الشَّيخُ المقرِئُ أبو هشام محمد بن طه سكر الدِّمَشقي، من كبارِ علماءِ القراءاتِ ومَشايِخ القُرَّاء بدِمَشق. وُلد الشيخُ في دمشق في حيِّ العفيف، بمِنطَقَة الصَّالِحِيَّة سنةَ (1340هـ-1922م) ونشأ يتيمًا في حِضن والِدَتِه الكريمةِ؛ فعَكَف الشيخُ رحمه الله منذ صِغَرِه على حَلَقات العلمِ؛ فقرأ على الشَّيخِ محمود فايز الدير عطاني (ت: 1385) ختمةً كاملةً برِواية حفصٍ عن عاصمٍ، وكان خِلالَ هذه الختمةِ يحفَظُ مُتونَ القِراءاتِ؛ فما أنْ خَتَم تلك الرِّوايةَ حتى أسمَعَه الشاطبيةَ والدُّرَّةَ كامِلَتَين، وشَرَع في الإفرادِ لكلِّ راوٍ ختمةً كاملةً؛ فقرأ نحوَ عشرينَ ختمةً متنوِّعةَ الرِّواياتِ، ثم شَرَع بالجَمعِ الكَبيرِ، الذي انتَهَى منه في سنِّ الخامِسَةَ عَشرَةَ. حَضَر دُروسَ العلامةِ الشَّيخِ عليٍّ التِّكريتيِّ (ت:1361)، وقرأ عليه بعضَ العلوم، ومنها كتاب (مِشكاة المصابيح) للتِّبريزيِّ. وقد كانت حياةُ الشيخِ حافلةً قضاها في التعلُّم والتعليم والقراءة والإقراء؛ فرَحِمَه الله رحمةً واسعةً.
تُوفِّي الأميرُ بدرُ بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله نائبُ رئيسِ الحرسِ الوطنيِّ السعودي السابقُ. وقد شارَك في عددٍ من الوُفود واللِّجان بالمملكة، ورافقَ الملكَ فيصلَ بنَ عبد العزيز في زياراتِه الرسميَّةِ لبعضِ الدُّول العربية والإسلامية. وعُيِّن وَزيرًا للمُواصَلات عامَ (1381هـ-1961م)، وأصدر الملكُ فيصلٌ أمْرَه بتعيينِه نائبًا لرئيس الحرس الوطنيِّ في (3/11/1387هـ) الموافِقِ (1967م). وشارَك في وَضعِ خُطَطِ تطويرِ الحرسِ الوطنيِّ والإشرافِ عليها وتنفيذِها. وللأميرِ مُشاركاتٌ ثقافيةٌ، ورياضيَّةٌ، واجتماعيةٌ أُخرى، سواءٌ رسميةٌ أو خاصةٌ؛ فقد كان نائبًا لرئيس مجلس إدارة نادي الفُروسِيَّة، ورئيسًا للَّجنة العليا للمِهرجان الوطني للتُّراث والثَّقافة، ورئيسَ هيئةِ الإشرافِ على مَجَلَّة الحرس الوطني العسكريَّة. وقد أُقيمت صلاةُ الجنازة عليه بجامِعِ الإمام تركي بن عبد الله بمدينة الرياض.
كان أمير فاس أبو فارس عبد العزيز قد عيَّن الأمير محمد بن أبي تاشفين الزياني أميرًا على تلمسان بعد أن تملَّكها من المرينيين، ثم إنَّ محمدًا الزياني رأى أن يعلِنَ استقلاله فيها، فأعلن خروجه عن طاعة السلطان الحفصي أبي فارس، الذي سار من وقته فحاصر تلمسان، فهرب منها الأمير محمد الزياني، ولكن لم يلبث أن قُبِضَ عليه واعتُقِلَ، فحمله أبو فارس معه إلى فاس وسجنه هناك حتى توفي في سجنه من السنة التالية.
بعد أن منحت بريطانيا شرقَ الأردن حَقَّ الاستقلال -بموجِبِ صَكِّ الانتداب- دعا ملِكُ الأردني عبد الله الأول إلى إحياءِ مشروع "سوريا الكبرى" الذي يضمُّ الأردن وسوريا ولبنان، إلَّا أن المجلس النيابيَّ السوري رفض هذا المشروع في سبتمبر 1947م.
شرع السلطانُ الأشرفُ صلاحُ الدين خليلُ بن قلاوون في الاهتمامِ بفَتحِ عَكَّا، وبعثَ الأميرَ عِزَّ الدين أيبك الأفرم أمير جاندار إلى الشامِ لتجهيزِ أعوادِ المجانيق، فقَدِمَ دِمشقَ وجُهِّزَت أعوادُ المجانيق، وبرزت في أول ربيع الأول وتكامَلَت في الثاني عشر، وسار بها الأميرُ عَلَم الدين سنجر الدواداري أحدُ أمراء الشام، ثم فُرِّقَت على الأمراء مقَدَّمي الألوف، فتوجَّهَ كل أمير ومضافيه بما أمر بنقله منها، وخرج من القاهرةِ الأمير سيف الدين طغريل الأيغاني إلى استنفار الناسِ مِن الحصون بممالكِ الشام، فوصل المظفَّر صاحب حماة إلى دمشق في الثالث عشر بعسكره وبمجانيقِ وزردخاناه- خزانة الأسلحة- ووصل الأميرُ سيف الدين بلبان الطباخي نائبُ الفتوحات بعساكِرِ الحصون وطرابلس، وبالمجانيق والزردخاناه في الرابع عشر، وتوجَّه الأميرُ حسام الدين لاجين نائبُ الشام بالجيشِ مِن دمشق في العشرينَ مِن ربيع الأول، وسار جميعُ النواب بالعساكر إلى عكا، وكان السلطانُ الأشرف خليل توجَّه بالعساكِرِ يوم الثلاثاء ثالث ربيع الأول يريد أخْذَ عَكَّا، وسيَّرَ حريمه إلى دمشق فوصلوا إليها في سابع ربيع الآخر، وسار السلطان فنزل عكَّا في يوم الخميس ثالث ربيع الآخر، ووصلت المجانيقُ يوم ثاني وصولِه وعدَّتُها اثنان وتسعون منجنيقًا، فتكاملَ نَصبُها في أربعة أيام، وأُقيمَت الستائرُ ووقع الحصارُ، وقد أتت جمائِعُ الفرنجِ إلى عكا أرسالًا من البحر، صار بها عالمٌ كبير، فاستمَرَّ الحصارُ إلى سادس عشر جمادى الأولى، وكثُرَت النقوب بأسوارِ عَكَّا، فلما كان يومُ الجمعة السابع عشر عزم السُّلطانُ على الزحف، فرَتَّب كوساته- قطعتان من نحاس تشبهانِ الترسَ الصغيرَ يُدَقُّ بأحدها على الآخر بإيقاع مخصوص- على ثلاثمائة جمل، وأمر أن تُضرَبَ كُلُّها دفعة واحدة، وركب السلطانُ وضُرِبَت، فهال ذلك أهلَ عكا، وزحف بعساكِرِه ومن اجتمع معه قَبلَ شروق الشمس، فلم ترتفع الشمسُ حتى علت السناجِقُ- الرايات- الإسلاميَّة على أسوار عكا، وهرب الفرنجُ في البحر وهلك منهم خلقٌ كثير في الازدحام، والمسلمون يقتُلونَ ويأسِرونَ وينهَبونَ فقَتَلوا ما لا يحصى عَدُّه كثرةً، وأخذوا من النساءِ والصبيان ما يتجاوَزُ الوصفَ، وكان عند فتحها أن أقبل من الفرنجِ نحوُ عشرة آلاف في هيئةٍ مُستأمنين، ففَرَّقهم السلطان على الأمراء فقتلوهم عن آخِرِهم، وكانت مدَّةُ حصار عكا أربعة وأربعين يومًا، واستُشهِدَ من المسلمين الأميرُ علاء الدين كشتغدي الشمسي ودُفِنَ بجلجولية، وعزُّ الدين أيبك العزي نقيب العساكر، وسيفُ الدين أقمش الغتمي، وبدرُ الدين بيليك المسعودي، وشرفُ الدين قيران السكزي، وأربعةٌ من مقَدَّمي الحلقةِ، وجماعةٌ من العسكر، وفي يومِ السبت الثامن عشر وقع الهدمُ في مدينة عكا، فهُدِّمَت الأسوار والكنائسُ وغيرها وحُرِقَت، وحُمِلَ كثير من الأسرى بها إلى الحصونِ الإسلاميَّة.
هو رستم بن علي بن شهريار بن قارن. ملك مازندران. كان ملكًا شجاعًا مخوفًا، استولى على بسطام وقومس، واتَّسعت ممالكه، وكان شيعيًّا شديد التشيع, غزا بلاد ألموت فأوطأ الإسماعيلية ذلًّا، وخَرَّب بلادهم، وسبى النساء والأولاد، وغنم، وخُذلت الإسماعيلية في أيامه، وخُرِّبَت عامة قراهم. توفي في ثامن ربيع الأول، ولَمَّا توفي كتم ابنه الحسن بن علاء الدين موتَه أيامًا، حتى استولى على سائر الحصون والبلاد، ثم أظهره، فلما ظهر خبرُ وفاته أظهر إيثاق بن الحسن صاحِبُ جرجان ودهستان المنازعة لوالده في الملك، ولم يَرْعَ حقَّ أبيه عليه، ولم يحصُلْ من منازعته على شيءٍ غير سوء السمعة وقُبح الأُحدوثة.
هو السُّلطانُ أبو عنان فارس بن أبي الحسن علي: حاكِمُ دولة بني مرين في أفريقية، اغتاله وزيرُه الحسن بن عمر الفودوي، ثم تولى بعدَه ابنُه أبو بكر محمد السعيد خلفًا لأبيه وله من العمر فقط خمس سنوات، وكان أبو سالم إبراهيم أخو أبي عنان منفيًّا في الأندلس عند بني الأحمر، فلما علم بما حصل لأخيه طلب من سلطانِ بني الأحمر مساندَتَه، فلم يجِبْه، فطلب من مَلِك قشتالة الأسباني فأنجده بأسطولٍ اجتاز به البحر إلى المغرب، وتمكَّنَ بمن تبعه من أنصاره من الاستيلاءِ على المُلْك، وخَلَعَ ابن أخيه محمد السعيد ونفاه إلى الأندلس التي لم يصِلْ إليها، بل غَرِقَ في البحر في الطريقِ.
في هذا العام تمرَّد الأميرُ حسن آل عائض على ابنِ سعودٍ ونقَضَ العهدَ بتحريضٍ مِن إمام اليمن يحيى حميد الدين، فأرسل الملك عبدالعزيز قواتٍ نجديةً بقيادةِ ابنه فيصل، وجعل القيادةَ العسكريةَ إلى خالد بن لؤي أميرِ الخرمة (من محافظات منطقة مكة المكرمة) وأحدِ قادة الإخوان، والتحق بهم أثناء الطريق بدوٌ مِن قحطان وزهران وشهران، فاستولى فيصل على واحة بيشة ووصل إلى مشارفِ أبها، فهرب منها ابنُ عائضٍ ولم يستَطِع الشريفُ حسين أن يُنجِدَه بقواتٍ كما كان يفعَلُ في السابق، فدخل فيصل أبها، وولى عليها سعدَ بنَ عفيصان وعاد فيصل إلى الرياض، ثم استسلم حسَن آل عائض ونُقِلَ إلى الرياض.
أُقْصِي الرئيس أبو الحسن بني صدر مِن قيادة القواتِ المسلَّحة، وأُغلِقَت جَريدتُه، وقامت المظاهراتُ عليه، فاختَفى عن الأنظارِ، فدَعاه الخُميني للظُّهور وإعلانِ تَوبته، ولكنه لم يَستجِبْ، فصدَرَ أمْرٌ بمنْعِه من السفرِ خارجَ البلاد، وفي 19 شعبان 1401هـ / 21 حزيران 1981م قرَّر المجلِسُ النِّيابي عدَمَ صلاحيتِه لرئاسة الدَّولةِ، وتَشكَّلَ مجلسٌ رئاسيٌّ من ثلاثةِ أعضاء، لكن حدَث انفجارٌ في مقرِّ حِزب الجمهورية قُتِل أحدُ هؤلاء الثلاثةِ، ثم في رمضان / تموز جرَت الانتخاباتُ الرئاسية، وفاز بالرِّئاسةِ محمد علي رجائي الذي كان رئيسَ الحكومة، وتمكَّن أبو الحسن بني صدر من الهرَبِ إلى فرنسا، وأخَذ مِن هناك يُعارِض الحكمَ القائم، وسُمِّيَ بالرئيسِ المؤقَّتِ.
في يومِ الاحتفال بذِكرى حرْب رمضانِ، وفي يوم 8 ذي الحجة 1401هـ / 6 تشرين الأول 1981م، وبيْنما كان الرئيسُ أنور السادات على مَنصَّة الشرَفِ يَرتدي البِزَّة العسكريةَ، وحولَه أعوانُه، وتمرُّ أمامَه أرتالُ الجُند في العرْض العسكريِّ؛ تقدَّم مِن بيْنِهم الضابطُ خالد الإسلامبولي وأطلَقَ عليه النارَ فأرداه قَتيلًا، فكانت مدَّةُ رئاستِه تَزيدُ على أحد عشَرَ عامًا. وتولَّى رئاسةَ الجمهورية مؤقَّتًا رئيسُ مجلِس الأمَّة صوفي أبو طالب حسَبَ الدُّستورِ، ثم أصدَرَ في اليوم التالي قرارَ تَعيين محمد حسني مبارك نائبًا لِرَئيس الجمهوريةِ، وانقضَت إجازةُ عِيد الأضحى وتسلَّم بعدها محمد حسني مبارك مُهمةَ رئاسةِ الجمهوريةِ.