الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3316 ). زمن البحث بالثانية ( 0.01 )

العام الهجري : 122 العام الميلادي : 739
تفاصيل الحدث:

خَرَج إليون مِن القُسطنطينيَّة ومعه مائةُ أَلفِ فارِس، فأُخبِرَ بذلك البَطَّال وهو عبدُ الله الأنطاكي فأَخبَر البَطَّالُ أَميرَ عَساكِر المسلمين بذلك، وكان الأَميرُ مالِك بن شَبيب، وقال له: المَصلَحةُ تَقتَضِي أن نَتحَصَّن في مَدينَة حَرَّان فنَكُون بها حتَّى يَقدُم علينا سُليمانُ بن هِشام بالمَدَد، فأَبَى عليه ذلك ودَهمَهم الجَيشُ، فاقْتَتَلوا قِتالًا شَديدًا والأَبطالُ تَحومُ بين يدي البَطَّال ولا يَتَجاسر أَحدٌ أن يُنَوِّه باسمِه خَوفًا عليه مِن الرُّوم، فاتَّفَق أن ناداهُ بَعضُهم وذَكَر اسمَه غَلَطًا منه، فلمَّا سمع ذلك فِرسانُ الرُّوم حَمَلوا عليه حَملةً واحِدةً، فاقْتَلعوه مِن سَرْجِه بِرِماحِهم فأَلقوه إلى الأَرضِ، ورَأى النَّاسَ يُقتَلون ويُأسَرون، وقُتِلَ الأميرُ الكَبيرُ مالِكُ بن شَبيب، وانكَسَر المسلمون وانطلقوا إلى تلك المدينة الخَراب فتَحَصَّنوا فيها، وانطَلَق ليون إلى المسلمين الذين تَحَصَّنوا فحاصَرَهم، فبينما هم في تلك الشِّدَّةِ والحِصار إذ جاءَتهُم البُرُدُ بِقُدومِ سُليمان بن هِشام بالمَدَدِ، ففَرَّ ليون في جَيشِه هارِبًا راجِعًا إلى بِلادِه -قَبَّحَهُ الله- فدَخَل القُسطنطينيَّة وتَحصَّن بها.

العام الهجري : 405 العام الميلادي : 1014
تفاصيل الحدث:

ذُكِرَ ليَمينِ الدَّولة الغزنويِّ أنَّ بناحيةِ تانشير فِيَلةً مِن جنسِ فِيَلةِ الصيلمان الموصوفةِ في الحربِ، وأنَّ صاحِبَها غالٍ في الكُفرِ والطُّغيان، والعِنادِ للمُسلِمينَ، فعَزَم على غَزوِه في عُقرِ دارِه، فسار في الجنودِ والعساكِرِ والمتطَوِّعة، فلَقِيَ في طريقِه أوديةً بعيدةَ القَعرِ، وَعْرةَ المسالِك، وقِفارًا فسيحةَ الأقطارِ والأطراف، بعيدةَ الأكنافِ، والماءُ بها قليلٌ، فلَقُوا شِدَّةً، وقاسَوا مَشقَّةً إلى أن قطَعُوها، فلَمَّا قارَبوا مَقصِدَهم لَقُوا نهرًا شديدَ الجريةِ، صَعْبَ المخاضةِ، وقد وقف صاحِبُ تلك البلادِ على طَرفِه، يمنَعُ مِن عُبورِه، ومعه عساكِرُه، وفِيَلَتُه التي كان يتعالى بها. فأمر يمينُ الدَّولةِ شُجَعانَ عَسكَرِه بعبورِ النَّهرِ، وإشغالِ الكُفَّارِ بالقتالِ ليتمَكَّنَ باقي العسكَرِ مِن العبور، ففعلوا ذلك، وقاتلوا الهنودَ، وشَغَلوهم عن حِفظِ النَّهرِ، حتى عبَرَ سائِرُ العسكَرِ في المخاضات، وقاتلوهم من جميعِ جِهاتِهم إلى آخِرِ النَّهارِ، فانهزم الهِندُ، وظَفِرَ المُسلِمونَ، وغَنِموا ما معهم من أموالٍ وفِيَلةٍ، وعادوا إلى غزنةَ مُوفرينَ ظافِرينَ.

العام الهجري : 447 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1055
تفاصيل الحدث:

سار قائدٌ كبيرٌ من الدَّيلمِ، يُسمَّى فولاذ، وهو صاحبُ قَلعةِ إصطخر، إلى شيراز، فدَخلَها وأَخرجَ عنها الأَميرَ أبا منصور فولاستون، ابنَ المَلِكِ أبي كاليجار، فقَصدَ فيروزآباذ وأَقامَ بها، وقَطعَ فولاذ خُطبةَ السُّلطانِ طُغرلبك في شيراز، وخَطبَ للمَلِكِ الرَّحيمِ، ولأَخيهِ أبي سعدٍ، وكاتَبَهُما يُظهِر لهُما الطَّاعةَ، فعَلِمَا أنَّه يَخدَعهُما بذلك، فسار إليه أبو سعدٍ، وكان بأرجان، ومعه عَساكرُ كثيرةٌ، واجتمع هو وأَخوهُ الأَميرُ أبو منصور على قَصْدِ شيراز ومُحاصرتِها بَعدَ أن اتَّفَقَا على طَاعةِ أَخيهِما المَلِكِ الرَّحيم، فتَوَجَّهَا نَحوَها فيمَن معهما مِن العَساكِر، وحَصَرَا فولاذ فيها، وطال الحِصارُ إلى أن عُدِمَ القُوتُ فيها، وبَلَغَ سِعرُ سَبعةِ أَرطالٍ حِنطَة بدِينار ومات أَهلُها جُوعًا، وكان مَن بَقِيَ فيها نحوَ أَلفِ إنسانٍ، وتَعَذَّرَ المُقامُ في البَلدِ على فولاذ، فخَرَجَ هاربًا مع مَن في صُحبَتِه من الديلم إلى نَواحي البَيضاءِ وقَلعةِ إصطخر، ودَخَل الأَميرُ أبو سعدٍ، والأميرُ أبو منصور شيراز، وعَساكِرُهما، ومَلَكوها، وأَقاموا بها.

العام الهجري : 807 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1404
تفاصيل الحدث:

استولى الأمير جكم الجركسي الظاهري على حلب، وقد كان سابقًا خرج عن الطاعة وتمالأ مع التركمان والعربان وأحدث عدة فتن، وأنعم على الأمير علان نائب حماة بموجود دمرداش النائب السابق لحلب، وأحسن جكم السيرة في حلب، وولَّى في القلاع نوابًا من جهته، فاجتمعت له حلب وحماة وطرابلس، وأما الأمير شيخ المحمودي نائب الشام فإنه خرج لأخذ صفد وعمل ثلاثين مدفعًا، وعدة مكاحل للنفط ومنجنيقين، وجمع الحجَّارين والنقَّابين وآلات الحرب، وخرج من دمشق ومعه جميع من عنده من عسكر مصر والشام، وقرا يوسف بجماعته، وجماعة السلطان أحمد بن أويس متملك بغداد، والتركمان الجشارية، وأحمد بن بشارة بعشرانه، وعيسى بن الكابولي بعشيره، بعدما نادى بدمشق من أراد النهب والكسب فعليه بصفد، فاجتمع له خلائق، وسار ومعه مائة جمل تحمل المدافع والمكاحل والمجانيق، والزحَّافات، والبارود، ونحو ذلك من آلات الحصار، وولي الأمير ألطنبغا العثماني نيابة صفد، فكتب يستدعي عشران صفد وعربانها وتركمانها، فقدم الأمير شيخ بمن معه إلى صفد وبعث أمامه تقي الدين يحيى بن الكرماني، وقد ولَّاه العسكر، ومعه قطلوبغا رأس نوبة بكتابه إلى الأمير بكتمر شلق يدعوه إلى موافقته، ويحذِّره من مخالفته، ويُعلِمه أن الأمير جكم قد أخذ حلب من الأمير دمرداش بالقهر، وأنه قادم إليه ومعه الأمير علان نائب حماة، فلم يُذعِن له بكتمر، وأبى إلا قتاله، فأحاط الأمير شيخ بقلعة صفد وحصرها من جميع جهاتها، وقد حصَّنها الأمير بكتمر وشحنها بالرجال والآلات، فاستمرَّت الحرب بينهم أيامًا، جرح فيها من الشيخية نحو ثلاثمائة رجل، وقتل ما ينيف على خمسين فارسًا، ثم إن الأمير جكم خرج من حلب يريد دمشق، وقد حضر إليه شاهين دوادار الأمير شيخ يستدعيه، وكان جكم قد سلم القلعة إلى شرف الدين موسى بن يلدق، وعمل حجابًا وأرباب وظائف، وعزم على أن يتسلطن ويتلقب بالملك العادل، ثم أخر ذلك وقدم دمشق ومعه الأمير قانباي، والأمير تغري بردي القجقاري وجماعة، وقد خرج الأمير شيخ والأمراء إلى لقائه، وأنزله في الميدان، فترفع على الأمراء ترفعًا زائدًا أوجب تنكُّرَهم عليه في الباطن، إلا أن الضرورة قادتهم إلى الإغضاء، فأكرموه، وأنزلوه، وحلفوه على القيام معهم على السلطان وموافقتهم، وأخذ في إظهار شعار السلطنة، فشَقَّ عليهم ذلك، وما زالوا به حتى تركه، وأقام معهم بدمشق ثم توجَّه منها مخفًّا إلى طرابلس، وترك أثقاله بدمشق، ليجمع عساكر طرابلس وغيرها ممن انضم إليه، وأما الأمير شيخ فإنه وقع الصلح بينه وبين الأمير بكتمر نائب صفد، وتحالفوا جميعًا على الاتفاق، ثم سار جكم من طرابلس في عشرينه، وخيَّم ظاهرها، فبعث شيخ السلماني يستدعي علان، فبعث إليه نائب شيزر على عسكر، ففرَّ ابن أمير أسد بمن معه وترك أثقاله، فأخذها السليماني، ورتب أمر قلعة صهيون، وجعل بيازير بها، وتوجه إلى علان - -وقد نزل على بارين - فتلقاه وبالغ في كرامته، وأنزله بمخيمه، فأخذ شيخ عند ذلك في مكاتبة أمراء طرابلس وتركمانها يدعوهم إلى طاعته، فأجابوه بالسمع والطاعة، ووعدوه بالقيام معه، فاضطرب أمر جكم، وانسلَّ عنه من معه، طائفة بعد أخرى، فمضى إلى الناعم وقد كثر جمع السليماني، فمشى ومعه علان يريدان جكم فتركهم، ومضى إلى دمشق، فأدركه في طريقه إليها الأمير سعد الدين إبراهيم بن غراب، ويشبك العثماني، وأقبغا دوادار الأمير يشبك الدوادار، يحثُّونه على القدوم، وقد سار من دمشق فسار معهم، وأركب السليماني تركمان طرابلس في أثر جكم، فأخذوا بعض أطرافه، وقدم السليماني طرابلس وأعاد الخطبة للسلطان، ومهَّد أمورها، وكتب يُعلِم السلطان بذلك، ثم خرج منها بعد يومين يستنفر الناس، فاجتمع عليه خلائق من التركمان، والعربان، والعشران، وعسكر طرابلس وكثير من عسكر حلب، وطائفة من المماليك السلطانية، وكان العجل بن نعير قد استولى على معاملة الحصن والمناصف، واستولى فارس بن صاحب الباز -وأخوه حسين- على سواحل اللاذقية، وجبلة، وصهيون، وبلاطنس، واستولى علم الدين على حصن الأكراد، وعصى بها، واستولى رجب بن أمير أسد على قلعة المرقب، فطرد السليماني العجل من المعاملة، ونزل على حصن الأكراد وحصرها حتى أخذها، وأعاد بها الدعاء للسلطان، وأخذ في استرجاع الساحل، فقدم عليه الخبر بولاية الأمير قانباي طرابلس، ووصول متسلمه سيف الدين بوري -ومعه شهاب الدين أحمد الملطي- على ظهر البحر من ديار مصر، ففتَّ ذلك في عضده، وصار إلى علان نائب حماة، فأشار عليه ألَّا يسلم طرابلس حتى يراجع السلطان بما يترتب على عزله من الفساد بتبدُّد كل العساكر، فكتب بذلك، ودخل بوري والملطي إلى طرابلس، وتسلماها، وحلَّفا الأمراء وغيرهم للسلطان، ثم خرج الأمير شيخ المحمودي نائب الشام ومعه الأمير يشبك وبقية الأمراء إلى لقاء الأمير جكم، فعندما رأوه ترجل له يشبك، ونزل الأرض وسلم عليه، فلم يعبأ به، ولا التفت إليه، وجرى على عادته في الترفع والتكبر، فشقَّ ذلك على الأمير شيخ، ولام يشبك على ترجُّله، وعِيبَ جكم على ما كان منه، ودخلوا معه إلى دمشق والطبول تُضرَب وهو في مركب مهول، فنزل الميدان، وجرى على عادته في التكبر والترفع، فتنكرت القلوب، واختلفت الآراء، فكان جكم أمة وحدة يرى أنه السلطان، ويريد إظهار ذلك، والأمراء تَسوسُه برفق، حتى لا يتظاهر بالسلطنة، ورأيه التوجه إلى بلاد الشمال، ورأي بقية الأمراء المسير إلى مصر، فكانوا ينادون يومًا بالمسير إلى مصر، وينادون يومًا بالمسير إلى حماة وحلب، وينادون يومًا من أراد النهب والكسب فعليه بالتوجه إلى صفد، ثم قوي عزمهم جميعًا على قصد مصر، وبعثوا لرمي الإقامات بالرملة وغزة، وبرزوا بالخيام إلى قبة يلبغا في الرابع عشر، وخرج الأمير شيخ والأمير يشبك وقرا يوسف من دمشق، وندبوا الأمير يشبك وقرا يوسف إلى صفد، فسارا من الخربة في عسكر، ومضى الأمير شيخ إلى قلعة الصبيبة فاستعد الأمير بكتمر شلق نائب صفد، وأخرج كشافته بين يديه، ونزل بجسر يعقوب، فالتقى أصحابه بكشافة يشبك وقرا يوسف، واقتتلوا، فكثرت الجراحات بينهما، وغنم الصفديون منهم عشرة أفراس، فرجع يشبك وقرا يوسف إلى طبرية، ونزلا على البحيرة حتى عاد الأمير شيخ من الصبيبة، وقد حصَّن قلعتها، ثم ساروا جميعًا إلى غزة، وقد تقدَّمهم الأمير جكم، ونزل بالرملة والتقت مقدمة السلطان ومقدمة الأمراء واقتتلوا، فرحل السلطان من بلبيس بكرة نهار الأربعاء، ونزل السعيدية فأتاه كتاب الأمراء الثلاثة: شيخ، وجكم، ويشبك، بأن سبب حركتهم ما جرى بين الأمير يشبك والأمير إينال باي ابن الأمير قجماس من حظ الأنفس، حتى توجه يشبك بمن معه إلى الشام، فكان بها من خراب البلاد، وهلاك الرعية ما كان، وطلبوا منه أن يخرج أينال باي ودمرداش نائب حلب من مصر إلى الشام، وأن يُعطى لكل من يشبك وشيخ وجكم، ومن معهم بمصر والشام ما يليق به؛ لتخمد هذه الفتنة باستمرارهم على الطاعة، وتحقن الدماء، ويعمر ملك السلطان، وإن لم يكن ذلك تَلِفَت أرواح كثيرة، وخربت بيوت عديدة وقد كان عزمهم المكاتبة بهذا من الشام، لكن خشوا أن يُظَنَّ بهم العجز، فإنَّه ما منهم إلا من جعل الموت نصب عينيه، ثم بيت أمراء السلطان، وهم في نحو الثلاثة آلاف فارس وأربعمائة تركماني من أصحاب قرا يوسف، فاقتتل الفريقان قتالًا شديدًا، من بعد عشاء الآخرة إلى بعد نصف الليل، جُرِح فيه جماعة، وقُتِل الأمير صرق صبرًا بين يدي الأمير شيخ؛ لأنه ولي نيابة الشام من السلطان، وركب السلطان ومعه الأمير سودن الطيار، وسودن الأشقر هجنا، وساقوا على البر تحت غلس الصبح يريدون القلعة، وتفرقت العساكر وتركوا أثقالهم وسائر أموالهم، فغنمها الشاميون، ووقع في قبضتهم الخليفة وقضاة مصر، ونحو من ثلاثمائة مملوك، والأمير شاهين الأفرم، والأمير خير بك نائب غزة، وقدم المنهزمون إلى القاهرة، ولم يحضر السلطان ولا الأمراء الكبار، فكثر الإرجاف، وأقيم العزاء في بعض الدور وماج الناس، وكثُر النهب، حتى وصل السلطان قريب العصر ومعه الأمراء، إلى الأمير أقباي، وقد قاسى من العطش والتعب ما لا يوصف، فاستعدَّ وجمع إليه عساكره، وزحفت عساكر الشاميين من الريدانية، وقد نزلوا بها من أمسه وكثر اضطراب الناس بالقاهرة، وغلقت أبوابها ودروبها، وتعطلت الأسواق، وعزَّ وجود الماء، ووصلت العساكر قريبًا من دار الضيافة تحت القلعة، فقاتلهم السلطانية من بكرة النهار إلى بعد الظهر، فأقبل عدة من الأمراء إلى جهة السلطان طائعين له، منهم: أسن بيه أمير ميسرة الشام، والأمير يلبغا الناصري، والأمير سودن اليوسفي، وإينال حطب، وجمق، ففت ذلك في أعضاد من بقي، وعاد طائفة منهم، وحملوا خفهم وأفرجوا عن الخليفة والقضاة وغيرهم، وتسلل الأمير قطلوبغا الكركي، والأمير يشبك الدوادار، والأمير تمراز الناصري، وجركس المصارع في جماعة، واختفوا بالقاهرة وظواهرها، فوَلِيَ حينئذ الأمير شيخ المحمودي نائب الشام، والأمير جكم، وقرا يوسف، وطولو، في طائفة يسيرة، وقصدوا الشام، فلم يتبعهم أحد من عسكر السلطان، ونادى السلطان بالأمان، وأصبح فقَيَّد من استأمن إليه من الأمراء، وبعثهم إلى الإسكندرية، فاعتُقِلوا بها، وانجلت هذه الفتنة عن تلف مال العسكريين، فذهب فيها من الخيل والبغال والجمال والسلاح والثياب والآلات ما لا يدخل تحت حصر، وأما حلب فإن الأمير جكم لما سار عنها ثار بها عدة من أمرائها، ورفعوا سنجق السلطان بباب القلعة، فاجتمع إليهم العسكر، وحلفوا للسلطان، فقدم ابنا شهري الحاجب، ونائب القلعة من عند التركمان البياضية إلى حلب، وقام بتدبير الأمور يونس الحافظي، وامتدت أيدي عرب العجل بن نعير وتراكمين ابن صاحب الباز إلى معاملة حلب، فقسموها، ولم يَدَعوا لأحد من الأمراء والأجناد شيئًا.

العام الهجري : 113 العام الميلادي : 731
تفاصيل الحدث:

غَزَا مُعاوِيَةُ بن هِشام أَرضَ الرُّومَ مِن ناحِيَة مَرْعَش.

العام الهجري : 332 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 944
تفاصيل الحدث:

هو أبو طاهرٍ سُلَيمانُ بنُ أبي سعيد الحسن الجَنّابي الهَجري القرمطيُّ، رئيس القرامطة- قبَّحه الله- كان أبوه يحِبُّه ويرجِّحُه للأمرِ مِن بعده، وأوصى: إن حَدَث به موتٌ، فالأمرُ إلى ابنِه سعيدٍ إلى أن يكبَرَ أبو طاهر، فيُعيد سعيدٌ إليه الأمر. فلما كان في سنةِ خمس وثلاثمائة سلَّمَ سعيدٌ الأمرَ إلى أخيه أبي طاهر، فاستجاب لأبي طاهرٍ خَلقٌ وافتتنوا به؛ بسبب أنَّه دلَّهم على كنوزٍ كان والده أطلَعَه عليها وحده، فوقَعَ لهم أنَّه عِلمُ غَيْبٍ، وقد استباح البصرةَ، وأخذ الحجيجَ، وفعَلَ العظائم، وأرعَبَ الخلائِقَ وكُثُرَت جموعُه، وتزلزل له الخليفةُ. وزعم بعضُ أصحابه أنه إلهٌ، ومنهم من زعم أنَّه المسيح، ومنهم مَن قالَ هو نبيٌّ. وقيل: هو المهديُّ، وقيل: هو الممهِّدُ للمهديِّ. وقد هَزَمَ جيشَ الخليفة المقتدي غيرَ مرَّة، ثمّ إنَّه قصد بغداد ليأخذها، فدفَعَ اللهُ شَرَّه. وقتل الحجيجَ حولَ الكعبة وفي جوفِها، وسَلَبَها كسوتَها، وأخذ بابَها وحِليَتَها، واقتلع الحجرَ الأسودَ مِن مَوضِعِه وأخذه معه إلى بلَدِه هَجَر، فمكث عنده من سنة 319 ثم مات- قبَّحه الله ولعَنَه- وهو عندَهم, ولم يردُّوه إلَّا سنة 339، ولَمَّا مات هذا القرمطي قام بالأمرِ مِن بعده إخوتُه الثلاثة، وهم أبو العباس الفضل، وأبو القاسم سعيد، وأبو يعقوب يوسف، بنو أبي سعيد الجنابي، وكان أبو العبَّاسِ ضعيفَ البدن مُقبِلًا على قراءة الكتب، وكان أبو يعقوبَ مُقبِلًا على اللهو واللعب، ومع هذا كانت كلمةُ الثلاثة واحدةً، لا يختلفون في شيءٍ وكان لهم سبعةٌ من الوزراء متَّفِقونَ أيضًا.

العام الهجري : 366 العام الميلادي : 976
تفاصيل الحدث:

جمعَ العساكِرَ وسار نحوَ الهِندِ مجُاهدًا، وجرى بينه وبين الهنودِ حُروبٌ يَشيبُ لها الوليدُ، وكشَفَ بلادَهم، وشَنَّ الغاراتِ عليها، وطَمِعَ فيها، وخافه الهنودُ، ففتح من بلادهم حصونًا ومعاقِلَ، وقتل منهم ما لا يدخُلُ تحت الإحصاءِ، ولَمَّا رأى جيبال ملِكُ الهند ما دهاه، وأنَّ بلاده تُملَكُ من أطرافها، أخذه ما قَدُم وحَدَث، فحشد وجمعَ واستكثَرَ مِن الفِيَلة، وسار حتى اتَّصَل بولايةِ سبكتكين، فسار سبكتكين عن غزنة إليه ومعه عساكِرُه وخلقٌ كثيرٌ مِن المتطوِّعة، فالتَقَوا واقتتلوا أيامًا كثيرةً، وصبَرَ الفريقان، وأرسل ملِكُ الهند إلى سبكتكين يطلبُ الصُّلحَ، وترَدَّدَت الرسل، فأجابهم إليه بعد امتناعٍ مِن ولَدِه محمود، على مالٍ يؤديه، وبلادٍ يُسَلِّمُها، وخمسين فيلًا يحمِلُها إليه، فاستقَرَّ ذلك، ورهنَ عنده جماعةً من أهلِه على تسليمِ البلادِ، وسَيَّرَ معه سبكتكين من يتسَلَّمُها، فلما أبعد جيبال ملك الهند قبَضَ على من معه من المُسلِمينَ وجعَلَهم عنده عِوَضًا عن رهائِنِه، فلمَّا سَمِعَ سبكتكين بذلك جمَعَ العساكِرَ وسار نحو الهند، فأخربَ كُلَّ ما مَرَّ عليه من بلادهم، وقصد لمغان، وهي مِن أحصَنِ قلاعِهم، فافتَتَحَها عَنوةً وهدمَ بُيوتَ الأصنامِ، وأقام فيها شعارَ الإسلامِ، وسار عنها يفتَحُ البلاد، ويقتُلُ أهلَها، فلمَّا بلغ ما أراده عاد إلى غزنة، فلما بلغ الخبَرُ إلى جيبال سُقِطَ في يده، وجمع العساكِرَ وسار في مائةِ ألفِ مُقاتلٍ، فلقيه سبكتكين، فانهزم الهنودُ، وذَلُّوا بعد هذه الوقعة، ولم يكُنْ لهم بعدها راية، ورَضُوا بأن لا يطلبوا في أقاصي بلادهم، ولَمَّا قَوِيَ سبكتكين بعد هذه الوقعة، أطاعه الأفغانيَّة والخلج وصاروا في طاعتِه.

العام الهجري : 377 العام الميلادي : 987
تفاصيل الحدث:

أرسل العزيزُ بالله الفاطمي بمصرَ داعيًا له إلى كتامةَ، يقال له أبو الفهمِ، واسمُه حسَنُ بنُ نصر، يدعوهم إلى طاعتِه، وغَرَضُه أن تميلَ كتامة إليه وترسِلَ إليه جندًا يقاتِلونَ المنصور صاحِبَ إفريقيةَ، ويأخذون إفريقيةَ منه، لَمَّا رأى مِن قُوَّتِه، فدعاهم أبو الفهم، فكثر أتباعُه، وقاد الجيوشَ، وعَظُمَ شأنُه، وعزم المنصورُ على قَصدِه، فأرسل إلى العزيزِ بمصرَ يُعَرِّفُه الحال، فأرسل العزيزُ رَسولينِ إلى المنصور ينهاه عن التعرُّضِ لأبي الفهم وكتامة، وأمرهما أن يسيرا إلى كتامة بعد الفراغِ مِن رسالة المنصور، فلمَّا وصلا إلى المنصور وأبلغاه رسالةَ العزيز أغلَظَ القَولَ لهما وللعزيز أيضًا، وأغلَظا له، فأمَرَهما بالمُقامِ عنده بقية شعبان ورمضان، ولم يترُكْهما يَمضِيان إلى كتامة، ثم سارَ إلى كتامة والرَّسولانِ معه، فكان لا يمُرُّ بقصرٍ ولا مَنزلٍ إلا هَدَمه، حتى بلغ مدينة سطيف، وهي كرسيُّ عِزِّهم، فاقتتلوا عندها قتالًا عظيمًا، فانهزمت كتامة، وهرب أبو الفهم إلى جبلٍ وعرٍ فيه ناسٌ مِن كتامة يقال لهم بنو إبراهيم، فأرسل إليهم المنصورُ يتهَدَّدُهم إن لم يسَلِّموه، فقالوا: هو ضيفُنا ولا نسَلِّمُه، ولكن أرسِلْ أنت إليه فخُذْه ونحن لا نمنعُه. فأرسل فأخَذَه، وضربه ضربًا شديدًا، ثم قتَلَه وسلَخَه، وأكَلَت صنهاجةُ وعَبيدُ المنصور لحمَه، وقُتِلَ معه جماعةٌ مِن الدعاة ووجوهُ كتامة، وعاد إلى أشير، ورد الرسولينِ إلى العزيز فأخبَرَاه بما فُعِل بأبي الفهم، وقالا: جئْنا من عند شياطينَ يأكلونَ النَّاسَ، فأرسل العزيزُ إلى المنصورِ يطَيِّبُ قَلبَه، وأرسل إليه هديَّةً، ولم يذكر له أبا الفَهمِ.

العام الهجري : 488 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1095
تفاصيل الحدث:

هو المَلِكُ أبو سَعيدٍ تاجُ الدَّولةِ تتش بنُ محمد ألب أرسلان بن داود بن ميكال بن سلجوق بن دقاق السلجوقي، وَلَدُ سُلطانٍ وأَخو سُلطانٍ. صاحِبُ البِلادِ الشرقيَّةِ. وُلِدَ في رمضان سَنةَ 458هـ. تُركِيٌّ مُحتَشِمٌ، شُجاعٌ، مَهِيبٌ جَبَّارٌ، ذا سَطْوَةٍ، مِن بَيتِ مُلْكٍ، وله فُتوحاتٌ ومصافاتٌ، وتَمَلَّكَ عِدَّةَ مَدائنَ، وخُطِبَ له ببغداد، وصار مِن كِبارِ مُلوكِ الزَّمانِ وتقدم. مَرَّ كَثيرٌ مِن سِيرَتِه وفُتوحاتِه العَظيمةِ في الحَوادثِ.  تَمَلَّكَ بِضعَ عَشرةَ سَنةً. وكان يُغالِي في حُبِّ شَيخِ الإسلامِ أبي الفَرجِ الحَنبليِّ، ويَحضرُ مَجلِسَه، فعَقَدَ له ولِخُصومِه في مَسألَةِ القُرآنِ مَجلِسًا، قَدِمَ لبِلادِ الشامِ لمَّا حاصَرَ أَميرُ الجُيوشِ بَدرٌ الجماليُّ مَدينةَ دِمشقَ مِن جِهَةِ صاحبِ مصر العُبيديِّ, وكان صاحِبُ دِمشقَ يَومئذٍ أتسز بن أوق بن الخوارزميَّ التركيَّ, فاستَنجَدَ بتتش فأَنجَدَه وسار إليه بنَفسِه، فلمَّا وَصلَ إلى دِمشقَ خَرجَ إليه أتسز، فقَبَضَ عليه تتش وقَتلَه واستَولَى على مَملَكَتِه وذلك في سَنةِ 471هـ، ثم مَلَكَ حَلَب بعدَ ذلك في سَنةِ 478هـ، ثم استَولَى على مُعظَمِ البلادِ الشاميَّةِ، وجَرَت له أُمورٌ وحُروبٌ مع المِصريِّينَ، ثم جَرَى  بينه وبين ابنِ أَخيهِ بركياروق مُنافراتٌ ومُشاجراتٌ بعدَ وَفاةِ ملكشاه أَدَّت إلى المُحارَبَةِ بينهما، فتَوجَّه إليه تتش وتَصافَّا بالقُربِ من مَدينةِ الرَّيِّ في يَومِ الأَحدِ سابع عشر صَفَر سَنةَ 488هـ، فانكَسرَ تتش، وقُتِلَ في المَعركةِ ذلك النهارَ.

العام الهجري : 583 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1187
تفاصيل الحدث:

لَمَّا ملك صلاح الدين بيروت وجبيل وغيرهما، سار نحو عسقلان، واجتمع بأخيه العادل ومن معه مِن عساكرِ مِصرَ، ونازلوها يوم الأحد سادس عشر جمادى الآخرة، وكان صلاحُ الدين قد أحضر مَلِكَ الفرنج ومُقَدَّم الداوية إليه مِن دمشق، وقال لهما: إن سَلَّمتُما البلادَ إليَّ فلكما الأمانُ، فأرسلا إلى من بعسقلان من الفرنجِ يأمرانِهم بتسليم البلد، فلم يَسمَعوا أمرَهما وردُّوا عليهما أقبَحَ رَدٍّ وأجابوهما بما يسوءُهما، فلما رأى السلطانُ ذلك جَدَّ في قتال المدينة ونَصَب المجانيقَ عليها، وزحَفَ مَرَّةً بعد أخرى، وتقدم النقَّابون إلى السور، فنالوا منه شيئًا. هذا ومَلِكُهم يكَرِّرُ المراسلات إليهم بالتسليم، ويشيرُ عليهم، ويَعِدُهم أنَّه إذا أُطلِقَ مِن الأسر أضرم البلادَ على المسلمين نارًا، واستنجد الفرنجَ مِن البحر، وأجلَبَ الخَيلَ والرَّجِل إليهم من أقاصي بلاد الفرنج وأدانيها، وهم لا يُجيبونَ إلى ما يقولُ ولا يسمعون ما يشير به، ولَمَّا رأوا أنهم كل يوم يزدادون ضعفًا ووهنًا، وإذا قُتِلَ منهم الرجلُ لا يجدون له عِوَضًا، ولا لهم نجدةٌ ينتَظِرونَها، راسلوا مَلِكَهم المأسور في تسليمِ البلد على شروطٍ اقترحوها، فأجابهم صلاحُ الدين إليها، وكانوا قَتَلوا في الحصار أميرًا كبيرًا من المهرانيَّة، فخافوا عند مفارقةِ البلد أنَّ عَشيرتَه يَقتُلونَ منهم بثأره، فاحتاطوا فيما اشتَرَطوا لأنفسهم، فأُجيبوا إلى ذلك جميعِه، وسَلَّموا المدينة آخر جمادى الآخرة، وكانت مدة الحصار أربعةَ عشر يومًا، وسيَّرَهم صلاح الدين ونساءَهم وأموالَهم وأولادهم إلى بيت المقدس، ووفى لهم بالأمانِ.

العام الهجري : 593 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1197
تفاصيل الحدث:

مَلَك العادِلُ أبو بكرِ بنُ أيوبَ مدينةَ يافا من الساحِلِ الشاميِّ وهي بيد الفرنج، وسَبَبُ ذلك أنَّ الفرنجَ كان قد مَلَكَهم الكند هري، وكان الصُّلحُ قد استقَرَّ بين المسلمين والفرنج أيَّامَ صلاح الدين الأيوبي، فلما توفِّيَ ومَلَك أولادُه بعده، جَدَّد المَلِكُ العزيزُ عثمان بن صلاح الدين الهُدنةَ مع الكند هري وزاد في مُدَّة الهدنة، وبَقِيَ ذلك إلى هذه السَّنة، وكان بمدينةِ بيروت أميرٌ يُعرَفُ بأسامة، وهو مقطِعُها، فكان يُرسِلُ الشواني تقطَعُ الطريقَ على الفرنج، فاشتكى الفرنجُ مِن ذلك غيرَ مَرَّةٍ إلى الملك العادل بدمشق، وإلى المَلِك العزيز بمصر، فلم يمنعا أسامةَ مِن ذلك، فأرسلوا إلى مُلوكِهم الذين داخِلَ البحر يَشتَكون إليهم ما يفعَلُ بهم المسلمون، ويقولون: إن لم تُنجِدونا، وإلَّا أخَذَ المسلمون البلاد، فأمَدَّهم الفرنجُ بالعساكِرِ الكثيرة، وكان أكثَرُهم مِن مَلِك الألمان، وكان المقَدَّم عليهم قسيس يُعرَفُ بالخنصلير، فلما سَمِعَ العادل بذلك أرسل إلى العزيزِ بمصرَ يَطلُبُ العساكِرَ، وأرسل إلى ديارِ الجزيرة والموصل يَطلُبُ العساكر، فجاءته الأمدادُ واجتمعوا على عين جالوت، فأقاموا شَهرَ رمضان وبعضَ شوال، ورحلوا إلى يافا، وملكوا المدينةَ، وامتنع مَن بها بالقلعةِ التي لها، فخَرَّب المُسلِمونَ المدينة، وحَصَروا القلعةَ، فمَلَكوها عَنوةً وقهرًا بالسَّيفِ في يومها، وهو يومُ الجمعة، وأُخِذَ كلُّ ما بها غنيمةً أسرًا وسَبيًا، ووصل الفرنجُ من عكَّا إلى قيسارية؛ ليَمنَعوا المسلمين عن يافا، فوصلهم الخبَرُ بها بمِلكِها فعادوا، وكان سبَبُ تأخُّرِهم أنَّ مَلِكَهم الكندي هري سَقَط من موضعٍ مُرتفعٍ بعكَّا فمات، فاختَلَّت أحوالُهم فتأخَّروا لذلك.

العام الهجري : 1309 العام الميلادي : 1891
تفاصيل الحدث:

استمَرَّت السيطرةُ البرتغاليَّةُ في عمان منذ بدايةِ القرنِ السادسَ عشَرَ وحتى عام 1060هـ /1650م حين استطاعت أسرةُ اليعاربةِ تحريرَ أرضِ عمان بطردِ البرتغاليِّين مِن معاقِلِهم في مسقط ومطرح، وكان ذلك التحريرُ ثمرةَ الكفاحِ والإرادةِ العُمانية التي استثمرت تنافُسَ وصراعَ الإنجليز والهولنديِّين مع البرتغاليين؛ لتخرُجَ منه في المنتَصَف الأوَّلِ من القرن السابع عشر أقوى قوَّةٍ بحرية محليَّةٍ في غَربِ المحيط الهندي، قادرةً على إنهاءِ السيطرةِ البرتغالية. وكانت إنجلترا قد برزت منذ أواخِرِ القَرنِ السادس عشر كقُوَّةٍ بحرية ضاربةٍ بين القوى الأوروبية، وراحت تفَتِّشُ عن سبيل الوصول إلى مناهلِ الثراء الشرقية، وكسر الاحتكار البرتغالي، فكانت (إدوارد بانوتي) أول سفينة إنجليزية قامت بزيارة زنجبار عام 1000هـ /1591م وظهرت نتائِجُ زياراتها بعد تسعِ سنوات، حين تشكَّلَت شركةُ الهند الشرقية الإنجليزية التي تأسَّسَت بموجِبِ مَرسومٍ مَلكيٍّ صدر في 1009هـ /1600م والتي اقترن بها نشاطُ إنجلترا التجاري والبحري فيما بعدُ. بدأت شركة الهندِ الشرقية تمارِسُ نشاطاتِها بدُخولِ مَنطقةِ الخليج العربي، وكان هدفُها من دخولها لهذه المنطقةِ بيعَ الأصواف الإنجليزية في إيران مقابِلَ الحصول على الحريرِ، وبذلك التقت مصالحُ كُلٍّ مِن إنجلترا والفُرسِ لمهاجمة العدو البرتغاليِّ المشتركِ، وقد بلغ الخطَرُ الإنجليزي الفارسي على مركزِ الهُجومِ المشترك الذي شَنَّه الإنجليز والفرس على هرمز، كذلك تعاون الإنجليز مع الهولنديين لإزاحة منافسةِ البرتغاليَّة، فنجح أسطولٌ إنجليزي هولندي مؤلَّفٌ مِن ثماني سفن في دَحْرِ الأسطول البرتغالي بالقُربِ مِن هرمز في عام 1035هـ /1625م.

العام الهجري : 13 العام الميلادي : 634
تفاصيل الحدث:

بعَث رُسْتُم جيشًا لِقِتالِ أبي عُبيدِ بن مَسعودٍ الثَّقفيِّ فالْتَقَى الطَّرفانِ في النَّمارِقِ بين الحِيرَةِ والقَادِسِيَّةِ، وكان على خَيلِ المسلمين المُثَنَّى بن حارِثةَ، فهزَم الفُرْسَ وهَربوا وساروا إلى كَسْكَر فلَحِقَهم  أبو عُبيدٍ  ثمَّ هزَمهم ثانيةً وفَرَّ الفُرْسُ إلى المدائنِ. وجمَع المسلمون الغَنائمَ مِن كَسْكَر، فرَأَوْا مِن الأَطعِمَة شيئًا عظيمًا، فاقْتَسموهُ وجعلوا يُطعِمونه الفلَّاحين، وبَعثوا بخُمُسِه إلى عُمرَ وكتبوا إليه: إنَّ الله أَطعمَنا مَطاعِم كانت الأكاسِرةُ يَحمونها، وأحببنا أن تَرَوْها، ولِتَذكروا إنعامَ الله وإفْضالَه.

العام الهجري : 93 العام الميلادي : 711
تفاصيل الحدث:

كان موسى بن نُصَير قد غَضِبَ على مَولاهُ طارِق بِسَبَب تَوَغُّلِه في أَرضِ العَدُوِّ, فاسْتَخْلَف على أفريقيا ابنَه عبدَ الله بن موسى، ثمَّ دَخَل الأَندَلُس وبَقِيَ فيها سَنتَيْنِ يَفتَح البُلْدان ويَغْنَم حتَّى صارت الأَندَلُس تحت سَيْطَرَتِه, عَبَرَ موسى إلى الأَندَلُس في جَمْعٍ كَثيرٍ قِوامُه ثَمانِيَة عشر ألفًا، فتَلَقَّاهُ طارِق وتَرَضَّاهُ، فرَضِيَ عنه وقَبِلَ عُذْرَه وسَيَّرَهُ إلى طُلَيْطُلَة، وهي مِن عِظام بِلادِ الأَندَلُس، وهي مِن قُرْطُبَة على عِشرين يومًا، ففَتَحَها ثمَّ فَتَحَ المُدَنَ التي لم يَفتَحها طارِق كشَذونَة، وقَرْمونَة، وإشْبِيلِيَة، ومارِدَة.

العام الهجري : 93 العام الميلادي : 711
تفاصيل الحدث:

هو أَحَدُ المُكْثِرين مِن الرِّواية عن النَّبِيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وليس بِغَريبٍ فهو خادِمُ النَّبِيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، دَعَا له النَّبِيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بِطُولِ العُمُر والبَرَكَة في المالِ والوَلَدِ، فكان له الكَثيرُ مِن الأوَّلادِ زادوا على المائة، وقِيلَ: كان له بُستانٌ يُثْمِرُ مَرَّتَيْنِ في السَّنَة. وكان سَكَنَ البَصْرَةَ وبَقِيَ فيها إلى أن تُوفِّي فيها، وهو آخِرُ الصَّحابَة مَوْتًا فيها، وكان قد آذاهُ الحَجَّاجُ فكَتَبَ إلى عبدِ الملك يَشْتَكِيه فكَتَبَ عبدُ الملك إلى الحَجَّاجِ فاعْتَذَر له وأَحسَن إليه، فرَضِيَ اللهُ عن أَنَسٍ خادِم النَّبِيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وأَرْضاهُ.