الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2497 ). زمن البحث بالثانية ( 0.01 )

العام الهجري : 646 العام الميلادي : 1248
تفاصيل الحدث:

حاصر الأسبانُ إشبيليَّةَ مُدَّة ثمانية عشر شهرًا حتى سقَطَت في أيديهم فقاموا بتحويلِ جامِعِها إلى كنيسة وأزالوا كل معالمِ الإسلامِ فيها، ويُذكَرُ أن بعض المسلمين قد شاركوا في هذا الحصارِ بناءً على اتفاقهم مع النصارى، مثل محمد بن يوسف بن نصر أمير غرناطة من بني الأحمر، وقد تم هذا الاتفاقُ سنة 642، كما قام رامون ملك أراغون بإعلانِ حَربٍ صليبيَّةٍ على المسلمين بمباركة البابا واستولى بحملتِه تلك على لاردةَ وطرطوشةَ، وبعد هذه الحوادِثِ نَظَم أبو البقاء الرندي قصيدتَه المشهورة يرثي فيها المسلمين ببلاد الأندلس:
لكلِّ شيءٍ إذا ما تمَّ نقصانُ
فلا يُغَرَّ بطِيبِ العَيشِ إنسانُ

العام الهجري : 666 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1268
تفاصيل الحدث:

لما كان يوم العشرين من جمادى الآخر سار السلطانُ الظاهر من العوجاء إلى يافا، وحاصرها حتى ملكها من يومه، وأخذ قلعتها وأخرج من كان فيها من الفرنجِ، وهَدَمَها كُلَّها وجمع أخشابَها ورخامها وحمَلَه في البحر إلى القاهرة، وأمَرَ السلطان ببناء الجوامِعِ بتلك البلاد، وأزال منها المنكَراتِ، ورتَّبَ الخفراءَ على السواحلِ وألزَمَهم بدَركِها، ورسم أن المال المتحصَّل من هذه البلاد لا يُخلَطُ بغيره، وجعله لمأكله ومشربه، وأنزل التركمان بالبلاد الساحلية لحمايتها، وقرر عليهم خيلًا وعدة، فتجَدَّد له عسكرٌ بغير كلفة، وفيه رسَمَ بتجديد عمارةِ الخليل عليه السَّلامُ، ورسم أن يكون عمل الخوان الذي يمَدُّ ناصيةً عن مسجد الخليل.

العام الهجري : 682 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1283
تفاصيل الحدث:

خرج أرغون بن أبغا على عمه تكدار المسمى أحمد سلطان بخراسان، فسار إليه وهزمه ثم أسره، فقامت الخواتين مع أرغون، وسألن الملك تكدار أحمد في الإفراج عنه وتوليته خراسان، فلم يرضَ بذلك، وكانت المغول قد تغيرت على تكدار، لكونه دخل في دين الإسلام وإلزامه لهم بالإسلام، فثاروا وأخرجوا أرغون من الاعتقال، وطرقوا ألناق نائب تكدار ليقتُلوه ففَرَّ منهم فأدركوه وقتلوا تكدار أيضًا في العام التالي، وأقاموا أرغون بن أبغا ملكًا، فولى أرغون وزارته سعد الدولة اليهودي، وولى ولديه خربندا وقازان خراسان، وعمل أتابكهما الأمير نوروز.

العام الهجري : 776 العام الميلادي : 1374
تفاصيل الحدث:

هو أُوَيس بهادر خان ابن الشيخ الحسن الكبير بن حسين بن أقبغا بن أيلكان المغولي ثم التبريزي، سلطان بغداد وتوريز، استقَرَّ في سلطنة بغداد بعد سنة 760. خطب بمكَّة للخان أويس بعد أن وصلت منه قناديلُ حَسَنة للكعبة، وهديةٌ طائلة لأمير مكة عجلان، واستمرت الخُطبة له بمكَّة فترة من الزمن، مات عن نيِّف وثلاثين سنة، منها في السَّلطنة تسع عشرة سنة، وكان قد اعتزل قبلَ مَوتِه، وأقام عِوَضَه في المملكة ابنَه الشيخ حسينًا؛ لمنام رآه نُعِيَت إليه نفسُه، وعُيِّنَ له يوم موته، فتخلى عن الملك، وأقبل يتعَبَّدُ، فمات كما ذُكِرَ له في نَومِه!!

العام الهجري : 801 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1399
تفاصيل الحدث:

أخذ السلطان مراد الأول بن أورخان بن عثمان الأبلستين، وعزم أن يمشيَ إلى البلاد الشامية، فطلب الأمراء والقضاة وأرباب الدولة إلى القصر السلطاني، وقُرِئَت عليهم كتبٌ تتضمَّنُ أنَّ ابن عثمان ملك الروم بعث أخاه عليًّا بالعساكر، وأنه أخذ ملطية والأبلستين -مدينة مشهورة ببلاد الروم- وفَرَّ منه صدقة بن سولي، فتسلَّمها في الثامن والعشرين من ذي القعدة، وأنَّه محاصر درندة، فوقع الاتفاقُ على المسير إلى قتاله، وتفرَّقوا، فأنكر المماليك السلطانية صِحَّةَ ذلك، وقالوا: "هذه حيلة علينا حتى نخرجَ من القاهرة فقط" وعَيَّنوا سودون الطيار أمير أخور لِكَشفِ هذا الخبر.

العام الهجري : 813 العام الميلادي : 1410
تفاصيل الحدث:

اتجه محمد جلبي لقتال أخيه عيسى، وجرت بينهما عدة معارك خرج فيها محمد منتصرًا وقُتِل عيسى، فرجعت الأناضول تحت إمرته، ثم إن محمدًا الأول أرسل أخاه موسى على رأس جيش لقتال أخيهما سليمان الذي استطاع أن يهزم جيش موسى، فعاد خائبًا، ثم إنه كرر المحاولة مرة أخرى فتمكن في هذه السنة من القضاء على سليمان، وقَتَله على أبواب أدرنة، ثم بعد ذلك اتجه إلى الصرب الذين كانوا أعلنوا استقلالهم عن الدولة العثمانية في أثناء الأزمة التي جرت على الدولة العثمانية أثناء غزو تيمورلنك والخلاف بين أبناء بايزيد، ثم إن ملك المجر أسرع لمساندة الصرب ولكنهم باؤوا بالهزيمة أمام الجيش العثماني.

العام الهجري : 1027 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1618
تفاصيل الحدث:

لم تدُمْ أيام السلطان مصطفى الأول بن مراد الثالث كثيرًا؛ فقد خُلِع من السلطة بعد ثلاثة أشهر وثمانية أيام فقط؛ بدعوى أنَّه لا يعرف بأمورِ الحكم شيئًا، بحُكمِ أنَّه كان طول حياة أخيه أحمد محجوزًا عليه عند الجواري والخَدَم، وقيل: كان ذلك بتدبير فرنسا، ثمَّ تم تولية ابن أخيه عثمان بن أحمد الأول الذي كان ما يزال في الثالثة عشرة من عمره، فكان أول ما عمله أن أطلق سراحَ القنصل الفرنسي ومترجِمه، اللذين كان قد حبسهما عمه مصطفى الأول؛ لتدخُّلِهم في شؤون الدولة العثمانية، ولمساعدة أحد البولونيين على الهرب من السجن، واعتذر عثمانُ من ملك فرنسا عن هذا الحدث!

العام الهجري : 1125 العام الميلادي : 1713
تفاصيل الحدث:

بعد توقيع المعاهدة فلكزن سنة 1123هـ بين الروس والعثمانيين والتي كانت السبب في عزل الصدر الأعظم بلطجي محمد باشا بجهود خان القرم ودعم ملك السويد، ونفيه إلى جزيرة لمنوس في بحر إيجة، وتولي يوسف باشا المنصب؛ قام بعقد معاهدةٍ جديدة مع روسيا تنصُّ على هدنة بين الطرفين مدتها خمس وعشرون سنة، غير أن الحرب كادت تتجدَّد لإخلال القيصر بالشروط، فرأت هولندا وإنجلترا أن مصلحتها إيقاف الحرب؛ ولذلك تدخلتا، ووُقِّعت معاهدة أدرنة في هذه السنة, وتنازلت فيها روسيا عن كل ما استولت عليه من سواحل البحر الأسود، ولكنها تخلت في الوقت نفسه عما كانت تدفعه إلى حكام القرم.

العام الهجري : 1342 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1923
تفاصيل الحدث:

في أعقاب الحرب العالمية الأولى التي انتهت سنة 1337هـ/ 1918م والتي خرجت إيطاليا منها مُنهَكةً، رأت إيطاليا مهادنةَ الليبيين، وتمَّ عقد اتفاق "سوني" بين الطرفين، اعترفت إيطاليا بموجِبِه بقيام الجمهورية، ونصَّ على إنهاء حالة القتال بينهما، مع الاعترافِ بالاستقلال الداخلي لطرابلس تحت سيادةِ ملك إيطاليا، وإنشاء مجلسِ نوابٍ محليٍّ، ومجلس آخر حكومي يشتركان في حكمِ البلاد. إلا أنَّه لم يقَدَّر لتلك الجمهورية الوليدة أن تدوم طويلًا؛ إذ لم تكن إيطاليا جادَّةً في اعترافها بها، وإنما كانت تسعى من وراء ذلك إلى مُهادنة الليبيين وكَسبِ مزيد من الوقت؛ نتيجةَ الضعف الذي ألمَّ بها.

العام الهجري : 1437 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 2016
تفاصيل الحدث:

أعلَنَت جمهوريَّةُ مصرَ العربيَّة أنَّ جَزيرتَي (تيران وصنافير) الواقعتَينِ في البحرِ الأحمَرِ؛ تابِعتانِ للأراضي السُّعوديةِ، فقد وقَّعَ الجانبانِ المِصريُّ والسُّعوديُّ اتفاقيَّةَ تعيينِ الحُدودِ البَحريةِ بين البلَدَينِ؛ من أجلِ الاستفادةِ مِن المنطقةِ الاقتصاديَّة الخالصةِ لكلٍّ منهما، بما توفِّرُه من ثَرَواتٍ وموارِدَ تعودُ بالمنفعةِ الاقتصاديَّةِ عليهما. ووقَّع الاتِّفاقيَّةَ عن الجانبِ السُّعوديِّ وليُّ وليِّ العَهدِ وزيرُ الدِّفاعِ: الأميرُ محمد بن سلمان، وعن الجانبِ المصريِّ رئيسُ الوزراءِ شريف إسماعيل، وذلك في حُضورِ المَلِك سلمانَ بنِ عبدِ العزيزِ والرئيسِ المصريِّ عبدِ الفتاح السِّيسي.

العام الهجري : 1441 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 2019
تفاصيل الحدث:

وُلِد الأميرُ مِتْعِب بنِ عبد العزيز آل سُعودٍ في مدينة الرِّياض عامَ 1350 هـ، وهو الابنُ السابعَ عشَرَ مِن أبناء الملك عبْد العزيز الذُّكور. والدتُه الأميرةُ شهيدة، وهي والدةُ الأميرَينِ: منصور، ومِشْعل، درَس في «معهد الأنجال»، ثم درَس البكالوريوس في جامعةِ كاليفورنيا بأمريكا في العُلوم السِّياسية، وتخرَّج فيها عامَ 1372هـ، وكان وزيرًا سابقًا للشُّؤون البَلَدية والقرويَّةِ.
تُوفِّي رحمه الله بعْد مُعاناتِه مع المرض عن عُمرٍ يُناهزُ 88 عامًا، وصُلِّيَ عليه في جامعِ الإمام تُرْكي بن عبد الله بالرِّياض، ثم نُقِل جُثمانه إلى مكَّةَ المكرَّمةِ، حيث صُلِّي عليه في المسجد الحرامِ ودُفِن بمَقبرةِ العدل.

العام الهجري : 1443 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 2022
تفاصيل الحدث:

وُلِد الشَّيخُ يعقوبُ الباحسين التميميُّ سنةَ 1347هـ، في الزبيرِ، وتلقَّى تعليمَه في مدينةِ البصرةِ، ثمَّ أنهى الدكتوراه في الفقهِ من جامعةِ الأزهَرِ، وزاول التدريسَ في جامعةِ البصرةِ، ثمَّ انتقل إلى السُّعوديَّةِ ودرَّس في جامعةِ الإمامِ محمَّدِ بنِ سُعودٍ الإسلاميَّةِ، وكان عُضوَ هيئةِ كِبارِ العُلَماءِ في المملكةِ العربيَّةِ السُّعوديَّةِ، وأستاذًا بالمعهدِ العالي للقضاءِ.
لديه العديدُ من المؤلَّفاتِ في الفقهِ وأُصولِه، وأشرف على العديدِ من الرَّسائلِ الجامعيَّةِ، وشارك في العديدِ من المؤتمراتِ، كما حصَل على جائزةِ الملِكِ فَيصَل العالميَّةِ في الدِّراساتِ الإسلاميَّةِ، لعام 1424 هـ/ 2005م عن جهودِه في التأليفِ ذي التَّأصيلِ والتَّجديدِ في القواعِدِ الفِقهيَّةِ.

العام الهجري : 1369 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1950
تفاصيل الحدث:

وقَّعَت أعضاءُ دُول الجامعة العربية معاهدةَ دفاع وتعاون مشترك بينها، نصَّت على الآتي: إنَّ حكومات حضرة صاحب الجلالة مَلِك المملكة الأردنية الهاشمية، وحضرة صاحب الفخامة رئيس الجمهورية السورية، وحضرة صاحب الجلالة ملك المملكة العراقية، وحضرة صاحب الجلالة ملك المملكة العربية السعودية، وحضرة صاحب الفخامة رئيس الجمهورية اللبنانية، وحضرة صاحب الجلالة ملك المملكة المصرية، وحضرة صاحب الجلالة ملك المملكة المتوكلية اليمنية رغبةً منها في تقوية وتوثيق التعاون بين دُول الجامعة العربية حِرصًا على استقلالِها والمحافظة على تراثها المشتركِ، واستجابةً لرغبة شعوبها في ضَمِّ الصفوف لتحقيق الدفاعِ المشتَرَك عن كيانها وصيانة الأمن والسلام وفقًا لمبادئ ميثاق جامعة الدول العربية وميثاق الأمم المتحدة ولأهدافِها، وتعزيزًا للاستقرار والطمأنينة وتوفير أسباب الرفاهية والعمران في بلادها: قد اتَّفَقَت على عقد معاهدة لهذه الغاية، وأنابت عنها مفوضين، وقد اتَّفَقوا على ما يأتي: المادة 1: تؤكِّدُ الدول المتعاقدة حرصًا على دوام الأمن والسلام واستقرارهما وعَزمِها على فَضِّ جميع منازعاتها الدولية بالطُّرُق السلمية سواءٌ في علاقاتها المتبادلة فيما بينهما أو في علاقاتها مع الدول الأخرى. المادة 2: وتطبيقًا لأحكام المادة السادسة من ميثاق جامعة الدول العربية والمادة الحادية والخمسين من ميثاقِ الأمم المتحدة يخطر على الفور مجلس الجامعة ومجلس الأمن بوقوعِ الاعتداء وما اتُّخِذ في صدده من تدابيرَ وإجراءات. المادة 3: تتشاور الدولُ المتعاقدة فيما بينها بناءً على طلب إحداها كلمَّا هددت سلامةَ أراضي أية واحدة منها أو استقلالها أو أمنها, وفي حالة خطر حرب داهم أو قيام حالة دولية مفاجئة يخشى خطرها تبادر الدولُ المتعاقِدةُ على الفور إلى توحيدِ خطَطِها ومساعيها في اتخاذ التدابير الوقائية والدفاعية التي يقتضيها الموقف. المادة 4: رغبةً في تنفيذ الالتزامات السالفة الذكر على أكمل وجهٍ تتعاون الدول المتعاقدة فيما بينها لدعمِ مقوِّماتها العسكرية وتعزيزها وتشترك بحسَبِ مواردها وحاجاتها في تهيئة وسائلها الدفاعية الخاصة والجماعية؛ لمقاومة أي اعتداء مسلح. المادة 5: تُؤلَّف لجنة عسكرية دائمة من ممثِّلي هيئة أركان حرب جيوش الدول المتعاقدة لتنظيم خطط الدفاع المشترك، وتهيئة وسائله وأساليبه. وتحَدَّد في ملحق هذه المعاهدة اختصاصات هذه اللجنة الدائمة، بما في ذلك وضع التقارير اللازمة المتضَمِّنة عناصر التعاون والاشتراك المشار إليهما في المادة الرابعة، وتَرفَعُ هذه اللجنة الدائمة تقاريرَها عمَّا يدخل في دائرة أعمالها إلى مجلس الدفاع المشترك المنصوص عنه في المادة التالية. المادة 6: يُؤلَّفُ تحت إشراف مجلس الجامعة مجلِسٌ للدفاع المشترك يختَصُّ بجميع الشؤون المتعلِّقة بتنفيذ أحكام المواد 2،3،4،5 من المعاهدة، ويُستعان على ذلك باللجنة العسكرية الدائمة المشار إليها في المادة السابقة. ويتكَوَّن مجلس الدفاع المشترك المشار إليه من وزراء الخارجية والدفاع الوطني للدول المتعاقدة أو من ينوبون عنهم. وما يقرِّرُه المجلس بأكثرية ثلثي الدول يكون ملزِمًا لجميع الدول المتعاقدة. المادة 7: استكمالًا لأغراض هذه المعاهدة وما ترمى إليه من إشاعة الطمأنينة وتوفير الرفاهية في البلاد العربية ورفع مستوى المعيشة فيها تتعاون الدول المتعاقدة على النهوض باقتصاديات بلادِها، واستثمار مرافِقِها الطبيعية، وتسهيل تبادل منتجاتها الوطنية الزراعية والصناعية، وبوجهٍ عام على تنظيم نشاطها الاقتصادي وتنسيقِه، وإبرام ما تقتضيه الحال من اتفاقات خاصة لتحقيق هذه الأهداف. المادة 8: ينشأ مجلس اقتصادي من وزراء الدول المتعاقدة المختصِّين بالشؤون الاقتصادية، أو من يمثِّلونهم عند الضرورة؛ لكي يقترح على حكومات تلك الدول ما يراه كفيلًا بتحقيق الأغراض المبيَّنة في المادة السابقة. وللمجلس المذكور أن يستعينَ في أعماله بلجنة الشؤون الاقتصادية والمالية المشار إليها في المادة الرابعة من ميثاق جامعة الدول العربية. المادة 9: يعتبر الملحَقُ المرفق بهذه المعاهدة جزءًا لا يتجزَّأُ منها. المادة 10: تتعهد كل من الدول المتعاقدة بألَّا تعقد أي اتفاق دولي يناقضُ هذه المعاهدة. وبألَّا تسلك في علاقاتها الدولية مع الدول الأخرى مسلكًا يتنافى مع أغراض هذه المعاهدة. المادة 11: ليس في أحكامِ هذه المعاهدة ما يمَسُّ أو يقصد به أن يمس بأية حال من الأحوال الحقوق والالتزامات المترتبة، أو التي قد تترتب للدول الأطراف فيها بمقتضى ميثاق الأمم المتحدة أو المسؤوليات التي يضطلع بها مجلس الأمن في المحافظة على السلام والأمن الدولي. المادة 12: يجوز لأية دولة من الدول المتعاقدة بعد مرور عشر سنوات من نفاذ هذه المعاهدة أن تنسحب منها في نهاية سنة من تاريخ إعلان انسحابها إلى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية. وتتولى الأمانةُ العامة إبلاغَ هذا الإعلان إلى الدول المتعاقدة الأخرى. المادة 13: يُصَدَّق على هذه المعاهدة وفقًا للأوضاع الدستورية المرعيَّة في كل من الدول المتعاقدة. وتُودَع وثائق التصديق لدى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وتصبح المعاهدة نافذةً من قِبَلِ من صدَّق عليها بعد انقضاء خمسة عشر يومًا من تاريخ استلام الأمانة العامة وثائق تصديق أربع دول على الأقل. وحُرِّرت هذا المعاهدة باللغة العربية في الإسكندرية بتاريخ 2 رمضان سنة 1369هـ الموافق 17 يونيو سنة 1950م من نسخة واحدة تُحفَظُ في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وتُسَلَّم صورة منها مطابِقة للأصل لكل دولة من الدول المتعاقدة.

العام الهجري : 161 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 778
تفاصيل الحدث:

هو شيخ الإسلام، إمام الحفاظ، أميرُ المؤمنين في الحديث، أبو عبد الله سفيانُ بنُ سعيد بن مسروق الثوريُّ التميميُّ، وُلِدَ سنة 97 بالكوفة, وهو سيِّدُ أهل زمانه في العِلم والدين، من كبارِ تابعي التابعينَ, وأحدُ الأئمة المجتهدينَ الذين كان لهم أتباعٌ، مصنف كتاب (الجامع) ولد: سنة 98 اتفاقا، وطلب العلم وهو حدث باعتناء والده المحدث الصادق سعيد بن مسروق الثوري، وكان والده من أصحاب الشعبي، وخيثمة بن عبد الرحمن، ومن ثقات الكوفيين، وعداده في صغار التابعين, ولا يُختلف في إمامة سفيان وأمانته وحفظه وعلمه وزهده. قال يونس بن عبيد: "ما رأيت أفضل من سفيان الثوري، فقيل له: يا أبا عبد الله رأيت سعيد بن جبير، وإبراهيم، وعطاء، ومجاهدا وتقول هذا؟ قال: هو ما أقول، ما رأيت أفضل من سفيان" قال عبد الرحمن بن مهدي: "ما رأيت رجلاً أحسن عقلاً من مالك بن أنس، ولا رأيت رجلاً أنصح لأمة محمد صلى الله عليه وسلم من عبد الله بن مبارك، ولا أعلم بالحديث من سفيان، ولا أقشف من شعبة". وقد ساق الذهبي جملة من اقوال الأئمة والعلماء في الثوري منها: قال ابن المبارك: "كتبت عن ألف ومائة شيخ، ما كتبت عن أفضل من سفيان, وما نعت لي أحد فرأيته، إلا وجدته دون نعته، إلا سفيان الثوري. قال أبو حنيفة: لو كان سفيان الثوري في التابعين، لكان فيهم له شأن. وقال أيضا: لو حضر علقمة والأسود، لاحتاجا إلى سفيان. وقال المثنى بن الصباح: سفيان عالم الأمة، وعابدها. وقال ابن أبي ذئب،: ما رأيت أشبه بالتابعين من سفيان الثوري. وقال شعبة: ساد سفيان الناس بالورع والعلم, وهو أمير المؤمنين في الحديث. وقال ابن عيينة،: ما رأيت رجلا أعلم بالحلال والحرام من سفيان الثوري. وقال أحمد بن حنبل: قال لي ابن عيينة: لن ترى بعينيك مثل سفيان الثوري حتى تموت. وعن حفص بن غياث، قال: ما أدركنا مثل سفيان، ولا أنفع من مجالسته. وقال أبو معاوية: ما رأيت قط أحفظ لحديث الأعمش من الثوري، كان يأتي، فيذاكرني بحديث الأعمش، فما رأيت أحدا أعلم منه بها. وقال يحيى بن سعيد: سفيان أعلم بحديث الأعمش من الأعمش. وقال ابن عرعرة: سمعت يحيى بن سعيد يقول: سفيان أثبت من شعبة، وأعلم بالرجال. وقال محمد بن زنبور: سمعت الفضيل يقول: كان سفيان والله أعلم من أبي حنيفة. وقال بشر الحافي: سفيان في زمانه، كأبي بكر وعمر في زمانهما.". يقال: إن عدد شيوخه ستمائة شيخ، وكبارهم الذين حدثوه عن: أبي هريرة، وجرير بن عبد الله، وابن عباس، وأمثالهم. وقد قرأ الختمة عرضا على: حمزة الزيات أربع مرات. وأما الرواة عنه فقد حدث عنه من القدماء من مشيخته وغيرهم خلق، منهم: الأعمش، وأبان بن تغلب، وابن عجلان، وخصيف، وابن جريج، وجعفر الصادق، وجعفر بن برقان، وأبو حنيفة، والأوزاعي، ومعاوية بن صالح، وابن أبي ذئب، ومسعر، وشعبة، ومعمر وكلهم ماتوا قبله, وغيرهم كثير. قال يحيى بن أيوب العابد: حدثنا أبو المثنى، قال: "سمعتهم بمرو يقولون: قد جاء الثوري، قد جاء الثوري. فخرجت أنظر إليه، فإذا هو غلام قد بقل وجهه - خرج شعر وجهه-. قلت (الذهبي): "كان ينوه بذكره في صغره، من أجل فرط ذكائه، وحفظه، وحدث وهو شاب قال أبو بكر بن عياش: إني لأرى الرجل يصحب سفيان، فيعظم في عيني. وقال ورقاء، وجماعة: لم ير سفيان الثوري مثل نفسه." كان سفيان رأسا في الزهد، والتأله، والخوف، رأسا في الحفظ، رأسا في معرفة الآثار، رأسا في الفقه، لا يخاف في الله لومة لائم, وهو من أئمة الدين، وكان يكثر من ذكر الآخرة, واغتفر له غير مسألة اجتهد فيها، وفيه تشيع يسير، كان يثلث بعلي، وهو على مذهب بلده أيضا في النبيذ. ويقال: رجع عن كل ذلك، وكان ينكر على الملوك، ولا يرى الخروج أصلا ومن أقوله رحمه الله: ما أودعت قلبي شيئا فخانني. قال وكيع، سمعت سفيان يقول: ليس الزهد بأكل الغليظ، ولبس الخشن، ولكنه قصر الأمل، وارتقاب الموت. وقال يحيى بن يمان: سمعت سفيان يقول: المال داء هذه الأمة، والعالم طبيب هذه الأمة، فإذا جر العالم الداء إلى نفسه، فمتى يبرئ الناس وقال عبد الرزاق: دعا الثوري بطعام ولحم، فأكله، ثم دعا بتمر وزبد، فأكله، ثم قام، وقال: أحسن إلى الزنجي، وكده. أبو هشام الرفاعي: سمعت يحيى بن يمان، عن سفيان، قال: إني لأرى الشيء يجب علي أن أتكلم فيه، فلا أفعل، فأبول دما. وقال سفيان: ما وضع رجل يده في قصعة رجل، إلا ذل له. قيل: إن عبد الصمد عم المنصور دخل على سفيان يعوده، فحول وجهه إلى الحائط، ولم يرد السلام. فقال عبد الصمد: يا سيف! أظن أبا عبد الله نائما. قال: أحسب ذاك أصلحك الله. فقال سفيان: لا تكذب، لست بنائم. فقال عبد الصمد: يا أبا عبد الله! لك حاجة؟ قال: نعم، ثلاث حوائج: لا تعود إلي ثانية، ولا تشهد جنازتي، ولا تترحم علي. فخجل عبد الصمد، وقام، فلما خرج، قال: والله لقد هممت أن لا أخرج، إلا ورأسه معي. دعاه المنصور لتولِّي القضاءِ فأبى، ثم طلَبَه المهدي لذلك, فأبى ثم أتي به للمهدي، فلما دخل عليه سلم تسليم العامة ولم يسلم بالخلافة، والربيع قائم على رأس المهدي متكئاً على سيفه يرقب أمر الثوري، فأقبل عليه المهدي بوجه طلق، وقال له: يا سفيان، تفر منا ها هنا وها هنا وتظن أنا لو أردناك بسوء لم نقدر عليك، فقد قدرنا عليك الآن، أفما تخشى أن نحكم فيك بهوانا قال سفيان: إن تحكم فيّ يحكم فيك ملك قادر يفرق بين الحق والباطل، فقال له الربيع: يا أمير المؤمنين، ألهذا الجاهل أن يستقبلك بمثل هذا إيذن لي أن أضرب عنقه، فقال له المهدي: اسكت ويلك، وهل يريد هذا وأمثاله إلا أن نقتلهم فنشقى بسعادتهم اكتبوا عهده على قضاء الكوفة على أن لا يُعترض عليه في حكم، فكتب عهده ودفع إليه، فأخذه وخرج فرمى به في دجلة وهرب، فطلب في كل بلد فلم يوجد. هرب إلى مكَّة أولًا، ثم خرج إلى البصرة وبقي فيها متواريًا حتى مات فيها", وأُخرِجَت جنازتُه على أهلِ البصرة فجأةً، فشَهِدَه الخلقُ، وصلَّى عليه عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر، ونزل في حُفرتِه هو وخالد بن الحارث. مات وله ثلاث وستون سنة.

العام الهجري : 606 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1210
تفاصيل الحدث:

هو العلَّامة فخر الدين, إمام الدنيا في عصره، أبو المعالي وأبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن بن علي القرشي التيمي البكري، الطبرستاني الأصل, الرازي المعروف بالفخرِ الرازي، ويقال له خطيبُ الريِّ، الفقيهُ الشافعي، المفسِّر المتكَلِّم, صاحب التصانيف المشهورة في الفقه والأصولين وغيرهما، أحد فقهاء الشافعية المشاهير بالتصانيف الكبار والصغار، له نحو من مائتي مصنَّف. ولد سنة 543, وقيل سنة أربعة وأربعين. حادَّ الذهن، كثير البراعة، قويَّ النظر في صناعة الطب، عارفًا بالأدب، له شعر بالفارسي والعربي، وكان ضخمَ البدن ربْعَ القامة، كبير اللحية، في صوته فخامة. اشتغل على والده الإمام ضياء الدين عمر، وبعد وفاة والده قصد الكمال السمناني، واشتغل عليه مدة، ثم عاد إلى الري، ثم قصد خوارزم وقد تمهر في العلوم، فجرى بينه وبين أهلها كلام فيما يرجع إلى المذهب والعقيدة، فأُخرِجَ من البلد، فقصد ما وراء النهر، فجرى له أيضًا ما جرى بخوارزم، فعاد إلى الريِّ، وكان بها طبيب حاذق له ثروة ونعمة، وله بنتان، ولفخر الدين ابنان، فمَرِضَ الطبيب فزوج بنتيه بابني الفخر، ولما مات الطبيب حصل الفخر على جميع أموالِه". وقد كان معظَّمًا عند ملوك خوارزم وغيرهم، وبنيت له مدارس كثيرة في بلدان شتى، وكان يحضر في مجلس وعظه الملوك والوزراء والعلماء، والأمراء، والفقراء والعامة، وله في الوعظِ مرتبةٌ عالية يعظ باللسانين الفارسي والعربي، وكان يلحقه الوجدُ حالَ وعظه، ويحضُرُ مجلِسَه أرباب المقالات والمذاهب ويسألونه. ورجع بسببِه خلق كثير من الكرَّاميَّة وغيرهم إلى مذهب أهل السنة، وكان يلقَّب في هراة بشيخ الإسلام. وقد وقع بينه وبين الكرَّاميَّة وقائع في أوقات متفرقة، وكان يبغضهم ويبغضونه، ويبالغون في الحطِّ عليه، ويبالغ هو أيضًا في ذمهم، وكان مع غزارة علمِه في فن الكلام يقول: من لزم مذهبَ العجائِز كان هو الفائز، وقد قيل في وصيته عند موته أنَّه رجع عن مذهب الكلامِ فيها إلى طريقةِ السَّلَف وتسليم ما ورد على وجهِ المراد اللائقِ بجلالِ الله سبحانه، وقد كان يصحب السلطانَ ويحب الدنيا ويتَّسِعُ فيها اتساعًا عظيمًا، حتى قيل: ملك من الذهب العين ثمانين ألف دينار، وغير ذلك من الأمتعة والمراكب والأثاث والملابس، وكان له خمسون مملوكًا من الترك، وحشم وتجمل زائد، وعلى مجلسه هيبة شديدة. وليس ذلك من صفة العلماء؛ ولهذا وأمثاله كثرت الشناعات عليه، كما قامت عليه شناعات عظيمةٌ بسبب كلمات كان يقولها. قال أبو المظفر سبط ابن الجوزي، وأبو شامة: "اعتنى الفخرُ الرازي بكتب ابن سيناء وشَرحِها. وكان يعظ وينال من الكرَّامية، وينالون منه سبًّا وتكفيرا، وقيل: إنهم وضعوا عليه من سقاه السمَّ فمات، وكانوا يرمونه بالكبائر. ولا كلامَ في فضله، وإنما الشناعاتُ قائمة عليه بأشياء؛ منها: أنه قال: قال محمد التازي، وقال محمد الرازي، يعني النبي صلى الله عليه وسلم ونفسه، والتازي: هو العربي- وقيل كان يقول محمد البادي يعني العربي يريد به النبيَّ صلى الله عليه وسلم نسبة إلى البادية. ومنها أنه كان يقرر مسائل الخصوم وشبههم بأتمِّ عبارة، فإذا جاء بالأجوبة، قنع بالإشارة. ولعله قصد الإيجاز، ولكن أين الحقيقة من المجاز", ومن مصنفاته: وتفسيره الكبير في اثنتي عشرة مجلدة كبار سماه " "فتوح الغيب" أو "مفاتيح الغيب". وفسر الفاتحة في مجلد مستقل. وشرح نصف "الوجيز" للغزالي. وله كتاب " المطالب العالية " في ثلاثة مجلدات، ولم يتمه، وهو من آخر تصانيفه، وله كتاب "عيون الحكمة " فلسفة، وكتاب في الرمل، وكتاب في الهندسة، وكتاب " الاختبارات العلائية " فيه تنجيم، وكتاب " الاختبارات السماوية " تنجيم، وكتاب " الملل والنحل "، وكتاب في النبض، وكتاب " الطب الكبير "، وكتاب " التشريح " لم يتمه، وصنف ترجمة الشافعي في مجلد مفيد، وفيه غرائب لا يوافَق عليها، ويُنسَب إليه أشياء عجيبة، وغيرها من المصنفات وهي كثيرة. قال ابن خلكان: "وكل كتبه ممتعة، وانتشرت تصانيفُه في البلاد ورُزِقَ فيها سعادة عظيمة؛ فإن الناس اشتغلوا بها ورفضوا كتبَ المتقدمين، وهو أول من اخترع هذا الترتيب في كتبِه، وأتى فيها بما لم يُسبَق إليه". قال الموفق أحمد بن أبي أصيبعة في " تاريخه:"انتشرت في الآفاق مصنفات فخر الدين وتلامذته، وكان إذا ركب مشى حوله نحو ثلاثمائة تلميذ من الفقهاء، وغيرهم، وكان خوارزم شاه يأتي إليه، وكان شديدَ الحرص جدًّا في العلوم الشرعية والحكمية، وكان طلاب العلم يقصدونَه من البلاد على اختلاف مطالبِهم في العلوم وتفنُّنِهم، فكان كلٌّ منهم يجد عنده النهاية القصوى فيما يرومه منه. قرأ الحكمة على المجد الجيلي بمراغة، وكان المجد من كبار الفضلاء وله تصانيف. قلت (الذهبي): يعني بالحكمة: الفلسفة". ومن تلامذته مصنف " الحاصل " تاج الدين محمد بن الحسين الأرموي، وشمس الدين عبد الحميد بن عيسى الخسروشاهي، والقاضي شمس الدين الخويي، ومحيي الدين قاضي مرند, ولَمَّا أثرى الفخر الرازي، لازم الأسفارَ والتجارة، وعاملَ شهاب الدين الغوري في جملةٍ من المال، ومضى إليه لاستيفاء حقِّه، فبالغ في إكرامه، ونال منه مالًا طائلًا، ثم اتصل بالسلطان محمد بن تكش المعروف بخوارزم شاه، وحظي عنده، ونال أسنى المراتبِ، ولم يبلغ أحد منزلتَه عنده, وكان الفخر الرازي خطيبَ الري، وكان أكثَرُ مُقامه بها، وتوجه إلى خوارزم ومرض بها، وامتد مرضه أشهرًا، وتوفي يوم عيد الفطر بهراة بدار السلطنة. وكان علاء الملك العلوي وزير خوارزم شاه قد تزوج بابنته, ومن كلام فخر الدين قال: " فاعلموا أنني كنت رجلًا محبًّا للعلم، فكنت أكتبُ في كل شيء شيئًا؛ لأقف على كميته وكيفيته، سواء كان حقًّا أو باطلًا، ولقد اختبرت الطرقَ الكلامية، والمناهج الفلسفيةَ، فما رأيت فيها فائدة تساوي الفائدة التي وجدتُها في القرآنِ؛ لأنَّه يسعى في تسليم العظمة والجلالة لله، ويمنَعُ عن التعمق في إيراد المعارضات والمناقضات؛ فلهذا أقول: كل ما ثبت بالدلائل الظاهرة من وجوب وجوده ووحدته، وبراءتِه عن الشركاء في القِدَم، والأزلية، والتدبير، والفعالية، فذلك هو الذي أقولُ به، وألقى الله به. وأما ما انتهى الأمر فيه إلى الدقة والغموض، وكل ما ورد في القرآن والصحاح، المتعين للمعنى الواحد، فهو كما هو، والذي لم يكن كذلك أقول: يا إله العالمين، إني أرى الخلق مطبقين على أنَّك أكرم الأكرمين، وأرحم الراحمين، فلك ما مدَّ به قلمي، أو خطر ببالي فأستشهد وأقول: إن علمتَ مني أني أردتُ به تحقيق باطل، أو إبطالَ حَقٍّ، فافعل بي ما أنا أهلُه، وإن علمتَ مني أني ما سعيتُ إلا في تقرير اعتقدت أنه الحق، وتصورتُ أنه الصدق، فلتكن رحمتُك مع قصدي لا مع حاصلي، فذاك جهدُ المُقِلِّ، فأغثني وارحمني، واستر زلتي وامح حوبتي، وأقول: ديني متابعةُ الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وكتابي القرآن العظيم، وتعويلي في طلب الدين عليهما، وأمَّا الكتب التي صنفتها، واستكثرت فيها من إيراد السؤالات، فليذكرني من نظر فيها بصالحِ دعائه، على سبيل التفَضُّل والإنعام، وإلَّا فليحذف القولَ السيئَ، فإني ما أردت إلا تكثير البحثِ، وشحذ الخاطر، والاعتماد في الكل على الله".