الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3066 ). زمن البحث بالثانية ( 0.01 )

العام الهجري : 1256 العام الميلادي : 1840
تفاصيل الحدث:

كانت فرنسا توَدُّ أن تدعَمَ محمد علي باشا وأن يحتفِظَ بما أخضعه من مناطِقَ، ولكِنَّ إنجلترا لا تريد ذلك؛ لمنافسة فرنسا على مركزها في مصر، وخوفًا من منافَستِها على طريق الهند، وأما النمسا وبروسيا فتريان في قوة محمد علي خطرًا على أوربا خشيةَ أن يسيطرَ على الدولة العثمانية فيفَكِّرَ في إعادة ما كانت عليه، ولقد تمَّ عقد اتفاقية عام 1256هـ بين إنكلترا وروسيا والنمسا وبروسيا بعد انسحاب فرنسا ومحاولة اتفاقها مباشرةً مع الدولة العثمانية ومحمد علي، وتشجيعه على رفض مطالب إنكلترا، ودعمه إن عارضته إنكلترا، غير أن الاتفاقية قد نصَّت على الآتي: يجب على محمد علي أن يعيد إلى الدولة العثمانية ما أخذه من بلاد الشام، ويحتفظ لنفسِه بالجزء الجنوبي منها، مع عدم دخول عكا في هذه الجزء، يحِقُّ لإنكلترا بالاتفاق مع النمسا محاصرةُ موانئ الشام، ومساعدة كل من أراد من السكان خلع طاعة محمد علي والعودة إلى الدولة العثمانية، (ومعنى هذا: التحريضُ على العصيان)، أن يكون لمراكب روسيا وإنكلترا والنمسا حق الدخول إلى استانبول لحمايتها فيما إذا تعرَّضت لهجوم من قِبَل المصريين، ولا يحِقُّ لأحد أن يدخلها ما دامت غيرَ مهددة بهجوم. يجب أن تُصَدَّق هذه الاتفاقية خلال شهرين في لندن، كما يجب تصديقُها من الخليفة العثماني. ثم عُرِضت الاتفاقية على محمد علي فرفض ذلك، فاجتمع سفراء هذه الدول في استانبول مع الصدر الأعظم، واتخذوا قرارًا بسَلخِ ولاية مصر من محمد علي، وسحبت فرنسا سفُنَها من سواحل مصر والشام تاركةً السفن الإنكليزية بمفردها؛ مما أثار الرأيَ العام الفرنسي على الحكومةِ التي تخَلَّت عن حليفها محمد علي وقتَ أزمته، ثم حصَّنت الموانئ الشامية وخاصةً بيروت وعكا، وجاء إبراهيم باشا من مقَرِّه قرب بعلبك إلى بيروت بناءً على طلب سليمان باشا الفرنساوي، وأنزلت إنكلترا قواتِها شمال بيروت، وبدأت المعارِكُ، وهدمت أكثر المدينة وأحرقت، وكذا بقية الثغور الشامية، وتمكنت القوات الإنكليزية ومن معها من أخذ الموانئ وإجلاء المصريين، وطلب محمد علي من ابنِه إبراهيم الانسحابَ حيث لا يستطيع مقاومةَ الدُّوَل كلها، فانسحب وتعرَّض أثناء ذلك لكثيرٍ من الهجمات عليه من العرَبِ، حتى فقد ثلاثة أرباع جيشِه.

العام الهجري : 1299 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1882
تفاصيل الحدث:

دعا دي فريسينيه رئيس وزراء فرنسا الدولَ الأوربيةَ الكبرى إلى عقدِ مؤتمر للنظَرِ في المسألة المصرية، فلبَّى الدعوةَ كُلٌّ من إنجلترا وألمانيا وروسيا وإيطاليا والنمسا، وأمَّا تركيا فإنها رفَضَت الحضورَ واحتَجَّت على فكرةِ المؤتمر؛ لأنَّ فيه خَرقًا لسيادتها. عُقِدَ المؤتمر يوم 23 يونيو 1882م، وقرر المؤتمر في جِلسته الأولى إرسالَ مذكِّرة إلى الباب العالي يبلغُه نبأ اجتماعه، ويأسَفُ لعدم انعقاده برئاسةِ وزير الخارجية العثمانية، ويُعرِبُ عن أمله في اشتراك تركيا في اجتماعاته المقبلة. وفى الاجتماع الثاني يوم 25 يونيو 1882م وقبل البدء في المداولات أُبرِمَ العهدُ المشهور بميثاق النزاهة Protocole de Desinteressement وهذا نصه: تتعهَّدُ الحكومات التي يوقِّعُ مندوبوها على هذا القرار بأنَّها في كل اتفاق يحصُلُ بشأن تسوية المسألة المصرية لا تبحَثُ عن احتلالِ أيِّ جزءٍ مِن أراضي مصر، ولا الحصول على امتيازٍ خاصٍّ بها، ولا على نَيلِ امتيازٍ تجاريٍّ لرعاياها لا يخوِّلُ لرعايا الحكومات الأخرى، وقد وقَّعه أعضاء المؤتمر جميعًا. وقرَّر المؤتمر في جلسته الثالثة يوم 27 يونيو وقد انضَمَّت إليه تركيا وأضيف إلى نص الوثيقةِ: وجوبُ التدخُّل في مصر لإخماد الثورة، وأن يُعهَدَ إلى تركيا بهذه المهمَّة بأن تُرسِلَ إلى مصر قوةً كافية من الجند لإعادةِ الأمن والنظام إليها، وأخَذَ يتداول في الجلساتِ التالية في شروط هذا التدخُّل وحدوده، ووضع المؤتمَرُ في جلسته السابعة يوم 6 يوليه سنة 1882 قواعِدَ هذا التدخل وهي: أن يحترم الجيشُ الذي ترسِلُه تركيا مركزَ مِصرَ وامتيازاتها التي نالتها بموجِب الفرمانات السابقة والمعاهدات، وأن يخمد الثورة العسكرية ويعيد إلى الخديوي سُلطتَه، ثم يشرع في إصلاحِ النظم العسكرية في مصر، وأن تكونَ مدة إقامة الجيش التركي في مصر ثلاثة شهورٍ إلا إذا طلب الخديويُّ مَدَّها إلى المدة التي تتَّفِقُ عليها الحكومة المصرية مع تركيا والدول الأوروبية العظمى، ويعَيَّن قوَّادُ هذا الجيش بالاتفاق مع الخديوي، وتكون نفقاتُه على حساب مصر ويعَيَّن مقدارها، بالاتفاق مع مصر وتركيا والدول السِّتِّ العظمى الأوربية. وأقرَّت الدول الأوربية هذه القراراتِ ووافقت على تقديمها إلى الحكومة التركية، فأرسلت إليها ولكِنَّها لم تُقِرَّها.

العام الهجري : 1367 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1947
تفاصيل الحدث:

وردت فِكرةُ تقسيم فلسطين إلى دولتين إسلامية ويهودية مع تحديدِ منطقة دولية حول القدس في تقريرِ لجنة پيل الملكية البريطانية عام 1937م، وتقرير لجنة وود هيد من 1938، وصدر هذان التقريران عن لجنتين تم تعيينُهما على يد الحكومة البريطانية لبحثِ قضية فلسطين إثرَ الثورة الفلسطينية الكبرى التي دارت بين السنوات 1933 و1939م. بعد الحربِ العالمية الثانية وإقامة هيئة الأمم المتحدة بديلًا لعصبة الأمم، طالبت الأممُ المتحدة بإعادةِ النظر في صكوكِ الانتداب التي منحَتْها عصبة الأمم للإمبراطوريات الأوروبية، واعتبرت حالةُ الانتداب البريطاني على فلسطين من أكثَرِ القضايا تعقيدًا وأهميةً. وقامت هيئةُ الأمم المتحدة بمحاولة لإيجادِ حَلٍّ للنزاع الإسلامي/ اليهودي القائم على فلسطين، وقامت هيئةُ الأمم بتشكيل لجنة خاصةٍ مَعنيَّة بدراسة حكومة فلسطين المستقبلية بطلبٍ مِن بريطانيا عُرِفَت هذه اللحنة باسم "UNSCOP" والمتألِّفة من دول متعدِّدة باستثناء الدُّوَل دائمة العضوية لضمان الحياد -بزعمهم- في عملية إيجاد حلٍّ للنزاع. قامت اللجنةُ بطرح مشروعَينِ لحَلِّ النزاع، تمثَّل المشروعُ الأولُ بإقامة دولتين مستقلَّتين، وتُدار مدينة القدس من قِبلِ إدارة دولية. وتمثَّل المشروع الثاني في تأسيس فيدرالية تضمُّ كلًّا من الدولتين اليهودية والإسلامية. ومال معظمُ أفراد اللجنة تجاه المشروع الأول والرامي لتأسيس دولتين مستقلَّتين بإطار اقتصادي موحَّد. وقامت هيئة الأمم المتحدة بقَبولِ مشروع اللجنة الدَّاعي للتقسيم مع إجراءِ بعض التعديلات على الحدودِ المشتركةِ بين الدولتين، على أن يسريَ قرار التقسيم في نفسِ اليوم الذي تنسَحِبُ فيه قوات الانتداب البريطاني من فلسطين. أعطى قرار التقسيم 55% من أرض فلسطين للدولة اليهودية، وشملت حصَّةُ اليهود من أرض فلسطين على وسط الشريط البحري (من إسدود إلى حيفا تقريبًا، ما عدا مدينة يافا) وأغلبية مساحة صحراء النَّقب (ما عدا مدينة بئر السبع، وشريط على الحدود المصري). واستند مشروعُ تقسيم الأرض الفلسطينية على أماكنِ تواجد التَّكتُّلات اليهودية بحيث تبقى تلك التكتُّلات داخِلَ حدود الدولة اليهودية.

العام الهجري : 180 العام الميلادي : 796
تفاصيل الحدث:

سيَّرَ الحكم بن هشام صاحِبُ الأندلس جيشًا مع عبد الكريم بنِ مغيث إلى بلاد الفرنج، فدخل البلادَ، وبثَّ السَّرايا فجازوا خليجًا من البحر كان الماءُ قد جَزَر عنه، وكان الفرنجُ قد جعلوا أموالَهم وأهليهم وراء الخليجِ؛ ظنًّا منهم أنَّ أحدًا لا يقدِرُ أن يعبُرَ إليهم، فجاءهم ما لم يكُنْ في حِسابهم، فغَنِمَ المسلمون جميعَ مالهم، وأسَروا الرجالَ وقَتَلوا منهم فأكثروا، وسَبَوا الحريمَ، وعادوا سالِمينَ إلى عبدِ الكريم. وسَيَّرَ طائفةً أخرى، فخَرَّبوا كثيرًا من بلاد فرنسيَّة، وغَنِمَ أموال أهلها، وأسَروا الرجال، فأخبَرَه بعض الأسرى أنَّ جماعةً مِن ملوك الفرنج قد سبقوا المُسلِمينَ إلى وادٍ وعْرِ المسلَكِ على طريقِهم، فجمع عبد الكريم عساكِرَه، وسار على تعبئةٍ، وجَدَّ السَّيرَ، فلم يشعُرِ الكُفَّارُ إلَّا وقد خالَطَهم المسلمون، فوَضَعوا السيفَ فيهم فانهزموا، وغَنِمَ ما معهم وعاد سالِمًا هو ومَن معه.

العام الهجري : 223 العام الميلادي : 837
تفاصيل الحدث:

خرج توفيل بن ميخائيل ملِكُ الروم إلى بلادِ الإسلام، وأوقع بأهلِ زبطرة وغيرها، وكان سبَبُ ذلك أنَّ بابك لَمَّا ضَيَّقَ الأفشينُ عليه، وأشرف على الهلاك، كتب إلى مَلِك الروم توفيل يُعلِمُه أنَّ المعتَصِمَ قد وجَّهَ عساكِرَه ومقاتليه إليه، ولم يَبقَ على بابِه أحدٌ، فإن أردت الخروجَ إليه فليس في وجهِك أحدٌ يَمنَعُك؛ ظنًّا أن ذلك يخَفِّفُ عنه، فخرج توفيل في مائة ألفٍ، وقيل أكثر، منهم من الجندِ نَيِّفٌ وسبعون ألفًا وبقيَّتُهم أتباع، ومعهم من المحمِّرة الذين كانوا خرجوا بالجبالِ فلَحِقوا بالرُّومِ حين قاتَلَهم إسحاقُ بن إبراهيم بن مصعب، فبلغ زبطرة، فقتَلَ مَن بها من الرجال، وسَبى الذريَّةَ والنِّساءَ، وأغار على أهلِ ملطيَّة وغَيرِها من حصونِ المسلمين، وسبى المُسلِمات، ومَثَّلَ بمن صار في يدِه من المسلمينَ وسَمَل أعيُنَهم، وقطَعَ أنوفَهم وآذانَهم، فخرج إليهم أهلُ الثغورِ مِن الشامِ والجزيرة، إلَّا مَن لم يكن له دابَّةٌ ولا سِلاحٌ.

العام الهجري : 245 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 859
تفاصيل الحدث:

يعتبر مَسجِدُ القُرَويِّينَ بفاس من أعرَقِ المساجد المغربيَّة وأقدَمِها. وتكادُ تُجمِعُ الدراسات التاريخية على أنَّ هذا المسجِدَ بَنَتْه فاطمةُ الفِهريَّة (أم البنين) في عهدِ دولة الأدارِسة، أمَّا بداية بناء مسجد القُرويين فشُرِعَ في حفر أساسِ مَسجِدِ القرويين والأخذِ في أمرِ بنائِه هذه السَّنة بمطالعةِ الإدريسي يحيى الأوَّل، وأمُّ البنين فاطمةُ الفِهريَّة هي التي تطَوَّعَت ببنائه وظَلَّت صائمةً مُحتَبِسةً إلى أن انتهت أعمالُ البناءِ وصَلَّت في المسجدِ شُكرًا لله، عِلمًا أنَّه وجد لوحةٌ مَنقوشةٌ عُثِرَ عليها- عند أعمال الترميم- في البلاط الأوسطِ، فوق قَوسِ المحراب القديم الذي كان للقُرَويين قبل قيام المُرابطين بتوسِعةِ المسجد، لقد اكتُشِفَت مدفونةً تحت الجبس، وقد كُتِبَ عليها- في جملة ما كتب- بخَطٍّ كوفيٍّ إفريقيٍّ عَتيقٍ: بُني هذا المسجِدُ في شَهرِ ذي القعدة مِن سنة ثلاث وستين ومائتين، ممَّا أمر به الإمام- أعزَّه الله- داودُ بنُ إدريس، أبقاه الله... ونصره نصرًا عزيزًا.

العام الهجري : 278 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 891
تفاصيل الحدث:

سببُ ذلك أنَّ الموفَّقَ لَمَّا توفِّيَ كان له خادمٌ من خواصِّه يقال له: راغب، فاختار الجِهادَ، فسار إلى طرسوس على عَزمِ المُقام بها، فلما وصل إلى الشام سيَّرَ ما معه من دوابَّ وآلاتٍ وخيامٍ وغير ذلك إلى طرسوس، وسار هو إلى خمارَوَيه ليزورَه، ويُعَرِّفَه عزمَه، فلما لَقِيَه بدمشق أكرَمَه خمارَوَيه وأحَبَّه وأَنِسَ به، واستحيا راغِبٌ أن يطلُبَ منه المسيرَ إلى طرسوس، فطال مُقامُه عنده، فظنَّ أصحابُه أنَّ خمارَوَيه قبَضَ عليه، فأذاعوا ذلك، فاستعظَمَه الناسُ، وقالوا: يَعمِدُ إلى رجلٍ قصَدَ الجهادَ في سبيل الله فيَقبِضُ عليه! ثم شَغَّبوا على أميرهم محمد ابن عم خمارَوَيه، وقبضوا عليه، وقالوا: لا تزالُ في الحبسِ إلى أن يُطلِقَ ابنُ عَمِّك راغبًا، ونَهَبوا دارَه وهَتَكوا حَرَمَه، وبلغ الخبَرُ إلى خمارَوَيه، فأطْلَعَ راغبًا عليه، وأذِنَ له في المسيرِ إلى طرسوس، فلمَّا بلغ إليها أطلَقَ أهلُها أميرَهم، فلما أطلقوه قال لهم: قبَّحَ اللهُ جِوارَكم، وسار عنها إلى بيت المقدس فأقام به، ولَمَّا سار عن طرسوس عاد العجيفي إلى ولايتِها.

العام الهجري : 375 العام الميلادي : 985
تفاصيل الحدث:

سار ورد الروميُّ بعد إطلاق صمصام الدَّولةِ سَراحَه إلى بلاد الروم، واستمال في طريقِه خلقًا كثيرًا من البوادي وغيرِهم، وأطمَعَهم في العطاء والغنيمة، وسار حتى نزل بملطيَّة، فتسَلَّمَها، وقَوِيَ بها وبما فيها من مالٍ وغيرِه، وقصَدَ ورديس بن لاون، فتراسَلَا، واستقَرَّ الأمرُ بينهما على أن تكونَ القُسطنطينية وما جاورها من شماليَّ الخليجِ لورديس، وهذا الجانِبُ من الخليج لورد، وتحالفا واجتَمَعا، فقَبَضَ ورديس على ورد وحبَسَه، ثمَّ إنَّه ندم فأطلَقَه عن قريبٍ، وعبَرَ ورديس الخليج، وحصر القُسطنطينية وبها المَلِكان ابنا أرمانوس، وهما بسيل وقسطنطين، وضَيَّقَ عليهما، فراسلا مَلِكَ الرُّوسِ، واستنجداه وزَوَّجاه بأختٍ لهما، فامتَنَعَت من تسليمِ نَفسِها إلى من يخالِفُها في الدين، فتنَصَّرَ، وكان هذا أوَّلَ النَّصرانيَّة بالرُّوسِ، وتزوَّجَها وسار إلى لقاءِ ورديس، فاقتَتَلوا وتحاربوا فقُتِلَ ورديس، واستقَرَّ الملكان في مُلكِهما، وراسلا وردًا وأقرَّاه على ما بيَدِه، فبقي مدةً ثمَّ مات، وقيل إنَّه مات مسمومًا.

العام الهجري : 426 العام الميلادي : 1034
تفاصيل الحدث:

جمع ابنُ وثَّاب النميري جمعًا كثيرًا من العَرَبِ وغيرِهم، واستعان بمَن بالرَّها مِن الرُّومِ على المُسلِمينَ، فسار معه منهم جيشٌ كثيفٌ، وقصَدَ بلَدَ نصرِ الدَّولة أحمدَ بنِ مروان الكردي صاحِبِ ديارِ بكر، ونهب وأخرب. فجمَع ابنُ مروان جموعَه وعساكِرَه واستمَدَّ قرواشًا أميرَ بني عقيلٍ وغَيرَه، وأتته الجنودُ مِن كلِّ ناحية، فلما رأى ابنُ وثاب ذلك وأنَّه لا يتِمُّ له غَرَضٌ عاد عن بلادِه، وأرسل ابنُ مروان إلى ملِك الرُّومِ يعاتِبُه على نَقضِ الهُدنةِ وفَسْخِ الصُّلحِ الذي كان بينهما، وراسل أصحابَ الأطرافِ يَستنجِدُهم للغَزاة، فكَثُر جمعُه من الجند والمتطَوِّعة، وعزم على قَصْدِ الرَّها ومحاصَرتِها، فوردت رسُلُ ملك الروم يعتَذِرُ، ويحلِفُ أنَّه لم يعلمْ بما كان، وأرسَلَ إلى عسكَرِه الذين بالرَّها والمُقَدَّم عليهم يُنكِرُ ذلك، وأهدى إلى نصرِ الدَّولة هديةً سَنِيَّةً، فترك ما كان عازمًا عليه من الغَزوِ، وفرَّق العساكِرَ المجتَمِعةَ عنده.

العام الهجري : 624 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1227
تفاصيل الحدث:

وصل الكرج مدينةَ تفليس، ولم يكُنْ بها من العسكَرِ الإسلاميِّ من يقومُ بحمايتها، وسبَبُ ذلك أنَّ جلال الدين لَمَّا عاد من خلاط، وأوقع بالإيوانية، فرق عساكره إلى المواضع الحارة الكثيرة المرعى، ليشتُوا بها، وكان عسكره قد أساؤوا السيرةَ في رعية تفليس، وهم مسلمون، وعَسَفوهم، فكاتبوا الكرج يستدعونَهم إليهم، ليملِّكوهم البلد، فاغتنم الكرج ذلك؛ لميل أهل البلدِ إليهم، وخَلَّوه من العسكر، فاجتمعوا، وكانوا بمدينتي قرس وآني وغيرهما من الحصون، وساروا إلى تفليس، وكانت خاليةً، ولأن جلال الدين استضعف الكرجَ لكثرة من قُتِلَ منهم، ولم يظنَّ فيهم حركة، فملكوا البلد، ووضعوا السيفَ فيمن بقي من أهلها، وعَلِموا أنَّهم لا يقدرون على حفظ البلدِ مِن جلال الدين، فأحرقوها، وأمَّا جلال الدين فإنه لما بلغه الخبَرُ سار فيمن عنده من العساكر ليدرِكَهم، فلم يرَ منهم أحدًا، كانوا قد فارقوا تفليس لَمَّا أحرقوها.

العام الهجري : 825 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1422
تفاصيل الحدث:

بعد أن تولى مراد الثاني السلطنة خلفًا لأبيه محمد جلبي رأى أنَّ عليه أن يعيد الإمارات في الأناضول إلى حظيرة الدولة العثمانية، فعَقَد هدنة مع ملك المجر مدتها خمس سنوات، وصالح أمير قرمان، وأمَّا إمبراطور القسطنطينية فطلب من  مراد الثاني التعهُّدَ بعدم قتاله، وطلب منه أن يسلِّمَه اثنين من إخوته كرهائن، وأنه إذا فكر بالحرب فسيطلق سراح عم السلطان مصطفى بن بايزيد المحجوز في سلانيك، وهو المنافس لمراد الثاني في السلطنة، فرفض مراد هذا الشرط فأطلق الإمبراطور مصطفى بن بايزيد ودعمه بعشرات المراكب لحصار مدينة غاليبولي، فلم يتمكن مصطفى من مراده, فاتجه نحو أدرنة بعد أن ترك قوة محاصرة لقلعة غاليبولي، وفي أدرنة واجهه القائد بايزيد باشا فقاتله فقتله مصطفى وتابع سيره إلى مراد، ولكن كثيرًا من الأمراء الذين كانوا معه لم يطيعوه فتركوه، فعاد إلى غاليبولي؛ حيث قُبِضَ عليه فيها وقُتِلَ؛ انتقامًا لِما فعله الإمبراطور القسطنطيني.

العام الهجري : 837 العام الميلادي : 1433
تفاصيل الحدث:

لَمَّا أخذ أصبهان بن قرا يوسف بغدادَ من أخيه شاه محمد بن قرا يوسف أساء السيرةَ؛ بحيث إنه أخرج جميع من ببغداد من الناس بعيالهم، وأخذ كل مالهم من جليل وحقير، فتشتَّتوا بنسائهم وأولادهم في نواحي الدنيا، وصارت بغداد وليس بها سوى ألف رجل من جند أصبهان بن قرا يوسف، لا غير، وليس بها إلا ثلاثة أفران تخبز الخبز فقط، ولم يبقَ بها سكان ولا أسواق، وأنه أخرب الموصل حتى صارت يبابًا، فإنه سلب نعِمَ أهلها، وأمر بهم فأُخرجوا وتمزقوا في البلاد، واستولت عليها العربان، فصارت الموصل منازل العرب بعد التمدُّن الذي بلغ الغاية في الترف، وأنه أخذ أموال أهل المشهد، وأزال نِعَمَهم، فتشتتوا بعيالهم، وصار من أهل هذه البلاد إلى الشام ومصر خلائق لا تُعد ولا تُحصى، وكان غرض أصبهان بذلك أن يخرب بغداد، حتى لا يبقى لأخيه إسكندر ولا غيره طمعٌ فيها، فمد يده في ذلك، حتى صارت بغداد خرابًا يبابًا لا يأويها إلا البومُ!!

العام الهجري : 1274 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1857
تفاصيل الحدث:

صدر إعلانُ عهد الأمان في 20 محرم من هذه السنة، في عهد محمَّد باي، ويتكوَّنُ هذا العهد من مقدِّمة وإحدى عشرة مادة، وتشير المقدمة إلى وجوب الاهتداء بأحكام الشريعة الإسلامية الغرَّاء باعتبار أنَّ الإسلامَ هو الدينَ الرسمي للدولة التونسية، وأن الباي والسكَّان مسلمون، وأن الدولة العثمانية تؤكِّدُ الأمان لرعاياها وتراه من الحقوقِ المَرعيَّة. وتضَمَّنت موادُّ هذا العهد الأمانَ التامَّ لجميع سكَّان تونس دون النظَرِ إلى دياناتهم وأجناسِهم وجنسيَّاتِهم، ومساواة الجميعِ في مسائل الضرائبِ والرسوم الجُمركية. وتقرير الحرية في مزاولة التجارة وجميع مجالات العمل وشراء العقارات والأراضي الزراعية، بشرط أن يلتزِمَ الجميعُ القوانين العامَّةَ فيما يتَّصِلُ بالعمل وتمَلُّك العقارات. ونظَّم العَهدُ مسألةَ التجنيد؛ بحيث لا يظَلُّ المجنَّدُ في الخدمة أكثَرَ مِن مدة محددة حتى يتاحَ له الفرصةُ الملائِمةُ لتدبيرِ مَعيشتِه ومعيشة أسرته. ويلاحَظُ أنَّ هذا العهدَ فيه مزجٌ بين الاتجاه الإسلامي والاتجاه الأوربي السائد في ذلك الوقتِ.

العام الهجري : 1439 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 2017
تفاصيل الحدث:

اعترفَت إدارةُ الرئيسِ دونالد ترامب رسميًّا بالقدسِ عاصمةً لإسرائيلَ، وأضافَ ترامب أنَّ وزارةَ الخارجيةِ الأمريكيةَ ستبدأ عمليةَ بناءِ سفارةٍ أمريكيةٍ جديدةٍ في القدسِ.
رفَضَ البيانُ الخِتاميُّ للقمَّةِ العربيَّةِ التاسعُ والعِشرون قرارَ الإدارةِ الأمريكيةِ بالاعترافِ بالقدسِ عاصمةً للاحتلالِ الإسرائيليِّ ونَقْلِ السفارةِ إليها، عادًّا ذلك خَرقًا وتدميرًا لعمليةِ السلامِ وللاتفاقياتِ جَميعِها؛ سواءٌ مع الفِلَسطينيين أو المعاهداتِ الدَّوْليَّةِ والقراراتِ الأُمَميَّةِ.
وأكَّد البيانُ أنَّ الولاياتِ المتحدةَ لم تَعُد راعيًا حقيقيًّا للسلامِ، وغدَتْ طرَفًا يدعَمُ العدوانَ على الحقِّ والسلامِ، وهو ما يتناقَضُ مع موقفِ الإدارةِ المُعلَنِ كراعٍ حِياديِّ لعمليةِ السلامِ في الشرقِ الأوسطِ؛ ممَّا أفقدها المِصداقيَّةَ والحياديَّةَ والشفافيةَ، والسعيَ الحقيقيَّ الدؤوبَ لإحلالِ السلامِ في الشرقِ الأوسطِ، وإنصافِ الشعبِ الفلسطينيِّ في إقامةِ دولتِه ونَيلِه الحريةَ والاستقلالَ التامَّ، مشدِّدًا على ضرورةِ إيجادِ إطارٍ دَوليٍّ جديدٍ لرعايةِ السلامِ في الشرقِ الأوسطِ.

العام الهجري : 24 العام الميلادي : 644
تفاصيل الحدث:

كان الوَليدَ بن عُقبةَ هو أَميرُ الكوفةِ، فقام بِغَزْوِ أَذْرَبِيجان وأَرْمِينِية بجَيشٍ على مُقدِّمتِه سُليمانُ بن رَبيعةَ، وذلك أنَّ أهلَهُما قد مَنَعوا ما صالَحوا عليه حُذيفةَ بن اليَمانِ أيَّامَ عُمَر بن الخطَّاب، فاضْطَرَّهُم الوَليدُ إلى المُصالَحةِ مَرَّةً أُخرى.