن سأله عمَّا يعتقدونه ويدينون للهِ به، وكان مع هذا شجاعًا مِقدامًا، وقف في باب البجيري المعروف -أثناء حصار إبراهيم باشا للدرعيَّة- وشهَرَ سَيفَه وقاتل قِتالَ الأبطال قائلًا كلمته المشهورة: "بطنُ الأرض على عِزٍّ خيرٌ من ظهرِها على ذُلٍّ" وقاتَلَ حتى رد العساكِرَ وزحزحهم عن مواقِفِهم، وذلك في آخر حرب الباشا على الدرعية، ثم نقله باشا إلى مصرَ بعد ما استولى على الدرعية، وذلك سنة 1242هـ, ونقل معه ابنه عبد الرحمن، وبقي بمصر محدودَ الإقامة حتى توفِّيَ  بمصر، وقد أنجب ثلاثةَ أبناء عُلَماء، هم: الشيخ سليمان، الذي قتله إبراهيم باشا في الدرعية، وعليٌّ قُتِلَ فيما بعد على يد بعض عساكرِ الترك بنجد، وعبد الرحمن نُقِلَ مع أبيه إلى مصر صغيرًا وتعلَّم بها ودرَّس برُواق الحنابلةِ.

العام الهجري : 256 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 870
تفاصيل الحدث:

هو الخليفة الصالحُ أميرُ المؤمنين أبو إسحاق، وقيل أبو عبدالله محمَّد بن هارون الثاني الواثق بالله بن محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد, وأمُّه أم ولدٍ اسمُها قرب, ولدَ في خلافة جدِّه الواثق سنة 219ه, وبويع بالخلافةِ في رجب سنة 255ه، وما قَبِلَ بيعةَ أحد حتى بايعه المعتز بالله، بعد أن أقرَّ بتنازله عن الخلافة له، وأشهَدَ على نفسِه بعجزه عن تولِّي مهامِّها. كان المهتدي أسمرَ رقيقًا، مليح الوجه، حسَنَ اللِّحية, مِن أحسنِ الخُلَفاء مذهبًا وأجودِهم طريقةً وأكثَرِهم ورَعًا وعبادةً وزَهادةً, وكان عادلًا، قويًّا في أمر الله، شُجاعًا، صوَّامًا قوَّامًا، لم تُعرَف له زلَّةٌ, وكان سهلَ الحِجاب كريمَ الطَّبع يخاطِبُ أصحابَ الحوائجِ بنفسِه ويجلِسُ للمظالم بنفسه, وكان يلبَسُ القميصَ الصُّوفَ الخَشِن تحت ثيابِه على جلدِه, وكان يقول: لو لم يكُن الزهد في الدنيا والإيثارُ لِما عند الله مِن طبعي لتكلَّفتُه وتصنَّعتُه؛ فإنَّ منصبي يقتضيه، فإنِّي خليفةُ الله في أرضِه والقائِمُ مقامَ رَسولِه، النائِبُ عنه في أمته، وكان له سفطٌ فيه جبَّة صوف وكساء كان يلبَسُه بالليل ويصلِّي فيه, وكان قد اطَّرَح الملاهيَ، واعتزل الغِناءَ، ومنع أصحابَ السلطان عن الظُّلم، وكان شديدَ الإشرافِ على أمر الدواوين ومحاسبةِ عُمَّاله. كان يحبُّ الاقتداءَ بما سلكه عمرُ بن عبد العزيز في خلافتِه من الورع والتقشُّف وكثرة العبادة وشدَّة الاحتياط، ولو عاش ووجَد ناصرًا لسار سِيرَتَه ما أمكَنَه، لَمَّا ذُكِّرَ بما حدث للإمامِ أحمد بن حنبل على يدِ أسلافه، قال: رحِمَ الله أحمدَ بن حنبل، واللهِ لو جاز لي أن أتبَرَّأ من أبي لتبَرَّأت منه. كان سفيان الثوريُّ يقول: "الخلفاء الراشدون خمسةٌ، ويعدُّ فيهم عمر بن عبد العزيز, ثمَّ أجمع الناسُ في أيام المهتدي مِن فَقيهٍ ومُقرئ وزاهد وصاحِبِ حديثٍ أن السادِسَ هو المهتدي باللَّه". وكان من عَزْمِه أن يُبيد الأتراك الذين أهانوا الخلفاءَ وأذلوهم، وانتهكوا منصِبَ الخلافة. فلما أراد أن يخالِفَ بين كلمة الأتراك ليُضعِفَ تسلُّطَهم على الخلافة، كتب إلى بايكباك أن يتسَلَّم الجيشَ من موسى بن بغا ويكون هو الأميرَ على الناس وأن يُقبِلَ بهم إلى سامرَّا، فلما وصل الكتاب بايكباك أقرأه موسى بن بغا فاشتَدَّ غَضَبُه على المهتدي واتَّفقا عليه وقصدا إليه إلى سامرَّا، وتركا ما كانا فيه، فلمَّا بلغ المهتدي ذلك ركب في جيش ٍكثيفٍ واتَّجه لملاقاتِهما, فلما سمعوا به رجع موسى بن بغا إلى طريقِ خُراسان وأظهر بايكباك السمعَ والطاعة, فأمر المهتدي عند ذلك بضَربِ عُنُق بايكباك، ثم ألقى رأسَه إلى الأتراك، فلما رأوا ذلك أعظَموه وأصبحوا من الغدِ مجتمعين على أخي بايكباك ظغوتيا فخرج إليهم الخليفةُ فيمن معه، فلما التقوا تمالأ الأتراكُ الذين مع الخليفة إلى أصحابِهم وصاروا إلبًا واحدًا على الخليفة، فحمل الخليفةُ عليهم فقتل منهم نحوًا من أربعة آلاف، ثم حملوا عليه فهزموه ومن معه فانهزم الخليفة فعاجله أحمد بن خاقان فرماه بسهمٍ في خاصرتِه، ثم حُمل على دابةٍ وخَلْفَه سائسٌ وعليه قميصٌ وسراويل حتى أدخلوه دار أحمد بن خاقان، فجعل من هناك يصفعونَه ويبزقون في وجهِه، وسلَّموه إلى رجلٍ، فلم يزل يجأُ خصيتيه ويطأُهما حتى مات- رحمه الله- وكانت خلافتُه أقلَّ مِن سنة بخمسة أيام، وصلَّى عليه جعفر بن عبد الواحد، ودُفن بمقبرة المنتصر بن المتوكل رحِمَه الله.

العام الهجري : 597 العام الميلادي : 1200
تفاصيل الحدث:

تعَذَّرت الأقواتُ بديار مصر، وتزايدت الأسعارُ، وعَظُم الغلاءُ، حتى أكل النَّاسُ الميتاتِ، وأكَلَ بَعضُهم بعضًا، وتَبِعَ ذلك فناءٌ عظيم، وابتدأ الغلاءُ من أول العام، وتمادى الحالُ ثلاث سنين متواليةً، لا يَمُدُّ النيلُ فيها إلا مدًّا يسيرًا، حتى عَدِمَت الأقوات، وخرج من مصرَ عالمٌ كثيرٌ بأهليهم وأولادهم إلى الشام، فماتوا في الطُّرُقاتِ جُوعًا، وشَنع الموتُ في الأغنياء والفقراء، وأُكِلَت الكلابُ بأسرِها، وأُكِلَ من الأطفال خلقٌ كثير، ثم صار الناس يحتالُ بعضُهم على بعض، ويؤخَذُ مَن قَدَر عليه فيُؤكَل، وإذا غَلَب القويُّ ضعيفًا ذبَحَه وأكله، وفُقِدَ كثيرٌ مِن الأطباء لكثرةِ مَن كان يستدعيهم إلى المرضى، فإذا صار الطبيبُ إلى داره ذبَحَه وأكله، وخَلَت مدينة القاهرة ومِصرُ أكثَر أهلها، وصار من يموتُ لا يجِدُ من يواريه، فيصير عِدَّة أشهر حتى يؤكَلَ أو يبلى، واتَّفَق أن النيل توقَّفَ عن الزيادة في سنة ست وتسعين، فخاف النَّاسُ، وقَدِمَ إلى القاهرةِ ومِصرَ من أهل القرى خلقٌ كثير، فإنَّهم لم يجدوا شيئًا من القُوتِ، لا الحبوب ولا الخضروات، وكان الناس قد فَنُوا بحيث بَقِيَ من أهل القرية الذين كانوا خمسمائة نفر، إمَّا نفرانِ أو ثلاثة، فلم تجِدِ الجسورُ من يقوم بها، ولا القُرى من يعمل مصالحُها، وعَدِمَت الأبقار وجافت الطرقاتُ بمصر والقاهرة وقراهما، ثم أكلَت الدودةُ ما زُرِعَ، فلم يوجَدْ مِن التقاوى ولا من العقر ما يمكن به رَدُّه، ولم يبقَ بمصرَ عامِرٌ إلا شَطُّ النيل، وكانت أهل القرى تخرج للحَرثِ فيموتُ الرجلُ وهو ماسِكٌ المحراثَ، ثمَّ وقع في بني عنزة بأرضِ الشراة- بين الحجاز واليمن- وباءٌ عظيمٌ، وكانوا يسكُنونَ في عشرين قرية، فوقعَ الوباء في ثماني عشرة قريةً، فلم يبقَ منهم أحد، وكان الإنسانُ إذا قرب من تلك القرى يموت ساعةَ ما يقاربها، فتحاماها النَّاسُ، وبقيت إبلُهم وأغنامُهم لا مانع لها، وأمَّا القريتان الأخريان فلم يمُتْ فيهما أحد، ولا أحسُّوا بشيءٍ مِمَّا كان فيه أولئك, فسُبحانَ مُقَدِّرِ الأقدارِ!!

العام الهجري : 750 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1349
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ الشيخ علاءُ الدين علي ابنُ القاضي فخر الدين عثمان بن إبراهيم بن مصطفى المارديني الحنفي المعروف بالتركماني، ومولِدُه في سنة 683، كان إمامًا فقيهًا بارعًا نحويًّا أصوليًّا لغويًّا، أفتى ودرَّس واشتغل وألَّف وصَنَّف، وكان له معرفةٌ تامَّةٌ بالأدب وأنواعه، وله نظمٌ ونَثرٌ، كان إمامَ عَصرِه لا سيَّما في العلوم العقلية والفقه أيضًا والحديث، وتصدى للإقراءِ عِدَّة سنين، وتولى قضاء الحنفيَّة بالديار المصرية في شوال سنة 748، عوضًا عن قاضي القضاة زين الدين البسطامي، وحسُنَت سيرته، ودام قاضيًا إلى أن مات، وتولى عِوَضَه ولده جمال الدين عبد الله، من مصَنَّفاته كتاب بهجة الأريب في بيان ما في كتاب الله العزيز من الغريب، والمنتخب في علوم الحديث، والمؤتلف والمختلف، والضعفاء والمتروكون، والدر النقي في الرد على البيهقي، ومختصر المحصل في الكلام، ومقدمة في أصول الفقه، والكفاية في مختصر الهداية، ومختصر رسالة القشيري، وغير ذلك. توفِّيَ يوم الثلاثاء عاشرَ المحَرَّم بالقاهرة.

العام الهجري : 1399 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1978
تفاصيل الحدث:

هو القارئُ المشهورُ مصطفى محمد المرسى إسماعيل. من روَّاد التلاوة والترتيل للقرآن الكريمِ وكان يطلق عليه (كروان المقرئين)، ولد عام 1905 في محافظة الغربية بمصرَ في قرية ميت غزال، وقرَّر جدُّه إلحاقه بكُتَّاب القرية بمجرَّد أن بلغ الخامسة من عمرِه، واستطاع أن يتمَّ حفظ القرآن الكريم كاملًا وهو في سنِّ الثانية عشرة، درس بعدها القراءاتِ القرآنيةَ حتى أجادها وهو في السابعة عشرة من عمره، وسافر بعدها إلى طنطا للالتحاقِ بمعهد الأحمدي الأزهري. يُعدُّ الشيخ مصطفى من أبرز شيوخِ التلاوة في مصر والعالم الإسلاميِّ. أتقن المقامات وقرأ القرآن بأكثر من 19 مقامًا بفروعها، وقد عُرف عنه أنه صاحب نَفَس طويل في القراءة التجويديةِ. كان عضوًا في رابطة تضامُن المقرئين التي كان يرأسها الشيخ محمد الصيفي. كان أولَ قارئ يُسجَّل في الإذاعة المصريةِ دون أن يُمتَحَن فيها، ولما سمع الملكُ فاروقُ تلاوتَه طلب على الفور من مساعده بأن يأتيَ به ليصبحَ قارئ الديوان الملكيِّ خلال شهر رمضانَ، وبالفعل نزلَ الشيخُ ضيفًا على الاستراحة الملكيةِ بفندق شبرد لمدة سبعة أعوامٍ كاملةٍ. واصطحبَه الساداتُ معه في رحلته الشهيرة إلى مدينة القدس عام 1977، وهناك قام بالخطابةِ وإمامةِ صلاة الجمعة في المسجدِ الأقصى. كانت فرنسا، إنجلترا، أمريكا، أستراليا، وبيروت: محطَّات من رحلاتِ الشيخ إلى الخارج، والتي لم تتوقَّف إلا بوفاتِه. أصيب الشيخ بجلطةٍ في دماغه نُقل على إثرها إلى المستشفى بالإسكندريةِ وهو في غيبوبة تامَّةٍ ظلَّ بها عدَّة أيام إلى أن تُوفِّي صباح يوم الثلاثاء 26 ديسمبر، وأُقيمت له جنازة رسميَّة يوم الخميس 28 ديسمبر، ودُفن في مسجده الملحق بداره في قرية ميت غزال بالسنطةِ بمحافظة الغربيةِ.