وُلِد محمد سيد طنطاوي في (28 أكتوبر 1928م) بقريةِ سليم الشرقية في محافظة سوهاج. تعلَّم وحَفِظ القرآنَ في مدينةِ الإسكندرية. حصل على الدكتوراه في الحديثِ والتفسيرِ عامَ (1966) بتقدير ممتاز، ثم عَمِل مدرِّسًا في كليَّةِ أُصولِ الدين، ثم انتُدِب للتدريسِ في ليبيا لمدةِ (4) سنواتٍ. عَمِل في المدينة المنوَّرة عميدًا لكليَّةِ الدِّراسات العليا بالجامعةِ الإسلاميَّةِ، وعُيِّن مُفتيًا للديار المِصرِيَّة في (28 أكتوبر 1986). ثمَّ عُيِّن شيخًا للأزهرِ في عام (1996). تُوفِّي رحمه الله في العاصمةِ السعودية الرياض إثرَ أزمةٍ قلبيَّةٍ مفاجِئَةٍ. وكان قد وَصَل إلى المملكة العربية السعودية لحُضورِ حفْلِ منحِ جائزة الملِك فَيصل العالَمية لخِدمَة الإسلام للفائزين بها هذا العامَ.
أنْهى العاهِلُ الأُردنِّيُّ الملِكُ عبدُ اللهِ الثَّاني، أحدَ بُنودِ اتِّفاقيةِ السلامِ "وادي عربةَ"، وذلِك بعدَمِ تجديدِ اتِّفاقيةِ تأجيرِ أراضي الباقورةِ والغمّرِ لإِسرائيلَ بعدَ احتِجاجاتٍ ومَسيراتٍ تطالِبُ بعدَمِ تجديدِ الاتِّفاقيةِ، والباقورةُ والغمرُ مِنطقَتيْنِ أُردُنيَّتيْنِ حُدوديَّتيْنِ مع دولةِ الاحتلالِ.
وبحسَبِ المعاهدةِ الموقَّعةِ عامَ 1994م، وضعَ الأُردنُّ مِنطقتَيِ الباقورةِ والغمرِ تحتَ "نظامٍ خاصٍّ" يحِقُّ لأيٍّ منَ الطرفيْنِ قبلَ انتِهاءِ المدَّةِ بعامٍ إبلاغُ الطَّرفِ الآخرِ رغبتَه في إنهاءِ الاتِّفاقِ حولَها.
وتنُصُّ الاتِّفاقيةُ على أن يسمَحَ الأُردنُّ بدخولِ رجالِ الشُّرطةِ الإسرائيليَّةِ بلِباسِهم الرسميِّ، إلى المنطقةِ لغرضِ التَّحقيقِ في الجرائمِ أوِ مُعالجةِ بعضِ الحوادثِ.
سارت سريَّةٌ من المسلمين في صقليَّة مُقَدَّمُها رجلٌ يُعرَفُ بأبي الثور، فلقيهم جيشٌ من الروم، فأصيب المسلمون كلُّهم غيرَ سبعة نفر، وعُزِل الحسَنُ بن العباس عن صقلية، ووَلِيَها محمد بن الفضل، فبثَّ السرايا في كل ناحية من صقليَّة، وخرج هو في حشدٍ وجمعٍ عظيم، فسار إلى مدينة قطانية، فأهلك زرعَها، ثم رحل إلى أصحابِ الشلندية فقاتَلَهم، فأصاب فيهم فأكثَرَ القتلَ، ثم رحل إلى طبرمين فأفسَدَ زَرعَها، ثم رحل فلقيَ عساكر الروم، فاقتتلوا فانهزم الرومُ وقُتِلَ أكثَرُهم، فكانت عِدَّةُ القتلى ثلاثةَ آلاف قتيل، ووصلت رؤوسُهم إلى بلرم، ثم سار المسلمونَ إلى قلعة كان الروم بنوها عن قريبٍ، وسمَّوها مدينة الملك، فملكها المسلمونَ عَنوةً، وقَتَلوا مقاتليها وسَبَوا من فيها.
وقَعَت الهُدنةُ بينَ مَلِك الروم قسطنطين الثَّامِن، والظَّاهِرِ العُبَيديِّ الفاطميِّ حاكِمِ مصرَ عن ديارِ مِصرَ والشام، وكُتِبَ بينهما كِتابٌ، وتفَرَّدَت الخُطبةُ للظاهِرِ ببلاد الرومِ، وفُتِحَ الجامِعُ الذي بقُسطنطينيَّة، وعُمِلَ له الحُصُر والقناديلُ، وأقيم به مؤذِّنٌ، وعند ذلك أذِنَ الظَّاهِرُ في فتحِ كَنيسةِ القمامة التي بالقُدسِ، وسَمَحَ لهم بإعادةِ بنائها، فحَمَلَ إليها ملوكُ النصارى الأموالَ والآلاتِ، وأعادوها، وارتَدَّ إلى دينِ النَّصرانيَّةِ كثيرٌ ممَّن أسلَمَ كَرْهًا في أيَّامٍ الحاكمِ العُبَيديِّ، كما سَمِحَ لهم بإعادةِ بناءِ الكنائِسِ التي هُدِّمَت في أيَّامِ الحاكِمِ، إلَّا التي تحوَّلَت إلى مساجِدَ، كما تضَمَّنَت المُعاهَدةُ إطلاقَ أسرى والمَنْع من إعانةِ حَسَّان بن مفرج الجَرَّاح صاحِبِ الرَّملة الذي خرج على الظَّاهِرِ الفاطميِّ.
جمع أبو يعقوب يوسف بن عبد المؤمن عساكِرَه، وسار من إشبيلية إلى الغزو، فقصد بلاد الفرنج، ونزل على مدينة رندة، وهي بالقرب من طليطلة شرقًا منها، وحصرها، واجتمعت الفرنجُ على بن الأذفونش ملك طليطلة في جمع كثير، فلم يَقدِروا على لقاء المسلمين، فاتَّفَق أن الغلاء اشتدَّ على المسلمين، وعَدِمت الأقوات عندهم، وهم في جمع كثير، فاضطُروا إلى مفارقة بلاد الفرنج، فعادوا إلى إشبيلية، وأقام أبو يعقوب بها سنة 571، وهو في ذلك يجهز العساكِرَ ويُسَيِّرُها إلى غزو بلاد الفرنج في كل وقت، فكان فيها عدة وقائع وغزوات ظهر فيها من العرب من الشجاعة ما لا يُوصَف، وصار الفارس من العرب يَبرُز بين الصفين ويطلُب مبارزة الفارس المشهور من الفرنج، فلا يبرُز إليه أحد، ثم عاد أبو يعقوب إلى مراكش.
جمع كَنزُ الدولة والي أسوان العَرَبَ والسودانَ، وقَصَد القاهرةَ يريدُ إعادةَ الدولة الفاطمية، وأنفق في جموعه أموالًا جزيلة، وانضم إليه جماعةٌ ممَّن يهوى هواهم، فقَتَلَ عدَّةً من أمراء صلاح الدين، وخرج في قريةِ طود رجلٌ يُعرَفُ بعباس بن شادي، وأخذ بلادَ قوص، وانتهب أموالَها، فجهز السلطانُ صلاح الدين أخاه المَلِكَ العادل في جيشٍ كثيف، ومعه الخطيرُ مهذب بن مماتي، فسار وأوقع بشادي وبدَّدَ جموعَه وقتَلَه، ثم سار فلقيه كنزُ الدولة بناحية طود، وكانت بينهما حروبٌ فَرَّ منها كنزُ الدولة، بعدما قُتِلَ أكثَرُ عَسكَرِه، ثم قُتل كنزُ الدولة في سابع صفر، وقَدِمَ العادلُ إلى القاهرة في ثامن عشر من صفر.
سار صلاحُ الدين إلى بزاعة فحصرها، وقاتَلَه مَن بالقلعة، ثم تسلَّمَها وجعل بها من يحفَظُها، وسار إلى مدينة منبج فحصَرها آخِرَ شوال، وبها صاحِبُ قطب الدين ينال بن حسان المنبجي، وكان شديدَ العداوة لصلاح الدين والتَّحريضِ عليه، والإطماع فيه، والطَّعن فيه، فحَنِقَ عليه صلاح الدين وهَدَّده، ثم مَلَك منبج، ولم تمتنِعْ عليه إلا قلعَتُها وبها صاحِبُها اسمه ينال، قد جمع إليها الرجال والذخائر والسلاح، فحصره صلاحُ الدين وضَيَّق عليه وزَحَف إلى القلعة، فوصل النقَّابون إلى السور فنَقَبوها ومَلَكوها عَنوةً، وغَنِمَ العسكر الصلاحي كلَّ ما بها، وأخذ صاحِبَها ينال أسيرًا، فأخذ صلاحُ الدين كُلَّ ماله، ثم أطلقه صلاح الدين فسار إلى الموصل، فأقطعه سيفُ الدين غازي مدينةَ الرقَّةِ.
لَمَّا عاد صلاحُ الدينِ والمُسلِمونَ مِن غزوةِ بيسان تجَهَّزوا لغزو الكركِ، فسار إليه في العساكرِ، وكتبَ إلى أخيه العادِلِ أبي بكر بن أيوب، وهو نائبُه بمصر، يأمُرُه بالخروج بجميعِ العساكر إلى الكرك. فوصل صلاحُ الدين إلى الكرك، ووافاه أخوه العادِلُ في العَسكَرِ المصري، وكثُرَ جَمعُه، وتمكَّنَ مِن حصره، وصَعِد المسلمون إلى رَبضِه وملكه، وحصر الحِصنَ من الربض، وتحكَّم عليه في القتال، ونصب عليه سبعةَ مجانيق لا تزالُ ترمي بالحجارة ليلًا ونهارًا، وكان صلاحُ الدين يظُنُّ أن الفرنجَ لا يمكِّنونَه مِن حصر الكَركِ، وأنهم يبذُلونَ جُهدَهم في رَدِّه عنهم، فلم يستصحِبْ معه من آلاتِ الحصارِ ما يكفي لمثلِ ذلك الحِصنِ العظيمِ والمَعقِلِ المنيع، فرحَلَ عنه منتصف شعبان.
بعد إخفاقِ الملك عبد العزيز في المحاولةِ الأولى لاستعادةِ الرِّياضِ، ازداد إصرارًا على انتزاع الرياضِ مِن ابن رشيد واستعادةِ حُكمِ آل سعود، فأعاد الكرَّةَ مرةً أخرى في هذا العام. فاستطاع دخولَ الرياض، وقَتَل عجلانَ بن محمد العجلان أميرَ الرياضِ مِن قِبَلِ ابنِ رشيد، بعد خوضِ مغامرةٍ جَريئةٍ قام بها مع أربعينَ رجلًا من أقربائِه وأتباعِه في الليلة الخامسة من شوال.
أعلن عبد العزيز بعدها حُكمَه للرياضِ ونهايةَ حُكم ابن رشيد, وأوَّلُ عملٍ قام به هو إعادةُ إصلاحِ ما تهَدَّم من أسوارِ الرِّياضِ؛ ليجعلَها حصينةً أمامَ أي محاولةِ لاسترجاع ابن رشيد حُكمَها, ثم اتَّجه إلى الخرج والدلم وضَمَّهما لحُكمِه، وذلك سنة 1320ه ليؤمٍّن وجوده في الرياضِ.
دفعت أحداث تربة والخرمة (من محافظات منطقة مكة المكرمة) والصراع الحجازي النجدي الحكومة البريطانية إلى الطلب من الملك عبدالعزيز إرسال وفد إلى لندن فكلف ابنه فيصل البالغ من العمر 14 سنة للقيام بهذه الزيارة نيابة عنه وأرسل معه وفدا ضم مستشاره للشؤون الخارجية أحمد بن ثنيان ولحق بهم فيلبي سكرتير برسي كوكس المعتمد البريطاني في الخليج ليكون وسيطا بين حكومته والوفد، وقد حضر فيصل والوفد المرافق له احتفالات انتصارات بريطانيا في الحرب العظمى ثم قام بجولة على مشاهد آثار المعارك والخراب من جراء الحرب العالمية ووقف على معالم الحضارة الغربية والتطور العسكري ثم زار فرنسا وإيرلندا وويلز، وعاد من رحلته بعد ستة أشهر.
ما إن اندملت جراحُ الدويش بعد موقعة السبلة وهو في الأرطاوية، وجاءته أخبار الإخوان في تجمُّعِهم بالوفرة جنوب الكويت، فتناسى عهده للملك عبد العزيز فخرج بمطير إلى الوفرة واشتَدَّ ساعده بنايف بن حثلين (الملقَّب بأبي الكلاب) فولوا فيصلَا رئاستهم، ولما تسامعت مطير وغيرها بانتفاضة الدويش وتزعُّمه الحركة أقبلوا إليه، فأخذ الدويشُ يشنُّ الغارات على نجد، ويقطع السبل، واستنفر القبائِلَ لنُصرتِه، وكانت لفيصل الدويش موقعةٌ في القاعية بالدهناء، وموقعة أخرى لابنه عزيز مع أمير حائل عبد العزيز بن مساعد في أم رضمة، وقُتِلَ فيها عزيز، فاتجه عبد العزيز إلى تقويةِ حامياته في الأحساء والقطيف وحائل، وأرسل الزحوف على عتيبة فقَضَت على عصاتها.
لَمَّا رأت فرنسا أنَّ السيل صار كالتيار الجارف وزاد التأييدُ الدولي واستنكار أعمال فرنسا في المغرب وجرائمها فيه، اتصلت بالملك محمد الخامس في منفاه ووقَّعت اتفاقية مغربية فرنسية في "إكس لي بان" في شهر ذي الحجة 1374هـ / آب 1955م حدَّدت فيها كيفية عودته إلى بلاده، ثم في غُرة ربيع الثاني 1375هـ / نوفمبر 1955م أعيد إلى عرشه، ووقَّعَت فرنسا معاهدةَ الانسحاب من المغرب، وفي شعبان 1375هـ وقَّعت إسبانيا اتفاقيةَ الخروج من المغرب، وبذلك توحَّدَت الأقسام الرئيسة، أما وثيقة الاستقلال فصَدَرت بعد متابعة المفاوضات بين الطرفين الفرنسي والمغربي في تاريخ 20 رجب 1375هـ / 2 آذار 1956م؛ حيث أعلِنَ إلغاءُ الحماية الفرنسية واستقلال المغرب ووحدة أراضيه.
في عام 1971م حلَّت السعودية خلافها مع سلطنة عُمان حول واحة البريمي؛ حيثُ قام السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان بزيارة إلى الرياض والتقى مع الملك فيصل في الرياض في تشرين الأول عام 1971م وصدر عن هذه الزيارة بيان مشترك تضمَّن اعتراف السعودية بضم القرى التي سبق أن حصلت عليها سلطنة عمان وفقًا للاتفاق الذي تم بينهما وبين إمارة أبو ظبي برعاية الحكومة البريطانية في ديسمبر 1955م، وهي البريمي وحماسا وصعراء، مقابل بعض التعهُّدات العمانية، وبهذا يكون النزاع بين كل من سلطنة عُمان والسعودية قد انتهى.كذلك تم تسويةُ مشكلة البريمي بين السعودية والإمارات العربيَّة المتَّحدة، وبموجبه أعلنت السعودية اعترافها بدولة الإمارات العربية المتحدة وتبادل التمثيل الدبلوماسي معها.
قِمَّة عمان في 8 نوفمبر/ تشرين الثاني 1987، شاركت فيها عِشرون دولةً عربيَّةً، ومُنظَّمة التحرير الفلسطينية، صدر عنه بيانٌ خِتاميٌّ، ومجموعة من القرارات أهمُّها:
- إدانةُ إيران لاحتلالها جُزءًا من الأراضي العراقية، والتضامُن مع العراق.
- تضامُن المؤتمر مع السُّعودية والكويت، والتنديدُ بالأحداث التي اقترفها الإيرانيُّون في المسجد الحرام بمكَّة المُكرَّمة.
- التمسُّك باستِرجاع كافَّة الأراضي العربية المحتلَّة، والقُدس الشَّريف كأساسٍ للسلام، وضرورةُ بناء القُوَّة الذاتية للعرب.
- إدانةُ الإرهاب الدولي.
- العَلاقات الدُّبلوماسيَّة بين أي دولة عضو في الجامعة العربية وبين مصر عملٌ من أعمال السيادة تُقرِّرها كل دولة بموجب دُستورها وقانونها.
- تكثيفُ الحِوار مع حاضرة الفاتيكان، ودَعوة الملك حُسَين إلى إجراء الاتصالات معها.
تُوفِّي الشيخُ عبدُ السلام ياسين رحمه الله الزَّعيمُ الرُّوحيُّ لجماعة العدلِ والإحسان، بعد إصابتِه بوعكةٍ صحِّيَّة حادَّةٍ. وقد وُلد الشيخ عامَ (1928)، وعَمِل في سِلكِ التَّعليم لمدَّةِ (20) عامًا تدرَّج خلالَها في مجموعةٍ من المناصب التربويَّةِ والإدارية العالية. وفي سنةِ (1974) بَعث ياسين بنصيحةٍ إلى الملكِ الراحل الحسن الثاني، وهي عبارةٌ عن رسالةٍ حَوَت أكثرَ من (100) صفحةٍ سمَّاها: «الإسلامُ أو الطُّوفان»، واعتُقِل بسببِها لمدَّةِ ثلاثِ سنواتٍ وستَّةِ أشهُرٍ دُونَ محاكَمة. ودُفن الشيخُ يومَ الجمعةِ بالعاصمة الرباط، وصُلِّي عليه صلاةَ الجنازةِ بمسجِدِ السُّنة بنفس المدينةِ. وأعلن عبدُ الإله بن كيران رئيسُ الحُكومةِ المغربية عن حضورِه رسميًّا جنازةَ تشيِيعِ الشيخِ.