الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2508 ). زمن البحث بالثانية ( 0.01 )

العام الهجري : 541 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1146
تفاصيل الحدث:

لَمَّا قُتِلَ عِمادُ الدين زنكي أخذَ نورُ الدين محمود ولَدُه خاتَمَه مِن يَدِه، وكان حاضِرًا معه، وسار إلى حَلَب فمَلَكَها، وكان حينئذٍ يتوَلَّى ديوانَ زنكي، ويحكُمُ في دولتِه مِن أصحابِ العمائِمِ جَمالُ الدين محمَّدُ بنُ علي وهو المنفَرِدُ بالحكم، ومعه أمير حاجِب صلاح الدين محمد الياغيسياني، فاتَّفَقا على حِفظِ الدولة، وكان مع الشَّهيدِ أتابك المَلِكُ ألب أرسلان بن السُّلطان محمود، فرَكِبَ ذلك اليومَ، وأجمعت العساكِرُ عليه، وحَضَرَ عنده جمالُ الدين وصلاح الدين، وأدخلاه الرقَّة، فبَقِيَ فيها أيامًا لا يَظهَرُ، ثم سار إلى ماكسين، فدخَلَها، وأقام بها أيامًا، وجمالُ الدين يُحَلِّفُ الأمراءَ لِسَيفِ الدين غازي بن أتابك زنكي، ويُسَيِّرُهم إلى المَوصِل، ثمَّ سار من ماكسين إلى سنجار، فاجتمَعَ أكابِرُ الدولة، وفيهم الوزيرُ جمال الدين محمَّد الأصبهاني، المعروفُ بالجواد، والقاضي كمالُ الدين أبو الفضل محمد بن الشهروزي, وقَصَدوا خيمةَ ألب أرسلان، وقالوا له: كان عِمادُ الدين زنكي غُلامَك ونحن غِلمانُك، والبِلادُ لك، وطَمَّنوا الناسَ بهذا الكلامِ, ثمَّ إنَّ العَسكَرَ افتَرَق فِرقَتَين: فطائفةٌ منهم توجَّهت بصُحبة نور الدين محمودِ بنِ عماد الدين زنكي إلى الشَّام، والطائفة الثانيةُ سارت مع ألب أرسلان وعساكِرِ الموصِلِ وديار ربيعة إلى المَوصِل، فلمَّا انتهوا إلى سنجار تخيَّلَ ألب أرسلان منهم الغَدْرَ فتَرَكَهم وهَرَب، فلَحِقَه بعضُ العَسكَرِ ورَدُّوه، فلمَّا وصلوا إلى المَوصِل وصَلَهم سيفُ الدين غازي، وكان مُقيمًا بشهرزور؛ لأنَّها كانت إقطاعَه مِن جِهةِ السُّلطان مسعود السلجوقي، مَلِك المَوصِل وما كان لأبيه من ديار ربيعة، وترتَّبَت أحوالُه، وأخذ أخوه نورُ الدين محمود حَلَب وما والاها مِن بلادِ الشَّامِ، ولم تكُنْ دمشقُ يومئذٍ لهم.

العام الهجري : 588 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1192
تفاصيل الحدث:

في العشرين من شعبان عُقِدَت بين المسلمين والفرنج هدنةٌ لِمُدَّة ثلاث سنين وثمانية أشهر، ويوافِقُ أوَّلَ أيلول 1192م، وكان سبب الصلح أن ملك الإنكليز  المعروف بريتشارد قلب الأسد لَمَّا رأى اجتماع العساكر، وأنَّه لا يُمكِنُه مفارقةُ ساحِلِ البحر، وليس بالساحِلِ للمسلمين بلدٌ يَطمَعُ فيه، وقد طالت غيبتُه عن بلاده، راسل صلاح الدين في الصُّلحِ، وأظهر من ذلك ضِدَّ ما كان يطلبُ منه المصاف والحرب، فأعاد الفرنجيُّ رُسُلَه مَرَّةً بعد مرَّة، ونزل عن تَتِمَّة عمارة عسقلان وعن غزة والداروم والرملة، وأرسل إلى الملك العادل في تقريرِ هذه القاعدة، فأشار هو وجماعةُ الأمراء على صلاح الدين بالإجابة إلى الصُّلح، وعرفوه ما عند العسكَرِ مِن الضَّجَرِ والملل، وما قد هلك من أسلحتِهم ودوابِّهم، ونَفِدَ مِن نفقاتهم، وقالوا: إنَّ هذا الفرنجي إنما طلب الصلحَ ليركَبَ البَحرَ ويعود إلى بلاده، فإن تأخَّرَتْ إجابته إلى أن يجيءَ الشتاء وينقَطِع الركوبُ في البحر، نحتاج للبقاء هاهنا سنةً أخرى، وحينئذٍ يَعظُمُ الضَّررُ على المسلمين، وأكثَروا القول له في هذا المعنى، فأجاب السلطانُ صلاح الدين حينئذٍ إلى الصلح، فحضر رسلُ الفرنج وعقدوا الهدنة، وتحالفوا على هذه القاعدةِ، وبعد أن تمت الهدنة سار صلاح الدين إلى بيت المقدس، وأمَرَ بإحكام سوره، وعَمِلَ المدرسة والرباط والبيمارستان وغير ذلك من مصالح المسلمين، ووقف عليها الوقوفَ، وصام رمضان بالقُدسِ، وعزم على الحَجِّ والإحرام منه، فلم يُمكِنْه ذلك، فسار عنه خامِسَ شوال نحو دمشق، واستناب بالقُدسِ الأمير عز الدين جورديك، وهو من المماليك النورية، ولَمَّا سار عنه جعل طريقَه على الثغور الإسلامية، كنابلس وطبرية وصفد وتبنين، وقصد بيروت، وتعهد هذه البلادَ، وأمر بإحكامها، فدخل دمشقَ في الخامس والعشرين من شوال، وكان يومُ دُخولِه إليها يومًا مشهودًا، وفَرِحَ النَّاسِ به فرحًا عظيمًا لطول غيبتِه، وذَهابِ العَدُوِّ عن بلاد الإسلامِ.

العام الهجري : 589 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1193
تفاصيل الحدث:

خرج السلطانُ طغرل بن ألب أرسلان بن طغرل بن محمد بن ملكشاه بن ألب أرسلان السلجوقي في سنة ثمان وثمانين من الحبس، وملك همذان وغيرها، وكان قد جرى بينه وبين قتلغ إينانج بن البهلوان، صاحِبِ البلاد، حربٌ انهزم فيها قتلغ إينانج، وتحصَّنَ بالري، وسار طغرل إلى همذان فمَلَكَها، فأرسل قتلغ إينانج إلى خوارزم شاه علاء الدين تكش يستنجِدُه، فسار إليه في سنة ثمان وثمانين، فلما تقاربا نَدِمَ قتلغ إينانج على استدعاء خوارزم شاه، وخاف على نفسِه فمضى من بين يديه وتحصَّنَ في قلعة له، فوصل خوارزم شاه إلى الري وملَكَها، وحصر قلعةَ طبرك ففتحها في يومينِ، وراسله طغرل، واصطلحا، وبَقِيَت الري في يد خوارزم، فجَدَّ في السير خوفًا عليها، فأتاه الخبَرُ، وهو في الطريق، أنَّ أهل خوارزم منعوا سلطان شاه عنها، ولم يقدِرْ على القرب منها، وعاد عنها خائبًا، فشتى خوارزم شاه بخوارزم، فلما انقضى الشتاءُ سار إلى مرو لقصدِ أخيه سنة تسع وثمانين، فترددت الرسلُ بينهما في الصلح، فبينما هم في تقرير الصلح ورد على خوارزم شاه رسولٌ مِن مستحفظ قلعة سرخس لأخيه سلطان شاه يدعوه ليسَلِّمَ إليه القلعة؛ لأنه قد استوحش من صاحِبِه سلطان شاه، فسار خوارزم شاه إليه مجِدًّا، فتسَلَّمَ القلعة وصار معه، وبلغ ذلك سلطان شاه  ففتَّ في عَضُده، وتزايد كمَدُه، فمات آخر رمضان سنة 589؛ فلما سمع خوارزم شاه بموته سار من ساعتِه إلى مرو فتسَلَّمَها، وتسَلَّمَ مملكة أخيه سلطان شاه جميعها وخزائنه، وأرسل إلى ابنه علاء الدين محمد، وكان يلقب حينئذ قطب الدين، وهو بخوارزم، فأحضره فولَّاه نيسابور، وولَّى ابنَه الأكبَرَ ملكشاه مرو، وذلك في ذي الحجة.

العام الهجري : 612 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1215
تفاصيل الحدث:

انهزم منكلي صاحب همذان وأصفهان والري وما بينهما من البلاد، ومضى هاربًا، فقُتِلَ، وسَبَبُ ذلك أنَّه كان قد ملكَ البلاد، وقتل إيدغمش فأُرسلَ إليه من الديوان الخليفي رسولٌ ينكِرُ ذلك عليه، وكان قد أوحش الأمير أوزبك بن البهلوان، صاحب أذربيجان، فأرسل الخليفةُ إليه يحَرِّضُه على منكلي ويَعِدُه النصرةَ، وأرسل أيضًا إلى جلال الدين الإسماعيلي، صاحِبِ قلاع الإسماعيلية ببلاد العجم، ألموت وغيرها، يأمرُه بمساعدة أوزبك على قتال منكلي، واستقرت القواعد بينهم على أن يكون للخليفةِ بعضُ البلاد، ولأوزبك بعضُها، ويعطى جلال الدين بعضَها، فلما استقَرَّت القواعد بينهم على ذلك جهَّزَ الخليفة عسكرًا كثيرًا، وجعل مُقَدَّمَهم مملوكَه مُظفَّر الدين سنقر، الملقب بوجه السبع، فساروا إلى همذان، فاجتمعت العساكرُ كلها فانزاح منكلي من بين أيديهم وتعلَّق بالجبال، وتبعوه، فنزلوا بسفحِ جبل هو في أعلاه بالقرب من مدينة كرج، وضاقت الميرة والأقوات على العسكر الخليفي جميعِه ومن معهم، فحَمَلوا عليه، فلم يثبُت أوزبك، ومضى منهَزِمًا، فعاد أصحابُ منكلي وصَعِدوا الجبَلَ، وعاد أوزبك إلى خيامِه، فطَمِعَ منكلي حينئذ، ونزل من الغدِ في جميع عسكرِه، واصطَفَّت العساكر للحرب، واقتتلوا أشدَّ قتال يكون، فانهزم منكلي وصعد الجبل، واستولى عسكرُ الخليفة وأوزبك على البلاد، فأعطى جلال الدين، ملك الإسماعيلية، من البلاد ما كان استقَرَّ له، وأخذ الباقي أوزبك، فسَلَّمَه إلى أغلمش مملوكِ أخيه. أمَّا منكلي فإنَّه مضى منهزمًا إلى مدينة ساوة، وبها شحنة هو صديقٌ له، فأرسل إليه يستأذنُه في الدخول إلى البلد، فأذن له، وخرج إليه فلقيه وقبَّل الأرضَ بين يديه، وأدخله البلد، وأنزله في داره، ثم أخذ سلاحَه، وأراد أن يقيِّدَه ويُرسِلَه إلى أغلمش، فسأله أن يقتُلَه هو ولا يرسلَه، فقتله، وأرسل رأسَه إلى أوزبك، وأرسله أوزبك إلى بغداد، وكان يومُ دخولها يومًا مشهودًا, ولم يتمَّ فرحة الخليفة ذلك اليوم لموت ولَدِه وولي عهده أبو الحسَنِ علي.

العام الهجري : 734 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1334
تفاصيل الحدث:

قُتِلَ ياسور أحَدُ ملوك المغول وقتَ رَميِ الجمرات، وكان من خَبَرِه أنَّ مَلِكَ الشرق أبا سعيد بن خربندا المغولي لما قُتِل جوبان أراد إقامةَ ياسور لأنه من عظماء القان التتر، فخُوِّفَ من شجاعته، وأنَّ جوبان كان يريد إقامتَه في الملك، فنَفَر منه أبو سعيد، ثم إنَّه استأذنه في الحَجِّ فأَذِنَ له، وقام له بما يليقُ به، ثم طلب أبو سعيد من المجدِ السلامي وكتب إلى السلطانِ يُعَرِّفُه بأمر ياسور، ويخوِّفُه منه أن يجتَمِعَ عليه المغول، ويسألُه قَتْلَه، فدفع السلامي كتاب أبي سعيد إلى مملوكِه قطلوبك السلامي فقَدِمَ على السلطان أول ذي القعدة من السنة الماضية، فأركَبَه السلطان النجيبَ في عاشِرِه إلى مكة، ومعه كتابٌ إلى الأمير برسبغا الحاجب وقد حَجَّ من مصر بطَلَبِ الشريف رُمَيثة وموافقته سرًّا على قتل ياسور، فقَدِمَ قطلوبك مكة أول ذي الحجة، فلم يوافِقْ رُمَيثة على ذلك، واعتذر بالخوفِ، فأعد برسبغا بعضَ نجابته من العُربان لذلك، ووعده بما ملأ عينَه، فلما قضى الحاجُّ النُّسُكَ من الوقوف والنحر، ورَكِبَ ياسور في ثاني يوم النحر لرميِ الجمار، ركب برسبغا أيضًا فعندما قارب ياسور الجَمرةَ وثب عليه النجاب، وضَرَبه فألقاه إلى الأرضِ، وهرب نحو الجَبَل، فتبعه مماليكُ برسبغا وقتلوه أيضًا، خشيةً مِن أن يَعتَرِفَ عليه، فاضطرب حجَّاجُ العراق وركبت فرسانُهم وأخذوا ياسور قتيلًا في دمائه، وساروا إلى برسبغا منكرينَ ما حلَّ بصاحِبِهم، فتبرَّأَ برسبغا من ذلك وأظهر الترحُّمَ عليه، وقَرَّر عندهم أن هذا الذي قتَلَ هو مَن له عليه ثأرٌ أو أحَدُ غرمائه، وإنكم كُفِيتُم أمْرَه، فإني أخذتُ لكم بثأرِه وقَتْلِ قاتله "، فانصرفوا عنه وفي نفوسِهم منه شيء، وما زالوا له بالمرصاد وهو منهم محتَرِزٌ منهم حتى افترق ركبُ الحاجِّ العراقيين من المصريِّين بالمدينة النبوية، فأمِنَ برسبغا على نفسِه.

العام الهجري : 743 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1342
تفاصيل الحدث:

أهلَّت هذه السَّنةُ والنَّاسُ في أمرٍ مَريجٍ؛ لغيبة السلطانِ النَّاصِرِ أحمد بالكرك، وعند الأمراءِ تشوُّش كبير، ثمَّ قَدِمَ كِتابُ السلطان إلى الأمراءِ يُطَيِّبُ خواطِرَهم، ويُعَرِّفُهم أنَّ مِصرَ والشام والكرك له، وأنَّه حيث شاء أقام، ورسم أن تُجهَّزَ له الأغنامُ مِن بلاد الصعيد، وأكَّد في ذلك، وأوصى آقسنقر بأن يكون مُتَّفِقًا مع الأمراءِ على ما يكون من المصالحِ، فتنكَّرَت قلوبُ الأمراء ونفَرَت خواطرهم، واتَّفَقوا على خَلعِ السلطان وإقامة أخيه إسماعيل في يومِ الأربعاء حادي عشر المحرم، فكانت مدة ولايته ثلاثةَ أشهر وثلاثة عشر يومًا، منها مدَّةُ إقامته بالكرك ومراسيمُه نافذة بمصرَ أحد وخمسون، وإقامته بمصرَ مدة شهرين وأيام، وكانت سيرتُه سيئة، نَقَم الأمراءُ عليه فيها أمورًا، منها أنَّ رُسُلَه التي كانت تَرِدُ مِن قِبَلِه إلى الأمراء برسائِلِه وأسرارِه أوباشُ أهل الكرك، فلما قَدِموا معه إلى مصر أكثَروا من أخذِ ولاياتٍ ومِناصِبَ وهم غيرُ أهل لها، ومنها تحكُّمهم على الوزيرِ وغَيرِه، وحَجْبُهم السلطانَ حتى عن الأمراءِ والمماليك وأربابِ الدولة، فلا يمكِنُ أحدًا من رؤيتِه سوى يومي الخميس والاثنين نحو ساعة، ومع ذلك فإنَّه جمع أموالَ أبيه وغيرها من الأموال والحيواناتِ والمتاع ونَقَله كُلَّه إلى الكرك، ثم جلس السلطانُ الجديدُ الصالحُ إسماعيلُ على تخت الملك يوم الخميسِ ثاني عشر المحرم، بعد خَلْعِ أخيه باتِّفاقِ الأمراء على ذلك؛ لأنَّه بلَغَهم عنه أنَّه لَمَّا أخرجه الأميرُ قوصون فيمن أُخرِجَ إلى قوص أنَّه كان يصومُ يومي الاثنين والخميس، ويشغَلُ أوقاته بالصَّلاةِ وقراءة القرآن، مع العِفَّة والصيانة عمَّا يُرمَى به الشباب من اللهو واللعب، وحَلَف له الأمراءُ والعساكر، وحَلَف لهم السلطانُ ألَّا يؤذيَ أحدًا، ولا يقبِضَ عليه بغير ذنب يُجمَعُ على صِحَّتِه، ودُقَّت البشائِرُ، ولُقِّبَ بالملك الصالح عماد الدين، ونودي بالزِّينة.

العام الهجري : 823 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1420
تفاصيل الحدث:

هو الأمير قرا يوسف ابن الأمير قرا محمد بن بيرم خجا التركماني متملك العراق وتبريز، وكان قرا يوسف شديد الظلم قاسي القلب لا يتمسَّك بدين، واشتهر عنه أنَّ في عصمته أربعين امرأة، وقد خربت في أيامه وأيام أولاده مملكة العراقين, فصدر بحقه فتوى تستبيحُ دمه, فقد ذكر موفق الدين ابن العجمي "أن قرا يوسف عنده أربع زوجات، فإذا طلَّق واحدةً دفعها إلى قصر له وتزوَّج غيرها حتى بلغ عدد من في القصر أربعين امرأة يسمِّيهن السراري ويطؤُهنَّ كالسَّراري بمِلكِ اليمين! فاتفق الحال على كتابة فتوى متضمنة سوء سيرته، فصُوِّرت وكُتِبَت وكَتَب عليها البلقيني ومن حضر المجلس يتضمَّنُ جواز قتاله. وأعجب السلطان ما كتب الحنبلي وأمر أن ينسخ ويقرأ على الناس, فنودي في الناس: بأن قرا يوسف طرق البلاد وأنه يستحل الدماء والفروج والأموال وخرَّب البلاد" وقد عصى عليه ولده شاه محمد ببغداد فحاصره ثلاثة أيام، حتى خرج إليه، فأمسكه واستصفى أمواله، وولى عِوَضَه ابنه أصبهان أمير زاة، ثم عاد إلى تبريز لحركة شاه رخ بن تيمورلنك عليه، ثم في ثامن عشر ذي الحجة قَدِمَ كتاب سليمان صاحب حصن كيفا، يتضمن موت قرا يوسف في رابع عشر ذي القعدة مسمومًا، فيما بين السلطانية وتوريز، وهو متوجه إلى قتال شاه رخ بن تيمورلنك، وملك بعده ابنه شاه محمد بن قرا يوسف، ثم تنصَّر ودعا الناس إلى دين النصرانية، وأباد العلماء والمسلمين، ثم ملك بعده إسكندر، وكان على ما كان عليه شاه محمد وزيادة، ثم أخوهما أصبهان، فكان زنديقًا لا يتديَّنُ بدين، فقرا يوسف وذريته هم كانوا سببًا لخراب بغداد التي كانت كرسيَّ الإسلام، ومنبعَ العلوم، ومدفنَ الأئمة الأعلام!!

العام الهجري : 886 العام الميلادي : 1481
تفاصيل الحدث:

هو السلطان المجاهد الغازي أبو الفتوحات: محمد بن السلطان مراد الثاني ابن السلطان محمد ابن السلطان بايزيد ابن السلطان مراد الأول بن أورخان بن عثمان، تنازل له أبوه بالملك سنة 848 لكنه لم يستقر فيه إلا بعد وفاة أبيه سنة 855. اقتفى أثر أبيه في المثابرة على دفع الفرنج حتى فاق ملوك زمانه، مع وصفه بمزاحمة العلماء، ورغبته في لقائهم، وتعظيم من يَرِدُ عليه منهم، وله مآثر كثيرة من مدارس وزوايا وجوامع، كان مُلكُ محمد الفاتح عظيمًا خاصة بعد فتحه للقسطنطينية عاصمة البيزنطيين وجعْلِها كرسي مملكته، غادر السلطان الفاتح إستنبول إلى آسيا الصغرى؛ حيث كان قد أُعد في إسكدار جيش آخر كبير، وكان السلطان محمد الفاتح قبل خروجه من إستنبول قد أصابته وعكة صحية إلا أنه لم يهتمَّ بذلك لشدة حبه للجهاد وشوقه الدائم للغزو، وخرج بقيادة جيشه بنفسه، إلا أن المرض تضاعف عليه هذه المرة وثقلت وطأتُه بعد وصوله إلى اسكدار فطلب أطباءَه غيرَ أنَّ القضاء حمَّ به فلم ينفع فيه تطبيبٌ ولا دواء، ومات السلطان الفاتح وسط جيشِه العرمرم يوم الخميس الرابع من ربيع الأول 886 (3 مايو 1481م) وهو في الثانية والخمسين من عمره بعد أن حكم نيفًا وثلاثين عامًا، لم يكن أحدٌ يعلم شيئًا عن الجهة التي كان سيذهب إليها السلطان الفاتح بجيشه، وذهبت ظنونُ الناس في ذلك مذاهبَ شتى، فهل كان يقصد رودس ليفتح هذه الجزيرة التي امتنعت على قائده مسيح باشا؟ أم كان يتأهب للحاق بجيشه الظافر في جنوبي إيطاليا ويزحف بنفسِه بعد ذلك إلى روما وشمالي إيطاليا ففرنسا وإسبانيا؟ توفي أوائل هذه السنة أثناء توجهه إلى برصا، ودفن بالبرِّية هناك، ثم حول إلى إستنبول في ضريح بالقرب من أكبر الجوامع بها, وبعد وفاة السلطان محمد الفاتح تولى ابنُه بايزيد الثاني أكبر أولاده الذي كان حاكمًا لمقاطعة أماسيا.

العام الهجري : 892 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1487
تفاصيل الحدث:

لما استخلص ملك قشتالة الملك فرديناند مدينة بلش سار بحملته نحو مدينة مالقة فنزل عليها وقاتلها قتالًا شديدًا وحاصرها حصارًا عظيمًا لم يُرَ مثلُه، وأحاط بها من كل جانب ومكان برًّا وبحرًا، فتحصن أهل مالقة ببلدهم وأظهروا ما كان عندهم ومعهم من السلاح والعدة والأنفاط، وكان فيهم جملة من نجدة الفرسان فقاتلوا الروم قتالًا شديدًا، وقتلوا منهم خلقًا كثيًرا، حتى إنه قُتل من الروم في يوم واحد اثنا عشر ألفًا وسبع مئة، ومع ذلك بقي العدو يفتح عليهم أبوابًا من الحرب والحيل، والمسلمون قائمون بحراسة بلدهم ويغلبون عدوهم ويقتلون من قَرُب إليهم منهم، وهم صابرون محتسبون مدة طويلة حتى ضيق عليهم العدو ودوَّر بالمدينة سورًا من تراب وسورًا من خشب وحفيرًا مانعًا، ومنع عليهم الداخل والخارج في البر، ومنع عليهم في البحر بالمراكب من الداخل والخارج، وشد عليهم في الحصار والقتال، وهم مع ذلك صابرون محتسبون يقاتلون أشد القتال ولا يظهرون جزعًا ولا هلعًا ولا يُطمعون العدوَّ في شيء مما يرومُه منهم، حتى نفد ما عندهم من الأطعمة والزاد وأكلوا ما كان عندهم من المواشي من خيل وبغال وحمير وكلاب وجلود وورق الشجر وغير ذلك من الأشياء التي يمكن أكلها، حتى فني ذلك كله، وأثَّر فيهم الجوع أثرًا عظيمًا ومات كثير من نجدة رجالهم الذين كانوا يوالون الحرب والقتال، فحينئذ أذعنوا وطلبوا الأمان فاحتال عليهم العدو حتى دخل البلد بمكرٍ ومكيدة وأسرهم كلَّهم وسبى نساءهم وأولادهم واحتوى على جميع أموالهم، وفرَّقهم على أهل دخلته وقواده، وكان مصابهم مصابًا عظيمًا تحزن له القلوب وتذهل له النفوس وتذوب، وتبكي مصابَهم العيون بالدماء, وكان استيلاء العدو على مدينة مالقة في أواخر شعبان من هذا العام, فحين خلصت للعدو مدينة مالقة وبلش وجميع الغربية ولم يبقَ في تلك النواحي للمسلمين موضع واحد، ارتحل الطاغية إلى بلده من قشتالة.

العام الهجري : 721 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1321
تفاصيل الحدث:

ثارت العامَّةُ يدًا واحدةً في يوم الجمعة تاسِعَ ربيع الآخر، وهَدَموا كنيستينِ مُتقابلتَينِ بالزهري، وكنيسة بستان السكري، وتعرف بالكنيسة الحمراء، وبعض كنيستين بمصرَ، ففي هذا اليوم الجمعة تاسع ربيع الآخر بطل العَمَلُ وقتَ الصلاةِ لاشتغالِ الأمراء بالصلاةِ، اجتمع من الغلمانِ والعامَّة طائفةٌ كبيرة، وصرخوا صوتًا واحدًا: اللهُ أكبر، ووقعوا في أركانِ الكنيسة بالمساحي والفُؤوسِ حتى صارت كُومًا، ووقع مَن فيها من النصارى، وانتهب العامَّةُ ما كان بها، والتفَتوا إلى كنيسة الحمراء المجاورة لها، وكانت من أعظَمِ كنائس النصارى، وفيها مالٌ كبير، وعِدَّةٌ من النَّصارى ما بين رجالٍ ونساءٍ مُتَرَهِّبات، فصعدت العامَّةُ فوقها، وفتحوا أبوابَها ونهبوا أموالَها وخُمورَها، وانتقلوا إلى كنيسةِ بومنا بجوار السبع سقايات، وكانت مَعبدًا جليلًا من معابد النصارى، فكَسَروا بابَها ونهبوا ما فيها، وقَتَلوا منها جماعة، وسَبَوا بنات كانوا بها تزيد عِدَّتُهن على ستين بكرًا، فما انقضت الصلاة حتى ماجت الأرضُ، فلما خرج الناسُ من الجامع رأوا غبارًا ودخانَ الحريق قد ارتفعا إلى السَّماءِ، وما في العامَّةِ إلَّا من بيده بنتٌ قد سباها أو جَرَّة خمرٍ أو ثوب أو شيء من النهب، فدُهِشوا وظنُّوا أنها الساعة قد قامت، وقَدِمَ مملوك والي مصر وأخبر بأن عامَّتَها قد تجمَّعَت لهدم كنيسة المعلَّقة حيث مسكَنُ البطرقِ وأموال النصارى، ويَطلُبُ نجدة، فلِشِدَّةِ ما نزل بالسلطان من الغَضَبِ هَمَّ أن يركَبَ بنَفسِه، ثم أردف أيدغمش بأربعةِ أمراء ساروا إلى مصر، وبعث بيبرس الحاجِبَ، وألماس الحاجب إلى موضع الحفر، وبعث طينالَ إلى القاهرة، ليضعوا السيف فيمن وَجَدوه، فقامت القاهرةُ ومصر على ساق، وفَرَّت النهَّابة، فلم تُدرِك الأمراءُ منهم إلا من غلب على نفسِه بالسُّكرِ مِن الخمر، وأدرك الأميرُ أيدغمش والي مصر وقد هزمته العامَّةُ من زقاق المعلقة، وأنكَوا مماليكَه بالرَّميِ عليهم، ولم يبقَ إلَّا أن يحرقوا أبوابَ الكنيسة، فجَرَّد هو ومن معه السيوفَ ليفتِكَ بهم، فرأى عالَمًا عظيمًا لا يحصيهم إلَّا خالِقُهم، فكفَّ عنهم خوفَ اتِّساعِ الخَرقِ، ونادى مَن وقَفَ فَدَمُه حلالٌ، فخافت العامَّةُ أيضًا وتفَرَّقوا، ووقف أيدغمش يحرُسُ المعَلَّقة إلى أن أُذِّنَ بالعصر، فصلى بجامع عمرو بن العاص، وعيَّنَ خمسينَ حارِسًا للمَبيتِ مع الوالي على بابِ الكنيسة، وعاد. وقيل كأنَّما نودي في إقليم مصر بهدمِ الكنائس، وأوَّل ما وقع الصوتُ بجامع قلعة الجبل, وذلك أنَّه لما انقضت صلاةُ الجمعة صرخ رجلٌ مُولَهٌ في وسط الجامع: "اهدِموا الكنيسةَ التي في القلعةِ"، وخرج في صراخه عن الحَدِّ واضطرب، فتعجَّب السلطانُ والأمراء منه، ونُدِبَ نقيب الجيش والحاجب لتفتيش سائر بيوت القلعة، فوجدوا كنيسةً في خرائب التتر قد أُخفِيَت، فهدموها، وما هو إلَّا أن فرغوا من هَدمِها والسلطانُ يتعَجَّبُ إذ وقع الصراخُ تحت القلعة، وبلغه هدمُ العامَّة للكنائس، وطُلِبَ الرجُلُ المُولَهُ فلم يُوجَدْ، وعندما خرج الناسُ من صلاة الجمعة بالجامع الأزهر من القاهرة رأوا العامةَ في هرج عظيم، ومعهم الأخشابُ والصُّلبان والثياب وغيرها، وهم يقولون: "السلطانُ نادى بخراب الكنائس"، فظنُّوا الأمر كذلك، وكان قد خُرِّبَ من كنائس القاهرة سوى كنيستي حارة الروم وحاره زويلة وكنيسة بالبندقانيين كنائس كثيرة، ثم تبيَّنَ أنَّ ذلك كان من العامة بغير أمر السلطان، فلما كان يومُ الأحد الحادي عشر سقط الطائِرُ من الإسكندرية بأنَّه لَمَّا كان الناس في صلاة الجمعة تجمَّع العامَّةُ وصاحوا هُدِمَت الكنائس، فركب الأميرُ بدر الدين المحسني متولي الثغر بعد الصلاةِ لِيُدرِك الكنائس، فإذا بها قد صارت كُومًا، وكانت عِدَّتُها أربع كنائس، ووقعت بطاقةٌ من والي البحيرة بأنَّ العامَّةَ هَدَمت كنيستين في مدينة دمنهور، والنَّاسُ في صلاة الجمعة، ثمَّ ورد مملوكُ والي قوص في يوم الجمعة السابع عشر، وأخبر بأنه لما كان يوم الجمعة هدم العامَّةُ سِتَّ كنائس بقوص في نحو نصف ساعة، وتواترت الأخبار من الوجه القبلي والوجه البحري بهدم الكنائس وقت صلاةِ الجمعة، فكثُرَ التعَجُّبُ من وقوع هذا الاتِّفاق في ساعةٍ واحدة بسائر الأقاليم، وكان الذي هُدِمَ في هذه الساعة من الكنائِسِ سِتُّونَ كَنيسةً!!

العام الهجري : 813 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1410
تفاصيل الحدث:

لما أوقع الطاغية صاحب قشتالة بالمسلمين في الزقاق، كثرت غاراته في بلاد المسلمين بالأندلس، وكثرت غاراتهم أيضًا على بلاد قشتالة، وكان ألفونسو قد قام بأمر أخيه دون، وكان عارفًا بالحروب والمكايد، شجاعًا، دَربًا، شديد البأس، فجمع لحرب المسلمين، ونزل على أشقيرة -تجاه مالقة - أول ذي الحجة، فلم يستنجد أبو الحجاج يوسف بن يوسف بن محمد بن إسماعيل بن نصر ابن الأحمر -صاحب غرناطة- عساكر فاس كما هي العادة، بل رأى أن في عسكره كفاية، وجهَّز أخويه محمدًا وعليًّا على عسكر الأندلس، وقد جمع أهل القرى بأسرها، وخرجوا من غرناطة في ثامن عشر ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وثمانمائة، ونزلوا على حصن أرشذونة -وهو على ستة أميال من أشقيرة- حتى تكاملت الجموع في الثامن والعشرين، ثم ساروا في ليلة التاسع والعشرين وعسكروا تجاه العدو، بسفح جبل المدرج، فما استقَرَّت، وقد أعجبتهم أنفسهم بهذه الدار حتى زحف العدو لحربهم، فثاروا لقتاله، وقد أعجبتهم أنفسهم، واغتروا بكثرتهم، وتباهوا بزينتهم، ولم يراقبوا الله في أمرهم، فما أحد إلا ومعه نوع من المعاصي كالخمر والأحداث، فلما اشتد القتالُ في الليل، انهزم العدو بعد ما قتل من المسلمين عشرة فرسان، ولما كان أول يوم من محرم سنة ثلاث عشر، نادى أخو السلطان في العسكر بالنفقة، وكانت نفقة السفر قد أُخِّرت عن وقتها؛ لئلا يأخذها العسكر ولا يشهدوا الحرب، وجُعِلت عند حضور الجهاد، فهَمَّ في أخذ النفقة، وإذا بالعدو وقد أقبل عند طلوع الشمس، فخرجت المطوعة وقاتلتهم، وأقام العسكر بأجمعهم لأخذ النفقة، وعلم العدو بذلك فرجعوا كأنهم منهزمين، والمطوعة تتبعُهم، وتنادي في العسكر: يا أكالين الحرامِ، العامةُ هزمت النصارى، وأنتم في خيامكم جلوس، فلما وصل العدو إلى معسكرهم وقفوا للحرب، وقد اجتمع جميع رجالة المسلمين طمعًا في الغنيمة، فإذا العدو وقد خندق على معسكره ورتَّب عليه الرماة، فسُقِط في أيديهم، ووقفوا إلى الظهر في حيرة، فخرج أمراء الطاغية عند ذلك من جوانب الخندق، وحملوا على المسلمين، فقتَلوا من قاتلهم، وأسروا من ألقى منهم سلاحه، حتى وصلوا مخيَّم المسلمين، فركب طائفة من بني مرين وبني عبد الواد، وقاتلوا على أطراف خيمهم قليلًا، وانهزموا هم وجميع أهل الأندلس، بحيث خرج أخوا السلطان بمن معهما مشاة إلى الجبل على أقدامهم، فأحاط العدو بجميع ما كان معهم، وأكثروا من القتل فيهم، وكانت عدة من قُتل من المعروفين من أهل غرناطة خاصة مائة ألف إنسان، سوى من لم يُعرَف، وسوى أهل أقطار الأندلس؛ بحرِها وبَرِّها، سهلها وجبلها؛ فإنهم عالم لا يحصيه إلا الله تعالى، وأقام النصارى ثلاثة أيام يتتبعون المسلمين، فيقتلون ويأسرون، وبعث الطاغية إلى أعماله يخبرهم بنصرته، فلما بلغ ذلك أهل أبدة وسبتة، وأهل حيان، خرجوا إلى وادي أش -وهو بيد المسلمين- ونزلوا قريبًا من حصن أرتنة، فاستغاث أهل الحصن بأهل غرناطة، فأمدوهم بعسكر، فصار النصارى إلى حصن مشافر، وقاتلوا أهله حتى أخذوا الربض، وشرعوا في تعليق الحصن، وإذا بعسكر غرناطة قد جاءهم في سابع المحرم، فأوقعوا بهم وقيعة شنعاء، أفنَوهم فيها، وأسروا منهم زيادة على ألف وخمسمائة، وعادوا إلى غرناطة بهم، فدخلوا في تاسعه، وبلغ ذلك الطاغية -وهو على حصار أشقيرة- فكف أصحابه عن الدخول بعدها إلى بلاد المسلمين، وأقام على الحصار ستة أشهر حتى ضَعُفت أحوال المسلمين بأشقيرة، ورفعوا كرائم أموالهم إلى حصنها، وتعلقوا به، فملك الطاغية المدينة بما فيها من الأزواد والأمتعة، ووقع مع هذا في المسلمين الوخم، فمات منهم جماعة كثيرة، فاضطرهم الحال إلى طلب الأمان؛ ليلحقوا ببلاد المسلمين بأموالهم فأمَّنهم ألفونسو على أن يخرجوا بما يطيقون حمله، فخرجوا بأجمعهم إلى معسكره، فوفى لهم، وجهز جميع المسلمين، وبعث من أوصلهم إلى غرناطة، فلم يفقد أحد منهم، ولا شراك نعل وأقام بأشقيرة من يثق به، وعاد عنها قافلًا إلى بلاده في أوائل جمادى الآخرة، فكانت هذه الحادثة من أشنع ما أصاب المسلمين بالأندلس!

العام الهجري : 78 العام الميلادي : 697
تفاصيل الحدث:

كان لِسُقوط قَرْطاجَنَّة بِيَدِ المسلمين أثرٌ بالغٌ على البِيزنطيِّين، ووجدوا في خُروج حسَّان مِن أفريقيا بعدَ هَزيمتِه على يَدِ الكاهنة مَلِكَة البَرْبَر والفَوضى التي عَمَّت البلادَ بِسَبب سِياسَة الكاهنة التَّخريبيَّة مَجالًا لِإعادَة نُفوذِهم في الشَّمال الإفريقي، فجَهَّز الإمبراطور لِيونتوس الذي خَلَفَ جستنيان الثاني حَملةً كبيرةً بِقيادة البَطْريق يُوحَنَّا إلى أفريقيا وأَعَدَّ أُسطولًا كبيرًا لِنَقْل الجُنْد إليها، فتَمَكَّنَت القُوَّة البِيزنطيَّة مِن اسْتِعادَة قَرْطاجَنَّة، دون مُقاوَمة، واضْطَرَّ أبو صالح نائبُ حسَّان عليها أن يَنسحِب منها مع مَن كان معه مِن المسلمين، ودَخَلها البَطريقُ يُوحَنَّا, وأقام حسَّان في مِنطقَة طرابلس قُرْبَ سُرْت في المكان المُسَمَّى قُصور حسَّان خمسَ سِنين.

العام الهجري : 89 العام الميلادي : 707
تفاصيل الحدث:

كان موسى بن نُصَير ذا رَأْيٍ وتَدْبيرٍ وحَزْمٍ و خِبْرَةٍ بالحَرْبِ، فوَلَّاهُ عبدُ العزيز بن مَرْوان والي مِصْر على أفريقيا خَلَفًا لِحَسَّان بن النُّعْمان في خِلافَة الوَليدِ بن عبدِ الملك بن مَرْوان، فعَمِل موسى بن نُصَير على تَثْبيت دَعائِم الإسلام في إقليم أفريقيا، الذي ارْتَدَّ أَهلُه عن الإسلام أَكثرَ مِن مَرَّة؛ فاسْتَطاع موسى أن يُخْمِد ثَوْرات البَرْبَر المُتَعاقِبَة، ويُعيد فَتْحَ المَناطِق التي كان البَرْبَر قد انْتَزَعوها مِن المسلمين بعدَ فَتحِها أوَّلَ مَرَّةٍ، كما شَرَع موسى في بِناءِ دارِ صِناعَة قُرْبَ قَرْطاجَنَّة لِبِناءِ أُسْطولٍ قَوِيٍّ لِحِمايَة الثُّغور. ثمَّ توَجَّه موسى بن نُصَير ناحِيَة المَغرِب فافْتَتَح بِلادًا كَثيرةً جِدًّا.

العام الهجري : 249 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 863
تفاصيل الحدث:

غزا جعفر بن دينار الصائفةَ، فافتتح حصنا ومطأمير، واستأذنه عمر بن عبيد الله الأقطع في المسيرِ إلى بلاد الروم، فأذن له، فسار في خلقٍ كثير من أهل ملطيَّة، فلقيه الملِكُ في جمع عظيم من الروم بمرج الأسقف، فحاربَه محاربةً شديدةً قُتِلَ فيها من الفريقينِ خَلقٌ كثير، ثم أحاطت به الروم، وهم خمسون ألفًا، وقتل عمر وممَّن معه ألفان من المسلمين، فلما قُتِلَ عمر بن عبيد الله خرج الرومُ إلى الثغور الجزرية، وكلبوا عليها وعلى أموالِ المسلمين وحَرَمِهم، فبلغ ذلك علي بن يحيى وهو قافِلٌ من أرمينية إلى ميافارقين في جماعةٍ من أهلها ومن أهل السلسلة، فنفَرَ إليهم، فقُتِلَ في نحوٍ من أربعمائة رجلٍ

العام الهجري : 293 العام الميلادي : 905
تفاصيل الحدث:

ظهر بمصر رجلٌ يُعرَفُ بالخلنجي، من القادةِ, وهو أبو عبدِ اللهِ محمَّدُ بن علي الخلنجي المصري الطولوني، كان قد تخلَّفَ عن محمد بن سليمان، فاستمال جماعةً، وخالف على السُّلطانِ، فتمَلَّك الديارَ المصريَّةَ بالسَّيفِ، واستولى عليها عَنوةً مِن عيسى بن محمد النوشري. فلما مَلَك الخلنجي الديارَ المصرية ومَهَّدَ البلادَ ووطَّنَ الناسَ ووضعَ العطاءَ وفَرَض الفروضَ. كتب النوشري إلى المُكتفي بالخبر، فجَهَّز الخليفةُ جيشًا لقتاله وعليهم أبو الأغر، وفي الجيش الأميرُ أحمد بن كيغلغ وغيرُه، فخرج إليهم الخلنجي وقاتَلَهم فهزمهم أقبحَ هزيمةٍ وأسَرَ مِن جماعةِ أبي الأغر خلقًا كثيرًا، وعاد أبو الأغَرِّ حتى وصل إلى العراقِ.