الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3793 ). زمن البحث بالثانية ( 0.008 )

العام الهجري : 182 العام الميلادي : 798
تفاصيل الحدث:

أخذ الرَّشيدُ لوَلَدِه عبدِ الله المأمونِ وِلايةَ العَهدِ، من بعد أخيه محمَّد الأمين بن زُبيدة، وذلك بالرقَّةِ بعد مَرجِعِه من الحَجِّ- للمَرَّة الثانية؛ حيث كانت الأولى عام 175هـ-  وضَمَّ ابنَه المأمونَ إلى جعفر بن يحيى البرمكي، وبعثه إلى بغدادَ ومعه جماعةٌ من أهل الرشيدِ خِدمةً له، وولَّاه خراسان وما يتَّصِلُ بها، وسمَّاه المأمون.

العام الهجري : 206 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 822
تفاصيل الحدث:


لَمَّا مات الحكَمُ بنُ هشام بن عبدالرحمن، قام بالمُلْك بعده ابنُه عبد الرحمن ويكنَّى أبا المطرف، واسمُ أمِّه حلاوة، ولد بطليطِلة، أيَّامَ كان أبوه الحكَمُ يتولَّاها لأبيه هشام، فلمَّا وَلِيَ عبدالرحمن خرج عليه عمُّ أبيه عبد الله البلنسي؛ طمعًا في الحُكمِ بعد موتِ الحَكَمِ.

العام الهجري : 231 العام الميلادي : 845
تفاصيل الحدث:

غزا بالصائفة جليقية محمَّد بن الأمير عبد الرحمن بن الحَكَم، فحَصَرها، وحصَرَ مدينة ليون، ورماها بالمجانيقِ. فلمَّا أيقنَ أهلُها بالهلاك خرجوا ليلًا، ولجؤوا إلى الجبالِ والغِياض، فأحرقَ محمَّدٌ ما فيها، وأراد هدمَ سُورِها، فوجد سعتَه ثمانيَ عشرة ذراعًا فتركه، وأمعن في بلادِ الشِّركِ قتلًا وسبيًا.

العام الهجري : 340 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 951
تفاصيل الحدث:

هو أبو المظَفَّر بنُ أبي علي بنِ محتاج صاحب جيوش خراسان، توفي ببُخارى كان قد رَكِبَ دابَّةً أنفَذَها إليه أبوه، فألقَتْه وسَقَطت عليه فهَشَمتْه، فمات من يومِه، وعَظُمَ مَوتُه على الناس كافَّةً، وشَقَّ موته على الأميرِ نوح الساماني أميرِ بلادِ ما وراء النهر، وحُمِلَ إلى الصغانيان إلى والدِه أبي علي.

العام الهجري : 695 العام الميلادي : 1295
تفاصيل الحدث:

هو المَلِكُ السعيدُ شمس الدين إيلغازي بن الملك المظفر فخر الدين قرا أرسلان بن الملك السعيد صاحِبُ ماردين الأرتقي، ودُفِنَ بتربة جده أرتق، وتولى بعده سلطنةَ ماردين أخوه الملك المنصور نجم الدين غازي، وكانت مُدَّةُ مَملكةِ الملك السعيد هذا على ماردين دونَ الثلاث سنين.

العام الهجري : 1176 العام الميلادي : 1762
تفاصيل الحدث:

غزا الأميرُ عبد العزيز بن محمد الأحساءَ ديارَ بني خالد خصومِ الدَّعوةِ، وكانت خيلُهم نحو 30 فرسًا، فأناخ عبد العزيز في مكانٍ يسمى المطيرفي، وهجم على من كان فيه من أهلِها، فقتل منهم سبعين رجلًا، وأخذوا منهم كثيرًا من الأسلحة والأمتعة والدواب. فلما أرادو الرجوعَ إلى نجد أغاروا على المبرز، ونالوا من أهلها.

العام الهجري : 1320 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1903
تفاصيل الحدث:

تولَّى الشيخُ علي بن محمد بن أحمد الببلاوي مشيخةَ الجامع الأزهر. والببلاوي تعلَّم في الأزهرِ ودرس فيه، وتولى نِظارةَ دار الكتب. وعُيِّن نقيبًا للأشرافِ خَلَفًا لمحمد توفيق البكري، ولم يمكُثْ في مشيخة الأزهر طويلًا؛ بسبب معارضةِ الخديوي عباس حلمي لجهودِ الببلاوي في إدخال تغييراتٍ على الأزهَرِ.

العام الهجري : 1 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 622
تفاصيل الحدث:

ركِب رسولُ الله صلى الله عليه وسلم راحِلتَه مِن قُباءٍ فسار يمشي معه النَّاسُ حتَّى برَكتْ عند مسجدِ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم بالمدينةِ، وهو يُصلِّي فيه يَومئذٍ رجالٌ مِنَ المسلمين، وكان مِرْبَدًا للتَّمرِ، لِسُهيلٍ وسَهلٍ غُلامَينِ يَتيمَينِ في حَجْرِ أَسعدَ بنِ زُرارةَ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حين بَركتْ به راحِلتُه: «هذا إن شاء الله المنزِلُ». ثمَّ دَعا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الغُلامَينِ فَساوَمَهُما بالمِرْبَدِ، لِيَتَّخِذَهُ مسجدًا، فقالا: لا، بل نَهَبُهُ لك يا رسولَ الله، فأبى رسولُ الله أن يَقبلَهُ منهُما هِبَةً حتَّى ابتاعَهُ منهُما، ثمَّ بناهُ مسجدًا، وطَفِقَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَنقُلُ معهم اللَّبِنَ في بُنيانِهِ ويقولُ، وهو يَنقُلُ اللَّبِنَ: "هذا الحِمالُ لا حِمالَ خَيبرْ، هذا أَبَرُّ رَبَّنا وأَطهرْ. ويقول: اللَّهمَّ إنَّ الأجرَ أجرُ الآخِرهْ، فارْحَمِ الأنصارَ، والمُهاجِرهْ" وعن أنسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَدِمَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم المدينةَ فنزل أعلى المدينةِ في حَيٍّ يُقالُ لهم: بنو عَمرِو بنِ عَوفٍ. فأقام النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم فيهِم أربعَ عشرةَ ليلةً، ثمَّ أرسل إلى بني النَّجَّارِ، فجاءوا مُتَقَلِّدي السُّيوفِ كأنِّي أنظرُ إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم على راحِلتِهِ، وأبو بكرٍ رِدْفُهُ ومَلَأُ بني النَّجَّارِ حولَه حتَّى أَلقى بفِناءِ أبي أيُّوبَ، وكان يُحِبُّ أن يُصلِّيَ حيث أدركتهُ الصَّلاةُ، ويُصلِّي في مَرابضِ الغَنَمِ، وأنَّه أَمَرَ ببِناءِ المسجدِ، فأرسل إلى مَلإٍ مِن بني النَّجَّارِ فقال: «يا بَني النَّجَّارِ ثامِنوني بحائِطِكُم هذا». قالوا: لا والله لا نطلبُ ثَمَنَهُ إلَّا إلى الله. فقال أنسٌ: فكان فيه ما أقولُ لكم: قُبورُ المشركين، وفيه خَرِبٌ وفيه نَخلٌ، فأَمَر النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بقُبورِ المشركين فنُبِشَتْ، ثمَّ بالخَرِبِ فسُوِّيَتْ، وبالنَّخلِ فقُطِعَ، فصَفُّوا النَّخلَ قِبلةَ المسجدِ، وجعلوا عِضادَتَيْهِ الحِجارةَ، وجعلوا يَنقُلون الصَّخرَ وهُم يَرتَجِزون والنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم معهم، وهو يقول: «اللَّهمَّ لا خيرَ إلَّا خيرُ الآخرهْ، فاغْفِرْ للأنصارِ والمُهاجِرهْ».  قال عبدُ الله بنُ عُمَرَ، " إنَّ المسجدَ كان على عهدِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم مَبْنِيًّا باللَّبِنِ، وسَقْفُهُ الجَريدُ، وعُمُدُهُ خَشبُ النَّخلِ.

العام الهجري : 303 العام الميلادي : 915
تفاصيل الحدث:

طالب الوزيرُ عليُّ بنُ عيسى الحُسَينَ بنَ حمدانٍ بمالٍ كان عليه من ديارِ ربيعة، وهو يتولَّاها، فدافَعَه، فأمره بتسليمِ البلاد إلى عُمَّالِ السلطان، فامتنع، وكان مُؤنِسٌ الخادِمُ غائبًا بمصرَ لمحاربة عسكر المهديِّ، صاحب إفريقية، فجهَّز الوزيرُ رائقًا الكبير في جيشٍ وسيَّرَه إلى الحسين بن حمدان، وكتب إلى مؤنسٍ يأمرُه بالمسير إلى ديار الجزيرة لقتال الحسينِ، بعد فراغه من أصحاب المهديِّ، فسار رائِقٌ إلى الحسين بن حمدان، وجمع لهم الحُسَينُ نحو عشرين ألفَ فارس، وسار إليهم، فلمَّا رأوا كثرة جيش الحُسين عَلِموا عَجْزَهم عنه؛ لأنَّهم كانوا أربعة آلاف فارس، فانحازوا إلى جانبِ دجلة، ونزلوا بموضعٍ ليس له طريقٌ إلَّا من وجه واحد، وجاء الحُسَينُ فنزل عليهم وحصَرَهم، ومنع الميرةَ عنهم من فوقَ ومن أسفلَ، فضاقت عليهم الأقواتُ والعلوفات، فأرسلوا إليه يبذُلونَ له أن يولِّيَه الخليفةُ ما كان بيده ويعودَ عنهم، فلم يُجِب إلى ذلك، ولَزِمَ حصارهم، وأدام قتالَهم إلى أن عاد مُؤنِسٌ من الشام، فلمَّا سمع العسكرُ بقُربِه قَوِيَت نفوسُهم وضَعُفَت نفوسُ الحسين ومَن معه، فخرج العسكرُ إليه ليلًا وكبَسوه، فانهزم وعاد إلى ديارِ ربيعة، وسار العسكرُ فنزلوا على الموصِل، وسمع مؤنِسٌ خبرَ الحسين، وجدَّ مؤنِسٌ في المسير نحو الحسين، واستصحب معه أحمدَ بنَ كيغلغ، فلمَّا قَرُبَ منه راسله الحسين يعتذر، وتردَّدت الرسُل بينهما، فلم يستقِرَّ حال، فرحل مؤنِسٌ نحو الحسين حتّى نزل بإزاء جزيرة ابن عمر، ورحل الحسينُ نحو أرمينيَّة مع ثقلِه وأولادِه، وتفرَّق عسكرُ الحُسينِ عنه، وصاروا إلى مؤنسٍ ثمَّ إنَّ مُؤنِسًا جهَّز جيشًا في أثَرِ الحسين، فأدركوه فقاتلوه، فانهزم من بقيَ معه من أصحابه، وأُسِرَ هو ومعه ابنُه عبد الوهَّاب وجميعُ أهله وأكثر مَن صَحِبَه، وقبض أملاكه، وعاد مؤنِسٌ إلى بغداد على طريق الموصل والحسين معه، فأُركبَ على جمل هو وابنُه وحُبس الحُسَين وابنه عند زيدان القهرمانة، وقبض المقتَدِر على أبي الهيجاءِ بنِ حمدان وعلى جميع إخوته وحُبسوا، وكان قد هرب بعضُ أولاد الحُسَين بن حمدان، فجمَعَ جمعًا ومضى نحو آمِد، فأوقَعَ بهم مستحفِظُها، وقتَلَ ابنَ الحسين وأنفذ رأسَه إلى بغداد.

العام الهجري : 584 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1188
تفاصيل الحدث:

هو الأميرُ الكبيرُ، العلَّامة فارِسُ الشام، مجدُ الدِّينِ، سلالةُ الملوك والسلاطين مؤيَّدُ الدولة، أبو المظفَّر أسامة بن الأمير مرشد بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ الكناني الشيزري. وُلِدَ بشيزر سنة 488. أحد الشعراء المشهورين. قيل: كان يحفظ من شعر الجاهليَّة عشرةَ آلاف بيت. قال الذهبي: "سافر إلى مصر, وكان من أمرائِها الشيعة، ثم فارقها وجرت له أمورٌ، وحضر حروبًا ألَّفَها في مجلَّدٍ فيه عبر". قال يحيى بن أبي طيئ الشيعي في (كتابه تاريخ الشيعة): "كان ابن منقذ إماميًّا، حسن العقيدة، إلَّا أنه كان يداري عن منصبه، ويُتاقي". كان ابن منقذ عُمُره تاريخًا مستقلًّا وحده، وكانت داره بدمشق، وكانت مَعقِلًا للفضلاء ومنزِلًا للعلماء، وله أشعار رائقة، ومعانٍ فائقة، ولديه عِلمٌ غزير، وعنده جُودٌ وفضل كثير، وكان من أولادِ ملوك حصن شيزر، وهذا الحِصنُ قريب من حماة، وكان لآل منقذ الكنانيين يتوارثونَه من أيام صالح بن مرداس، ثم انتقل إلى مصر فأقام بها مُدَّةً أيام الفاطميين، في وزارة العادل ابن السلار، واتصل ابن منقذ بعبَّاس الصنهاجي، فحَسَّن له قتل زوج أمه ابن السلار، فقتله، ثم ولَّاه الظافر الوزارة فاستبد بالأمرِ, ولَمَّا علم الأمراء والأجناد أنَّ قَتلَ ابن السلار  مِن فِعلِ ابن منقذ، عزموا على قتله، فخلا بعباسٍ، وقال له: كيف تصبِرُ على ما أسمع مِن قَبيحِ القول؟ قال: وما ذلك؟ قال: الناسُ يزعمون أن الظافِرَ يفعَلُ بابنك نصر، وكان نصر خصيصًا بالظافر، وكان ملازمًا له ليله ونهاره، وكان من أجملِ النَّاسِ صُورةً، وكان الظافِرُ يُتَّهَم به، فانزعج لذلك عبَّاسٌ وعَظُم عليه، وقال: كيف الحيلةُ؟ قال: تقتُلُه فيذهب عنك العار، فذكر الحالَ لولده نصر، فاتَّفقا على قتلِ الظافر فقَتَله نصر, ثم عاد ابنُ منقذ إلى الشام، فقدم على الملك صلاح الدين في سنة 570, وله نَظمٌ في الذِّروة, منه ديوانُ شعر كبير، وأشعار في مدح السلطان صلاح الدين، وله كتاب لباب الآداب، والبديع، وأخبار النساء، وغيرها، وكان صلاح الدين يفَضِّل ديوانه على سائر الدواوين، وكان في شبيبته شَهمًا شجاعًا، قتل أسدًا وَحدَه مُواجَهةً. توفِّي في هذه السنة ليلة الثلاثاء الثالث والعشرين من رمضان، عن عمر ست وتسعين سنة، ودُفِن شرقي جبل قاسيون.

العام الهجري : 721 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1321
تفاصيل الحدث:

هو الشيخُ شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أبي القاسم الهمذاني ثم الدمشقي السكاكيني المتشيِّع، ولِدَ سنة 635 بدمشق، وطلب الحديثَ وتأدَّبَ وسَمِعَ وهو شابٌّ من إسماعيل بن العراقي والرشيد بن مسلمة، ومكي بن علان في آخرين، وتلا بالسبع، ومن مسموعاته مُسنَدُ أنس للحنيني على إسماعيل عن السلفي، ومن فوائد أبي النرسي بالسند عنه روى عنه البرزالي والذهبي وآخرون، من آخرهم أبو بكر بن المحب، وبالإجازة برهانُ الدين التنوخي. رُبِّي يتيمًا فأُقعِدَ في صناعة السكاكين عند شيخ رافضيٍّ فأفسد عقيدتَه, ثم أخذ عن جماعةٍ مِن الإمامية وله نظمٌ وفضائِلُ وردٌّ على العفيف التلمساني في الاتحاد، وأَمَّ بِقَريةِ جسرينَ مُدَّةً، وأقام بالمدينةِ النبويَّة عند أميرها منصور ابن جماز مدةً طويلةً، ولم يُحفَظْ له سبٌّ في الصحابةِ، بل له نظم في فضائِلِهم إلَّا أنه كان يناظر على القَدَرِ ويُنكِرُ الجَبْرَ وعنده تعبُّدٌ وسَعةُ عِلمٍ. قال الذهبي: "كان حلوَ المجالسة ذكيًّا عالِمًا فيه اعتزالٌ، وينطوي على دينٍ وإسلام وتعبُّدٍ، سَمِعْنا منه وكان صديقًا لأبي، وكان ينكر الجبرَ ويناظرُ على القَدَر" قال الصفدي: "وترَفَّضَ به أناسٌ من أهل القرى؛ لذا قال تقيُّ الدينِ ابنُ تيميَّة: "هو ممَّن يتسَنَّنُ به الشيعيُّ، ويتشَيَّعُ به السُّنيُّ!" وكان يجتَمِعُ به شيخُ الإسلام كثيرًا، وقيل إنَّه رجع في آخِرِ عُمُرِه ونسخ صحيحَ البخاري، وجد بعد موته بمدة في سنه 750 بخطٍّ يشبه خَطَّه كتابٌ يسمَّى الطرائف في معرفة الطوائف يتضمَّنُ الطعن على دين الإسلام وأورد فيه أحاديثَ مُشكِلة وتكلَّم على متونِها بكلامِ عارفٍ بما يقولُ إلَّا أنَّ وضعَ الكتابِ يدُلُّ على زندقةٍ فيه، وقال في آخره: وكتبه مصنِّفُه عبد الحميد بن داود المصري، وهذا الاسمُ لا وجود له، وشَهِدَ جماعة من أهل دمشق أنَّه خطُّه فأخذه تقي الدين السبكي عنده وقطَّعَه في اللَّيلِ وغَسَلَه بالماء، ونَسَب إليه عمادُ الدين ابن كثير الأبياتَ التي أوَّلُها: يا معشر الإسلام ذمي دينكم... الأبيات. مات شمس الدين في صفر في هذه السنة. وابنُه حسن نشأ في الرفضِ، فثبت عليه ذلك عند القاضي شرف الدين المالكي بدمشق وثبت عليه أنَّه يكَفِّرُ الشيخين وقَذَف ابنَتَيهما ونَسَب جبريل إلى الغلط في الرِّسالة، فحكم بزندقته وبِضَرب عُنُقِه فضُرِبَت سنة 744.

العام الهجري : 1168 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1754
تفاصيل الحدث:

هو الخليفةُ العثماني محمود الأول ابن السلطان مصطفى الثاني ابن السلطان محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول. وُلِدَ في 4 محرم سنة 1108هـ 3 أغسطس سنة 1696 تولى السلطان محمود السلطنة بعد ثورة على السلطان أحمد الثالث الذي كان يميل إلى مصالحة الدولة الصفوية, فثار عليه الانكشارية في  15 ربيع الأول 1143 فقتلوا الصدرَ الأعظم والمفتي وقبوادان باشا أميرال الأساطيل البحرية؛ بحجة أنَّهم مائلون لمسالمة العجم، ثم أعلنوا عزل السلطان أحمد ونادوا بابن أخيه محمود الأول خليفةً للمسلمين وأميرًا للمؤمنين، فأذعن السلطان أحمد الثالث وتنازل عن الملك بدون معارضة, ولما تولى السلطان محمود لم يكن له إلا الاسم فقط، وكان النفوذ لبطرونا خليل, يولِّي من يشاء ويعزل من يشاء، حتى عِيلَ صَبرُ السلطان محمود من استبداده فتخلص من الانكشارية لتعدِّيهم وتجاوزهم حدودَهم, وفي عهد السلطان محمود استأنفت الدولة الحربَ مع مملكة الفرس، وتغلبت الجيوش العثمانية على جنود الشاه طهماسب في عدة وقائع انتهت بصلح بين الدولتين، الذي عارضه نادر شاه أكبر ولاة الدولة الصفوية، والذي قام بعد ذلك بعزل الشاه طهماسب، ثم أنهى حكم الدولة الصفوية في بلاد فارس، وتولى هو عرش إيران، ودخل في صراع مع الدولة العثمانية. ولحُسن حظِّ الدولة في عهد السلطان محمود أن تقلَّدَ منصب الصدارة رجل محنك اشتهر بحسن السياسة وسمو الإدراك هو الحاج محمد باشا الذي لم يغفل طرفة عين عن جمع الجيوش وتجهيز المعدات، حتى تمكَّن من إيقاف تقدُّم الروس في بلدان الدولة العلية, وانتصرت جيوشُها على النمسا التي طلبت الصلحَ بواسطة سفير فرنسا. توفِّي السلطان محمود الأول يوم الجمعة 27 صفر عن عُمرِ ستين سنة مأسوفًا عليه من جميع العثمانيين؛ لاتصافه بالعدل والحِلمِ ومَيلِه للمساواة بين جميع رعاياه بدون نظرٍ لفئة دون أخرى، وكانت مدة حكمه 25 سنة، وفي أيامه السعيدة اتسع نطاقُ الدولة بآسيا وأوروبا، ثم قام بعده أخوه عثمان الثالث خلفًا له، وبويع في جامعِ أبي أيوب الأنصاري، وهنَّأه سفراء أوروبا.

العام الهجري : 128 العام الميلادي : 745
تفاصيل الحدث:

هو أبو مُحرِزٍ الجَهْمُ بنُ صَفوانَ التِّرمِذيُّ، من أهلِ بَلخٍ، مولًى لبني راسِبٍ، ظهر في المائةِ الثَّانيةِ من الهِجرةِ، وهو حامِلُ لواءِ الجَهْميَّةِ ورأسُها، وإليه تنتَسِبُ، وقد ظهَرت بِدعتُه بتِرمِذَ  .وكان قد خرج مع الحارِثِ بنِ سُرَيجٍ الذي تمرَّد على الدَّولةِ الأُمويَّة، وقتَله سَلْمُ بنُ الأحوَزِ المازنيُّ بمَرْوٍ نحوَ سنةِ 128 هـ  .وقد كان أوَّلَ من أشهَر بدعةَ القَولِ بخَلقِ القرآنِ وتعطيلِ اللهِ عن صفاتِه. وكان يُنكِرُ الصِّفاتِ، ويُنزِّهُ الباريَ عنها بزَعمِه، ويقولُ: الإيمانُ عَقدٌ بالقلبِ، وإن تلفَّظ بالكُفرِ، ويزعم أنَّ اللهَ ليس على العَرشِ بل في كُلِّ مكانٍ، وقد قيل: إنَّه كان يُبطِنُ الزَّندقةَ، واللهُ أعلَمُ بذلك  .وأخَذ مقالاتِ شيخِه الجَعْدِ بنِ دِرهَمٍ فأظهَرها، واحتجَّ لها بالشُّبُهاتِ العقليَّةِ  ، فقد كان كثيرَ الِجدالِ والخُصوماتِ والمُناظَراتِ، ولم يكُنْ له بصرٌ بعلمِ الحديثِ، ولم يكنْ من المهتمِّينَ به، ولم يُعَدَّ من أهلِ العِلمِ قطُّ؛ إذ شغله علمُ الكلامِ عن ذلك، وقد نبَذ عُلَماءُ السَّلَفِ أفكارَه، وشنَّعوا عليه، ومَقَتوه أشَدَّ المَقْتِ  .قال أحمَدُ بنُ حَنبَلٍ: (الجَهْمُ وشيعتُه دَعَوا النَّاسَ إلى المُتشابهِ من القُرآنِ والحديثِ، فضلُّوا وأضلُّوا بكلامِهم بَشَرًا كثيرًا، فكان ممَّا بلغَنا من أمرِ الجَهْمِ عَدُوِّ اللهِ أنَّه كان من أهلِ خُراسانَ؛ من أهلِ تِرمِذَ، وكان صاحِبَ خُصوماتٍ وكلامٍ، وكان أكثَرُ كلامِه في اللهِ تعالى، فلقِيَ أُناسًا من المُشرِكين يقالُ لهم: السُّمَنِيَّةُ، فعرفوا الجَهْمَ، فقالوا له: نُكلِّمُك، فإن ظهَرَت حُجَّتُنا عليك دخَلْتَ في دينِنا، وإن ظهَرت حُجَّتُك علينا دخَلْنا في دينِك، فكان ممَّا كلَّموا به الجَهْمَ أن قالوا له: ألسْتَ تزعُمُ أنَّ لك إلَهًا؟ قال الجَهْمُ: نعم. فقالوا له: فهل رأيتَ إلهَك؟ قال: لا. قالوا: فهل سمِعتَ كلامَه؟ قال: لا. قالوا: فشَمِمْتَ له رائحةً؟ قال: لا. قالوا: فوجَدْتَ له حِسًّا؟ قال: لا. قالوا: فوجَدْت له مجَسًّا؟ قال: لا. قالوا: فما يُدريك أنَّه إلهٌ؟ قال: فتحيَّرَ الجَهْمُ، فلم يَدرِ مَن يعبُدُ أربعينَ يومًا!)  .فبَقِيَ أربعين يومًا لا يَعبُدُ شيئًا! ثُمَّ لَمَّا خلا قلبُه من معبودٍ يألهُه، نقَش الشَّيطانُ اعتقادًا نَحَتَه فِكرُه، فقال: إنَّه الوجودُ المُطلَقُ! ونفى جميعَ الصِّفاتِ، واتَّصل بالجَعْدِ بنِ دِرهَمٍ  .ذُكِر الجَهْمُ عِندَ عبدِ اللهِ بنِ المبارَكِ، فقال: (عَجِبتُ لشيطانٍ أتى إلى النَّاسِ داعيًا إلى النَّارِ، واشتَقَّ اسمَه عن جَهنَّمَ!)  .وقال أبو مُعاذٍ البَلْخيُّ: (كان جَهْمٌ على مَعبَرِ تِرمِذَ، وكان رجُلًا كوفَّي الأصلِ، فصيحَ اللِّسانِ، لم يكُنْ له علمٌ، ولا مجالَسةٌ لأهلِ العلمِ، كان تكلَّم كلامَ المُتكلِّمينَ، وكلَّمه السُّمَنيَّةُ فقالوا له: صِفْ لنا ربَّك الذي تعبُدُه، فدخل البيتَ لا يخرُجُ كذا وكذا، قال: ثُمَّ خرج عليهم بَعدَ أيَّامٍ، فقال: هو هذا الهواءُ مع كُلِّ شيءٍ، وفي كُلِّ شيءٍ، ولا يخلو منه شيءٌ، قال أبو مُعاذٍ: كَذَب عَدُوُّ اللهِ، إنَّ اللهَ في السَّماءِ على عَرشِه، وكما وصَفَ نَفْسَه)  .وقال يزيدُ بنُ هارونَ: (لعَنَ اللهُ الجَهْمَ ومَن قال بقَولِه، كان كافرًا جاحدًا، ترك الصَّلاةَ أربعينَ يومًا، يزعُمُ أنَّه يرتادُ دينًا، وذلك أنَّه شَكَّ في الإسلامِ).وقال ابنُ تيميَّةَ: (أوَّلُ من عُرِف في الإسلامِ أنَّه ‌أنكَر ‌أنَّ اللهَ ‌يحِبُّ أو يُحَبُّ: الجَهْمُ بنُ صَفوانَ، وشيخُه الجَعْدُ بنُ دِرهَمٍ، وكذلك هو أوَّلُ من عُرِف أنَّه أنكر حقيقةَ تكليمِ اللهِ لموسى وغيرِه، وكان جَهْمٌ ينفي الصِّفاتِ والأسماءَ، ثُمَّ انتقَل بعضُ ذلك إلى المُعتَزِلةِ وغيرِهم، فنفَوا الصِّفاتِ دونَ الأسماءِ، وليس هذا قَولَ أحدٍ مِن سلَفِ الأمَّةِ وأئمَّتِها).

العام الهجري : 845 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1442
تفاصيل الحدث:

هو الشيخ الإمام العالم المحدِّث المفنن، عمدة المؤرخين، ورأس المحدثين: تقي الدين أحمد بن علي بن عبد القادر بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن تميم بن عبد الصمد البعلبكي الأصل, المصري المولد والوفاة، المقريزي الحنفي ثم الشافعي، ولد في القاهرة 764 نشأ بالقاهرة، وتفقه على مذهب الحنفية، وهو مذهب جده العلامة شمس الدين محمد بن الصائغ، ثم تحول شافعيًّا بعد مدة طويلة. تفقه وبرع، وصنف التصانيف المفيدة النافعة الجامعة لكل علم، وكان ضابطًا مؤرخًا، مفننًا، محدِّثًا، معظَّمًا في الدول. وَلِيَ حسبة القاهرة غيرَ مرة، أوَّلُ ولاياته مِن قِبَل السلطان برقوق في الحادي والعشرين رجب سنة 801 عوضًا عن شمس الدين محمد النجانسي، وولي عدة وظائف دينية، مثل القضاء والحِسبة، وعُرِضَ عليه قضاء دمشق في أوائل الدولة الناصرية، فرَدَّ وأبى أن يَقبَل ذلك، وكان إمامًا مفننًا، كتب الكثير بخطه، وانتقى أشياء، وحصَّل الفوائد، واشتهر ذكره في حياته وبعد موته في التاريخ وغيره، حتى صار به يُضرَبُ المَثَل، وكان له محاسن شتى، ومحاضرة جيدة إلى الغاية لا سيما في ذكر السلف من العلماء والملوك وغير ذلك، وكان منقطعًا في داره، ملازمًا للعبادة والخلوة، قلَّ أن يتردد إلى أحد إلا لضرورة، قال ابن تغري بردي الحنفي: "قرأت عليه كثيرًا من مصنَّفاته، وكان يرجِعُ إلى قولي فيما أذكره له من الصواب، ويغيِّرُ ما كتبه أولًا في مصنفاته، وأجاز لي جميع ما يجوز له وعنه روايته من إجازة وتصنيف وغير ذلك، وسمعت عليه كتاب فضل الخيل للحافظ شرف الدين الدمياطي بكماله في عدة مجالس". وقال عنه ابن تغري في كتابه النجوم الزاهرة: "أملى علي نسبَ المقريزي الناصري محمد ابن أخيه بعد وفاته، إلى أن رفعه إلى علي بن أبي طالب من طريق الخلفاء الفاطميين". وهذا يفسِّرُ سِرَّ الدفاع الشديد من المقريزي عن نسب الفاطميين ويصحِّحُ نَسَبَهم, قال ابن حجر العسقلاني: "والعجب أن صاحبنا المقريزي كان يُفرِطُ في تعظيم ابن خلدون؛ لكونه كان يجزم بصحة نسب بني عُبيد -الذين كانوا خلفاء بمصر، وشُهِروا بالفاطميين- إلى عليٍّ، ويخالف غيرَه في ذلك، ويدفع ما نقل عن الأئمة في الطعن في نَسَبِهم، ويقول: إنما كتبوا ذلك المحضرَ مراعاة للخليفة العباسي. وكان المقريزي ينتمي إلى الفاطميين فأحبَّ ابن خلدون؛ لكونه أثبت نِسبَتَهم، وغفل عن مراد ابن خلدون؛ فإنه كان لانحرافه عن آل علي يُثبِتُ نسبة الفاطميين إليهم، لما اشتهر من سوء معتقد الفاطميين، وكون بعضهم نُسِب إلى الزندقة، وادعى الألوهية كالحاكم، وبعضُهم في الغاية من التعصب لمذهب الرفض، حتى قُتِلَ في زمانهم جمعٌ من أهل السنة, وكانوا يصرِّحون بسب الصحابة في جوامعهم ومجامعهم، فإذا كانوا بهذه المثابة وصحَّ أنهم من آل علي حقيقة، التصق بآل عليٍّ العيبُ، وكان ذلك من أسباب النفرة عنهم، والله المستعان". له عدة مصنفات في التاريخ، أشهرها: السلوك في معرفة دول الملوك, وله كتاب الخطط المشهور، واسمه المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار، يَذكُرُ فيه ما بمصر من الآثار، وله كتاب اتعاظ الحنفاء في تاريخ الفاطميين الخلفاء، وله الدرر المضيئة في التاريخ، وله إمتاع الأسماع بما للرسول من الأبناء والأحوال والحفدة والمتاع، وغيرها من الكتب. كانت وفاته في يوم الخميس السادس عشر رمضان، ودفن من الغد بمقابر الصوفية خارج باب النصر.

العام الهجري : 240 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 854
تفاصيل الحدث:

هو أحمدُ ‌بنُ ‌أبي ‌دُؤادَ بنِ جَريرٍ الإياديُّ، القاضي البَصريُّ، ثُمَّ البغداديُّ، الجَهْميُّ، وليَ قضاءَ القُضاةِ للمُعتَصِمِ والواثِقِ وبَعضِ أيَّامِ المتوكِّلِ  . وُلِد سنةَ ستينَ ومائةٍ،  وكان أبوه تاجرًا يَفِدُ إلى الشام، ثم وفد إلى العراق وأخذ ولَدَه هذا معه إلى العراق، فارتحل للبصرةِ، واتصل ابن أبي دؤاد بأصحاب واصلِ بنِ عطاء، وعنهم أخذ مذهَبَ الاعتزالِ، ثم اتَّصلَ بالمأمونِ فكان قاضيَ القُضاةِ، وتوفِّيَ سنةَ أربعينَ ومائتينِ،  عن ثمانين سنةً ودُفِن بدارِه ببغدادَ، عامَلَه اللهُ بما يستَحِقُّ. وكان شاعرًا مُجيدًا، فصيحًا بليغًا، إلَّا أنَّه كان داعيةً إلى خَلقِ القُرآنِ. وقد كان يومَ المحنةِ مُؤَلِّبًا على أحمدَ بنِ حَنبَلٍ، وسببًا في شِدَّةِ تعذيبِه، وكان يقولُ: (يا أميرَ المؤمِنينَ، اقتُلْه، هو ضالٌّ مُضِلٌّ!)  .قال ابنُ عساكِرَ: (وليَ ابنُ أبي دُؤادَ قضاءَ القُضاةِ للمُعتَصِمِ ثُمَّ للواثِقِ، وكان موصوفًا بالجودِ والسَّخاءِ، وحُسنِ الخُلُقِ ووُفورِ الأدَبِ، غيرَ أنَّه أعلَن بمَذهَبِ الجَهْميَّةِ، وحَمَل السُّلطانَ على امتحانِ النَّاسِ بخَلقِ القُرآنِ)  .وحكى عثمانُ بنُ سعيدٍ الدَّارميُّ دورَ ابنِ أبي دُؤادَ في إشعالِ فِتنةِ خَلقِ القُرآنِ، فقال: (أكرَهوا النَّاسَ عليه بالسُّيوفِ والسِّياطِ، فلم تَزَلِ الجَهْميَّةُ سنواتٍ يركَبونَ فيها أهلَ السُّنَّةِ والجماعةِ بقُوَّةِ ابنِ أبي دُؤادَ المحادِّ للهِ ولرَسولِه، حتى استُخلِف المتوكِّلُ -رحمةُ اللهِ عليه- فطمَس اللهُ به آثارَهم، وقَمَع به أنصارَهم، حتى استقام أكثَرُ النَّاسِ على السُّنَّةِ الأُولى، والمنهاجِ الأوَّلِ)  .