الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2458 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 648 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1250
تفاصيل الحدث:

هو السُّلطانُ الملك المعظم، غياث الدين توران شاه بن السلطان الملك الصالح أيوب بنِ الكامل بن العادل. وُلِدَ بمصر، وعَمِل نيابة أبيه، ثم تملك بحِصن كيفا وآمد، وكان أبوه لا يُعجِبُه هَوَجُه ولا طَيشُه، وكان السلطانُ يقول: توران شاه ما يَصلُحُ للمُلك, ولما مات أبوه سار لإحضارِه لمصر الأميرُ فارس أقطاي، فاتفَقَت كسرة الفرنج عند وصولِه مصر، فتيمَّنَ الناس به، فبدا منه حركاتٌ مُنَفِّرة، ووجدوه خفيفَ العَقلِ، سَيِّئَ التدبير، وكان الأمراء قد تطَلَّعوا إلى أن يُنفِقَ فيهم كما فعل بدمشق، فما أعطاهم شيئًا، ومتى سَكِرَ ضرب الشموعَ بالسَّيفِ، ويقول: هكذا أفعَلُ بمماليك أبي, ويتهَدَّدُ الأمراءَ بالقتل، فتنَكَّروا له، واحتجب عن أمورِ الناس، وانهمك في الفسادِ بالغِلمان، وما كان أبوه كذلك, وقَدَّم الأرذالَ، ووعَدَ فارِسَ الدين أقطاي بالإمرة، فما أمَّرَه، فنَفِرَت قلوبُ المماليك البحرية منه، واتفقوا على قتله، وما هو إلا أن مَدَّ السماط بعد نزوله بفارسكور، في يوم الاثنينِ سادس عشر المحرم، وجلس السلطان على عادته، فتقَدَّم إليه واحدٌ مِن البحرية وهو بيبرس البندقداري، وضربه بالسَّيفِ فتلقاه المعظم بيَدِه فبانت أصابعُه، والتجأ إلى البرج الخَشَب الذي نُصِبَ له بفارسكور وهو يَصيحُ مَن جرحني، قالوا: الحشيشة- يعني الإسماعيلية- فقال: لا والله إلا البحرية! واللهِ لا أبقيتُ منهم بقيَّة، واستدعى المزين ليداويَ يَدَه، فقال البحريَّة بعضهم لبعض: تَمِّموه وإلا أبادكم، فدخلوا عليه بالسيوفِ، ففَرَّ المعظَّم إلى أعلى البرج وأغلق بابه، والدَّمُ يسيل من يده، فأضرموا النَّارَ في البرج، ورَمَوه بالنشاب فألقى نَفسَه من البرج، وتعلق بأذيالِ فارس الدين أقطاي، واستجار به فلم يُجِرْه، وفَرَّ المعظم هاربًا إلى البحر، وهو يقول: ما أريد مُلكًا، دعوني أرجِعُ إلى الحصن يا مسلمين، ما فيكم من يجيرني؟ هذا وجميعُ العسكر واقفون، فلم يجِبْه أحدٌ والنشَّاب يأخذه من كل ناحية، وسَبَحوا خلفه في الماء، وقطَّعوه بالسيوفِ قِطَعًا، حتى مات جريحًا حريقًا غريقًا، وفَرَّ أصحابه واختفوا، وتُرِكَ توران شاه على جانب البحرِ ثلاثة أيامٍ منتفخًا، لا يقدِرُ أحد أن يتجاسَرَ على دفنه، إلى أن شَفَع فيه رسولُ الخليفة، فحُمِلَ ودُفِنَ، وكانت مُدَّة ملكه أحدًا وسبعين يومًا، وكان المباشرُ لقتله أربعةٌ من مماليك أبيه، وكان اغتيالُه هو نهايةَ الدولة الأيوبيَّة في مصر.

العام الهجري : 667 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1269
تفاصيل الحدث:

وصَلَ السلطانُ بيبرس إلى المدينة النبويَّةِ في خامس عشر من ذي القعدة، فلم يقابِلْه جماز ولا مالك أميرا المدينة وفَرَّا منه، ورحل منها في سابع عشر، وأحرم فدخل مكَّةَ في خامس ذي الحجة، وأعطى خواصَّه جملةً من المال ليفَرِّقوها سرًّا، وفرق كساويَ على أهل الحرمينِ وصار كواحدٍ مِن الناس، لا يحجُبُه أحَدٌ ولا يحرُسُه إلا الله، وهو منفَرِدٌ يصلي ويطوف ويسعى، وغَسَلَ البيتَ، وصار في وسط الخلائق، وكلُّ من رمى إليه إحرامَه غَسَلَه وناولَه إيَّاه، وجلس على باب البيت، وأخذ بأيدي النَّاسِ ليُطلِعَهم إلى البيت، فتعلَّق بعض العامَّة بإحرامه ليَطلَعَ فقَطَعه، وكاد يرمي السُّلطانَ إلى الأرض، وهو مستبشر بجميعِ ذلك، وعَلَّق كسوة البيت بيده وخواصِّه، وتردد إلى مَن بالحرمين من الصالحين، هذا وقاضي القضاة صدر الدين سليمان بن عبد الحق الحنفي مرافِقُه طول الطريق، يستفتيه ويتفهَّمُ منه أمر دينه، ولم يغفُل السلطان مع ذلك تدبيرَ الممالك، وكتاب الإنشاء تكتُبُ عنه في المهمات، وكتب إلى صاحِبِ اليمن كتابًا ينكر عليه أمورًا، ويقول فيه: سطرتُها من مكة المشرَّفة، وقد أخذت طريقها في سبع عشرة خطوة يعني بالخطوة المغزلة، ويقول له: الملك هو الذي يجاهِدُ في الله حَقَّ جهاده، ويبذلُ نَفسَه في الذبِّ عن حوزةِ الدين، فإن كنتَ ملكًا فأخرج التتارَ، وأحسَن السلطانُ إلى أميري مكة، وهما الأمير نجم الدين أبي نمي والأمير إدريس بن قتادة، وإلى أمير ينبُع وأمير خليص وأكابر الحجاز، وكتب منشورين لأميري مكَّة، فطلبا منه نائبًا تقوى به أنفسُهما، فرتَّبَ الأمير شمس الدين مروان نائب أمير جاندار بمكة، يرجع أمرُهما إليه ويكون الحَلُّ والعقد على يديه، وزاد أميري مكة مالًا وغِلالًا في كلِّ سنة بسبَبِ تسبيل البيتِ للنَّاسِ، وزاد أمراءَ الحجاز إلَّا جمازًا ومالكًا أميري المدينة، فإنهما انتزحا من بين يديه، وقضى السلطانُ مَناسِكَ الحج وسار من مكَّةَ في الثالث عشر، فوصل إلى المدينة في العشرينَ منه، فبات بها وسار من الغدِ، فجَدَّ في السير ومعه عدةٌ يسيرة حتى وصل إلى الكرك بُكرةَ يوم الخميس آخره، ولم يعلم أحدٌ بوصوله إلا عند قبر جعفر الطيَّار بمؤتة، فالتَقَوه هناك، ودخل السلطانُ مدينة الكرك وهو لابس عباءةً، وقد ركب راحلةً، فبات بها ورحل من الغد.

العام الهجري : 86 العام الميلادي : 704
تفاصيل الحدث:

قَدِمَ قُتيبةُ خُراسان أميرًا عليها للحَجَّاج، فقَدِمَها والمُفَضَّل يَعرِض الجُنْدَ للغَزَاةِ، فخَطَب قُتيبةُ النَّاسَ وحَثَّهُم على الجِهاد، ثمَّ عَرَضَهم وسَارَ، وجَعَل بِمرو على حَرْبِها إياس بن عبدِ الله بن عَمرٍو، وعلى الخَراجِ عُثمان السعيدي. فلمَّا كان بالطَّالقان أتاهُ دَهاقِين بَلْخ وساروا معه، فقَطَع النَّهْر، فتَلَقَّاه مَلِكُ الصَّغَانِيَان بِهَدايا ومَفاتِيح مِن ذَهَبٍ، ودَعاهُ إلى بِلادِه فمضى معه، فسَلَّمَها إليه لأنَّ ملك آخْرُونَ وشُومان كان يُسيءُ جِوارَه. ثمَّ سَارَ قُتيبةُ منها إلى آخْرُون وشُومان، وهما مِن طخارستان، فصالَحَهُ مَلِكُهُما على فِدْيَة أَدَّاها إليه فَقَبِلَها قُتيبةُ ثمَّ انْصَرف إلى مرو واسْتَخْلف على الجُنْدِ أَخاهُ صالحَ بن مُسلِم، ففَتَح صالحٌ بعدَ رُجوعِ قُتيبةَ كاشان وأورشت، وهي مِن فَرْغانَة، وفَتَح أخشيكت، وهي مدينة فَرْغانَة القديمة، وكان معه نَصرُ بن سِيار فأَبْلَى يَومئذٍ بلاءً حسنًا.

العام الهجري : 96 العام الميلادي : 714
تفاصيل الحدث:

لمَّا أَرادَ الوَليدُ بن عبدِ المَلِك أن يَنْزِع أَخاهُ سُليمان مِن وِلايَة العَهْد ويَجعَل بَدَلَه ابنَه عبدَ العَزيز، أَجابَه إلى ذلك الحَجَّاجُ وقُتيبةُ على ما تَقَدَّم، فلمَّا مات الوَليدُ ووَلِيَ سُليمانُ خافَهُ قُتيبةُ، وخاف أن يُوَلِّي سُليمانُ يَزيدَ بن المُهَلَّب خُراسان، فكَتَب قُتيبةُ إلى سُليمانَ كِتابًا يُهَنِّئُه بالخِلافَة، ويَذكُر بَلاءَهُ وطاعَتَه لِعبدِ الملك والوَليدِ، وأنَّه له على مِثلِ ذلك إن لم يَعْزِله عن خُراسان، وكَتَب إليه كِتابًا آخَر يُعلِمه فيه فُتوحَه ونِكايَتَه، وعِظَمَ قَدْرِهِ عند مُلوكِ العَجَم وهَيْبَتَه في صُدورِهِم، وعِظَمَ صَوْلَتِه فيهم، ويَذُمُّ أَهلَ المُهَلَّب ويَحلِف بالله لَئِن اسْتَعمَل يَزيدَ على خُراسان لَيَخْلَعَنَّه. وكَتَب كِتابًا ثالِثًا فيه خَلْعُه، ثمَّ أَعلَن قُتيبةُ خَلْعَ سُليمان، ثمَّ صار بينه وبين قُوَّادِ جُيوشِه خِلافٌ، فقام وَكيعُ بن حَسَّان التَّميمي بِقَتْلِه وقَتَلَ معه أَحَدَ عشر مِن أَهلِ بَيتِه.

العام الهجري : 176 العام الميلادي : 792
تفاصيل الحدث:

استطاع أحدُ زُعَماء الإباضية وهو عبد الله بن يحيى، المشهورُ بطالب الحقِّ، الاستيلاءَ على حضرموت سنة 129هـ، في السنواتِ الأخيرة لحُكم بني أمية، بمساعدة الإباضيَّة في البصرة، ثم استولى على صَنعاء، وامتَدَّ نُفوذُهم إلى بعضِ مَناطِقِ الحجاز بعد انتصاراتٍ على الجيوش الأمويَّة، تَبِعَها هزائم وانكسارات. وقد ظَلَّ للإباضيَّة نفوذ وانتشار في حضرموت حتى استيلاء الصليحي عليها سنة 455هـ. وأدَّت بعضُ العوامل إلى أن يؤسِّسَ الإباضيُّونَ إمارةً لهم في عُمان؛ منها: انتماءُ عدَدٍ من أبناء قبيلة الأزد- أكبر قبائل عُمان- إلى الإباضيَّة، ورغبةُ العُمانيِّين المستَمِرَّة في الاستقلال عن السُّلطة المركزية المتمَثِّلة بالدولة الأموية ثمَّ العباسيَّة، إضافةً إلى طبيعة عُمان الجغرافية وموقعِها الاستراتيجيِّ؛ ممَّا ساعدها على تنميةِ مَوارِدها الاقتصاديَّة، وبالتالي الوقوف ضِدَّ أي خطرٍ دونَ خَوفٍ من حصار اقتصاديٍّ مُحتَمَل، كما كان يحدثُ في الحجاز مثلًا. ومنذ سنة 177هـ استطاع الإباضيُّون تأسيسَ الإمامة في عُمان، وما زال مذهبُهم سائدًا فيها إلى اليوم.

العام الهجري : 177 العام الميلادي : 793
تفاصيل الحدث:

أرسل هشامُ بن عبدالرحمن الداخل بالصائفة جيشًا كثيفًا واستعمَلَ عليهم وزيرَه عبدالملك بن عبدالواحد بن مُغيث، فبلغ ألبةَ والقلاعَ، وأثخن في نواحيها، ثم بعَثَه في العساكِرِ، فوصلوا إلى أربونة وجرندة، وكان البدءُ بجرندة، وكان بها حامية الفرنج، فقَتَل رجالَها وهَدَّم أسوارَها بالمجانيقِ، وأبراجَها، وأشرَفَ على فَتحِها، فرحل عنها إلى أربونة، ففعل بها مثلَ ذلك، وأوغلَ في بلادهم ووطئَ أرض برطانية فاستباح حريمَها وقتل مُقاتِلَتَها، وجاس البلادَ شهرًا يحرِقُ الحُصون ويَسبي ويَغنَم، وقد أجفل العدُوُّ من بين يديه هاربًا، وأوغلَ في بلادهم ورجع سالِمًا ومعه من الغنائمِ ما لا يعلَمُه إلا الله تعالى. وهي من أشهَرِ مغازي المسلمين بالأندلس. حيث بلغ فيه خُمسُ السبيِ إلى خمسةٍ وأربعين ألفًا من الذَّهَب العين، وكان قد استمَدَّ الطاغية بالبشكنس وجيرانه من الملوك، فهزمهم عبدالملك ثم بعث بالعساكرِ مع عبد الكريم بن عبد الواحد إلى بلاد جليقة، فأثخنوا في بلاد العدوِّ وغَنِموا ورجَعوا.

العام الهجري : 194 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 810
تفاصيل الحدث:

تمرَّدَ عِمرانُ بن مجالد الربيعيُّ، وقُريشُ بن التونسي بتونُسَ على إبراهيمَ بنِ الأغلب أميرِ إفريقيَّةَ، واجتمع فيها خلقٌ كثير، وحُصِرَ إبراهيمُ بن الأغلب بالقصرِ وجمعٌ ممَّن أطاعه، وخالفَ عليه أيضًا أهلُ القيروان، فكانت بينهم وقعةٌ وحَربٌ قُتِلَ فيها جماعةٌ مِن رجالِ ابن الأغلب. وقَدِمَ عِمرانُ بنُ مجالد فيمن معه، فدخل القيروانَ عاشر رجب، وقَدِمَ قُريش من تونس عليه، فكانت بينهم وبين ابن الأغلبِ وَقعةٌ في رجب، فانهزم أصحابُ ابن الأغلب، ثم التَقَوا في العشرين منه فانهزموا ثانيةً أيضًا، ثم التقوا ثالثةً فيه أيضًا فكان الظَّفَرُ لابن الأغلب، وأرسل عِمرانُ بن مجالد إلى أسدِ بن الفرات الفقيهِ ليخرُجَ معهم، فامتنع، فعاد الرسولُ يقول له: تخرجُ معنا وإلَّا أرسلتُ إليك من يجُرُّ برِجلِك، فقال أسدٌ للرسول: قل له: واللهِ إن خَرجتُ لأقولنَّ للنَّاسِ إنَّ القاتلَ والمقتولَ في النَّارِ، فتَرَكه.

العام الهجري : 214 العام الميلادي : 829
تفاصيل الحدث:

خرج هاشم الضرَّابُ بمدينة طليطلة، من الأندلس، على صاحِبِها عبد الرحمن، وكان هاشِمٌ قد خرج من طليطِلة لَمَّا أوقع الحكَمُ بأهلِها، فسار إلى قُرطُبةَ، ثم سار إلى طليطِلة، فاجتمع إليه أهلُ الشرِّ وغَيرُهم، فسار بهم إلى وادي نحوييه وأغار على البربر وغيرهم، فطار اسمُه واشتَدَّت شَوكتُه، واجتمع له جمعٌ عظيم، وأوقع بأهلِ شنت برية. وكان بينه وبين البربرِ وقعاتٌ كثيرة، فسيَّرَ إليه عبد الرحمن جيشًا فقاتلوه، فلم تستظهِرْ إحدى الطائفتينِ على الأخرى، وبقِيَ هاشِمٌ كذلك، وغلَبَ على عدَّةِ مواضِعَ، فسيَّرَ إليه عبد الرحمن جيشًا كثيفًا سنةَ سِتَّ عشرة ومائتين، فلَقِيَهم هاشم بالقُربِ مِن حِصنِ سمسطا بمجاورة رورية، فاشتدَّت الحربُ بينهم، ودامت عدَّةَ أيَّامٍ، ثم انهزم هاشِمٌ، وقُتِلَ هو وكثيرٌ ممَّن معه من أهل الطَّمَعِ والشَّرِّ وطالبي الفِتَن، وكفى الله النَّاسَ شَرَّهم.

العام الهجري : 214 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 829
تفاصيل الحدث:

كان على مصرَ عُمَير بن الوليد الباذغيسي التميمي أميرُ مصر، ولِيَ مِصرَ باستخلافِ أبي إسحاق محمد المعتَصِم له؛ لأن الخليفةَ المأمون كان ولَّى مصرَ لأخيه المعتصم بعد عزلِ عبد الله بن طاهر، وولى المعتَصِمُ عُميرَ بن الوليد على الصَّلاة، وسكَن العَسكرِ، وجعل على شُرطتِه ابنَه محمدًا؛ وعندما تمَّ أمرُه خرج عليه القيسيَّة واليمانية الذين كانوا خَرَجوا قبل تاريخه وعليهم عبد السَّلامِ وابن الجليس، فتهيأ عُمَيرُ بن الوليد وجمعَ العساكِرَ والجند، وخرج لقتالهم، وخرج معه أيضًا فيمن خرج الأميرُ عيسى بن يزيد الجلودي المعزول به عن إمرة مصرَ، واستخلف عميرٌ ابنَه مُحمدًا على صلاة مصر، وسافر بجيوشِه حتى التقى مع أهل الحوف القيسية واليمانية؛ فكانت بينهم وقعةٌ هائلة وقتالٌ ومعاركُ، وثبت كلٌّ من الفريقين حتى قُتِلَ عميرٌ في المعركة. فسار المعتَصِمُ إلى مصر، وقاتَلَهما فقتَلَهما وافتتح مصر، فاستقامت أمورُها واستعمل عليها عمَّالَه.

العام الهجري : 260 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 874
تفاصيل الحدث:

هو أبو محمد الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، هو الإمامُ الحادي عشر عند الشيعة الذين يدَّعون عِصمَتَهم, كان مولدُه بسامرَّا بلد العسكرِ، ومنها أخذ لقبه، وأمُّه أمُّ ولدٍ. توفِّيَ في سامرا وله تسع وعشرون سنة. ودُفِنَ إلى جانب والده. والحسَنُ العسكري هو والد محمَّد المهدي الذي تزعمُ الرافضة أنَّه الإمام المنتظَر الذي سيخرجُ من السرداب، ولِدَ سنة ثمان وخمسين، وقيل: سنة ست وخمسين. عاش بعد أبيه سنتين، ولم يُعلَم كيف مات. وهم يدَّعون بقاءَه في السرداب منذ عام 262ه، وأنَّه صاحِبُ الزمان، وأنه حيٌّ يعلَمُ عِلمَ الأوَّلينَ والآخرين، ويعتَرِفون أنَّ أحدًا لم يَرَه أبدًا، فنسأل اللهُ أن يثبِّتَ علينا عُقولَنا وإيمانَنا!!  

العام الهجري : 296 العام الميلادي : 908
تفاصيل الحدث:

لَمَّا كان مِن أمْرِ انتهاءِ دَولةِ الأغالِبةِ واستحواذِ أبي عبدالله الشيعيِّ على البلادِ، واستقَرَّت له القيروانُ ورقادة، سار إلى سجلماسة، وكان المهديُّ وابنه أبو القاسم محبوسينِ عند اليسَع بن المدرار أميرِ سجلماسة، فلاطفه أبو عبدِالله ليُخَلِّصَ المهديَّ منه دون أذًى، وكان المهدي قد حاول الحضورَ إلى المغربِ بعد أن راسله أبو عبدالله بما فتح من البلادِ وغلبَ، وأن الأمرَ قد استتَبَّ له فلْيَحضُرْ، ولكنَّه قُبِضَ عليه في الطريقِ وأُسِرَ حتى صار أمرُه عند اليسَع بن مدرار أميرِ الخوارج الصفريَّة، لكنَّ اليسع لم يتلطَّفْ له بل حاربه، ثمَّ لَمَّا أحس بقوة أبي عبدالله الشيعي هرب من الحِصنِ فدخله أبو عبدالله وأخرج المهديَّ منه واستخرجَ ولَدَه، فأركَبَهما، ومشى هو ورؤساءُ القبائِلِ بين أيديهما، وأبو عبد الله يقول للنَّاسِ: هذا مولاكم، (وهو يبكي) من شِدَّةِ الفَرَح، حتى وصل إلى فسطاطٍ قد ضُرِبَ له فنزل فيه، وأمر بطَلَبِ اليسع (فطُلِبَ)، فأُدرِكَ، فأُخِذَ وضُرِبَ بالسِّياطِ ثمَّ قُتِل.

العام الهجري : 297 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 910
تفاصيل الحدث:

كان غزوُ العاصِ بنِ الإمام عبدِ الله الغَزاةَ المعروفةَ بغَزوةِ رية وفريرة. قاد الخيلَ أحمدُ بنُ محمد بن أبي عبدة. وفصَلَ يوم الخميس لتسعٍ بَقِينَ مِن شعبان؛ فتقدَّمَ إلى بلدة فحاربَها. ثم احتلَّ على نهر طلجيرة، فدارت بينه وبين أصحاب ابن حفصون حربٌ، عُقِرَت فيها خيلُ السُّلطان، وقُتِلَ عددٌ مِن أصحابِ ابنِ حفصون. ثمَّ تقدَّمَ إلى حصون إلبيرة؛ فنزل على حصنِ شبيلش، فكانت هنالك حربٌ شديدةٌ، ونالت بعضَ حُماةِ العَسكرِ جِراحٌ. وتجوَّلَ في كورة إلبيرة، وحلَّ بمحلة بجانة، ثمَّ قفل على كورة جيان، فنازل حِصنَ المنتلون يوم الأربعاء للَيلتين بَقِيتا من ذي القَعدة، فأقام عليه محاصِرًا أيامًا ثمَّ ضحَّى فيه يومَ الأحد، وقفل يومَ الاثنين لإحدى عشرة ليلة خلَت من ذي الحِجة، ودخل قُرطبةَ يومَ الأربعاء، لأربعَ عَشرةَ ليلةً خَلَت من ذي الحِجَّة.

العام الهجري : 414 العام الميلادي : 1023
تفاصيل الحدث:

هو أبو حيَّانَ عليُّ بن محمَّد بن العبَّاس البغدادي، الصوفي، صاحِبُ التَّصانيفِ، له مصنَّفاتٌ عديدةٌ في الأدبِ والفصاحةِ والفلسفةِ، له مصنَّفٌ كبيرٌ في تصوُّفِ الحكماءِ، وزهَّاد الفلاسفة، وكتابٌ سمَّاه البصائرَ والذخائرَ, وكان سيئَ الاعتقادِ، نفاه الوزيرُ أبو محمد المهلبي. ذكر ابن بابي في كتاب الخريدة والفريدة: "كان أبو حيان كذَّابًا، قليلَ الدين والوَرَع عن القَذفِ والمجاهَرة بالبُهتان، تعرَّضَ لأمور جِسامٍ من القَدحِ في الشريعة والقَولِ بالتعطيل، ولقد وقف سيدُنا الصاحِبُ كافي الكُفاة على بعضِ ما كان يدغلُه ويُخفيه من سوء الاعتقادِ، فطلبه ليقتُلَه، فهرب والتجأ إلى أعدائه، ونفَق عليهم بزُخرفه وإفكِه، ثم عثَروا منه على قبيحِ دخلته وسوء عقيدته وما يُبطِنُه من الإلحاد ويرومُه في الإسلام من الفساد، وما يُلصِقُه بأعلام الصَّحابة من القبائِحِ، ويضيفُه إلى السلف الصالح من الفضائح، فطلبه الوزيرُ المهلبي فاستتر منه، ومات في الاستتار، وأراح الله منه، ولم تؤثَرْ عنه إلا مَثلبةٌ أو مخزيةٌ. "

العام الهجري : 414 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1023
تفاصيل الحدث:

لَمَّا انهَزَم البربر عن قُرطُبةَ مع أبي القاسِمِ، اتَّفَق رأيُ أهل قُرطُبة على رَدِّ الأمرِ إلى بني أميَّة، فاختاروا منهم ثلاثةً، وهم: عبدُ الرَّحمنِ بنُ هِشامِ بنِ عبد الجبَّار بن عبد الرَّحمن الناصر أخو المهديِّ، وسُليمانُ بنُ المرتضى، ومحمَّدُ بنُ عبد الرحمن بن هشام بن سليمان القائمُ على المهدي بن الناصر، ثم استقَرَّ الأمر لعبدِ الرَّحمنِ بن هشامِ بنِ عبد الجبَّار، فبويع بالخلافةِ لثلاثَ عَشرةَ ليلةً خلت لرمضان سنة 414هـ، وله اثنتان وعشرون سنةً، وتلَقَّبَ بالمُستَظهر، ثم قام عليه أبو عبدِ الرَّحمنِ مُحمَّدُ بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الرحمن الناصر مع طائفةٍ مِن أراذِلِ العَوامِّ فقُتِلَ عبدُ الرَّحمنِ بنُ هشام، وذلك لثلاثٍ بَقِينَ مِن ذي القَعدةِ سَنةَ 414هـ، وتلَقَّب محمَّدُ بنُ عبد الرحمن هذا بالمُستكفي، وبويعَ له بالخِلافةِ.

العام الهجري : 425 العام الميلادي : 1033
تفاصيل الحدث:

فتح السُّلطانُ مسعود بن محمود بن سبكتكين قلعةَ سرستي وما جاورها من بلاد الهندِ، وكان سبَبُ ذلك عصيانَ نائِبِه بالهند أحمد ينالتكين عليه ومَسيره إليه، فلمَّا عاد أحمد إلى طاعتِه أقام بتلك البلادِ طويلًا حتى أَمِنَت واستقَرَّت، وقصد قلعةَ سرستي، وهي مِن أمنَعِ حُصون الهند وأحصَنِها، فحَصَرها، وقد كان أبوه حَصَرها غيرَ مَرَّة، فلم يتهيَّأْ له فتحُها، فلمَّا حَصَرها مسعود راسلَه صاحِبُها، وبذل له مالًا على الصُّلحِ، فأجابه إلى ذلك وكان فيها قومٌ من التجَّار المسلمين، فعَزَم صاحِبُها على أخذِ أموالهم وحَمْلها إلى مسعودٍ من جملة القرارِ عليه، فكتب التجَّار رقعةً في نشابة ورموا إليه يُعَرِّفونه فيها ضَعفَ الهنود بها، وأنَّه إن صابَرَهم مَلَكَهم، فرجع عن الصُّلحِ إلى الحَربِ، وطَمَّ خَندقَها بالشَّجَر وقَصَبِ السكر وغيره، وفتح اللهُ عليه، وقَتَل كلَّ من فيها، وسبى ذراريَّهم، وأخذ ما جاورها من البلادِ، وكان عازمًا على طولِ المقامِ والجهاد، فأتاه من خراسان خبَرُ اجتياح الغز التركمان بلادَه، فعاد إلى غزنة.