الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2638 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 1243 العام الميلادي : 1827
تفاصيل الحدث:

وفيها أرخص اللهُ الأسعارَ وكَثُرت الأمطارُ وفاضت الآبارُ، فأول ما نزل الغيثُ في الموسم زرع عليه النَّاسُ، فلمَّا حُصِد الزَّرعُ ونُقِلَ في بيادره تتابَعَ الغيثُ فأعطنت الزروع، فلم يكن للناسِ شُغلٌ إلَّا نشرُها وجمعُها، واسوَدَّ التبن وتغَيَّر الحَبُّ، وأقام الناس على ذلك نحوًا من عشرين يومًا، كل يوم ينزل الحَيَا والسيلُ في آخِرِ النَّهارِ، وأوَّلُه صَحوٌ لم يُرَ عليها قزعة، فلما كبر البُسر وصار كالبندق أُصيب بدودةٍ تَضرِبُ البسرة عند القمعِ فتسقُط، وسقط ما في النخيل كله إلَّا أقلَّ قليل، وذلك في بلدان سدير وغيرها، وقُطِعت أكثَرُ عذوق النخل ولم يبقَ بها شيءٌ، والثمرة قبل ذلك في غاية الكثرة، واستمر ذلك في السنة التي تلتها، لكنه أخفُّ من التي قبلها، وظهرت أعراب الظفير على نجد، واكتالوا من بلدانِ سدير على عشرة أصواع بالريال.

العام الهجري : 1250 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1834
تفاصيل الحدث:

لما بلغ فيصلًا خَبَرُ مقتل والده، جمع الأمراء والرؤساء الذين معه في الغزو، وهم رئيس جبل شمر: عبد الله بن علي بن رشيد، ورئيس بريدة: عبد العزيز بن محمد، ورئيس الحريق: تركي الهزاني، وحمد بن يحي أمير بلدان سدير، وغيرهم من الرؤساء والرجال، ورؤساء العربان، أخبَرَهم بمقتل والده فوعَظَهم وذكَّرَهم، فبايعوه جميعًا على السمعِ والطاعةِ، ثم رحل مِن الأحساء بجنوده وأمرائِه إلى الرياض فدخلها وحاصَرَ مشاري في قصرِ الرياضِ، حتى تمكَّن من قَتلِه بعد أن تخاذَلَ عنه كثيرٌ مِن أهل الرياض، فلمَّا قُتِلَ مشاري دخل فيصل القصرَ وجلس على سريرِ المُلكِ، فوفد عليه أمراء البلدان ورؤساء العربان من كلِّ جهةٍ، فبايعوه، وأقر القضاةَ على أعمالِهم في بلدانهم.

العام الهجري : 1308 العام الميلادي : 1890
تفاصيل الحدث:

حاول عبدُ الرحمن بنُ فيصل أن يستعيدَ سُلطتَه على مناطِقِ القصيم، فاستنجد بأهالي القصيمِ ضِدَّ محمد ابن رشيد الذي لم يمهِلْ هذا الحِلفَ حتى ينضجَ، فجَرَّد حملةً عسكرية قويةً مِن البدو والحضر، واتجه لمحاصرة الرياضِ لإنهاء حُكمِ آل سعود، وانتهى الحصارُ بعد 40 يومًا بصُلحٍ حَضَره من قِبَلِ عبد الرحمن أخوه محمد، والشيخ عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ قاضي الرياض، وحضر المفاوضاتِ الأميرُ عبد العزيز بن عبد الرحمن، وكان عمرُه لا يتجاوز 10 سنوات، ومن أهم بنود الصلح: فكُّ ابن رشيد حصارَه للرياضِ، والرحيل إلى حائل, وأن تكون السلطةُ الفِعليَّةُ في الرياضِ لآل سعود دون تدخُّلِ ابنِ رشيد، وإطلاقِ سَراحِ سالم بن سبهان من السِّجنِ.

العام الهجري : 1342 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1923
تفاصيل الحدث:

دعت الحكومةُ البريطانية كُلًّا من نجد والعراق وشرق الأردن والحجاز إلى تسويةِ القضايا الحدوديَّةِ في مؤتمر عُقدَ في الكويت برئاسة الكولونيل نوكس وزير البحرية الأميركية، اشترط الملك عبدالعزيز على نوكس أن يتِمَّ تعيينُ الحدود بين نجدٍ والحجاز وشرق الأردن من جهة، وعدم اشتراك مندوبِ العراق مع حكومتي الحجاز وشرق الأردن في المباحثات المشتركة، وأن يتِمَّ تناول المشكلات بين نجدٍ وتلك الحكومات بصورة منفردة، فأبلغ نوكس الملك عبدالعزيز موافَقةَ الحكومة البريطانية على الشروطِ التي عرضها. مثَّلَ جانِبَ نجد في المؤتمر حمزة غوت وأحمد الثنيان وعبد الله الدملوجي، وشرق الأردن مثَّلَه علي خلقي، والعراق مثَّلَه صبيح نشأت، وبدأت جلساتُ المؤتمر دون حضورِ مَن يمثِّلُ الحجاز، ولم يتوصَّل الأطراف الثلاثة إلى اتفاقٍ محدَّد بينهم.

العام الهجري : 1408 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1988
تفاصيل الحدث:

ارتكب الرُّوسُ فظائعَ وجرائمَ في حقِّ الشعب الأفغاني المسلم، أدَّت إلى مقتل أكثَرَ من مِليون مُسلِمٍ، وتشريدِ حوالي خمسة ملايين آخرين، واستخدم الرُّوسُ أحدث ما في ترسانتِهم العسكريَّةِ من أسلحةٍ فتَّاكة ومُحرَّمة دوليًّا، غير أنها لم توفِّر لهم البقاء الآمن في أفغانستان، حيث شنَّ المجاهدون الأفغانُ حربًا شرسةً ضد الروس، أدَّت إلى استنزافٍ دائمٍ لقُوَّاتهم، وخسر الروس حوالي أكثر من (13) ألفَ قتيلٍ و(35) ألف جريحٍ في حربهم التي استمرَّت أكثر من ثماني سنواتٍ في أفغانستان حتى انسحبوا منها في 26 جمادى الآخرة 1408هـ = 15 فبراير 1988م، غير أن "نجيب الله محمد" رئيسَ الاستخبارات الأفغانية، والموالي للسوفييت، سيطَرَ على الحُكم في البلاد، وهو ما دفع المجاهدينَ إلى الاستمرار في الحرب حتى استطاعوا تقويض أركانِ حُكمِهِ، ثم قَتلِهِ عَلَنًا أمام كاميراتِ التِّلفاز.

العام الهجري : 1418 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1997
تفاصيل الحدث:

وُلد محمد خاتمي في مدينة أردكان في إيرانَ، نشأ خاتمي في كنَف أسرةٍ تُركمانيةٍ مُتديِّنةٍ، ودخلَ مدرسةَ قُمَّ الدينيةَ عامَ 1961م، بعد إنهائه دراستَه الابتدائية، ودرس الفلسفةَ، وحصلَ على إجازة البكالوريوس في الفلسفة من جامعة أصفهانَ، واستكملَ دراستَه الدينيةَ بعد ذلك في معهد قُمَّ، وفي العام 1970م عاد ليدرسَ العلوم التربوية في جامعة طهرانَ، وعاد بعدَها إلى قُمَّ لدراسة علم الاجتهاد.
في عهد الشاه كان لخاتمي نشاطاتٌ سياسيةٌ معارضةٌ، فشارَكَ في نشر البيانات الصادرة عن مؤسس الجمهورية الإيرانية آية الله الخُميني، كان عضوًا ناشطًا في اتحاد الطلبة في الجامعة، كما أنَّه كان قريبًا من محمد منتظري وأحمد الخُميني، كما أنه ترَأَّس مركزَ هامبورج الإسلامي في ألمانيا في المدةِ التي سبَقَت انتصار الثورة في إيرانَ عامَ 1979م.
وتمَّ انتخابُ خاتمي ليكونَ خامسَ رئيسٍ للجمهورية.

العام الهجري : 1430 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 2009
تفاصيل الحدث:

الدكتور مصطفى كمال محمود حُسين آل محفوظ، وُلِد عامَ (1921م)، وكان توأمًا لأخٍ توفِّي في العامِ نفسِه، وهو طبيبٌ وكاتبٌ من مواليدِ شبين الكوم بمحافظة المنوفية، درس الطبَّ وتخرَّج عامَ (1953م)، ولكنه تفرَّغ للكتابةِ والبحثِ عامَ (1960م)، تزوَّج مرَّتَين، وانتهى كلا الزواجَين بالطلاق. ألَّف (89) كتابًا، منها الكتبُ العلميةُ والدينيَّةُ والفلسفية والاجتماعيةُ والسياسيَّةُ والحِكاياتُ والمَسرَحياتُ وقَصَص الرِّحْلاتِ، بالإضافة إلى برنامَجِه التلفزيونيِّ (العلم والإيمان). له عددٌ من الكتبِ فيها كثير من الشَّطَحات والفلسفات التَّشكيكيَّةِ، منها: كتاب (الله والإنسان) وكتاب (الشفاعة) وكتاب (محاولة لفهمٍ عصري للقرآن)، وقد أُصيب بجلطةٍ مُخِّيَّة عامَ (2003م) وعاش مُنعزلًا وحيدًا، وتُوفِّي بعد معاناةٍ طويلةٍ مع المرض ظلَّ خلالَها طريحَ الفراشِ.

العام الهجري : 1432 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 2011
تفاصيل الحدث:

تُوفِّي الشيخُ ملا محمد عزيزي -رحمه الله- عن عمرٍ ناهَزَ الثَّمانين، بعد معاناةٍ طويلةٍ مع المرضِ، وتمَّ تشيِيعُ جُثمانه في جموعٍ حاشدةٍ من الطَّلَبة والعلماءِ وغيرِهم، وذلك في مسقط رأسِه، قرية "برده رش" من توابِعِ مدينة "بانه" في مديرية "نمشير". وكان من المُجتَهدين في الدعوة، في محافظةِ كُردستان الإيرانية. وقد وُلد في سنةِ (1349هـ) من أسرةٍ عُرِفت بالتديُّن والالتزام. وكان والدُه الشيخ عبد القادر من عُلَماء المِنطَقة، وكان يهتمُّ كثيرًا بتربِيَةِ ولدِه تربيةً إسلامية، وبتلقِّيه العلومَ الشرعية. وأقبل الشيخُ عزيزي -بعد إكمالِه الدراسةَ الشرعيةَ- إلى النَّشاطات العِلميَّة والدَّعويَّة في المنطقة؛ حيث ألَّف كثيرًا من الرسائلِ والكتب باللُّغَتين الكُردية والفارسِيَّة، بالإضافةِ إلى نشاطاتِه الدعويَّةِ والثقافيَّة، ومنها: تخريجُ عددٍ كبيرٍ من الطَّلبةِ والدُّعاةِ، ومكافحةِ البِدَعِ والخُرافات وسائر المُحرَّمات الشرعيةِ.

العام الهجري : 1437 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 2016
تفاصيل الحدث:

وُلِدَ إسلام كريموف في مدينةِ سَمَرقند في أوزبكستانَ عامَ 1938، ودرَسَ الهندسةَ والاقتصادَ، وعَمِلَ مهندسًا في الطيرانِ مِن 1961 إلى 1966، ثمَّ تولَّى بعدها مناصِبَ حكوميَّةً، وفي عامِ 1989 تولَّى الحُكمَ في أوزباكستانَ، ومُدِّدَت ولايتُه إلى عامِ 2000 بموجِب استفتاءٍ، وفاز في انتخاباتٍ أُجرِيَت في تلك السَّنة دون مُنافِسٍ، وفي استفتاءِ عامِ 2002م مُدِّدَت فترةُ ولايتُه من 5 إلى 7 سنَواتٍ، وفاز بفترتَي ولايةٍ أُخرَيَين عقِبَ انتخاباتٍ أُجرِيَت في عامِ 2007م، وفي مارس 2015م. ويوصَفُ حُكمُ كريموف بالقسوةِ الشَّديدةِ تجاهَ مُعارِضيه، وقد أعلَنَت حكومةُ أوزبكستان رسميًّا وفاةَ الرئيسِ إسلام كريموف -رحمه اللهُ- في اليومِ الأولِ من هذا الشهرِ؛ لإصابته بجَلطةٍ دِماغيَّةٍ عن عمرٍ يناهزُ 78 عامًا، ودُفِنَ في سَمَرقند.

العام الهجري : 1441 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 2020
تفاصيل الحدث:

وقَع انفجارٌ هائل في مَرفَأ بَيروت؛ ممَّا جعَل وَسائلَ الإعلام تُطلِق عليه مُصطلَح "بيروتشيما" تَشبيهًا له بما جَرى لمدينة هِيروشيما جرَّاء الانفجارِ النَّووي عامَ 1945 م، وقد وقَع الانفجارُ الضَّخم على مَرحلَتَين نتجَت عنه سحابةٌ دُخانيةٌ ضخْمةٌ على شاكلةِ سَحابة الفِطْر، ترافَقت مع مَوجةٍ صادمة هزَّت العاصمةَ بَيروت، مما أدَّى إلى أضرارٍ كبيرة في المَرْفَأ وتَهشيم الواجهاتِ الزُّجاجية للمباني والمنازل في مُعظَم أحياء العاصمةِ اللُّبنانية بَيروت، وكان عددُ الجرحى كبيرًا جدًّا، مات فيه المئاتُ، وأُصيب الآلافُ، وتَشرَّد فيه عشراتُ الآلافِ، وبلَغَت الخسائرُ أكثرَ من 10 مليار دولارٍ أمريكي.
وكان سَببُ الانفجار "موادَّ شَديدةَ الانفجار" كانت مُخزَّنةً في المَرْفَأ منذ أكثر مِن ستِّ سَنواتٍ، وأُشِيرت أصابعُ الاتِّهام وقْتَها لحزبِ الله اللُّبناني.

العام الهجري : 12 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 633
تفاصيل الحدث:

فتَح المسلمون بقِيادةِ خالدِ بن الوَليد بلدَةَ أَمْغِيشِيا، وكانت مِصْرًا كالحِيرَةِ، وقِيلَ: اسمها منيشيا، وهي تقعُ على نهرِ الفُراتِ، ولم يقع بأَمْغِيشِيا قِتالٌ، وإنَّما هجرها أهلُها بعدَ هزيمةِ الفُرْس في أُلَّيْس، فدخَلها المسلمون فاتحين، وأصابوا فيها ما لم يُصيبوا مِثلَه لأنَّ أهلَها أَعجَلَهُم المسلمون أن يَنقُلوا أموالَهم وأثاثَهم وكِراعَهم وغيرَ ذلك، بلَغ سهمُ الفارسِ ألفا وخمسمائة، سِوى النَّفْلِ الذي نَفَلَهُ أهلُ البَلاءِ, وأَرسَل إلى أبي بكرٍ بالفَتحِ والغَنائمِ والسَّبْيِ، وأَخْرَب أَمْغِيشِيا. فلمَّا بلغ ذلك أبا بكرٍ قال: عجَز النِّساءُ أن يَلِدْنَ مِثلَ خالدٍ.

العام الهجري : 257 العام الميلادي : 870
تفاصيل الحدث:

اختلف مساور الخارجي مع رجلٍ من الخوارج- يقال له عُبيدة، من بني زهير العمروي- على توبةِ المخطئ، فقال مساور: نقبلُ توبته؛ وقال عبيدة: لا نقبل، فجمع عبيدةُ جمعًا كثيرًا وسار إلى مساور، وتقدَّمَ إليه مساور من الحديثة، فالتَقَوا بنواحي جهينة، بالقرب من المَوصِل، واقتتلوا أشدَّ قتال، فترجَّل مساور ومن عنده، ومعه جماعةٌ من أصحابه، وعرقبوا دوابَّهم، فقُتِل عبيدة وانهزم جمعه، فقُتِل أكثَرُهم، واستولى مساور على كثير من العراق، ومنع الأموالَ عن الخليفة، فضاقت على الجندِ أرزاقُهم، فاضطَرَّهم ذلك إلى أن سار إليه موسى بن بغا وبابكيال وغيرهما في عسكرٍ عظيم.

العام الهجري : 400 العام الميلادي : 1009
تفاصيل الحدث:

لَمَّا شاع صنيعُ الحاكِمِ في الأمورِ التي خرَقَ العاداتِ فيها، ودُعِيَ عليه في أعقابِ الصَّلواتِ وظُوهِرَ بذلك، أشفَقَ وخاف، وأمَرَ بعمارةِ دارِ العِلمِ وفَرَشَها، ونقل إليها الكُتُبَ العظيمةَ، وأسكَنَها مِن شُيوخِ السُّنَّة شَيخينِ، يُعرَفُ أحدُهما بأبي بكرٍ الأنطاكيِّ، وخلَعَ عليهما وقَرَّبَهما ورَسَم لهما بحضورِ مَجلِسِه ومُلازمتِه، وجمع الفُقَهاءَ والمُحَدِّثينَ إليها، وأمَرَ أن يُقرأَ بها فضائلُ الصَّحابة، ورَفَع عنهم الاعتراضَ في ذلك، وأظهَرَ المَيلَ إلى مذهَبِ الإمامِ مالكٍ والقَولَ به، ولَبِسَ الصُّوفَ في هذه السَّنةِ يومَ الجُمُعةِ عاشِرَ شَهرِ رَمَضان، ورَكِبَ الحِمارَ، وأظهَرَ النُّسُك وملأ كَفَّه دفاتِرَ، وخطَبَ بالنَّاسِ يومَ الجُمُعةِ وصلى بهم، ومنَعَ مِن أن يُخاطَبَ يا مولانا، ومِن تقبيلِ الأرضِ بينَ يديه، وأقام الرَّواتِبَ لِمَن يأوي المساجدَ مِن الفُقراءِ والقُرَّاء والغُرَباء وأبناءِ السَّبيل، وأجرى لهم الأرزاقَ، وأقام على ذلك ثلاثَ سنينَ، ثم بدا له بعد ذلك، فقَتَل الفقيهَ أبا بكرٍ الأنطاكيَّ والشيخَ الآخَرَ، وخَلْقًا كثيرًا آخَرَ مِن أهلِ السُّنَّةِ، لا لأمرٍ يقتضي ذلك، وفعَلَ ذلك كُلَّه في يومٍ واحد. وأغلق دارَ العِلمِ، ومنَعَ مِن جميعِ ما كان فعَلَه، وعاد إلى ما كان عليه أوَّلًا من قَتلِ العُلَماءِ والفُقَهاء، وأزيدَ.

العام الهجري : 1181 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1767
تفاصيل الحدث:

هو الشيخُ الإمام الثبت العلامة الفقيهُ المحدِّث الشيخ عمر بن علي بن يحيى بن مصطفى الطحلاوي المالكي الأزهري، تفقه على الشيخ سالم النفراوي وحضر دروس الشيخ منصور المنوفي، والشهاب ابن الفقيه، والشيخ محمد الصغير الورزازي، وغيرهم، وسمع الحديثَ عن الشهابين أحمد البابلي والشيخ أحمد العماوي، وأبي الحسن علي بن أحمد الحريشي الفاسي، وتمهَّر في الفنون ودرَّس بالجامع الأزهر وبالمشهد الحُسيني، واشتهر أمرُه وطار صيته، وأشير إليه بالتقدُّمِ في العلوم، وتوجَّه إلى دار السلطنة في قضاء مهمة لأمراء مصر، فقوبل بالإجابة وألقى هناك دروسًا في الحديث في آيا صوفيا، وتلقى عنه أكابرُ العلماء هناك في ذلك الوقت، وصُرف معزَّزًا مقضيًّا حوائجه، وذلك سنة 1147. ولما تمم عثمان كتخدا القزدغلي بناء مسجده بالأزبكية في تلك السنة عيَّن الطحلاوي للتدريس فيه، وذلك قبل سفره إلى الديار الرومية، وكان مشهورًا في حسن التقرير وعذوبة البيان وجودة الإلقاء، وقرأ الموطأ وغيرَه بالمشهد الحسيني، وأفاد وأجاز الأشياخ, وكان للناس فيه اعتقادٌ حسنٌ، وعليه هيبةٌ ووقار وسكونٌ، ولكلامه وقْعٌ في القلوب. توفي ليلة الخميس حادي عشر صفر من هذه السنة، وصُلي عليه في الأزهر في مشهد حافل.

العام الهجري : 878 العام الميلادي : 1473
تفاصيل الحدث:

تعاهدت ثلاثون دولة أوربية وأسيوية ضد العثمانيين سنة 872 في الثاني من شباط/ فبراير (1468م)، وحاولت قوات التحالف ضم مملكة المماليك المصرية السورية إليهم، ولكن دولة المماليك رفضت ذلك؛ لاشتراكهم مع العثمانيين بالدين والمذهب، وعبأت دول التحالف قواها العسكرية، وخاضت ضد العثمانيين معارك فاشلة، ثم تعاهدت على خوض المعركة العمومية الكبرى بحرًا وبرًّا، وبدأت المعارك البحرية ضد العثمانيين في سواحل البحر الأبيض المتوسط انطلاقًا من قبرص، وتحرك أوزون حسن الآق قوينلو التركماني زعيم دولة الخرفان في إيران بجيش يتجاوز عدده الثلاثمائة ألف خيَّال، وغادر خربوط قاصدًا أرزنجان. وترك السلطان محمد الفاتح قوةً كافية لحماية إسلامبول، وترك ابنه الأصغر جَمَّ سلطان نائبًا عنه أثناء غيابه، وتحرك السلطانُ الفاتح من إسلامبول سنة 877 (11/4/ 1473م) ومعه مائة وتسعون ألف مجاهد يتوزعون في خمسة فيالق. وكان الفاتح يقود فيلق المقدمة، ويقود فيلق الميمنة ابنه الأمير بايزيد الثاني، ويقود الفيلق الأيسر ابنه الأمير مصطفى، وترك في المؤخرة فيلقين للالتفاف على العدو، ووصل إلى سيواس، وقصد عدوه المتآمر، فوصل إلى الجنوب من غومش خانة التركية الشرقية في 11/8/ 1473م، وحصلت المعركة التصادمية في سُهُوب بلدة أوطلوق بلي "Otlukbeli" الواقعة شمال شرق مركز محافظة أرزنجان التركية. وتحركت في البلقان قوات الحلفاء التابعة لملك المجر متياس، وإمبراطور ألمانيا فريدرك الثالث، وملك البندقية وتوابعه، وقرر الحلفاء تكرار هزيمة القوات العثمانية مثلما حصل قبل ذلك بإحدى وسبعين سنة في موقعة أنقرة بين السلطان العثماني بايزيد الأول، والطاغية تيمورلنك. ودارت الحرب العالمية بين سلطان المسلمين محمد الفاتح وأعدائه الأوربيين وعملائهم المرتدين الأسيويين، فهجمت أساطيل البندقية وغيرها على المواقع البحرية العثمانية، ولكنها صُدَّت، ولم تحقق انتصارًا يُذكر، وفشلت القوات البرية في البلقان بقيادة الإمبراطور الألماني فريديرك، وملك المجر متياس، وتراجعت أمام هجمات فرسان الرومللي العثمانيين, وبدأت المعركة البرية الكبرى بين قوات السلطان محمد الفاتح، وقوات حسن الطويل التركماني، وانطلقت قذائف المدفعية العثمانية، وبدأ حصاد فرسان العدو، وأوعز الفاتح لفيلقي الاحتياط بالالتفاف على العدو، فشكَّلا فكَّي كمَّاشة، ومنعا عساكر العدو من الفرار، وقَتَلَ الأمير العثماني مصطفى بن الفاتح قائدَ الجناح المعادي زينل ميرزا بن حسن الطويل، وأسر ثلاثة أمراء تيموريين، وهجم الأمير العثماني بايزيد الثاني على سرادق حسن الطويل، فهرب حسن الطويل، من ميدان المعركة، وقال لحليفه القره ماني أحمد بك: "يا قره مان أوغلو خرَّب الله بيت سلالتك، سَبَّبْتَ خزيي وعاري، مالي وبني عثمان؟" وأمر الفاتح بعدم ملاحقة الفارين، ومكث في الميدان مدة ثلاثة أيام يتفقد الجرحى والشهداء، وينظِّم أمور الأسرى، وطلب حسن الطويل الصلح، فأجابه الفاتح، ووقَّعا معاهدة صلح تضمنت اعتراف حسن الطويل بامتلاك العثمانيين لمملكتي طرابزون وقره مان، وأصبح حليفًا للعثمانيين في آسيا هو وأولاده من بعده.