الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3431 ). زمن البحث بالثانية ( 0.008 )

العام الهجري : 420 العام الميلادي : 1029
تفاصيل الحدث:

وردَ إلى الخليفةِ القادِرِ بالله كِتابٌ مِن الأميرِ يَمينِ الدَّولة محمود بنِ سبكتكين الغزنوي أنَّه أحَلَّ بطائفةٍ مِن أهلِ الرَّيِّ مِن الباطنيَّة وغُلاة الرَّوافِضِ قَتلًا ذريعًا، وصَلبًا شَنيعًا، وأنَّه انتَهَب أموالَ رَئيسِهم رستُم بن علي الديلمي، فحصَلَ منها ما يُقارِبُ ألف ألف دينار، وقد كان في حيازتِه نحوٌ مِن خمسين امرأةً حُرَّة، وقد وَلَدْنَ له ثلاثًا وثلاثين ولدًا بين ذكَرٍ وأنثى، وكانوا يَرَونَ إباحةَ ذلك. وقد جاء في الكِتابِ: "إنَّ كِتابَ العَبدِ صَدَر مِن مُعسكَرِه بظاهِرِ الرَّيِّ غُرَّةَ جُمادى الآخرة سنة 420، وقد أزال اللهُ عن هذه البُقعةِ أيديَ الظَّلَمةِ وطَهَّرَها من دعوةِ الباطنيَّةِ الكَفَرة والمُبتَدِعة الفَجَرة، وقد كانت مدينةُ الرَّيِّ مَخصوصةً بالْتِجائِهم إليها وإعلانِهم بالدُّعاءِ إلى كُفرِهم، فيها يَختَلِطونَ بالمُعتَزِلة المُبتَدِعة، والغاليةِ مِن الرَّوافِضِ المُخالفةِ لِكِتابِ اللهِ والسُّنَّة، يتجاهرون بشَتمِ الصَّحابةِ ويُسِرُّونَ اعتقادَ الكُفرِ ومَذهَب الإباحة، وكان زعيمُهم رُستُم بنُ عليٍّ الدَّيلميُّ، فعطَفَ العَبدُ عِنانَه بالعساكرِ فطَلَع بجُرجان وتوقَّفَ بها إلى انصرافِ الشِّتاءِ، ثمَّ دَلَف منها إلى دامغان، ووجَّه عَلِيًّا الحاجب في مقَدِّمة العسكَرِ إلى الري، فبرز رُستُم بن علي على حُكمِ الاستسلامِ والاضطرارِ، فقُبِضَ عليه وعلى أعيانِ الباطنيَّةِ مِن قُوَّادِه, ثمَّ خرج الدَّيالِمة مُعتَرِفينَ بذُنوبِهم شاهِدينَ بالكُفرِ والرَّفضِ على نُفوسِهم، فرُجِعَ إلى الفُقَهاءِ في تعَرُّفِ أحوالهم، فاتَّفَقوا على أنَّهم خارِجونَ عن الطَّاعةِ وداخِلونَ في أهل الفَسادِ، مُستَمِرُّونَ على العنادِ، فيَجِبُ عليهم القَتلُ والقَطعُ والنَّفيُ على مراتِبِ جِناياتِهم، وذَكَر هؤلاء الفُقَهاءُ أنَّ أكثَرَ القَومِ لا يُقيمونَ الصَّلاةَ، ولا يُؤتُونَ الزَّكاةَ، ولا يَعرِفونَ شَرائِطَ الإسلامِ، ولا يُمَيِّزونَ بين الحلالِ والحرامِ، بل يجاهِرونَ بالقَذفِ وشَتمِ الصَّحابةِ، ويعتَقِدونَ ذلك ديانةً، والأمثَلُ منهم يتقَلَّدُ مذهَبَ الاعتزالِ، والباطِنيَّةُ منهم لا يُؤمِنونَ باللَّهِ عَزَّ وجَلَّ وملائكتِه وكُتُبِه ورُسُلِه واليومِ الآخر، وأنَّهم يَعُدُّونَ جَميعَ المِلَلِ مَخاريقَ الحُكَماءِ، ويَعتَقِدونَ مَذهَبَ المَزدكيَّةِ: الإباحةَ في الأموالِ والفُروجِ والدِّماءِ، يَدَّعونَ الإسلامَ بإعلانِ الشَّهادةِ، ثمَّ يُجاهِرونَ بتَركِ الصَّلاةِ والزَّكاةِ، والصَّومِ والغُسلِ، وأكْلِ المَيتةِ، فقضى الانتصارُ لدينِ اللهِ تعالى بتَميُّزِ هؤلاء الباطنيَّةِ عنهم، فصُلِبوا على شارِعِ مدينةٍ طالَما تمَلَّكوها غَصبًا، واقتسموا أموالها نهبًا، وقد كانوا بذلوا أموالًا جَمَّةً يَفتَدونَ بها نُفوسَهم، وضَمَّ إليهم أعيانَ المُعتَزِلة والغُلاة مِن الرَّوافِضِ؛ ليتخَلَّصَ النَّاسُ من فِتنَتِهم، ثمَّ نَظَرَ فيما اختَزَنَه رُستم بن علي فعَثَر على أموالٍ طائلةٍ وأثاثٍ عظيمٍ. ومن الكُتُب خمسون حِملًا ما خلا كتُبَ المُعتَزِلة والفَلاسِفة والرَّوافِض، فأُحرِقَت تحت جُذوعِ المَصلوبين؛ إذ كانت أصولَ البِدَع، فخَلَت هذه البُقعةُ مِن دُعاةِ الباطنيَّةِ وأعيانِ المُعتَزِلة وغُلاةِ الرَّوافِضِ، وانتَصَرت السُّنَّة، فطالَعَ العبدُ بحقيقةِ ما يَسَّرَه اللهُ تعالى لأنصارِ الدَّولةِ القاهرةِ".

العام الهجري : 1 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 623
تفاصيل الحدث:

بَعَث النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عُبيدةَ بنَ الحارِثِ بن عبد المطلب في سريَّةٍ إلي بطنِ رابِغٍ -هيَ ميقاتُ أهلِ الشامِ ومِصرَ وتركيا ومَن سَلَك طَريقَهم- في شعبان على رأسِ ثمانيةِ أشهُرٍ من الهجرةِ، وعَقَد له لواءً أبيضَ، وحَمَله مِسْطَحُ بن أُثاثةَ بن المطلبِ بن عبد مَنافٍ، وكانوا في ستِّين من المُهاجِرين ليس فيهم أنصاريٌّ، فلَقيَ أبا سُفيانَ بنَ حربٍ، وهو في مائتينِ على بطنِ رابِغٍ، على عشرةِ أميالٍ من الجُحفةِ، وكان بينهم الرَّميُ، ولم يَسُلُّوا السُّيوفَ، ولم يَصطَفُّوا للقتالِ، وإنَّما كانت مُناوشةً، وكان سعدُ بن أبي وقَّاصٍ فيهم، وهو أوَّلُ مَن رَمَى بسهمٍ في سبيل الله، ثم انصَرَف الفريقانِ إلى حاميَتِهم.

العام الهجري : 139 العام الميلادي : 756
تفاصيل الحدث:

غزا العبَّاسُ بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس الصائفةَ مع صالحِ بنِ علي وعيسى بن علي، وبنوا ما أخربه الرومُ مِن ملطية، ثم غزَوا الصائفةَ من درب الحدثِ، فتوغلوا في أرض الروم، وغزا مع صالحٍ أختاه أم عيسى ولبابة بنتا علي، وكانتا نذَرَتا إن زال مُلكُ بني أميَّة أن تجاهِدا في سبيل الله، وغزا من درب ملطية جعفرُ بن حنظلة المرهاني، وفي هذه السَّنة كان الفداءُ بين المنصور وملك الروم، فاستفدى المنصورُ أسرى قاليقلا وغيرَهم من الروم، وبناها وعمَرها، وردَّ إليها وندب إليها جندًا من أهلِ الجزيرة وغيرهم، فأقاموا بها وحَمَوها

العام الهجري : 584 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1188
تفاصيل الحدث:

جهَّزَ الخليفةُ الناصِرُ لدين الله عسكرًا كثيرًا، وجعلَ المقَدَّمَ عليهم وزيرَه جلال الدين عبيد الله بن يونس، وسيَّرَهم إلى مساعدة قزل أرسلان بن الأتابك إيلدكز، ليكُفَّ السلطان طغرل عن البلاد، فسار العسكَرُ ثالث صفر إلى أن قارب همذان، فلم يصِلْ قزل إليهم، وأقبَلَ طغرل إليهم في عساكرِه، فالتقوا ثامِنَ ربيع الأول بـ (داي مرج) عند همذان، واقتتلوا، فلم يثبُتْ عسكر بغداد، بل انهزموا وتفَرَّقوا، وثبت الوزيرُ قائمًا، ومعه مُصحَفٌ وسَيفٌ، فأتاه من عسكَرِ طغرل مَن أسَرَه، وأخَذَ ما معه من خزانةٍ وسِلاحٍ ودوابَّ وغير ذلك، وعاد العسكَرُ إلى بغداد متفَرِّقينَ.

العام الهجري : 1346 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1928
تفاصيل الحدث:

كانت حكومة بريطانيا قد وعدت بالاعترافِ باستقلال الأردن ومضت خمسُ سنوات قبل أن تنَفِّذَ بريطانيا هذا الوعدَ استجابة لمساعي الأمير عبد الله وضغوط لجنة الانتداب التابعة لعُصبة الأمم، وفي 20 شباط 1928م تمَّ في القدس التوقيعُ على المعاهدة ومن بنودها وضع قانون أساسي للبلاد (الدستور) وتنازُل حكومة الانتداب للأمير عبد الله عن السُّلطتين التشريعية والتنفيذية، ويبقى لحكومة بريطانيا حقُّ الاحتفاظ بقوات مسلَّحة في شرق الأردن، وتقَدِّم بريطانيا معونة مالية للأردن سنويًّا، ثم صدر الدستور في نيسان من نفس العام، ثم في عام 1934م أُدخِلَ تعديل على المعاهدة يقضي بأحقية الأمير تعيينَ الممثِّلين القُنصليِّين في الخارج.

العام الهجري : 1429 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 2008
تفاصيل الحدث:

بدَأَت المملكةُ العربية السعوديةُ في تشغيلِ الدَّورِ الأرضيِّ من المَسعَى الجديدِ في المسجد الحرامِ بمكَّةَ المكرمة؛ وذلك ضِمنَ المرحلةِ الأولى لمشروعِ تطويرِ وتوسِعَةِ المَسعَى. وتَمَّت تلك التوسعةُ بِناءً على مُوافقةِ خادمِ الحرمَين الشريفَين الملِك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله، ولقد زاد المَسعَى -بعد هذه التوسعة- من (29) ألف متر مربع قبْل التوسعةِ لتُصبِحَ مساحتُه (87) ألف متر مربع، تتَّسع لـ(118) ألف شخصٍ في الساعة بعد أنْ كانت تتَّسع لـ(44) ألف شخص في الساعة قبْلَ التوسعة.
ولقد وَقَع خلاف بين فُقَهاءِ العالَم الإسلامي وعُلَمائِه حولَ التوسِعة، بين مؤيِّدٍ ومعارِضٍ.

العام الهجري : 1432 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 2011
تفاصيل الحدث:

وقَّع الرئيسُ اليمنيُّ علي عبد الله صالح على المُبادرةِ الخليجيَّةِ في الرياض؛ والمُبادرَة الخليجيَّة: هي مشروعُ اتفاقيَّةٍ سياسيَّةٍ أعلَنَتْها دولُ الخليجُ لإخراجِ اليمن من مَغبَّةِ الوُصولِ إلى انفجارِ الوضعِ، وحُصولِ حربٍ أهليَّةٍ داخِلَ البلدِ نتيجةَ تمسُّكِ الرئيسِ اليمنيِّ علي عبد الله صالح بالسُّلطة ورَفضِه التنحِّيَ عن الحكمِ بعد خُروجِ ملايِين اليمنِيِّين من الشَّبابِ وطلبةِ الجامعات ومُختلَف الشرائحِ الاجتماعيَّة إلى الشوارِعِ للمُطالَبة بتنحِّيه عن الحُكمِ، وأدَّى تمسُّكُ الرئيسِ صالح بالسُّلطة إلى تهديدِ السِّلم الاجتماعيِّ في اليمن وسُقوطِ مئاتِ القتلى بسببِ إفراطِ القوَّاتِ المسلَّحة وغيرِها في استخدامِ القوَّةِ ضدَّ المتظاهِرين في السَّاحات.

العام الهجري : 741 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1341
تفاصيل الحدث:

هو الصوفيُّ الاتحادي عثمان الدكاكي الدمشقي, خالطَ الصوفية ودعاةَ وَحدةِ الوجودِ، فتأثَّرَ بهم حتى ادَّعى الألوهيَّةَ وانتَقَص من الأنبياء, فعُقِدَ له مجلسٌ في دار العدل بدار السعادة في يوم الثلاثاء آخر شَهرِ شوال واجتَمَع القضاة والأعيانُ على العادة وأُحضِرَ يومئذ عثمان الدكاكي، وادُّعِيَ عليه بعظائمَ من القول لم يؤثَرْ مِثلُها عن الحلَّاجِ ولا عن ابن أبي الغدافر السلقماني، وقامت عليه البيِّنةُ بدعوى الإلهية- لعنه الله- وأشياءَ أُخَر من التنقيص بالأنبياء ومخالطته أرباب الرَّيبِ من الباجريقية وغيرهم من الاتحادية- عليهم لعائن الله- ووقع منه في مجلسٍ من إساءة الأدب على القاضي الحنبلي، وتضَمَّنَ ذلك تكفيرُه من المالكية أيضًا، فادعى أنَّ له دوافِعَ وقوادِحَ في بعض الشهود، فرُدَّ إلى السجنِ مُقَيَّدًا مغلولًا مقبوحًا، ثم لما كان يوم الثلاثاء الحادي والعشرين من ذي القعدة أُحضِرَ عثمان الدكاكي إلى دار السعادة وأُقيمَ بين يدي الأمراء والقُضاة وسُئِلَ عن القوادح في الشهودِ فعَجَز فلم يقدِرْ، وعجز عن ذلك فتوَجَّهَ عليه الحُكم، فسئل القاضي المالكي الحُكمَ عليه، فحَمِدَ الله وأثنى عليه وصلَّى على رسولِه، ثمَّ حكم بإراقة دَمِه وإن تاب، فأُخِذَ الدكاكيُّ فضُرِبَت رَقَبتُه بدمشق بسوقِ الخيل، ونودي عليه: هذا جزاءُ مَن يكون على مَذهَبِ الاتحاديَّة، وكان يومًا مشهودًا بدار السعادة، حضَرَ خلقٌ من الأعيان والمشايخِ.

العام الهجري : 1315 العام الميلادي : 1897
تفاصيل الحدث:

هو الأميرُ محمدُ بنُ عبد الله بن علي بن رشيد، من شمر، أكبَرُ أمراءِ آل رشيد أيامَ حُكمِهم في حائل وما حولها. كان أبوه عبدُ الله قد لجأ إلى آل سعودٍ وأقامه الأميرُ فيصل بن تركي بن عبد الله أميرًا على حائل، وتوفِّيَ بها سنة 1263هـ، وخلفه ابنُه طلال فتوفي سنة 1283 وخَلَفه أخوه متعب فقتله ولَدَا أخيه بندر وبدر ابنا طلال سنة 1285، وقام محمد سنة 1288 فقتل خمسةً من أبناء أخيه طلال بينهم بندر وبدر، وترك سادسًا لهم اسمه نايف لصغر سنه، وتوطَّدَت له الإمارة. وامتَدَّ حُكمُه إلى أطراف العراق ومشارف الشام، ونواحي المدينة واليمامة وما يلي اليمن. وغلب على نجدٍ، وانتهز فرصةَ الخلاف بين أمراء آلِ سعود، فأدخل نجدًا في طاعتِه بعد أن قضى على دولتِهم في مرحلتها الثانية سنة 1309ه. وأَمِنَت المسالك في أيامِه، وفكَّرَ في إنشاءِ ميناء بحريٍّ لنجد، فحالت منيَّتُه دون ذلك. توفِّيَ بحائلٍ ولم يُعقِب ولدًا، فلمَّا مات خلفه ابنُ أخيه عبد العزيز بن متعب الذي قُتِلَ في المواجهة مع الملك عبد العزيز في معركة روضة مهنا بالقصيم سنة 1324.

العام الهجري : 1438 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 2016
تفاصيل الحدث:

هو الشيخُ خليفةُ بنُ حمد بن عبد الله بن قاسم بن محمد آل ثاني سادسُ أُمراءِ قطَرَ. وُلِدَ في 17 سبتمبر سنةَ 1932م، وكان قد تولَّى حُكمَ قطرَ بعدَ قِيامِه بانقلابٍ أبيضَ في عامِ 1971م استطاَع فيه أنْ يخلَعَ ابنَ عَمِّه أحمدَ بنَ عليِّ بنِ عبدِ اللهِ بنِ قاسمٍ، ويستوليَ على السُّلْطةِ، وتولَّى مقاليدَ الحكمِ. وفي بدايةِ عَهدِه أُقيمَت عَلاقات دُبلوماسية مع عددٍ من الدولِ على مُستوى السفراءِ لأولِ مرَّةٍ، وشارك الجيشُ القطريُّ في حربِ تحريرِ الكويتِ بقُوَّاتٍ بريَّةٍ وبَحريَّةٍ. وفي عامِ 1995 انقلَبَ عليه ابنُه وليُّ العهدِ الشيخُ حَمَدٌ وتولَّى مقاليدَ الحُكمِ. وعاشَ الشيخُ خليفةُ بعدها فترةً خارجَ قطرَ بينَ المملكةِ العربيَّةِ السعوديَّةِ ودولةِ الإماراتِ العربيةِ المتحدةِ وعِدَّةِ عواصمَ أوروبيةٍ في منفًى اختياريٍّ لمدةِ 9 سنَواتٍ. إلى أنْ عادَ لقطرَ سنةَ 2004 ليشارِكَ في تشييعِ جَنازةِ إحدى زوجاتِه التي كانَت تَعيشُ معه خارجَ قطَرَ، واستقبَلَه ابنُه حمَدٌ أميرُ قَطَرَ، وبقيَ الشيخُ خليفةُ في قطَرَ بعدَ تشييعِه لزَوجتِه، ولم تظهَرْ له أيُّ مُشاركةٍ سِياسيةٍ، وتُوفِّي -رحِمَه اللهُ- عن عمرٍ يُناهِزُ 84 عامًا.

العام الهجري : 270 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 883
تفاصيل الحدث:

لَمَّا قُتِلَ الذين كانوا يمُدُّون الزنجَ بالميرة، وقُطِعَت تلك الإمدادات واشتَدَّ الحصار على الزنج، ولَمَّا فرغ الموفَّقُ من شأن مدينة صاحبِ الزنج، وهي المختارة، واحتاز ما كان بها من الأموالِ وقَتَل من كان بها من الرجال، وسَبى من وجد فيها من النِّساء والأطفال، وهرب صاحِبُ الزنج عن حومةِ الحرب والجِلاد، وسار إلى بعضِ البلاد طريدًا شريدًا بشَرِّ حال؛ عاد الموفَّق إلى مدينتِه المُوفَّقيَّة مُؤيَّدًا منصورًا، وقَدِمَ عليه لؤلؤة غلام أحمد بن طولون مُنابذًا لسيِّده سميعًا مطيعًا للمُوَفِّق، وكان ورودُه عليه في ثالث المحرم من هذه السنة، فأكرمه وعَظَّمه وأعطاه وخَلَع عليه وأحسَنَ إليه، وبعثه طليعةً بين يديه لقتالِ صاحب الزنج، وركِبَ الموفَّق في الجيوش الكثيفة الهائلة وراءه، فقصدوا الخبيث وقد تحصَّنَ ببلدة أخرى، فلم يزل به محاصِرًا له حتى أخرجه منها ذليلًا، واستحوذ على ما كان بها من الأموالِ والمغانم، ثمَّ بعث السرايا والجيوشَ وراء حاجِبِ صاحب الزنج، فأسروا عامَّة من كان معه من خاصَّته وجماعتِه، منهم سليمان بن جامع، فاستبشر الناسُ بأسره وكبَّرُوا الله وحَمِدوه؛ فرحًا بالنصر والفتح، وحمل الموفَّقُ بمن معه حملةً واحدة على أصحابِ الخبيث فاستحَرَّ فيهم القتل، وما انجلت الحربُ حتى جاء البشيرُ بقتل صاحب الزنج في المعركةِ، وأُتي برأسِه مع غلامِ لؤلؤة الطولوني، فلما تحقَّق الموفَّق أنَّه رأسُه بعد شهادة الأمراء الذين كانوا معه من أصحابِه بذلك، خَرَّ ساجدًا لله، ثم انكفأ راجعًا إلى الموفَّقيَّة، ورأسُ الخبيثِ يُحمَلُ بين يديه، وسليمانُ معه أسير، فدخل البلدَ وهو كذلك، وكان يومًا مشهودًا، وفرح المسلمون بذلك في المغارب والمشارق، ثم جيء بأنكلاني ولد صاحب الزنج، وأبان بن علي المهلبي مُسَعِّر حربِهم مأسورينِ، ومعهم قريبٌ من خمسة آلاف أسير، فتم السرورُ وهرب قرطاس الذي رمى الموفَّق بصدره بذلك السَّهم إلى رامهرمز، فأُخِذَ وبُعِثَ به إلى الموفَّق فقتله أبو العباس أحمد بن الموفَّق، واستتاب مَن بقي من أصحابِ صاحب الزنج وأمَّنَهم الموفَّق، ونادى في الناس بالأمان، وأن يرجِعَ كُلُّ من كان أُخرِجَ من دياره بسبَبِ الزنج إلى أوطانِهم وبلدانهم، ثم سار إلى بغداد وقَدَّمَ ولده أبا العباس بين يديه، ومعه رأسُ الخبيث يُحمَلُ لِيَراه الناس، فدخلها لثنتي عشرة ليلةً بقيت من جمادي الأولى من هذه السنة، وكان يومًا مشهودًا، وانتهت أيامُ صاحب الزنج المُدَّعي الكذَّاب- قبَّحه الله- واسمُه محمد بن علي، وقد كان ظهورُه في يوم الأربعاء لأربعٍ بَقِين من رمضان سنة خمس وخمسين ومائتين، وكان هلاكُه يوم السبت لليلتين خلتا من صفر سنة سبعين ومائتين، وكانت دولته أربع عشرة سنة وأربعة أشهر وستة أيام، ولله الحمدُ والمنَّة، وقد قيل في انقضاء دولة الزنجِ وما كان من النصرِ عليهم أشعارٌ كثيرة.

العام الهجري : 692 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1293
تفاصيل الحدث:

هو الكاتبُ المؤرِّخُ الصاحبُ محيى الدين عبد الله بن رشيد الدين عبد الظاهر بن نشوان بن عبد الظاهر السّعدىُّ الموقَّعُ كاتب الإنشاء بالديار المصريَّة، وكان من أبرع المؤرِّخين الذين ظهروا في مطالِعِ دولة المماليك البحريَّة، وكان إلى جانب كونِه مؤرِّخًا، كاتبًا صاحِبَ قَلمٍ بليغٍ أهَّلَه لأن يحتلَّ مكانةً مرموقة في الصفِّ الأوَّل من كتَّاب العربيَّة. ولد بالقاهرة في 9 محرم 620هـ (12 من فبراير 1223م) بدأ حياته بحفظ القرآنِ مِثلَ أقرانه من طلبةِ العلم، وتردَّدَ على حلقات الفُقَهاءِ والمحدثين, وامتَدَّت ثقافته لتشمل الأدبَ والتاريخ والأخبار، وهو ما مكَّنَه من الالتحاق بديوانِ الإنشاء على عهدِ الأيوبيِّينَ، الذي كان يضُمُّ فحولَ الكتَّاب البارعين، ولم يبدأ نجم ابن عبد الظاهر في التألُّق والظهورِ إلَّا في عهد السلطان الظاهر بيبرس، حين عَهِدَ إليه بعَمَلِ شَجرةِ نَسَب للخليفة الحاكِمِ بأمر الله أحمد العباسي، الذي اختاره بيبرس خليفةً للمسلمين في محاولةٍ منه لإحياء الخلافة العباسيَّة في القاهرةِ بعد أن سقَطَت في بغداد سنة 656هـ ( 1257م)، ثم توثَّقَت صلتُه بالظاهر بيبرس حتى صار موضِعَ ثِقتِه، فعندما أرسلَ إليه الملك المغولي بركة خان يطلُبُ عَقدَ حِلفٍ مع بيبرس كتَبَ ابن عبد الظاهر صيغةَ الكِتاب، وقرأه على السلطانِ بحضور الأمراء، كما كتب تفويضَ الظاهر بيبرس بولايةِ العهدِ إلى ولَدِه الملك السعيدِ بركة خان. واحتفَظَ ابن عبد الظاهر بمكانتِه أيضًا في عهد السلطان قلاوون الذي حكم مصرَ بعد الظاهِرِ بيبرس وولَدَيه، وكتب له تفويضَ السَّلطَنة بولايةِ العَهدِ إلى ابنه علاء الدين علي، ثم لابنه الملك الأشرف خليل قلاوون. وقد أشاد ببلاغتِه معاصِروه وشهدوا له بالتقدُّم في صناعةِ الكِتابة والأدب؛ فقد وصفه القلقشندي بأنَّه وأبناءه بيتُ الفصاحة ورؤوسُ البلاغة، وقال عنه ابن تغري بردي: بأنَّه من ساداتِ الكُتَّاب ورؤسائِهم وفُضَلائِهم, وهو صاحِبُ النَّظمِ الرَّائقِ والنَّثر الفائق, ولَمَّا وضع ابن عبد الظاهر مؤلَّفاته التاريخيَّةَ ضَمَّنَها عددًا كبيرًا من الوثائق التي كتبها، وصاغ أحداثَ عَصرِه ووقائعه وصوَّرَ أبطالَه ومعاركَه، وترك ابن عبد الظاهر عددًا من المؤلَّفات التاريخيَّة والأدبيَّة وصل إلينا كثيرٌ منها مثل: الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر، وهذه السيرة كتبها المؤلِّفُ في حياة السلطانِ، وتشريف الأيام والعصور بسيرة السلطان الملك المنصور، وهي سيرةٌ للمنصور قلاوون، والروضة البهيَّة الزاهرة في خطط المُعِزِّية القاهرة. وقد امتدَّت الحياة بابن عبد الظاهر حتى تجاوز السبعينَ مِن عمره قضى معظمَها قريبًا من الأحداث التي شَهِدَتها مصرُ والشام فسَجَّلَها في كتبه. تُوفي في القاهرة في 4 من شهر رجب من هذه السنة, ودفن بالقرافة بتُربتِه التي أنشأها.

العام الهجري : 869 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1465
تفاصيل الحدث:

اضطربت أحوال الدولة المرينية بفاس وتسلَّط بها اليهود, بعد تعيين السلطان عبد الحق هارون اليهودي رئيسًا لدولته كما عين عددًا منهم في حكومته، وكانوا قد أظهروا الإسلام, فاجتمع رؤساءُ فاس عند خطيب القرويين الفقيه أبي فارس عبد العزيز بن موسى الورياكلي وكانت له صلابة في الحقِّ وجَلادة عليه بحيث يلقي نفسَه في العظائم ولا يبالي، وقالوا له: ألا ترى إلى ما نحن فيه من الذلَّة والصغار وتحكُّم اليهود في المسلمين والعبث بهم حتى بلغ حالهم إلى ما سمعت، فأثر كلامهم فيه, وللحينِ أغراهم بالفتك باليهودِ وخلع طاعة السلطانِ عبد الحق وبيعة الشريفِ أبي عبد الله الحفيد، فأجابوه إلى ذلك واستدعوا الشريف الحفيد فبايعوه والتفَّت عليه خاصَّتُهم وعامَّتهم وتولى كِبْرَ ذلك أهل حومة القلقليين منهم ثم تقدم الورياكلي بهم إلى فاس الجديد فصمدوا إلى حارة اليهود فقتلوهم واستلبوهم واصطلموا نعمَتَهم واقتسموا أموالهم، وكان السلطان عبد الحق يومئذ غائبًا في حركة له ببعض النواحي, وقيل إن السلطان عبد الحق خرج بجيشه إلى جهة القبائل الهبطية وترك اليهودي يقبض من أهل فاس المغارم فشَدَّ عليهم حتى قبض على امرأةٍ شريفة وأوجعها ضربًا وحكى ما تقدَّمَ فاتصل بعبد الحق خبَرُ خلعه فانفضَّ مُسرعًا إلى فاس واضطرب عليه أمر الجند ففسدت نيَّاتُهم وتنكَّرت وجوهُهم، وصار في كل منزلة تنفض عنه طائفة منهم فأيقن بالنكبةِ وعاين أسبابَ المنية، ولما قَرُب من فاس استشار هارون اليهوديَّ فيما نزل به فقال اليهودي له: لا تَقدَم على فاس لغَلَيان قِدرِ الفتنة بها، وإنما يكون قدومنا على مكناسة الزيتون؛ لأنها بلدنا وبها قوَّادنا وشيعتنا، وحينئذ يظهر لنا ما يكون، فما استتمَّ اليهودي كلامه حتى انتظمه بالرمحِ رجلٌ من بني مرين يقال له تيان، وعبد الحق ينظر، وقال: وما زلنا في تحكم اليهود واتِّباعِ رأيهم والعمل بإشارتِهم، ثم تعاورت اليهوديَّ الرماحُ من كل جانب وخرَّ صريعًا، ثم قالوا للسلطان عبد الحق: تقدم أمامَنا إلى فاس؛ فليس لك اليوم اختيار في نفسِك، فأسلم نفسه وانتُهِبت محلَّتَه وفيئَت أموالُه وحلَّت به الإهانة وجاؤوا به إلى أن بلغوا عين القوادس خارج فاس الجديد، فاتصل الخبر بأهل فاس وسلطانهم الحفيد، فخرج إلى عبد الحق وأركبه على بغل بالبردعة، وانتزع منه خاتم المُلك وأدخله البلد في يومٍ مشهود حضره جمعٌ كبير من أهل المغرب، وأجمعوا على ذمه، وشكروا الله على أخذِه، ثم جُنِّب إلى مصرعه، فضُربت عنقه صبيحة يوم الجمعة السابع والعشرين رمضان من هذه السنة, ودفن ببعض مساجد البلد الجديد ثم أُخرج بعد سنة ونُقِل إلى القلعة، فدفن بها وانقرضت بمَهلِكِه دولةُ بني عبد الحق من المغرب.

العام الهجري : 636 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1239
تفاصيل الحدث:

استولى أعداءُ الله من الفرنج على مدينة قرطبة قاعدة بلاد الأندلسِ ودارِ مملكتها، وذلك يوم الأحد الثالث والعشرين من شوال.

العام الهجري : 1387 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1967
تفاصيل الحدث:

انتَخَب المجلسُ الوطني في الصومال رئيس الوزراء عبد الرشيد علي شيرمارك رئيسًا لجمهورية الصومال مكانَ آدَم عبد الله.