الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3431 ). زمن البحث بالثانية ( 0.008 )

العام الهجري : 1433 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 2012
تفاصيل الحدث:

تُوفِّي الأميرُ نايفُ بنُ عبد العزيز رحمه الله وليُّ العهدِ السعودي ونائبُ رئيسِ مجلسِ الوُزراء ووزيرُ الداخلية، عن عمرٍ يناهز (83) عامًا، وذلك بعد أنْ غادر جُدَّةَ إلى جنيف بسويسرا لإجراءِ بعضِ الفُحوصات الطِّبِّية، وتَمَّت الصَّلاةُ عليه بالمسجدِ الحَرامِ بمكَّة المكرمة.

العام الهجري : 1435 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 2013
تفاصيل الحدث:

قَتلَت حكومةُ بنغلاديش مساعدَ الأمينِ العامِّ لحزب الجماعة الإسلامية ببنغلادش الشَّيخَ عبد القادر ملا رحمه الله. بتُهمةِ ارتكابِ جرائِمَ خلالِ الحربِ من أجلِ الاستقلالِ عن باكستان عامَ (1971م). وقد استنكَرَتْ عددٌ من الجهاتِ الإسلاميَّةِ الحدثَ وعدَّتْه من كُبرَى جرائِمِ حكومةِ بنغلاديش.

العام الهجري : 403 العام الميلادي : 1012
تفاصيل الحدث:

خلع سُلطانُ الدَّولةِ على أبي الحَسَنِ عليِّ بن مزيد الأسديِّ، وهو أوَّلُ مَن تقَدَّم من أهلِ بَيتِه؛ حيث أسنَدَ له إمارةَ الحلَّة، فكانت هذه بدايةَ دولتِهم التي استمَرَّت إلى عام 545هـ

العام الهجري : 1227 العام الميلادي : 1812
تفاصيل الحدث:

بدايةُ دخول الإسلام في أستراليا تعود إلى بدايات القرن الماضي عندما قام الإنجليز أثناءَ احتلالهم لأفغانستان بجلب الذَّهَبِ إلى أستراليا؛ نظرًا للارتباط الإنجليزي بهذه القارة الحديثة. ولكِنَّهم فكَّروا في أن أستراليا نفسها يمكن أن تكونَ موطنًا للذهب، فاستقدموا عمالًا مسلمين من أفغانستان للعمل في المناجم الأسترالية، وأخذ هؤلاء الأفغان ينشرون الدين الإسلامي، وقاموا ببناء أول مسجد في غرب بيرث، وكان ذلك في عام 1904م. وأعقب ذلك الهجرات الداخلية للمسلمين إلى أستراليا، إلى أن انتشر الإسلامُ هناك، وتتابعت الهجراتُ حتى تمَّ نَشرُ الدعوة الإسلامية، وفي بدايةِ الستينيات من القرن العشرين فَتَحت أستراليا باب الهجرة أمام العرب والمسلمين، فهاجر إليها أعدادٌ كبيرة من لبنان وفلسطين ومصر وتركيا وإيران ويوغوسلافيا بَحثًا عن الرزق، وقد تمكَّن هؤلاء في ظلِّ الحريّة المكفولة لهم من نشر الإسلام وتثبيت أركانِه، حتى وصل عددُ الجالية المسلمة هناك اليوم إلى 650 ألفَ مسلم، مكونة من سبع عشرة جنسيَّة، أكبَرُها تَعدادًا الجالية اللبنانيَّة ثم التركيَّة ثم الباكستانيَّة والإندونيسيَّة والمصريَّة والماليزيَّة وغيرها من الجنسيَّات الإسلاميَّة، ويتركز قرابة 80% من المسلمين في مدينتي سيدني ومالبورن.

العام الهجري : 1393 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1974
تفاصيل الحدث:

هو الشَّيخ العلَّامةُ محمَّدُ الأمين بنُ محمَّد المختارِ بنِ عبد القادر الشِّنقيطي الجَكَني الحِمْيري، وُلِدَ سنةَ 1325هـ في شِنْقيط في كيفا شرق موريتانيا، ونشَأَ يتيمًا في بيوت أخوالِه، وحفِظ القرآنَ وهو ابنُ عشْرِ سِنينَ، وتعلَّم رسْمَ المصحفِ على يَدِ ابن خالِه، وأخَذ الأدَب وعُلوم اللُّغة على يَدِ زوجةِ خالِه، فكانت مَدرستُه الأولى بَيتَ خالتِه، تعلَّم الفِقْه المالكيَّ، وهو السائدُ في بِلاده، فدرَس مُختصَر خليلٍ على يَد الشيخِ محمَّد بنِ صالح إلى قسْم العبادات، ثم درَس عليه أيضًا ألفيةَ ابن مالكٍ، ثم تعلَّم عُلوم القرآنِ من التَّفسير والمعاني والقِراءاتِ. تعلَّم الشِّنقيطي على مَشايخَ مُتعدِّدين، وكلُّهم من الجَنَكيين، وهي القَبيلةُ التي ينْتمي إليها، وكانت مَعروفةً بالعِلم، برَع في العُلوم كلِّها حتى فاق أقرانَه، أراد مكَّة حاجًّا وزائرًا، وأرادَه اللهُ معلِّمًا ومفسِّرًا، إنْ تَحدَّث في التفسيرِ خِلْتَه الطبَريَّ، وإنْ أنشَأَ في الشِّعر حَسِبتَه المتنبِّي، وإنْ جال في الحديثِ وعُلومِه ظنَنتَه ابنَ حَجَرٍ العَسْقلاني، فكان رحِمه الله مفسِّرًا، ومحدِّثًا، وشاعرًا، وأديبًا. خرَج قاصدًا الحجَّ من بلادِه سنةَ 1367هـ، ثم استقرَّ في المدينةِ النَّبوية، ودرَّس في المسجدِ النَّبوي، وفي سَنةِ 1371هـ افتُتِح معهدٌ عِلْمي بالرياضِ، وكُلِّيةٌ للشَّريعة وأُخْرى للُّغة، واختِيرَ الشيخ للتَّدريس بالمعهد والكُلِّيتينِ؛ فتولَّى تدْريسَ التفسيرِ والأصول. مكَث الشَّيخ بالرِّياضِ عشْرَ سَنواتٍ، وكان يقضي الإجازةَ بالمدينةِ لِيُكمِلَ التفسيرَ، وكان يدرِّس في مسجدِ الشيخ محمَّد آلِ الشيخ في الأُصول، كما كان يخُصُّ بعْضَ الطلَّاب بدرْسٍ آخَرَ في بيتِه، وقد كان بيتُه أشبهَ بمدرسةٍ يَؤُمُّها الصغيرُ والكبيرُ، والقريبُ والبعيد، ثم عاد إلى المدينةِ لمَّا أُنشِئَت الجامعة الإسلاميَّةُ سنةَ 1381هـ، فكان الشيخُ عَلَمًا من أعلامِها، ووَتَدًا من أوتادِها، يَرجِعُ إليه طُلَّابها كما يَرجِع إليه شيوخُها، وفي سنةِ 1386هـ افتُتِح معهدُ القضاءِ العالي بالرِّياض، فكان الشيخُ يَذهبُ لإلْقاء المحاضراتِ المطلوبةِ في التفسير والأصولِ، ولمَّا شُكِّلت هَيئةُ كِبار العلماءِ عيٍّن عضوًا فيها، وكان رئيسًا لإحدى دَوراتها، كما كان عضوًا في رابطةِ العالَمِ الإسلامي.
كان رحِمه الله بحْرًا لا ساحلَ له من العِلْم والحفْظ، والإتقانِ والضبْط، وتَدلُّ مَصنَّفاته على غَزيرِ عِلمه وكَمال ورَعِه؛ فمِن أشهرِها: ((أضواءُ البيانِ في إيضاح القرآنِ بالقرآن))، و ((منْعُ جَواز المجازِ في المنزَّل للتعبُّد والإعجازِ))، و ((دفعُ إيهامِ الاضطرابِ عن آيات الكتابِ))، و ((مُذكِّرة في أُصول الفِقه على رَوضة الناظِر))، و ((آدابُ البحثِ والمناظَرة))، و ((شرحٌ على مَراقي السُّعود في الأُصول))، وغيرها مِن المؤلَّفات التي أفاد بها العالَمَ الإسلاميَّ، وكانت وفاتُه رحمه الله في مكَّة وغُسِّل في بَيته في مكَّة في شارع المنصورِ، وصلَّى عليه الشيخ عبدُ العزيز بن بازٍ في المسجِدِ الحرام بعدَ صلاة الظُّهر، ودُفِن بمَقبرةِ المعلَّاة بريع الحَجونِ بمكَّة المكرَّمة.

العام الهجري : 160 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 777
تفاصيل الحدث:

حجَّ المهديُّ بعد توليه الخلافةَ بعامٍ, ولَمَّا رأى ضِيقَ مساحة مسجدِ الحرم, ومعاناة الحُجَّاج من الزِّحام؛ أمَرَ بتوسعته، فاشترى الأراضيَ والدُّورَ المحيطة بالمسجد وأزالها، وقد شَمِلَت التوسعة الجهتين الشماليَّة والجنوبية, وأمر بنقل أساطينِ الرُّخامِ من الشام ومصر إلى ميناء جُدَّة، ثم نُقِلَت على عربات إلى مكَّة, أما الأروقة فقد عَمِلَها على أساطينِ الرُّخام، وسُقِفَت بخشب الساج, وقد انتهت أعمال التوسعةِ الأولى سنة 164 وبلغت حوالي:7950م2، فصارت مساحة المسجد: 23390م2.

العام الهجري : 175 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 791
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ الحافِظُ شيخ الإسلامِ، وعالمُ الدِّيار المصرية، أبو الحارثِ الليثُ بنُ سعدِ بن عبد الرحمن الفهمي، ولِدَ سنة أربع وتسعين بقرقشندة- قرية من أسفل أعمال مصر- إمامُ أهل مصر في عصرِه؛ حديثًا وفِقهًا ولغةً، حتى قال الشافعي: الليث أفقَهُ من مالك، أصلُه من أصبهان، ولد في مصر ونشأ فيها، أراده المنصورُ على القضاء فأبى، كان متولِّي مصرَ وقاضيها وناظِرُها من تحتِ أوامِره، ويَرجِعونَ إلى رأيِه ومَشُورتِه، ووَلِيَ بعضَ الولاياتِ، توفِّي في القاهرة.

العام الهجري : 666 العام الميلادي : 1267
تفاصيل الحدث:

هو السلطانُ ركن الدين كيقباد بن السلطان غياث الدين كيخسرو بن السلطان علاء الدين كيقباد بن كيخسرو بن قليج أرسلان بن مسعود بن قليج أرسلان بن سليمان بن قطلمش بن أتسز بن إسرائيل بن سلجوق بن دقماق السلجوقي صاحب الروم، كان ملكًا جليلًا شجاعًا لكنَّه كان غيرَ سديد الرأي، كان جعَلَ أمْرَه بيَدِ البرواناه- الحاجب- فاستفحل أمر البرواناه، فأراد ركن الدين هذا قتْلَه فعاجله البرواناه وعمل على قَتْلِه حتى قُتِلَ.

العام الهجري : 107 العام الميلادي : 725
تفاصيل الحدث:

هو عَنْبَسَة بن سُحَيْمٍ الكَلْبِي -نِسْبَةً إلى قَبيلَة كَلْب اليَمانِيَّة، المَعروفَة بِتَأْيِيدِها للأُمَويِّين- والي الأَندَلُس، ومِن قادَةِ الدَّولَة الأُمَويَّة الأَفْذاذ، له فُتوحات واسِعَة في أوروبا، وقد أُصِيبَ بجِراحاتٍ في بَعضِ الوَقائِع مع الفِرِنْج، فكانت سَبَبَ وَفاتِه، رَحِمَه الله, وكانت وِلايَتُه على الأَندَلُس أربعَ سِنين وأربعة أَشهُر.

العام الهجري : 158 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 775
تفاصيل الحدث:

كان المنصورُ عَهِدَ بالخلافة لولَدِه المهدي محمد بن عبد الله من بعدِه بعد أن اضطرَّ عيسى بن موسى إلى خلعِ نَفسِه من ولاية العهدِ، فلما توفِّي المنصورُ في الحج كُتِمَ أمرُ وفاتِه، حتى أُخِذَت البيعةُ لابنه المهدي، وبُويِعَ له بين الرُّكنِ والمقام، عُرِفَ المهديُّ بسماحتِه وكرَمِه ورَدِّه للمظالمِ.

العام الهجري : 830 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1427
تفاصيل الحدث:

كان صاحب غرناطة ومالقة والمرية ورندة ووادي آش وجبل الفتح من الأندلس، وهو أبو عبد الله محمد التاسع الملقَّب بالأيسر ابن السلطان أبي الحجاج يوسف الأنصاري الخزرجي الأرجوني الشهير بابن الأحمر- قد خرج من غرناطة دار ملكه يريد النزهةَ في فحص غرناطة في نحو مائتي فارس في مستهَلِّ ربيع الآخر، وكان ابن عمه أبو عبدالله محمد الثامن بن نصر بن محمد بن يوسف محبوسًا في الحمراء، وهي قلعة غرناطة، فخرج الجواري السُّودُ إلى الحرَّاس الموكلين به، وقالوا لهم: تخلَّوا عن الدار حتى تأتيَ أم مولاي تزوره وتتفقَّد أحواله، فظنوا أن الأمر كذلك، فخلَّوا عن الدار، فخرج في الحال شابان من أولاد صنايع أبي المحبوس، وأطلقوه من قيده وأظهروه من الحبس، وأغلقوا أبواب الحمراء، وذلك كلُّه ليلًا، وضربوا الطبول والأبواق على عادتهم، فبادر الناس إليهم ليلًا، وسألوا عن الخبر، فقيل لهم من الحمراء: قد ملَّكْنا السلطان أبا عبد الله محمد بن نصر، فأقبل أهل المدينة وأهل الأرباض فبايعوه محبةً فيه وفي أبيه، وكرهًا في الأيسر، فما طلع النهار حتى استوسق له الأمر، وبلغ الخبر إلى الأيسر فلم يثبُتْ، وتوجه نحو رندة وقد فرَّ عنه مَن كان معه من جنده، حتى لم يبقَ معه منهم إلا نحو الأربعين، وخرجت الخيل من غرناطة في طلبه، فمنعه أهل رندة، وأبوا أن يسلموه، وكتبوا إلى المنتصب بغرناطة في ذلك فآل الأمر إلى أن ركب سفينة وسار في البحر، وليس معه سوى أربعة نفر، وقدم تونس متراميًا على متملِّكها أبي فارس عبد العزيز الحفصي، وبلغ ألفونسو متملك قشتالة ما تقدَّم ذكره، فجمع جنوده من الفرنج، وسار يريد غرناطة في جمع موفور، فبرز إليه القائم بغرناطة وحاربه، فنصره الله على الفرنج، وقتل منهم خلقًا كثيرًا، وغَنِمَ ما يجلُّ وصفُه!

العام الهجري : 1211 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1797
تفاصيل الحدث:

طلب الشريفُ غالب بن مساعد شريفُ مكة من الإمام عبد العزيز بن محمد أن يبعثَ إليه عالِمًا ليناظِرَ علماء الحرم الشريف في شيءٍ من أمور الدين، فبعثَ إليه الإمامُ عبد العزيز الشيخَ حمد بن ناصر بن معمر على رأسِ ركبٍ من العلماء، فلمَّا وصلوا إلى الحرم الشريف أناخوا رواحِلَهم أمام قصرِ الشريف غالب فاستقبلَهم بالحفاوة والإكرام، وأنزلهم منزلًا محترمًا يليقُ بهم، فلما طافوا وسعَوا للعمرة ونحروا الجَزورَ التي أرسلها معهم الأمير سعودُ بن عبد العزيز هدْيًا للحرم، واستراحوا أربعة أيام من عناء السَّفر- جمعَ الشريفُ غالب علماءَ الحرم الشريف من أربابِ مذاهِبِ الأئمة الأربعة ما عدا الحنابلة، فوقع بين علماء الحرم ومقَدَّمِهم يومئذ في الكلام الشيخ عبد الملك القلعي الحنفي، وبين الشيخ حمد بن ناصر بن معمر في مناظرةٍ عظيمة في مجالِسَ عديدة بحضرةِ والي مكة الشريف غالب، وبمشهدٍ عظيمٍ من أهل مكة، فظهر عليهم الشيخ حمد بن ناصر بن معمر بالحجَّة وقهَرهم بالحقِّ، فسَلَّموا له وأذعنوا، وقد سألهم ثلاثَ مسائِلَ: الأولى: ما قولُكم فيمن دعا نبيًّا أو وليًّا، واستغاث به في تفريجِ الكرباتِ كقوله: يا رسول الله، أو يا ابن عبَّاس، أو يا محجوب، أو غيرهم من الأولياء الصَّالحين؟. والثانية: من قال لا إلهَ إلا الله، محمدٌ رسُول الله، ولم يصَلِّ ولم يزَكِّ، هل يكون مؤمِنًا؟. والثالثة: هل يجوز البناءُ على القبور؟
 فعكس علماءُ الحرم هذه الأسئلةَ على الشيخ حمد، وطلبوا منه الإجابةَ عليها، فأجاب عنها بما يشفي الغليلَ، وأصَّلَ الإجابةَ وحرَّرها لهم في رسالةٍ سَمَّاها علماء الدرعية "الفواكهُ العِذاب في الردِّ على من لم يُحَكِّم السُّنَّة والكتاب" وهي رسالةٌ جليلةُ القدرِ عظيمةُ الفائدةِ.

العام الهجري : 93 العام الميلادي : 711
تفاصيل الحدث:

أَمَر قُتيبَة بن مُسلِم أخاه عبدَ الرحمن بالسَّيْرِ إلى الصُّغْد (سَمَرْقَنْد) وكانوا قد نَكَثوا العَهْد, ثمَّ لَحِقَ قُتيبةُ بِأَخيهِ فبَلَغَها بعدَه بثلاثٍ أو أَربَع، وقَدِمَ معه أَهلُ خَوارِزْم وبُخارَى فقاتَلَه أَهلُ الصُّغْد شَهْرًا مِن وَجْهٍ واحِد وهُم مَحْصورون، وخاف أَهلُ الصُّغْد طُولَ الحِصار فكَتَبوا إلى مَلِك الشَّاش وخاقان وأَخْشاد فَرْغانَة لِيُعينوهم، فلمَّا عَلِمَ بذلك قُتيبةُ أَرسَل إليهم سِتِّمائة يُوافونَهُم في الطَّريق فقَتَلوهُم ومَنعوهُم مِن نُصْرَتِهم ولمَّا رَأَى الصُّغْد ذلك انْكَسَروا، ونَصَبَ قُتيبةُ عليهم المَجانِيقَ فَرَماهُم وثَلِمَ ثُلْمَةً، فلمَّا أَصبَح قُتيبةُ أَمَر النَّاسَ بالجِدِّ في القِتالِ، فقاتَلوهُم واشْتَدَّ القِتالُ، وأَمَرهُم قُتيبةُ أن يَبْلُغوا ثُلْمَةَ المَدينَة، فجَعَلوا التِّرَسَةَ على وُجوهِهم وحَمَلوا فبَلَغوها ووَقَفوا عليها، ورَماهُم الصُّغْد بالنِّشابِ فلم يَبْرَحوا، فأَرسَل الصُّغْد إلى قُتيبةَ فقالوا له: انْصَرِف عَنَّا اليومَ حتَّى نُصالِحَك غَدًا. فقال قُتيبةُ: لا نُصالِحُهم إلَّا ورِجالُنا على الثُّلْمَة. وقِيلَ: بل قال قُتيبةُ: جَزَعَ العَبيدُ، انْصَرِفوا على ظَفَرِكُم. فانْصَرَفوا فصالَحَهم مِن الغَدِ على ألفي ألف ومائتي ألف مِثْقال في كُلِّ عامٍ، وأن يُعْطوه تلك السَّنَة ثلاثينَ ألف فارِس، وأن يُخْلُوا المَدينَة لِقُتيبةَ فلا يكون لهم فيها مُقاتِل، فيَبْنِي فيها مَسجِدًا ويَدخُل ويُصَلِّي ويَخْطُب ويَتَغَدَّى ويَخْرُج، فلمَّا تَمَّ الصُّلْحُ وأَخْلوا المَدينةَ وبَنوا المَسجِدَ دَخَلَها قُتيبةُ في أَربعَة آلاف انْتَخَبَهم، فدَخَل المَسجِد فصَلَّى فيه وخَطَب وأَكَل طَعامًا، ثمَّ أَرسَل إلى الصُّغْد: مَن أَراد مِنكم أن يَأخُذ مَتاعَه فَلْيَأْخُذ فإنِّي لَسْتُ خارِجًا منها، ولَستُ آخُذ منكم إلَّا ما صالَحْتُكم عليه، غيرَ أنَّ الجُنْدَ يُقيمون فيها. وقِيلَ: إنَّه شَرَطَ عليهم في الصُّلْحِ مائة ألف فارِس، وبُيوت النِّيران، وحِلْيَة الأَصْنام، فقَبَضَ ذلك، وأُتِيَ بالأصنامِ فكانت كالقَصْرِ العَظيمِ وأَخَذَ ما عليها وأَمَر بها فأُحْرِقَت. فجاءه غَوْزَك فقال: إنَّ شُكْرَكَ عَلَيَّ واجِبٌ، لا تَتَعَرَّض لهذه الأَصنامِ فإنَّ منها أَصنامًا مَن أَحْرَقَها هَلَكَ. فقال قُتيبةُ: أنا أَحْرِقُها بِيَدِي، فدَعَا بالنَّارِ فكَبَّر ثمَّ أَشْعَلَها فاحْتَرَقَت، فوجدوا مِن بَقايا مَسامِير الذَّهَب خَمسين ألف مِثْقال.

العام الهجري : 386 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 996
تفاصيل الحدث:

هو العزيزُ صاحِبُ مِصرَ أبو منصور نزار بن المعِزِّ معد بن إسماعيل العبيدي المهدي المغربي. ولِدَ سنة 344. قام بعد أبيه في ربيع الأول، سنة 365. وكان كريمًا شُجاعًا صفوحًا، أسمَرَ أصهَبَ الشَّعرِ أعيَنَ أشهَلَ، بعيدَ ما بين المَنكِبَينِ، حسنَ الأخلاقِ قَريبًا من الرَّعيَّة، مُغرَمًا بالصيدِ، ويُكثِرُ مِن صيد السِّباعِ، ولا يُؤثِرُ سَفكَ الدماء. فُتحِتَ له حلب وحماة وحِمص. وخطب أبو الذواد محمَّد بن المسيب بالموصِلِ له، ورقَمَ اسمَه على الأعلامِ والسِّكَّة سنة 383، وخُطِبَ له أيضًا باليمن والشام ومدائن المغرب. قال الذهبي: "كانت دولةُ هذا الرافضيِّ أعظَمَ بكثيرٍ مِن دولةِ أمير المؤمنين الطائعِ ابنِ المطيعِ العباسي". وقد اشتُهِرَ في مصر أنَّ نسَبَ العُبَيديين إلى آلِ البيتِ غيرُ صَحيحٍ, قال ابنُ خَلِّكانَ: "وأكثر أهل العلم بالنَّسَبِ لا يصحِّحونَه، وصار هذا الأمرُ كالمستفيضِ بين الناسِ". وفي مبادي ولاية العزيزِ صَعِدَ المنبرَ يوم الجمعة فوجد ورقةً مكتوبٌ فيها:
إنَّا سَمِعْنا نسبًا مُنكَرًا... يُتلى على المِنبَرِ في الجامِعِ
إنْ كنتَ فيما تدَّعي صادقًا... فاذكُرْ أبًا بعد الأبِ الرَّابعِ
وإن تُرِدْ تحقيقَ ما قُلتَه... فانسُبْ لنا نفسَك كالطَّائِعِ
أو لا دَعِ الأنسابَ مَستورةً... وادخُلْ بنا في النَّسَبِ الواسِعِ
فإنَّ أنسابَ بني هاشمٍ... يقصُرُ عنها طَمَعُ الطَّامِعِ
وصَعِدَ العزيز يومًا آخَرَ المنبرَ، فرأى ورقةً فيها مكتوبٌ:
بالظُّلمِ والجَورِ قد رَضِينا... وليس بالكُفرِ والحَماقهْ
إن كنتَ أُعطِيتَ عِلمَ غَيبٍ... فقُلْ لنا كاتِبَ البِطاقَهْ
وإنما كُتِبَ هذا لأنَّ العُبَيديِّينَ كانوا يدَّعونَ عِلمَ المُغَيَّبات، وأخبارُهم في ذلك مشهورة. توفِّيَ العزيزُ للَيلتَينِ بَقِيَتا من رَمضانَ، بمدينة بلبيس، وكان برَزَ إليها لغَزوِ الرُّومِ، فلَحِقَه عِدَّةُ أمراضٍ منها النقرس والحصا والقولنج، فاتصَلَت به الأمراضُ إلى أن مات، وكان حُكمُه إحدى وعشرين سنة وخمسة أشهر ونصفًا، ولَمَّا مات العزيز ولِيَ بعدَه ابنُه أبو عليٍّ المنصورُ، ولُقِّبَ الحاكِمَ بأمرِ الله، بعَهدٍ مِن أبيه، فوَلِيَ وعُمُره إحدى عشرة سنة وستة أشهر، وأوصى العزيزُ إلى أرجوان الخادم، وكان يتولَّى أمرَ دارِه، فجعله مُدَبِّرَ دولةِ ابنه الحاكمِ، فقام بأمْرِه، وبايعَ له، وأخذ له البيعةَ على النَّاسِ.

العام الهجري : 494 العام الميلادي : 1100
تفاصيل الحدث:

كثُرَت الباطنية بالعراق والجبل، وزعيمُهم الحسن بن صباح، فملكوا القلاعَ، وقطعوا السبيل، وأهمَّ النَّاسَ شأنُهم، واستفحل أمرُهم لاشتغال أولاد ملكشاه بالنزاع على السلطة والاقتتال من أجلها.