الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2161 ). زمن البحث بالثانية ( 0.01 )

العام الهجري : 1003 العام الميلادي : 1594
تفاصيل الحدث:

هو السُّلطانُ العثماني مرادُ الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني. ولِدَ سنة 951. قال عبد الملك العصامي المكي: "نشأ مرادٌ في ظِلِّ والده وجَدِّه على مهاد العِزِّ والسلطان في حجرِ الخلافةِ، راضعًا ثديَ العلم والعرفان، ولم تُعلَم له صبوةٌ مع توفُّرِ دواعيها، ولم يتناول شيئًا من المحرَّمات، بل ولا مِن المكروهات؛ فهو منذ ترعرع في شبابه صانه اللهُ عن المحاربة والمخاصمة الناشئة عن حظوظِ النفسِ وحبِّ الرئاسة، واستعمل نفسَه في العلم والعمل، ثم في الاستعداد للخلافة الإسلاميةِ، مع كمال النزاهة والعفَّة والنفاسة، ومنها أنَّ طريقته في الملبس والمأكل والمشرب والمركب طريقةُ الصالحين والزهَّاد ما عدا ما فيه خَلَل لنظام المُلك أو ضرر للعباد، وكان جلوسُه على تخت الخلافة الإسلامية في ثامِنِ شهر رمضان في اليوم الذي توفِّي أبوه فيه من عام 982، فجلس جلوسًا جامعًا لفضل الزمان والمكان، ومنحه الله تعالى من كثرة الخَراجِ والخزائن والعساكر ما لم يجمَعْه أحدٌ من أسلافه الأكابر، فإذا عزم على فتحِ أعظمِ الممالك جهَّزَ شرذمةً من عساكره المنصورة، ففتح كلَّ صعبِ المسالك، ومن النعمة العظمى إتمامُ عمارة المسجد الحرامِ الذي بُدئ بترميمِه في زمان جَدِّه السلطان سليمان سنة 980 وتمام التعمير في زمانه" توفِّيَ مراد الثالث عن عمر يناهز 49 عامًا، ودفن في فناء أيا صوفيا، فكانت مدةُ حكمه عشرين سنة وثمانية أشهر، ثم تولى بعده ابنُه محمد الثالث الذي جلس على سرير السلطنة بعد وفاة والده باثني عشر يومًا؛ لأنَّه كان مقيمًا في مغنيسا.

العام الهجري : 1298 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1881
تفاصيل الحدث:

بعد أن احتَلَّت فرنسا الجزائِرَ سنة 1246هـ عَزَمت على احتلالِ تونس وقامت مقابِلَ ذلك بالتنازُلِ لإنكلترا عن مصرَ، فبدأت بالتدخُّل أولًا في أمورِ الدولة بحجَّة الديون، ثمَّ قامت باستغلالِ خلافٍ افتعلَتْه على الحدودِ مع الجزائِرِ، واتَّهَمت تونس بإيواء المجاهدين الجزائريين في أراضيها، وأنَّها لا بدَّ لها من التدخُّل لقمع هؤلاء المجاهدين وجيوبهم، فقامت بحملةٍ عسكرية، ودخلت الأراضيَ التونسية، ثمَّ لم تلبَثْ أن وصَلَت إلى قصرِ باردو الذي كان فيه حاكِمُ تونس الباي محمد الصادق، وفَرَضت عليه معاهدة الحماية، فاجتمع الباي بكبار رجالِ دولته، وعرض عليهم الأمرَ، وكان الحاضِرون يميلون إلى رَفضِ الحماية وإعلان المقاوَمةِ والجهادِ وتعبئة الأمَّة لذلك، لكِنَّ ذلك لم يجِدْ آذانًا مُصغية أمام تهديد الفرنسيين بخلعِ الباي محمد الصادق عن العَرشِ وتنصيب أخيه "الطيب باي" مكانَه إذا رفضَ التوقيعَ على المعاهدة، وكان ممثِّلو الاحتلال الفرنسي ينتَظِرون في غرفةٍ مجاورة للحجرةِ التي اجتمع فيها السلطانُ برجاله، وبعد ساعتين من الاجتماع خرج باي تونس حاملًا نسخَتَي المعاهدة وقد وقَّع عليهما! وبذلك انتهى الاستقلالُ الفعلي لتونس بعد توقيع المعاهدة التي عُرِفَت بمعاهدة "باردو" وتضَمَّنت هذه المعاهدة تقييدَ سلطة الباي، ووضْعَه تحت حماية فرنسا، وسلَبَت تونسَ كُلَّ مقومات الدولة المستقِلَّة. وغدا المقيم العام الفرنسي في تونس الحاكِمَ الحقيقيَّ للبلاد! ثم لم تلبث أن زادت القواتُ الفرنسيَّةُ، وأصبحت تفرِضُ نفسَها كالاحتلالِ العسكريِّ تمامًا، فأصبحت تونس تحت النفوذِ الفرنسي واحتلالِه، ثم بدأت بفَرْنَسةِ تُونسَ، بتنفيذِ عِدَّة إجراءاتٍ ثقافية واقتصادية واجتماعية، ثم عَدَّلت معاهدةَ الحماية السابقة قسرًا سنة 1300هـ فصارت بذلك تونس تحت يد المقيم العام الفرنسي والحماية العسكرية الفرنسية!!

العام الهجري : 1334 العام الميلادي : 1915
تفاصيل الحدث:

في الوقت الذي كان الشريف حسين بن علي أميرُ مكة ما زال يتفاوضُ مع السير هنري مكماهون لإعلان الثورة العربية، كانت إنجلترا تعقِدُ صفقةً جديدة مع فرنسا لتحديدِ مناطق النفوذ بينهما في البلاد العربية، منعًا لأي خلاف قد يحدثُ في المستقبل، وهذه الاتفاقية -التي عُرِفَت باسم واضعيها السير مارك سايكس الإنجليزي، والدبلوماسي جورج بيكو الفرنسي- هي جزء من اتفاقية واسعة عقدتها دول روسيا وبريطانيا وفرنسا بين بعضها لاقتسام أجزاءٍ كبيرة من أراضي الدولة العثمانية، وقد تمَّ التصديقُ عليها في شهر نيسان سنة 1916م والحرب دائرةٌ تراقُ فيها دماء العرب والمسلمين لتحقيقِ مطامِعِ الحلفاء؛ فقد عيَّنت الحكومة البريطانية مارك سايكس، وعَيَّنت فرنسا جورج بيكو قُنصُلَها في بيروت مندوبَينِ عن الدولتين ليقوما بمباحثات غايتُها الاتفاق على نصيبِ كلٍّ منهما ضِمنَ نطاق الاتفاقية الثلاثية الكبرى، وتوصَّل المندوبان إلى اتفاقٍ صادقت عليه حكومتهما في أيار 1916م واحتفظت فرنسا في هذه الاتفاقية بمساحة كبيرة من أراضي الأناضول الجنوبية وشمالي سوريا والموصل، وأما بريطانيا فاحتفظت بولايتي البصرة وبغداد ولواء كركوك إضافةً إلى القسم الجنوبي من سوريا الطبيعية (أي: فلسطين) واتفقت الدولتان على جعل فلسطين باستثناءِ منطقة النقب منطقةً تخضع لحكمٍ دولي خاص، وقضت الاتفاقيةُ كذلك على إنشاء حُكمٍ مباشر لفرنسا في الساحل السوري، وعُرِفَت بالمنطقة الزرقاء، ويصارُ إلى الاعتراف بدولة عربية مستقلَّة تحت الانتداب الفرنسي، أي: سوريا الداخلية، ومثلها في منطقة النفوذ البريطاني، أي: شرق الأردن، فحَدَّدت الدولتان مصيرَ العرب وحدهما، وحتى الشريف حسين لم تطلعه بريطانيا على اتفاقها مع فرنسا ولم تكشف هذه الاتفاقية إلا بعد الثورة الشيوعية سنة 1917م، وكانت هذه الاتفاقيةُ مقدِّمةً لإعطاء فلسطين إلى اليهود، ومن ثم تحقيق حلمِهم الصهيوني!!!

العام الهجري : 1356 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1937
تفاصيل الحدث:

في عام 1937م بدأت الظروفُ العالمية تُنذِرُ بنشوب الحرب العالمية الثانية فاتَّخَذت الدولُ الغربية بعضَ الاحتياطات ضِدَّ ألمانيا وإيطاليا واليابان والاتحاد السوفييتي، وكان من جملةِ التدابير المتَّخَذة عقد (ميثاق سعد آباد) في الثامن من يوليو عام 1937م في إيران، وساهم عقدُ هذا الميثاق في التقارب العراقي الإيراني، حيث عُقِدَت المعاهدة عام 1937بين العراق، تركيا، أفغانستان، وإيران تحت إشراف بريطانيا، ثم توالى عقدُ معاهدات أخرى، فعُقِدت معاهدة صداقة ومعاهدة حلِّ الاختلافات بالطرق السلمية. وأبرز ما جاء في المعاهدة: تعديلُ الحدود في شَطِّ العرب بمنحِ إيران سبعة كيلومترات وثلاثة أرباع الكيلو متر أمام عبادان. وحقَّقت المعاهدةُ لإيران حقَّ استخدام شطِّ العرب والانتفاع منه دون إذنٍ عراقيٍّ، كما كان قبل توقيعِ المعاهدة. ومنح الدولتين حق تقرير الضرائب المالية والفنية المتعلقة بشطِّ العرب، وتقضي المادة الثالثة من المعاهدة بتأليف لجنةٍ مشتركة من البلدين لنَصبِ دعائم الحدود التي كانت قد عيَّنَتْها اللجنة المشتركة عام 1914م. باشرت اللجنةُ الجديدة أعمالَها عام 1938م لكِنَّها توقَّفَت عام 1940م، ويبدو أنَّ اندلاع الحرب العالمية الثانية كان أحد أسباب توقُّف عمل اللجنة، وظلَّت مشكلة الحدود قائمة. وكان من آثار المعاهدة وأدُ كلِّ حركة تحرُّر كردية في مهدِها، فتقول إحدى موادِّه: إنَّ كلًّا من الأطراف الموقِّعة تتعهَّدُ باتخاذ التدابير اللازمة للحيلولة دون قيامِ أيِّ نشاط لعصابات مسلحة، أو جمعيات، أو منظمات تهدف إلى إطاحة المؤسسات الحالية، التي تتحمَّلُ مسؤولية المحافظة على النظام والأمن في أي جزء من حدود الأطراف الأخرى، علمًا أنَّه انتهى أثَرُ ذلك الميثاق بنشوب الحرب العالمية الثانية.

العام الهجري : 1366 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1947
تفاصيل الحدث:

تأسَّس في أربعينات القرن الماضي بدمشق على يَدِ كُلٍّ من ميشيل عفلق (نصراني) وصلاح الدين البيطار (مسلم سني) وزكي الأرسوزي (علوي سوري الأصل فرنسي الهوية ولم يتحدَّث بالعربية إلا في آخر أيامه), اندمج حزبُ البعث العربي الذي أسَّسه الأرسوزي مع حركة البعث العربي الذي أسَّسه عفلق، وتولى عفلق قيادته، وفي عام 1952م اندمج حزبُ البعث مع حزب أكرم الحوراني (الحزب الاشتراكي العربي)، فصار اسمُ الحزب حزبَ البعث العربي الاشتراكي، وتبنى الحزبُ القوميَّةَ العربية، فلما تسلَّم قيادة الحركة العربية نادى بالوحدة العربية، فأصبحت الاشتراكية في نظر حزب البعث جزءًا جوهريًّا من القومية العربية، وقد لعب حزبُ البعث العربي الاشتراكي دورًا مهمًّا في لبنان والأردن والعراق، فضلًا عن سوريا. ومن أبرز مبادئ الحزب: 1/ الأمة العربية وَحدة ثقافية جميعُ الفوارق القائمة بين أبنائها عُرضةٌ زائفة عَرَضية تزول جميعها بيقظة الوجدان العربي. 2/ الأمة العربية ذات رسالة خالدة تظهَرُ بأشكال متجددة متكاملة في مراحل التاريخ، وترمي إلى تجديد القِيَم الإنسانية وحَفْز التقدم البشري، وتنمية الانسجام والتعاون بين الأمم. 3/ حزب البعث العربي الاشتراكي قومي يؤمنُ بأن القومية حقيقة حية خالدة، وبأن الشعور القومي الواعي الذي يربط الفرد بأمته رباطًا وثيقًا هو شعور مقدَّس حافل بالقوى الخالقة، وحافز على التضحية، وباعث على الشعور بالمسؤولية، وعامل على توجيه إنسانية الفرد توجيهًا عمليًّا مُجديًا. 4/ حزب البعث العربي الاشتراكي يؤمِنُ بأن الاشتراكية ضرورة منبعثة من صميم القومية العربية؛ لأنها النظام الذي يسمح للشعب العربي بتحقيق إمكانياته وتفتُّح عبقريته.

العام الهجري : 1387 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1967
تفاصيل الحدث:

كان اليمنُ الجنوبي يمثِّل مجموعةً من المحميات الخاضعة للاحتلال البريطاني، وتنقَسِمُ إلى محميَّات غربية عاصمتها عدن، ومحميَّات شرقية عاصمتها المكلا، وفي حوالي سنة 1960م بدأ يظهرُ حزبُ البعث العربي الاشتراكي باليَمَن الجنوبي متأثرًا بالمدِّ الاشتراكي القومي العربي: مذهبِ جمال عبد الناصر! وتوسَّع في صفوفِ العُمَّال العَدَنيين، وكان يطالِبُ بالاستقلال التام، وبدأ يَقوَى حتى اجتاح البلادَ بالمظاهراتِ والاصطداماتِ مع القوى البريطانية، ثمَّ بعد سنة ونصف انفجرت الثورةُ في اليمن الشمالي وتَبِعَها اليمنُ الجنوبي؛ فقامت المظاهراتُ الدامية في عَدَن، وبدأت حربُ العصابات في الجبال، وعَقَدت بريطانيا مؤتمرًا في لندن سنة 1964م لحكَّام الجنوب، فرفضت المعارضةُ الحضور، فقرَّر المؤتمرُ تحديدَ موعد الاستقلال في سنة 1968م، وتطوير نطام الحُكم، والسماح للأحرار بالعودة للبلاد، ولكِنْ بسبب تزايُد حدة الاضطرابات قُدِّم الموعِدُ إلى 20 نوفمبر 1967م، وأُعلِنَت فيه جمهوريةُ اليمن الجنوبية الشعبية، وكانت هناك جبهتان، هما: جبهةُ تحرير الجنوب العربيِّ التي قامت على أساسِ حِزبِ البعث الاشتراكي، وجبهةٌ قوميَّةٌ ذاتُ ميول وطنية تطالِبُ باستقلال اليمن وتوحيدِه، وتنافست الجبهتانِ على قيادة الحركة الوطنية والثورة، وانتصرت الجبهةُ القومية، واستطاعت بعد معارِكَ دامية أن تَكونَ القوةَ الشعبيَّةَ الأولى والوحيدةَ في البلاد، وفاوض الإنجليزُ رئيسَها قحطان الشعبي الذي أصبح فيما بعدُ رئيسًا للجمهورية، وانسحبت بريطانيا عن اليمن بعد تدخُّل كلٍّ من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، وتمَّ الجلاء عن القواعد العسكرية من بحريةٍ وجوية، وتسليم كافة الجُزُر للجنوبيين. وبعد انسحاب بريطانيا من جنوب اليمن حدثت تحوُّلاتٌ اجتماعية متأثِّرةً بالمد الماركسي، فاضطرَّ كثيرٌ من أُسَرِ اليمن الجنوبي إلى الهرب إلى السعودية حتى قبل إعلان الاستقلال.

العام الهجري : 1395 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1975
تفاصيل الحدث:

تقع جزرُ القمر (القمر الكبرى وأنجوان وموحلي ومايوت) في المحيط الهنديِّ على مقرُبةٍ من الساحلِ الشرقيِّ لإفريقيا، وأقربُ الدول إليها موزمبيق وتنزانيا ومدغشْقَر وسيشل. أصبحتْ جزرُ القمرِ تحت الحماية الفرنسيةِ بسبب استعانةِ بعض السلاطينِ على بعضِهم بالفرنسيِّين، فأصبحوا يتعاهدون مع الفرنسيِّين ضدَّ بعضهم، واستطاعت فرنسا أن تجعلَ الجزر تحت حمايتِها، ثم ألحقَت جزر القمر بجزيرة مدغشقر المحتلَّة من قِبَل فرنسا أيضًا وبقِيَت عامينِ على هذا، ثم رجعت مستعمَرة فرنسيةً لا ترتبط بغيرها، واستمرَّ الوضعُ على ذلك حتى الحرب العالميَّة الثانية، ثم فرضت إنجلترا سيطرتَها على الجزُرِ في أثناءِ الحرب بعدَ هزيمة فرنسا أمام الألمانِ، وبعدَ الحرب عادت لفرنسا، ثم أيَّدت الجزر دستورَ ديغول الخاصِّ بالدول المستعمرةِ الفرنسية، وبالتالي مُنحت الجزر الحكم الذاتيَّ مع بقاء المطالبةِ بالاستقلال التامِّ عن فرنسا. في عام 1392هـ / 1972م قرَّر المجلس النيابي إصدار بيان يطالبُ فيه بالاستقلالِ التامِّ والانفصال عن فرنسا التي أجرت استفتاءً في ذي الحجة من عام 1394هـ / ديسمبر 1974م؛ حيثُ أيَّد الغالبيةُ العظمى الاستقلالَ التامَّ والانفصال عن فرنسا، ثم أُعلن الاستقلال في 27 جمادى الآخرة 1395هـ / 6 تموز، وأُعلن عن اختيارِ أحمد عبد الله رئيسًا للدولة الجديدةِ، ووافقت فرنسا على استقلالِ الجزرِ عدا جزيرة مايوت؛ فقد كان معظمُ سكَّانها ضد الاستقلال التامِّ أيامَ الاستفتاءِ، ووعدتها فرنسا أنها ستبقى ضمنَ إطار المجموعة الفرنسيةِ، ثم طُولب بوحدةِ جزر القمر كلِّها، ولم تعترف فرنسا باستقلال جزيرة مايوت، ثم تمَّ قبول دولة جزر القمر بالأممِ المتَّحدةِ في عام 1396هـ / 1976م ورضخت فرنسا للأمر الواقع، واعترفت باستقلال الجزرِ جميعها.

العام الهجري : 1400 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1980
تفاصيل الحدث:

هو الدكتور يَحيى أمين المشد؛ عالِمُ ذَرَّةٍ مصريٌّ وأستاذٌ جامعيٌّ، وُلِد يحيى المشد في مصرَ في مدينةِ بَنْها سنة 1932، وتعلَّم في مدارسِ طنْطا، وتخرَّج من قِسم الكهرباء في كُلِّية الهندسة جامعة الإسكندريةِ سَنة 1952، اختِيرَ لِبَعثة الدكتوراه إلى لَندنَ سنة 1956، لكنَّ العُدوانَ الثُّلاثي على مصرَ حوَّلها إلى مُوسكو، ثم عاد بعدها سَنة 1963 متخصِّصًا في هَندسة المفاعِلات النَّووية. وعندَ عَودتِه انضمَّ إلى هَيئة الطاقة النَّووية المصريةِ؛ حيث كان يقومُ بعمَلِ الأبحاثِ، وانتقَلَ إلى النرويجِ بيْن سَنتيْ 1963 و1964، ثم عاد بعْدَها وعمِلَ أستاذًا مساعدًا بكُلِّية الهندسة بجامعة الإسكندرية، وما لَبِثَ أن تمَّت ترقيتُه إلى دَرجةِ "أستاذ"؛ حيث قام بالإشرافِ على الكثيرِ من الرَّسائل الجامعيةِ، ونشَرَ أكثرَ مِن (50) بحثًا. وبعد حَرْب يونيو 1967 تمَّ تَجْميد البرنامج النَّوويِّ المصري؛ مما أدَّى إلى إيقافِ الأبحاث في المجالِ النَّووي، وأصبح الوضعُ أصعَبَ بالنسبةِ له بعد حرْبِ 1973؛ حيث تمَّ تحويلُ الطاقات المصريةِ إلى اتِّجاهات أُخرى. وكان لِتَوقيع صدَّام حسين في 18 نوفمبر 1975 اتِّفاقية التَّعاون النووي مع فَرنسا أثَرُه في جَذْب العُلماء المصريين إلى العراقِ؛ حيث انتقَلَ للعمَلِ هناك، ودرَّسَ في الجامعة التِّكنولوجية في قِسم الهندسةِ الكهربائية. وقام برَفْضِ بعضِ شُحنات اليورانيوم الفَرنسية؛ حيث اعتَبَرها مُخالِفةً للمواصفات، وأصرَّت بعدها فَرنسا على حُضوره شخصيًّا إليها لتَنسيقِ استلام شُحنة اليورانيوم. وفي يومِ السبت 30 رجب / 14 يونيه، وفي حُجرة رقم (941) بفندق المريديان بباريسَ؛ عُثِر على الدكتور يحيى المشد جُثةً هامدةً مهشَّمةَ الرأسِ، ودِماؤه تغطِّي سَجادةَ الحُجْرة. وقد أُغلِقَ التحقيقُ الذي قامت به الشُّرطة الفرنسيَّة على أنَّ الفاعل مَجهولٌ!

العام الهجري : 1426 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 2005
تفاصيل الحدث:

تُوفيَ الداعيةُ الإسلاميُّ الشهيرُ أحمد ديدات، بعد أنْ قَضى سنواتٍ عديدةً على فراش المرضِ، في مدينة (ديربان)، وكان قد قدَّم خِدْماتٍ جليلةً للإسلام في مجال الدعوة إلى الله، واشتَهَر بمناظراتِه للنصارى، ومحاضراتِه حولَ تناقُض الإنجيل (الموجود حاليًّا بين أيدي النصارى)، ممَّا أدَّى إلى إسلام عدد كبيرٍ على يدَيْه، وأُصيب الشيخ ديدات بمرض عُضالٍ منذُ عام 1996م، أجبره على لزوم الفراش، وقد أحدث دويًّا هائلًا في الغرب بمناظراتِه الشهيرةِ التي ذاعت منذُ منتصف الثمانينيَّات مع القِسِّ جيمي سوكرت عامَ 1981م، وما زال صداها يتردَّدُ حتى اليوم، ممَّا دفع الكنيسةَ ومراكزَ الدراسات التابعة لها، والعديدَ من الجامعات في الغرب لتخصيص قسم خاصٍّ من مكتباتها لمناظرات ديدات، وكتبه، وإخضاعها للبحث والدراسة، ورغم إصابة الداعية الكبير بشلل تامٍّ في كلِّ جسدِه -عدا دماغه- ولزومه الفراش منذُ عام 1996م، فإنَّ ديدات واصَلَ دعوتَه من خلال الرسائل، والتي تتدفَّق عليه يوميًّا من جميع أنحاء العالمِ، ويصِلُ في المتوسط إلى 500 رسالةٍ يوميةٍ، سواءٌ بالهاتف، أو الفاكس، أو عبرَ الإنترنت، والبريد، وأسَّس الشيخُ المركزَ العالميَّ للدعوة الإسلامية في ديربان، ووزَّع من خلاله أكثرَ من 20 مليونِ نُسخةٍ من كتبه، وأشرطتِه السمعية مجانًا، وقد دخل في الإسلام المئات من أبناء بلده جنوب أفريقيا، بينهم عددٌ كبيرٌ من المُنَصِّرين بفضلِ اللهِ تعالى، ثم بفضلِ مجهوداته في مجال الدعوة، ومن أهمِّ كُتبِه: ((الاختيار بين الإسلام والمسيحية))، وكتاب ((هل الكتاب المقدَّس كلام الله؟))، و((القرآن معجزة المعجزات))، و((ماذا يقول الكتاب المقدَّس عن محمد؟))، و((مسألة صلب المسيح بين الحقيقة والافتراء)).

العام الهجري : 1430 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 2009
تفاصيل الحدث:

وُلد الشيخُ سنةَ (1352هـ) في إحدى قرَى القويعيةِ، ونشأَ في بلدة الرين، وابتَدَأ بالتعلُّمِ في عام (1359هـ). وأتقن القرآنَ وسِنُّه اثنا عشر عامًا، وتعلَّم الكتابةَ وقواعِدَ الإملاء، ثم ابتَدَأ في الحفظِ وأكمَلَه في عام (1367هـ). وكان قد قرأ قبلَ ذلك في مبادئِ العلومِ؛ ففي النحو قرأ على أبيه أوَّلَ "الآجرومية"، وكذا متنَ "الرَّحبيَّة في الفرائض"، وفي الحديثِ "الأربعين النووِيَّة" حفظًا، و"عُمدة الأحكام" بحفظِ بَعضِها. وبعد أن أكمَلَ حِفظَ القرآنِ ابتدَأَ في القِراءةِ على شيخِه الثاني بعد أبيه وهو الشيخ عبدُ العزيز بنُ محمدٍ الشثري، المعروفُ بأبي حبيبٍ، وكان جلُّ القراءة عليه في كتبِ الحديثِ ابتداءً بـ"صحيح مسلم"، ثم بـ"صحيح البخاري"، ثم "مختصر سنن أبى داود"، وبعض "سنن الترمذي" مع شَرحِه "تحفة الأحوذِيِّ". كما قرأ في كتبٍ أخرى في الأدبِ والتاريخِ والتَّراجمِ. واستمَرَّ إلى أوَّلِ عامِ أربعٍ وسبعين؛ حيث انتَقَل مع شيخِه أبي حبيبٍ إلى الرياضِ وانتظم طالبًا في معهدِ إمام الدعوةِ العلميِّ؛ فدَرَس فيه القِسمَ الثانويَّ في أربعِ سنواتٍ وحَصَل على الشهادةِ الثانويَّة عامَ (1377هـ)، ثم انتَظَم في القسمِ العالي في المعهد المذكور ومدَّتُه أربعُ سنواتٍ، ومُنِح الشهادةَ الجامعية عامَ (1381هـ)، وعُدِّلت هذه الشهادةُ بكليَّة الشريعة. وفي عام (1388هـ) انتَظَم في معهدِ القضاءِ العالي ودَرَس فيه ثلاثَ سنواتٍ، ومُنِحَ شهادَةَ الماجستير عامَ (1390هـ)، وبعد عشرِ سنين سجَّل في كلية الشريعة بالرياضِ للدكتوراه وحَصَل على الشَّهادةِ في عام (1407هـ) بتقدير ممتازٍ مع مرتبة الشرف، وأثناءَ هذه المُدَّةِ وقبلَها كان يقرأ على أكابِرِ العُلَماءِ، ويحضُر حَلَقاتِهم. وجاءت وفاةُ الشيخِ بعد معاناةٍ طويلةٍ مع المرضِ، سافَرَ خلالَها في رحلةٍ علاجيةٍ إلى ألمانيا، ثم عاد إلى المستشفى التخصُّصي بالرياض حيث وافَتْه المنيةُ؛ فرَحِمه الله تعالى.

العام الهجري : 859 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1455
تفاصيل الحدث:

في يوم الاثنين آخر جمادى الآخرة كانت وقعةُ المماليك الظاهرية الجقمقية مع الملك الأشرف إينال، وسببُ هذه الفتنة ثورةُ المماليك الأجلاب أولًا، وأفعالُهم القبيحة بالناس، ثم عقب ذلك أنَّ السلطان كان عيَّنَ تجريدة إلى البحيرة، نحوًا من خمسمائة مملوك، وعليهم من أمراء الألوف الأمير خشقدم المؤيدي أمير سلاح، والأمير قرقماس رأسُ نوبة النوب، وعِدَّةٌ من أمراء الطبلخانات والعشرات، ورسم لهم السلطانُ بالسفر، ولم يفرِّقْ على المماليك المكتوبة للسفر الجمالَ على العادة، فعَظُم ذلك عليهم، وامتنَعوا إلى أن يأخذوا الجِمالَ، فسافر الأمير خشقدم في صبيحة يوم الاثنين المذكور، وتبعه الأمير قرقماس في عصر نهاره، وأقاما ببر منبابة تجاه بولاق، فلم يتبَعْهم أحد من المماليك المعيَّنة معهم، بل وقف غالبُهم بسوق الخيل تحت القلعة ينتظِرونَ تفرقةَ الجِمال عليهم، إلى أن انفَضَّ الموكب السلطاني ونزلت الأمراءُ إلى جهة بيوتهم، فلما صار الأميرُ يونس الدوادار بوسط الرميلة احتاطت به المماليك الأجلاب، وتحقق الغدرَ، فأمر مماليكه بإشهار سيوفِهم ففعلت ذلك، ودافعت عنه، وجرَحَ من المماليك الأجلاب جماعةً، وقطع أصابِعَ بعضِهم، وشقَّ بطنَ آخر على ما قيل، فعند ذلك انفرجت ليونس فرجةٌ خرج منها فارًّا إلى جهة داره، ونزل بها، ورمى عنه قماش الموكِبِ، ولَبِسَ قماشَ الركوبِ، وطلع من وقتِه إلى القلعةِ من أعلى الكبش، ولم يشق الرميلة، وأعلم السلطانَ بخبَرِه، فقامت لذلك قيامةُ المماليك الأجلاب، وقالوا: نحن ضربناهم بالدبابيس فضربونا بالسيوفِ، وثاروا على أستاذِهم ثورةً واحدةً، وساعدهم جماعةٌ من المماليك القرانيص وغيرِهم لِما في نفوسهم من السلطانِ لعدم تفرقةِ الجِمالِ وغيرها، ووقفوا بسوق الخيل وأفحشوا في الكلامِ في حقِّ السلطان، وهددوه إن لم يسلِّم لهم الأميرَ يونس، ثم ساقوا غارةً إلى بيت يونس الدوادار، فمنعهم مماليكُه من الدخول إلى داره، فجاؤوا بنار ليحرقوا الباب، فمنعوهم من ذلك أيضًا، فعادوا إلى سوق الخيل، فوافَوا المنادي ينادي من قبل السلطانِ بالأمان، فمالوا على المنادي بالدبابيس، فسكت من وقته، وهرب إلى حالِ سبيله، وقد طلعت جميعُ أمراء الألوف إلى السلطانِ، وهو على حالة السكوتِ غير أنه طلب بعضَ مماليكه الأجلاب الأعيان، وكلَّمه بأنَّه يعطي من جُرِحَ من الأجلاب ما يكفيه، وأنه يعطي للذي قُطِعَت أصابعه إقطاعًا ومائة دينار، فلم يقع الصلحُ، وانفضَّ الأمر على غير طائلٍ؛ لشدة حر النهار، ولما تفرقت المماليك نزلت الأمراءُ إلى دورهم ما خلا الأمير يونس الدوادار؛ فإنه بات في القلعة، فلما تضحى النهارُ أرسل إليهم السلطان بأربعة أمراء، وهم: الأمير يونس العلائي أحد مقدَّمي الألوف، وسودون الإينالي المؤيدي قراقاش رأس نوبة ثان، ويلباي الإينالي المؤيدي أحد أمراء الطبلخانات ورأس نوبة، وبردبك البجمقدار أحد الطبلخانات أيضًا ورأس نوبة، فنزلوا إليهم من القلعة؛ فما كان إلَّا أن وقع بصر المماليك الأجلاب على هؤلاء الأمراء احتاطوا بهم، وأخذوهم بعد كلامٍ كثير، ودخلوا بهم إلى بيتِ الأمير خشقدم أمير سلاح تجاه باب السلسلة، ورسموا عليهم بعضَهم، كلُّ ذلك والمماليك الظاهرية الجقمقية وقوفٌ على بُعدٍ، لا يختلفون بهم، لينظروا ما يصيرُ من أمرهم، فلما وقع ما ذُكِرَ تحققوا خروجَهم على أستاذهم، وثار ما عندهم من الكمائنِ التي كانت كامنةً في صدورهم من الملك الأشرف إينال لِما فَعَل بابن أستاذِهم الملك المنصور عثمان، وحَبْسِ خشداشيَّتِهم- زملائهم- وتقريب أعدائهم الأشرفية مماليك الأشرف برسباي، فانتهزوا الفرصة، وانضافوا إلى المماليك الأجلاب، وعرَّفوهم أن الأمر لا يتم إلا بحضرة الخليفةِ ولبس السلاح، فساق قاني باي المشطوب أحد المماليك الظاهريَّة من وقته إلى بيت الخليفة القائم بأمر الله حمزة، وكان في الخليفةِ خِفَّةٌ وطَيشٌ، فمال إليهم ظنًّا أنه يكون مع هؤلاء وينتَصِرُ أحدُهم ويتسلطنُ، فيستفحلُ أمره ثانيًا أعظَمَ من الأول، ولما حضر الخليفة عندهم، تكامل لُبسُهم السلاح، وانضافت إليهم خلائقُ من المماليك السيفية، وأوباش الأشرفية، وغيرُهم من الجياع الحرافيش، فلما رأت الأجلابُ أمر الظاهرية حسبوا العواقب، وخافوا زوالَ ملك أستاذهم، فتخلَّوا عن الظاهرية قليلًا بقليلٍ، وتوجه كل واحد إلى حالِ سبيله، فقامت الظاهريةُ بالأمر وحدهم، وما عسى يكونُ قيامهم من غير مساعدة، وقد تخلَّى عنهم جماعة من أعيانهم وخافوا عاقبةَ هذه الفتنة، وقد تعبَّأ السلطان لحربهم، ونزل من القلعة إلى باب السلسلة من الإسطبل السلطاني، وتناوش القومُ بالسهام، وأرادوا المصاففة، فتكاثر عليهم السلطانيةُ، وصدموهم صدمةً واحدة بدَّدوا شملهم، بل كانوا تشتَّتوا قبل الصدمة أيضًا، وهجم السلطانيةُ في الحال إلى بيت الأمير خشقدم أمير سلاح، وأخذوا الأمراءَ المرسَّم عليهم، وأخذوا فيمن أخذوا الخليفةَ معهم، وطلعوا بهم إلى السلطانِ، فلما رأى السلطان الخليفةَ وبَّخه بالكلام الخَشِن، وتفرقت من يوم ذاك أجلابُ السلطان فرقتين: فرقةٌ وهم الذين اشتراهم من كتابية الظاهر جقمق وابنه، وفرقةٌ اشتراهم هو في أيام سلطنته، وقويت الفرقةُ الذين اشتراهم على الفرقةِ الظاهرية، ومنعوهم من الطلوعِ إلى القلعة، والسكنى بالأطباق، ولما انتهت الوقعة أمسك جماعةً من المماليك الظاهرية وحبسهم بالبرج من قلعة الجبل، ونفى بعضَهم واختفى بعضُهم.

العام الهجري : 1385 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1965
تفاصيل الحدث:

هو الشيخُ الفقيه محمد بن عبد العزيز بن محمد بن مانع الوهيبي التميمي النجدي. ولِدَ في مدينة عنيزة إحدى مدن القصيم سنة 1300 هـ، ولما بلغ السابعةَ أدخله والده الكتاتيبَ؛ ليتعلم بها القرآنَ، ولم يلبث والدُه أن توفِّي، فشرع في القراءةِ على عُلماء بلده، فقرأ على عمِّه الشيخ عبد الله، وعلى الشيخ صالح العثمان القاضي، ولما بلغ الثامنةَ عَشْرة من عمره سافر إلى بغداد، واتصل بالعلامة السيد محمود شكري الألوسي، فقرأ عليه وعلى ابن عمه السيد علي الألوسي، وقرأ على غيرِهما من مشاهير العلماء ببغداد، فقرأ في النحو والصرف والفقه، والفرائض والحساب، ثم توجَّه إلى مصر فأقام في الأزهر مدةً قرأ فيها على الشيخ محمد الذهبي، ثم سافر إلى دمشق الشام ولازم الشيخ جمال الدين القاسمي، وحضر دروسَ الشيخ بدر الدين محدِّث الشام، وحضر دروس العلامة الشيخ عبد الرزاق البيطار، ثم رجع إلى بغدادَ ولازم القراءةَ على العلامة محمود شكري الألوسي، فقرأ عليه كثيرًا من مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيميَّة، وكثيرًا من الكتب والشروح والرسائل المختصرة، وفي هذه المدة دعاه بعضُ الأكابر من أهل بغداد؛ ليكونَ إمامًا له ويقرأ عليه كتبَ الحديث، فقرأ عليه بعضًا من صحيح البخاري، وجميعَ صحيح مسلم، والجزءَ الأوَّلَ مِن زاد المعاد لابن القيم، والجزءَ الأوَّلَ من مسند الإمام أحمد بن حنبل، والموطَّأ للإمام مالك، وكثيرًا من كتب التاريخ، وقرأ نزهةَ النظر للحافظ ابن حجر، ثم رجع إلى بلده مدينة عنيزة سنة 1329هـ وقرأ على قاضيها الرَّوض المُرْبِع، ثمَّ توجه إلى بلد الزبير سنة 1330هـ وقرأ على الفقيه الحنبلي المشهور في بلدة الزبير محمد العوجان في الفقه الحنبلي والفرائض والحساب، ثم دعاه مُقبل الذكير أحد تجار نجد وأعيانها -المقيمين في البحرين للتجارة- دعاه لمكافحة التنصير، وفتح له لهذا الغرض مدرسة لتعليم علوم الشريعة واللغة سنة 1330هـ، فأقام في البحرين أربعَ سنين شرح في أثنائها العقيدةَ السفارينية، ثم دعاه حاكم قطر عبد الله بن قاسم بن محمد بن ثاني، فتوجَّه إليها في شوال سنة 1334هـ فتولَّى القضاءَ والخطابة والتدريس، ورحل إليه كثيرٌ من الطلاب أخذوا عنه العلمَ في قَطَر، وأقام في قطر أربعًا وعشرين سنة تولى خلالها القضاءَ والفتيا، وتزوَّج في قطر وأنجب أبناءه الثلاثة: الشيخ عبد العزيز، وأحمد، وعبد الرحمن، وأنشأ في قَطَر أوَّلَ مدرسةٍ علمية سنة 1336هـ، واستمرَّت نحو سبعة عشر عامًا. وبَقِيَ في قَطَر إلى صَفَر سنة 1358هـ، فقَدِمَ الأحساءَ ومكث بها إلى شهر جمادى الآخرة، وفي هذه الأثناء قَدِمَ الأحساءَ معالي الوزير ابن سليمان وزير الملك عبد العزيز، فاتصل به وقابله وأشار عليه ابن سليمان أن يقابِلَ الملك عبد العزيز، فقَدِمَ عليه في مدينة الرياض فأكرمه وعيَّنه مدرسًا في الحرم المكي الشريف، فأقام في مكَّةَ واجتمع عليه كثيرٌ من طلاب العلم يقرؤون عليه في الفقه والحديث، والنحو والفرائض، منهم الشيخ عبد العزيز بن رشيد رئيس هيئة التمييز بنجد، والشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم بن عبد اللطيف الباهلي، والشيخ البصيلي، والشيخ ناصر بن حمد الراشد الرئيس العام لتعليم البنات، والشيخ عبد الله بن زيد بن محمود، ومن أبرز تلامذته: الشيخ عبد الرحمن السعدي؛ علَّامة القصيم، وبعد قيامه بواجب التدريس بالمسجد الحرام عيَّنه الملك عبد العزيز زيادةً على ذلك رئيسًا لثلاث هيئات: هيئة تمييز القضايا، وهيئة الأمر بالمعروف، وهيئة الوعظ والإرشاد. وقام بهذه الأعمال إلى جانب قيامِه بالتدريس في المسجد الحرام بعد صلاتَي الفجر والمغرب، وفي عام 1364هـ عيَّنه الملكُ مديرًا للمعارف، وفي سنة 1366هـ أسند إليه رئاسةَ دار التوحيد، ولما شُكِّلت وزارةُ المعارف سنة 1373هـ وعُيِّن الأمير فهد بن عبد العزيز وزيرًا لها نُقِلَ الشيخ ابن مانع مستشارًا برتبة وكيل وزارة إلى عام 1377ه،ـ حيث طلبه حاكِمُ قطر، ولازم الشيخ علي بن الشيخ عبد الله بن قاسم بن ثاني إلى أن توفي رحمه الله ببيروت على إثر عملية جراحية أُجريت له، ونُقِل جثمانه إلى قَطَر ودُفِن بها، وخَلَّف ثلاثة أبناء: عبد العزيز، وأحمد، وعبد الرحمن, ومكتبةً كبيرة حافلة بنوادر الكتب، ومؤلفات كثيرة، منها: ((إقامة الدليل والبرهان بتحريم الإجارة على قراءة القرآن))، و ((تحديث النظر في أخبار الإمام المهدي المنتظر))، و ((إرشاد الطلاب إلى فضيلة العلم والعمل والآداب))، و ((الأجوبة الحميدة: رسالة تتعلق بالتوحيد))، و ((حاشية على دليل الطالب))، و ((سبل الهدى شرح قطر الندى))، وله ((الكواكب الدرية شرح الدرة المضيئة))، و ((القول السديد فيما يجب لله على العبيد)).

العام الهجري : 21 العام الميلادي : 641
تفاصيل الحدث:

تَجمَّعَ الفُرْسُ في نَهاوَنْد بقِيادةِ ذي الحاجِبِ بعدَ أن ذهبَت أكثرُ مُدُنِهِم، وبَقَوْا فترةً على ذلك لعدمِ سَماحِ عُمَرَ رضِي الله عنه بالانسِياحِ في فارِسَ، ولكن لمَّا كَثُرَ نَقضُ العُهودِ بسببِ تَقَوِّيهِم بمَن بَقِيَ في نَهاوَنْد، شاوَر عُمَرُ المسلمين في أَمْرِ الفُرْسِ المجتمعين في نَهاوَنْد، وكان يُهِمُّ أن يَسيرَ بنفسه لمُلاقاتِهِم، فأشار عليه علِيٌّ: أنِ ابْعَثْ إلى أهلِ الكوفةِ فَلْيَسِرْ ثُلثاهُم، وكذلك تَبعثُ إلى أهلِ البَصرةِ. فقال عُمَرُ أشيروا عَلَيَّ مَن اسْتعمِلُ عليهم؟ فقالوا: أنت أفضلُنا رأيًا وأعلمُنا بأَهلِك. فقال: لأَسْتَعْمِلَنَّ عليهم رجلًا يكونُ لأوَّلِ أَسِنَّةٍ يَلقاها. بعَث عُمَرُ بن الخطَّاب رضِي الله عنه السَّائبَ بن الأقْرَعِ، مَولى ثَقيفٍ -وكان رجلًا كاتبًا حاسبًا- فقال: الْحَقْ بهذا الجيشِ فكُنْ فيهم، فإن فتَح الله عليهم فاقْسِمْ على المسلمين فَيْئَهُم، وخُذْ خُمُسَ الله وخُمُسَ رَسولِه، وإن هذا الجيش أُصِيبَ، فلا أَراكَ، واذْهَبْ في سَوادِ الأرضِ، فبَطْنُ الأرضِ خيرٌ مِن ظَهرِها يَومئذٍ. وبعَث عُمَرُ إلى أهلِ الكوفةِ أن يَمُدُّوا جيشَ المسلمين فسار النُّعمانُ بقُرابةِ ثلاثين ألفًا، ومعه حُذيفةُ بن اليَمانِ، والزُّبيرُ بن العَوَّامِ، والمُغيرةُ بن شُعبةَ، والأشعثُ بن قيسٍ، وعَمرُو بن مَعْدِي كَرِبْ، وابنُ عُمَرَ، حتَّى أَتَوْا نَهاوَنْد فالْتَقوا بالفُرْسِ يومَ الأربعاءِ، فَحَثَّ النُّعمانُ النَّاسَ على القِتالِ، فأشار المُغيرةُ بن شُعبةَ أن يَتَعَجَّلَ الفُرْسَ بالقِتالِ، فقال النُّعمانُ: إنِّي شَهِدْتُ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم إذا لم يُقاتِل أوَّلَ النَّهارِ أَخَّرَ القِتالَ حتَّى تَزولَ الشَّمسُ، وتَهُبَّ الرِّياحُ، وتَحْضُرَ الصَّلاةُ، ويَطِيبَ القِتالُ، ويَنزِلَ النَّصْرُ، فما مَنَعَنِي إلَّا ذلك. ثمَّ دَعا: اللَّهمَّ إنِّي أسألُك أن تُقِرَّ عَيْنِي اليومَ بفَتحٍ يكونُ فيه عِزُّ الإسلامِ، وذُلٌّ يُذَلُّ به الكُفَّارُ، ثمَّ اقْبِضْني إليك بعدَ ذلك على الشَّهادةِ، أَمِّنُوا يَرحمُكُم الله. فأَمَّنُوا وهُم يَبكون، ثمَّ قال النُّعمانُ: إنِّي هازُّ اللِّواءَ ثلاثَ مَرَّاتٍ، فالهَزَّةُ الأُولى فَلْيَقْضِ الرَّجلُ حاجتَهُ ولْيَتوضَّأْ، والهَزَّةُ الثَّانيةُ فَلْيَرْمِ الرَّجلُ ثِيابَهُ وسِلاحَهُ، والهَزَّةُ الثَّالثةُ فاحْمِلُوا ولا يَلْوِي أحدٌ على أحدٍ، فإن قُتِلَ النُّعمانُ فلا يَلْوِي عليه أحدٌ، وإنِّي داعِ الله بدَعوَةٍ فعَزمتُ على امرئٍ إلَّا أَمَّنَ عليها، فقال: اللَّهمَّ ارْزُقْ النُّعمانَ شَهادةً بِنَصْرِ المسلمين وفَتْحٍ عليهم. فأَمَّنَ القومُ، فهَزَّ اللِّواءَ ثلاثَ مَرَّاتٍ وحَمَلَ وحَمَلَ النَّاسُ معه, وكان الأعاجمُ قد شَدُّوا أَنفُسَهُم بالسَّلاسِل لِئلَّا يَفِرُّوا، وحَمَلَ عليهم المسلمون فقاتلوهم، فرُمِيَ النُّعمانُ بِنُشَّابَةٍ فقُتِلَ رَحِمَهُ الله، فَلَفَّهُ أخوهُ سُويدُ بن مُقَرِّن في ثَوبِه، وكَتَمَ قَتْلَهُ حتَّى فتح الله عليهم، ثمَّ دفَع الرَّايةَ إلى حُذيفةَ بن اليَمانِ، وقتَل الله ذا الحاجِبِ قائِدَ الفُرْسِ، وافْتُتِحَت نَهاوَنْد، فلم يكُن للأعاجمِ بعدَ ذلك جَماعةٌ. كُتِبَ إلى عُمَرَ بالفَتحِ مع رجلٍ مِن المسلمين، فلمَّا أتاهُ قال له: أَبْشِر يا أميرَ المؤمنين بفتحِ أَعزَّ الله به الإسلامَ وأَهلَهُ، وأَذَلَّ به الكُفْرَ وأَهلَهُ. قال: فحَمِدَ الله عزَّ وجلَّ، ثمَّ قال: النُّعمانُ بَعَثَكَ؟ قال: احْتَسِبْ النُّعمانَ يا أميرَ المؤمنين. قال: فبَكَى عُمَرُ واسْتَرْجَعَ، قال: ومَن وَيْحك! قال: فُلان وفُلان. حتَّى عَدَّ له ناسًا كثيرًا، ثمَّ قال: وآخرين يا أميرَ المؤمنين لا تَعرِفُهم. فقال عُمَرُ وهو يَبكي: لا يَضُرُّهم ألَّا يَعرِفَهم عُمَرُ، ولكنَّ الله يَعرِفُهم.

العام الهجري : 3 ق هـ الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 620
تفاصيل الحدث:

خرج النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى الطَّائفِ، وهي تَبعُد عن مكَّة نحوَ سِتِّينَ مِيلًا، سارها ماشِيًا على قَدميهِ جِيئةً وذِهابًا، ومعه مولاهُ زيدُ بنُ حارثةَ، وكان كُلَّما مَرَّ على قَبيلةٍ في الطَّريقِ دعاهُم إلى الإسلامِ، فلمْ تُجبْ إليهِ واحدةٌ منها, فلمَّا انتهى إلى الطَّائفِ عَمَدَ إلى رُؤسائِها فدعاهُم فلمْ يَستجيبوا له, فأقام بين أهلِ الطَّائفِ عشرةَ أيَّامٍ، لا يَدَعُ أحدًا مِنْ أشرافهِم إلا جاءهُ وكَلَّمهُ، فقالوا: اخرُجْ من بلادِنا. وأَغْرَوْا به سُفهاءَهُم، فلمَّا أراد الخُروجَ تَبِعَهُ سُفهاؤهُم وعَبيدهُم يُسِبُّونَهُ ويُصيحونَ بهِ، حتَّى اجتمع عَليهِ النَّاسُ، فوقَفوا له سِمَاطَيْنِ [أي صَفَّيْنِ] وجعلوا يَرمونهُ بالحِجارةِ، وبكِلماتٍ مِنَ السَّفَهِ، ورَجموا عَراقيبَهُ، حتَّى اخْتَضَبَ نَعلاهُ بالدِّماءِ. وكان زيدُ بنُ حارثةَ يَقِيهِ بِنفسهِ حتَّى أصابهُ شِجَاجٌ في رَأسهِ، ولم يزلْ بهِ السُّفهاءُ كذلك حتَّى أَلجأوهُ إلى حائطٍ لعُتبةَ وشَيبةَ ابنيْ رَبيعةَ على ثلاثةِ أميالٍ مِنَ الطَّائفِ, ورجع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في طريقِ مكَّة بعدَ خُروجهِ مِنَ الحائطِ كَئيبًا مَحزونًا، كَسيرَ القلبِ، فلمَّا بلغ قَرْنَ المنازلِ بعث الله إليه جبريلَ ومعه مَلَكُ الجبالِ، يَسْتَأْمِرُهُ أنْ يُطْبِقَ الأَخْشَبَيْنِ على أهلِ مكَّة, فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: (بل أرجو أنْ يُخرجَ الله عزَّ وجلَّ من أصلابهِم مَنْ يَعبدُ الله عزَّ وجلَّ وحدَه لا يُشركُ بهِ شيئًا). وفي هذا الجوابِ الذي أَدلى بهِ الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم تَتجلَّى شَخصيَّتُه الفَذَّةُ، وما كان عَليهِ من خُلُقٍ عَظيمٍ.

العام الهجري : 20 العام الميلادي : 640
تفاصيل الحدث:

هي أُمُّ المؤمنين زينبُ بنتُ جَحْشِ بن رِيابِ بن يَعْمُر، أُمُّها أُمَيْمةُ بنتُ عبدِ المُطَّلِب عَمَّةُ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، مِن المُهاجِرات، كانت تحت زيدِ بن حارِثَةَ، ثمَّ طَلَّقَها فزَوَّجَها اللهُ تعالى نَبِيَّهُ، وفيها نزَلَت الآياتُ: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا} [الأحزاب: 37]. كانت كَثيرةُ الخيرِ والصَّدقَةِ، كانت صَناعَ اليَدِ، تَعمَلُ بِيَدِها، وتَتَصَدَّقُ به في سَبيلِ الله، ولمَّا دَخلَت على رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم كان اسمُها بَرَّة فسَمَّاها زَيْنَب، ومن وَرَعِها مَوقِفُها مِن عائشةَ في حادِثَةِ الإفْكِ، قالت عائشةُ: سألَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم زينبَ بنتَ جَحْشٍ عن أَمْرِي ما عَلِمْتِ أو ما رَأَيْتِ؟ قالت: يا رسولَ الله أَحْمِي سَمْعِي وبَصَرِي، والله ما عَلِمْتُ إلَّا خيرًا. قالت عائشةُ: وهي التي كانت تُسامِيني مِن أَزواجِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فعَصَمَها الله بالوَرَعِ. وكانت أوَّلَ نِساءِ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم لُحوقًا به، كما أخْبَر رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وصلَّى عليها عُمَرُ بن الخطَّاب، ودخَل قَبْرَها أُسامةُ بن زيدٍ، ومحمَّدُ بن عبدِ الله بن جَحْشٍ، وعبدُ الله بن أبي أَحْمَدَ بن جَحْشٍ، ودُفِنَتْ في البَقيعِ رضِي الله عنها وأرضاها.