الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 895 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 660 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1262
تفاصيل الحدث:

هو الأميرُ الوزير والرئيس الكبير، كمال الدين أبو القاسم عمر بن أحمد بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن أحمد بن يحيى بن زهير بن هارون بن موسى بن عيسى بن العديم العقيلي الحنفي الحلبي، ولد سنة 586، سمع الحديث وحَدَّث وتفَقَّه وأفتى ودرَّس وصنف، وكان إمامًا في فنونٍ كثيرة، وقد ترسل إلى الخلفاء والملوك مرارًا عديدة، وكان يكتُبُ حَسنًا طريقة مشهورة، وصنف لحلب تاريخًا مفيدًا قريبًا في أربعين مجلدًا، وكان جيد المعرفة بالحديث، حسنَ الظَّنِّ بالفقراء والصالحين كثيرَ الإحسان إليهم، وقد أقام بدمشقَ في الدولة الناصرية المتأخرة، وكانت وفاتُه بمصر، ودُفِنَ بسفح الجبل المقطم بعد الشيخ عز الدين بعشرة أيام.

العام الهجري : 1236 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1821
تفاصيل الحدث:

افتُتحت في الدولة العثمانية "غرفة ترجمة الباب العالي" وكان خريجو هذه المدرسة هم عمادَ السلك الدبلوماسي العثماني، وهم من أسَّسوا الدبلوماسيَّةَ التركيةَ الحديثة، وكانت اللغةُ الرئيسية فيها هي اللغةَ الفرنسيةَ.

العام الهجري : 751 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1350
تفاصيل الحدث:

هو الشَّيخُ الإمامُ العلَّامةُ أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي الدمشقي الحنبلي المعروفُ بابن قَيِّم الجوزيَّة، فهو إمامُ الجوزيَّة، وابنُ قَيِّمِها، ولِدَ بدمشق في سابع صفر سنة 691, وسَمِعَ الحديث واشتغل بالعلم، وبَرَع في العلوم المتعَدِّدة، لا سيما علم التفسير والحديث والأصلين، ولَمَّا عاد الشيخ تقي الدين بن تيمية من الديار المصرية في سنة 712 لازَمَه إلى أن مات الشيخُ، فأخذ عنه علمًا جَمًّا لازمه قرابة 16 عامًا وتأثَّر به, وسُجِنَ في قلعة دمشق في أيام سجنِ ابن تيمية، وخرج بعد أن توفِّيَ شيخه عام 728 ولم يخَلِّفِ الشيخُ العلَّامة تقي الدين ابن تيميَّة مِثلَه، ومع ما سَلَف له من الاشتغال، صار فريدًا في بابِه في فنونٍ كثيرة، مع كثرةِ الطَّلَب ليلًا ونهارًا، وكثرة الابتهال، وكان حَسَن القراءة والخُلُق، كثيرَ التودد لا يحسُد أحدًا ولا يؤذيه، ولا يستعيبُه ولا يحقِدُ على أحد؛ قال ابن رجب: "كان ذا عبادةٍ وتهَجُّد وطولِ صلاةٍ إلى الغاية القصوى، وتألُّه ولَهَج بالذكر، وشَغف بالمحبة والإنابة والاستغفار، والافتقار إلى الله والانكسار له، والاطِّراح بين يديه على عتبة عبوديته، لم أشاهِدْ مِثلَه في ذلك، ولا رأيتُ أوسَعَ منه علمًا، ولا أعرَفَ بمعاني القرآن والسنَّة وحقائق الإيمان منه، وليس هو المعصومَ، ولكن لم أرَ في معناه مِثلَه، وقد امتُحِنَ وأوذيَ مَرَّات، وحُبِسَ مع الشيخ تقي الدين في المرَّة الأخيرة بالقلعة، منفرِدًا عنه، ولم يُفرَجْ عنه إلَّا بعد موت الشيخ, وكان في مُدَّة حبسه مشتغلًا بتلاوة القرآن بالتدبر والتفكر، ففُتِحَ عليه من ذلك خير كثير، وحصل له جانِبٌ عظيم من الأذواق والمواجيد الصحيحة، وتسَلَّط بسبب ذلك على الكلام في علومِ أهل المعارف، والدُّخولِ في غوامِضِهم، وتصانيفه ممتلئةٌ بذلك، وحَجَّ مرات كثيرة، وجاور بمكَّةَ، وكان أهلُ مكة يذكرون عنه من شِدَّة العبادة، وكثرة الطواف أمرًا يُتعَجَّب منه. ولازمت مجالِسَه قبل موته أزيدَ مِن سنة، وسَمِعتُ عليه قصيدته النونية الطويلة في السنة، وأشياء من تصانيفه، وغيرها " وقال ابنُ كثير: " كنتُ مِن أصحَبِ النَّاسِ له وأحَبِّهم إليه، ولا أعرف في هذا العالَمِ في زماننا أكثَرَ عبادةً منه، وكانت له طريقةٌ في الصلاة يطيلها جِدًّا ويمُدُّ ركوعَها وسجودَها، ويلومه كثيرٌ من أصحابه في بعضِ الأحيانِ، فلا يرجِعُ ولا ينزِعُ عن ذلك- رحمه الله" وقال ابن حجر العسقلاني: " كان إذا صلَّى الصبح جلس مكانَه يذكُرُ الله حتى يتعالى النَّهارُ، ويقول: هذه غَدوتي لو لم أقعُدْها سَقَطَت قُوايَ، وكان يقولُ: بالصبر واليقين تُنال الإمامةُ في الدين، وكان يقول: لا بد للسَّالك من همَّة تُسيِّرُه وترَقِّيه، وعلمٍ يُبَصِّرُه ويهديه. وكان مُغرًى بجمع الكتب فحصَّل منها ما لا يُحصَرُ حتى كان أولادُه يبيعون منها بعد موتِه دهرًا طويلًا سوى ما اصطَفَوه منها لأنفُسِهم" وله من التصانيف الكبار والصغار شيءٌ كثير، وهي أكثَرُ مِن أن تُحصَرَ هنا، ولكن من أشهرها: زاد المعاد في هَدْي خير العباد، وإعلام الموقعين عن ربِّ العالمين، ومدارج السالكين، وبدائع الفوائد، وطريق السعادتين، وشرح منازل السائرين، والقضاء والقدر، وجلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام، ومصايد الشيطان، ومفتاح دار السعادة، والروح، وحادي الأرواح، ورفع اليدين، والصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة، وتصانيف أخرى كثيرة؛ قال ابن حجر: "وكلُّ تصانيفه مرغوبٌ فيها بين الطوائف، وهو طويلُ النَّفَسِ فيها يتعانى الإيضاحَ جُهدَه، فيُسهِبُ جدًّا، ومعظمها من كلام شيخِه يتصَرَّفُ في ذلك، وله في ذلك مَلَكَة قويَّة، ولا يزال يدندِنُ حولَ مُفرداتِه ويَنصُرُها ويحتَجُّ لها" ومن نَظْمِه قصيدة تبلغ ستة آلاف بيت سمَّاها الكافية في الانتصار للفرقة الناجية. ومن تلاميذه ابنه برهان الدين إبراهيم، والإمام ابن رجب الحنبلي، والحافظ ابن كثير، والحافظ ابن عبد الهادي، والإمام الذهبي، والفيروزآبادي صاحب القاموس. توفِّيَ رحمه الله في دمشق ليلة الخميس ثالث عشر رجب وقتَ أذان العشاء وصُلِّيَ عليه بعد صلاة الظهر من الغد بالجامِعِ الأموي، ودفن عند والدته بمقابر الباب الصغير، وقد كانت جنازته حافلةً، شهدها القضاة والأعيان والصالحون من الخاصة والعامة، وتزاحم الناسُ على حمل نعشه، وكَمُل له من العمر ستون سنةً.

العام الهجري : 861 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1457
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ العلامة كمال الدين محمد ابن الشيخ همام الدين عبد الواحد ابن القاضي حميد الدين عبد الحميد ابن القاضي سعد الدين مسعود الحنفي السيرامي الأصل المصري المولد والدار والوفاة، المشهور بابن الهمام، ولد سنة 790 بالإسكندرية ومات أبوه وكان قاضي الإسكندرية وهو ابن عشر أو نحوها، فنشأ في كفالة جدته لأمه، وكانت مغربية خيِّرة تحفظ كثيرًا من القرآن وقدم بصحبتها القاهرة فأكمل بها القرآن عند الشهاب الهيثمي وتلاه تجويدًا على الزراتيتي، وبالإسكندرية على الزين عبد الرحمن الفكيري، وكان شيخه يصفه بالذكاء المفرط والعقل التام والسكون، وحَفِظَ مختصر القدوري والمنار والمفصَّل للزمخشري وألفية النحو، ثم عاد بصحبتها أيضًا إلى الإسكندرية فأخذ بها النحو عن قاضيها الجمال يوسف الحميدي الحنفي، وقرأ في الهداية على الزين السكندري، وفي المنطق على العز عبد السلام البغدادي والبساطي، وعنه أخذ أصول الدين وقرأ عليه شرح هداية الحكمة لملا زادة, ولم يبرح عن الاشتغال بالمعقول والمنقول حتى فاق في زمن يسير أقرانه, وأشير إليه بالفضل التام والفطرة المستقيمة، بحيث قال البرهان الأبناسي أحد رفقائه حين رام بعضهم المشي في الاستيحاش بينهما: "لو طلبت حجج الدين ما كان في بلدنا من يقوم بها غيره. ثم قال: وشيخنا البساطي وإن كان أعلم، فالكمال أحفظ منه وأطلق لسانًا، هذا مع وجود الأكابر إذ ذاك، بل أعلى من هذا أن البساطي لما رام المناظرة مع العلاء البخاري بسبب ابن الفارض ونحوه قيل له: من يحكم بينكما إذا تناظرتما، فقال: ابن الهمام لأنه يصلح أن يكون حَكَم العلماء" وقال يحيى بن العطار: "لم يزل يُضرَب به المثل في الجمال المفرد مع الصيانة وفي حسن النغمة مع الديانة، وفي الفصاحة واستقامة البحث مع الأدب" واستمر يترقى في درج الكمال حتى صار عالِمًا مفننًا علَّامة متقنًا، درَّس وأفتى وأفاد، وعكف الناس عليه، واشتهر أمره وعظُم ذِكرُه، قال شمس الدين السخاوي: "فقد كان إمامًا علامة عارفًا بأصول الديانات والتفسير والفقه وأصوله، والفرائض والحساب، والتصوف والنحو والصرف والمعاني والبيان، والبديع والمنطق والجدل والأدب والموسيقى، وجُل علم النقل والعقل، متفاوت المرتبة في ذلك, ومع قلة علمه في الحديث فهو عالم أهل الأرض ومحقِّق أولي العصر حُجة أعجوبة ذا حجج باهرة واختيارات كثيرة وترجيحات قوية, وقد تخرج به جماعة صاروا رؤساء في حياته، فمن الحنفية التقي الشمس والزين قاسم وسيف الدين، ومن الشافعية ابن خضر والمناوي. ومن المالكية عبادة وطاهر والقرافي, ومن الحنابلة الجمال بن هشام. وهو أنظَرُ من رأيناه من أهل الفنون ومن أجمعهم للعلوم وأحسنهم كلامًا في الأشياء الدقيقة وأجلدِهم على ذلك مع الغاية في الإتقان والرجوع إلى الحق في المباحث ولو على لسان آحاد الطلبة، كل ذلك مع ملاحة الترسل وحسن اللقاء والسمت والبِشر والبزَّة ونور الشيبة وكثرة الفكاهة والتودد والإنصاف وتعظيم العلماء، والإجلال لتقي الدين ابن تيمية وعدم الخوض فيما يخالف ذلك، وعلو الهمة وطيب الحديث ورقة الصوت وطراوة النغمة جدًّا, وسلامة الصدر وسرعة الانفعال والتغير والمحبة في الصالحين وكثرة الاعتقاد فيهم والتعهد لهم والانجماع عن التردد لبني الدنيا حتى الظاهر جقمق مع مزيد اختصاصه به، ولكنه كان يراسله هو ومن دونه فيما يسأل فيه" وقد حجَّ غير مرة وجاور بالحرمين مدة، وشرب ماء زمزم- كما قاله في شرحه للهداية- للاستقامة والوفاة على حقيقة الإسلام معها. ونشر في الحرمين علمًا جمًّا, وعاد في رمضان سنة ستين وهو متوعِّك فسُرَّ المسلمون بقدومِه وعكف عليه من شاء الله من طلبته وغيرهم أيامًا من الأسبوع إلى أن مات في يوم الجمعة سابع رمضان، ودفِنَ من يومه، وصُلِّيَ عليه عصرًا بمصلى المؤمني، وكانت جنازته مشهودة، شهده السلطانُ فمَن دونه، قدِمَ للصلاة عليه قاضي مذهبه ابن الديري، ودُفِنَ بالقرافة في تربة ابن عطاء الله، ولم يخلف بعده في مجموعه مثله. وله مصنفات أشهرها فتح القدير في الفقه الحنفي، وله التحرير في أصول فقه الأحناف، وغيرها من المصنفات.

العام الهجري : 323 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 935
تفاصيل الحدث:

هو إبراهيمُ بنُ مُحمَّد بن عرفة الأزدي، إمامُ النَّحوِ، كان فقيهًا حافظًا، جالس الملوكَ والوزراء، أتقن حفظَ السِّيَر، سُمِّيَ نِفطَوَيه؛ لأنَّه كان دميمَ الِخلقةِ شديدَ السُّمرةِ، ولأنَّه كان يؤيِّدُ مَذهَبَ سِيبويهِ فلَقَّبوه نفطويه، له مصنَّفاتٌ؛ منها: غريب القرآن، وأمثال القرآن، والرد على من قال بخَلْقِ القرآن، وغيرها، توفِّيَ عن 79 عامًا في بغداد، وصلى عليه البربهاري إمامُ الحنابلةِ في وَقتِه.

العام الهجري : 1125 العام الميلادي : 1713
تفاصيل الحدث:

أصبح أحمد القرة مانلي الداي والباشا معًا في ليبيا لصالح العثمانيين، وأسس الأسرة القرة مانلي التي حكمت طرابلس وفزان أكثر من مائة سنة، فقضى أحمد القرة مانلي مدعومًا من الانكشارية والسكان المحليين على مقاومة كبار الضباط والموظفين الأتراك؛ إذ دعاهم إلى الاجتماع وذبح ثلاثمائة شخص منهم، وفشلت الحملة العسكرية التي وُجِّهت ضده من قِبَل الدولة العثمانية.

العام الهجري : 9 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 630
تفاصيل الحدث:

تَبوكُ مَوضِعٌ بين وادي القُرى والشَّامِ، قال أبو موسى الأَشعريُّ رضي الله عنه: (أَرسلَني أَصحابي إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أَسأَلُه الحُمْلانَ لهم إذ هُم معه في جَيشِ العُسْرَةِ، وهي غَزوةُ تَبوكَ..). وحديث أبي موسى رضي الله عنه فيه دِلالةٌ على ما كان عليه الصَّحابةُ مِنَ العُسْرِ الشَّديدِ في المالِ والزَّادِ والرَّكائِبِ، كما رَوى مُسلمٌ أيضًا عن أبي هُريرةَ رضي الله عنه ما وقع للمسلمين في طَريقِ هذه الغَزوةِ مِن نَقْصٍ في الزَّادِ حتَّى مَصُّوا النَّوَى وشَرِبوا عليه الماءَ، وفي رِوايةٍ أُخرى لمُسلمٍ: أنَّهم اسْتأذَنوا الرَّسولَ صلى الله عليه وسلم في نَحْرِ مَطاياهُم لِيأكُلوا. وقد قال الله تعالى: {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ} [التوبة: 117]. قال ابنُ كَثيرٍ: فعزَم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على قِتالِ الرُّومِ؛ لأنَّهم أَقربُ النَّاسِ إليه؛ وأَوْلى النَّاسِ بالدَّعوَةِ إلى الحقِّ لقُربِهِم إلى الإسلامِ وأَهلِه، وقد قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [التوبة: 123]. وقد بَيَّنَ صلى الله عليه وسلم وِجْهَةَ هذه الغَزوةِ، فعن مُعاذٍ رضي الله عنه: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: (سَتأْتون غدًا إن شاء الله عَيْنَ تَبوكَ، وإنَّكم لن تَأْتوها حتَّى يَضْحى النَّهارُ، فمَن جاءَها مِنكم فلا يَمَسَّ مِن مائِها شيئًا حتَّى آتي). والمشهورُ والرَّاجحُ أنَّ جَيشَ تَبوكَ كان ثلاثين ألفًا، ولكنَّ الرَّسولَ صلَّى الله عليه وسلَّم لم يَلْقَ حَربًا مِنَ الأعداءِ، فرجَع إلى المدينةِ مُنتصِرًا بعدَ أن أقامَ بتَبوكَ عِشرين ليلةً.

العام الهجري : 237 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 851
تفاصيل الحدث:

غَضِبَ المتوكِّلُ على ابنِ أبي دؤاد القاضي المعتزليِّ، وكان على المظالمِ، فعَزَله عنها واستدعى يحيى بنَ أكثَمَ، فولاه قضاءَ القُضاةِ والمظالمِ أيضًا. وفي ربيع الأوَّل أمر الخليفةُ بالاحتياطِ على ضِياعِ ابنِ أبي دؤاد، وأخَذَ ابنَه أبا الوليد محمَّدًا فحَبَسه في يوم السبتِ لثلاثٍ خَلَونَ من ربيع الآخر، وأمَرَ بمصادرتِه، فحَمَل مائةَ ألفِ وعشرين ألف دينار، ومن الجواهِرِ. كان ابنُ أبي دؤاد قد أصابه الفالجُ (الشلل النصفي) بعد أن دعا على نفسِه إن لم يكُن الواثِقُ قد قتَلَ أحمدَ بنَ نصرٍ كافرًا, ثم نفى المتوكِّلُ أهلَ ابن أبي دؤاد من سامِرَّا إلى بغداد مُهانين، وفي عيدِ الفطر من هذا العام أمَرَ المتوكِّل بإنزالِ جُثَّة أحمدَ بنِ نصرٍ الخُزاعي والجَمعِ بين رأسِه وجَسَدِه وأن يُسَلَّم إلى أوليائِه، ففَرِحَ النَّاسُ بذلك فرحًا شديدًا، واجتمع في جنازتِه خَلقٌ كثيرٌ جِدًّا، وكان يومًا مَشهودًا, ثمَّ كتب المتوكِّلُ إلى الآفاقِ بالمَنعِ مِن الكلامِ في مسألةِ الكلامِ، والكَفِّ عن القولِ بخَلقِ القرآن، وأنَّ من تعلَّمَ عِلمَ الكلامِ لو تكلَّمَ فيه فالمطبق (سجن من سجون بغداد) مأواه إلى أن يموتَ. وأمر الناسَ ألَّا يشتغِلَ أحدٌ إلَّا بالكتابِ والسنَّةِ لا غيرُ، ثمَّ أظهر إكرامَ الإمامِ أحمدَ بنِ حنبل واستدعاه من بغدادَ إليه، فاجتمع به فأكرمَه وأمَرَ له بجائزةٍ سَنِيَّةٍ فلم يقبَلْها، وخلع عليه خِلعةً سَنيَّةً مِن ملابسِه فاستحيا منه أحمدُ كثيرًا، فلبسها إلى الموضِعِ الذي كان نازلًا فيه، ثمَّ نزعها نزعًا عنيفًا وهو يبكي- رحمه الله تعالى- وارتفَعَت السُّنَّة جِدًّا في أيام المتوكِّل- عفا الله عنه- وكان لا يولِّي أحدًا إلا بعد مشورةِ الإمام أحمد، وكانت ولايةُ يحيى بن أكثم قضاءَ القضاةِ مَوضِعَ ابنِ أبي دؤاد عن مشورتِه، وقد كان يحيى بن أكثَم هذا من أئمَّة السنة، وعُلماء الناس، ومن المعظِّمين للفقه والحديث واتِّباع الأثَر.

العام الهجري : 665 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1266
تفاصيل الحدث:

أُقيمَت الجمعةُ بالجامع الأزهر من القاهرة، وكانت قد بطلت منه منذ ولي قضاء مصر صدرُ الدين عبد الملك بن درباس، عن السلطان صلاحِ الدين يوسف بن أيوب، وقد ظَلَّ كذلك إلى أن سكن الأميرُ عز الدين أيدمر الحلي بجواره، فانتزع كثيرًا من أوقاف الجامع كانت مغصوبة بيد جماعة، وتبرع له بمالٍ جزيل، واستطلق له مِن السلطان الظاهر بيبرس مالًا، وعَمَرَ الواهيَ من أركانه وجدرانه، وبيَّضَه وبلَّطَه ورمَّم سقوفه، وفَرَشه واستجَدَّ به مقصورةً وعَملَ فيه منبرًا، فتنازع الناسُ فيه هل تصح إقامة الجمعة فيه أم لا، فأجاز ذلك جماعةٌ من الفقهاء، ومنع منه قاضي القضاة تاج الدين عبد الوهاب بن بنت الأعز وغيره، فشكى الحليُّ ذلك إلى السلطان، فكلم فيه قاضي القضاة فصَمَّم على المنع، فعَمِلَ الحلي بفتوى من أجاز ذلك وأقام فيه الجمعة، وسأل السلطانَ أن يحضُرَ فامتنع من الحضور ما لم يحضُرْ قاضي القضاة، فحضَرَ الأتابك والصاحب بهاء الدين وعِدَّة من الأمراء والفقهاء، ولم يحضُر السلطان ولا قاضي القضاة تاج الدين، وعَمِلَ الأمير بدر الدين بيليك الخازندار- ممسك خزانة المال- بالجامع مقصورةً، ورتَّبَ فيها مدرِّسًا وجماعةً مِن الفقهاء على مذهب الشافعي، ورتب محدِّثًا يُسمِعُ بالحديث النبوي والرقائق، ورتَّبَ سبعةً لقراءة القرآن العظيم، وعَمِلَ على ذلك أوقافًا تكفيه، إلَّا أن ابن كثير قال: "في ثاني عشر ربيع الأول صلى الظاهر بالجامع الأزهر الجمعة، ولم يكن تقامُ به الجمعة من زمن العبيديين إلى هذا الحين، مع أنه أول مَسجدٍ بني بالقاهرة، بناه جوهرٌ القائدُ وأقام فيه الجمعةَ، فلما بنى الحاكِمُ جامِعَه حَوَّل الجمعةَ منه إليه، وترك الأزهرَ لا جمعةَ فيه، فصار في حكم بقية المساجِدِ وشَعِثَ حالُه وتغيَّرَت أحواله، فأمر السلطانُ الظاهر بيبرس بعمارتِه وبياضِه وإقامةِ الجمعة"

العام الهجري : 1376 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1957
تفاصيل الحدث:

هو الشيخُ العلامة أبو عبد الله عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله بن ناصر بن حمد آل سعدي، من بني تميم. وُلِدَ في عُنيزة في القصيم في 12 محرم سنة 1307هـ. نشأ الشيخُ يتيمًا؛ فقد توفِّيَت أمُّه وله من العمر أربع سنوات، ثم توفِّيَ والِدُه وهو في السابعة، لكنه نشأ نشأةً صالحة، وقد أثار إعجابَ مَن حوله فاشتهر منذ حداثته بفطنته، وذكائه، ورغبته الشديدةِ في طلب العلم وتحصيله، فحَفِظَ القرآن عن ظهر قلبٍ وعمُرُه أحد عشر عامًا، ثم اشتغل بالعلم على يد علماءِ بلَدِه حتى نال الحظَّ الأوفر من كل فَنٍّ من فنون العلم، ولَمَّا بلغ من العمر ثلاثًا وعشرين سنة جلس للتدريسِ، فكان يَتعلَّمُ ويُعلِّمُ، ، وكان من أحسَنِ الناس تعليمًا وأبلَغِهم تفهيمًا، حصل له من التلاميذ المحصلين عددٌ كثير. كان ذا معرفةٍ فائقة في الفقه وأصوله، وكان أوَّلَ أمره متمسِّكًا بالمذهب الحنبليّ تبعًا لمشايخه، ويحفظ بعضَ متون المذهب. وكان أعظَمُ اشتغاله وانتفاعه بكتُبِ شَيخِ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم، وحصل له خيرٌ كثير بسببهما في علم الأصول والتوحيد، والتفسير، وغيرها من العلوم النافعة. وبسبب استنارتِه بكُتُبِ الشيخين المذكورين صار لا يتقيَّدُ بالمذهب الحنبلي، بل يرجِّحُ ما تَرَجَّحَ عنده بالدليل الشرعي، أما مُصنَّفاتـه، فكان ذا عنايةٍ بالغة بالتأليف، فشارك في كثير من فنون العلم، فألَّف في التوحيد، والتفسير، والفقه، والحديث، والأصول، والآداب، وغيرها. وأغلَبُ مؤلَّفاته مطبوعة إلا اليسير منها؛ أشهرها: ((تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان))، طبعت مؤلفاته في مجموع بعنوان ((مجموع مؤلفات الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي)) في 27 مجلدًا.
توفي رحمه الله في عُنَيزة بالقصيم بعد عمر دام تسعًا وستين سنة قضاها في التعلُّم والتعليم والتأليف.

العام الهجري : 264 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 878
تفاصيل الحدث:

هو أبو إبراهيمَ إسماعيلُ بن يحيى بن إسماعيل بن عمرو بن مسلمٍ المُزِني المصري، وُلِدَ بالفُسطاط في مصر في سنة 175ه. صاحِبُ الشافعيِّ، تفَقَّه عليه بمصرَ، ويعَدُّ من أئمَّة الحديث والفقه، كان من المقَدَّمين من أصحاب الشافعي وأعرَفِهم بمذهبه، حتى قال الشافعي: "المُزنيُّ ناصِرُ مذهبي"، ألَّفَ كتُبًا تُعتبَرُ مدارَ المذهب الشافعي، منها الجامع الصغير، ومختصر المختصر، والمنثور، والمسائل المعتبَرة، والترغيب في العِلم، وكتاب الوثائق، وغير ذلك، وكان إذا فرغَ مِن مسألة وأودعها مختَصرَه قام إلى المحرابِ وصلَّى ركعتين شكرًا لله تعالى, وقد امتلأت البلادُ بـ (مُختَصَره) في الفقه، وشرَحَه عِدَّةٌ مِن الكبارِ، وبلغ من انتشارِه أنَّ البِكرَ كان يكونُ في جَهازِها نُسخةٌ مِن مُختَصَر المُزنيِّ، كانت له عبادةٌ وفَضلٌ، وهو ثِقةٌ في الحديثِ، لا يُختَلَف فيه, حاذِقٌ من أهل الفقه، كان زاهدًا مجتهدًا، له مناظراتٌ، وكان قويَّ الحُجَّة، توفِّي بمصرَ.

العام الهجري : 321 العام الميلادي : 932
تفاصيل الحدث:

استعمل السعيدُ نصر الساماني أبا بكرٍ محمَّدَ بن المظفَّر بن محتاج على جيوشِ خراسان، وردَّ إليه تدبيرَ الأمور بنواحي خُراسان جميعها، وعاد إلى بخارى مقرِّ عِزِّه، وكرسيِّ مُلكِه، وكان سبب تقدُّم محمّد بن المظفَّر أنَّه كان يومًا عند السعيد، وهو يحادِثُه في بعض مهمَّاتِه خاليًا، فلَسَعَته عقربٌ في إحدى رجليه عدَّةَ لسعات، فلم يتحرَّكْ، ولم يَظهَرْ عليه أثَرُ ذلك، فلمَّا فرغ من حديثه، وعاد محمَّدٌ إلى منزله، نزع خُفَّه فرأى العقربَ فأخذها، فانتهى خبَرُ ذلك إلى السعيد، فأُعجِبَ به وقال: "ما عجبتُ إلَّا من فراغِ بالك لتدبيرِ ما قلتُه لك، فهلَّا قمتَ وأزلتَها؟! فقال: ما كنتُ لأقطعَ حديثَ الأميرِ بسبَبِ عَقربٍ، وإذا لم أصبِرْ بين يديك على لسعةِ عَقربٍ، فكيف أصبِرُ وأنا بعيدٌ منك على حدِّ سيوفِ أعداء دولتِك إذا دفعْتَهم عن مملكَتِك؟" فعظم محلُّه عنده، وأعطاه مائتَي ألفِ درهم.

العام الهجري : 12 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 633
تفاصيل الحدث:


عَهِدَ أبو بكرٍ الصِّدِّيق رضِي الله عنه إلى زيدِ بن ثابتٍ بجَمْعِ نُصوصِ القُرآن وخاصّة بعدَ مَوت عددٍ كبيرٍ من حفظة القرآن في اليَمامةِ، وكان هذا الأمرُ غيرَ مقبول لدى الصَّحابة رضِي الله عنهم في البداية، ولكنَّ الله شرَح صُدورَهم له كما شرَح صدر أبي بكرٍ له، فكَلَّفَ أبو بكرٍ زيدَ بن ثابتٍ بمُهِمَّةِ الكِتابة، فقال لزيدٍ: إنَّك رجلٌ شابٌّ عاقل لا نَتَّهِمك, قد كُنتَ تكتبُ الوَحيَ لرسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم, فتَتَبَّعْ القُرآن فاجْمَعْهُ. فقلتُ: كيف تفعلون شيئًا لم يفعلْهُ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم؟! قال: هو -والله- خيرٌ. فلم يزل أبو بكرٍ يراجعني حتَّى شرَح الله صدري للذي شرَح له صدرَ أبي بكر وعُمرَ, فكنتُ أتتبَّعُ القُرآن أَجمعُه مِن الرِّقاع والأكتافِ والعُسُبِ وصُدورِ الرِّجالِ. وكان الأمْرُ شديدًا على زيدٍ لكنَّه قام بها خيرَ قِيامٍ، فكان هذا الأمْرُ أوَّلَ جمعٍ للقُرآن، وبَقِيَ المصحفُ عند أبي بكرٍ في خِلافتِه.

العام الهجري : 463 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1071
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ، العَلَّامةُ، حافظُ المَغرِب، شيخُ الإسلامِ، أبو عُمرَ يُوسُف بنُ عبدِ الله بن محمدِ بن عبدِ البَرِّ بن عاصمٍ النمريُّ، الأَندَلُسيُّ، القُرطُبيُّ, فَقِيهٌ مالكيٌّ مَشهورٌ، صاحبُ التَّصانيفِ المَلِيحَةِ الهائِلَة، منها ((التمهيد))، و((الاستذكار)) و((الاستيعاب))، وغير ذلك، مِن كِبارِ حُفَّاظِ الحَديثِ، يُقالُ عنه: حافِظُ المَغرِب، وُلِدَ سَنةَ 368هـ. طَلَبَ العِلمَ بعدَ 390هـ وأَدرَكَ الكِبارَ، وطال عُمرُه، وعَلَا سَنَدُه، وتَكاثَر عليه الطَّلَبَةُ، وجَمَعَ وصَنَّفَ، ووَثَّقَ وضَعَّفَ، وسارت بِتَصانيفِه الرُّكبانُ، وخَضَعَ لِعِلمِه عُلماءُ الزَّمانِ، وَفَاتَهُ السَّماعُ مِن أَبيهِ الإمامِ أبي محمدٍ، فإنه ماتَ قديمًا في سَنةِ 380هـ قبل أن يَبدأ ابنُه أبو عُمرَ في الطَّلَبِ، وله رِحلاتٌ طَويلةٌ في طَلَبِ العِلمِ. قال الحُميديُّ: "أبو عُمرَ فَقِيهٌ حافظٌ مُكْثِرٌ، عالِمٌ بالقِراءاتِ وبالخِلافِ، وبِعُلومِ الحَديثِ والرِّجالِ، قَديمُ السَّماعِ، يَميلُ في الفِقْهِ إلى أَقوالِ الشافعيِّ".قال الذهبيُّ: "كان إمامًا دَيِّنًا، ثِقَةً، مُتْقِنًا، عَلَّامةً، مُتَبَحِّرًا، صاحبَ سُنَّةٍ واتِّباعٍ، وكان أَوَّلًا أَثَرِيًّا ظاهِرِيًّا فيما قِيلَ، ثم تَحوَّل مالِكيًّا مع مَيْلٍ بَيِّنٍ إلى فِقهِ الشافعيِّ في مَسائلَ، ولا يُنكَر له ذلك، فإنه ممَّن بَلَغَ رُتبةَ الأئمَّةِ المُجتهِدين، ومَن نَظرَ في مُصنَّفاتِه، بانَ له مَنزِلَتُه مِن سِعَةِ العِلمِ، وقُوَّةِ الفَهمِ، وسَيَلانِ الذِّهنِ, وكان مُوَفَّقًا في التَّأليفِ، مُعانًا عليه، ونَفَعَ الله بِتَواليفِه، وكان مع تَقَدُّمِه في عِلمِ الأَثَرِ وبَصَرِه بالفِقهِ ومعاني الحَديثِ له بَسْطَةٌ كَبيرةٌ في عِلمِ النَّسَبِ والخَبَرِ, وكان حافِظَ المَغربِ في زَمانِه, وذَكَرَ جَماعةٌ أنه وَلِيَ قَضاءَ الأشبونة وشنترين". تُوفِّيَ في شاطبة عن 95 عامًا.

العام الهجري : 465 العام الميلادي : 1072
تفاصيل الحدث:

الفَقيهُ الشافعيُّ أبو القاسمِ عبدُ الكَريمِ بنُ هوازن القُشيريُّ، النَّيسابوريُّ، مُصَنِّفُ ((الرِّسالة القُشيريَّة)) المشهورة وغيرَها، كان عَلَّامةً في الفِقْهِ والتَّفسيرِ والحَديثِ والأُصولِ والكِتابَةِ والأَدبِ والشِّعْرِ وعِلْمِ التَّصَوُّفِ، جَمعَ بين الشَّريعَةِ والحَقيقَةِ، أَصلُه من ناحِيَةِ أستوا من العَربِ الذين قَدِموا خُراسان، وُلِدَ في شَهرِ رَبيعٍ الأَوَّلِ سَنةَ 376هـ. تُوفِّي أَبوهُ وهو صَغيرٌ، فَقرأَ واشتَغلَ بالأَدبِ والعَربيَّةِ في صِباهُ، وكان أَوَّلًا من أَبناءِ الدُّنيا، فجَذَبَهُ أبو عليٍّ الدَّقَّاقُ فصارَ من الصُّوفِيَّةِ, وتَفَقَّه على بكرِ بنِ محمدٍ الطُّوسيِّ، وأَخذَ الكَلامَ عن ابنِ فورك، وصَنَّفَ ((التَّفسير الكَبير)) و((لَطائِف الإشارات))، وكان يَعِظُ ويَتَكلَّم بكَلامِ الصُّوفيَّةِ, وبعدَ وَفاةِ أبي عليٍّ الدَّقَّاقِ سَلَكَ مَسلَكَ المُجاهَدَةِ والتَّجريدِ وأَخذَ في التَّصنيفِ، وخَرجَ إلى الحَجِّ في رُفقَةٍ فيها الشيخُ أبو محمدٍ الجوينيُّ والدُ إمامِ الحَرمَينِ، وأَحمدُ بنُ الحُسينِ البيهقيُّ وجَماعةٌ من المَشاهيرِ، فسَمِعَ معهم الحَديثَ ببغدادَ والحِجازِ, وكان له في الفُروسِيَّةِ واستِعمالِ السِّلاحِ يَدٌ بَيضاءُ، وأمَّا مَجالِسُ الوَعْظِ والتَّذكيرِ فهو إمامُها، وعَقَدَ لِنَفسِه مَجلِسَ الإملاءِ في الحَديثِ. ذَكَرَهُ الخَطيبُ في تاريخِه قال: "قَدِمَ علينا في سَنةِ 448هـ، وحَدَّثَ ببغداد، وكَتَبنا عنه، وكان ثِقَةً، وكان يَقُصُّ، وكان حَسَنَ المَوعِظَةِ، مَلِيحَ الإشارةِ، وكان يَعرِف الأُصولَ على مَذهبِ الأَشعريِّ، والفُروعَ على مَذهبِ الشافعيِّ" وتُوفِّيَ صَبيحةَ يومِ الأحدِ قبلَ طُلوعِ الشمسِ سادس عشر ربيعٍ الآخر سَنةَ 465هـ بمَدينةِ نَيسابور، عن 89 عامًا, ودُفِنَ بالمدرسةِ تحت شَيخِه أبي عليٍّ الدَّقَّاقِ.