الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 6153 ). زمن البحث بالثانية ( 0.001 )

العام الهجري : 502 العام الميلادي : 1108
تفاصيل الحدث:

تطلَّع علي بن يوسف بن تاشفين إلى القضاء على مقاومة النصارى وخاصة ألفونسو السادس صاحب طليطلة الذي أصبح يُغيرُ على أطراف بلاد المسلمين في الأندلس بعد وفاة يوسف بن تاشفين، فولى أخاه تميمًا على غرناطة وجعله قائد جيش المرابطين في الأندلس، ثم قام تميم بمحاربة ألفونسو في معركة أقليش التي تعتبر من أكبر المعارك بعد الزلاقة، واستطاع تميم أن ينتصر على ألفونسو الذي قُتِل ابنه في هذه المعركة، كما قُتِل قائدُ جيشه ومُعظَمُ من كان معه من الأمراء ونحوُ عشرة آلاف من الجنود، وهذا الانتصار قوَّى من عزيمة علي للمسير إلى الأندلس للقضاء على شأفة النصارى فيها، حتى سار في السنة التالية وافتتح ثمانية وعشرين حصنًا.

العام الهجري : 502 العام الميلادي : 1108
تفاصيل الحدث:

كان الصليبيون هاجموا دمشق من جهة الشمال عام 497 ولكنهم هُزموا، وأُسِر أمير الرها الصليبي، غير أنهم استطاعوا في العام نفسه أن يدخلوا حصن أفاميا. بدعم من العُبيديين في أول الأمر لَمَّا وجدوا في الصليبيين حلفاء طبيعيين ضد السلاجقة خصومِهم، واتفقوا معهم على أن يحكموا شماليَّ بلاد الشام ويتركوا لهم حكم جنوبها، ولما دخل الصليبيون بيت المقدس أحسوا بشيء من النصر فتابعوا تقدُّمَهم واصطدموا بالعُبيديين، وبدأت الخلافات بينهما؛ فالعُبيديون قاتلوا الصليبيين دفاعًا عن مناطقهم في جنوب الشام وخوفًا على أنفسهم، ولم يقاتلوهم دفاعًا عن الإسلام وحمايةً لأبنائه، ولو استمر الصليبيون في اتفاقهم مع العُبيديين لكان من الممكن أن يتقاسموا وإياهم ديار الإسلام. لقد استقبل سكان البلاد من النصارى والأرمن الصليبيين استقبالًا حارًّا ورحبوا بهم ترحيبًا كبيرًا، وقد ظهر هذا في أثناء دخولهم أنطاكية وبيت المقدس،كما قد دعموهم في أثناء وجودهم في البلاد وقدموا لهم كل المساعدات، وقاتلوا المسلمين، وكانوا عيونًا عليهم للصليبيين, وتشكلت إمارات صليبية في بلاد الشام، وهي: إمارة في الرها، إمارة بيت المقدس، إمارة أنطاكية، ولم يجد الصليبيون الأمن والاستقرار في بلاد الشام في المناطق التي سيطروا عليها وشكلوا فيها إمارات رغم انتصارهم؛ إذ كان السكان المسلمون ينالون منهم كلما سنحت لهم الفرصة، كما يُغير عليهم الحكام المسلمون في سبيل إخراجهم من البلاد، ودفاعًا عن عقائدهم ومقدساتهم التي كان الصليبيون ينتهكونها.

العام الهجري : 502 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1108
تفاصيل الحدث:

لما استولى جاولي سقاوو على الموصل وعلى الأموال الكثيرة منها، لم يحمل إلى السلطان منها شيئًا، فلما وصل السلطان إلى بغداد لقصد بلاد سيف الدولة صدقة، أرسل إلى جاولي يستدعيه إليه بالعساكر، وكرر الرسُلَ إليه، فلم يَحضُر، وغالط في الانحدار إليه، وأظهر أنه يخاف أن يجتمِعَ به، ولم يقنع بذلك حتى كاتب صدقة، وأظهر له أنه معه، فلما فرغ السلطان من أمر صدقة وقتله، أرسل مجموعة من أمرائه الكبار على رأسهم مودود بن طغتكين إلى الموصل، وبلاد جاولي، وأخذها منه، فتوجهوا نحو الموصل فوجدوا جاولي عاصيًا قد استعدَّ للحصار وحبَسَ الأعيان وخرج عن البلد ونهب السواد. فطال الحصار على أهلها من خارج، والظلم من داخل إلى آخِرِ المحرَّم، والجند بها يمنعون القربَ من السور. فلما طال الأمر على الناس خرج بعض الحامية من فرجة من السور وأدخلوا منها مودودًا وعساكره، فملكوا البلد, فلما دخله الأمير مودود نودي بالسكون والأمن، وأن يعود الناس إلى دورهم وأملاكهم، ووَلِيَ مودود الموصل وما ينضاف إليها.

العام الهجري : 502 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1108
تفاصيل الحدث:

كان المصافُّ بين جاولي سقاوو التركماني وبين طنكري الفرنجي، صاحب أنطاكية، وسببُ ذلك أن الملك رضوانًا كتب إلى طنكري صاحب أنطاكية يُعَرِّفه ما عليه جاولي من الغدر والمكر والخداع، ويحذِّره منه ويُعلِمُه أنه قصد حلب وأنَّه إن ملكها لا يبقى للفرنج معه بالشام مقام، وطلب منه النصرة والاتفاق على منعه. فأجابه طنكري إلى منعه، وبرز من أنطاكية، فأرسل إليه رضوان ستمائة فارس، فلما سمع جاولي الخبر أرسل إلى القمص -كبير القساوسة- صاحب الرها، يستدعيه إلى مساعدته، وأطلق له ما بقي عليه من مال المفاداة، فسار إلى جاولي فلحق به، وهو على منبج، فوصل الخبر إليه، وهو على هذه الحال، بأن الموصل قد استولى عليها عسكر السلطان، وملكوا خزائنَه وأموالَه، فاشتَدَّ ذلك عليه وفارقه كثيرٌ من أصحابِه، منهم أتابك زنكي بن آقسنقر، وبكتاش النهاوندي، وبقي جاولي في ألف فارس، وانضَمَّ إليه خَلقٌ من المطوعة، فنزل بتل باشر، وقاربهم طنكري، وهو في ألف وخمسمائة فارس من الفرنج، وستمائة من أصحاب الملك رضوان، سوى الرجَّالة، فجعل جاولي في ميمنته الأمير أقسيان، والأمير التونتاش الأبري وغيرهما، وفي الميسرة الأمير بدران بن صدقة، وأصبهبذ صباوة، وسنقر دراز، وفي القلب القُمُّص، صاحب الرها، واشتد القتال، فأزاح طنكري القلب عن موضعه، وحملت ميسرة جاولي على رجَّالة صاحب أنطاكية، فقَتلت منهم خلقًا كثيرًا، ولم يبقَ غير هزيمة صاحب أنطاكية، فحينئذ عمد أصحاب جاولي إلى جنائب القمص وجوسلين وغيرهما من الفرنج، فركبوها وانهزموا، فمضى جاولي وراءهم ليرُدَّهم، فلم يرجعوا، وكانت طاعته قد زالت عنهم حين أُخِذت الموصل منه، فلمَّا رأى أنهم لا يعودون معه أهمَّته نفسه، وخاف من المقام، فانهزم، وانهزم باقي عسكرُه، فأما أصبهبذ صباوة فسار نحو الشام، وأما بدران بن صدقة فسار إلى قلعة جعبر، وأما ابن جكرمش فقصد جزيرةَ ابن عمر، وأما جاولي فقصد الرحبة، وقُتِل من المسلمين خلق كثير، ونهب صاحب أنطاكية أموالَهم وأثقالهم، وعَظُم البلاء عليهم من الفرنج، وهرب القُمُّص وجوسلين إلى تل باشر والتجأ إليهما خلق كثير من المسلمين، ففعلا معهم الجميل، وداويا الجرحى، وكسَوَا العراة، وسيَّرَاهم إلى بلادِهم.

العام الهجري : 502 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1109
تفاصيل الحدث:

حاول الباطنية الإسماعيلية الاستيلاءَ على حصن شيزر مستغلين خروج أصحابه بني منقذ منه، ولكنَّ بني منقذ أدركوهم وقاتلوهم حتى أخرجوهم من الحصن وقُتل من الطرفين الكثير، كما قام الباطنية الإسماعيلية باغتيال عدد من القضاة، منهم: قاضي أصبهان عبيد الله بن علي الخطيبي، وقتلوا قاضي نيسابور صاعد بن محمد أبو العلاء البخاري، وقتلوا أيضًا قاضي آمد عبد الواحد بن إسماعيل الروياني الشافعي، وقام في السنة التالية بعض الباطنية على الوزير أبي نصر بن نظام الملك لقتله، فضربوه بالسكاكين فجرحه أحدُهم في رقبته، ثم أُخِذ الباطني فسُقِيَ الخمر فأقرَّ على جماعة من الباطنية، فأُخذوا فقُتلوا.

العام الهجري : 502 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1109
تفاصيل الحدث:

هو إمام اللغة أبو زكريا يحيى بن علي بن محمد، المعروف بالخطيب التبريزي، أحد أعلام اللغة والأدب في القرن الخامس الهجري، وصاحب الشروح المعروفة لعدد من المجموعات الشعرية، مثل: المعلَّقات، والمُفَضَّليات، والحماسة. وكان أصله من تبريز، ونشأ ببغداد ورحل إلى بلاد الشام، فقرأ "تهذيب اللغة" للأزهري، على أبي العلاء المعري، قيل: أتاه يحمل نسخة "التهذيب" في مِخْلاة على ظهره، وقد بلَّلَها عرقُه حتى ليظُنُّ من يراها أنها غريقة، ودخل مصر، ثم عاد إلى بغداد، فقام على خزانة الكتب في المدرسة النظامية إلى أن توفي. ومن كتبه: "شرح ديوان الحماسة" لأبي تمام، و"تهذيب إصلاح المنطق" لابن السِّكِّيت، و"تهذيب الألفاظ" لابن السكيت. قال ابن نقطة: "ثقة في علمه، مخلِّط في دينه، وقيل: إنه تاب".

العام الهجري : 502 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1109
تفاصيل الحدث:

اصطلح عامةُ بغداد السُّنَّة والشيعة، وكان الشرُّ منهم على طول الزمان، وقد اجتهد الخلفاء والسلاطين والشُحن -المسؤولون عن ضبط الأمن- في إصلاح الحال، فتعذر عليهم ذلك إلى أن أذن الله تعالى فيه، وكان بغير واسطة، وكان السبب في ذلك أن السلطان محمدًا لما قَتَل ملك العرب صدقة خاف الشيعة ببغداد أهل الكرخ وغيرهم؛ لأن صدقة كان يتشيَّع هو وأهل بيته، فشنَّع أهل السُّنَّة عليهم بأنهم نالهم غمٌّ وهَمٌّ لقتله، فخاف الشيعة وأغضوا على سماع هذا، ولم يزالوا خائفين إلى شعبان، فلما دخل شعبان تجهَّز السُّنَّة لزيارة قبر مصعب بن الزبير، وكانوا قد تركوا ذلك سنين كثيرة، ومنعوا منه لِتُقطَعَ الفِتَنُ الحادثة بسببه، فلما تجهزوا للمسير اتفقوا على أن يجعلوا طريقهم في الكرخ، فأظهروا ذلك، فاتفق رأيُ أهل الكرخ على ترك معارضتهم، وأنهم لا يمنعونهم، فصارت السُّنة تسير أهل كل محلة منفردين، ومعهم من الزينة والسلاح شيءٌ كثير، وجاء أهل باب المراتب ومعهم فيل قد عُمِل من خشب، وعليه الرجال بالسلاح، وقصدوا جميعهم الكرخ ليعبروا فيه، فاستقبلهم أهله بالبخور والطيب، والماء المبرد، والسلاح الكثير، وأظهروا بهم السرور، وشيَّعوهم حتى خرجوا من المحلة، وخرج الشيعة ليلة النصف منه إلى مشهد موسى بن جعفر وغيره، فلم يعترضهم أحد من السُّنة، فعجب الناس لذلك، ولما عادوا من زيارة مصعب لقيهم أهل الكرخ بالفرح والسرور.

العام الهجري : 503 العام الميلادي : 1109
تفاصيل الحدث:

جهَّز يحيى بن تميم، صاحب إفريقية، خمسة عشر شينيًا -سفن حربية كبيرة- وسيَّرها إلى بلاد الروم، فلقيها أسطول الروم، وهو كبير، فقاتلوهم وأخذوا ست قطع من شواني المسلمين، ولم ينهزم بعد ذلك ليحيى جيشٌ في البحر والبر.

العام الهجري : 503 العام الميلادي : 1109
تفاصيل الحدث:

لما فرغ الفرنج من طرابلس سار طنكري، صاحب أنطاكية، إلى بانياس وحَصَرها وافتتحها، وأمَّن أهلها، ونزل مدينة جبيل، وفيها فخر الملك بن عمار الذي كان صاحب طرابلس، وكان القوت فيها قليلًا، فقاتلها إلى أن ملكها في الثاني والعشرين من ذي الحجة من السنة بالأمان، وخرج فخر الملك بن عمار سالِمًا، ووصل عَقيبَ ملك طرابلس الأسطولُ المصري بالرجال والمال والغلال وغيرها ما يكفيهم سنة، فوصل إلى صور بعد أخذ طرابلس بثمانية أيام، وفُرِّقت الغلال التي فيه والذخائِرُ في الجهات المنفذة إليها صور وصيدا وبيروت، وأما فخر الملك بن عمار فإنه قصد شيزر، فأكرمَه صاحبها الأمير سلطان بن علي بن منقذ الكناني، واحترمه، وسأله أن يقيم عنده، فلم يفعل، وسار إلى دمشق، فأنزله طغتكين صاحبها، وأجزل له في الحمل والعطية، وأقطعه أعمال الزبداني، وهو عمل كبير من أعمال دمشق.

العام الهجري : 503 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1109
تفاصيل الحدث:

سيَّرَ يحي بن تميم ابنه أبي الفتوح إلى مدينة سفاقس واليًا عليها، فثار به أهلُها، فنهبوا قصرَه، وهمُّوا بقتله، فلم يزل يحيى يعمِلُ الحيلة عليهم، حتى فرَّق كلمتَهم، وبدَّد شملَهم، وملَك رقابَهم فسجنَهم، وعفا عن دمائِهم وذنوبِهم.

العام الهجري : 503 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1110
تفاصيل الحدث:

احتلَّ الفرنج طرابلس، وسبب ذلك أن طرابلس كانت قد صارت في حكم العُبيديين في مصر ونائبهم فيها، والمدد يأتي إليها منه، فلما كانت هذه السنة أول شعبان وصل أسطولٌ كبير من بلد الفرنج في البحر، ومُقدَّمهم قمص كبير القساوسة- اسمه ريمند بن صنجيل، ومراكبه مشحونة بالرجال والسلاح والميرة، فنزل على طرابلس، وكان نازلًا عليها قبله السرداني ابن أخت صنجيل، فجرى بينهما فتنة أدت إلى الاقتتال بينهما، فوصل طنكري صاحب أنطاكية إليها؛ معونةً للسرداني، ووصل الملك بغدوين، صاحب القدس، في عسكره، فأصلح بينهما، ونزل الفرنج جميعهم على طرابلس، وشرعوا في قتالها، ومضايقة أهلها، من أول شعبان، وألصقوا أبراجهم بسورها، فلما رأى الجند وأهل البلد ذلك سُقِط في أيديهم، وذلَّت نفوسهم، وزادهم ضعفًا تأخُّرُ الأسطول المصري عنهم بالميرة والنجدة، ومد الفرنج القتال عليها من الأبراج والزحف، فهجموا على البلد وملكوه عَنوة وقهرًا يوم الاثنين لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي الحجة، ونهبوا ما فيها، وأسروا الرجال، وسَبَوا النساء والأطفال، ونهبوا الأموال، وغنموا من أهلها من الأموال والأمتعة وكُتُب دور العلم الموقوفة ما لا يُحَدُّ ولا يحصى، فإن أهلها كانوا من أكثر أهل البلاد أموالًا وتجارة، وسَلِمَ الوالي الذي كان بها وجماعةٌ من جندها كانوا التمسوا الأمان قبل فتحها، فوصلوا إلى دمشق، وعاقب الفرنج أهلها بأنواع العقوبات، وأُخِذَت دفائنهم وذخائرهم في مكامنِهم.

العام الهجري : 504 العام الميلادي : 1110
تفاصيل الحدث:

في أوائل هذه السنة تجهَّز جماعة من البغدادية من الفقهاء وغيرهم، ومنهم ابن الزاغوني، للخروج إلى الشام لأجل الجهاد، وقتال الفرنج، وذلك حين بلغهم أنهم فتحوا مدائن عديدة، من ذلك مدينة صيدا وغيرها من المدائن، ثم رجع كثيرٌ منهم حين بلغهم كثرة الفرنج.

العام الهجري : 504 العام الميلادي : 1110
تفاصيل الحدث:

جمع صاحِبُ أنطاكية عساكِرَه من الفرنج، وحشد الفارِسَ والراجِلَ، وسار نحو حصن الأثارب، وهو بالقرب من مدينة حلب بينهما ثلاثة فراسخ، وحصره ومنع عنه الميرة، فضاق الأمر على من به من المسلمين، فنقبوا من القلعة نقبًا قصدوا أن يخرجوا منه إلى خيمة صاحب أنطاكية فيقتُلوه، فلما فعلوا ذلك وقربوا من خيمتِه استأمن إليه صبيٌّ أرمنيٌّ، فعرَّفه الحال فاحتاط واحترز منهم، وجَدَّ في قتالهم حتى ملك الحصن قهرًا وعنوة، وقَتَل من أهله ألفي رجل، وسبى وأسر الباقين، ثم سار إلى حصن زردنا، فحصره ففتحه وفعل بأهله مثل الأثارب، فلما سمع أهل منبج بذلك فارقوها خوفًا من الفرنج، وكذلك أهل بالس، وقصد الفرنج البلدين فرأوهما وليس بهما أنيس، فعادوا عنهما، وسار عسكر من الفرنج إلى مدينة صيدا، فطلب أهلها منهم الأمان فأمَّنوهم وتسلَّموا البلد.

العام الهجري : 504 العام الميلادي : 1110
تفاصيل الحدث:

لما فتح الفرنج معظم بلاد الشام عَظُمَ خوفُ المسلمين منهم وبلغت القلوبُ الحناجِرَ، وأيقنوا باستيلاء الفرنج على سائر الشام لعدم الحامي له والمانع عنه، فشرع أمراء بلاد الشام في الهدنة معهم، فامتنع الفرنج من الإجابة إلا على قطيعة يأخذونها إلى مدة يسيرة، فصالحهم الملك رضوان، صاحب حلب، على اثنين وثلاثين ألف دينار وغيرها من الخيول والثياب، وصالحهم صاحب صور على سبعة آلاف دينار، وصالحهم ابن منقذ، صاحب شيزر، على أربعة آلاف دينار، وصالحهم علي الكردي، صاحب حماة، على ألفي دينار، وكانت مدة الهدنة إلى وقت إدراك الغَلَّة وحصادها.

العام الهجري : 504 العام الميلادي : 1110
تفاصيل الحدث:

كانت عسقلان للفاطميين المصريين، ثم إنَّ حاكِمَ مصر الفاطمي الآمر بأحكام الله استعمل عليها إنسانًا يُعرَف بشمس الخلافة، فراسل بغدوين ملك الفرنج بالشام وهادنه، وأدَّى إليه مالًا وعروضًا، فامتنع به من أحكام المصريين عليه إلا فيما يريد من غير مجاهدة بذلك، فوصلت الأخبارُ بذلك إلى الآمر صاحب مصر، وإلى وزيره الأفضل، أمير الجيوش، فعَظُم الأمر عليهما، وجهَّزا عسكرًا وسيَّراه إلى عسقلان مع قائد كبير من قوَّاده، وأظهرا أنه يريد الغزاة، ونفذا إلى القائد سرًّا أن يقبض على شمس الخلافة إذا حضر عندهم، ويقيم هو عِوَضَه بعسقلان أميرًا. فسار العسكر، فعرف شمس الخلافة الحال فامتنع من الحضور عند العسكر المصري، وجاهر بالعصيان وأخرج من كان عنده من عسكر مصر؛ خوفًا منهم، فلما عرف الأفضل ذلك خاف أن يُسَلِّمَ عسقلان إلى الفرنج، فأرسل إليه وطيَّب قلبه وسكَّنه، وأقرَّه على عمله، وأعاد عليه إقطاعَه بمصر، ثم إن شمس الخلافة خاف أهل عسقلان فأحضر جماعة من الأرمن واتخذهم جندًا، ولم يزل على هذه الحال إلى آخر سنة أربع وخمسمائة، فأنكر الأمرَ أهلُ البلد، فوثب به قومٌ من أعيانه وهو راكب، فجرجروه فانهزم منهم إلى داره، فتبعوه وقتلوه، ونهبوا داره وجميع ما فيها، ونهبوا بعض دور غيره من أرباب الأموال بهذه الحُجَّة، وأرسلوا إلى مصر بجَليَّة الحال إلى الآمر والأفضل، فسُرَّا بذلك، وأحسَنا إلى الواصِلين بالبشارة، وأرسلا إليه واليًا يقيم به، ويستعمل مع أهل البلد الإحسان وحُسنَ السيرة، فتَمَّ ذلك وزال ما كانوا يخافونه.