الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2999 ). زمن البحث بالثانية ( 0.008 )

العام الهجري : 404 العام الميلادي : 1013
تفاصيل الحدث:

سار يَمينُ الدَّولةِ الغزنوي عندما خرج الشِّتاءُ غازيًا إلى الهندِ في جمعٍ عَظيمٍ وحَشدٍ كثيرٍ، وقصَدَ واسِطةَ البلادِ مِن الهند، فسار شَهرينِ، حتى قارَبَ مَقصِدَه، ورتَّب أصحابَه وعساكِرَه، فسَمِعَ عَظيمُ الهند به، فجَمَع مَن عِندَه مِن قُوَّادِه وأصحابِه، وبرز إلى جَبَلٍ هناك، صَعبِ المرتقى، ضَيِّقِ المسلَكِ، فاحتمى به، وكتَبَ إلى الهنودِ يستدعيهم مِن كُلِّ ناحية، فاجتمع عليه منهم كلُّ مَن يحمِلُ سلاحًا، فلمَّا تكامَلَت عِدَّتُه نزل مِن الجَبَل، وتصافَّ هو والمُسلِمونَ، واشتَدَّ القِتالُ وعَظُم الأمرُ، ثمَّ إنَّ الله تعالى منح المسلمينَ أكتافَهم فهَزَموهم، وأكثَروا القَتَل فيهم، وغَنِموا ما معهم من مالٍ وفيلٍ وسلاحٍ، وغير ذلك، وفتَحَ اللهُ نادرين, ووجد المسلمونَ في بَيتِ الصَّنَمِ حَجَرًا عظيمًا منقوشًا عليه، دلَّت كتابتُه على أنَّه مبنيٌّ منذ قرونٍ طويلة، فعَجِبَ المسلمونَ لقِلَّةِ عُقولِهم, فلمَّا فرغ الغزنويُّ مِن غَزوتِه عاد إلى غزنة، وأرسل إلى القادِرِ بالله يطلُبُ منه مَنشورًا، وعهدًا بخراسانَ وما بيده من المَمالِك، فكتب له بذلك، ولُقِّبَ نظامَ الدين.

العام الهجري : 794 العام الميلادي : 1391
تفاصيل الحدث:

خرج جَماعةٌ مِن بلاد المغرب يريدون أرضَ مِصرَ لأداء فريضة الحجِّ، وساروا في بحر الملح، فألقَتْهم الريحُ إلى جزيرة صقلية، فأخذهم النصارى وما معهم، وأتَوا بهم إلى مَلِك صقلية، فأوقَفَهم بين يديه وسألهم عن حالِهم، فأخبروه أنَّهم خرجوا يريدون الحَجَّ، فألقَتْهم الريحُ إلى هنا، فقال: أنتم غنيمةٌ قد ساقكم الله إليَّ، وأمَرَ بهم أن يُقَيَّدوا حتى يُباعُوا ويُستَخدَموا في مِهَنِهم! وكان من جُملَتِهم رجلٌ شَريفٌ، فقال له على لسانِ تَرجُمانه: أيُّها المَلِكُ، إذا قَدِمَ عليك ابنُ ملك ماذا تَصنَعُ به؟ قال: أُكرِمُه, قال: وإن كان على غيرِ دينِك؟ قال: وما كرامتُه إلَّا إذا كان على غيرِ ديني! وإلَّا فأهلُ ديني واجِبٌ كرامَتُهم، قال: فإني ابنُ أكبَرِ ملوك الأرضِ، قال: ومَن أبوك؟ قال: عليُّ بنُ أبى طالب رَضِىَ الله عنه، قال: ولم لا قُلتَ: أبي محمَّدٌ صلَّى الله عليه وسلم، قال: خشيتُ أن تَشتُموه، قال: لا نَشتُمُه أبدًا. قال: بيِّنْ لي صِدْقَ ما ادَّعَيْتَ به، فأخرَجَ له نِسْبَتَه وكانت معه في رَقٍّ، فأمر بتخليتِه وتخليةِ مَن معه لسَبيلِهم، وجَهَّزَهم!!

العام الهجري : 1215 العام الميلادي : 1800
تفاصيل الحدث:

قال الإمام الشوكاني: "وفي سنة 1215 وصل من صاحِبِ نجدٍ الإمامِ عبد العزيز مجلَّدان لطيفان، أرسل بهما إلى حضرة مولانا الإمام حَفِظه الله، أحدُهما يشتَمِلُ على رسائل لمحمد بن عبد الوهاب كلُّها في الإرشاد إلى إخلاص التوحيد والتنفير من الشرك الذي يفعله المعتَقِدون في القبور، وهي رسائلُ جيدة مشحونة بأدلَّة الكتاب والسنة، والمجلَّد الآخر يتضمَّنُ الردَّ على جماعةٍ مِن المقصِّرين من فقهاءِ صَنعاءَ وصَعدة ذاكروه في مسائِلَ متعلقة بأصولِ الدين وبجماعة من الصحابة، فأجاب عليهم جواباتٍ مُحَرَّرة مقَرَّرة محَقَّقة تدُلُّ على أنَّ المُجيبَ مِن العلماء المحقِّقين العارفين بالكتابِ والسنَّة، وقد هدَمَ عليهم جميعَ ما بَنَوه، وأبطل جميعَ ما دَوَّنوه؛ لأنهم مقصِّرون متعَصِّبون، فصار ما فعلوه خزيًا عليهم وعلى أهل صنعاء وصعدة، وهكذا من تصَدَّرَ ولم يعرف مقدارَ نَفسِه، وأرسل صاحبُ نجد مع الكتابين المذكورين بمكاتبةٍ منه إلى سيدي المولى الإمام، فدفع- حَفِظه الله جميعَ ذلك إليَّ- فأجبت عن كتابه الذي كتب إلى مولانا الإمام- حفظه الله- على لسانِه".

العام الهجري : 1224 العام الميلادي : 1809
تفاصيل الحدث:

عندما تحقَّق للإمام سعود أنَّ آل خليفة أهل البحرين والزبارة يقع منهم بعض المخالفات, فخاف أن يقع أكبَرُ من ذلك, فأرسل إليهم جيشًا واستعمل عليه الأميرَ محمد بن معيقل, ثم أتبعه بعبد الله بن عفيصان واجتمعوا ونزلوا عند الزبارة المعروفة عند البحرين، فأقاموا فيها قريبَ أربعة أشهر حتى رجع الإمام سعود من الحجِّ، فأرسل أمراءَ جيشه إلى آل خليفة يأمرونهم أن يَفِدوا على سعود فساقوهم كرهًا، فقَدِموا عليه في الدرعية، وهم الأمير سلمان بن أحمد بن خليفة، وأخوه عبد الله، وعبد الله بن خليفة وأبناؤهم، ومعهم كليب البجادي وغيره من أعوانهم, ورؤساء رعيتهم، فلما قَدِموا قرَّرَ عليهم سعود ما حدث منهم,  ثمَّ اعتقل رؤساءَهم وردَّ أبناءَهم وبقيَّةَ الرعية إلى بلادهم, وكان سعودٌ لما قبض عليهم أخذ جميعَ خيلهم ونجائبهم وغير ذلك من الشوكة لهم في البحرين، والزبارة، ثم أمر فهدَ بن سليمان بن عفيصان أن يعبر إلى البحرين ضابطًا له، وجعله في بيت المال، ثم إنَّ أبناء آل خليفة نقلوا أكثر نسائِهم وأموالهم في السُّفن، ثم هربوا من الزبارة.

العام الهجري : 1240 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1824
تفاصيل الحدث:

في رمضان عام 1238هـ بدأ تركي بن عبد الله تحَرُّكَه من مخبَئِه في بلدة الحلوة جنوبي نجد؛ لإخراجِ بقية القوَّات الغازية وحامياتها الموجودة بالرياض ومنفوحة، فانطلق منها وجمَعَ أتباعه عند بلدة عرقة قُربَ الرياض، وتوافَدَت إليه جموعُ المؤيِّدين من سدير والوشم، وبعد قتالٍ استمَرَّ لمدة عام ضد الحاميتين أجبر من كان فيهما من الجنودِ على المغادرة إلى الحجاز في أواخر عام 1239هـ وأمر مشاري بن ناصر آل سعود بدخولِ الرياضِ، وتوجَّه هو إلى الوشم؛ حيث أقام في شقراء مدة شهرٍ، وفيها قَدِمَ عليه أمير عنيزة يحيى بن سليم مبايعًا إياه على السمع والطاعة. وذلك في مستهَلِّ عام 1240هـ، ويُعَدُّ هذا التاريخ الذي رحلت فيه القواتُ المصرية عن نجد بدايةً لقيام الدولة السعودية الثانية، وعاصمتُها الرياض، وانتقل الحكمُ في أسرة آل سعود من أبناءِ عبد العزيز بن محمد بن سعود إلى أبناء عبد الله بن محمد بن سعود، وفي خلالِ عامين شَمِلَت هذه الدولة معظَمَ بلاد نجد، ودان أهلُها بالولاء لتركي بن عبد الله.

العام الهجري : 1341 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1923
تفاصيل الحدث:

قرَّرت بريطانيا أن يكونَ شرق الأردن دولةً مُتمتِّعةً بالحكم الذاتي، يحكُمُها الأمير عبد الله بن حسين بن شريف مكةَ، بعد مقابلته لوزير المستعمرات البريطاني وينستون تشرشل، تمَّ الاتفاق بأن تقومَ في شرقي الأردن إمارةٌ ذاتُ حكومة تتمتَّعُ بالاستقلال الإداري وتسترشِدُ برأي المفوض السامي الإنجليزي في القدس، وتتقاضى من إنجلترا معونةً سنوية، فوقَّع الأميرُ عبد الله بن الحسين على صكِّ الانتداب البريطاني على شرق الأردن، فأعلَنَ عن تأسيس إمارة شرق الأردن تحت حُكمِ الأمير عبد الله بن الحسين، ثم تمَّ إنشاء حكومة دستورية في 11/4/1921م، وكان أوَّلُ رئيس لها رشيد طليع، وبذلك اختفت الحكوماتُ المحلية واندمجت في حكومةٍ واحدة هي حكومةُ إمارة شرقي الأردن، وماطلت بريطانيا في الاعترافِ بحكومة شرق الأردن حتى 25 أيار 1923 بعد الاعترافِ الرسميِّ مِن قِبَل المندوب السامي البريطاني بالحكومة الأردنية، وتمَّ تحديدُ حدود إمارة شرق الأردن التي كانت مُبهمةً وقت إعلان قيام الإمارة سنة 1921م.

العام الهجري : 1438 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 2017
تفاصيل الحدث:

هو الشيخُ المُحدِّثُ المعمَّر ظَهيرُ الدِّينِ بنُ عبدِ السبحان محمد بَهادُر الأثَريُّ الرَّحماني المُبارَكْفوريُّ، وُلد سنةَ 1920م الموافق لسنةِ 1338 تقريبًا، في حُسين آباد قُربَ مُبارَكْفُورَ بالهندِ. وبدأ دِراستَه الأولى في بَلدتِه، ثم انتقَلَ إلى جامعةِ "فَيض عام" في مدينةِ "مَو" القريبةِ، وانتقَلَ بعدها إلى دارِ العلومِ في ديوبند، ثم انتقَلَ إلى دارِ الحديثِ الرحمانيَّةِ الشهيرةِ في دِهْلي -دلهي-. قرَأَ على جماعةٍ من العُلماءِ، وأجازَ له منهم: المُحدِّثُ أحمَدُ اللهَ الدهلوي، وعُبيدُ اللهِ الرَّحمانيُّ، ولقي جماعةً، وأبرَزُهم المحدِّثُ عبدُ الرحمنِ المُبارَكْفوريُّ. ومن شُيوخِه الذين قرأَ عليهم: عبدُ الرحمنِ المَوِّي النَّحْويُّ، وعبدُ اللهِ شائق الموِّي، ونذير أحمد الأملوي، وأحمد حسام الدين الموِّي. وبعد تَخرُّجِه درَّسَ في دارِ التعليم سنةَ 1942، ثم تنقَّلَ في التدريسِ بين عِدَّةِ مدارسَ في مناطقَ مختلفةٍ، إلى أنِ استقرَّ سنةَ 1958 في جامعةِ دار السلام في عمر آباد، ودرَّس فيها، وكان وَقتَها وكيلًا للجامعةِ، إلى أنْ ترَكَ التدريسَ سنةَ 2005م، مع بقاءِ إفادتِه للأساتذةِ والواردين عليه، ومُشاركتِه في المناسباتِ، وخلالَ ذلك درَّس سُنَنَ أبي داودَ ودرَّس الصحيحَينِ، وتولَّى إمارةَ جمعيةِ أهلِ الحديثِ في ولايةِ تاميل نادو. ونظرًا لجُهدِه ومكانتِه في التدريسِ فقد قامت جمعيةُ أهلِ الحديثِ المَركزيةُ في عُمومِ الهندِ بتكريمِه ضِمنَ كبارِ رجالاتِ أهلِ الحديثِ على مستوى الهندِ، وذلك في مؤتمَرِ أهلِ الحديثِ الثامنِ والعشرينَ لعُمومِ الهندِ في مدينةِ باكورَ، في شهرِ مُحرَّمٍ عامَ 1425 الذي حضَرَه نحوُ مليونِ شخصٍ. وكان صاحبَ أعلى إسنادٍ لصحيحِ مُسلمٍ، بدَأَ ينتشِرُ خَبَرُه عند المهتمِّين بالروايةِ من العرَبِ، وارتحَلَ له جماعةٌ، وحدَّثَ في عدةِ أماكنَ، ومنها: المدينةُ، والرياضُ، والخُبرُ، والدوحةُ، وأمريكا، وغيرُها، وانتشَرَ سنَدُه. وكان الشيخُ على خُلقٍ رفيعٍ، جيِّدَ الحديثِ بالعربيةِ، بقيَ العلَّامةُ يُقرئُ ويُفيدُ في بيتِه وعَبرَ الهاتفِ إلى آخرِ أيامِه، ولا ينقَطِعُ إلا لمرضٍ أو سَفَرٍ، إلى أنِ اشتدَّ به المرَضُ وتوفَّاهُ اللهُ، وقد صُلِّيَ عليه -رحمه الله- في مسجِدِ الجامعةِ، ودُفِن في مقبرةِ عمر آباد.

العام الهجري : 241 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 855
تفاصيل الحدث:

هو أبو عبدِ الله أحمدُ بنُ مُحمَّد بن حنبل بن هلال بن أسَدٍ الشَّيباني المروزي، نزيل بغداد، أحدُ الأئمَّة الأربعة المشهورينَ في الفقهِ، ثِقةٌ حافِظٌ، فقيهٌ حُجَّةٌ، وهو رأسُ الطَّبقة العاشرة، خرجت أمُّه من مرو وهي حامِلٌ به، فولدته في بغداد، في شهرِ ربيع الأول سنة أربع وستين ومائة، وقيل: إنَّه وُلِدَ بمَروٍ وحُمِلَ إلى بغداد وهو رضيعٌ. نشأ وتعلَّمَ ببغداد. كان مخضوبًا، طُوالًا، أسمرَ شديدَ السُّمرةِ. توفِّيَ والِدُه وهو شابٌّ, وتزوَّجَ بعد الأربعينَ. ورحل كثيرًا. وعُنِيَ بطلب الحديث، تفَقَّه على الشافعي، وكان له اجتهادٌ حتى صار إمامًا في الحديث والعِلَل، إمامًا في الفِقهِ، كلُّ ذلك مع وَرَعٍ وزُهدٍ وتقَشُّف، وإليه تُنسَبُ الحنابلة، هو الذي وقَفَ وقفَتَه المشهورةَ في مسألةِ خَلقِ القرآن فأبى أن يجيبَهم على بدعتِهم، فضُرِبَ بالسِّياطِ أيَّامَ المعتَصِم والواثِقِ، وبَقِيَ قبلها تحت العذابِ قُرابةَ الأربع سنينَ، وكلُّ ذلك هو ثابتٌ بتثبيت الله له، ثمَّ في عهد الواثقِ مُنِعَ من الفُتيا، وأُمِرَ بلُزومِ بَيتِه كإقامةٍ جَبريَّةٍ، ولم ينفرِجْ أمرُه حتى جاء المتوكِّلُ ورفع هذه المحنةَ، بقي قرابةَ الأربع عشرة سنةً في هذه المحنةِ بين ضَربٍ وحَبسٍ وإقامةٍ جَبريَّة، فكان من الذين قال اللهُ فيهم: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة: 24]، وكان الذين ثَبَتوا على الفتنةِ فلم يجيبوا بالكليَّة: خمسة: أحمدُ بن حنبل وهو رئيسهم، ومحمَّد بن نوح بن ميمون الجند النيسابوري- ومات في الطريقِ- ونُعَيم بن حماد الخزاعي- وقد مات في السِّجنِ- وأبو يعقوب البويطي- وقد مات في سِجنِ الواثقِ على القول بخلق القرآنِ، وكان مُثقلًا بالحديد- وأحمدُ بنُ نصر الخزاعي، قَتَلَه الواثق، قال يحيى بن معين: "كان في أحمدَ بنِ حَنبل خِصالٌ ما رأيتُها في عالم قَطُّ: كان مُحدِّثًا، وكان حافِظًا، وكان عالِمًا، وكان وَرِعًا، وكان زاهِدًا، وكان عاقِلًا" قال الشافعي: "خرجتُ من العراق فما تركت رجلًا أفضَلَ ولا أعلَمَ ولا أورَعَ ولا أتقى من أحمدَ بنِ حنبل" وقال المُزَني: أحمدُ بن حنبل يومَ المحنة، وأبو بكرٍ يومَ الرِّدَّة، وعُمَرُ يومَ السقيفة، وعُثمانُ يومَ الدار، وعليٌّ يومَ الجَمَلِ وصِفِّين"، وكان- رحمه الله- إمامًا في الحِفظِ، قال أبو زرعة: "كان أحمدُ بنُ حنبل يحفَظُ ألفَ ألف حديثٍ، فقيل: له وما يدريك، قال: ذاكرتُه فأخذت عليه الأبوابَ", وقيل لأبي زُرعةَ: من رأيتَ من المشايخ المحدِّثين أحفَظَ؟ فقال: أحمد بن حنبل، حَزَرتُ كُتُبَه اليومَ الذي مات فيه، فبلغت اثني عشر حِملًا وعِدلًا، ما كان على ظَهرِ كتابٍ منها حديثُ فلان، ولا في بطنِه حديثُ فلانٍ، وكلُّ ذلك كان يحفَظُه عن ظَهرِ قَلبِه", وقال إبراهيم الحربي: "رأيتُ أحمدَ بنَ حنبل كأنَّ اللهَ قد جمع له عِلمَ الأوَّلينَ والآخِرينَ مِن كلِّ صِنفٍ، يقولُ ما شاء، ويُمسِكُ ما شاء". له كتابُ المُسنَد المشهورُ، وله غيرُ ذلك في الجرحِ والتعديل والعِلَل، توفي في بغداد، وكانت جنازتُه مشهودةً, وقيل: لَمَّا مات الإمامُ أحمد صلَّى عليه ألفُ ألفٍ وسِتُّمائة ألف رجلٍ، وأسلم وراءَ نَعشِه أربعةُ آلافِ ذِمِّي مِن هَولِ ما رأَوا.، فرَحِمَه اللهُ تعالى، وجزاه الله خيرًا عن الإسلامِ والمسلمين.

العام الهجري : 191 العام الميلادي : 806
تفاصيل الحدث:

أوقع الأميرُ الحكَمُ بنُ هشام- صاحب الأندلس- بأهل طليطِلة، فقتلَ منهم ما يزيدُ على خمسةِ آلاف رجلٍ مِن أعيان أهلِها، وسببُ ذلك أنَّ أهلَ طُليطِلة كانوا قد طَمِعوا في الأمراءِ، وخَلَعوهم مرَّةً بعد أخرى، وقَوِيَت نفوسُهم بحصانةِ بلَدِهم وكثرةِ أموالِهم، فلم يكونوا يطيعونَ أمراءَهم طاعةً مُرضيةً، فلما أعيا الحكَمَ شأنُهم أعمل الحيلةَ في الظفَرِ بهم، فاستعان في ذلك بعَمروس بن يوسف المعروف بالمولد، حيث دخل طليطِلة وأنِسُوا به واطمأنُّوا له، وأشاع عمروس أنَّ عبد الرحمن بن الحكَم يريدُ أن يتَّخِذَ لهم وليمةً عظيمةً، وشرَعَ في الاستعدادِ لذلك، وواعدهم يومًا ذكَرَه، وقَرَّر معهم أن يدخُلوا من بابٍ، ويخرُجوا من آخَرَ ليقِلَّ الزِّحامُ، ففعلوا ذلك، فلما كان اليومُ المذكورُ أتاه الناس أفواجًا، فكان كلمَّا دخلَ فوجٌ، أُخِذوا وحُمِلوا إلى جماعةٍ مِن الجندِ على حُفرةٍ كبيرةٍ في ذلك القَصرِ، فضُرِبَت رقابُهم عليها، فذَلَّت رقابُهم بعدها وحَسُنَت طاعتُهم بقيَّةَ أيامِ الحَكَم وأيَّام ولده عبد الرحمن، ثم انجبَرَت مصيبتُهم، وكَثُروا، فلما هلك عبدُ الرحمن ووَلِيَ ابنُه محمَّد عاجلوه بالخلعِ.

العام الهجري : 245 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 859
تفاصيل الحدث:

خرج المجوسُ (النورماند) إلى ساحِلِ البحر بالغرب، في اثني وستين مركبًا، فوجدوا البحر محروسًا، ومراكِبَ المُسلِمينَ مُعَدَّة، تجري من حائطِ إفرنجة إلى حائطِ جليقية في الغرب الأقصى، فتقدم مركبانِ مِن مراكبِ المجوسِ، فتلاقت بهم المراكِبُ المُعَدَّة، فوافَوا هذين المركبينِ في بعضِ كُسورِ باجة؛ فأخذوهما بما كان فيهما من الذهَبِ والفِضَّة والسَّبيِ والعُدَّة. ومَرَّت سائر مراكِبِ المجوس في الريفِ حتى انتهت إلى مصبِّ نهرِ إشبيلية في البحر، فأخرج الأميرُ الجيوش، ونفر النَّاسُ مِن كُلِّ أوبٍ، وكان قائدُهم عيسى بن الحسن الحاجب. وتقَدَّمت المراكِبُ مِن مَصَبِّ نهر إشبيلية حتى حلَّت بالجزيرة الخضراء، فتغلبوا عليها، وأحرقوا المسجِدَ الجامع بها، ثمَّ جازُوا إلى العدوة فاستباحوا أريافَها، ثم عادوا إلى ريفِ الأندلس، وتوافَوا بساحل تدمير، ثم انتهوا إلى حصنِ أوربولة، ثم تقَدَّموا إلى إفرنجة فشَتوا بها، وأصابوا بها الذراريَّ والأموالَ، وتغلَّبوا بها على مدينةٍ سكنوها، فهي منسوبةٌ إليهم إلى اليوم، حتى انصرفوا إلى ريفِ بحرِ الأندلس، وقد ذهب من مراكِبِهم أكثرُ مِن أربعين مركبًا، ولَقِيَهم مراكبُ الأمير محمد، فأصابوا منها مركبينِ بريف شذونة، فيها الأموالُ العظيمة. ومضت بقيَّةُ مراكِبِ المجوس.

العام الهجري : 301 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 914
تفاصيل الحدث:

هو الأميرُ أحمدُ بنُ إسماعيلَ بنِ أحمد بن أسد السامانيُّ مولى بني العباس، أبو نصرٍ صاحِبُ خراسان وما وراء النهر، مِن ولَدِ أسَدِ بنِ سامان، وهم بيت لهم إمرةٌ وحِشمةٌ، وكان أبو نصرٍ حسَنَ السِّيرةِ عظيمَ الحُرمة, وكان مولعًا بالصيدِ، فخرج إلى فربر متصيِّدًا، فلمَّا انصرف أمرَ بإحراقِ ما اشتمل عليه عسكَرُه، وانصرف فورد عليه كتابُ نائبه بطبرستان، وهو أبو العبَّاس صعلوك، وكان يليها بعد وفاةِ ابنِ نوحٍ بها، يخبِرُه بظهور الحسن بن عليٍّ العلويِّ الأطروش بها، وتغلُّبِه عليها، وأنَّه أخرجه عنها، فغَمَّ ذلك أحمد، وعاد إلى معسكره الذي أحرَقَه فنزل عليه فتطيَّرَ الناس من ذلك، وكان له أسدٌ يربطُه كلَّ ليلةٍ على باب مبيته، فلا يجسرُ أحدٌ أن يقربه، فأغفلوا إحضارَ الأسد تلك الليلة، فدخل إليه جماعةٌ من غلمانه، فذبحوه على سريرِه وهربوا، فحُمِلَ إلى بخارى فدُفِنَ بها، ولُقِّبَ حينئذ بالشهيد، وطُلِبَ أولئك الغلمان، فأُخِذَ بعضُهم فقُتل، ووليَ الأمرَ بعده ولدُه أبو الحسَنِ نصرُ بن أحمد، وهو ابنُ ثماني سنين، وكانت ولايةُ نَصرٍ ثلاثين سنة وثلاثة وثلاثين يومًا، ثم اضطرب الأمرُ كثيرًا في سجستان بعد نصرٍ.

العام الهجري : 379 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 989
تفاصيل الحدث:

هو صاحِبُ العِراقِ السُّلطانُ أبو الفوارسِ شَرَفُ الدولةِ, شيرويه بن عَضُد الدولة بن بُوَيه الديلمي الشيعي. تمَلَّكَ وظَفِرَ بأخيه صمصام الدولة فسَجَنَه، وكان فيه خيرٌ, وأزال المُصادرات وتمَلَّك بعده أخوه بهاءُ الدولة، وكان أخوهما الصمصام هو الذي تمَلَّك العراقَ بعد أبيهم عَضُد الدولة ثلاثةَ أعوام, ثم أقبل شرفُ الدولة لحَربِه, فذَلَّ وسَلَّمَ نَفسَه إلى أخيه, فغدر به وحبسه بشيراز إلى أن مات. تعَلَّلَ بالاستسقاءِ, وبَقِيَ لا يحتَمي, حتى مات, لم يبلُغ الثلاثينَ, وحُمِلَ إلى مشهدِ أميرِ المؤمنين علي، فدُفِنَ به، وكانت إمارتُه بالعراق سنتين وثمانية أشهر. لَمَّا اشتَدَّت عِلَّةُ شَرَف الدولة سيَّرَ ولَدَه أبا عليٍّ إلى بلاد فارس، وأصحَبَه الخزائِنَ والعُدَد وجماعةً كثيرةً مِن الأتراك، فلَمَّا أيِسَ أصحابُه منه اجتمع إليه أعيانُهم وسألوه أن يمَلِّكَ أحدًا، فقال: أنا في شُغُلٍ عمَّا تدعونني إليه. فقالوا له ليَأمُرْ أخاه بهاء الدولةِ أبا نصر أن ينوبَ عنه إلى أن يُعافى ليحفَظَ النَّاسَ لئلَّا تثورَ فِتنةٌ، ففعل ذلك، وتوقَّفَ بهاءُ الدولة ثمَّ أجاب إليه، فلما مات جلس بهاءُ الدولة في المملكة، وقعد للعَزاءِ.

العام الهجري : 510 العام الميلادي : 1116
تفاصيل الحدث:

حاصر عسكر علي بن يحيى، صاحب إفريقية، مدينة تونس، وبها أحمد بن خراسان، وضَيَّق على من بها، فصالحه على ما أراد وفتح أيضًا جبل وسلات بإفريقية، واستولى عليه، وهو جبل منيع، ولم يزل أهله طول الدهر يفتكون بالناس، ويقطعون الطريق، فلما استمَرَّ ذلك منهم سيَّرَ إليهم جيشًا، فكان أهل الجبل ينزلون إلى الجيش، ويقاتلون أشد قتال، فعمل قائد الجيش الحيلةَ في الصعود إلى الجبل من شعب لم يكن أحد يظن أنه يُصعد منه، فلما صار في أعلاه في طائفة من أصحابه ثار إليه أهل الجبل، فصبر لهم، وقاتلهم فيمن معه أشد قتال، وتتابع الجيش في الصعود إليه، فانهزم أهل الجبل، وكثُرَ القتل فيهم، ومنهم من رمى نفسه فتكسر، ومنهم من أفلت، واحتمى جماعة كثيرة منهم بقصر في الجبل، فلما أحاط بهم الجيش طلبوا أن يرسل إليهم من يصلح حالهم، فأرسل إليهم جماعة من العرب والجند، فثار بهم أولئك بالسلاح، فقتلوا بعضهم، وطلع الباقون إلى أعلى القصر، ونادوا أصحابهم من الجيش، فأتوهم وقاتلوهم بعضُهم من أعلى القصر، وبعضهم من أسفله، فقتلوا كلَّ من في الجبل.

العام الهجري : 571 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1176
تفاصيل الحدث:

تجهَّز الحلبيُّون لقتال صلاح الدين، فاستدعى صلاحُ الدين عساكر مصر، فلما وافته بدمشقَ في شعبان سار في أوَّل رمضان، فلَقِيَهم في عاشر شوال، وكانت بينهما وقعةٌ تأخَّرَ فيها السلطان سيف الدين غازي بن نور الدين محمود صاحِبُ الموصل، فظَنَّ الناس أنَّها هزيمة، فولَّت عساكرهم، وتَبِعَهم صلاح الدين، فهلك منهم جماعةٌ كثيرة، وملك خيمةَ غازي، وأسر عالَمًا عظيمًا، واحتوى على أموالٍ وذخائر وفُرُش وأطعمة وتُحَف تجلُّ عن الوصفِ، وقَدِمَ عليه أخوه الملك المعظم شمس الدولة توران شاه بن أيوب من اليمن، فأعطاه سرادقَ السلطان غازي بما فيه من الفُرُش والآلات، وفَرَّق الإسطبلات والخزائِنَ على مَن معه، وخلع على الأسرى وأطلَقَهم، ولحِقَ سيف الدين غازي بمن معه، فالتجؤوا جميعًا لحلب، ثم سار إلى الموصل وهو لا يُصَدِّقُ أنه ينجو، وظنَّ أن صلاح الدين يَعبُرُ الفرات ويقصِدُه بالموصل، ورحل صلاحُ الدين ونزل على حلب في رابع عشر شوال، فأقام عليها إلى تاسِعَ عَشَرِه، ورحل إلى بزاعة، وقاتَلَ أهل الحصنِ حتى تسَلَّمه، وسار إلى منبج، فنزل عليها يوم الخميس رابع عشرٍ منه.

العام الهجري : 1325 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1907
تفاصيل الحدث:

كان الناسُ في مِصرَ على تيارات ثلاثة، تيار "الحركة الوطنية"، وكانت ضِدَّ الاحتلالِ الإنجليزيِّ وتيار "جماعةِ الاحتلال" التي تتلقَّى الدعم الإنجليزيَّ وتعيش عليه، وتيار "جماعة قصر عابدين" التي تؤيِّد الخديوي الذي يكرَهُ الاحتلالَ لكِنَّه راضِخٌ له، وبدأت وسائِلُ إعلام كلُّ تيارٍ بالصِّراعِ، وبناءً على هذه التيارات نشأت الأحزابُ السياسية، فأُعلِنَ في 16 رمضان عن تأسيس "الحزب الوطني"، رغم قيامِه فعليًّا قبل هذا التاريخِ، ويتزعَّمُه مصطفى كامل، ويرى العمَلَ على الاستقلالِ ضِمنَ دولةِ الخلافةِ العثمانية، ومن الضروريِّ وجودُ حِزبٍ واحدٍ تنضوي تحت لوائِه كلُّ العناصر الوطنية لمقاومةِ المحتَلِّين، وظهر "حزب الأمة" في 11 شعبان بعد أن تحوَّلت شركةُ الجريدة إلى حزبٍ، و "حزبُ الملاكِ" ورئيسُه محمود سليمان ويرى الاستقلالَ الكامِلَ وضرورة الاشتراك في الحُكمِ، وكان تأثيرُ محمد عبده واضحًا على هذا الحزبِ، الذي كان ليِّنًا معتدلًا مع الاحتلال ومعاديًا للخديوي، وبرز "حزبُ الإصلاح على المبادئ الدستورية" ورئيسُه علي يوسف، ويعدُّ هذا الحزبُ حِزبَ الخديوي عباس حلمي، أو حزب القصر، ومِن مُهمَّتِه السرية تفتيتُ حزبِ الأمة، وهذه الأحزابُ الثلاثةُ في مصرَ قُبَيل الحرب العالمية الأولى، وربما كان أكبَرُها وأهمها هو الحزب الوطني.