الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2032 ). زمن البحث بالثانية ( 0.011 )

العام الهجري : 1222 العام الميلادي : 1807
تفاصيل الحدث:

هو السلطانُ العثماني سليم الثالث بن مصطفى الثالث بن أحمد الثالث بن محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان بن عثمان بن أرطغرل، أحدُ خلفاء الدولة العثمانية. تولى السلطةَ بعد وفاة عمه عبد الحميد الأول سنة 1203هـ وكانت المعارك الحربية مستمرةً، فأعطى وقتَه وجهده للقتال، وكان من أصحابِ الهمة العالية والمصلحين في عصرِه, وكانت البلادُ بحاجة لإصلاحات في كافة المجالات، فعيَّن أحد الشبان هو كوشك حسين باشا قبودانا عاما، الذي استفاد من خبرته واطلاعه على التحديثات الأوربية في عددٍ من المجالات والتنظيمات خاصةً في المجال العسكري، فقام بعدد من الإصلاحات، إلَّا أن هذه التحديثات كان لها ردودُ فِعلٍ سلبية جدًّا من الانكشارية الذين ثاروا على السلطان وطالبوا بإلغاء جميعِ التحديثات خاصَّةً النظام العسكري الجديد، وقد حصل الانكشارية على تأييدِ بَعضِ العلماء الذين شاركوهم في الاعتراض على هذه التحديث؛ بحُجَّة أنها تقليد للغرب الكافر, فثار الجنودُ غيرُ النظاميين وأيدَتْهم الانكشارية، فقتلوا المؤيِّدين للنظامِ العسكري الجديد، واضطر السلطانُ أن يصدِرَ أمرًا بإلغاء النظام العسكري الجديد، ولكن لم يقبل الثائرون بهذا، بل قرَّروا عَزلَ السلطان، فنودي بعزله في 21 من ربيع الثاني، وولَّوا بعده ابن عمه مصطفى الرابع بن عبد الحميد الأول, وبَقِيَ سليم معزولًا مدة عام وشهر، ثم حدثت محاولة لاستعادة السلطان سليم لحكم البلاد، ولكِنَّ رجال مصطفى الرابع قتلوا السلطانَ سليم الثالث ظنًّا منهم أن ذلك قد يخمِدُ الثورة، إلا أنَّ الثائرين اشتعلوا غضبًا، وانتهى الأمر بقتل مصطفى الرابع وتولية محمود الثاني. أمضى سليم الثالث في الحكم تسعة عشر عامًا.

العام الهجري : 1234 العام الميلادي : 1818
تفاصيل الحدث:

بعد سفر الإمام عبد الله بن سعود إلى مصر ارتحل إبراهيم باشا بنفسِه وحاشيتِه وقبوسه وقنبره ومدافِعِه من سمحان، ولم يلتزم الباشا بشروطِ الصُّلحِ التي نصَّت على عدمِ المساس بالبَلدةِ وأهلِها بسوءٍ, فنزل إبراهيم باشا في نخل تركي بن سعود المعروفِ بالعويسية أسفلَ الدرعية، وباقي عساكِرِه فَرَّقَها في نخيلِها وأطرافِها ودروبِها، وكان إبراهيم باشا بعث عساكِرَ مِن حاشيته وخَدَمِه وفَرَّقَهم في نواحي نجدٍ وأمَرَهم بهدمِ أسوار البلدان وحُصونِها، فنزلوا البلدانَ وهَدَموا الحُصونَ والأسوارَ، وصادروا أهلَها بخَراجِهم وعلَف الخيل وعليقها بالليل والنهار، وجمعوا ما فيها من الحِنطةِ والشَّعيرِ إلَّا ما قَلَّ، ثمَّ إن الباشا أخذ خَيلَ آل سعودٍ وشَوكةَ الحَربِ وما وجد عليه اسمَهم في بندُقٍ أو سَيفٍ، وأكثَرَت العساكِرُ مِن العَبَثِ في أسواقِ الدِّرعية بالضَّربِ والتسخيرِ لأهلِها، فكانوا يجمَعون الرِّجالَ من الأسواق، ويُخرِجونَهم من الدُّورِ ويَحمِلون على ظُهورِهم ما تَحمِلُه الحيوانات، فيُسَخِّرونهم لهَدمِ البيوت والدكاكين، ويحمِلون خشَبَها ويَكسِرونَه ويَرِدونَ لهم الماءَ ويَحمِلونَه ولا يَعرِفونَ لفاضلٍ فَضْلَه ولا لعالمٍ قَدْرَه، وصار السَّاقِطُ الخَسيسُ في تلك الأيام هو الرَّئيسَ. أقام الباشا في الدرعية نحو تسعة أشهر بعد المصالحةِ، وأمَرَ جميعَ آل سعود وأبناء الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأبنائهم أن يرحَلوا من الدرعية إلى مصرَ، فارتحلوا منها بنسائِهم وذراريِّهم، ولم يبقَ منهم إلا من اختفى أو هرب، مِثلُ تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود، والشيخ علي بن حسين ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب، هربا إلى قطر  وعمان. ثم جاء الأمرُ من محمد علي باشا لابنه إبراهيم بهَدمِ الدرعية وتدميرِها، فأمر أهلَها أن يرحَلوا عنها ثمَّ أمر العسكرَ أن يهدموا دُورَها وقُصورَها ويَقطَعوا نَخْلَها وشجَرَها ولا يرحَموا صَغيرَها ولا كبيرَها، فابتدر العسكَرُ إلى هدمِها مُسرِعين، وهدموها وبَعضُ أهلِها فيها مقيمون، وأشعلوا النار في بيوتِها، وأخرجوا جميعَ من كان فيها من السكان، فتركوها خاليةً مِن السكان، وتفَرَّق أهلُها في النواحي والبلدانِ، فحسبنا الله ونعم الوكيل.

العام الهجري : 1243 العام الميلادي : 1827
تفاصيل الحدث:

طلبت إنكلترا من الدولة العثمانية في الثامن من رجب عام 1242هـ أن تتوسَّطَ الدول الأوربية النصرانية بين الدولةِ العثمانية وبين ما يتبَعُها، فرفضت الدولةُ العثمانية ذلك؛ لأنَّ هذا تدخلٌ صريح في شؤونها الداخلية، فكان هذا الرَّفضُ حُجَّةً تذرعت به لإعلان الحربِ مَرَّةً أخرى بعد أن ضَعُفت الدولة سياسيًّا، فاتفقت روسيا وفرنسا وإنكلترا في الحادي عشر من ذي الحجة على إجبارِ الدولة العثمانية لإعطاء اليونان استقلالَها على أن تدفَعَ جِزيةً سنوية يتَّفِق عليها الطرفان، وأعطِيَ الخليفة شهرًا لإيقاف الأعمالِ ضِدَّ اليونان، وإذا عجز عن ذلك أو رفَضَ فإنَّ الدُّولَ النصرانيَّةَ تتَّخِذُ ما تراه مناسبًا، ولم يعمَلِ الخليفة أيَّ عمَلٍ، وبعد شهر أمرت الدولُ الثلاث روسيا وفرنسا وإنكلترا أساطيلَها بالتوجه إلى سواحل اليونان وطلَبَت من إبراهيم باشا التوقُّفَ عن القتال، فكان جوابه أنه يتلقَّى أوامِرَه من الخليفة أو من أبيه، ومع ذلك توقف عشرين يومًا عن القتال ريثما تَصِلُ إليه التعليمات، واجتمعت أساطيلُ الدول الأوربية في ميناءِ نافارين (خليج نافارين فيلوس شرقي بيلوبونز جنوب اليونان الحالية) ودمَّرَت الأسطولَ العثماني وأكثَرَ الأسطول المصري، وقُتِلَ ما يزيد على ثلاثين ألف جنديٍّ مصري، واحتج الخليفة فلم ينفَعْه احتجاجُه، فأعلن أن َّالقتالَ دينيٌّ لا سياسي في منشورٍ أصدره للمواطنين، ودعاهم فيه للدفاع عن عقيدتِهم، وخَصَّ بذلك روسيا التي تأثَّرَت من ذلك، وأعلنت الحربَ على الدولة العثمانية في شوال من هذا العامِ، وأمر محمد علي ابنَه بالانسحابِ، وكانت القوات الفرنسية تحلُّ محَلَّ المنسحبين، ثمَّ عَقَدت الدول الثلاث مؤتمرًا في لندن ودُعِيَت إليه الدولة العثمانية فرفضت الحضورَ، فقَرَّر المؤتمر إعلانَ استقلال اليونان وحُكْمها من قِبَلِ حاكم نصراني تنتخِبُه هذه الدول ويكون تحت حمايتها وتدفَعُ جِزيةً سنوية للدولة العثمانية مقدارها خمسمائة ألف قرش، ولكِنَّ الدولة العثمانية رفضت هذه القرارات التي تتعلَّقُ بالدولة ورعاياها، ولا يحِقُّ لأحدٍ التدخُّلُ وإصدار القرارات بشأنها، وانصرفت إلى قتال الروس الذين أعلنوا الحَربَ.

العام الهجري : 1332 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1914
تفاصيل الحدث:

استغَلَّت بريطانيا المشكلةَ التي بدأت تحدُثُ بين الأتراك والعرب، فعملت بريطانيا لإغراء الشريف حسين وإعداده نفسيًّا للثورة على الدولة العثمانية، وأبدَوا استعدادهم لمساعدته في قضيته، فبدأ الشريف حسين بإرسال رسالته الأولى إلى السير هنري مكماهون نائب ملك بريطانيا في مصر في 14 تموز 1915م ثم تبِعَتْها رسائل أخرى، وكلها خمس رسائل، كان آخرها رد مكماهون في آذار 1916م، وكان الإنجليز يزيدون في تبجيل الشريف ويداهنونه ويجارونه في مطامِعِه وأحلامه، ولا يبذلون رغمَ كُلِّ ذلك أيَّ وعد صريح، ولا يجيبونه إجاباتٍ واضحةً صريحة، ويكتفون بجواب شفوي من حامل الرسالة فيما لا يريدون أن يتقيَّدوا فيه بوعد مكتوب، وكانت نظرةُ الشريف حسين إسلامية؛ مما جعل الإنجليز ينصرفون عنه إلى ابنه فيصل في زعامة الثورة، حتى سماه لورنس نبيَّ الوطنية، وتمَّت جميع تلك المراسلات باللغة العربية وبأسلوب غامض معقَّد، وكانت المراسلات من الطرفين تُترجَم إلى لغة الطرف الآخر، ورفضت بريطانيا نشرَ نسخة معتمدة رسمية للنصوص كاملةً باللغة الإنجليزية؛ بحجة أن ذلك يضرُّ بالمصلحة العامة؛ وذلك لأن هذه المراسلات أصبحت الخلافَ الأساسي حول فلسطين؛ إذ لم يثبت أن فلسطين قد نُصَّ عليها صراحةً أو ضمنًا في تحفُّظات مكماهون رغم أنَّ بريطانيا كانت ترى أن فلسطين من ضمن المناطق المستثناة من سوريا، ونصب الشريف حسين نفسَه ممثلًا للعرب في آسيا، وتعهدت بريطانيا له بأن يكون ملكُهم بخلافة إسلامية، وكأنها صاحبة الحَلِّ والعقد، وتنازل حسين عن ولايتَي إسكندرون ومرسين والمناطق الشمالية السورية، ووافق على مصالح فرنسا في ولاية بيروت لِما بعد الحرب، وعلى مصالح بريطانيا في البصرة وبغداد، وقَبِلَ بكوادر استشارية من دُول الحلفاء لتشكيل هيئة إدارية قومية من الإنجليز، وكانت النتيجةُ أن سَخَّرت بريطانيا العربَ لقتال العثمانيين في بلاد الشام بدل أن يخوضَ هذه الحرب الإنجليزُ والفرنسيون، وكان من غايات الإنجليز من ثورة الحسين تعطيلُ الجهاد الإسلامي الذي أعلنه الأتراكُ باسم السلطان في استانبول، فعندما يعلِنُ الشريف حسين الثورة سيسمع له المسلمون أكثَرَ مِن سماعهم للسلطان التركي بحُكمِ نسب حُسين الشَّريف.

العام الهجري : 1398 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1978
تفاصيل الحدث:

هو السردارُ محمد داود ابن عمِّ الملك محمد ظاهر شاه، وزوج شقيقتِه، ضابط في الجيش الأفغانيِّ، درس في مدينة كابول، وأتمَّ دراستَه العسكريةَ في فرنسا، عُيِّن عام 1350هـ أيام محمد نادر خان حاكمًا على مقاطعة قندهار، وبعدَ خمس سنواتٍ عُيِّن قائدًا لقوات المنطقة الوسطى، ومديرًا للكلية الحربيةِ، وعُهد إليه برئاسة الوزارة عام 1373هـ فاحتفظ لنفسِه بحقيبتي وزارتي الداخلية والدفاع إضافة إلى رئاسة الحكومة، فحكم البلادَ مدَّة عشر سنواتٍ، ولما عُرف بميوله تجاه الروس وأطماعه بالحكم نُحِّيَ عن رئاسةِ الحكومة عام 1383هـ، ثم قاد الانقلابَ في 17 /6 / 1393هـ 17 /7 / 1973م بدعم من الشيوعيِّين الأفغان الذين جاءتهم الأوامرُ من موسكو بدعم محمد داود، ونجح الانقلاب. كان هدفُ محمد داود من الانقلاب الوصولَ للسلطة والمحافظة عليها؛ لذلك تقرَّب من روسيا وعمِلَ على خنق الدعوة الإسلامية لإرضائها، بينما روسيا لم تكن ترى داود سوى مرحلة -لأنَّه لم يكن شيوعيًّا- لتضعَ الشيوعية يدها على أفغانستان بعد أن يقضيَ على الدعوة الإسلاميةِ، وفي ربيع الأول 1397هـ أعلن تشكيل حكومةٍ مدنية ونهاية الحكم العسكريِّ، فأخذ السُّخط يتزايد عليه خاصَّة من أفراد القوات المسلحةِ، ولما أحسَّ داود بترجُّح كفَّة الشيوعيين خاصَّةً مع وجود 350 خبيرًا من الخبراء الروس الذين جلبهم إلى أفغانستانَ لدعم حكومتِه، بدأ بتصفية الشيوعيِّين والتقرُّب للدول الإسلامية، وفي 19 جمادى الأولى اغتُيل أحد زعماء حزب برشام الشيوعيِّ بتدبير من حزب محمد تراقي الشيوعي، واتُّهم محمد داود بالتآمر على قتلِه، فوقع انقلاب شيوعيٌّ في 22 جمادى الأول 1398هـ على داود، فأُودع السجن مع أفراد أسرتِه واغتُيل في يوم الانقلاب 15 ألفًا، وسلَّم الشيوعيون الرئاسة لأنور محمد تراقي زعيمِ حزب الشعبِ الشيوعيِّ, فأمر محمد تراقي بإخراج محمد داود من السجن، فقُتِل محمد داود وباقي أفراد أُسرته.

العام الهجري : 1399 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1979
تفاصيل الحدث:

هو أبو الأعْلى المَوْدوديُّ بنُ أحمَدَ حسن مودودي أميرُ الجماعة الإسلامية، وُلِدَ في 3 رجب سنة 1321هـ بمدينة أورَنْج آباد الدكن في حَيْدر آباد، وتلقَّى تعليمَهُ على يد والدِهِ، فتعلَّم المودوديُّ القُرآنَ والعربيةَ والحديثَ والفِقْه حتى حَفِظَ المُوطَّأَ، ثم دخل الثانويَّةَ وهو ابن 11 سنةً لنُبوغِهِ، ثم بعد ذلك بدأ العملَ في الصَّحافةِ التي وجَدَ فيها مجالًا للدَّعْوة والتَّعْليم، وكان يُصدِرُ مجلةَ ترجمان القُرآن، وأسَّس الجماعةَ الإسلاميةَ في لاهورَ بهَدَف الدَّعْوة إلى الإسلام، وتمَّ انتخابُهُ أميرًا لها في 3 شعبان 1360 هـ / 26 أغسطس 1941م، وبعد عامَينِ نقلتِ الجماعةُ الإسلاميةُ مركزَها الرئيسيَّ من لاهورَ إلى دار السَّلام، ومع إعلانِ قيام دَوْلة باكستان 1366 هـ / 1947م عاد المودوديُّ مع زُملائِهِ إلى لاهور مرَّةً أخرى؛ حيث مقرُّ الجماعةِ الإسلاميةِ بها، وبعد قيام باكستان بنحو خمسةِ أشهُرٍ ألقى المودوديُّ أولَ خِطابٍ له في كُلية الحُقوق، وطالب بتشكيلِ النِّظام الباكستاني طِبقًا للقانون الإسلامي، وظلَّ المودوديُّ يُلِحُّ على مُطالبة الحكومة بهذا المطلب، فألقى خطابًا آخَرَ في اجتماعٍ عامٍّ بكراتشي في ربيع الآخر 1367 هـ / مارس 1948م تحت عُنوان "المُطالبةُ الإسلاميةُ بالنِّظامِ الإسلاميِّ"، فاعتقلته الحكومة مع عددٍ من قادةِ الجماعةِ الإسلاميةِ في غُرَّة ذي الحِجَّة 1367 هـ / 4 أكتوبر 1948م إلى أن أُطلِقَ سراحُهُ في 11 شعبان 1369 هـ / 28 من مايو 1950م، ثم اعتُقِلَ في 1372هـ، وبعد أربعةِ أيَّامٍ من اعتقاله حُكِمَ عليه بالقتل، ثم تم تَخْفيف حُكم القتل والحُكم عليه بالسَّجْن مدى الحياة، ثم صدر حُكم بالعَفْو عنه في 1374 هـ / 1955م. كانت حياةُ المودوديِّ العِلْميةُ مليئةً بالتَّأليف والعَمَل والنَّشاط؛ فقد ألَّفَ أكثَرَ من مائةٍ وعِشرينَ كتابًا وكُتيِّبًا، غير المُحاضَرات والمَقالات منها: كتاب ((الحِجابُ))، و ((مبادئُ الإسلامِ))، و ((نحن والحَضارةُ الغربيَّةُ))، و ((المُصطَلَحاتُ الأربعةُ في القُرآنِ))، و ((تفسيرُ سُورةِ النُّور))، وغيرُها كثيرٌ، تُوفِّيَ المودوديُّ في الأول من ذي القعدة / 22 أيلول في نيويورك بأمريكا، ونُقِلَ جُثمانُهُ إلى باكستانَ، ودُفِنَ في المَنْصورةِ بلاهورَ.

العام الهجري : 1413 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1992
تفاصيل الحدث:

وُلد أبو القاسم الخوئي في ليلة النصف من شهر رجبٍ سنةَ 1317هـ الموافق 19/11/1899م، في مدينة خوي من إقليم أذربيجانَ في إيرانَ، ويُنسَب إلى عائلةٍ ذات أُصول عَلَويَّة (موسوية)، نسبة إلى (موسى الكاظم)، قام الخوئي وهو ابن الثالثةَ عَشْرةَ بالهجرة إلى العراق للالتحاق بوالده علي أكبر الموسوي الخوئي الذي كان قد هاجَر قبلَه إلى النجَف، وبدأ الخوئي بدراسة علوم العربية، والمنطق، والأصول، والفقه، والتفسير، والحديث، وقد تتلمذ على يد شخصيات معروفة في الفقه الجعفري، مثل الشيخ فتح الله المعروف بشيخ الشريعة، والشيخ مهدي المازندراني، والشيخ ضياء الدين العراقي، وبعد نَيْله درجةَ الاجتهاد شغَلَ منبرَ التدريس لمدَّة تمتدُّ إلى أكثرَ من سبعين عامًا، ولذا لُقِّب بـ "أستاذ العلماء والمجتهدين". فقام الخوئي بالتدريس في مدارس النجَف، واختير مرجِعًا أعْلى للطائفة الشيعية بعد وفاة المرجِع الأعْلى محسن الحكيم عام 1969م، ولقد تتلمذ على يديه عددٌ كبيرٌ من علماء الشيعة المنتشرين في المراكز والحوزات العلميَّة الدينيَّة الشيعيَّة في أنحاء العالم، ومنهم علي البهشتي في العراق، وميرزا جواد التبريزي في إيران، ومحمد باقر الصدر في العراق، وقد ألَّف الخوئي عَشَرات الكتب منها: ((أجود التقريرات في أصول الفقه))، و((البيان في علم التفسير))، و((نفحات الإعجاز في علوم القرآن)). و((معجم رجال الحديث))، و((تفصيل طبقات الرواة في علم الرجال))، و((منهاج الصالحين في بيان أحكام الفقه))، وغيرها، وقد آلَت إليه مرجعيَّةُ الطائفة الشيعية في العالـم بعد وفاة السيِّد الحكيم سنة 1390هـ، وتمكَّن من المحافَظة على وجود واستمرار استقلاليَّة الحوزة العلميَّة في النجَف الأشرَف، وكان قد شارَك في دعم الانتفاضة الشعبيَّة التي حدَثَت في العراق سنة 1411هـ، فاعتقلَتْه السُّلْطات الحاكمة بعد إخماد الانتفاضة، ثم أَطْلَقت سراحَه، وكانت وفاتُه في عصر يوم السبت 8 صفر 1413هـ / الثامن من آب 1992م، في مسكنه في الكوفة، ومنعت السُّلْطات الحاكمة العراقية أن يُقام له تشييعٌ عامٌّ، فدُفن ليلًا في مَقْبرته الخاصة في جامع الخضراء في النجَف.

العام الهجري : 1419 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1999
تفاصيل الحدث:

هو حُسين بن طلال بن عبد الله بن الحسين، ثالثُ ملوك الأُردُنِّ، ينتهي نسبُه لآل البيت من الفرع الحَسَني، وُلد بعَمَّان سنةَ 1935م، وتلقَّى علومَه الأُولى بها، ثم انتقل للدراسة بكلية فكتوريا بالإسكندرية، ثم انتقلَ لإنجلترا، والتحق بكلية سانت هيرست العسكرية سنةَ 1950، وكان بصُحبة جَدِّه الملك عبد الله لحظةَ اغتياله سنةَ 1951م، وأُصيب في الحادث إصابةً طفيفةً، وبعد تنصيب أبيه طلال على عرش الأُردُنِّ بأيامٍ قليلةٍ قرَّرَ مجلس الأعيان عزلَه لعدم الصلاحية، وتمَّ انتخاب حُسين بن طلال ملكًا على الأُردُنِّ، وذلك تحت مجلس وصاية حتى يبلُغَ السنَّ القانونية «18سنة»، وأخذ الملك حُسين في تكريس نفوذه داخلَ الأُردُنِّ، فعزلَ الجنرال «جلوب» الإنجليزي عن قيادة الجيش الأُردُنِّيِّ سنةَ 1955م، ثم أنهى الانتدابَ البريطانيَّ سنةَ 1957م، ولكنْ ظلَّ على علاقةٍ وثيقةٍ ومتينةٍ جدًّا مع الإنجليز، ثم حاول إنشاءَ اتحاد عربي هاشمي مع ابن عمِّه ملكِ العراق فَيْصل الثاني، ولكنَّ هذا الاتحاد فشِلَ بسبب قيام الجمهورية في العراق، وبعد هزيمة 67 اقترحَ الملك حُسين أولَ مشروع للسلام معَ إسرائيلَ، ولكنَّه قوبِلَ بالرفض من اليهودِ والفِلَسْطينيين على حدِّ السواء، شارك الملك حُسين في كل مؤتمرات السلامِ التي عقَدَها العربُ معَ اليهودِ، وقد وقَّعَ معَ اليهود اتفاقَ وادي عربة سنةَ 1994م، وبموجِبِه أقامت الأُردُنُّ علاقاتٍ كاملةً مع إسرائيلَ، وكان الملك حُسين على عَلاقة متينة معَ الغربِ، وقد أُصيب بالسرطان سنةَ 1992م، وظلَّ يُعالَجُ لمُدَّة طويلةٍ، وقبلَ وَفاته بأيام عاد للأُردُنِّ من الخارج، وعزَلَ أخاه الأميرَ الحسنَ عن ولايةِ العهدِ، وعيَّنَ وَلَدَه عبدَ الله بدلًا منه، ثم مات في 21 شوال 1419هـ ـ 7 فبراير 1999م. وإثْرَ وَفاة الملك حُسين بن طلال، نُصِّبَ الأميرُ عبدُ لله بن حُسين ملكًا دستوريًّا، وعُيِّنَ الأميرُ حمزةُ بن حُسين وليًّا للعهد.

العام الهجري : 1421 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 2001
تفاصيل الحدث:

أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ صالحِ بنِ سليمانَ بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ عُثمانَ (الذي كان مَعروفًا بعُثيمينٍ تَصغيرًا) التميميُّ، نزَحَ أجدادُه من الوشمِ إلى عُنيزةَ، التي وُلد فيها الشيخ محمد سنةَ 1347هـ في السابع والعشرين من شهر رمضانَ، في بيت علمٍ واستقامةٍ، وكان الشيخ قد رُزق ذكاءً وهمَّةً عاليةً، مع إعراضٍ عن الدنيا، يأمُرُ بالمعروف، ويَنْهى عن المنكرِ، صَبورًا حازمًا حريصًا على وقته، معَ زُهدٍ وورَعٍ، تتلمذَ على يد عددٍ من العلماء من أبرزهم: الشيخُ عبدُ الرحمن بنُ سِعديٍّ، والشيخُ عبدُ العزيز بنُ بازٍ، والشيخُ محمدٌ الأمينُ الشنقيطيُّ، وعلى جَدِّه الشيخِ عبدِ الرحمنِ بنِ سليمانَ آلَ دامغٍ، وغيرِهم، وكان قد تصدَّرَ للتدريس في جُمادى الآخرةِ 1376هـ، وبَقيَ إلى وفاتِه يُقدِّمُ للأمة الإسلامية عِلمًا وفِقهًا بأسلوبٍ سهلٍ يَفهَمُه العامةُ والخاصةُ، وهذا من ميزات الشيخِ رحمه اللهُ، وجمَعَ في تعليمِه بين مدرسَتَيِ الفقهاءِ والمحدِّثينَ، فغدا فقيهَ عصرِه، ولا أدلَّ على ذلك من أشرطتِه السمعيَّة التي شرحَ فيها العديدَ من المتونِ في مختلِفِ الفنون، من الحديث، والنحو، والفقه، والأصول، وأشهرُها الشرحُ الممتعُ بالإضافة للفتاوى، وكذلك مؤلَّفاتُه التي بلغت قُرابةَ المئةِ وخمسةَ عَشَرَ مؤلَّفًا بين كتابٍ وكُتيِّبٍ، منها: ((أصول التفسير))، و((الأصول من علم الأصول))، و((حكم تارك الصلاة))، و((رسالة في صفة الصلاة))، و((شرح لمعة الاعتقاد))، و((الشرح الممتع))، و((القواعد المثلى))، و((القول المفيد على كتاب التوحيد))، وغيرها كثيرٌ، أثْرى بها المكتبةَ الإسلاميةَ، فجزاه اللهُ خيرًا، أمَّا وفاتُه فكانت في عصر يوم الأربعاء، في الخامسَ عَشَرَ من شوالٍ 1421هـ / العاشر من كانون الثاني 2001م، إثْرَ مرضٍ ألمَّ به في أمعائه، وكان في المستشفى التخصصي بجُدَّةَ، وصُلِّيَ عليه في اليوم التالي بعد صلاة العصر في المسجد الحرام، ودُفِنَ بمقبرة العدل، بجوار شيخه الإمام ابن بازٍ، الذي تُوفيَ قبلَه بسنةٍ وثمانية أشهرٍ وثمانيةَ عَشَرَ يومًا. رحمهما اللهُ رحمةً واسعةً، وجزاهما عن الإسلام والمسلمين خيرًا.

العام الهجري : 1426 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 2005
تفاصيل الحدث:

الملكُ فهدُ بنُ عبدِ العزيزِ هو الابنُ التاسعُ من أبناء الملك عبدِ العزيزِ آلَ سعودٍ الذكور -رحمهما اللهُ- وهو خامسُ ملوك المملكة العربية السعودية، وأولُ مَن تلقَّب بخادم الحرمَينِ الشريفَينِ رسميًّا بإعلانه ذلك في المدينة المنورة، تولَّى مقاليدَ الحُكم في 21 شعبان 1402هـ الموافق13 يونيو 1982م، وذلك بعد وفاة أخيه غير الشقيق الملك خالد بن عبد العزيز، تعرَّض الملك فهد إلى جَلْطة في عام 1995م، وتولَّى الأمير عبد الله بن عبد العزيز إدارة شؤون الحكم اليومية نظرًا لمرض الملك، وُلد الملك فهدٌ في الرياض عامَ 1921م 1340هـ، ووالدتُه هي الأميرة حصَّة بنت أحمد بن محمد السديري، وهو الأخ الشقيق للأمراء السبعة: سلمان، ونايف، وسلطان، وأحمد، وعبد الرحمن، وتركي الثاني، وفي عام 1954م تولَّى الأمير فهد بن عبد العزيز وزارةَ التعليم، كما أصبح الأميرُ فهدُ بنُ عبد العزيز يتولَّى المباحثات من الجانب السعودي خلالَ انعقاد جامعة الدول العربية، كما تولَّى وزارةَ الداخلية في عهد الملك فَيْصل، تميَّز عهدُه بصدور النظام الأساسي للحُكم، ونظام مجلس الشورى، ونظام المناطق في 26 رجب 1412 هجرية الموافق 31 يناير 1992م، أسهم الملك فهد بن عبد العزيز في حل الكثير من الأزمات العربية في عهده، وأهمُّها: اتفاق الطائف الذي وحَّد لُبنان وأنْهى الحرب الأهلية فيها، كما قدَّم دعمًا ماديًّا وسياسيًّا لإنهاء اضطهاد المسلمين في البوسنة خلال حرب البَلْقان، أُعلن عن وفاته رسميًّا في يوم الاثنين 25 جمادى الثانية 1426هـالموافق 1 أغسطس 2005م في مستشفى الملك فَيْصل التخصصي بمدينة الرياض، بعدَ إصابته بالتهابٍ رِئويٍّ حادٍّ، ودُفن الملك فهد -رحمه الله- في مقبرة العود في الرياض، وتمَّ تنصيبُ الأمير عبد الله بن عبد العزيز خلفًا له، والأمير سلطان بن عبد العزيز وليًّا للعهد.

العام الهجري : 728 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1328
تفاصيل الحدث:

هو الشَّيخُ الإمامُ العالمُ العَلَمُ العلَّامةُ الفقيهُ الحافِظُ الزاهِدُ العابِدُ القدوةُ شيخُ الإسلامِ: تقيُّ الدين أبو العباس أحمد بن شهاب الدين أبي المحاسن عبد الحليم بن أبي البركات عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم محمد بن الخضر بن محمد ابن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية الحراني ثمَّ الدمشقي، وكان مولِدُه يومَ الاثنين عاشر ربيع الأول بحران سنة 661، وقَدِمَ مع والده وأهلِه إلى دمشقَ وهو صغير، فسَمِعَ الحديثَ وقرأ بنفسِه الكثيرَ، وطلب الحديثَ وكُتُبَ الطبقاتِ والأثباتِ، ولازم السَّماعَ بنفسه مُدَّةَ سنين، وقَلَّ أن سَمِعَ شَيئًا إلَّا حَفِظَه، ثم اشتغل بالعلومِ، وكان ذكيًّا كثيرَ المحفوظ، فصار إمامًا في التفسير وما يتعلَّق به عارفًا بالفقه، فيقال: إنه كان أعرَفَ بفقه المذاهِبِ مِن أهلِها الذي كانوا في زمانِه وغيره، وكان عالِمًا باختلاف العلماء، عالِمًا في الأصول والفروعِ، والنحو واللغة، وغير ذلك من العلوم النَّقليَّة والعقلية، وما قُطع في مجلسٍ، ولا تكَلَّمَ معه فاضِلٌ في فنٍّ مِن الفنونِ إلَّا ظَنَّ أنَّ ذلك الفَنَّ فَنُّه، ورآه عارفًا به متقِنًا له، وأما الحديثُ فكان حامِلَ رايتِه حافظًا له مميِّزًا بين صحيحِه وسقيمِه، عارفًا برجاله متضَلِّعًا من ذلك، وله تصانيفُ كثيرة وتعاليقُ مُفيدة في الأصولِ والفروع، كمُلَ منها جملةٌ وبُيِّضَت وكُتِبَت عنه وقُرِئَت عليه أو بَعضُها، وجملةٌ كبيرةٌ لم يُكمِلْها، وأثنى عليه وعلى علومِه وفضائِلِه جماعةٌ من عُلَماءِ عَصرِه، وأمَّا أسماءُ مُصَنَّفاتِه وسيرته وما جرى بينه وبين الفُقَهاءِ والدولة وحَبسُه مراتٍ وأحوالُه، فلا يُحتَمَلُ ذِكرُ جَميعِها في هذا الموضِعِ، توفِّيَ في ليلة الاثنين والعشرين من ذي القعدة بقلعةِ دمشق بالقاعةِ التي كان محبوسًا بها، وحضر جمعٌ كثيرٌ إلى القلعة، وأُذِنَ لهم في الدخول عليه، وجَلَس جماعة عنده قبل الغُسلِ واقتصروا على مَن يُغَسِّلُه، فلما فُرِغَ مِن غُسلِه أُخرِجَ ثم اجتمع الخَلقُ بالقلعة والطريقِ إلى الجامعِ، وامتلأ بالجامع أيضًا وصَحنِه والكلاسة وباب البريد وباب الساعات إلى باب اللبادين والغوارة، وحضرت الجنازةُ في الساعة الرابعة من النهار أو نحو ذلك ووُضِعَت في الجامع، والجندُ قد احتاطوا بها يحفَظونَها من النَّاسِ مِن شِدَّة الزحام، وصُلِّيَ عليه أولًا بالقلعة، تقدَّمَ في الصلاة عليه أولًا الشيخ محمد بن تمام، ثم صُلِّيَ عليه بالجامِعِ الأمويِّ عَقيبَ صلاة الظهر، وقد تضاعَفَ اجتِماعُ الناس ثم تزايد الجَمعُ إلى أن ضاقت الرِّحابُ والأزِقَّة والأسواق بأهلِها ومَن فيها، ثم حُمِلَ بعد أن صُلِّيَ عليه على الرؤوس والأصابع، وخرج النَّعشُ به من باب البريد واشتدَّ الزحامُ وعَلَت الأصواتُ بالبُكاء والنَّحيب والترحُّم عليه والثَّناء والدعاء له، وألقى الناسُ على نعشِه مناديلَهم وعمائِمَهم وثيابَهم، وذهبت النِّعالُ مِن أرجُلٍ, وبالجملةِ كان يومُ جنازته يومًا مشهودًا لم يُعهَدْ مثلُه بدمشقَ إلَّا أن يكون في زمَنِ بني أمية حين كان الناسُ كثيرين، وكانت دار الخلافة، ثم دُفِنَ عند أخيه قريبًا من أذان العصر على التحديد، ولا يمكِنُ أحدًا حصرُ من حضر الجِنازةَ، وتقريبُ ذلك أنَّه عبارةٌ عمَّن أمكنه الحضورُ من أهل البلَدِ وحواضِرِه ولم يتخلَّفْ مِن الناس إلا القَليلُ مِن الصغار والمخَدَّرات، وما تخلَّفَ أحدٌ من أهل العلمِ إلَّا النفرُ اليسير تخلَّف عن الحضور في جنازته، وهم ثلاثةُ أنفس: وهم ابنُ جملة، والصدر، والقفجاري، وهؤلاء كانوا قد اشتهروا بمعاداتِه فاختَفَوا من الناس خوفًا على أنفُسِهم، بحيث إنَّهم علموا متى خرجوا قُتِلوا وأهلَكَهم الناس، ورُئيَت له مناماتٌ صالحةٌ عَجيبةٌ، ورُثِيَ بأشعارٍ كثيرة وقصائِدَ مُطَوَّلة جدًّا، وقد أُفرِدَت له تراجِمُ كثيرة، وصَنَّف في ذلك جماعةٌ من الفضلاء وغيرهم، ويدُلُّ على علمِه وفَضلِه مُصَنَّفاتُه، كالتفسير، ومنهاج السنة، ودرء تعارض العقل والنقل، وفتاويه التي جُمِعَت، وغيرها كثير، كان جريئًا قويًّا لا يخاف في الله لومةَ لائم، حثَّ الناسَ والأمراء على جهاد التتار، بل ذهب بنفسه لمقابلةِ مَلِكهم قازان حين جاء ليدخُلَ دمشق وقال له: أنت تدعي أنك مسلم فلمَ جئت تغزو بلاد الإسلامِ؟ وغير ذلك من المواقف المشَرِّفة، مثل وقت استفتاه السلطان الناصر محمد بن قلاوون في قَتْلِ الفقهاء والقضاة الذين كانوا ضِدَّه يومَ خَلَع نفسَه وكانوا مع المظفَّر بيبرس، وكان منهم من آذى الشيخَ نَفسَه، فلم يُفْتِ له الشيخُ بأذِيَّتِهم، بل بيَّنَ له حُرمةَ وقَدرَ العُلَماءِ، وقال: إنَّه لا ينتصر لنفسِه، وكلُّ من آذاه فهو في حِلٍّ، وهذا من تمامِ فَضلِه وحُسنِ خُلُقِه، وله الأثرُ الكبيرُ في مُناظرة أهلِ البِدَع والعقائِدِ الفاسدة بما أحيا اللهُ على يديه ممَّا اندرس بين النَّاسِ منها، فكان بحَقٍّ مُجَدِّدًا للدين، فرحمه الله تعالى وجزاه عن الإسلامِ والمسلمين خيرًا.

العام الهجري : 743 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1342
تفاصيل الحدث:

لَمَّا خُلِعَ السلطانُ الناصِرُ تحصَّن بالكركِ، فرَسَم السلطانُ الصَّالِحُ إسماعيلُ بإحضار المجرَّدين إلى الكرك وعيَّنَ عِوَضَهم تجريدةً أخرى إلى الكرك، وهي التجريدةُ السابعة، فيها الأميرُ بيبرس الأحمدي، والأمير كوكاي، وعشرون أمير طبلخاناه، وستة عشر أمير عشرة، وكتب بخروج عسكرٍ أيضًا من دمشق ومعهم المنجنيق والزحَّافات، وأرسل أيضًا مع الأحمدي أربعةَ آلاف دينار لِمن عساه ينزِلُ إليه من قلعة الكركِ طائعًا، وجهَّزَ معه تشاريفَ كثيرةً، وعُيِّنَت لهم الإقاماتُ، وكان الوقتُ شِتاءً، فقاسَوا من الأمطار مشقاتٍ كثيرة، وأقاموا نحو شهرين، فاستعَدَّ لهم المَلِكُ الناصر، وجمع الرجالَ وأنفق فيهم مالًا كثيرًا، وفَرَّق فيهم الأسلحةَ المُرصَدة بقلعة الكرك، ورَكِبَ المنجنيق الذي بها، ووقَعَ بينهم القتالُ والحصارُ، واشتَدَّ الحصارُ على المَلِك الناصر بالكرك، وضاقت عليه هو ومن معه لقِلَّة القوت، وتخلَّى عنه أهل الكرك، وضَجِروا من طولِ الحصار، ووعَدوا الأمراءَ بالمساعدة عليه، فحُمِلَت إليهم الخِلَع ومبلغَ ثمانين ألف درهم، هذا وقد استهَلَّ السلطان في أول سنة 745 بتجريدةٍ ثامنة إلى الكرك، وعيَّنَ فيها الأمير منكلي بغا الفخري والأميرَ قماري والأمير طشتمر طلليه؛ ولم يجِد السلطانُ في بيت المال ما ينفِقُه عليهم، فأخذ مالًا من تجارِ العَجَم ومن بنت الأمير بكتمر الساقي على سبيل القَرضِ، وأنفق فيهم، وخرج المجرَّدون في يوم الثلاثاء حادي عشر المحرم سنة 745، وهؤلاء نجدة لمن توجَّه قبلهم خوفًا أن يمَلَّ مَن كان توجَّه من القتال، فيجِدَ النَّاصِرُ فرجًا بعَودِهم عنه، وقُطِعَت الميرة عن الملك الناصر، ونَفِدَت أموالُه من كثرة نفقاته، فوقع الطَّمَعُ فيه، وأخَذَ بالغ- وكان أجَلَّ ثقات الناصر- في العمل عليه، وكاتَبَ الأمراء ووعدهم بأنه يُسَلِّمَ إليهم الكرك، وسأل الأمانَ، فكُتِب إليه من السلطانِ أمانٌ، وقَدِمَ إلى القاهرة ومعه مسعودٌ وابن أبي الليث، وهما أعيانُ مشايخ الكرك، فأكرمهم السلطان وأنعم عليهم، وكتب لهم مناشيرَ بجميع ما طلبوه من الإقطاعاتِ والأراضي، وكان من جملة ما طلبه بالِغ وحده نحو أربعمائة وخمسين ألف درهم في السنة، وكذلك أصحابُه، ثم أعيدوا إلى الكركِ بعدما حلفوا، ثم ركب العسكر للحرب، وخرج الكركيون فلم يكن غيرُ ساعة حتى انهزموا منهم إلى داخِلِ المدينة، فدخل العسكر أفواجًا واستوطنوها، وجَدُّوا في قتال أهل القلعةِ عِدَّة أيام، والناسُ تَنزِلُ إليهم منها شيئًا بعد شيءٍ حتى لم يبقَ عند الملك الناصر أحمد بقلعةِ الكرك سوى عشرة أنفُس، فأقام يرمي بهم على العسكر وهو يجِدُّ في القتال ويرمي بنفسِه، وكان قويَّ الرميِ شُجاعًا، إلى أن جُرِحَ في ثلاثة مواضع، وتمكَّنَت النقابة من البرج وعَلَّقوه وأضرموا النار تحته، حتى وقع، وكان الأميرُ سنجر الجاولي قد بالغ أشَدَّ مبالغة في الحصار، وبذل فيه مالًا كثيرًا، ثم هجم العسكرُ على القلعة في يوم الاثنين الثاني والعشرين من صفر سنة 745 فوجدوا الناصِرَ قد خرج من موضِعٍ وعليه زردية، وقد تنكَّب قَوسَه وشَهَر سَيفَه، فوقفوا وسَلَّموا عليه، فردَّ عليهم وهو متجَهِّم، وفي وجهِه جرحٌ وكَتِفُه أيضًا يسيلُ دمًا، فتقَدَّم إليه الأمير أرقطاي والأمير قماري في آخرين، وأخذوه ومَضَوا به إلى دهليز الموضِعِ الذي كان به وأجلَسوه، وطَيَّبوا قلبه وهو ساكِتٌ لا يجيبهم، فقَيَّدوه ووكَلوا به جماعة، ورتَّبوا له طعامًا، فأقام يومَه وليلته، ومن باكِرِ الغد يُقَدَّمُ إليه الطعام فلا يتناوَلُ منه شيئًا إلى أن سألوه أن يأكُلَ، فأبى أن يأكُلَ حتى يأتوه بشابٍّ يقال له عثمان، كان يهواه، فأتوَه به فأكل عند ذلك، وخرج الأميرُ ابن بيبغا حارس طير بالبشارةِ إلى السلطانِ الملك الصالح، وعلى يَدِه كتب الأمراء، فقَدِمَ قلعة الجبل في يوم السبت ثامن عشرين صفر، فدُقَّت البشائِرُ سبعة أيام، وأخرج السلطانُ منجك اليوسفي الناصريَّ السلاح دار ليلًا من القاهرة لقَتلِ الملك الناصر أحمد من غير مشاورةِ الأمراء في ذلك، فوصل إلى الكرك وأُدخِلَ على الملك الناصر وأخرَجَ الشابَّ مِن عنده، ثم خنَقَه في ليلة رابع شهر ربيع الأول، وقَطَع رأسه، وسار من ليلته ولم يَعلَمِ الأمراءُ ولا العسكَرُ بشيء من ذلك، حتى أصبحوا وقد قطع منجك مسافة بعيدةً، وقدم منجك بعد ثلاثةِ أيام قلعة الجبل ليلًا، وقَدَّم الرأسَ بين يدي السلطان- وكان ضخمًا مهولًا له شعر طويل- فاقشعَرَّ السلطان عند رؤيته وبات مرجوفًا، وطلب الأمير قبلاي الحاجب، ورسم له أن يتوجَّهَ لحفظ الكرك إلى أن يأتيَه نائبٌ لها، وكتب السلطانُ بعود الأمراء والعساكر المجردين إلى الكرك، فكانت مُدَّةُ حصار الملك الناصر بالكرك سنتين وشَهرًا وثلاثةَ أيام.

العام الهجري : 422 العام الميلادي : 1030
تفاصيل الحدث:

كان المُعتَدُّ بالله أبو بكر هِشامُ بنُ مُحمَّدِ بنِ عبدِ المَلِك بن عبد الرحمن النَّاصر الأمويُّ أميرَ قُرطُبةَ، لكنَّه لم يَقُمْ بها إلا يسيرًا حتى قامت عليه طائفةٌ مِن الجُندِ فخُلِعَ، وجَرَت أمورٌ مِن جُملتِها إخراجُ المُعتَدِّ بالله مِن قَصرِه هو وحشَمُه والنِّساءُ حاسراتٍ عن أوجُهِهنَّ حافيةً أقدامُهنَّ إلى أن أُدخِلوا الجامِعَ الأعظَمَ على هيئةِ السَّبايا، فأقاموا هنالك أيامًا يُتعَطَّفُ عليهم بالطَّعامِ والشَّرابِ إلى أن أُخرِجوا عن قُرطُبةَ، ولَحِقَ هِشامٌ ومَن معه بالثُّغورِ بعد اعتقاله بقُرطُبةَ، فلم يزَلْ يجولُ في الثغور إلى أن لَحِقَ بابن هود المتغَلِّب على مدينة لاردة وسرقسطة وأفراغة وطرطوشة وما والى تلك الجهاتِ، فأقام عنده هشامٌ إلى أن مات في سنة 427 ولا عَقِبَ له، فهِشامٌ هذا آخِرُ مُلوكِ بني أميَّة بالأندلُسِ، وبخَلْعِه انقطَعَت الدَّعوةُ لبني أميَّةَ وذِكرُهم على المنابِرِ بجَميعِ أقطارِ الأندلس، ولَمَّا انقَطَعَت دعوةُ بني أمية استولى على تدبيرِ مُلكِ قُرطُبةَ أبو الحزم جهورُ بنُ مُحمَّدِ بنِ جهور وهو قديمُ الرِّياسةِ شَريفُ البيتِ، كان آباؤه وزراءَ الدَّولةِ الحَكَميَّة والعامريَّة، فلمَّا خلا له الجوُّ وأصفَرَ الفِناءُ وأقفَرَ النادي من الرُّؤساءِ وأمكَنَتْه الفرصةُ؛ وثَبَ عليها فتولى أمْرَها واضطلَعَ بحِمايتِها، ولم ينتَقِلْ إلى رتبةِ الإمارةِ ظاهرًا بل دَبَّرَها تدبيرًا لم يُسبَقْ إليه؛ وذلك أنَّه جعَلَ نَفسَه مُمسِكًا للمَوضِعِ إلى أن يجيءَ مَن يتَّفِقُ النَّاسُ على إمارتِه فيُسَلِّم إليه ذلك، ورتَّبَ البوَّابينَ والحَشَم على تلك القُصورِ على ما كانت عليه أيامَ الدَّولةِ، ولم يتحَوَّلْ عن دارِه إليها، وجعَلَ ما يرتَفِعُ مِن الأموالِ السُّلطانيَّةِ بأيدي رجالٍ رَتَّبَهم لذلك، وهو المُشرِفُ عليهم، وصَيَّرَ أهلَ الأسواقِ جُندًا له وجَعَلَ أرزاقَهم رُؤوسَ أموالٍ تكونُ بأيديهم مُحصاةً عليهم، يأخذونَ رِبحَها، ورُؤوسُ الأموالِ باقيةٌ مَحفوظةٌ يُؤخَذونَ بها ويُراعَونَ في كُلِّ وَقتٍ كيف حِفظُهم لها، وفَرَّقَ السِّلاحَ عليهم واستمَرَّ أمْرُه على ذلك إلى أن مات في غُرَّةِ صَفَر سَنةَ 435، ثم ولِيَ ما كان يتولَّى مِن أمر قُرطُبةَ بَعدَه ابنُه أبو الوليدِ مُحَمَّدُ بنُ جهور فجرى في السياسةِ وحُسنِ التدبيرِ على سَنَنِ أبيه غيرَ مُخِلٍّ بشيءٍ مِن ذلك إلى أن مات أبو الوليدِ في شوَّال من سنة 443.

العام الهجري : 498 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1105
تفاصيل الحدث:

هو السلطان ركن الدولة بركيارق بن السلطان ملكشاه بن السلطان ألب أرسلان بن داود بن سلجوق بن دقماق السلجوقي أبو المظفر، كانت سلطنته اثنتي عشرة سنة وأربعة أشهر، جرت له خطوبٌ طويلة وحروب هائلة، خُطِب له ببغداد ست مرات, فقاسى من الحروب واختلاف الأمور عليه ما لم يقاسِه أحد، واختلفت به الأحوال بين رخاء وشدة، ومُلكٍ وزواله، وأشرفَ في عدة نُوَب بعد إسلام النعمة على ذَهاب المُهجة, ولم يُهزَم في حروبه غيرَ مرَّة واحدة، وكان أمراؤه قد طمعوا فيه للاختلاف الواقع بينه وبين أخيه محمد، حتى إنهم كانوا يطلبون نوَّابَه ليقتلوهم، فلا يمكِنُه الدفعُ عنهم، وكان متى خطب له ببغداد وقع الغلاءُ، ووقفت المعايشُ والمكاسِبُ، وكان أهلها مع ذلك يحبُّونه، ويختارون سلطانه, وكان حليمًا كريمًا، صبورًا عاقلًا كثيرَ المداراة، حَسَنَ القدرة، لا يبالِغُ في العقوبة، وكان عفوُه أكثر من عقوبته. ولما قويَ أمره هذه السنة وأطاعه المخالِفون وانقادوا له؛ أدركته منيته. كان قد مرض بأصبهان بالسلِّ والبواسير، فسار منها في محفة طالبًا بغداد، فلما وصل إلى بروجرد ضَعُف عن الحركة، فأقام بها أربعين يومًا، فاشتدَّ مرضه، فلما أيس من نفسِه خلع على ولده ملكشاه، وعمره حينئذ أربع سنين وثمانية أشهر، وخلع على الأمير إياز، وأحضر جماعةً من الأمراء، وأعلمهم أنه قد جعل ابنَه وليَّ عهده في السلطنة، وجعل الأميرَ إياز أتابكه -الأمير الوالد- وأمرهم بالطاعةِ لهما، ومساعدتهما على حفظ السلطنة لولده، والذب عنها، فأجابوا كلهم بالسمع والطاعة لهما، وبَذْل النفوس والأموال في حفظ ولده وسلطنته عليه، واستحلفهم على ذلك، فحلفوا، وأمرهم بالمسير إلى بغداد فساروا، فلما كانوا على اثني عشر فرسخًا من بروجرد وصلهم خبر وفاته، فلما سمع الأمير إياز بموته أمر وزيره الخطير المبيذي وغيره بأن يسيروا مع تابوته إلى أصبهان، فحُمِل إليها ودُفِن فيها، مات بركيارق عن عمر أربع وعشرين سنة وشهور. ثم خُطِب لملكشاه بن بركيارق ببغداد في جمادى الأولى، فلم يتِمَّ أمرُه، عدا عليه عمُّه محمد الذي كان ينازع أخاه بركيارق، فانتزع السلطنة وقتل الوصيَّ إياز.

العام الهجري : 508 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1115
تفاصيل الحدث:

توفِّي الملك علاء الدولة أبو سعد مسعود بن أبي المظفر إبراهيم بن أبي سعد مسعود بن محمود بن سبكتكين، صاحب غزنة، في شوال، وملك بعده ابنه أرسلانشاه، فقبض على إخوته وسجنهم، وهرب أخ له اسمه بهرام إلى خراسان، فوصل إلى السلطان سنجر بن ملكشاه، فأرسل إلى أرسلانشاه في معناه، فلم يسمع منه، ولا أصغى إلى قوله، فتجهز سنجر للمسير إلى غزنة، وإقامة بهرامشاه في الملك، فأرسل أرسلانشاه إلى السلطان محمد يشكو من أخيه سنجر، فأرسل السلطان إلى أخيه سنجر يأمره بمصالحة أرسلانشاه، وترك التعرُّض له، وقال للرسول: إن رأيت أخي وقد قصدهم وسار نحوهم، أو قارب أن يسير، فلا تمنَعْه، ولا تبلغه الرسالة، فإن ذلك يَفُتُّ في عضده ويوهِنُه، ولا يعود، ولأن يملك أخي الدنيا أحبُّ إليَّ. فوصل الرسول إلى سنجر، وقد جهز العساكِرَ إلى غزنة، وجعل على مقدمته الأمير أنر، متقدم عسكره، ومعه الملك بهرامشاه، فساروا حتى بلغوا بست، وسمع أرسلانشاه الخبر، فسيَّرَ جيشًا كثيفًا، فهزماه ونهباه، وتجهز السلطان سنجر بعد أنر للمسير بنفسه، فأرسل إليه أرسلانشاه أخت الملك سنجر من السلطان بركيارق؛ لتشفع له عند سنجر، لكنها هونت أمره على سنجر، وأطمعته في البلاد، وسهَّلت الأمر عليه، فسار الملك سنجر، فلما وصل إلى بست أرسل خادمًا من خواصه إلى أرسلانشاه في رسالة، فقبض عليه في بعض القلاع، فسار حينئذ سنجر مجدًّا، فلما سمع بقربه منه أطلق الرسول، ووصل سنجر إلى غزنة، ووقع بينهما المصاف على فرسخ من غزنة بصحراء شهراباذ، فكانت الهزيمة على الغزنوية، ودخل السلطان سنجر غزنة في العشرين من شوال سنة عشر وخمسمائة، ومعه بهرامشاه. وكان قد تقرَّر بين بهرامشاه وبين سنجر أن يجلس بهرام على سرير جده محمود بن سبكتكين وَحْدَه، وأن تكون الخطبة بغزنة للخليفة وللسلطان محمد، وللملك سنجر، وبعدهم لبهرامشاه. فلما دخلوا غزنة كان سنجر راكبًا، وبهرامشاه بين يديه راجلًا، حتى جاء السرير، فصعد بهرامشاه فجلس عليه، ورجع سنجر، وكان يُخطَب له بالمُلك، ولبهرامشاه بالسلطان، على عادة آبائه.