الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2999 ). زمن البحث بالثانية ( 0.009 )

العام الهجري : 1433 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 2011
تفاصيل الحدث:

ظَهَرت في مِصرَ السُّنية لأولِ مرةٍ ما يسمَّى باحتفالاتِ عاشوراءَ الشيعية؛ حيث تجمَّع نحوُ (1000) شيعيٍّ من مُختلَف المُحافظاتِ، ووفدٌ من الشيعةِ العراقيِّين؛ لإحياءِ ذكرى مَقتلِ الحسين رضي الله عنه في كَربِلاء. وألقت الشُّرطة المصريةُ القبضَ على محمد الدريني القيادي الشيعيِّ ورئيسِ مؤسسةِ آل البيت بمصرَ وعَشَرةٍ من قيادات الشيعةِ قُبَيل بدءِ احتفالاتِ الشيعةِ بليلةِ عاشوراءَ بمسجِدِ الحُسين بالقاهرة. وقد عُقِدت خلالَ الأيَّامِ العشرِ الأولى من شهرِ محرمٍ مجالسَ العزاءِ بعددٍ من محافظاتِ الجمهورية في مَقتلِ الحُسين رضي الله عنه. وعُقِد مجلسُ العزاءِ الأكبرِ بمسجِدِ الحُسين في اليومِ العاشِرِ من محرَّم، وشارَك فيه عددٌ من الأشرافِ والصُّوفيةِ.

العام الهجري : 1442 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 2020
تفاصيل الحدث:

وُلِدَ رحمه اللهُ عام 1334هـ الموافق 1916م في رانجونية بشيتاغونغ، وتلقَّى تعليمَه الابتدائيَّ والمتوسِّطَ في نفسِ المدرسةِ، ثم سافر إلى دارِ العلومِ ديوبند لتحصيل العلومِ العُليا، وصاحَبَ هناك كثيرًا من كِبارِ عُلَماءِ الهندِ، كان من كبارِ عُلَماءِ بنغلاديش وأقدَمِهم، وآخِرَ من توفِّيَ من تلاميذِ الشَّيخ حسين أحمد المدني، وكان مُسنِدَ الحديثِ النبويِّ في الدِّيارِ البنغاليَّةِ، كان رئيسَ جماعة حفظت الإسلام، وعميدًا ومديرًا للجامعةِ الأهليَّةِ دارِ العُلومِ معين الإسلام، وهي أكبرُ جامعةٍ إسلاميَّةٍ في بنغلاديش. وكان الشَّيخُ رحمه اللهُ رئيسَ هيئةِ الجامعاتِ القوميَّةِ ببنغلاديش، ورئيسَ وفاق المدارس العربيَّةِ بالدَّولةِ، ورئيسَ مجلِسِ التعليمِ القوميِّ وغيرِها من الجامعاتِ والمدارسِ والإداراتِ الكثيرةِ.

العام الهجري : 585 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1189
تفاصيل الحدث:

لَمَّا كَثُرَ جَمعُ الفرنج بصور؛ بسَبَبِ أن صلاح الدين كان كُلَّما فتح مدينةً أو قلعةً أعطى أهلَها الأمان، وسيَّرَهم إليها بأموالهم ونسائهم وأولادهم، فاجتمع بها منهم عالَمٌ كثير، ثم إنَّ الرهبان والقسوس وخلقًا كثيرًا من مشهوريهم وفرسانهم لَبِسوا السواد، وأظهروا الحُزنَ على خروج بيت المقدس من أيديهم، وأخَذَهم البطرك الذي كان بالقُدس، ودخل بهم بلادَ الفرنج يطوفها بهم جميعًا، ويستنجدون أهلَها، ويستجيرون بهم، ويحثُّونَهم على الأخذ بثأر بيت المقدس، وصَوَّروا المسيح، عليه السلام، وجعلوه مع صورةِ عربيٍّ يَضرِبُه، وقد جعلوا الدماءَ على صورة المسيح، عليه السلام، وقالوا لهم: هذا المسيحُ يَضرِبُه محمَّدٌ نبي المسلمين، وقد جَرَحه وقتَلَه، فعَظُمَ ذلك على الفرنج، فحَشَروا وحشدوا حتى النساء، ومن لم يستطع الخروجَ استأجر من يخرُجُ عِوَضَه، أو يعطيهم مالًا على قَدرِ حالهم، فاجتمع لهم مِن الرجال والأموال ما لا يتطَرَّق إليه الإحصاء، فهذا كان سببَ خروجهم، فلما اجتمعوا بصور تموج بعضُهم في بعض، ومعهم الأموالُ العظيمة، والبحرُ يَمُدُّهم بالأقوات والذخائر، والعُدد والرِّجال من بلادهم، فضاقت عليهم صور، باطِنُها وظاهِرُها، فأرادوا قَصدَ صيدا، فعادوا واتفقوا على قصد عكَّا ومُحاصرتها ومصابرتها، فساروا إليها وكان رحيلُهم ثامن رجب، ونزولهم على عكا في منتَصَفه، ولما كانوا سائرين كانت يزك- مقدمة الجيش-  المسلمين يتخطَّفونَهم، ويأخذون المنفرِدَ منهم، ولَمَّا رحلوا جاء الخبَرُ إلى صلاح الدين برحيلهم، فسار حتى قارَبَهم، وساروا على طريق كفر كنا، فسبقهم الفرنجُ، وكان صلاح الدين قد جعل في مقابل الفرنجِ جماعةً مِن الأمراء يسايرونَهم ويناوشونَهم القتالَ ويتخطَّفونَهم، ولم يُقدِم الفِرنجُ عليهم مع قِلَّتِهم، ولما وصل صلاح الدين إلى عكا رأى الفرنجَ قد نزلوا عليها من البَحرِ إلى البحر من الجانب الآخر، ولم يبق للمسلمينَ إليها طريق، وسَيَّرَ الكتب إلى الأطراف باستدعاء العساكِرِ، فأتاه عسكر الموصل، وديار بكر، وسنجار وغيرها من بلد الجزيرة، وأتاه تقيُّ الدين ابن أخيه، وأتاه مظفر الدين بن زين الدين، وهو صاحِبُ حران والرها، وكانت الأمدادُ تأتي المسلمين في البر وتأتي الفرنجَ في البحر، وكان بين الفريقين مُدَّة مُقامِهم على عكا حروبٌ كثيرةٌ ما بين صغيرة وكبيرة، منها اليومُ المشهور، ومنها ما هو دون ذلك، ولما نزل السلطانُ عليهم لم يقدِرْ على الوصول إليهم، ولا إلى عكا، حتى انسلخ رجَب، ثم قاتَلَهم مُستهَلَّ شعبان، فحمل عليهم تقيُّ الدين وأخلوا نصف البلد، وملك تقيُّ الدين مكانهم، والتصق بالبلد، وصار ما أخلَوه بيده، ودخل المسلمونَ البلد، وخرجوا منه، واتَّصَلت الطرق، وزال الحَصرُ عَمَّن فيه، وأدخل صلاحُ الدين إليه من أراد من الرِّجال وما أراد من الذخائر والأموال والسلاحِ وغير ذلك، ثم إن جماعةً مِن العرب بلغهم أن الفرنجَ تَخرُجُ مِن الناحية الأخرى إلى الاحتطابِ وغَيرِه من أشغالِهم، فكَمَنوا لهم في معاطِفِ النهر ونواحيه سادس عشر شعبان، فلما خرج جمعٌ مِن الفرنج على عادتِهم حَمَلَت عليهم العرب، فقتلوهم عن آخِرِهم، وغَنِموا ما كان معهم، وحملوا الرؤوسَ إلى صلاح الدين، أمَّا الوقعة الكبرى على عكا ففي العشرين من شعبان، كل يوم يُغادون القتال مع الفرنج ويروحونه، والفرنجُ لا يَظهَرونَ مِن معسكرهم ولا يفارِقونَه، وكان كثيرٌ من عسكر صلاح الدين غائبًا عنه، وكان هذا مما أطمَعَ الفرنج في الظهورِ إلى قتال المسلمين، فخرج الفرنجُ مِن معسكرهم كأنَّهم الجرادُ المنتَشِر، يدبُّون على وجه الأرض، قد ملؤوها طولًا وعرضًا، وطلبوا ميمنةَ المسلمين وعليها تقيُّ الدين عمر ابن أخي صلاح الدين، فلما رأى الفرنجَ نحوه قاصدين حَذِرَ هو وأصحابه، فتَقَدَّموا إليه، فلما قَرُبوا منه تأخَّرَ عنهم، فلما رأى صلاحُ الدين الحالَ، وهو في القَلبِ، أمَدَّ تقي الدين برجالٍ مِن عنده ليتقَوَّى بهم، وكان عسكَرُ ديار بكر وبعض الشرقيين في جناحِ القلب، فلما رأى الفرنجُ قِلَّةَ الرجال في القلب، وأن كثيرًا منهم قد سار نحوَ الميمنة مَدَدًا لهم، عطفوا على القلب، فحَمَلوا حملة رجل واحد، فاندفعت العساكِرُ بين أيديهم منهزمينَ، وثَبَت بعضهم، ولم يبقَ بين أيديهم في القَلبِ مَن يرُدُّهم، فقصدوا التلَّ الذي عليه خيمةُ صلاح الدين، فقَتَلوا من مَرُّوا به، ونهبوا، وقتلوا عند خيمة صلاح الدين جماعةً، وانحدروا إلى الجانِبِ الآخر من التل، فوضعوا السيفَ فيمن لقوه، وكان من لطف الله تعالى بالمسلمين أنَّ الفرنجَ لم يلقوا خيمةَ صلاح الدين، ولو لَقُوها لَعَلِمَ الناس وصولهم إليها، وانهزم العساكِرُ بين أيديهم، فكانوا انهزموا أجمعون، ثم إن الفرنج نظروا وراءَهم، فرأوا أمدادَهم قد انقَطَعت عنهم، فرجعوا خوفًا أن ينقَطِعوا عن أصحابهم، وكان سَبَبُ انقطاعهم أن الميمنة وقفت مقابلَتَهم، فاحتاج بعضُهم أن يقفَ مُقابِلَها، وحملت ميسرةُ المسلمين على الفرنج، فاشتغل المَدَدُ بقتال من بها عن الاتصالِ بأصحابهم، وعادوا إلى طرفِ خنادِقِهم، فحملت الميسرةُ على الفرنج، الواصلين إلى خيمة صلاح الدين، فصادفوهم وهم راجِعونَ، فقاتلوهم، وثار بهم غلمان العسكر، وكان صلاح الدين لما انهزم القلبُ قد تبعهم يناديهم، ويأمُرُهم بالكَرَّة، ومعاودة القتال، فاجتمع معه منهم جماعةٌ صالحة، فحَمَل بهم على الفرنج من وراء ظهورِهم وهم مشغولون بقتال الميسرة، فأخذتهم سيوفُ اللهِ مِن كلِّ جانب، فلم يُفلِتْ منهم أحد، بل قُتِلَ أكثرهم، وأُخِذَ الباقون أسرى، وأما المنهَزِمون من المسلمين، فمنهم من رجعَ مِن طبرية، ومنهم من جاز الأردن وعاد، ومنهم من بلغ دمشق، أمَّا رحيل صلاح الدين عن الفرنج وتمكُّنُهم من حصر عكا، فلما قتل من الفرنج ذلك العدد الكثير، جافت الأرضُ مِن نتن ريحِهم، وفسد الهواء والجو، وحَدَث للأمزجة فساد، وانحرف مزاجُ صلاح الدين، وحدث له قولنج مُبرح كان يعتاده، فحضر عنده الأمراءُ، وأشاروا عليه بالانتقالِ مِن ذلك الموضع، ووافقهم الأطباءُ على ذلك، فأجابهم إليه فرحلوا إلى الخروبة رابِعَ شهر رمضان، وأمر من بعكا من المسلمين بحِفظِها، وإغلاق أبوابها، والاحتياط، وأعلمَهم بسبب رحيله. ثم وصلت عساكِرُ مِصرَ والأسطول المصري في البَحرِ في منتصف شوال، ومُقَدَّمُها الملك العادل سيف الدين أبو بكر بن أيوب، فلما وصل قَوِيَت نفوس الناس به وبمن معه، واشتَدَّت ظهورهم، وأحضَرَ معه من آلات الحصار، من الدرق والطارقيات والنشاب والأقواس، شيئًا كثيرًا، ومعهم من الرجَّالة الجمُّ الغفير، وجمع صلاحُ الدين من البلاد الشامية راجلًا كثيرًا، وهو على عزمِ الزحف إليهم بالفارِسِ والراجل، ووصَلَ بعده الأسطولُ المصري، ومُقَدَّمه الأمير لؤلؤ، فوصل بغتةً، فوقع على سفينة كبيرة للفرنج، فغَنِمَها، وأخذ منها أموالًا كثيرةً وميرةً عظيمة، فأدخلها إلى عكا، فسَكَنت نفوسُ من بها بوصولِ الأسطول وقَوِيَ جنانُهم.

العام الهجري : 832 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1429
تفاصيل الحدث:

سار عسكر المماليك من القاهرة لأخذ قلعة خرت برت، وقد مات متوليها، ونازلها عسكرُ قرا يلك صاحب آمد، فلما وصلوا إلى مدينة حلب ورد إليهم الخبر بأخذ قرا يلك قلعة خرت برت وتحصينها، وتسليمها لولده، فتوجه العسكر وقد انضم إليه الأمير سودن بن عبد الرحمن نائب الشام، وجميع نواب المماليك الشامية، ومضوا بأجمعهم إلى الرها، فأتاهم بالبيرة كتابُ أهل الرها بطلب الأمان، وقد رَغِبوا في الطاعة، فأمَّنوهم وكتبوا لهم به كتابًا، وساروا من البيرة، وبين أيديهم مائتا فارس من عرب الطاعة كشَّافة، فوصلت الكشافة إلى الرها في التاسع عشر من شوال، فإذا الأمير هابيل بن قرا يلك قد وصل إليها من قِبَل أبيه الأمير عثمان بن طور علي، المعروف بقرا يلك صاحب آمد، وحَصَّنها وجمع فيها عامة أهل الضِّياع بمواشيهم وعيالهم وأموالهم، فناولوها وهم يرمونهم بالنشاب من فوق الأسوار، ثم برز إليهم الأمير هابيل في عسكر نحو ثلاثمائة فارس، وقاتلهم، وقتل منهم جماعة، وعلق رؤوسهم على قلعة الرها، فأدركهم العسكر، ونزلوا على ظاهر الرها في يوم الجمعة العشرين من شوال، وقد ركب الرجال السور ورموا بالحجارة، فتراجع العسكر المصري والشامي عنهم، ثم ركبوا بأجمعهم بعد نصف النهار وأرسلوا إلى أهل قلعة الرها بتأمينهم، وإن لم تكفُّوا عن القتال وإلا أخربنا المدينة، فجعلوا الجوابَ رميهم بالنشاب، فزحف العسكر وأخذوا المدينة في لحظة، وامتنع الأكابر وأهل القوة بالقلعة، فانتشر العسكر وأتباعهم في المدينة ينهبون ما وجدوا، ويأسِرون من ظفروا به، فما تركوا قبيحًا حتى أتوه ولا أمرًا مستشنعًا إلا فعلوه! وكان فعلهم هذا كفعل أصحاب تيمورلنك لَمَّا أخذوا بلاد الشام! وأصبحوا يوم السبت محاصرين القلعة، وبعثوا إلى من فيها بالأمان فلم يقبلوا، ورموا بالنشاب والحجارة، حتى لم يقدر أحد على أن يدنوَ منها، وباتوا ليلة الأحد في أعمال النقوب على القلعة، وقاتلوا من الغد يوم الأحد حتى اشتد الضحى، فلم يثبت من بالقلعة، وصاحوا: الأمانَ، فكفوا عن قتالهم حتى أتت رسلهم الأمير نائب الشام، وقدم مُقَدَّم العساكر، فحلف لهم -هو والأمير قصروه نائب حلب- على أنهم لا يؤذونهم ولا يقتلون أحدًا منهم، فركنوا إلى أيمانهم، ونزل الأمير هابيل بن قرا يلك ومعه تسعة من أعيان دولته عند دخول وقت الظهر من يوم الأحد، فتسلمه الأمير أركماس الدوادار، وتقدَّم نواب المماليك إلى القلعة ليتسلموها، فوجدوا المماليك السلطانية قد وقفوا على باب القلعة ليدخلوا إليها، فمنعوهم فأفحشوا في الرد على النواب، وهمُّوا بمقاتلتهم، وهجموا على القلعة، فلم تُطِقِ النواب منعهم، ورجعوا إلى مخيماتهم، فمد المماليك أيديهم ومن تبعهم من التركمان والعربان والغلمان، ونهبوا جميع ما كان بها، وأسروا النساء والصبيان، وألقوا فيها النار، فأحرقوها بعد ما أخلَوها من كل صامت وناطق، وبعد ما أسرفوا في قتل من كان بها وبالمدينة حتى تجاوزوا الحد، وخربوا المدينة، وفَجَروا بالنساء علنًا من غير خوف لا من الله ولا من الناس!! وألقوا النار فيها فاحترقت، ثم رحلوا من الغد يوم الاثنين الثالث والعشرين، وأيديهم قد امتلأت بالنهوب والسبي، فتقطعت منهم عدة نساء من التعب، فمِتنَ عطشًا، وبِيعَت منهن بحلب وغيرها عدة، وكانت هذه الكائنة من مصائب الدهر!!

العام الهجري : 37 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 657
تفاصيل الحدث:

بعد أن اتَّفَقَ فَريقُ عَلِيِّ بن أبي طالبٍ وفَريقُ مُعاويةَ على التَّحْكيمِ بعدَ القِتالِ الذي دارَ في صِفِّينَ وعاد كلُّ فَريقٍ إلى مَكانِه الأوَّلِ، فسار علِيُّ بن أبي طالبٍ عائِدًا إلى الكوفَةِ، وفي الطَّريقِ انْحازَت جَماعةٌ ممَّن لم يكونوا راضِينَ عن التَّحكيمِ وكانوا يَرَوْن أنَّ التَّحْكيمَ فقط لِكتابِ الله لا للرِّجالِ، فانصرفوا إلى حَرُوراءَ وبدأوا يَبُثُّون هذه الفِكرةَ، خارِجِينَ عن عَلِيٍّ مُنابِذِينَ له، فأرسَل إليهم عَلِيٌّ الرُّسُلَ يُناقِشونَهُم لَعلَّهُم يَثُوبون للحَقِّ، وكان مِن أولئك الرُّسُلِ ابنُ عبَّاسٍ، وعاد على يَديهِ قُرابةَ الألفي رجلٍ، ثمَّ سار عَلِيٌّ بِنَفسِه إليهم وحاجَجَهُم فرَجَعوا إلى الكوفةِ، ولكنَّهم بَقَوْا يَقولون: لا حُكْمَ إلَّا لله. وعَلِيٌّ يقولُ: كَلِمَةُ حَقِّ أُرِيدَ بها باطلٌ. ثمَّ لمَّا أراد عَلِيٌّ الخُروجَ للشَّامِ بعدَ فَشَلِ التَّحْكيم، بدأ الخَوارجُ يَتَسلَّلون مِن جَيشِه إلى النَّهْرَوان، فبدأوا بالفَسادِ فقَتَلوا عبدَ الله بن خَبَّابِ بن الأَرَتِّ مع نِسْوَةٍ آخَرين، فأرسَل عَلِيٌّ إليهم رسولًا فقَتلوهُ، ممَّا اضْطَرَّ عَلِيًّا للعَودةِ إليهم ومُقاتَلتِهم، فطلَب منهم تَسْليمَ قَتَلَةِ عبدِ الله فأَبَوْا وتَمَرَّدوا وبدأوا القِتالَ، فحارَبهُم عَلِيٌّ فأبادَهُم في النَّهْرَوان إلَّا اليَسيرَ الذين بَقوا بعدَ ذلك في الكوفةِ والبَصرَةِ يَنشُرون أفكارَهُم وهُم مُتَسَتِّرون.

العام الهجري : 250 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 864
تفاصيل الحدث:

خرج الحسَنُ بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن الحسَن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب بناحية طبرستان، وكان سبب خُروجِه أنَّه لَمَّا قُتِلَ يحيى بن عمر أقطع المستعينُ لمحمد بن عبد الله بن طاهر طائفةً مِن أرض تلك الناحية، فبعث كاتبًا له يقال له جابر بن هارون، وكان نصرانيًّا، ليتسَلَّم تلك الأراضي، فلما انتهى إليهم كرهوا ذلك جدًّا، وأرسلوا إلى الحسن بن زيد هذا، فجاء إليهم فبايعوه والتَفَّ عليه جملةُ الديلم وجماعةٌ من الأمراء في تلك النواحي فركِبَ فيهم ودخل آمل بطبرستان وأخذها قهرًا، وجبى خراجَها، واستفحل أمرُه جِدًّا، ثم خرج منها طالبًا لقتال سليمان بن عبد الله أمير تلك الناحية، فالتقيا هنالك فكانت بينهما حروبٌ، ثم انهزم سليمان هزيمةً مُنكرة، وترك أهلَه وماله ولم يرجِعْ دون جرجان فدخل الحسنُ بن زيد سارية إحدى مدن طبرستان، فأخذ ما فيها من الأموالِ والحواصل، ثم سيَّرَ أهل سليمان إليه مكَرَّمين على مراكب، واجتمع للحسن بن زيدٍ إمرة طبرستان بكمالِها، ثم بعَثَ إلى الري فأخذها وأخرجَ منها الطاهرية، وصار إلى جند همذان، ولَمَّا بلغ خبَرُه المستعينَ بالله، اغتمَّ لذلك جدًّا، واجتهد في بعض الجيوش والأمداد لقتالِ الحسن بن زيد.

العام الهجري : 279 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 892
تفاصيل الحدث:

هو أبو العبَّاس- وقيل أبو جعفر- أحمد المعتَمِدُ على الله بن جعفر المتوكل بن محمد المعتصم بن هارون الرشيد. ولِدَ سنة تسع وعشرين ومائتين بسُرَّ من رأى، وأمُّه روميَّة اسمها فتيان. كان أسمرَ رقيق اللون، خفيفًا، لطيف اللِّحية، أعْيَنَ جميلًا, كان مربوعًا نحيفًا, فلما استُخلِفَ سَمِنَ وأسرع إليه الشَّيبُ، استُخلِفَ بعد قتل المهتدي بالله في سادس عشر رجب سنة 256ه. مكث في الخلافة ثلاثًا وعشرين سنة وستة أيام، كان المعتَمِد أوَّلَ خليفةٍ انتقل من سامرَّا إلى بغداد، ثمَّ لم يعُدْ إليها أحَدٌ من الخلفاء، بل جعلوا إقامتَهم ببغداد، كان سبَبَ هلاكِه- فيما ذكره ابن الأثيرِ- أنَّه شَرِبَ في تلك الليلةِ شَرابًا كثيرًا وتعشَّى عشاءً كثيرًا، وكان وقتُ وفاته في القصر الحُسَيني من بغداد، وحين مات أحضَرَ المعتضِدُ القضاةَ والأعيانَ وأشهَدَهم أنَّه مات حتْفَ أنفِه، ثمَّ غُسِّلَ وكُفِّنَ وصُلِّيَ عليه، ثم حُمِلَ فدُفِنَ بسامِرَّاء،  ثم كانت خلافةُ المُعتَضِد أبي العباس أحمدَ بن أبي أحمد الموفَّق بن جعفر المتوكل، كان من خيارِ خُلَفاء بني العباس ورجالِهم، بويعَ له بالخلافةِ صبيحةَ مَوتِ المُعتَمِد لعشرٍ بَقِين من رجبٍ منها، وقد كان أمرُ الخلافةِ داثرًا فأحياه الله على يديه بعَدْلِه وشهامَتِه وجُرأتِه.

العام الهجري : 610 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1214
تفاصيل الحدث:

هو السلطانُ أبو عبد الله الملك الناصر محمد بن يعقوب المنصور بالله يوسف بن عبد المؤمن بن علي القيسي, أميرُ الموحدين، وأمُّه رومية اسمها زهر. بويعَ له بعد أبيه سنة 595 بعهدٍ من أبيه، وكان أشقَرَ أشهَلَ أسيل الخَدِّ مليح الشكل، كثير الصمتِ والإطراق، شجاعًا مَهيبًا بعيدَ الغور، حليمًا عفيفًا عن الدماء، وفي لسانه لثغةٌ، وكان بخيلًا، وله عِدَّة أولاد. استوزر أبا زيد بن يوجان، ثم عزله، واستوزر الأمير إبراهيم أخاه، وكتب سرَّه ابن عياش، وابن يخلفتن الفازازي، وولي قضاءَه غير واحد. وكان قد استرد تونس والمهدية وما كان استولى عليه عليُّ بن غانية من إفريقيا، كما استولى على طرابلس الغرب وانتزعها من الأميرِ بهاء الدين قراقوش قائد الأيوبيين المصري، كما انتزع جزيرة ميورقة وما حولها من الجزر جزر الباليار من بني غانية، وكانوا نواب المرابطين فيها، وقاتل الأسبان فهزموه في وقعة العقاب عام 609, ولما عاد الناصرُ إلى مراكش أخذ البيعة لولده يوسف الملقب بالمستنصر بالله، ثمَّ احتجب في قصره إلى أن مات في هذا العامِ بعد أن أصيب بمرضٍ أيامًا، ومات في شعبانَ مِن هذه السنة، وكانت أيامُه خمسة عشر عامًا، وقام بعده ابنه المستنصرُ يوسف عشرة أعوام.

العام الهجري : 907 العام الميلادي : 1501
تفاصيل الحدث:

بعد أن أعلن إسماعيل الصفوي قيامَ الدولة الصفويَّة وعاصمتها تبريز، كان أول عملٍ قام به هو إعلانَ أنَّ مذهبَ دولته هو مذهب الإماميَّة الاثني عشرية، وأنه سيعمِّمُه في جميع بلاد إيران، وعندما نُصِحَ أنَّ مذهب أهل إيران هو مذهب الشافعي لم يستجبْ لنصحِهم وهدَّد من لم يستجب لأمره بالتشيعِ، فإنَّ مصيره القتل, فأمر الخطباء في المساجد بسبِّ الخلفاء الراشدين الثلاثة، مع المبالغةِ في تقديسِ الأئمة الاثني عشر, ثم صَكَّ عملة للبلاد كتب عليها: "لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي ولي الله"، ثم كتب اسمه, وقد عانى أهلُ السنة في إيران معاناةً هائلة وأُجبروا على اعتناق المذهب الإمامي بعد أن قتَلَ الشاه إسماعيل في بضع سنين زيادةً على ألف ألف نفسٍ بحيث لا يُعهَد في الجاهلية ولا في الإسلام ولا في الأُمم السابقة من قَبلُ في قتل النفوسِ ما قتله شاه إسماعيل! وقتل عِدَّةً من أعاظم العلماء بحيث لم يبقَ من أهل العلم أحدٌ في بلاد العجم، وأحرق جميعَ كتبهم ومصاحفهم، وكان شديد الرفض بخلاف آبائه، ولم يكتفِ الشاه إسماعيل بنشر المذهب الشيعي في إيران، بل حرص على نشره خارج إيران، فوصلت دعوته للتشيع إلى الأقاليم التابعة للدولة العثمانية، فكان من الطبيعي أن يتصدى لتلك الدعوة السلطانُ سليم الأول سلطان الدولة العثمانية السُّنِّية.

العام الهجري : 1012 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1603
تفاصيل الحدث:

كان المنصور أحمد السعيدي قد فرَّق عمالات المغرب على أولادِه، فاستعمل محمد الشيخ المأمون على فاس والغرب وولَّاه ولاية العهد من بعده، واستعمل زيدان على تادلا وأعمالها، واستخلفه عند نهوضه إلى فاس؛ للقضاء على ثورة ابنه الشيخ المأمون، وعيَّن ابنه أبي فارس على مراكش وأعمالها, فلما بلغ أهل مراكش وفاةُ المنصور وكتب إليهم أهلُ فاس بمبايعتهم لزيدان، امتنعوا وبايعوا أبا فارس لكونه خليفةَ أبيه بدارِ مُلكه التي هي مراكش، ولأن جلَّ الخاصة من حاشية أبيه كان يميلُ إلى أبي فارس؛ لأن زيدان كان منتبِذًا عنهم بتادلا سائر أيام أبيه، فلم يكن لهم به كثيرُ إلمام ولا مزيدُ استئناسٍ، مع أنه كان جديرًا بالأمر؛ لعلمه وأدبه وكمال مروءته, فلما شقَّ أهل مراكش العصا على زيدان صدرت فتوى من قاضي فاس ابن أبي النعيم ومفتيها أبي عبد الله القصَّار تتضمن التصريحَ بحديث (إذا بويعَ خليفتان فاقتلوا الآخَرَ منهما) وكانت بيعة أبي فارس بمراكش يوم الجمعة أواخر ربيع الأول من هذه السنة، وهو شقيق الشيخ المأمون، أمُّهما أم ولد اسمها الجوهر، ويقال الخيزران. واسمُ أبي فارس هذا عبد الله وتلقب بالواثق بالله، وكان أكولًا عظيم البطن مصابًا بمس الجن.

العام الهجري : 1423 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 2002
تفاصيل الحدث:

ثامر بن صالح بن عبد الله السويلم المعروف بخطاب، وُلد عامَ 1389هـ في مدينة عرعر شمالَ المملكة العربية السعودية، كان جَدُّه عبد الله عُرِف في منطقة الأحساء بـالنشمي، نزحَت هذه العائلة من بلاد نجدٍ إلى الأحساء عامَ 1240هـ، وهناك وُلد أجدادُه، ووُلد فيها والد خطاب صالح السويلم الذي انتقل إلى عرعر، وهناك وُلد خطاب، ومكَث فيها حتى انتهى من الصف الرابع الابتدائي، وعُمرُه عَشْرُ سنوات، ثم انتقل والدُه بأبنائِه إلى مدينة الثقبة بالقُربِ من مدينة الخُبَر، وهناك تَرَبَّى خطاب في حي مشهور هو حي الصبيخة، وكان -رحمه الله- يتحدَّث بأربع لغاتٍ: اللغة العربية، والروسية، والإنجليزية، والبوشتو، قضى خطاب خمسةَ عَشَرَ عامًا تقريبًا في جهاد متواصلٍ، في مناطق مختلفةٍ من العالم الإسلامي، في أفغانستانَ، وطاجيكستانَ، وداغستانَ، والشيشانِ، شارَكَ في القتال ضدَّ الجيش السوفيتي في أفغانستانَ، ووصل خطاب إلى الشيشانِ إبَّانَ النزاعِ الأولِ مع الزعيم شامل باساييف، وشارَكَ في عمليات توغُّلٍ مُسلَّحةٍ في جمهورية داغستانَ الروسية المجاوِرةِ للشيشانِ، واتهمت السُّلْطات الروسية خطَّابًا بالضلوع في العمليات التي وقَعَت في أغسطس وسبتمبر 1999بروسيا، وأوقَعَت 300 قتيلٍ. قُتلَ متأثِّرًا بسمٍّ وُضعَ له في الطعام على يد منافِقينَ مَدْسوسينَ من طرف الحكومةِ الشيشانية الموالية للروسِ.

العام الهجري : 376 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 987
تفاصيل الحدث:

قام العزيزُ بالله الفاطميُّ بمَنعِ النَّصارى من إظهارِ ما كانوا يَفعَلونَه في الغطاسِ وهو عيد الظهور الإلهي عند النصارى؛ من الاجتماعِ، ونُزولِ الماء، وإظهارِ الملاهي، وحَذَّرَ من ذلك.

العام الهجري : 868 العام الميلادي : 1463
تفاصيل الحدث:

قام أبو الحسن علي بن سعد بن علي بن أبي الحجاج يوسف الثاني بالخروجِ على أبيه وانتزاع الملك منه، وتلقَّب بالغالب بالله.

العام الهجري : 124 العام الميلادي : 741
تفاصيل الحدث:

كان بَدءُ الدَّعوَة مِن قِبَل محمَّد بن عَلِيِّ بن عبدِ الله بن عَبَّاس، ووَصَلت الدَّعوة إلى خُراسان، ثمَّ لمَّا تُوفِّي محمَّد بن عَلِيٍّ في عام 124 هـ سار بالأَمرِ مِن بَعدِه ابنُه إبراهيمُ وساعَد في قُوَّةِ الأَمرِ ظُهورُ أبي مُسلِم الخُراساني الذي كان يَخدِمُ في سِجْنِ يُوسُف بن عُمَر أَحدَ المَسجونين بِتُهمَةِ الدَّعوَة العَبَّاسِيَّة وكان بُكيرُ بن ماهان أَحَدَ الدُّعاة الكِبار للدَّعوَةِ العَبَّاسِيَّة في خُراسان قد اشْتَراهُ أبا مُسلِم وأَرسلَه إلى إبراهيم بن محمَّد فأَعطاهُ لأبي موسى السَّرَّاج لِيُؤَدِّبَه فسَمِعَ منه وحَفِظ، وقِيلَ غير ذلك في نَسَبِ أبي مُسلِم، وقِيلَ: إنَّ إبراهيم طَلَب منه تَغيير اسْمِه حتَّى تَتَمكَّن الدَّعوة العَبَّاسِيَّة فالله أعلم.

العام الهجري : 336 العام الميلادي : 947
تفاصيل الحدث:

سار مُعِزُّ الدولة ومعه المطيعُ لله إلى البصرةِ; لاستنقاذها مِن يَدِ أبي القاسم عبدِ الله بن أبي عبد الله البريدي، وسَلَكوا البريَّةَ إليها، فأرسل القرامِطةُ مِن هجَرَ إلى مُعِزِّ الدولة ينكرون عليه مسيرَه إلى البريةِ بغير أمْرِهم، وهي لهم، فلم يجِبْهم عن كتابهم، وقال للرَّسولِ: قل لهم مَن أنتم حتى تستأمِروا، وليس قصدي مِن أخذِ البَصرةِ غَيرَكم، وستَعلَمونَ ما تلقونَ مني. ولَمَّا وصل معزُّ الدولة إلى الدرهميَّة أو الدَّرهمة، استأمن إليه عساكِرُ أبي القاسم البريدي، وهرب أبو القاسمِ في الرابع والعشرين من ربيع الآخر إلى هجر، والتجأ إلى القرامِطة، ومَلَكَ مُعِزُّ الدولة البصرةَ، فانحلَّت الأسعارُ ببغداد انحلالًا كثيرًا.