الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2497 ). زمن البحث بالثانية ( 0.006 )

العام الهجري : 284 العام الميلادي : 897
تفاصيل الحدث:

عزَمَ المُعتَضِد على لعْنِ مُعاويةَ بنِ أبي سفيانَ- رضيَ اللهُ عنه- على المنابرِ، فحَذَّره وزيرُه عبدُ الله بن وهب، وقال له: إنَّ العامَّةَ تُنكِرُ قُلوبُهم ذلك، وهم يترحَّمونَ عليه ويترَضَّونَ عنه في أسواقِهم وجوامِعِهم، فلم يلتَفِتْ إليه، بل أمر بذلك وأمضاه، وكتب به نُسخًا إلى الخُطَباءِ بلَعنِ مُعاويةَ، وذكَرَ فيها ذمَّه وذَمَّ ابنِه يزيدَ بنِ معاوية وجماعةٍ مِن بني أمية، وأورد فيها أحاديثَ باطلةً في ذمِّ مُعاويةَ وقُرِئَت في الجانبينِ مِن بغداد، ونُهِيَت العامةُ عن الترحم على معاويةَ والتَّرضِّي عنه، فلم يزَلْ به الوزير حتى قال له فيما قال: يا أميرَ المؤمنينَ، إنَّ هذا الصنيعَ لم يسبِقْك أحَدٌ من الخلفاء إليه، وهو ممَّا يُرَغِّبُ العامَّةَ في الطالبيِّينَ وقَبولِ الدعوةِ إليهم، فوَجَم المعتَضِدُ عند ذلك؛ تخوفًا على المُلْك.

العام الهجري : 317 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 929
تفاصيل الحدث:

غزا الناصِرُ أميرُ الأندلس مدينةَ بَطليوس؛ لمحاربة أهلِها وأميرِهم ابن مروان الجليقي؛ فلمَّا أخَذَهم الحِصارُ، وطاوَلَتهم الحربُ، وفَنِيَ رجالُهم، واستُبيحَت نَعَمُهم، وقُطِعَت ثَمراتُهم، ورأوا عزمًا لا فترةَ فيه، وجِدًّا لا بقاءَ لهم عليه- استأمنوا الناصِرَ، وعاذُوا بصَفحِه، فأوسعهم ما أوسَعَ أمثالَهم قبلهم. واستنزل ابنَ مروان الجليقي وأهلَه، وذوي الشوكة مِن صَحْبِه، وأسكَنَهم قرطبة، وألحقهم في الملاحِقِ السَّنِيَّة، وملك المدينة وولَّاها عُمَّاله، وصارت بسيلِ كوره. ثم انتقل الناصِرُ منها قاصدًا إلى مدينة أكشونبة بقرب الساحلِ الغربي من البحرِ المحيط، فاحتل بها يوم الاثنين لسبعٍ بقين من جمادى الآخرة، وكان قد افتتَحَ في طريقه حصنَ الوقاع وتردَّدَت الفتوحاتُ في هذا العامِ بوقائِعَ كانت على أهلِ بطليوس، وافتُتِحَت فيه مدينة شاطبة من بلنسيَّة، ثم افتُتِحَت بطليوس في العامِ التالي.

العام الهجري : 327 العام الميلادي : 938
تفاصيل الحدث:

كان لأُميَّةَ بنِ إسحاقَ أخٌ اسمُه أحمد، وكان وزيرًا لعبدِ الرحمن الناصر، فقتله عبدُ الرحمن، وكان أميَّةُ بشنترين، فلما بلغه ذلك عصى فيها، والتجأ إلى ردمير ملكِ الجلالقة، ودَلَّه على عَوْرات المسلمين، ثم خرج أميَّةُ في بعض الأيام يتصَيَّدُ، فمنعه أصحابُه من دخول البلد، فسار إلى ردمير فاستوزَرَه، وغزا عبدُ الرحمن بلاد الجلالقة، فالتقى هو وردمير هذه السَّنَة، فانهزمت الجلالقةُ، وقُتِلَ منهم خلقٌ كثير، وحصرهم عبد الرحمن، ثمَّ إن الجلالقةَ خرجوا عليه وظَفِروا به وبالمُسلِمين، وقتلوا منهم مقتلةً عظيمةً وأراد اتباعهم، فمَنَعه أميَّةُ وخَوَّفَه من المسلمين ورغَّبَه في الخزائنِ والغنيمة. وعاد عبدُ الرحمن بعد هذه الوقعة، فجَهَّزَ الجيوشَ إلى بلاد الجلالقة، فألحُّوا عليهم بالغارات، وقَتَلوا منهم أضعافَ ما قتلوا من المسلمين، ثم إن أميَّةَ استأمن إلى عبد الرحمن، فأمَّنَه وأكرَمَه.

العام الهجري : 358 العام الميلادي : 968
تفاصيل الحدث:

لَمَّا استقَرَّ جوهر بمصر، وثبت قدَمُه، سيَّرَ جَعفرُ بنُ فلاح الكتامي إلى الشامِ في جمع كبيرٍ، فبلغ الرملة، وبها أبو محمَّد الحسن بن عبد الله بن طغج، فقاتله وجَرَت بينهما حروبٌ كان الظَّفَرُ فيها لجعفرِ بنِ فلاح، وأسَرَ ابنَ طغج وغيرَه من القوَّادِ فسَيَّرَهم إلى جوهر، وسيَّرَهم جوهر إلى المُعِزِّ بإفريقيَّة، ودخل ابنُ فلاح البلد عَنوةً، فقتَلَ كثيرًا من أهلِه، ثمَّ أمَّنَ مَن بَقِيَ، وجبى الخراجَ وسار إلى طبريَّة، فرأى ابنَ مُلهم قد أقام الدَّعوةَ للمُعِزِّ لدين الله، فسار عنها إلى دمشق، فقاتله أهلُها، فظَفِرَ بهم ومَلَك البلد، ونهب بعضَه وكَفَّ عن الباقي، وأقام الخُطبةَ للمُعِزِّ يوم الجمعة لأيَّامٍ خَلَت من المحَرَّم سنة تسعٍ وخمسين وقُطِعَت الخطبةُ العباسيَّة.

العام الهجري : 426 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1035
تفاصيل الحدث:

كان مَسعودُ الغزنوي قد أقرَّ دارا بن منوجهر بن قابوس على جرجانَ وطبرستان، وتزوَّج أيضًا بابنةِ أبي كاليجار القوهي، مقدَّم جيشِ دارا، فلمَّا سار إلى الهند منعوا ما كان استقَرَّ عليهم من المال، وراسلوا علاءَ الدَّولة بن كاكويه وفرهاذ بالاجتماعِ على العصيان والمخالفة، وقَوِيَ عزمُهم على ذلك ما بلَغَهم من خروج الغز بخراسان، فلما عاد مسعودٌ من الهند وأجلى الغزَّ وهَزَمهم سار إلى جرجان فاستولى عليها وملَكَها، وسار إلى آمل طبرستان، وقد فارقها أصحابُها، واجتمعوا بالغياضِ والأشجارِ الملتَفَّةِ، الضيَّقة المدخَل، الوَعرةِ المسلَكِ، فسار إليهم واقتحَمَها عليهم فهَزَمهم وأسَرَ منهم وقتل، ثم راسَلَه دارا وأبو كاليجار، وطلبوا منه العَفوَ وتقريرَ البلاد عليهم، فأجابَهم إلى ذلك، وحملوا من الأموالِ ما  كان عليهم، وعاد إلى خراسان.

العام الهجري : 475 العام الميلادي : 1082
تفاصيل الحدث:

وَرَدَ إلى بغداد الشَّريفُ أبو القاسمِ البكريُّ، المغربيُّ، الواعظُ، وكان أَشعريَّ المَذهبِ، وكان قد قَصَدَ نِظامَ المُلْكِ، فأَحَبَّهُ ومالَ إليه، وسَيَّرَهُ إلى بغداد، وأَجرَى عليه الجِرايةَ الوافِرةَ، فوَعظَ بالمدرسةِ النِّظاميَّةِ، وكان يَذكُر الحَنابِلَةِ ويَعِيبُهم، ويقول: "وما كَفَرَ سُليمانُ ولكنَّ الشياطين كَفَروا، والله ما كَفَرَ أَحمدُ ولكنَّ أَصحابَه كَفَروا، ثم إنَّه قَصَدَ يومًا دارَ قاضي القُضاةِ أبي عبدِ الله الدَّامغاني بنَهرِ القلائين، فجَرَى بين بَعضِ أَصحابِه وبين قَومٍ من الحَنابلةِ مُشاجرةٌ أَدَّت إلى الفِتنَةِ، وكَثُرَ جَمعُه، فكَبَسَ دُورَ بَنِي الفَرَّاءِ الحَنابلةِ، وأَخذَ كُتُبَهم، وأَخذَ منها كِتابَ ((الصِّفاتِ)) لأبي يَعلَى، فكان يَقرأُ بين يدي البَكريِّ وهو جالسٌ على الكُرسيِّ للوَعظِ، فيُشَنِّعُ به عليهم، وجَرَى له معهم خُصوماتٌ وفِتَنٌ. ولُقِّبَ البَكريُّ من الدِّيوانِ بِعَلَمِ السُّنَّةِ.

العام الهجري : 587 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1192
تفاصيل الحدث:

سار صلاحُ الدين إلى بيت المقدس فيمن بَقِيَ معه من العساكر، فنزلوا جميعًا داخِلَ البلد، فاستراحوا مما كانوا فيه، ونَزَل هو بدار الأقسا مجاوِر بيعة قمامة، وقَدِمَ إليه عسكر من مصر مُقَدَّمُهم الأمير أبو الهيجاء السمين، فقَوِيَت نفوس المسلمين بالقُدس، وسار الفرنجُ من الرملة إلى النطرون ثالث ذي الحجة، على عزمِ قَصدِ القدس، فكانت بينهم وبين يزك- مقدِّمة جيش- المسلمينَ وقَعات، أَسَرَ المسلمون في وقعةٍ منها نيفًا وخمسينَ فارسًا من مشهوري الفرنجِ وشُجعانِهم، وكان صلاحُ الدين لَمَّا دخل القُدسَ أمَرَ بعمارة سوره، وتجديدِ ما رث منه، فأحكم الموضِعَ الذي مَلَك البلد منه، وأتقَنَه، وأمر بحفر خندقٍ خارِجَ الفَصيلِ، وسلَّمَ كُلَّ برج إلى أمير يتولى عمَلَه.

العام الهجري : 596 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1200
تفاصيل الحدث:

هو نظام الملك مسعود بن علي، وزير خوارزم شاه تكش، وكان صالحًا كثيرَ الخير، حَسَن السِّيرة، شافعيَّ المذهب، بنى للشافعية بمرو جامعًا مُشرفًا على جامع الحنفيَّة، وبنى أيضًا مدرسة عظيمة بخوارزم وجامعًا، وجعل فيها خزانة كتب، وله آثارٌ حسنة بخراسان باقية، وثب الملاحدة الإسماعيليَّة عليه فقتلوه، ولَمَّا مات خلَّف ولدًا صغيرًا، فاستوزره خوارزم شاه رعايةً لحق أبيه، فأشيرَ على الصبيِّ أن يَستعفيَ، فأرسل يقول: إنني صبيٌّ لا أصلُحُ لهذا المنصب الجليل، فيولِّي السلطانُ فيه من يَصلُحُ له إلى أن أكبر، فإن كنتُ أصلُحُ فأنا المملوكُ، فقال خوارزم شاه: لستُ أُعفيك، وأنا وزيرُك، فكُن مراجعي في الأمورِ؛ فإنه لا يقِفُ منها شيءٌ، فاستحسن النَّاسُ هذا، ثمَّ إن الصبي لم تَطُل أيَّامُه، فتوفي قبل خوارزم شاه بيسيرٍ.

العام الهجري : 650 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1252
تفاصيل الحدث:

هو الشيخُ الإمامُ العلَّامة المحَدِّث، إمامُ اللغة رضي الدين أبو الفضائل الحسن بن محمد بن الحسن بن حيدر علي المعروف بالصاغاني، القرشي، العدوي، العمري، الصاغاني الأصل، الهندي اللهوري المولد، البغدادي الوفاة، المكي المدفن، الفقيه الحنفي، صاحب التصانيف. أحد أئمَّة اللغة في القرن السابع الهجري, وكان إليه المنتهى في معرفة اللِّسانِ العربي. وُلِدَ في لاهور بالهند في صفر سنة 577, ونشأ بغزنة من بلاد السند وقدم بغداد، ثم ذهب رسولًا من الخليفة إلى ملك الهند أكثر من مرة، ورحل إلى اليمن، وتوفي ودفن في بغداد بدارِه بالحريم الطاهري، وكان قد أوصى أن يُدفَنَ بمكة، فنُقِلَ إليها ودفن بها. له عدة مؤلَّفات لُغوية، من أشهرها: "العُباب الزاخر" وهو معجم كبير، و"التكملة والذيل والصلة" و"تاج اللغة" و"صحاح العربية".

العام الهجري : 655 العام الميلادي : 1257
تفاصيل الحدث:

جرت فتنةٌ مهولة ببغدادَ بين الناس وبين الرَّافضة، وقُتِلَ عدة من الفريقين، وعَظُم البلاء، ونهب الكرخ، فحنق ابن العلقمي الوزير الرافضي، وكاتَبَ هولاكو، وطَمَّعَه في العراق، فجاءت رسُلُ هولاكو إلى بغدادَ، وفي الباطِنِ معهم فرماناتٌ لغير واحد، وَصَلت جواسيس هولاكو إلى وزير الخليفة العباسي المستعصم بالله مؤيد الدين محمد بن العلقمي الرافضي ببغداد، وتحَدَّثوا معه ووعدوا جماعةً مِن أمراء بغداد مواعيدَ، والخليفةُ لا يدري ما يتمُّ، وأيَّامُه قد ولت ثم قَوِيَ قَصدُ هولاكو بن طولو بن جنكيزخان بغداد، وبعث يطلبُ الضيافةَ مِن الخليفة فكَثُرَ الإرجافُ ببغداد، وخرج الناسُ منها إلى الأقطار، ونزل هولاكو تجاهَ دار الخلافة وملك ظاهِرَ بغداد، وقتل من الناسِ عالَمًا كثيرًا.

العام الهجري : 701 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1302
تفاصيل الحدث:

هو أميرُ المؤمنينَ الخليفةُ الحاكِمُ بأمر الله أبو العباس أحمد بن المسترشد بالله الهاشمي العباسي البغدادي المصري، بويِعَ بالخلافة بالدَّولةِ الظاهرية في أول سنة 661، فاستكمل أربعينَ سنةً في الخلافة، وتوفِّيَ ليلة الجمعةِ ثامن عشر جمادى الأولى، وصُلِّيَ عليه بجامع ابن طولون، ودُفِنَ بجوار المشهد النفيسي وقتَ صلاةِ العَصرِ بسوق الخيل، وحَضَر جنازته الأعيانُ والدولةُ كُلُّهم مُشاةً، وكان قد عَهِدَ بالخلافة إلى وَلَدِه أبي الربيع سليمان، وتلقَّبَ بالمستكفي باللهِ، وقرئ كتاب تقليدِه بالخلافة بحَضرةِ السلطان المَلِك الناصر محمد بن قلاوون والدَّولة يوم الأحد عشرين من ذي الحجة مِن هذه السنة، وخُطِبَ له على المنابِرِ بالبلادِ المصريَّة والشاميَّة، وسارت بذلك البريديَّةُ إلى جميع البلاد الإسلاميَّة.

العام الهجري : 918 العام الميلادي : 1512
تفاصيل الحدث:

تزايد ظهورُ شأن إسماعيل شاه بن حيدر الصفوي، فاستولى على سائر ملوك العجم، وملك خراسان، وأذربيجان، وتبريز، وبغداد، وعراق العجم، وقهر ملوكَهم، وقتل عساكِرَهم، بحيث قتل مئاتِ الألوف، وأظهر مذهبَ الإلحاد والرَّفض، وغيَّر اعتقاد أهل العجم, وكان عسكرُه يسجدون له ويأتمرون بأمرِه، وكاد يدَّعي الرُّبوبية! وقتَل العلماء، وأحرق كتُبَهم ومصاحِفَهم، ونبش قبور المشايخ من أهل السُّنَّة وأخرج عظامَهم وأحرقَها، وكان إذا قتل أميرًا أباح زوجته وأمواله لشخصٍ آخر، فلما بلغ السلطان سليم الأول سلطان الدولة العثمانية ذلك تحَّركت همَّته لقتاله، وعدَّ ذلك من أفضل الجهادِ، فالتقى معه سنة 920 بقرب تبريز، فكانت وقعة عظيمة انهزم فيها إسماعيل شاه وجيشه هزيمةً نكراء.

العام الهجري : 929 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1523
تفاصيل الحدث:

كانت جزيرة رودس جزيرة مشاكِسة؛ إذ كانت حصنًا حصينًا لفرسان القديس يوحنا الذين كانوا يقطعون طريق الحجَّاج المسلمين الأتراك إلى الحجاز، فضلًا عن أعمالهم العدوانية الموجهة لخطوط المواصلات البحرية العثمانية، فاهتمَّ السلطان سليمان القانوني بفتحها، وأعدَّ حملة عظيمة ساعده على تحقيقِها عدةُ أمور: انشغال أوروبا بالحرب الكبرى بين شارل الخامس (كنت) إمبراطور الدولة الرومانية المقدسة وفرانسوا ملك فرنسا، وعقْد الصلح بين الدولة العثمانية والبندقية، وكذلك نموُّ البحرية العثمانية على عهد سليم الأول، فشَنَّ القانوني حربًا كبيرة ضِدَّ رودس ابتداءً من اليوم الثاني من شهر صفر من هذا العام وفتَحَها وأعطى للفرسان حقَّ الانتقال منها، فذهبوا إلى (مالطة) وهناك أعطاهم شارل كنت حَقَّ حكم هذه الجزيرة.

العام الهجري : 943 العام الميلادي : 1536
تفاصيل الحدث:

قام خير الدين بربروسا بالهجومِ على جزر البليار الإسبانية وعلى سواحلها الجنوبية، فاجتاز مَضِيقَ جبل طارق، وأطلق العِنانَ لنفسِه بالانقضاض على السفُن الإسبانية والبرتغالية العائدة من الأراضي الأمريكية، والمحمَّلة بالذهب والفضة، فاهتَزَّت لتلك الأحداث جميعُ الأوساط النصرانية، وأقلقت شارل الخامس ملك إسبانيا الذي اعتقد أنَّ خير الدين لن يقوى شأنُه بعد حادثة تونس السابقة، ويُعتبَر ذلك هو ردَّ الفعل على الهجوم المضادِّ الذي قام به الإسبان على تونس، وبدا وكأن الإمبراطوريةَ الرومانيةَ المقدَّسة قد طُوِّقت من قِبَل خصومها الفرنسيين والعثمانيين؛ مما أدى إلى استئناف الحروب بينهما من جديدٍ، كما صارت أهداف إسبانيا والبرتغال واحدةً، وذلك في احتلال مراكزَ في بلاد المغرب بالإضافة إلى خوفهم من تقدُّم العثمانيين داخلَ شِبه الجزيرة الأيبيرية.

العام الهجري : 943 العام الميلادي : 1536
تفاصيل الحدث:

إثر الهزيمة التي تلقَّتها أسرة الوطاسيين أمام السعديين في وقعة بير عقبة تقرَّب أحمد الوطاسي من البرتغال؛ وذلك نتيجة شعوره بانشغال العثمانيين في حروبِهم ضِدَّ الإسبان، ووقَّع معهم معاهدة لمدة أحد عشر عامًا تقضي بوضع المغاربة المقيمين في ضواحي آصيلا وطنجة والقصر الصغير تحت السلطة القضائية لملك فاس، كما يجوز لرعايا الملك الوطاسي المتاجرة بحُرية داخلَ تلك المناطق باستثناء تجارة الأسلحة والبضائع المحظورة، وإذا وصلت مراكِبُ عثمانية أو فرنسية أو تابعة لنصارى من غير الإسبان ولا البرتغاليين إلى أراضي برتغالية، محمَّلة بغنائم أُخِذَت من المغاربة- فلن يُشترى منها شيء، وكذلك الحالُ بالنسبة للمغاربة لن يشتروا من العثمانيين، ويتم الاستيلاءُ على الغنائم وتُرَدُّ من طرفٍ لآخر مالم يسمح قوات العدو في مهاجمتِها.