فيليب السَّادِسُ مَلِكُ فرنسا يُعلِنُ عَزمَه على القيامِ بحَملةٍ صَليبيَّةٍ جَديدةٍ، لكِنَّه ينثني عنها بدخولِه حِلفًا ضِدَّ الأتراك العُثمانيِّين واشتراك جيوشِه في الإغارة على أزمير سنة 735، ولكِنَّ نجاحَه في هذه المعركة أعاد له العزمَ على مشروع الحَربِ الصَّليبيَّة، ولكِنْ لم يلبث أن أغارت إنكلترا عليه فانصرَفَ نهائيًّا عن فِكرةِ الحرب الصليبيَّة؛ لدوام حربه مع إنكلترا بما يُعرَفُ اليوم بحرب المائة عامٍ.
بدأ البابا بالدعوة إلى حرب صليبية فشجَّع إسكندر بك ملك ألبانيا على نقض العهدِ الذي أبرَمَه مع العثمانيين سابقًا، داعيًا ملوك أوربا وأمراءها لمساندته، غير أن البابا هلك فجأةً ولم تقم تلك الحرب المزعومة، ولكنَّ إسكندر بك نقض عهده وحارب العثمانيين، فكانت الحرب بينهم سِجالًا إلى أن توفي إسكندر بك بعد حُمَّى شديدة أصابته في مدينة السيو، واستطاع العثمانيون أن يضمُّوا ألبانيا إليهم.
بعد دخول قوات الملك عبدالعزيز الطائفَ كتب أعضاءُ الحزب الوطني الحجازي من أشراف مكَّة وجُدَّة إلى الحسين يطلبون منه التنازُلَ عن الحُكمِ لولده علي، وبالفعل قرَّر الحسين التنازل ومغادرة الحجاز إلى العقبة مع أفراد أسرته، وأصبح علي بن الحسين ملكًا على الحجاز، وبويعَ بذلك، وهذا ما يشيرُ إلى انهيار الحكم الهاشمي في الحجاز عندما فقد الحسين حُلفاءَ الخارج (بريطانيا) وحُلَفاء الداخل (الأعيان والجيش)
توقَّفت العملياتُ الحربيةُ في شَمال اليمنِ ونصَّت اتِّفاقيةٌ وقَّعتها السُّعوديةُ والجُمهورية العربيَّة اليمنيةُ في هذا الشَّهر على تخلِّي الحكومةِ اليمنيةِ عن العديدِ مِن مُنجَزات الثَّورة. وبدَأ تَطهيرُ الجيش وهَيئات أمْن الدولة في اليمنِ مِن العناصر اليَساريةِ، وعاد مِن السُّعودية الكثيرُ من الملكِيينَ الذين تَبوَّأَ عددٌ منهم مناصبَ في هَيئات السُّلطة العليا، ثم اعترَفَت السُّعودية رسميًّا بالجُمهورية العربيَّة اليمنيةِ، وأعقَبَ ذلك اعترافُ بِريطانيا.
كان مَلِكُ الرومِ قد هادنَه المُستَنصِرُ بالله الفاطميُّ صاحِبُ مصر، ثمَّ أخذ يراسِلُ ابنَ صالحِ بن مرداس ويستميلُه، وراسله قبله صالحٌ ليتقَوَّى به على الدزبري صاحب دمشق للفاطميين؛ خوفًا أن يأخُذَ منه الرقَّةَ، فبلغ ذلك الدزبري فتهَدَّد ابنَ صالح فاعتذر وجَحَد، ثمَّ إنَّ جمعًا من بني جعفرِ بنِ كلاب دخلوا ولايةَ أفامية، فعاثوا فيها، ونهَبوا عدَّةَ قُرًى، فخرج عليهم جمعٌ مِن الروم فقاتَلوهم وأوقعوا بهم، ونكَّلوا فيهم، وأزالوهم عن بلادِهم، وبلغ ذلك الناظِرَ بحَلَب، فأخرج مَن بها من تجَّار الفرنج، وأرسلَ إلى المتولِّي بأنطاكيةَ يأمُرُه بإخراجِ مَن عِندَهم مِن تجَّار المسلمين، فأغلظ للرَّسولِ، وأراد قتْلَه، ثمَّ ترَكَه، فأرسل الناظِرُ بحَلَب إلى الدزبري يعَرِّفُه الحال، وأنَّ القومَ على التجهُّزِ لقصد البلاد، فجَهَّزَ الدزبري جيشًا وسيَّرَه على مقَدِّمته، فاتَّفَق أنَّهم لقُوا جيشًا للرُّوم وقد خرجوا لِمثلِ ما خرج إليه هؤلاء، والتقى الفريقانِ بين مدينة حماة وأفامية، واشتَدَّ القتالُ بينهم، ثمَّ إنَّ الله نصرَ المسلمينَ، وأذلَّ الكافرين، فانهزموا وقُتِلَ منهم عِدَّةٌ كثيرة، وأُسِرَ ابنُ عمٍّ للمَلِك، بذلوا في فدائِه مالًا جزيلًا، وعِدَّةً وافرةً مِن أسرى المسلمين، وانكَفَّ الرومُ عن الأذى بعدها.
استولى الخوارجُ المُقيمونَ بجبال عُمان على مدينةِ الولاية، وسبَبُ ذلك أنَّ صاحِبَها الأمير أبا المُظَفَّر ابن الملك أبي كاليجار كان مُقيمًا بها، ومعه خادِمٌ له قد استولى على الأمورِ، وحَكَم على البلاد، وأساء السيرةَ في أهلها، فأخذ أموالَهم، فنفروا منه وأبغَضوه، وعَرَفَ إنسانٌ من الخوارجِ- يقالُ له ابنُ راشدٍ- الحالَ، فجمع مَن عنده منهم فقَصَد المدينةَ، فخرج إليه الأميرُ أبو المُظَفَّر في عساكِرِه، فالتَقَوا واقتَتَلوا، فانهزمت الخوارجُ وعادوا إلى موضِعِهم، وأقام ابنُ راشد مدَّةً يجمَعُ ويحتَشِدُ، ثم سار ثانيًا، وقاتله الديلم فأعانه أهلُ البلد لسوءِ سِيرةِ الديلم فيهم، فانهزم الديلم، وملَكَ ابنُ راشد البلد وقتل الخادِمَ وكثيرًا من الديلم، وقبض على الأميرِ أبي المظفَّر وسَيَّرَه إلى جباله مُستَظهرًا عليه، وسَجَن معه كُلَّ مَن خَطَّ بقلمٍ مِن الديلم، وأصحابَ الأعمال، وأخرب دارَ الإمارة، وقال: هذه أحقُّ دارٍ بالخراب، وأظهَرَ العدل، وأسقَطَ المكوسَ، واقتصر على رَفعِ عُشرِ ما يَرِدُ إليهم، وخطَبَ لنَفسِه، وتلقَّبَ بالراشد بالله، ولَبِسَ الصوف، وبنى موضعًا على شَكلِ مسجد، وقد كان هذا الرجلُ تَحَرَّك أيضًا أيامَ أبي القاسم بن مكرم، فسَيَّرَ إليه أبو القاسِمِ مَن منعه وحصَرَه وأزال طَمَعَه.
لما فُقِدَ الملك الناصر وقتَ الظهر من يوم الأحد خامس عشرين ربيع الأول بادر الأمراء بالركوب إلى القلعة، وهم طائفتان: الطائفة التي خالفت الناصر وحاربته، ويرجع أمرُهم إلى الأمير يشبك الدوادار، والطائفة الأخرى هي التي وَفَت للناصر، وكبيرهم الأمير الكبير بيبرس ابن أخت الظاهر، وحاربت يشبك الدوادار ومن معه، فلما صار الفريقان إلى القلعة، منعهم الأمير سودون تلى المحمدي أمير أخور من صعود القلعة، وهم يضرعون إليه من بعد نصف النهار إلى بعد غروب الشمس، ثم مكَّنهم من العبور من باب السلسلة، وقد أحضروا الخليفة والقضاة الأربعة، واستدعوا الأمير عبد العزيز بن الظاهر برقوق، وقد ألبسه سعد الدين إبراهيم بن غراب الخِلعة الخليفتية، وعمَّمه، فعهد إليه الخليفة أبو عبد الله محمد المتوكل على الله بالسلطنة، ولقَّبوه الملك المنصور عز الدين، وكنَّوه بأبي العز، وذلك عند أذان عشاء الآخرة، من ليلة الاثنين سادس عشرين ربيع الأول، وقد ناهز الاحتلام، وقام سعد الدين إبراهيم بن غراب كاتب سر مصر بأعباء المملكة، يدبر الأمراء كيف شاء، والمنصور تحت كفالة أمِّه، ليس له من السلطنة سوى مجرد الاسم في الخطبة، وعلى أطراف المراسيم.
هو مَلِكُ فارس ناصر الدين شاه بن محمد ميرزا القاجار، الحاكِمُ الرابع في أسرة القاجار الشيعية في فارس. وُلِدَ في 6 صفر 1247 هـ/ 17 يوليو 1831 في قرية كُهنَمار بالقرب من تبريز، وكان أبوه محمد ميرزا وأمُّه ملك جهان خانم المعروفة بمهد العليا. حكَمَ فارس من 1848م، ولم يكُنْ وصولُ ناصر الدين للعرش إلَّا بمساعدة القنصل البريطاني في تبريز، وفي عهدِه تمَّ قَمعُ الحركة البابية وقتل الباب. بحَثَ ناصر الدين عن المجدِ العسكري فاستولى على هيرات، ولكِنَّ القواتِ الهنديةَ البريطانيةَ أجبَرَته على الانسحابِ، وفى الشطرِ الثاني من حُكمِه ألغى الصدارةَ العظمى (رياسة الوزراء) وتولَّاها هو بنفسِه، وبدأ حركةَ إصلاحٍ وتحديثٍ، كما قام برحلاتٍ إلى أوربا سجَّلها في يوميات تبَيِّن مدى إعجابه بالحضارة الأوربية، وأدَّى ازدياد النفوذ الأجنبي -خاصة البريطاني- في فارس إلى اضطراباتٍ شعبيَّةٍ أدَّت إلى اغتيالِه في 18 ذو القعدة 1313 هـ الموافق أول مايو 1896 داخِلَ مزار الشاه عبد العظيم. قُتِلَ ناصر الدين شاه بعد أن حكَمَ نصف قرن تقريبًا، وتولى بعده مظفر الدين شاه الذي تولى الأمورَ في الثامِنِ من حزيران سنة 1896م يعني بعد شهرٍ وعدة أيام من موتِ ناصر شاه.
في هذا العام زار الإمبراطورُ الألمانيُّ ويلهلم استانبولَ فلَحِقَه هرتزل وتمكَّن من مقابلتِه في القدس وطلَبَ مساعدتَه بشأن الهجرة إلى فلسطين، وبعد توسُّط السفارة الألمانية في استانبول تقَدَّم هرتزل وبصُحبتِه الحاخام اليهوديُّ موشيه ليفي مِن السلطان عبد الحميد الثاني قائلًا: مولانا صاحِبَ الشوكة جلالةَ السلطانِ، لقد وكَّلَنا عبيدُكم اليهودُ بتقديم أسمى آيات التبجيل والرجاءِ، عبيدُكم المخلِصون اليهودُ يقَبِّلون الترابَ الذي تدوسونه ويَستعطِفونكم للهجرةِ إلى فلسطين المقدَّسة، ولقاء أوامِرِكم العالية الجليلة نرجو التفضُّلَ بقَبولِ هديَّتِكم خمس ملايين ليرة ذهبية، فما كان من الخليفةِ إلَّا أن أمر بطردِهم، كما جاء في مذكرات هرتزل، بلِّغوا هرتزل ألا يبذُلَ بعد اليوم شيئًا من المحاولة في هذا الأمرِ؛ أمرِ دُخولِ فلسطين، والتوطُّن فيها؛ فإنِّي لست مستعدًّا لأن أتخلى عن شبرٍ واحدٍ من هذه البلاد لتذهَبَ إلى الغيرِ، فالبلاد ليست ملكي بل هي مِلكٌ لشعبي، روى ترابها بدمائِه، فلْتحتفِظ اليهودُ بملايينهم من الذهَبِ. وأصدر أمرًا بمنع هجرة اليهود إلى فلسطين، فاتخذوا قرارًا بخَلعِه وحاولوا استخدامَ المنظَّمات السرية الأرمنية، وفوَّضوا عمانوئيل قره صو الذي يتمتَّع بجنسية عثمانية وإيطالية، والذي أصبح نائبًا عن ولاية سلانيك بتلك المهمَّة، فكان هذا اليهودي ممن اشترك مع الوافدِ الذي دخل على الخليفة ليبلِّغَه قرارَ عَزلِه.
عندما ساعد الملِكُ عبد الرحمن بن هشام العلوي الأميرَ عبد القادر الجزائريَّ في مقاومته الاحتلالَ الفرنسي للجزائر، احتجَّت فرنسا على هذه المساعدة، واحتَلَّت مدينة وجدة مقابل ذلك، ثم احتلَّ الإسبان مدينة تطوان لكنَّهم خرجوا منها بعد دفع أموال باهظة لهم، وفي أيام الحسن الأول عُقِدَت معاهدةُ مدريد عام 1298هـ وأصبح لمدينة طنجة مجلس صحي يتناوب رئاستَه قنصلا فرنسا وإسبانيا وأعلنت فرنسا عام 1300هـ الحمايةَ على المغرب، وكانت المعاهدة التي وقَّعها عبد العزيز الملك المخلوع مع الفرنسيين عام 1330هـ الذين أعادوه لمكانه، ولما تولى عبد العزيز بن الحسن الأول أخذ في تبذير الأموال ممَّا ألزمه الاقتراضَ من البنوك الأوربية وخاصة بنك فرنسا فأخذت فرنسا تتحيَّن الفرصة ومقابلها إسبانيا التي تملك أجزاءً ومدنًا على السواحل المغربية، مثل سبتة ومليلة، وهي لا تزال تحت الحكم الإسباني، واتفقت فرنسا وإسبانيا على اقتسام الصحراء المغربية، وتفاهمت فرنسا مع إيطاليا عام 1339هـ على أن تترك لفرنسا حرية العمل بالمغرب مقابل ترك الحرية لإيطاليا حرية العمل بطرابلس، وهكذا مع إنجلترا في مصر، ودخلت القوات الفرنسية لنجدة السلطان عبد الحفيظ، فاحتلت فاس في 1339هـ ثم احتلت مكناس والرباط ومراكش، وبعدها أعلنت الحماية على المغرب!
كانت اللجنةُ المَلَكية البريطانية (لجنة بيل الملكية) سنة 1356هـ / 1937م قد أصدرت بعد دراسةٍ عدَّةَ توصياتٍ؛ منها: تقسيم فلسطين حيث أوصت اللجنة بقيام كيانٍ صهيوني في فلسطين بناءً على أحلام اليهود، وإعطائهم نصف فلسطين؛ لتكون دولتهم مستقلة تمامًا، مع وضع القدس وما حولها تحتَ الانتدابِ البريطاني؛ لأنها مدينة مقدسة لدى كافة الأديان، ورفضَ العرَبُ هذا القرار، واليهود كذلك رفضوه لأنهم لا يريدون نصفَ فلسطين فقط، بل يريدونها كلها!! ثم حاولت بريطانيا تشكيلَ لجنة فنية، هي لجنة وود هيد؛ لدراسة مشروع التقسيم، إلى أن تراجَعَت بريطانيا عن المشروعِ بسبب مقاطعة الطرفين للَّجنة، ونادت بدلًا عنه بضرورة إقامة سلام بين العرب واليهود، ثمَّ رُفِعَ أمر القضية الفلسطينية إلى عُصبة الأمم في حينها التي شَكَّلت هي الأخرى لجنةً لتحقيقٍ شاملٍ، والتي لم تقَدِّم تقريرها إلا للأمم المتحدة في آب 1947م واشتمل على مشروعين: الأول وهو مشروع الأكثرية، ويوصي بتقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية، مع وحدة اقتصادية بينهما، والثاني: مشروع الأقلية ويوصي بقيامِ دولةٍ عربية يهودية اتحادية مستقلَّة، تكون مدينةُ القدسِ عاصمةً لها، وتبَنَّت الجمعية العمومية للأمم المتحدة مشروعَ الأغلبية، وأوصت بتقسيم فلسطين، كما أوصت بإنهاء الانتداب البريطاني، ورفض قرارَ التقسيمِ كُلُّ الدول العربية والإسلامية.
لمَّا دُفِنَ عبدُ الملك بن مَرْوان انْصَرَف الوَليدُ عن قَبرِه فدَخَل المَسجِد وصَعَد المِنْبَر واجْتَمع إليه النَّاسُ فخَطَبَهم وقال: إنَّا لله وإنَّا إليه راجِعون، والله المُستعان على مُصِيبتِنا لِمَوتِ أَميرِ المؤمنين، والحمدُ لله على ما أَنْعَمَ علينا مِن الخِلافَة، قوموا فبايِعُوا، فكان أوَّلَ مَن عَزَّى نَفْسَه وهَنَّأَهَا؛ وكان أوَّلَ مَن قام لِبَيْعَتِه عبدُ الله بن هَمَّام السَّلُولِيُّ.
كانت نهايةُ الدَّولةِ الإخشيديَّة بعد أن توفِّيَ كافورُ الإخشيدي، حيثُ مَلَك بعده أحمدُ بنُ علي الإخشيدي عِدَّة أشهُرٍ، وأمورُ مِصرَ كانت سيِّئةً جدًّا، فالغلاء من جهةٍ والقَحطُ من جهة أخرى، وكثرة المغاربة من طرَفِ الفاطميِّينَ مِن جهةٍ أيضًا، فصارت أمورُ الدولة لا زمام لها؛ ممَّا أغرى المعِزَّ الفاطميَّ بالهجومِ عليها، فأرسل القائِدَ جَوهَرَ الصِّقليَّ فدخلها فكانت هذه نهايةَ الدَّولةِ الإخشيديَّة، وبداية الدَّولة الفاطميَّة في مصر.
هو صاحب تاج الدولة الأخرس ألب أرسلان بن رضوان بن تتش صاحب حلب، لما ملك الأخرس بعد أبيه استولى على الأمور لؤلؤ الخادم، ولم يكن للأخرس معه إلا اسم السلطنة، ولم يكن ألب أرسلان أخرس، وإنما في لسانه حُبسة وتمتمة، وقد قضى على الإسماعيلية في حلب بعد أن نصحه بذلك ابن بديع وأعيان حلب, قتله غلمانه، وقام من بعده أخوه سلطان شاه بن رضوان.
حج الملك مسعود بن أقسيس بن الكامل صاحب اليمن، فبدت منه أفعال ناقصة بالحرمِ مِن سُكرٍ ورَشقِ حمامِ المسجِدِ بالبندق من أعلى قبَّة زمزم، وكان إذا نام في دار الإمارة يُضرَبُ الطائفون بالمسعى بأطرافِ السيوف لئلَّا يشوشوا عليه، وهو نوم سكر، وكان مع هذا كله مهيبًا محترمًا والبلاد به آمنة، وقد كاد يرفع سنجق أبيه يوم عرفة على سنجق الخليفة، فيجري بسبب ذلك فتنة عظيمة.