كان سَبَبُ عداوة بركة خان وهولاكو أنَّ وقعةً كانت بينهما، قُتِلَ فيها ولد هولاكو وكُسِرَ عَسكَرُه وتمزَّقوا في البلاد، وصار هولاكو إلى قلعةٍ بوسط بحيرة أذربيجان محصورًا بها، وأرسَلَ إليه بركةُ يطلُبُ منه نصيبًا مما فتحه من البلاد وأخَذَه من الأموال والأسرار، على ما جرت به عادةُ ملوكهم، فقتَلَ رُسُلَه فاشتَدَّ غَضَبُ بركة، ومما زاد الخلافَ بينهما هو إسلامُ بركة خان وغَضَبُه على هولاكو مما فَعَله ببغداد وقَتْله للخليفة العباسي المستعصم بالله، وكاتب الظاهِرَ ليتَّفِقا على هولاكو، فلمَّا بلغ ذلك السلطانَ سُرَّ به، وفرح الناسُ باشتغال هولاكو عن قَصدِ بلاد الشام، وكتب السلطانُ إلى النواب بإكرام الوافديَّة من التتار، وكانوا مائتي فارسٍ بأهاليهم، فحَسُنَت حالهم، ودخل في الإسلامِ مَن لم يُسلِمْ مِن قبلُ، وكتب السلطانُ إلى الملك بركة كتابًا، وسيَّرَه مع الفقيه مجد الدين والأمير سيف الدين كسريك.
بعد أن رجع السلطان الظاهر من الحج ودخل دمشق وعاد منها إلى مصر، بلغه حركة التتار، وأنهم واعدوا فرنج الساحل، فعاد إلى قلعة الجبل، فورد الخبر بغارة التتار على الساجور بالقرب من حلب، فجرد السلطانُ الأميرَ علاء الدين البندقدار في جماعة من العسكر، وأمره أن يقيمَ في أوائل البلاد الشاميَّة على أُهبة، وسار السلطانُ من قلعة الجبل في ليلة الاثنين الحادي عشر ربيع الأول ومعه نفرٌ يسير فوصَلَ إلى غزةَ، ثمَّ دخل دمشق في سابع ربيع الآخر، ولحق الناسَ في الطريق مشقةٌ عظيمة من البرد، فخيَّم على ظاهر دمشق، ووردت الأخبارُ بانهزام التتار عندما بلغهم حركةُ السلطان، ثم ورد الخبَرُ بأن جماعة من الفرنج خرجوا من الغرب، وبعَثوا إلى أبغا بن هولاكو بأنهم واصلون لمواعدتِه من جهة سيس في سفن كثيرةٍ، فبعث الله على تلك السفن ريحًا أتلفت عدَّةً منها، ولم يُسمَع بعدها لمن بقي في الأخرى خبَرٌ.
هو الشَّريفُ مانعُ بن علي بن مسعود بن جماز بن شيحة الحسيني: صاحِبُ المدينة النبويَّة، وقد ذُكِرَت عنه أمورٌ شنيعة بَشِعةٌ مِن غُلُوِّه في الرَّفضِ المُفرِط، ومن قَولِه: إنه لو تمكن أخرج الشيخين من الحُجرة! وغير ذلك من عبارات مؤدية لعدم إيمانِه إن صح عنه، والله أعلم، وفي السابع والعشرين من ذي الحجَّة عدا عليه فداويان عند لُبسِه خِلعةَ السلطان، وقت دخول المَحمَل إلى المدينة الشريفة، فقتلاه، فعَدَت عبيدُه على الحجيج الذين هم داخِلَ المدينة فنهبوا من أموالِهم وقَتَلوا بعضَهم وخرجوا، وكانوا قد أغلقوا أبوابَ المدينة دون الجيشِ فأُحرِقَ بعضُها، ودخل الجيشُ السلطاني فأنقذوا النَّاسَ من أيدي الظالمين، ودخل المَحمَل السلطانيُّ إلى دمشق يوم السبت العشرين من شهر محرَّم على عادته إلى دمشق، وبين يدي المَحمَل الفداويان اللذان قَتَلا صاحب المدينة، ويُذكَرُ أنَّه تولى المدينةَ الشَّريفةَ بعده ابنُ عَمِّه فضل بن القاسم.
هو جمالُ الدين أبو محمَّدٍ عبدُ اللهِ بنُ يوسُفَ بنِ أحمد بن هشام الأنصاري الحنبلي النحويُّ. وُلِدَ وتوفِّيَ بمصر, كان بارعًا في عدة علوم، لا سيما العربية؛ فإنه كان فارِسَها ومالِكَ زِمامِها، وعُدَّ مِن كبار أئمَّةِ النحو، وله فيه الأبحاث العجيبة، والنكات الغريبة، والأنظار الدقيقة، حتى قيل عنه: أنحى مِن سيبويه, وهو صاحِبُ الشَّرحِ على ألفية ابن مالك في النحو، المسمى أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك، وشرح أيضًا البردة، وشرح بانت سعاد، وكتاب المغني، وله شذور الذهب في معرفة كلام العرب، وله قَطْر الندى وبَلُّ الصَّدى، والإعراب وقواعد الإعراب، وغير ذلك، وكان أولًا حنفيًّا ثم استقَرَّ حنبليًّا وتنَزَّل في دروس الحنابلة. توفِّيَ في ليلة الخامس من ذي القعدة، ومات عن بضعٍ وخمسين سنة، ودفن بعد صلاة الجمعة بمقابر الصوفيَّة خارج باب النصر من القاهرة.
هو الملك الظافر عامر بن عبد الوهاب بن داود بن طاهر: سلطان اليمن. ولِدَ سنة 866 بالمقرانة محل سلفه، ونشأ في كفالة أبيه فحفظ القرآن واشتغل قليلًا، ثم ملك اليمن بعد أبيه ولقِّب بالملك الظافر، فاختلف عليه بنو عامر فقهرهم وأذعنوا له، وملك اليمن الأسفل وتهامة ثم صنعاء وصعدة وغالبَ ما بينهما من الحصون. كان يحبُّ العلماء ويكرمُهم ويجمع الكتبَ, وكان على جانبٍ عظيم من الدين والتقوى والمشي في طاعة الله تعالى، لا تُعلَمُ له صبوة، وكان ملازمًا للطهارة والتلاوة والأذكار ولا يفتُرُ عن ذلك آناءَ الليل وأطراف النهار، وكان له من أعمال البِرِّ ما لا يُحصى، كبناء المساجد والمدارس وغيرها, ولم تزلْ الحربُ قائمة بينه وبين جماعةٍ من أئمة أهل البيت، فتارة له وتارة عليه. ولما خرج الجراكسة إلى اليمن غلبوه واستولوا على جميع ذخائره، وهي شيءٌ يفوق الحصرَ وأخرجوه من مدائنه وقتلوه قريب صنعاء, وكانت مدة ملكِه إلى انقضاء دولته تسعًا وعشرين سنة إلا أيامًا.
كان وجود الأشراف في المغرب قديمًا, لكن لم يتسنَّ لهم تسلم القيادة إلا في هذه الفترة التي مثَّل الشرفاء فيها سلالة السعديين، والتي جاءت من الجزيرة العربية أواخر القرن الثامن الهجري، وأول من وصل العرش منهم هو محمد المهدي القائم بأمر الله بن عبد الرحمن بن علي، وهو الذي أخرج الوطاسيين نهائيًّا من فاس، ومن جهة أخرى لم تنقطع الهجمات الصليبية من البرتغال والأسبان على السواحل، ومع ذلك استطاع السعديون الحسنيون أن ينشروا نفوذهم في جميع أنحاء المغرب مانعين العثمانيين من مدِّ نفوذهم إليها، ثم إن أمر الأسرة بدأ يضمحل، وخاصة بعد وفاة أحمد العباس بن عبد الملك سنة 1064هـ وكان هناك فرع آخر في المغرب من الأسرة نفسها أعلن دعواه في العرش، ثم إن ولدي محمد الثاني بن محمد الشريف، وهما الرشيد وأبو النصر إسماعيل، أنقذا المغرب من الفوضى وأعاد ثانيهما على الأخص سلطة الشرفاء إلى جميع البلاد بعد أن قضى على سلطات الحكام الصغار وعلى تمردات البربر.
بعد عزل باي تونس إبراهيم الشريف اجتمع أهل الحل والعقد من العلماء وأكابر العسكر بتونس، فنصبوا ديوانًا لتولية من يصلح للقيام بأمر الخلق، فلم يجدوا أصلح من حسين باي بن علي الحسيني، فجددوا بيعته وأبقوه على ما هو عليه من ولايته؛ لِما يعلمون من شفقته وعطفه وحسن عهده وسلامة صدره من المكر والحقد والغدر، ولِما جبله الله عليه من اللين والرفق وحسن التدبير والسياسة، ففرح الخلقُ عامة من أهل تونس وأوطانها وعجمها وعربها وبلدانها بتوليته، وسُقِط في يد أهل الفساد ما كانوا يتمنون، وازداد أهل الخير فرحًا به؛ لِما كانوا منه يرتقبون، وكان عفيف البطن من المسكرات، والفرج من الفواحش والمنكرات، فاستقامت أحواله وانتظمت آماله، وسَعِدت رعيته بسعده، ودافع عنهم بجِدِّه وجهده، وبتوليه انتهى عهد المراديين في تونس، وبدأ عهد البايات الحسينيين، والذي استمر إلى عهد الاستعمار الحديث وتمكين الحبيب أبي رقيبة من رئاسة تونس.
وقع سِبابٌ بين سليمان بن عبد الله الصميط من سبيعٍ، ومِن أهلِ حرمة وبين عبد الرحمن بن مبارك بن راشد، رئيس أهل حرمة، فوثب رجلٌ من آل راشد فقتَلَ سليمانَ، فكمن رجلٌ من الصميط لناصر بن راشد أمير الزبير فقتَلَه، وحصل مجاولات بين الفريقين، انضَمَّ إلى آل راشد آلُ زهير، ثم وقع الصلح بينهم واجتمعوا له وحضره العُلَماء والرؤساء والمشايخ، وكتبوا بينهم سِجِلًّا أودعوا فيه شيئًا عظيمًا من المواثيق، وشَهِدَ عليه 28 من المشايخ والعلماء والرؤساء، ثمَّ إن آل زهير وآل رشيد نقضوا الصُّلحَ وتآمروا على قَتلِ جاسر بن فوزان الصميط وهو يومئذٍ رئيسُ القوم، فتفرق قومُه في الكويت وقَدِمَ إلى الزبير أميرًا عليها علي بن يوسف بن زهير وصار له فيها قُوَّةٌ وشُهرةٌ، وتعاظَمَ أمرُه إلى أن هلك في الوباء الذي أصاب الزبير ونواحيَه، ثم صار هلاكُ آل زهير على يدِ أعوانهم آل راشد!
عُقِدَ اجتماع الجمعية العمومية في أحد أروقة القصر، وحضره نحو 800 من علماء ورؤساء حضر وبدو، بينما قاطَعَ زُعماءُ الإخوان (إخوان من أطاع الله) اجتماعَ الجمعية العمومية استنادًا إلى أن مؤتمر الرياض فيه الكفاية، بعد أن ثبت لهم رفضُ الإنجليز هدمَ المخافر، وبالتالي أصبح على الإمام أن يشُنَّ الجهاد أو ينتدب المسلمون أنفسهم للجهاد. فلم يحضُرْ فيصل الدويش ولا سلطان بن بجاد، وأناب فيصل الدويش ابنه عزيز. افتتح الملِكُ المؤتمر بخطبةٍ شرح فيها جهودَه من استرداد الرياض إلى الوقت الحاضر، وبعد أن انتهى من خطبته عرض على الحاضرين تنازُلَه عن العرش ووجوب اختيار غيرِه مِن آل سعود، وأنَّه يعاهِدُهم أنه سيساعِدُ من يختارونَه، فلم يقبل الحضور بتنازُلِه، وأجمعوا على ضرورة بقائه في السلطة، وجدَّدوا له البيعةَ والسمع والطاعة، ثمَّ بيَّن نتائجَ مفاوضاته مع الإنجليز وتمسُّكَهم بالمخافر، وحَمَّل الدويش مسؤولية بنائِها بسبَبِ تعَدِّيه على الحدود العراقية النجدية.
معركةُ تحرير الفاو هي عمليَّة عسكريَّة نفَّذها الجيشُ العراقي في 17 إبريل / نيسان 1988 خلال حرب الخليج الأولى؛ لإخراج الجيشِ الإيرانيِّ من شِبه جزيرة الفاو بعد احتلالٍ دام عامينِ. شملت العمليَّةُ العسكريَّةُ التي نفَّذها الجيش العراقي قبل شُروق شمسِ يوم 17 إبريل 3 مراحلَ، استطاعتِ القُوَّات العِراقيَّةُ من خلالها تحريرَ كاملِ شِبه جزيرة الفاو في 35 ساعةً، وتكبيدَ القُوَّة الإيرانية خسائرَ كبيرةً ما بين قَتْلى وأسرى، بالإضافة إلى الاستيلاء على مُعدَّاته. وكانت إيران قد حصَّنتِ الفاو بخنادقَ وحُقولِ ألغامٍ كما شقَّتِ القُوَّات الإيرانية مجاريَ مائيَّةً؛ لمنع الدَّبَّابات والمَركَباتِ المُجَنزرةِ من الحركة بينها. مثَّلتِ الفاو نُقطةَ تحوُّل لحربِ الخليج، ودفعت هي وباقي الانتصارات التي حقَّقها العراقُ بعد معركة الفاو آيةَ الله الخُميني، مُرشدَ الثَّورة الإيرانيَّةِ، في 5 يوليو 1988م، للإعلانِ عن قَبولِ إيران وقفَ إطلاقِ النار، كما أنها منحتِ العراقَ منفذَه المائيَّ على البحر الذي حُرِمَ منه سنتَينِ.
انسحَبَت قواتُ الحكومة الصومالية من مدينة بورهكبا 190 كم غربَ العاصمة مقديشو، بعدَ استيلائها عليها بمسانَدة قواتٍ إثيوبيةٍ، فيما أعلنت المحاكمُ الإسلاميةُ الجهادَ داعيةً الشعب الصومالي إلى تلبية نداء الجهادِ ضدَّ القوات الإثيوبية الغازية، والتي اعتدت على ترابِ الصومال، واتهمت إثيوبيا بشنِّ هجومٍ على الصومال، مؤكدةً أنَّ أكثرَ من 30 ألفَ جنديٍّ قد توَغَّلوا داخلَ الصومال خلالَ الفترة الأخيرة، واستَوْلَوْا على عدد من المدن، والقُرى، آخرُها مدينة بورهكبا، واعتُبِرت هذه الخطوةُ بمثابةِ إعلانِ الحرب من جانب أديس أبابا، وناشَدَت الأسرة الدولية، والأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، والاتحاد الإفريقي للضغطِ على أديس أبابا لسحب قواتها من الصومال، وأعلنَ الشيخُ شريف الشيخ أحمد رئيس اللجنة التنفيذية للمحاكمِ الإسلاميةِ الجهادَ داعيًا الشعبَ الصوماليَّ إلى تلبية نداءِ اللهِ، والجهادِ ضدَّ القواتِ التي اعتدَتْ على ترابِ الصومال.
توفِّي الشيخُ حارثٌ الضَّاري أمينُ عامِّ هيئةِ عُلَماء المسلمين في العراق، عن عمر يُناهِز (74) عامًا في مدينة إسطنبول التركيَّة، وُلِد الضاري عامَ (1941م). والشيخُ حارث الضاري رحمه الله هو أحدُ عُلَماء السُّنَّة في العراقِ، وكان يُقيم في العاصمةِ الأُرْدُنِّيَّة عَمَّانَ منذ دُخولِ القُوَّات الأمريكية للعِراق عامَ (2003م)، الْتَحَق الضاريُّ بجامعة الأزهرِ عامَ (1963م)، وحَصَل على شهادةِ اللِّيسانس العالِيَة بكُلِّية أصولِ الدِّين والحديثِ والتَّفسير، ثم الماجستير في التَّفسيرِ سنةَ (1969م)، وبعدها دَرَس علومَ الحديث، وحَصَل أيضًا على الماجستير سنةَ (1971م)؛ ليَحصُل بعدها على الدكتوراه في الحديثِ عامَ (1978م). عَمِل الضاريُّ في الأوقافِ العِراقيَّة بعد حُصولِه على الدكتوراه، ثمَّ في مجالِ التَّدريسِ بجامِعَةِ بغَدادَ، وقَضَى في مجالِ التعليمِ الجامعيِّ أكثرَ من (32) عامًا في عددٍ من الجامعاتِ العربيَّة منها: جامعةُ اليَرْموك في الأُرْدُنِّ، وجامعةُ عَجْمان، وكُلِّية الدِّراسات الإسلاميَّة والعربيَّة في دُبي في الإمارات العربيَّة المتَّحِدة.
محمَّد عمارةَ مُصطفى عمارة، وُلِد عام 1350هـ / 1931م، وكان عضوًا في مَجمَعِ البحوثِ الإسلامية بالأزهَر، وعضْوَ هَيئةِ كِبار عُلماء الأزهر، وعضْوَ المجلِسِ الأعلى للشُّؤون الإسلاميةِ بمِصر، ورَئيسَ تَحرير مجلَّة الأزهرِ.
كان ماركسيًّا، ثم هَداهُ الله فأصبَح مِن الكُتَّاب الإسلاميِّينَ، ولكنَّه كان يَخلِطُ في كِتاباتِه بين الفِكر الاعتزاليِّ العَقْلاني والمنهجِ السَّلَفي، وله انتقاداتٌ جيِّدة على العَلْمانيِّين حتى أصبَح شَوكةً في حُلوقِهم.
له عشَراتُ المؤلَّفات؛ منها: (التفسير الماركسيُّ للإسلام)، و(نَهضتنا الحديثة بين العلْمانية والإسلام)، و(الإسلام والتعدُّدية)، و(جمال الدين الأفغانيُّ مُوقِظ الشرق وفَيلسوف الإسلام)، و(نقْض كتاب الإسلام وأُصول الحكم)، و(خطَر العَولمةِ على الهويَّة الثقافية)، و(المواجَهة بين الإسلام والعَلْمانية)، و(تهافُت العَلمانية)، و(التشيُّع الفارسيُّ المعاصر - خَفايا المؤامرة). كما حقَّق مجموعةً من الأعمال الكاملة لعددٍ من الكُتاب؛ منهم: رِفاعة الطَّهطاوي، وجمال الدِّين الأفغاني، ومحمد عبْده، وعبد الرحمن الكَواكبي، وقاسم أمين.
اللِّواء قاسم سُليماني مِن مَواليدِ عامِ 1377هـ / 1957م، كان قائدًا لفَيلَق القُدسِ التابعِ للحرَسِ الثَّوري الإيراني، والمسؤولَ عن العمَليات العسْكريةِ السِّرِّية خارجَ الحدود الإقليميَّةِ لإيرانَ. وهو مِن قُدامى المحاربينَ في الحربِ العراقيةِ الإيرانيةِ في الثَّمانينيَّات، رُقِّيت الرُّتبةُ العسكرية لقاسم سُليماني مِن عقيدٍ إلى لِواء بواسطةِ قائدِ الثَّورة الإيرانية علِي خامنئي. كان سُليماني نشِطًا في العراق والشامِ، وقدَّم مُساعداتٍ عسكريةً للشِّيعةِ والجماعات الكُرْدية المناهِضة للرئيس صدَّام حُسين في العراق، وحِزب الله في لُبنان، وحرَكةِ حَماس في الأراضي الفِلَسطينية. وساعَدَ الحكومةَ السوريةَ بعْد انطلاق الثَّورة عام 2011 م، كما ساعَدَ في قِيادة قوَّات الحكومةِ العراقية والحشْد الشَّعبي الشِّيعي.
قُتِل قاسم سُليماني في غارةٍ جويَّة أمريكيةٍ بطائرةٍ بدونِ طيَّار بالقرْب مِن مَطار بغدادَ، بعْد تصنيفِه قائدًا إرهابيًّا يُهدِّد الجنودَ الأمريكيينَ في العراقِ.
وُلِدَ رحمه الله سنة 1940 ميلاديًّا في عين العرب التابعةِ لمحافظةِ حَلَب في شمالِ سوريا، حصل على بكالوريوس في الشَّريعةِ الإسلاميَّةِ من جامعةِ "دمشق" عام ١٣٨٥هـ الموافق 1965م. وماجستير في التفسيرِ وعُلومِ القرآنِ مِن كُلِّيَّة أُصولِ الدِّينِ في جامعة "الأزهر" عام ١٣٨٩هـ الموافق 1969م. ثم على الدكتوراه عام ١٣٩٤هـ الموافق 1974م.
عَمِلَ أستاذًا في جامعةِ الإمامِ محمَّدِ بنِ سعودٍ الإسلاميَّةِ بالرِّياضِ ثلاثةً وعِشرين عامًا من ١٣٩٤هـ - ١٤١٨هـ الموافق 1974 – 1997م. ثمَّ رئيس جامعة "الزهراء" في مدينة غازي عنتاب جنوبي تركيا عام ١٤٣٥هـ الموافق 2014م.
له عددٌ من البحوثِ والكُتُبِ في الدِّراساتِ الإسلاميَّةِ، أبرَزُها "موسوعة التفسير الموضوعي"، مباحِثُ في إعجازِ القُرآنِ، مباحِثُ في علمِ المواريثِ، مباحِثُ في التفسيرِ الموضوعيِّ، معالمُ قرآنيَّةٌ في الصِّراعِ مع اليهودِ.
تُوفي يومَ السَّبتِ عن عُمرٍ ناهز 81 عامًا في مدينة غازي عنتاب التركية، متأثرًا بإصابته بكوفيد-19.