الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2638 ). زمن البحث بالثانية ( 0.009 )

العام الهجري : 1442 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 2020
تفاصيل الحدث:

وُلِد الشَّيخُ صباح الأحمد الجابر الصباح عام ١٣٤٨هـ الموافق 1929م، وهو أمير دولة الكويت الخامس عشر، في عام ١٤٢٤هـ الموافق 2003م، صدر تعيينه رئيسًا لمجلس الوزراء في البلادِ. وكان قد شَغِل قبل ذلك عِدَّة مناصِبَ؛ منها: وزارة الخارجية، ووَزارةُ الإعلامِ بالوكالة، ورئاسةُ دائرةِ الشؤونِ الاجتماعيَّةِ والعمل ودائرة المطبوعات والنَّشــر، وعُضوًا في الهيئة التنظيميَّةِ للمجلِسِ الأعلى، وعضوًا في مجلِسِ الإنشاءِ والتعميرِ، ثم نائبًا لرئيس مجلِسِ الوزراء، تلقَّى تعليمَه في مدارس الكويت، وله ثلاثةُ ذكور وبنت.
تولَّى إمارةَ الكويت في 4 جمادى الآخرة ١٤٢٧هـ الموافق 29 يناير 2006م، خلَفًا للأمير الشَّيخ سعد العبد الله السالم الصباح.

العام الهجري : 1442 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 2020
تفاصيل الحدث:

وُلِدَ حسن محمد زيد عام ١٣٧٣هـ الموافق 1954م في مدينة صنعاء القديمة.
حصل على الماجستير في علومِ التربيةِ كما حصل على دراساتٍ عليا في بريطانيا بليفربول.
عُيِّن "وزير دولة" في حكومةِ خالد بحاح بتاريخ 14 محرم ١٤٣٦هـ الموافق 7 نوفمبر 2014م، وهو من مؤسِّسِي حزب الحق [الشِّيعي]، وكان أمينَه العامَّ، ومن مؤسِّسي تكتُّل أحزاب اللِّقاء المشترك، وتولى رئاسته طَوالَ فترة الحربِ السَّادسةِ على الحوثيِّينَ في صَعدة، وأحد الموقِّعين على المبادَرةِ الخليجيَّة التي أطاحت مع الثَّورةِ الشَّعبيَّة اليمنيَّة بحُكمِ علي عبد الله صالح.
قُتِلَ يوم الثلاثاء عن عمر 66 عامًا، بعد تعرُّضِه لإطلاق نار من قِبَل مُسَلَّحينَ في العاصمةِ اليَمنيَّةِ صَنعاء.

العام الهجري : 1443 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 2022
تفاصيل الحدث:

وُلِد أبو بكرٍ عام 1366هـ بمدينةِ أحور بمحافظةِ أَبْيَن في اليَمَنِ الجَنوبيِّ، ونشأ في كَنَفِ والِدِه علي بنِ أبي بكر، تلقَّى دراستَه الابتدائيَّةَ في مدينَتَي أحور والمحفد، وتلقَّى دراستَه الثَّانويَّةَ في مدينةِ عَدَن. وتخرَّج في جامعةِ عَدَنٍ من كليَّةِ التربيةِ قِسمِ اللُّغةِ العربيَّةِ، والتَحَق بسِلكِ التَّربيةِ والتَّعليمِ، ودرَّس في مدارِسِ أحور وعَدَن بَعدَ تخرُّجِه من الجامعةِ.
كان العَدَنيُّ من دُعاةِ التصَوُّفِ في اليَمَنِ، وهو ينتمي إلى أُسرةِ آل باعَلَوي الحُسَينيَّةِ، أنشأ عددًا من المعاهِدِ التَّربويَّةِ التَّعليميَّةِ في اليَمَنِ، ومراكِزَ للدِّراساتِ والأبحاثِ العِلميَّةِ، وله مُؤَلَّفاتٌ ومنظوماتٌ عديدةٌ.
توفِّي رحمه الله في عمّان الأردن عن عُمرٍ ناهز 77 عامًا.

العام الهجري : 439 العام الميلادي : 1047
تفاصيل الحدث:

سار إبراهيم ينال إلى قلعة كنكور، وبها عكبر بن فارس- صاحِبُ كرشاسف بن علاء الدَّولة- يحفَظُها له، فامتنع عكبر بها إلى أن فَنِيَت ذخائره، وكانت قليلةً، فلمَّا نَفِدَت الذخائِرُ عَمِلَ حيلة وطلب الأمانَ على تسليمِ القلعةِ، ثمَّ لَمَّا تسلَّمَها إبراهيمُ، صَعِدَ إلى القلعة فانكشفت الحيلة، فسار عكبر بمن معه إلى قلعة سرماج، وصَعِدَ إليها، ولَمَّا ملك ينال كنكور عاد إلى همذان، فسَيَّرَ جيشًا لأخذ قلاعِ سرخاب، واستعمل عليهم نَسيبًا له اسمُه أحمد، وسَلَّمَ إليه سرخابًا ليفتح به قلاعَه، فسار به إلى قلعة كلكان، فامتنعت عليه، فساروا إلى قلعةِ دزديلويه فحصَروها، وسارت طائفةٌ منهم إلى أبي الفتح بن ورام، الذي قاتَلَهم، فظَفِرَ بهم، وقتل وأسَرَ جماعةً منهم، وغَنِمَ ما معهم، ورجع الباقون، وأرسل إلى بغدادَ يطلُبُ نجدةً خَوفًا من عَودِهم، فلم يُنجِدوه لعدم الهَيبةِ وقلَّة إمساكِ الأمر، فعبَرَ بنو ورام دجلةَ إلى الجانب الغربي، ثمَّ إنَّ الغز أسْرَوا إلى سعدي بن أبي الشوك في رجب، وهو نازِلٌ على فرسخين من باحسري، وكبسوه، فانهزم وقُتِلَ منهم خلقٌ كثير، وغَنِمَ الغزُّ أموالَهم، ونجا سعدي من الوقعةِ بجريعة الذقنِ، ونهب الغزُّ الدسكرة، وباجسري، والهارونية، وقصر سابور وجميع تلك الأعمال، ووصلَ الخبَرُ إلى بغداد بأنَّ إبراهيم ينال عازِمٌ على قصد بغداد، فارتاع النَّاسُ، واجتمع الأمراءُ والقُوَّاد إلى الأميرِ أبي منصور ابنِ المَلِك أبي كاليجار البويهي؛ ليجتمعوا ويسيروا إليه ويمنَعوه، واتَّفَقوا على ذلك، فلم يخرجْ غيرُ الأميرِ أبي منصور والوزير ونفر يسيرٍ، وتخلَّف الباقون، وهَلَك مِن أهل تلك النواحي المنهوبة خلقٌ كثيرٌ، ثمَّ إنَّ إبراهيم ينال سار إلى السيروان، فحصر القلعةَ، وضَيَّقَ على من بها، وأرسل سريَّةً نَهَبَت البلاد، وانتَهَت إلى مكانٍ بينه وبين تكريت عشرةُ فراسخ، ودخل بغدادَ مِن أهل طريق خراسان خلقٌ كثير، وذَكَروا مِن حالهم ما أبكى العُيونَ، ثُمَّ سلَّمَها إليه مُستحفَظُها، بعد أن أمَّنَه على نفسِه وماله، وأخذ منها ينالُ مِن بقايا ما خَلَّفَه سعدي شيئًا كثيرًا، ولَمَّا فتحها استخلف فيها مُقَدَّمًا كبيرًا من أصحابِه يقال له سخت كمان، وانصرف إلى حلوان، وعاد منها إلى همذان ومعه بدر ومالك ابنا مهلهل فأكرَمَهما.

العام الهجري : 616 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1219
تفاصيل الحدث:

تعتبر هذه الهجمة هي الحملة الصليبية الخامسة على المسلمين؛ حيث اجتمع رأي الفرنج على الرحيل من عكا إلى مصر، والاجتهاد في تملُّكِها، فأقلعوا في البحر، وأرسَوا على دمياط، في يوم الثلاثاء رابع شهر ربيع الأول سنة 515 على بر جيزة دمياط، وصار الفرنجُ في غربي النيل، فأحاطوا على معسكَرِهم خندقًا، وبنوا بدائره سورًا، وأخذوا في محاربة أهل دمياط، وعملوا آلات ومرمات، وأبراجًا متحركة يزحفون بها في المراكب إلى برج السلسلة ليملكوه، حتى يتمكَّنوا من البلد، والملك العادل يجهِّز عساكر الشام شيئًا بعد شيء إلى دمياط، حتى صار عند الكامل من المقاتلة ما لا يكاد ينحصر عددُه، هذا والعادل بمرج الصفر، فبينا هو في الاهتمام بأمر الفرنج، إذ ورد عليه الخبر بأخذ الفرنج برج السلسلة بدمياط، فمَرِضَ من ساعته، فرحل من المرج إلى عالقين، وقد اشتد مرضه، فمات في سابع جمادى الآخرة يوم الخميس من هذه السنة، وكان الكاملُ قد بعث إلى الآفاق سبعين رسولًا، يستنجد أهل الإسلام على قتال الفرنج، فقَدِمَت النجدات من حماة وحلب، إلا أنه لما قدم على المعسكر موت العادل وقع الطمعُ في الملك الكامل، وثار العربُ بنواحي أرض مصر، وكثر خلافهم واشتد ضَرَرُهم، وصار من الخلاف ما حرض الفرنجَ على التحرك، فضعفت نفوس الناس لأنَّه السلطان حقيقة، وأولاده وإن كانوا ملوكًا إلا أنه يحكُمُهم، والأمر إليه، وهو ملك البلاد، فاتفق موته والحالُ هكذا من مقاتلة العدو، وكان من جملة الأمراء بمصر أميرٌ يقال له عماد الدين أحمد بن علي، ويعرف بابن المشطوب، وهو من الأكراد الهكارية، وهو أكبر أميرِ بمصر، وله لفيف كثير، وجميع الأمراء أرادوا أن يخلعوا الملكَ الكامل من المُلك ويملكوا أخاه الملك الفائز بن العادل ليصيرَ الحكم إليهم عليه وعلى البلاد، فبلغ الخبر إلى الكامل، ففارق المنزلة التي كان فيها ليلًا جريدة، وسار إلى قرية يقال لها أشموم طناح، فنزل عندها، وأصبح العسكَرُ وقد فقدوا سلطانهم، فركب كل إنسان منهم هواه، ولم يقف الأخ على أخيه، ولم يقدروا على أخذِ شَيءٍ من خيامهم وذخائرهم وأموالهم وأسلحتهم إلَّا اليسير الذي يخِفُّ حمله، وتركوا الباقيَ بحاله من ميرة، وسلاح، ودواب، وخيام وغير ذلك، ولحقوا بالكامِلِ، وأما الفرنج فإنهم أصبحوا من الغد، فلم يروا من المسلمين أحدًا على شاطئِ النيل كجاري عادتهم، فبقوا لا يدرون ما الخبر، حتى أتاهم من أخبرهم الخبر على حقيقته، فعبروا النيل إلى بر دمياط آمنين بغير منازعٍ ولا ممانع، فغَنِموا ما في معسكر المسلمين، فكان عظيمًا يُعجِز العادِّين. وكاد الملك الكامل يفارق الديار المصرية؛ لأنه لم يثق بأحد من عسكره، فاتفق من لطف الله تعالى بالمسلمين أن الملك المعظم عيسى وصل إلى أخيه الكامل بعد الهزيمة بيومين، والناسُ في أمر مريج، فقَوِيَ به قلبه، واشتد ظهرُه، وثبت جنانه، وأقام بمنزلته، وأخرجوا ابن المشطوب إلى الشام، فاتصل بالملك الأشرف وصار من جندِه، قال ابن خلكان: "فلما عبر الفرنج إلى أرض دمياط اجتمعت العربُ على اختلاف قبائلها، ونهبوا البلاد المجاورة لدمياط، وقطعوا الطريق، وأفسدوا، وبالغوا في الإفسادِ، فكانوا أشدَّ على المسلمين من الفرنج، وكان أضرَّ شيءٍ على أهل دمياط أنَّها لم يكن بها من العسكر أحدٌ؛ لأن السلطان ومن معه من العساكر كانوا عندها يمنعون العدُوَّ عنها، فأتتهم هذه الحركة بغتة، فلم يدخلها أحدٌ من العسكر، وكان ذلك من فِعلِ ابن المشطوب؛ لا جَرَم لم يمهِلْه الله، وأخذه أخذةً رابيةً"، أحاط الفرنج بدمياط، وقاتلوها برًّا وبحرًا، وعملوا عليهم خندقًا يمنعهم من يريدهم من المسلمين، وهذه كانت عادتهم، وأداموا القتال. اشتد قتالُ الفرنج، وعَظُمَت نكايتهم لأهل دمياط، كان فيها نحو العشرين ألف مقاتل، فنهكتهم الأمراضُ، وغلت عندهم الأسعار، وامتلأت الطرقاتُ من الأموات، وعدمت الأقوات، وسئموا القتالَ وملازمته؛ لأن الفرنج كانوا يتناوبون القتال عليهم لكثرتِهم، وليس بدمياط من الكثرة ما يجعلون القتالَ بينهم مناوبة، ومع هذا فقد صبروا صبرًا لم يُسمَع بمِثلِه، وكثر القتل فيهم والجراح والموت والأمراض، ودام الحصارُ عليهم إلى السابع والعشرين من شعبان سنة 616، فعجز من بقي من أهلها عن الحفظ لقلَّتِهم، وتعذر القوت عندهم، فسَلَّموا البلد إلى الفرنج في هذا التاريخ، بالأمان، فخرج منهم قوم وأقام آخرون لعجزهم عن الحركة. وعندما أخذ الفرنج دمياط وضعوا السيَف في الناس، فلم يُعرَف عدد من قتل لكثرتهم، ورحل السلطانُ بعد ذلك بيومين، ونزل قبالة طلخا، على رأس بحر أكوم ورأس بحر دمياط، وخيَّم بالمنزلة التي عرفت بالمنصورة وحَصَّن الفرنج أسوار دمياط، وجعلوا جامِعَها كنيسةً.

العام الهجري : 662 العام الميلادي : 1263
تفاصيل الحدث:

لمَا خلا بالُ السلطان الظاهر بيبرس من هَمِّ المَلِك المغيث صاحب الكرك، توجَّهَ بكليته إلى الفرنجِ؛ فإنَّهم كانوا قد شرعوا في التعَلُّل وطلبوا زرعين- وهي قرية في سهل زرعين بصفد-  فأجابَهم السلطان بأنكم تعوَّضتُم عنها في الأيام الناصرية ضِياعًا من مرج عيون، وهم لا يزدادونَ إلا شكوى، وآخِرَ الحال طلب الفرنجُ من والي غزة كتابًا بتمكينِ رُسُلِهم إذا حضروا، فكتب لهم الكتابَ، وتواصلت بعد ذلك كتُبُهم، ووردت كتبُ النواب بشكواهم، وأنهم اعتمدوا أمورًا تفسِخُ الهدنة فلمَّا صار السلطان في وسط بلادِهم وردت عليه كتُبُهم، هذا وقد أمَرَ السلطان ألا ينزِلَ أحد في زرع الفرنجِ ولا يُسَيِّب فرسًا، ولا يؤذي لهم ورقةً خضراء، ولا يتعَرَّض إلى شيء من مواشيهم ولا إلى أحد من فلَّاحيهم، وكانت كتبهم أولًا تَرِدُ بندمهم على الهدنة وطلَبِهم فَسْخَها، فلما قرب السلطانُ منهم صارت تَرِدُ بأنهم باقون على العَهدِ مُتمَسِّكون بأذيال المواثيق، وفي اليوم الذي قُبِضَ فيه على الملك المغيث، أمَرَ السلطان بإحضار بيوت الفرنجيَّة، وقال: ما تقولون؟ قالوا: نتمَسَّك بالهدنة التي بيننا، فقال السلطان: لم لا كان هذا قبلَ حُضورنا إلى هذا المكان، وبالجملة فأنتم أخذتم هذه البلاد من المَلِك الصالح إسماعيل لإعانةِ مملكة الشام، وطاعةِ مَلِكِها ونصرته والخروجِ في خدمته، وإنفاقِ الأموال في نجدتِه، وقد صارت بحمد الله مملكةُ الشام وغيرها لي، وما أنا محتاج إلى نصرتكم ولا إلى نجدَتِكم، ولم يبقَ لي عدو أخافه، فرُدُّوا ما أخذتموه من البلاد، وفكُّوا أسرى المسلمين جميعهم، فإني لا أقبل غير ذلك، فلما سمع رسل الفرنج هذه المقالةَ بُهِتوا، وقالوا: نحن لا ننقُضُ الهدنة، وإنما نطلُبُ مَراحِمَ السلطان في استدامتِها، ونحن نزيل شكوى النواب، ونخرجُ مِن جميع الدعاوى ونفُكُّ الأسرى، ونستأنف الخِدمةَ، فقال السلطان: كان هذا قبل خروجي من مصرَ، في هذا الشتاءِ وهذه الأمطارِ، ووصول العساكرِ إلى هنا، وانفَصَلوا على هذه الأمور، فأمر السلطانُ بإخراجهم وألَّا يَبِيتوا في الوطاق، ووجَّه الأمير علاء الدين طيبرس إلى كنيسة الناصرة، وكانت أجلَّ مواطِنِ عباداتهم ويزعُمونَ أنَّ دينَ النصرانية ظهَرَ منها، فسار إليها وهدمها، فلم يتجاسَرْ أحدٌ من الفرنج أن يتحَرَّك، ثمَّ وجه السلطانُ الأمير بدر الدين الأيدمري في عسكر إلى عكا، فساروا إليها واقتَحَموا أبوابها وعادوا، ثم ساروا ثانيًا، وأغاروا على مواشي الفرنجِ، وأحضروا منها شيئًا كثيرًا إلى المخَيَّم، ثم ركب السلطان وجَرَّد من كل عشرة فارسًا، واستناب الأميرَ شجاع الدين الشبلي المهمندار- من يقوم بضيافة الرسل الواردين على السلطان- في الدهليز السلطاني، وساق من منزلة الطور نصف الليل، فصبَّحَ عكَّا وأطاف بها من جهة البر، وندب جماعةً لحصار برج كان قريبًا منه فشرعوا في نقبه، وأقام السلطانُ على ذلك إلى قريبِ المغرب وعاد، وكان قصدُه بذلك كشْفَ مدينة عكا؛ فإنَّ الفرنج كانوا يزعمونَ أن أحدًا لا يجسُرُ أن يقرب منها، فصاروا ينظرُونَ من أبواب المدينة ولا يستطيعون حركة، ولما عاد السلطان إلى الدهليز ركب لما أصبح، وأركب ناس معه، وساق إلى عكا، فإذا الفرنجُ قد حفروا خندقًا حول تل الفضول، وجعلوا معاثر في الطريق، ووقفوا صفوفًا على التلِّ، فلما أشرف السلطانُ عليهم رتَّب العسكرَ بنفسه، وشرع الجميعُ في ذكرِ الله وتهليلِه وتكبيرِه، والسلطان يحثُّهم على ذلك حتى ارتفعت أصواتهم، وللوقت رُدِمَت الخنادقُ بأيدي غلمان العساكِرِ وبمن حضر من الفقراءِ المجاهدين، وصَعِد المسلمون فوق تل الفُضول، وقد انهزم الفرنجُ إلى المدينة، وامتَدَّت الأيدي إلى ما حول عكا من الأبراج فهُدِمَت، وحُرِقَت الأشجارُ حتى انعقد الجوُّ من دخانها، وساق العسكرُ إلى أبوابِ عكا، وقَتَلوا وأسروا عِدَّةً مِن الفرنجِ، والسلطان قائمٌ على رأس التل يعملُ في أخذِ رأي المدينة، والأمراءُ تحمِلُ على الأبواب واحدًا بعد واحد، ثم حملوا حملةً واحدة ألقوا فيها الفرنجَ في الخنادق، وهلك منهم جماعةٌ في الأبواب، فلما كان آخرُ النهار ساق السلطانُ إلى البرج الذي نُقب، وقد تعلَّقَ حتى رُمِيَ بين يديه، وأُخِذَ منه أربعةٌ من الفرسان ونيف وثلاثون راجلًا، وبات السلطان على ذلك، فلما أصبح عاد على بلاد الفرنجِ وكشفها مكانًا مكانًا، وعبر على الناصرةِ حتى شاهد خرابَ كنيستِها وقد سوَّى بها الأرض، وصار إلى الصفَّة التي بناها قبالة الطور، فوافاها ليلًا وجلس عليها، وأحضر الشموع التي بالمنجنيقات ونصب عليها خمسة، ورحل السلطان من الطور يوم الاثنين ثالث عشر جمادى الآخرة، وسار إلى القدسِ فوافاه يوم الجمعة عشرة، وكشف أحوال البلدِ وما يحتاج إليه المسجِدُ من العمارة، ونظر في الأوقاف وكتب بحمايتِها، ورتَّبَ برسم مصالح المسجد في كل سنة خمسة آلاف درهم وأمر ببناء خان خارج البلد، ونقل إليه من القاهرة باب القصر المعروف بباب العيد، ونادى بالقدس ألا ينزل أحدٌ في زرع.

العام الهجري : 761 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1359
تفاصيل الحدث:

هو الحافِظُ الفقيه أبو سعيد صلاح الدين العلائي خليل بن كيكلدي الدمشقي سِبطُ البرهان الذهبي الحافظ. مولِدُه سنة 694، حَفِظَ القرآن والسنة والنحو وغير ذلك، وسَمِعَ الكثير، وهو معدود في الأذكياء، ودَرَّس وأفتى وناظر، وكان مدَّة مقامه مدرسًا بالمدرسة الصلاحية بالقدس وشيخًا بدار الحديث السكرية ثلاثين سنة، وقد صَنَّف وألف وجمع وخَرَّج، وكانت له يدٌ طولى بمعرفة العالي والنازل، وتخريج الأجزاء والفوائد، وله مشاركةٌ قوية في الفقه واللغة والعربية والأدب، وله عدة مصنفات وقَفَها على الخانقاه السمساطية بدمشق، ومن مصنفاته: جامع التحصيل في أحكام المراسيل، وتحقيق منيف الرتبة لمن ثبت له شريف الصحبة، والنقد الصحيح لما اعترض عليه من أحاديث المصابيح، والتنبيهات المجملة على المواضع المشكلة، وتلقيح المفهوم في تنقيح صيغ العموم، وتحقيق المراد في أن النهي يقتضي الفساد، وجزء في تصحيح حديث القلتين والكلام على أسانيده، وإجمال الإصابة في أقوال الصحابة، وغيرها. توفي بالقدس الشريف ليلة الاثنين ثالث المحرم، وصلِّيَ عليه من الغدِ بالمسجد الأقصى بعد صلاة الظهر، ودُفِن بمقبرة نائب الرحبة، وله من العُمرِ ست وستون سنة.

العام الهجري : 1310 العام الميلادي : 1892
تفاصيل الحدث:

بعد سُقوطِ الدَّولةِ السعودية الثانية في نجدٍ، تنقَّل عبد العزيز وهو في العاشرةِ مِن عُمُرِه مع أسرة أبيه من الرياضِ إلى شمالِ الربع الخالي حول يبرين، ثم البحرين، ومنها إلى الكويت، فقد وصلها مع نساءِ أُسرتِهم قبلَ وصول والِدِه، ونزلوا في دارٍ مؤلَّفٍ مِن ثلاث غرف أعدَّها لهم مبارك الصباح، وشهد عبد العزيز مع حداثةِ سِنِّه حادثةَ اغتيال مبارك الصباح -بمشاركة أحد أبنائه له- شيخ الكويت وأميرها أخوه الأكبر محمد الصباح، وكذلك قُتِل الأخ الأصغر جراح، ليستولي مبارك على إمارة الكويت وذلك عام 1313ه. فكانت الكويت مدرسَتَه التي تلقَّى فيها فنَّ السياسة العملية، وكانت أيامَ الشيخ مبارك الصباح المليئة بالمناوراتِ والمحاوراتِ تنطَبِعُ مقَدِّماتُها ونتائِجُها في ذهنه، وحين آنَسَ فيه مبارك صفاتِ الألمعي اللَّبِق، قَرَّبه منه، وفسح له المجالَ لحُضورِ مجالسه والاستمتاع إلى أحاديثِه مع ممثِّلي الحكومات الإنجليزية والروسية والألمانية والتركية، وظَلَّ عبد العزيز في الكويت تراوِدُه أحلام عودة أمجاد آبائه وأجداده في نجدٍ، حتى تحقَّق حِلمُه عندما تمكَّنَ مِن استعادة الرياض مِن ابن رشيد سنة 1319ه.

العام الهجري : 1352 العام الميلادي : 1933
تفاصيل الحدث:

هو الشيخ إبراهيم بن محمد بن خليفة بن سليمان آل خليفة: شيخ الأدباء في البحرين. وُلِدَ الشيخ إبراهيم بالبحرين عام 1267هـ / 1850م، وتربَّى في بيت ميسور الحال؛ فقد كان والده الشيخ محمد بن خليفة الحاكِمَ الرابع للبحرين؛ حيث عَهِدَ بتربيته إلى بعض عُلَماء نجد، فبرع باللغة العربية وآدابها، فكان من أوائل روَّاد النهضة في البحرين، وراعيَ حركتِها الأدبية والثقافية، وأحدَ رجال الإصلاح والتجديد الذين كانت لهم ريادةٌ خاصة في تأسيس التعليم الحديث الذي سبقت به البحرين شقيقاتِها في الخليج العربي، بل وحتى بعض الأقطار العربية مَشرِقًا ومغربًا. ساهم بإنشاء مدرسة الهداية الخليفية، وأسس نادي المحرق الأدبي سنة 1920م. كان الشيخ إبراهيم شاعرًا أديبًا مثقفًا واسع الإدراك، شيَّد جسورًا متينةً من الصِّلات مع قطاع كبير من المثقَّفين في عصره على امتداد الساحة العربية، وجعلَ مِن مجلِسِه في المحرق نقطةَ إشعاع لجيل أو أكثَرَ من مثقَّفي البحرين، وتحوَّل مجلِسُه إلى أول مدرسة وأول منتدًى إشعاعيٍّ للعلم والمعرفة. عاش الشيخ إبراهيم في فترة خصبة بالعطاء، وترك وراءه مجموعةً كبيرة من الشِّعر والرسائل، والتلاميذ الذين ساروا على نهجه.

العام الهجري : 554 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1159
تفاصيل الحدث:

في صَفر سار عبدُ المؤمنِ بنُ عليٍّ عن مراكش، يَطلُب إفريقية، فلم يَزَل يَسيرُ إلى أن وَصلَ إلى مَدينةِ تونس في الرابع والعشرين من جُمادَى الآخرة، وبها صاحِبُها أحمدُ بن خُراسان، فلمَّا نازَلَها أَرسلَ إلى أَهلِها يَدعوهُم إلى طاعَتِه، فامتَنَعوا، فقاتَلَهم من الغَدِ أَشَدَّ قِتالٍ، فلم يَبقَ إلا أَخْذُها، ودُخولُ الأُسطولِ إليها، فجاءَت رِيحٌ عاصِفٌ مَنَعَت المُوَحِّدِين من دُخولِ البلدِ، فرَجَعوا لِيُباكِرُوا القِتالَ ويَملِكوهُ، فلمَّا جَنَّ اللَّيلُ نَزَلَ سبعة عشر رَجُلًا من أَعيانِ أَهلِها إلى عبدِ المؤمن يَسأَلونَه الأَمانَ لأَهلِ بَلدِهِم، فأَجابَهم إلى الأَمانِ لهم في أَنفُسِهم وأَهلِيهِم وأَموالِهم لِمُبادَرَتِهم إلى الطَّاعةِ، وأمَّا ما عَداهُم من أَهلِ البلدِ فيُؤَمِّنُهم في أَنفُسِهم وأَهالِيهِم، ويُقاسِمُهم على أَموالِهم وأَملاكِهم نِصفَين، وأن يَخرُج صاحِبُ البلدِ هو وأَهلُه؛ فاستَقَرَّ ذلك، وتَسَلَّم البلدَ، وعَرَضَ الإسلامَ على مَن بها من اليَهودِ والنَّصارَى، فمَن أَسلَم سَلِمَ، ومَن امتَنَعَ قُتِلَ، وأَقامَ أَهلُ تونس بها بأُجرَةٍ تُؤخَذ عن نِصفِ مَساكِنِهم.

العام الهجري : 583 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1187
تفاصيل الحدث:

لَمَّا فَرَغ صلاحُ الدين من طبريَّة سار عنها يوم الثلاثاء ووصَلَ إلى عكا يومَ الأربعاء، وقد صَعِدَ أهلُها على سورها يُظهِرونَ الامتناعَ والحِفظَ، وركب يوم الخميس، وقد صَمَّمَ على الزحف إلى البلَدِ وقِتالِه، فبينما هو ينظُرُ مِن أين يزحَفُ ويقاتِلُ إذ خرج كثيرٌ مِن أهلها يَضرَعونَ، ويطلبون الأمانَ، فأجابهم إلى ذلك، وأمَّنَهم على أنفُسِهم وأموالهم، وخيَّرَهم بين الإقامة والظَّعنِ، فاختاروا الرحيلَ؛ خوفًا من المسلمينَ، وساروا عنها متفَرِّقين، وحَمَلوا ما أمكَنَهم حَملُه من أموالهم، وتركوا الباقيَ على حالِه، ودخل المسلمونَ إليها يومَ الجمعة مستهَلَّ جمادى الأولى، وصَلَّوا بها الجمعةَ في جامعٍ كان للمسلمينَ قديمًا، ثمَّ جعله الفرنجُ بِيعةً، ثمَّ جعله صلاحُ الدين جامعًا، وهذه الجمعةُ أوَّلُ جمعة أُقيمَت بالساحل الشامي بعد أن مَلَكه الفرنجُ، وسلم البلد إلى ولده الأفضل، وأقام صلاحُ الدين بعكَّا عدة أيام لإصلاحِ حالِها وتقريرِ قواعِدِها.

العام الهجري : 717 العام الميلادي : 1317
تفاصيل الحدث:

بعد قَتلِ مُدَّعي النُّصَيرية المهديَّة بساحل الشامِ رسم أن يُبنى بقرى النصيريَّة في كل قريةٍ مَسجِدٌ، وتُعمَل له أرضٌ لعمل مصالحه، وأن يُمنَعَ النُّصيريَّة من الخطابِ وهو أن الصبيَّ إذا بلغ الحُلُمَ عندهم عُمِلَت له وليمةٌ، فإذا اجتمع الناسُ وأكلوا وشَرِبوا حلَّفوا الصبيَّ أربعين يمينًا على كتمانِ ما يُودَعُ مِن المذهب، ثم يُعلِمونَه مذهَبَهم وهو إلهيَّةُ علي بن أبي طالب، وأن الخمر حلالٌ، وأن تناسخ الأرواحِ حَقٌّ، وأن العالمَ قديمٌ، والبعث بعد الموت باطل، وإنكار الجنَّة والنار، وأن الصَّلواتِ خَمسٌ، وهي إسماعيل وحسن وحسين ومحسن وفاطمة، ولا غُسلَ من جنابة، بل ذِكرُ هذه الخمسة يغني عن الغسل وعن الوضوء! وأن الصيام عبارة عن ثلاثين رجلًا وثلاثين امرأة ذَكَروهم في كتبهم، وأنَّ إلهَهم علي بن أبي طالب خلق السموات والأرض، وهو الربُّ، وأن محمدًا هو الحجاب، وسلمان هو الباب، إلى غير ذلك من عقائدهم الفاسدةِ المعروفة في كُتُبِهم وكُتُبِ غَيرِهم ممن كَشَف حقائقَهم!

العام الهجري : 849 العام الميلادي : 1445
تفاصيل الحدث:

عاد السلطانُ مراد الثاني للسلطة بعد أن ترك اعتزالَه لقتال الصليبيين في فارنا وهزمهم ثم عاد مرةً أخرى إلى مكان إقامتِه تاركًا الأمر لابنه محمد، لكن إقامتَه لم تطل أكثر من ثلاثة أشهر فاضطر للعودةِ إلى أدرنة قاعدةِ الملك، حيث استصغر قادةُ الجيش العثماني من الانكشارية السلطانَ محمد بن مراد، فعَصَوا أمره ونهَبوا المدينة، فوصل السلطانُ مراد فأدَّب القادة وأشغَلَهم بالقتالِ في بلاد اليونان، وذلك أنَّ إمبراطور القسطنطينية قسَمَ أملاكَه بين أولاده؛ إذ أعطى ابنه حنا مدينة القسطنطينية، وابنه قسطنطين بلاد المورة، أي جنوب اليونان، فسار السلطان لحرب اليونان مستعملًا المِدفَع لأول مرة، ولكنَّه لم يتمكن من فتحها بسبب تمرُّد إسكندر بك أحد أبناء أمير ألبانيا الذين عاشوا رهينةً عند السلطان عندما سلَّم أبوه البلاد للسلطان، فأظهر إسكندر الإسلامَ فلما وجد الفرصةَ مواتية بانشغال السلطان بحربه فرَّ إلى ألبانيا وطرد العثمانيين منها.

العام الهجري : 1106 العام الميلادي : 1694
تفاصيل الحدث:

هو السلطان العثماني أحمد الثاني بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني. ولد في 6 ذي الحجة سنة 1052 تولى السلطنة بعد أخيه سليمان الثاني، وأبقى الصدر الأعظم مصطفى باشا كوبريلي اعتمادًا عليه في الحرب والسلم، لكن المنية لم تمهل هذا الوزير الشهير، فاستُشهد وهو في عنفوان شبابه في 24 ذي القعدة سنة 1102هـ في حروب الدولة العثمانية مع النمسا، فكان موت مصطفى كوبريلي باشا ضربة على الدولة؛ لعدم كفاءة الصدر الأعظم عربه جي علي باشا الذي خلف كوبريلي في منصب الصدارة, فاحتل سكان البندقية سنة 1694 جزيرة ساقز. توفي السلطان أحمد الثاني بعد أن بقي في الحكم أربع سنوات وثمانية أشهر، وتولى الحكم بعده ابن أخيه مصطفى الثاني بن محمد الرابع.

العام الهجري : 1159 العام الميلادي : 1746
تفاصيل الحدث:

ظلَّت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في نجد سلميةً دون الدخولِ مع خصوم الدعوة في أي صدامٍ عسكري منذ الاتفاق التاريخي بين أمير الدرعية والشيخ محمد بن عبد الوهاب عام 1157 إلى هذا العام، حين ابتدأ الصراع العسكري بين الدرعية والرياض، بعد انضمام منفوحة إلى دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في هذه السنة، حيث قام دهام بن دواس أميرُ الرياض بالهجوم على المنفوحة الذين لبَّوا دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ودخلوا في طاعة الأمير محمد بن سعود، فعدا عليهم صباحًا على غِرَّة ومعه بعض أهل الرياض وبعض سكان البوادي من آل ظفير، فكمن لهم قرب البلد وأمر البوادي والخيل أن تغير على زرعهم ونخلِهم في أطراف البلدة، فهبَّ المقاتلون من أهل المنفوحة مع أميرِهم علي بن مزروع وردُّوهم على أعقابِهم بعد مقاومةٍ عنيفة، جُرح فيها دهام بن دواس وقُتِل فرَسُه، كما قُتل أحد عشر رجلًا من رجالِه.